فنلندا ورفع التمثيل الدبلوماسي لدرجة سفارة

كاتب المقال: أيمن أبو صالح، مترجم محلف للغة الفنلندية فلسطيني مقيم في هلسنكي

قامت وكالة الأنباء الفنلندية أوليه (YLE) بنشر مقال بتاريخ 3/5/2013 مفاده أن فنلندا أعطت للممثلية الفلسطينية في هلسنكي نفس المرتبة أو المستوي كباقي الممثليات الدبلوماسية في فنلندا، ومباشرةً تحت عنوان المقال تذكر وكالة الأنباء بأن رفع درجة التمثيل هذا لا يعني أن فنلندا تعترف رسمياً بدولة فلسطين.

كما تذكر مرة أخرى وكالة الأنباء الفنلندية في نهاية مقالها أيضاً أن دولة فنلندا تشدد على أنها لا تعترف رسمياً بدولة فلسطين مع الرغم من إضطرارها لرفع درجة التمثيل لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في هلسنكي.

كما تذكر وكالة الأنباء الفنلندية في نبأها أن فنلندا والدانمرك إضطرتا لرفع درجة التمثيل لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية فيهما لأن النرويج والسويد وآيسلندا قد رفعوا مستوى تمثيل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية منذ فترة، وبما أن فنلندا والدانمارك قد وقعتا على إتفاقية إتحاد دول الشمال في خمسينات القرن الماضي، فإن هذه الإتفاقية تلزم فنلندا والدانمارك بالحذو حذي النرويج والسويد وآيسلندا لرفع مستوى التمثيل، وبما أن هذه الدول الثلاثة طلبت من فنلندا والدانمارك توحيد سياسة إتحاد دول الشمال من ناحية الشأن الفلسطيني، إضطرت فنلندا والدانمرك لرفع مستوى التمثيل لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية فيها إلى درجة سفارة كما فعلت النرويج والسويد وآيسلندا من قبل.

كتبت هذا المقال بصفتي مترجم للغة الفنلندية، لأنه رأيت أنه من المهم نقل تطورات معاملة فنلندا للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية إلى عامة الشعب العربي والإسلامي، لأن هذه الدولة إعتادت في سياساتها الخارجية على ما يعرفونه في فنلندا بإسم الحرباء (kameleontti) أي سياسة فنلندا الخارجية.

الدانمارك معروفة بعدائها العلني للعرب والإسلام والمسلمين وتقوم بالسخرية والإستهزاء بأقدس مقدسات المسلمين ورسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام. كما تقوم الدانمارك بالمشاركة علانية في الأعمال الحربية والغزو الذي يشنه الغرب على عالمنا العربي والإسلامي. ولكن لا أحد يذكر ما تقوم به دولة فنلندا من أعمال لقتل أهلنا في فلسطين من تزويد الكيان الصهيوني بأجزاء مهمة للصواريخ تتعلق بمنظومات توجيه الصواريخ ومنظومات الرؤيا الليلية ومنظومات توجيه الصواريخ في حالات الطقس السيئة. وقد زادت فنلندا من تعاونها العسكري مع الكيان الصهيوني بعد الحرب على قطاع غزة عام 2008 – 2009 بشكل كبير، وجزئية إختصاص فنلندا كما تقول بأنها دولة صغيرة هو منظومة توجيه الصواريخ. وهذه الصواريخ هي التي تضمن للكيان الصهيوني التفوق العسكري كما يقتل بها أطفالنا وأهلنا في قطاع غزة وعامة أنحاء فلسطين وفي جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، فها هي دولة الكيان الصهيوني قد هاجمت بالصواريخ حتى السودان وصباح أمس الجمعة ضربت الصواريخ الصهيونية الموجهة فنلندياً مناطق في سوريا.

إن مساهمة دولة فنلندا في دعم بني صهيون هي حسب متابعتي لما يقومون به الأكبر من ناحية العداء والتسبب بالضرر لأهلنا في فلسطين ولشعوب العالم العربي والإسلامي مقارنة مع باقي دول الشمال.

فبعد الحرب على غزة 2008 – 2008 قامت النرويج مثلاً بتخفيض تجارتها في المجال العسكري مع بني صهيون، أما فنلندا فقامت بزيادة هذا التعاون العسكري خاصة في توجيه الصواريخ بشكل كبير بعد حرب 2008 – 2009.

تتبع في فنلندا في سياستها مع العالم العربي والإسلامي السياسة الفنلندية المعروفة بالحرباء (kameleontti) فمثلاً قام العديد من ما يطلق عليهم فنانين فنلنديين بنشر صور وروسومات مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في العديد من الصحف والمجلات الفنلندية ومن الممكن أن يكون نطاق الإنتشار أكثر من ما كان عليه في الدانمارك، ولكن عندما تعلم فنلندا أنه من الممكن أن ينتج عن ذلك موجة غضب تضر بمصالحها، فحينئذ تتبع سياسة الحرباء وكانت مثلاً في حالة الرسومات المسيئة للرسول الكريم أنهم طلبوا من رئيس الوزراء الفنلندي حينئذ ماتي فانهانين أن يعتذر عن هذه الصور ومباشرة بعد أن إعتذر قاموا بحرقه أما الرأي العام الفنلندي أي إتهموه بأنه يتحرش بالنساء وأنه كان مرتشي أثناء الإنتخابات وعزلوه، وبعد أن هدأت موجة الغضب في العالم العربي والإسلامي على الرسومات الدانماركية المسيئة لرسولنا الكريم، أعلن المسؤولون في وزارة العدل الفنلندية أن إعتذار ماتي فانهانين لم يكن مطابقاً للقانون والدستور الفنلندي وأن القانون الفنلندي يعتبر نشر هذه الرسومات المسيئة لمشاعر العرب والمسلمين بأنه حق يضمنه الدستور الفنلندي لكل من شاء ذلك وأنهم يعتبرون ذلك حرية كلمة. طبعاً نشرت هذه التصريحات بعد أن هدأت موجة الغضب على الرسوميات الدانماركية المسيئة.

كما قامت رئيسة جمهورية فنلندا السابقة تاريا هالونين بعزل رئيسة الوزراء أنّيلي ياتينماكي بعد بضعة أيام فقط من توليها مهام رئاسة الوزراء. وقد كان سبب هذا العزل هو إفشاء رئيسة الوزراء لمعلومات سرية للتآمر على العراق مع القوات الأمريكية أبان حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن وغزو العراق. حتى الآن تفاصيل هذه المآمرة الفنلندية على العراق والأحداث المتعلقة بالعزل تعتبر أسرار دولة فنلندية، ولكن ما نشر فقط من الجانب الرسمي الفنلندي أن سبب عزل رئيسة الوزراء بعد بضعة أيام من توليها مهام منصبها هو إفشائها معلومات سرية بخصوص العراق ولم تذكر ما هي تلك المعلومات ولا أي شيء آخر، والمفهوم من هذه القضية هو عدم إتقان رئيسة الوزراء الجديدة هذه لسياسة الحرباء عند التآمر على العراق لغزو العراق.

كما أن الدور الفنلندي في مذبحة ملجأ العامرية في العراق لم يعد خافٍ على أحد وقد قمت بنشر مقال مفصل من قبل عن الدور الفنلندي ومشاركتها في جريمة مذبحة ملجأ العامرية العراقي.

أما من ناحية الدعم العسكري الفنلندي لدولة الكيان الصهيوني، فقد قمت بنشر مقال مفصل من قبل عن وجود تراخيص مؤقتة وأخرى دائمة من وزارة الدفاع الفنلندية للجيش الصهيوني، وقد أبلغت بذلك رسمياً بتوضيح رسمي من وزارة الدفاع الفنلندية ووزارة الخارجية الفنلندية بعد أن تقدمت بشكوى إلى مجلس الدولة الفنلندية عن إرتكاب فنلندا لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وذلك بتزويد الجيش الصهيوني لتكنولوجيا توجيه الصواريخ التي قتل فيها آلاف المدنيين من الفلسطينيين على مدى عقود، على العلم أن التعاون العسكري الصهيوني الفنلندي قائم رسمياً منذ خمسينات القرن الماضي وأنه قد تم تسجيل منظمات وجمعيات صهيونية لإحتلال اليهود لفلسطين منذ عشرينيات القرن الماضي، وأذكر بأنه حسب الإحصاءات الرسمية الفنلندية فإن أكبر عدد يعمل في الكيبوتسات الصهيونية في فلسطين المحتلة من غير اليهود هو من الفنلنديين، وأن فنلندا أقامت جسر جوي يربط ما بين مدينة لابينرانتا الفنلندية ومطار اللد في فلسطين المحتلة لتهجير اليهود إلى فلسطين المحتلة من الإتحاد السوفيتي سابقاً.

وأن الخطر الفنلندي الآن على الشعب الفلسطيني هو الأعظم مقارنة ما باقي الدول الإسكندنافية أو دول الشمال، لأن فنلندا قامت بزيادة معاملاتها وتبادلاتها وتجارتها الحربية مع جيش بني صهيون بشكل كبير خاصة بعد الحرب على غزة عام 2008 – 2009 والأخطر في هذا الأمر أن فنلندا تقوم بتزويد الجيش الصهيوني بتكنولوجيا توجيه الصواريخ ووفقاً لبحث أعده فنلنديون نشرته فيما قبل فإن فنلندا هي ثاني أكبر مصدر لتكنولوجيا الصواريخ لجيش بني صهيون بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أفادت منظمة العفو الدولية في تحقيق أجرته مباشرة بعد الحرب الصهيونية على قطاع غزة، فإن منظمة العفو الدولية قد وجدت بقايا لقطع مصنوعة في فنلندا في الصواريخ التي ضرب بها قطاع غزة عام 2008 – 2009 وذلك في جميع أنحاء قطاع غزة، أي أن منظومة التوجيه لصواريخ بني صهيون في جميع الصواريخ التي تطلق على قطاع غزة هي منظومة فنلندية.

بناءً على ذلك فإنني أعتبر دولة فنلندا شريكة مع بني صهيون في إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا الفلسطيني منذ خمسينات العام الماضي والجرائم مستمرة في كل صاروخ يطلق على قطاع غزة أو على أي عربي أو مسلم من قبل بني صهيون، فهو موجه فنلندياً.

كما أهيب بالمملكة العربية السعودية لعزفها عن نقل منظومة التعليم الفنلندية إلى السعودية حيث كان السبب في ذلك المعاملة المخزية التي بدت من الجانب الفنلندي حيث أراد الله أن تكشف وجوهم القبيحة قبل أن يتوغلوا في السعودية، وبصفتي أدرس حالياً في نفس قسم إعداد المعلمين في جامعة هلسنكي حالياً، فإنني أحمد الله على كشفه لحقيقة الفنلنديين وأؤكد على أن الصيت الذائع عن تفوق المنظومة التعليمية الفنلندية ليس واقعياً، فإختيارات بيسا التي قيمت منظومة التعليم الفنلندية لا تقوم بتقييم جميع المجالات التعليمية، ومن المتوقع بناءً على أبحاث فنلندية أن يكون مستوى التعليم الحقيقي في فنلندا أدنى من الكثير من الدول الأخرى.

وأؤكد للعالم العربي والإسلامي أنه على الرغم من مدى الضرر البالغ الذي يلحقه هؤلاء الفنلنديون بعالمنا العرب والإسلامي فإنهم مشتتون بدرجة لا تخطر على بال يشر، فهذه الدولة التي تدعي أنها تملك أرقى نظام تعليمي في العالم قام طلاب في مدارسها بقتل زملائهم في المدرسة بدم بارد وتناقلت ذلك وسائل الإعلام في عدة حوادث كما أنه في عام واحد فقط حدث 7 مرات أن قام رجل فنلندي بذبح أطفاله بالسكين ثم ذبح زوجته ثم حرق البيت بهم ثم قام بقيادة سيارته على الطريق السريع بأسرع ما يمكن وصدم بها أول سيارة تأتي من الجهة المقابلة ليقتل أكبر عدد منهم، هذه الفعل قام به الفنلنديون سبع مرات في عام واحد. ومن المعلومات الفريدة التي تدل على مدى الإنحلال الإجتماعي في هذا البلد فإن نصف المتزوجين يقومون بالطلاق خلال عام واحد من عقد الزواج وأن طفل من كل أربع أطفال يولدون في فنلندا لا يعرف من أبوه. والشيء المقزز الذي لا يخطر على بال بشر أن المرشح الثاني لرئاسة جمهورية فنلندا في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2012 بيكّا هافيستو والذي حصل على 37,4% من أصوات الناخبين الفنلنديين هو مثيلي متزوج من رجل من دولة الإكوادور إسمه نيكسار أنتونيو فلوريس وهما متزوجان (كرجلين) منذ عام 1990 وهناك بعض الفنلنديين الذين يقولون بأنه عندما تزوج مرشح الرئاسة الفنلندي من هذا (الرجل)، فقد كان الإكوادوري الذي يعمل كحلاق قاصراً.

أي أن دولة فنلندا أرغمت على رفع مستوى التمثيل لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية فيها بعد أن رفعته كل من النرويج والسويد وآيسلندا قبلها، وأنه توجب على فنلندا والدانمارك رفع مستوى التثميل إمتثالاً لإتفاقية دول الشمال الموقعة عليها مع هذه الدول والتي تلزم فنلندا بإتباع نفس السياسة التي إتبعتها هذه الدول كما ألزمت الدنمارك المشهورة بعدائها للعرب والمسلمين جهاراً نهاراً. على الرغم من إتباع فنلندا لسياسة الحرباء وإلزامها برفع مستوي التمثيل لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية فيها، إلا أنها شددت أيضاً عند رفع التمثيل لأنها لا تعترف رسمياً بدولة فلسطين.

أرجو أن تتضح السياسة التي تتبعها دولة فنلندا للقاريء العربي والمسلم.

أيمن أبو صالح، هلسنكي 4/5/2013.