يوميات بطة: رباعيات الحب والحرب

يَومِياتْ بَطَّـة

رباعيات الحب والحرب

اسـتيقظتِ الغابةُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ

أنَّ مَليكَها ليـسَ سِـوى بَطَّـة

وهوَ الذي طالما افتخرَ وفاخَـرَ

بأنَّـهُ ينحدرُ مِـنْ أصلِ قِطَّـة

***

اسـتيقظتِ المملكةُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ

أنَّ الصَولجانَ انتهى إلى (كَشَّـةٍ) مِـنَ الطيورْ

هُنا بومةٌ وشـوحَةٌ هُناكَ وأُنثى غُرابْ

أما الرَعِيةُ فانتهتْ بينَ قابِـرٍ ومَقبـورْ

***

اسـتيقظَ المغولُ ذاتَ صباحٍ لِيَجِـدوا

أنَّ تحتَ ملابِـسِ هولاكو ينبُتُ ريـشْ

والعالَـمُ الذي وجدهُ عَدواً للحضاراتِ

وجدهُ أيضاً مُدمِناً، على الدماءِ يعيـشْ

***

استيقظَ الشـبيحةُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدوا

أنَّ الشَـبيحَ الأولَ يمتلكُ جناحيـنْ

صحيحٌ أنَّـهُ مِـنَ الدناءةِ أدنى ولكنهُ

على الطيرانِ أيضاً باتَ قابَ قوسَـينْ

***

اسـتيقظَ اللصوصُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدوا

أنَّ اللِصَّ الأكبرَ لهُ مِنقـارْ

يتلقى تعليماتِهِ مِـنْ هذهِ وتلكْ

ويعملُ على نهبِ البِلادِ ليلَ نهـارْ

***

اسـتيقظتْ قُرَيـشُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ

أنَّ مَعبودَها غارقٌ في العَسَـلْ

وهيَ التي طالما ركَعتْ لهُ وسَـجدَتْ

وأطلقتْ عليهِ مِـنَ الأسـماءِ هُبَـلْ

***

استيقظَ القتلةُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدوا

أنَّ رئيسَـهمْ هوَ أيضاً قاتِلُ قلـوبْ

معَ ارتكابهِ الجرائِمَ تحلو الرسـائِلْ

مُراسلاتُهُ تجعلُ القُلوبَ تحترِقُ وتذوبْ

***

استيقظتْ نقابةُ الجزّارينَ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ

أنَّ نقيبَها الجزّارَ ورائَـهُ قِصَّـةْ

قِصَّـةٌ للأسَـفِ لاتُلائِمُ سُـمعَةَ المِـهنَةْ

وأقلُّ مايُقالُ عنها أنَّها (جرصَـة)

***

اسـتيقظتِ السَـلطنةُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ

أنَّ السُـلطانَ تحكمُهُ باقَـةٌ مِـنَ الـحَريـمْ

الأمرُ عندَهُ (لشِـيمةْ وريمةْ وقليلة القيمةْ)

أمّا هوَ فمِنْ كُلِّ الفوائدِ عَديمْ

***

اسـتيقظَ الشَـعبُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدَ

أنَّ الوريثَ الـمُلهَمَ لديهِ هِواياتْ

قصصُ الأطفالِ مِـنْ بعضِها والجِنسُ اللطيفْ

والتعذيبُ وقصفُ الـمُدُنِ وحرقُ البَلداتْ

***

اسـتيقظَ الجيـشُ الجرارُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدَ

أنَّ قائِدَهُ الأعلى تقودهُ فِرقَـةُ مُستشاراتْ

وأنَّـهُ مابينَ اسـتلامِ وتسـليمِ الـجُثَثِ

يسـتلمُ الصورَ والأشـواقَ والآهـاتْ

***

اسـتيقظتِ الزوجةُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ

أنَّ زوجَها غارِقٌ معَ النِسـاءْ

وأنَّ المياهَ ماشِـيةٌ مِـنْ تحتِها ولاتدري

وأنَّ الظاهِرَ عكسُ مايجري في الخَفـاءْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (قادمون يادمشق) 30 ربيع الثاني 1433 / 23 آذار، مارس 2012

http://sites.google.com/site/tarifspoetry