اعترافي بالمجلس الوطني السوري

إعترافي بالمجلس الوطني السوري

وانضمامي لاعتصام الأحرار على اليوتوب

أنا الكاتب والشاعر العربي السوري المغترب طريف يوسف آغا، والذي كرمته الثورة السورية بوضع اسمه وصورته على لائحة الشرف الخاصة بها، مع نخبة من الذين وقفوا معها ودعموها في الداخل والخارج، أعلن من مدينة هيوستن/تكساس اعترافي بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب العربي السوري الذي يصنع التاريخ اليوم عبر ثورة اسطورية قل مثيلها.

وقد دفعني لهذا الاعتراف عدة أسباب أوجزها فيما يلي:

1- أن النظام السوري الحاكم، وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، فشل باستعادة الجولان المحتل، وهذا كاف لرحيله. ولو كان نظاماً يحترم نفسه، لكان تنحى لهذا السبب بالذات وأفسح المجال لغيره للقيام بهذه المهمة الوطنية.

2- وهو أيضاً ترك المجال الجوي السوري ساحة للطيران الحربي للعدو الاسرائيلي يعربد فيه ويقصف أرضنا منه متى وأين شاء. وكل مافعله أنه احتفظ لنفسه بحق اختيار زمان ومكان واسلوب الرد، والذي لم نره بعد. وهذا السبب كاف أيضاً لرحيله وافساح المجال لغيره للدفاع عن سماء وأرض الوطن.

في الواقع فان أياً من السببين السابقين كاف لاسقاط الشرعية عن أي نظام في العالم، ولكني سأضيف إليهما الأسباب الثلاثة التالية للتوثيق.

3- قام في الماضي والحاضر باقتحام المدن السورية بالدبابات وقصفها براً وبحراً وجواً وبالأسلحة الثقيلة، غير مفرق بين من يدعوهم بالعصابات المسلحة وبين السكان المدنيين العزل، متحججاً كعادته بنظرية المؤامرة الإسرائيلية الأوربية الأمريكية المشتركة. وحتى إذا وافقنا تجاوزاً على نظريته، أليس من المنطق أن يهاجم الطرف الذي يدعي بأنه خطط للمؤامرة؟ ونحن لن نطلب منه بطبيعة الحال أن يغزو أوربة أو أمريكا، فهاهي إسرائيل على مرمى مدافعه وصواريخه وطائراته. ولكن يبدو أنه وجد في قتل مواطنيه العزل أكثر سهولة وأقل خطورة من التورط مع جيش نظامي مدجج ومجهز، وهذا السبب أيضاً كاف لرحيله.

4- قام في الماضي والحاضر بممارسة التعذيب اللاانساني على الآلاف من مواطنيه، غير مفرق بين الأطفال والنساء وكبار السن، حيث قضى الكثير منهم في الزنزانات وخرجت جثثهم لتتحدث عن بشاعة التعذيب الذي تعرضت له. وهذا ليس فقط كافياً لاقصائه، ولكن أيضاً لتقديمه لمحكمة العدل الدولية المتخصصة بالجرائم ضد الانسانية.

5- تسلط على اقتصاد البلاد وحكمها بنظام الأسرة الواحدة، فجمع ثروات الوطن الهائلة في يد تلك الأسرة والحاشية المحيطة بها، في حين غرق أفراد الشعب في البؤس والفقر. فاضطر لممارسة سياسة القهر ضدهم لضمان سكوتهم وعدم مسائلتهم له.

وأريد أن أقول هنا لو أن النظام استطاع استرجاع الجولان المحتل وحفظ أرض وسماء الوطن من عربدة الأعداء، فلربما (وأقول لربما) كان الشعب السوري سيتسامح معه في بقية المجالات من حقوق ومظالم وثروات وغيرها. ولكنه لا استرجع الأرض ولا حافظ على الحقوق. وكونه كان قد وصل إلى الحكم عبر وسائل غير صناديق الاقتراع، فمن الواضح بأنه لن يتنازل عنه إلا بوسائل غير صناديق الاقتراع. والوسيلة الأفضل في الوقت الراهن لذلك هي وضع النظام بين فكي كماشة ثورة مدنية سلمية تضغط عليه من الداخل ومجلس وطني يمثل غالبية أطياف الشعب السوري يضغط عليه من خارج البلاد. وكون الثورة السورية السلمية قد أدهشت الخصوم قبل الأصدقاء، بشجاعتها واستمراريتها وتضحيتها، فقد قامت بمهمتها على أكمل وجه وحازت على اعتراف العالم أجمع، شرقاً وغرباً. أما بخصوص المجلس الوطني الذي خرج إلى الحياة قبل أيام بعد عملية قيصرية صعبة، فأنا أهيب بحكومات دول العالم الحر، العربية والأجنبية أن يقوموا بدورهم بزيادة الضغط على النظام باعترافهم بهذا المجلس واستبدال سفراء النظام بسفراء يقوم المجلس بتعيينهم. كما وأهيب بالأحزاب والمنظمات الدولية، حكومية وغير حكومية، وحتى بالأفراد العاديين من مواطني سورية وبقية الدول العربية وغير العربية، أن يقوموا بنفس الشئ ويضموا أصواتهم إلى صوتي ويعترفوا بهذا المجلس علناً وبصراحة، فكل اعتراف ذي قيمة كان صاحبه من كان. ولنتذكر أن زمن الخوف والعبارات المطاطة قد انتهى إلى غير عودة، وهذه ربما تكون الفرصة الأخيرة لاتخاذ موقف مشرف يفاخر به صاحبه في المستقبل كما ويجعل أبنائه وأحفاده أيضاً فخورين به ويذكره تاريخ وطنه بأحرف من نور.

ولايسعني في الخاتمة سوى التوجه بالشكر والتقدير للمجلس الانتقالي الليبي والتحالف الديمقراطي المصري والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لافتتاحهم الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني بعد أن قام الشعب السوري الثائر بنفسه بالاعتراف به من خلال مظاهرات يوم الجمعة 7 تشرين الأول، أوكتوبر 2011 والذي أطلق عليها أيضاً اسم جمعة (المجلس الوطني يمثلني) والمظاهرات التي تلتها.

أرجو نشر هذه الرسالة وإعادة إرسالها إلى المجلس الوطني بأسماء القراء للتعبير عن دعمنا له واعترافنا به.

والسلام

طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

جمعة (شهداء المهلة العربية) 23 ذي القعدة 1432/21 تشرين الأول، أوكتوبر 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry