كيف تترجم؟!
الفهرس
الفصل الأول – ماهية الترجمة وكيفيتها
· استراتيجية الترجمة
· دور المترجم
· أنواع الترجمة
· مستويات التحليل اللغوية
· أساليب الترجمة
· الخروج عن القياس في اللغة
· الترجمة: فن أم علم؟
· قواعد الترجمة
الفصل الثاني – صعوبات الترجمة ومشاكلها
1- إيجاد المعنى الملائم للمفردات
2- الاختلاف الثقافي والبيئي
3- استخدام الكلمة
4- التذكير والتأنيث
5- العدد في اللغة
6- الزمن في اللغة
ملحق: الفعل
7- توافق الكلمات
8- التعبيرات الاصطلاحية
9- الاختصارات
10- الأسماء المركبة
11- الزوائد
12- علامات الوقف
13- الأسلوب
المراجع
قبل أن تبدأ
عزيزي القارئ … لابد لك قبل أن تبدأ في قراءة هذا الكتاب، أن تعرف ما هي القواعد اللازم توافرها في الترجمة الجيدة:
1. يجب أن تكون الترجمة نسخة كاملة طبق الأصل من الأفكار الموجودة في النص الأصلي.
2. يجب أن يحتفظ الأسلوب وطريقة الكتابة بنفس الخصائص الموجودة في النص الأصلي.
3. يجب أن تعكس الترجمة كل عناصر السهولة والوضوح الموجودة في النص الأصلي.
كما يجب أن تعرف المتطلبات التي يجب توافرها في المترجم الجيد:
1. يجب على المترجم الجيد كشرط رئيسي أن يكون على معرفة كاملة بقواعد كل من اللغة المنقول منها واللغة المنقول إليها.
2. يجب أن يكون على وعي تام بالخلفية الثقافية للغة المنقول منها واللغة المنقول إليها.
3. يجب على المترجم أن يكون على علم وافٍ بالموضوع الذي يترجمه.
4. يجب أن يقوم بتصحيح ما يبدو له كتعبيرات غير هامة أو غير واضحة تكون موجودة في النص الأصلي.
5. يجب أن يتمتع بوجود حس أدبي لديه، وأن يكون قادرا على نقد النص من الناحية الأدبية طالما سيكون عليه الحكم على مدى صحة الأسلوب وتقييمه.
6. يجب أن يتمتع بقدر كبير من المعلومات، وأن يكون واسع الإطلاع.
كذلك فإن من الهام أن نلقي الضوء على أهمية استخدام القواميس الملائمة في عملية الترجمة، إذ توفر القواميس المعلومات بشأن كلمات اللغة. وبالإضافة للقواميس العامة في إحدى اللغات، هناك القواميس ثنائية اللغة، التي تسرد الكلمات الخاصة بإحدى اللغات وما يعادلها بلغة أخرى. كما أن هناك القواميس المتخصصة في مجالات معينة من المعرفة، وعلى سبيل المثال، فهناك قواميس متخصصة للتعامل مع المفردات المستخدمة في حقول الطب والقانون والاقتصاد ... الخ، كما توجد القواميس المتخصصة في اللغات العامية واللهجات المحلية لمنطقة معينة.
ولن تستطيع إخراج ترجمة جيدة ما لم تستشر عدد من القواميس الجيدة، ويجب الأخذ في الاعتبار دائما أن الكلمات التي تبدو سهلة المعنى للوهلة الأولى قد تكون هي سبب المشكلة في عدم وضوح معنى النص المترجم، إذ قد تأخذ في سياق معين معنى آخر غير المعنى الشائع المعروف لها، وبذلك فيكون من الواجب استشارة القواميس حتى يتم التوصل إلى المعنى الدقيق المراد منها.
الفصل الأول
الترجمة: ماهيتها وكيفيتها
الترجمة: ماهيتها وكيفيتها
تمهيد
نحاول في هذا الفصل وضع تعريف للترجمة وشرح منهجية الخطوات التي تتم بها. على أننا نحاول هنا توضيح بعض الحقائق العامة بشكل سريع، قبل أن نفصّلها بشكل دقيق فيما بعد، وذلك لتهيئة ذهن القارئ لفهم عملية الترجمة.
يُعرف Forster الترجمة الجيدة على أنها " الترجمة التي تفي بنفس الغرض في اللغة الجديدة مثلما فعل الغرض الأصلي في اللغة التي كُتب بها ". ويصف Orr عملية الترجمة بأنها مطابقة لعملية الرسم إلى حد ما، فيقول: " إن الرسام لا يستخرج كل تفصيل في المنظر "، فهو ينتقي ما يبدو أفضل بالنسبة له. وينطبق نفس الشيء على المترجم، " إنها الروح – وليس المعنى الحرفي وحسب – التي يسعى المترجم لتجسيدها في ترجمته الخاصة ".
ويردد Edwards نفس وجهة النظر، فيقول: " ننتظر وجود صدق حقيقي تقريبي في الترجمة ... وكل ما نريد الحصول عليه هو نفس أصدق إحساس ممكن للنص الأصلي. ويجب أن تصل إلينا السمات والمواقف والانعكاسات بنفس الشكل الذي كانت عليه في ذهن المؤلف وقلبه، وليس من الضروري أن يتم ذلك بالدقة التي انطلقت بها من فمه ".
ويطالب معظم علماء الترجمة بالاهتمام بالمعنى وليس بالمفردات اللغوية، ذلك أنه إذا لم تقم الترجمة بالوظيفة الإيصالية، أي إذا لم يكن لها معنى لدى المتلقي، فإنها في هذه الحالة لا تكون قد بررت وجودها.
وبالإضافة إلى ما تنقله التراجم من معنى، فيجب أن تنقل أيضا " روح وأسلوب النص الأصلي ". ذلك أن المعنى الحرفي يقتل الترجمة، ولكن روح المعنى يمنحها الحياة.
وتتمثل الهفوة الأساسية التي يقع فيها الكثير ممن يقومون بترجمة الأدب في فشلهم في أن يكونوا " طبيعيين " في التعبير. فهم في الواقع يجعلون القارئ يعلم جيدا أن عملهم ما هو إلا ترجمة ... حيث يذهب الجزء الأعظم من مجهودهم في البحث عن عبارات مرادفة، ولكن لا يستخدمها القارئون لهذه الترجمة في لغاتهم.
ولذلك يرى Goodspeed أن " أفضل التراجم ليست تلك الترجمة التي تُبقي نُصب عين القارئ وإلى الأبد حقيقة أن هذا العمل ما هو إلا ترجمة وليس تأليفا اصليا، وإنما هي تلك الترجمة التي تجعل القارئ ينسى مطلقا أنها ترجمة وتجعله يشعر أنه ينعم النظر في ذهن الكاتب القديم مثلما يمعن النظر في ذهن كاتب معاصر. ولا يعتبر هذا الأمر في الواقع أمرا سهلا في تنفيذه، ولكنه رغم ذلك يعتبر المهمة التي يجب أن يلتزم بها أي مترجم جاد في عمله ".
ومن هنا فإن أكبر معيار مقنع لنوعية أي عمل يكمن في حقيقة أنه لا يمكن أن يُترجم إلا بصعوبة، لأنه إذا انتقل فورا وبسهولة إلى لغة أخرى دون أن يفقد جوهره، فذلك يعني أنه لا يحتوي على أي جوهر معين أو أنه على الأقل لا يعتبر عملا من الأعمال الفريدة.
ويعتبر الأسلوب السلس والطبيعي – رغم الصعوبات البالغة في إنتاجه خصوصا عند ترجمة نص ذي نوعية عالية – هاما في توليد استجابة لدى المتلقين النهائيين له، تتشابه مع استجابة المتلقين الأصليين لذلك الأسلوب. فيجب أن تكون الترجمة اصطلاحية وممتعة، ليس للباحث وحسب، بل وللقارئ المتعلم أيضا. ويسعى المترجم لتكوين انطباع لدى قرائه يتشابه أو يكاد مع ذلك الانطباع الذي ينتج عن النص الأصلي.
وفي هذا يقول Prochazka إن " الترجمة يجب أن تُحدث في ذهن القارئ نفس الانطباع الذي يحققه انطباع النص الأصلي على قرائه ".
وهكذا فإن الترجمة الجيدة يجب أن تلبي المتطلبات الأساسية التالية:
1- تعكس المعنى بوضوح
2- تنقل روح النص الأصلي وأسلوبه
3- تصاغ بتعبير طبيعي وسلس
4- تولد استجابة مشابهة في ذهن قارئها
ويتضح من كل ما سبق أن التضارب بين المحتوى والشكل ( أو بين المعنى والأسلوب ) سيكون تضاربا حادا في بعض النقاط المعينة، ويجب أن يفسح أحدهما المجال للآخر في بعض الأحيان. ولكن يتفق المترجمون عموما على وجوب إعطاء الأولوية للمعنى قبل الأسلوب حينما لا يكون هناك حل وسط موفق. وما يجب علينا محاولته هو إيجاد خليط فعال من " المعنى والأسلوب "، لأن هذين الوجهين يعتبران متحدين بشكل لا يقبل التجزئة. ويؤدي التمسك بالمحتوى، دون اعتبار للشكل، إلى إنتاج عمل مميز وجيد ولكنه لا يحتوي على أي شيء من تألق وسحر النص الأصلي. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي التضحية بالمعنى في سبيل الحصول على أسلوب جيد إلى الحصول على صورة مطبوعة فقط تفشل في توصيل الرسالة. ووفقا لذلك، يجب أن يكون للتطابق في المعنى أولوية تسبق التطابق في الأسلوب.
ولكن لا يجب أن يجري تعيين الأولويات بنمط ميكانيكي محض. إذ إن ما هو مطلوب في النهاية هو إعادة إنتاج النص الأصلي لاستخراج صورة منه.
إن أي استعراض للآراء المطروحة حول عملية الترجمة يصلح لتوكيد الحقيقة القائلة إن تعريفات أو أوصاف عملية الترجمة لا تتم بقواعد جبرية حتمية، وإنما تعتمد على قواعد احتمالية. ولذلك لا يمكننا الحكم على ترجمة معينة بكونها جيدة أو رديئة دون أن نأخذ في الاعتبار عددا لا يحصى من العوامل التي يجب أن توزن بدورها من مختلف الطرق وبإجابات مختلفة إلى حد كبير. ومن هنا ستظهر على الدوام تشكيلة من الإجابات الفعالة والصحيحة للسؤال التالي: " هل هذه الترجمة ترجمة جيدة "؟
استراتيجية الترجمة
Transfer Strategy
ما هي الترجمة؟ وكيف تتم؟ وأي شيء يجب على المترجم التركيز عليه حينما يشرع في مهمته؟ هل يجب التركيز على أسلوب صياغة النص؛ أم على معناه؟
لكي نستطيع الإجابة على هذه الأسئلة، نحاول أن نتتبع الآن التعريفات المختلفة التي وضعها علماء اللغة والترجمة في هذا الصدد:
فيجادل Newmark بأن " الترجمة هي مهارة تتمثل في محاولة إحلال رسالة و/أو بيان مكتوب بإحدى اللغات برسالة و/أو بيان مكتوب بلغة أخرى ".
ويقول Catford إن الترجمة هي " عملية إحلال النص المكتوب بإحدى اللغات ( ويسميها اللغة المصدر source language "SL" ) إلى نص يعادله مكتوب بلغة أخرى ( ويسميها اللغة المستهدف النقل إليها – أو باختصار اللغة المنقول إليها – target language "TL" ) ". وبذلك التعريف فهو يركز على نقل الأثر الذي ينتج عن النص المكتوب، وليس مجرد نقل المكونات اللغوية على مستوى المفردات أو القواعد.
أما Halliday فيعتقد أن " المعادل النصي فيما بين نصي اللغة المصدر SL واللغة المنقول إليها TL لا يتطلب بالضرورة إيجاد المقابل الشكلي بين هذين النصين على مستوى المفردات أو القواعد، ولكن إيجاد معادل على مستوى النص بأكمله ".
ويقول Pinchuch إنه " إذا كانت الترجمة تتمثل في عملية إحلال الكلمات وحدها، فقد يكون الإجراء الملائم هو الرجوع لقاموس ثنائي اللغة ". على أن الترجمة، كما ينظر إليها Kelly، هي " تطبيق للغويات من منظور افتراض توافر السعي لإخراج نص يحمل المعنى المعادل للنص الأصلي ".
ويتم التركيز على معنى مصطلح " نص " text فيما يتعلق بالترجمة. ذلك أن " نص " يعني أي شيء تتم ترجمته سواء تمت الترجمة كتابة أو شفاهة. ويمكن أن يكون ذلك الشيء مجرد عبارة أو جملة أو فقرة أو فصل من كتاب، بل وحتى كتاب بأكمله.
وهكذا نجد أن الاهتمام ينصب في الترجمة تماما على بحث العلاقة بين اللغة والترجمة. ويكون الهدف الرئيسي وراء ذلك هو إعطاء الترجمة شكلا ثابتا يمكن إتباعه في الحالات المختلفة للترجمة، ومحاولة صياغة قواعد تحكمها من أجل منع أو تجنب الوقوع في الأخطاء عند القيام بعملية الترجمة.
مما سبق نستطيع استخلاص تعريف للترجمة على أنها ببساطة هي محاولة نقل رسالة في اللغة المصدر SL إلى رسالة معادلة لها في اللغة المنقول إليها TL.
Translation is simply the attempt to replace a textual material in the Source Language (SL) by an equivalent textual material in the Target Language (TL).
وبحيث يكون التركيز هنا على نقل جوهر أو معنى الرسالة وليس نصها. وفي ذلك يقول Widdowson إنه حينما " نكون بصدد لغة ما، فإننا لا نتعلم كيفية صياغة أو فهم بعض الجمل الصحيحة في هذه اللغة كوحدات لغوية منعزلة ذات تكرار عشوائي وحسب، بل نتعلم أيضا كيفية استخدام هذه الجمل استخداما ملائما لتحقيق الغرض من توصيل الرسالة ". وهكذا نجد أن الترجمة هي محاولة إيجاد العلاقة بين نصين أو مجموعة من النصوص تلعب دورا متماثلا في حالات متماثلة.
من التعريفات السابقة نجد أننا من الآن فصاعدا سنكون بصدد لغتين:
اللغة الأولى: وهي التي ستتم الترجمة منها – أو اللغة المصدر SL.
اللغة الثانية: وهي اللغة التي ستتم الترجمة إليها – أو اللغة المنقول إليها TL.
ولكي تتم الترجمة بطريقة سلسة ووفق منهج صحيح، لابد من وجود قاعدة معينة نتبعها أثناء الترجمة. وتتمثل هذه القاعدة فيما يُعرف بـ " استراتيجية النقل " Transfer Strategy والتي تتمثل في:
SL Þ SL Þ Rethink Þ TL
ومعنى ذلك أنه قبل أن نشرع في عملية الترجمة، فلابد لنا من فهم نص الرسالة المكتوبة باللغة المصدر من منظور أو على أساس القواعد الحاكمة لهذه اللغة نفسها. وتنطلق هذه القاعدة من بديهية مؤداها أن المترجم لا يستطيع ترجمة شيء لا يفهمه، أو أنه سيقوم بالترجمة بطريقة خاطئة إذا لم يحاول فهم نص الرسالة التي يقوم بترجمتها. فإذا ما انتهى المترجم من فهم نص الرسالة المكتوبة هكذا، كان له الحق في أن يشرع في عملية " إعادة التفكير "، وهذا ما يعني المقابلة بين القواعد الحاكمة للغة المصدر SL والقواعد الحاكمة للغة التي سيتم النقل إليها TL، وإيجاد الصورة الملائمة الموجودة في اللغة التي سيتم النقل إليها، والتي تكاد تكون معادلة تماما للصورة التي كُتبت بها الرسالة في اللغة المصدر. وحينئذ يقوم بالترجمة التي ستكون أقرب صورة لنص الرسالة المكتوبة باللغة الأصلية. أي أنه يجب على أي مترجم أن يفهم أولا الرسالة التي سينقلها على أساس قواعد اللغة المكتوب بها هذه الرسالة نفسها، ثم بعد ذلك يعيد نقل الفكرة إلى اللغة المنقول إليها.
وهكذا فلابد للمترجم من السير وفق هذه الاستراتيجية لكي يتجنب الوقوع في الأخطاء، ولكي تكون ترجمته أقرب شيء إلى الصواب.
ولنحاول الآن فهم كيفية تطبيق هذه الاستراتيجية، وليكن ذلك أولا على مستوى المفردات ( لتوضيح الفكرة فقط ):
فمثلا كلمة رياضة قد تكون رياضة بدنية أو رياضة روحية أو رياضة بمعنى ترويض أو رياضة بمعنى مادة الرياضيات. فإذا ما حصرنا معناها في أنها رياضة بدنية، وبدأنا في عملية تحليل معنى هذا المصطلح ومحاولة إيجاد ما يعادله في اللغة الإنجليزية، نجد أن المقابل هو Sport.
ويمكن تمثيل ذلك كما يلي:
رياضة Ü بدنية Ü Rethink Ü Sport
وبنفس الطريقة، فإن كاتب قد تكون مفكر أو نسّاخ أو موظف في مكتب ... الخ. فإذا ما حصرنا المعنى في مفكر، يكون المقابل هو Writer:
كاتب Ü مفكر Ü Rethink Ü Writer
وبالطريقة العكسية، فإن كلمة Bank قد تكون ركام أو منحدر أو شاطئ أو صف أو مصرف. فإذا ما حصرنا معناها في أنها جزء من الأرض بامتداد جانب النهر، يكون المقابل باللغة العربية هو: شاطئ.
ويمكن تمثيل ذلك كما يلي:
Bank Þ Land along the side of a river Þ Rethink Þ شاطئ
وبنفس الطريقة، فإن Book قد تكون كتاب أو دفتر تجاري أو الكتاب المقدس أو القيام بعملية التسجيل أو بعملية الحجز مقدما. فإذا ما حصرنا المعنى في عملية الحجز مقدما، يكون المقابل هو:
Book Þ To Reserve Þ Rethink Þ يحجز
وعلى مستوى العبارة، يمكن لنا إجراء نفس هذه النوعية من التحليل على النحو التالي: فعبارة مثل:
قامت اللجنة المكونة من سبع دول بمناقشة مشروع القرار
نجد أن عبارة " اللجنة الحكومية المكونة من سبع دول " معناها هو اللجنة الحكومية التي تخص الدول السبع كلها، بمعنى عدم اقتصارها على حكومة دولة واحدة. ولذلك فإن أقرب مرادف لهذا المعنى هو inter-governmental committee. أما كلمة " مشروع القرار " هنا فتعني مسودته، أي draft. وبذلك تكون ترجمة الجملة السابقة هي:
The seven-state inter-governmental committee has discussed the draft resolution.
وبالطريقة العكسية، ففي عبارة مثل:
I move the adoption of the following resolution.
نجد أن move هنا تعني عملية الاقتراح أو التزكية، بينما تكون كلمة adoption على معنيين: الأول هو عملية الإقرار أو الاعتماد ( لقرار ما )، والثاني هو عملية التبني ( لطفل ). ونستبعد المعنى الثاني بالطبع، ولذلك يكون معنى الجملة:
اقترح اعتماد القرار التالي
ولنتابع التحليل على مستوى فقرة بأكملها، حيث نحاول ترجمة الفقرة التالية كما يلي:
ويتأكد ذلك على وجه الخصوص بالنسبة للعنصر البشري، الذي يعتبر سلوكه وشعوره بالانتماء – ومن ثم اتفاق صالحه الفردي مع الصالح الجماعي – محددا رئيسيا لفروق الإنتاجية بين المجتمعات المختلفة.
هنا يجب أولا أن نقوم بتحليل كل كلمة لتحديد المقصود منها بالضبط كما يلي: يتأكد: يثبت / يصح – على وجه الخصوص: خصوصا – بالنسبة لـ: فيما يتعلق بـ / بشأن – العنصر البشري: العامل الإنساني – يُعتبر: يُنظر إليه – سلوكه: تصرفه – شعوره: إحساسه – الانتماء: العضوية / الانتساب – من ثم: هكذا / بالتالي – اتفاق: انسجام / تناسق – صالحه: مصلحته – الفردي: الشخصي – الجماعي: المجتمع العام / المجموعة – محددا: معيارا / مقياسا – رئيسيا: أساسيا – فروق: اختلافات – الإنتاجية: القدرة على الإنتاج الوفير – بين: فيما بين – المجتمعات: المجموعات – المختلفة: العديدة / على تنوعها.
وبذلك يمكننا ترجمة النص السابق على النحو التالي:
This is particularly true for the human element. Behavior and awareness of affiliation – thus his individual interest is suited with the common interest – are considered main determinate of productivity differentials between various communities.
مما سبق نجد أن عملية الترجمة تنقسم إلى مرحلتين أساسيتين:
المرحلة الأولى: وتهتم بتحليل analysis نص الرسالة المكتوبة باللغة المصدر SL، من أجل التوصل للمعنى الحقيقي الذي يتضمنه هذا النص. ثم نبدأ في عملية إعادة التفكير، لندخل إلى:
المرحلة الثانية: وتهتم بصياغة synthesis معنى النص المترجم باللغة المنقول إليها TL، من أجل التوصل إلى أسلوب صحيح تماما يماثل الأساليب التي تتم الكتابة بها عادة في هذه اللغة.
على أن نأخذ في الاعتبار دائما أن عدم فطنة القارئ إلى أن ما يقرأه مُترجم من لغة أخرى يعتبر في حد ذاته أكبر دليل على نجاح المترجم في مهمته، بمعنى أن القارئ لو شك ولو للحظة واحدة أن ما يقرأه قد يكون منقولا من لغة أخرى بسبب وجود ضعف أو ركاكة في الأسلوب، يكون المترجم قد فشل في مهمته. فالمترجم الناجح هو الذي يستطيع صياغة الرسالة في اللغة المنقول إليها بأسلوب يجعل من يقرأ هذه الرسالة يشعر وكأنها لم تكتب إلا بهذه اللغة – أي وكأنها " طبيعية ".
دور المترجم
Translator's Role
لا يمكن لأية مناقشة لمبادئ الترجمة ومناهجها أن تعطينا معالجة لقضية الترجمة بمعزل عن المترجم نفسه. وبما أن المترجم يعتبر العنصر البؤري في عملية الترجمة، فإن دوره يعد محوريا بالنسبة للمبادئ والمناهج الأساسية في عملية الترجمة، ذلك أن المترجم نفسه يعتبر جزءا من البيئة الثقافية التي يعيش فيها.
وإذا أردنا من المترجم إنتاج رسالة مقبولة – رغم ما يجده من صعوبات ونكران للجميل – فلابد أن يكون ملما إلماما شاملا بخصائص اللغة المصدر، ولابد أن يسيطر في نفس الوقت على أدوات اللغة المنقول إليها. فهو لا يستطيع حتما أن يكافئ بين الكلمات مقتصرا على القاموس، بل لابد له أن يُحدث بالمعنى الحقيقي صيغة لغوية جديدة، لكي ينقل المفهوم الذي تعبر عنه اللغة المصدر. أي يجب أن يكون ضليعا well-versed في كل من اللغتين اللتين يتعامل معهما.
وهناك بعض المتطلبات الأساسية التي يجب توافرها في المترجم. وأول هذه المتطلبات – كما سبق القول – هو وجوب معرفته التامة باللغة المصدر. فلا يكفي أن يكون المترجم قادرا على فهم " المغزى العام " للمعنى أو أن يكون ماهرا في استشارة القواميس ( فهو سيفعل ذلك حتى في أحسن الأحوال ). وإنما عليه بالإضافة إلى ذلك فهم الجوانب الدقيقة والحساسة للمعنى، والقيم الانفعالية السلوكية الهامة للكلمات، والخصائص الأسلوبية التي تحدد " نكهة وإحساس " الرسالة.
كما يجب عليه أن يكون ضليعا بالقواعد الحاكمة للغة المنقول إليها، وليس للمترجم بديل عن ذلك. ولعل أغلب الأخطاء المتعددة والخطيرة التي يقع فيها المترجمون تنشأ أساسا من افتقارهم للمعرفة الشاملة باللغة المنقول إليها.
وبالإضافة إلى ذلك، على المترجم أن يكون لديه معرفة خاصة بالموضوع الذي يترجمه. فيمكن مثلا أن يكون المترجم على علم جيد باللغة بوجه عام، ولكنه يجهل الكثير عن موضوعات مثل الفيزياء النووية أو الكيمياء العضوية. ففي هذه الحالة، لا تعتبر المعرفة العامة باللغة وافية كخلفية وكتجربة لترجمة المواد التقنية في مثل هذه الفروع. وبتعبير آخر، يجب على المترجم – بالإضافة إلى كونه ضليعا بقواعد وسلوك اللغتين المصدر والمنقول إليها – أن يكون على إطلاع شامل بمادة الموضوع الذي يترجمه.
وحتى مع توافر المعرفة التقنية الضرورية لدى المترجم، فلن يعتبر كفؤا ما لم يتوافر لديه بالإضافة إلى ذلك الرغبة النفسية الحقيقية. إذ يجب أن تتوافر لدى المترجم موهبة المحاكاة والقدرة على أداء دور المؤلف وتقمص سلوكه وكلامه ووسائله بأقصى درجة من الاحتمال.
وفي ذلك، يورد Justin O'Brien رأيه في هذه القضية، فيقول: " على المترجم ألا يترجم أبدا أي شيء لا يثير إعجابه. فيجب أن تتواجد ألفة بين المترجم وبين ما يترجمه بقدر الإمكان ".
على أن المعرفة الشاملة باللغتين المصدر والمنقول إليها وبمادة الموضوع الذي يُترجم والرغبة النفسية الحقيقية لا تضمن الحصول على ترجمة فعالة في الواقع ما لم يتمتع المترجم بالإضافة إلى كل ما سبق بوجود حس أدبي literary taste لديه. فيقول Nabocov " لكي يكون للمترجم التأثير الكامل فيجب أن يتمتع في النهاية بقدر من الموهبة تتساوى مع قدر الموهبة التي يتمتع بها المؤلف الذي يختاره ".
وليس هناك مترجم يستطيع تجنب درجة معينة من التأثير الشخصي في عمله. فيتأثر المترجم باعتناق آراء المؤلف أو بالرسالة أو يتأثر بافتقاره لمثل هذا الاعتناق، وذلك أثناء تفسيره للرسالة المكتوبة باللغة المصدر وفي انتقائه للكلمات والصيغ النحوية المطابقة وفي اختياره للمكافئات الأسلوبية. ومن المفهوم تماما أن المعاني السلوكية التي يستخدمها المؤلف تؤثر في قيم المترجم المماثلة وتتأثر بها، ولا يمكن أن يكون الناتج بأية حالة هو نفس قيم المؤلف بالضبط.
ويتحتم على المترجم ألا يضم انطباعاته الخاصة إلى الرسالة، أو يحرّفها لتناسب تطلعاته الفكرية والانفعالية. ولابد له أن يبذل كل جهد ممكن لتقليل أي تدخل من جانبه لا يتناغم مع قصد وفحوى المؤلف الأصلي والرسالة الأصلية وذلك إلى أدنى حد ممكن.
ولا تحدث معظم الحالات المتعلقة بالتبديل غير الملائم للنص الأصلي بناء على رغبة واعية لتحوير الرسالة أو تحريفها، بل تنتج من سمات الشخصية اللاواعية التي تؤثر في عمل المترجم بطرق خفية. وتتضح هذه السمات بشكل كبير حينما يشعر المترجم بالميل إلى تحسين النص الأصلي أو تصحيح الأخطاء الجلية فيه أو الدفاع عن تحبيذ شخصي وذلك بتحريف ما يختاره من كلمات.
وتتناسب مخاطر الذاتية في عملية الترجمة مع مقدار التدخل الانفعالي الممكن من المترجم في الرسالة. ففي نصوص النثر العلمي، يصل هذا التدخل الذاتي إلى أدنى مستوى له. على أن هذا التدخل يصل عادة إلى أعلى مستوياته في حالة النصوص الدينية.
وفي بعض الحالات يؤدي الإحساس الخاص للمترجم بعدم الثقة إلى أن يصبح من الصعب عليه أن يترك الرسالة تتحدث عن نفسها. وفي حالات أخرى، يدفعه الغرور إلى القيام بالترجمة دون استشارة آراء الذين درسوا تلك النصوص دراسة وافية.
وهكذا فإن المترجم الكفء هو الذي يستطيع صقل المهارات أحادية اللغة monolingual skills اللازمة للقيام بعمله على أكمل وجه، والمتمثلة في مهارات الاستماع listening والتحدث speaking والقراءة reading والكتابة writing.
ويجب التركيز هنا على الفرق بين المتحدث ثنائي اللغة Bilingual Speaker والمترجم الكفء Competent Translator. ويتمثل هذا الفرق في أن الأول يستطيع التعبير عن نفسه بلغتين، بينما الأخير يمكنه التعبير عما يريد أن يقوله الآخرين أو التعبير عن الآخرين بكفاءة. وهو بذلك لا يتدخل في تغيير معنى نص الرسالة المراد ترجمتها، كما أنه يستطيع أن ينحي انفعالاته الشخصية جانبا بقدر المستطاع، وأن يبرز انفعالات المؤلف أو الكاتب الأصلي بطريقة أمينة. وعلى ذلك فمقدرة المترجم الكفء على عملية الترجمة هي مقدرة تحتوي على أكثر من لغة.
وبدون استراتيجية الترجمة التي سبق الحديث عنها، لا يمكن لفرد ما أن يكون مترجما كفؤا. فلا يجب على المترجم أن يكون ملما بالقواعد الحاكمة للغتين اللتين يتعامل فيهما فقط، بل يكون عليه أيضا أن يستطيع النقل إليهما بكفاءة. وفي هذه الحالة، فإذا ما أعطيناه رسالة مكتوبة باللغة المصدر SL، يكون عليه أن يعطينا ما يعادل هذه الرسالة بالضبط في اللغة المنقول إليها TL.
وبذلك فيمكننا استنتاج افتراض Assumption في غاية الأهمية، ألا وهو أنه لا يشترط أن يكون كل متحدث ثنائي اللغة مترجما كفؤا.
Not any bilingual speaker is a competent translator.
ومجمل القول، تعد مهمة المترجم مهمة في غاية الصعوبة ولا يجني من ورائها الشكر في معظم الأحيان. فحين يرتكب المترجم خطأ بسيطا ينتقده الناس بشدة، وحين ينجح في عمله لا يلقى إلا امتداحا لا يذكر، إذ غالبا ما تسود قناعة لدى الجميع بأن أي شخص يعرف لغتين يكون بإمكانه عمل ما قام به المترجم الذي عانى أشد المعاناة لإنتاج نص مكافئ.
على أنه حتى وإن كان امتداح الآخرين لعمل المترجم من الأمور النادرة، فإن مهمة الترجمة بحد ذاتها تحقق للمترجم الرضاء النفسي الذي يتطلبه. ذلك أن الترجمة الناجحة تتضمن تحديا فكريا من أعقد التحديات التي عرفتها البشرية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحاجة إلى التواصل الواسع والدقيق والفعال في عالمنا المعاصر بين من يتكلمون بلغات مختلفة يعطي للمترجم موقعا استراتيجيا جديدا في غاية الأهمية.
أنواع الترجمة
Kinds of Translation
أورد Jakobson ثلاثة تقسيمات للترجمة، نوردها فيما يلي:
النوع الأول، ويسمى بالترجمة ضمن اللغة الواحدة intralingual translation. وتعني هذه الترجمة أساسا إعادة صياغة مفردات رسالة ما في إطار نفس اللغة. ووفقا لهذه العملية، يمكن ترجمة الإشارات اللفظية بواسطة إشارات أخرى في نفس اللغة، وهي تعتبر عملية أساسية نحو وضع نظرية وافية للمعنى، مثل عمليات تفسير القرآن الكريم.
النوع الثاني، وهو الترجمة من لغة إلى أخرى interlingual translation. وتعني هذه الترجمة ترجمة الإشارات اللفظية لإحدى اللغات عن طريق الإشارات اللفظية للغة أخرى. وهذا هو النوع الذي نركز عليه نطاق بحثنا. وما يهم في هذا النوع من الترجمة ليس مجرد معادلة الرموز ( بمعنى مقارنة الكلمات ببعضها ) وحسب، بل تكافؤ رموز كلتا اللغتين وترتيبها. أي يجب معرفة معنى التعبير بأكمله.
النوع الثالث، ويمكن أن نطلق عليه الترجمة من علامة إلى أخرى intersemiotic translation. وتعني هذه الترجمة نقل رسالة من نوع معين من النظم الرمزية إلى نوع آخر دون أن تصاحبها إشارات لفظية، وبحيث يفهمها الجميع. ففي البحرية الأمريكية على سبيل المثال، يمكن تحويل رسالة لفظية إلى رسالة يتم إبلاغها بالأعلام، عن طريق رفع الأعلام المناسبة.
وفي إطار الترجمة من لغة إلى أخرى interlingual translation، يمكن التمييز بصفة عامة بين قسمين أساسيين:
1- الترجمة التحريرية Written Translation:
وهي التي تتم كتابة. وعلى الرغم مما يعتبره الكثيرون من أنها أسهل نوعي الترجمة، إذ لا تتقيد بزمن معين يجب أن تتم خلاله، إلا أنها تعد في نفس الوقت من أكثر أنواع الترجمة صعوبة، حيث يجب على المترجم أن يلتزم التزاما دقيقا وتاما بنفس أسلوب النص الأصلي، وإلا تعرض للانتقاد الشديد في حالة الوقوع في خطأ ما.
2- الترجمة الشفهية Oral Interpretation:
وتتركز صعوبتها في أنها تتقيد بزمن معين، وهو الزمن الذي تقال فيه الرسالة الأصلية. إذ يبدأ دور المترجم بعد الانتهاء من إلقاء هذه الرسالة أو أثنائه. ولكنها لا تلتزم بنفس الدقة ومحاولة الالتزام بنفس أسلوب النص الأصلي، بل يكون على المترجم الاكتفاء بنقل فحوى أو محتوى هذه الرسالة فقط.
وتنقسم الترجمة الشفهية إلى عدة أنواع:
أولا: الترجمة المنظورة At-Sight Interpreting:
أو الترجمة بمجرد النظر. وتتم بأن يقرأ المترجم نص الرسالة المكتوبة باللغة المصدر SL بعينيه، ثم يترجمها في عقله، ليبدأ بعد ذلك في ترجمتها إلى اللغة المنقول إليها TL بشفتيه.
ثانيا: الترجمة التتبعية Consecutive Interpreting:
وتحدث بأن يكون هناك اجتماعا بين مجموعتين تتحدث كل مجموعة بلغة مختلفة عن لغة المجموعة الأخرى. ويبدأ أحد أفراد المجموعة الأولى في إلقاء رسالة معينة، ثم ينقلها المترجم إلى لغة المجموعة الأخرى لكي ترد عليها المجموعة الأخيرة برسالة أخرى، ثم ينقلها المترجم إلى المجموعة الأولى ... وهكذا.
ومن الصعوبات التي يجب التغلب عليها في الترجمة التتبعية، مشكلة الاستماع ثم الفهم الجيد للنص من منظور اللغة المصدر نفسها. ولذلك فيجب العمل على تنشيط الذاكرة لاسترجاع أكبر قدر ممكن من الرسالة التي تم الاستماع إليها.
ثالثا: الترجمة الفورية Simultaneous Interpreting:
وتحدث في بعض المؤتمرات المحلية أو المؤتمرات الدولية، حيث يكون هناك متحدث أو مجموعة من المتحدثين بلغة أخرى عن لغة الحضور. ويبدأ المتحدث في إلقاء رسالته بلغته المصدر SL ليقوم المترجم بترجمتها في نفس الوقت إلى لغة الحضور TL.
وقد تحدثنا فيما سبق عن دور المترجم الذي يلعبه أثناء ممارسته للترجمة التحريرية. ويمكن هنا أن نلقي بعض الضوء على المتطلبات الواجب توافرها في المترجمين الذين يقومون بالترجمة الفورية.
فيجب أن يتصف المترجم الفوري بصفات معينة، من أهمها القدرة على سرعة الرد quick response والقدرة على التركيز concentration والتمتع بقدر كبير من هدوء الأعصاب relaxation والقدرة على الاستمرار في الترجمة لمدة طويلة consistence بالإضافة إلى الإلمام بحصيلة كبيرة من المفردات اللغوية vocabulary. ويلاحظ أن حوالي ثلث الترجمة الفورية تعتمد على الثقة بالنفس self-confidence.
وهناك صعوبات كبيرة تواجه المترجم الفوري، لعل من أهمها في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية ما يتمثل في تأخر الصفة على الموصوف، ذلك أنه في اللغة الإنجليزية لابد أن تتقدم الصفة على الموصوف. ومثال ذلك، فالعربية تقول مثلا: الرجل الكبير. والمترجم الفوري لن يستطيع الانتظار حتى يسمع بقية الجملة كلها ثم يبدأ في الترجمة، فهو يقوم بالترجمة أولا بأول.
ومن الصعوبات التي تواجهه أيضا في هذا الصدد، تأخر الفاعل في الجملة الفعلية. فيقال مثلا: لا يلبث أن ينكشف زيفه. ومن المعلوم أن الجملة الإنجليزية تبدأ بالفاعل ... وهكذا.
مستويات التحليل اللغوية
Levels of Language Analysis
بتحديد الاستراتيجية التي يتبعها المترجم، نكون قد نجحنا في تحديد منهج واضح يسير المترجم على هديه، حتى يبدأ في الترجمة بالفعل. ولنفترض الآن أننا أعطينا المترجم رسالة ليقوم بترجمتها، وواجهت هذا المترجم صعوبة في فهم معنى كلمة ما. فما هي الخطوات التي ينبغي عليه إتباعها للتوصل إلى أدق معنى لهذه الكلمة؟ وعلى سبيل المثال، ففي العبارة:
This table is out of place.
ما هو المعنى الدقيق لكلمة table؟ هل تعني منضدة أو جدول أو مائدة المفاوضات ... الخ؟
هناك أربعة معاني يجب على المترجم أن يبحث عنها بالترتيب. وهذه المعاني هي:
1- المعنى المعجمي Lexical Meaning:
فيجب على المترجم أن يبدأ بالبحث عن الكلمة في القاموس اللغوي، سواء كان آحادي اللغة أو ثنائي اللغة، للمساعدة في فهم معناها. على أن نلاحظ أن الكلمة المفردة دائما تكون على معنيين: معنى لغوي linguistic meaning، ومعنى اصطلاحي technical meaning. وعلى سبيل المثال، فإن كلمة interpretation تعني التفسير لغويا أو التأويل دينيا، وكلمة commentator تعني معلق لغويا أو مفسر دينيا ... وهكذا. وقد لا يكون القاموس هو المصدر الوحيد الجدير بالاعتماد عليه كحل أخير أو أفضل، حيث يكون على المترجم تخمين عدة معاني محتملة. ويشمل ذلك المعنى الذي يقصده المؤلف وتأويله الخاص للكلمة أو العبارة، بالإضافة إلى تعريف القاموس للكلمة. وإذا لم يستطع المترجم تحديد المعنى الدقيق المراد من هذه الكلمة، يبدأ بالبحث في المعنى التالي:
2- المعنى النصي Textual Meaning:
وهذا يعني أن على المترجم الاستعانة بالقواميس الثنائية اللغة المتخصصة في المجالات المختلفة، كالقواميس الطبية أو الهندسية أو الاقتصادية ... الخ. ذلك أن معنى الكلمة بمفردها قد يختلف عنه إذا وُضعت في سياق معين، أي إذا سبقتها أو تلتها كلمة معينة. وعلى سبيل المثال، فإن كلمة pure تعني " نقي " أو " صافٍ ". ولكن هذه الكلمة قد يختلف معناها إذا تلتها كلمات أخرى – كما يلي:
وكذلك كلمة contain تعني " يحتوي " أو " يتضمن ". ولكن معناها يختلف إذا وردت في نصوص معينة – مثل:
وأيضا كلمة harsh تعني " خشن " أو " قاسٍ ". ويختلف معناها في النصوص الأخرى كما يلي:
وهكذا. وبالطريقة العكسية، فإن معنى كلمة واسع يختلف حسب السياق المذكور فيه الكلام كما يلي:
وكذلك كلمة يخفض:
فإذا لم يستطع المترجم كذلك تحديد المعنى المراد من الكلمة، يبدأ بالبحث في:
3- المعنى السياقي Contextual Meaning:
وهو المعنى الذي يمكن استخلاصه من سياق الكلام، ذلك أنه في بعض الأحيان قد تكون هناك كلمات لها معنى محدد، ولكن هذا المعنى يتغير كلية لوجود هذه الكلمات داخل سياق معين. وعلى سبيل المثال، فإن:
تستضيف الولايات المتحدة بطولة كأس العالم لكرة القدم في يونيه القادم.
نجد أن كلمة " تستضيف " يختلف معناها في هذا السياق عن الضيافة تماما، وإنما تعني هنا أن البطولة ستقام على أراضي الولايات المتحدة. ولذلك فإن الجملة السابقة تترجم إلى:
The football world cup will be held at USA in coming June.
ويمكن بحث هذه القضية بشكل أوسع من خلال تحليل النص العربي التالي، الذي ترجمه Nahmad إلى الإنجليزية في كتابه From Arabic Press:
النص العربي:
زراعة عصرية
وذكر وزير الزراعة بأنه يضع النهضة بمستوى الزراعة في البلاد نصب عينيه. وأنه لن يدخر جهدا أن يجعل على قدر الإمكان في متناول المزارعين أحدث النتائج التي توصل إليها العلم الحديث باستخدام الوسائل الميكانيكية لغرض واحد هو تيسير وإنشاء زراعة عصرية حديثة ومنظمة.
الترجمة:
Modern Farming
The Minister of Agriculture stated that he would keep before him the raising of the standard of agriculture in the country, and that he would spare no effort to place, as far as possible, the most recent innovations achieved by modern science within reach of the farmers, through the employment of mechanical aids, with one aim in view and that was the facilitating and building up of an up-to-date well-organized agriculture.
وبالنظر نظرة فاحصة للنص العربي، نجد أن المترجم في بعض الأحيان قام بإعطاء أكثر من مرادف في ترجمته لإحدى الكلمات الموجودة بالنص العربي. كذلك فإنه يحاول إضفاء لمسة جمالية على ترجمته عن طريق حذف بعض الكلمات أو التعبيرات، أو إضافة تعبيرات معينة بغرض التوضيح. ويمكن استخلاص النقاط التالية:
أولا: يعطي القاموس ( عربي – إنجليزي ) أكثر من كلمة يمكن استخدامها كمقابل لكلمة زراعة ( من زرع )، مثل farming وagriculture. واستخدم المترجم كلتا الكلمتين في ترجمته للدلالة على نفس الشيء: ففي العنوان استخدم الأولى، بينما استخدم الثانية في سياق النص. ولكن حينما أراد ترجمة الكلمة المشتقة ( مزارعين )، فقد فضل اشتقاقها من الكلمة الأولى، حيث استخدم كلمة farmers.
ثانيا: في النص العربي، يمكن ترجمة كلمة ذكر بما يقابلها في الإنجليزية، مثل mentioned أو said. ولكن يفضل المترجم استخدام كلمة أخرى أقوى في الدلالة، وهي كلمة stated. ويعطي هذا المقابل دلالة أقوى في النص الإنجليزي باعتبار أن الحديث للوزير.
ثالثا: في النص العربي، تعني كلمة " بلاد " ( جمع كلمة بلد ) جميع المدن الكبيرة والصغيرة والقرى الموجودة في بلد المتحدث. أما في الترجمة، استخدم المترجم كلمة country بصيغة المفرد كمقابل لها، وهي تعطي نفس المعنى لحد ما. وهدف المترجم وراء ذلك هو تحقيق نوع من البساطة في توصيل المعنى.
رابعا: في النص العربي، تعني كلمة النتائج أي من results أو outcomes. ولكن المترجم استخدم كلمة مختلفة تماما في ترجمته، وهي كلمة innovations، التي تعد أفضل كلمة تتناسب مع المعنى السياقي الذي وردت فيه الكلمة العربية. ومن الواضح أن المترجم بمحاولته هذه يحاول الارتقاء بالنص العربي، وذلك من خلال استخدام تأويله الخاص لمعنى الكلمات، ومن ثم اختيار مقابل أفضل في النص المترجم.
خامسا: في الترجمة، نجد أن كلمة in view ليس لها ما يقابلها في النص العربي. ولكن المترجم يضيف هذه العبارة إلى النص المترجم بهدف توضيح المعنى المقصود من العبارة المستخدمة في النص العربي ( لغرض واحد ). ونجد أن من الواضح هنا أيضا أن المترجم يحاول الارتقاء بالنص المترجم.
سادسا: في النص المترجم، تقف كلمة up-to-date كترجمة لكلمتين مختلفتين ولكن لهما نفس المعنى، وهما " عصرية حديثة ". ومن الواضح أن المترجم فضّل جمع معنى هاتين الكلمتين في كلمة واحدة، وذلك بهدف تقليل الإطناب redundancy.
وإذا لم نستطع التوصل إلى المعنى المراد بعد ذلك، نلجأ أخيرا إلى:
3- المعنى الإيحائي Suggestive Meaning:
وهو المعنى الذي توحي به الكلمات في الجملة. فمثلا في الجملة:
On seeing the ghost, they stood motionless.
توحي كلمة motionless بعدم الحركة. وتستخدم اللغة العربية عدة تعبيرات لهذا الموقف، مثل وقفت على رؤوسهم الطير، أو تسمروا في أماكنهم، أو تجمدت أوصالهم. وبالطبع فإن انتقاء أحد هذه التعبيرات يتوقف على الحس الأدبي. وهكذا تترجم الجملة السابقة إلى:
وقفوا بلا حراك لدى رؤيتهم للشبح
كذلك فإن جملة مثل:
الفتاة كالقمر في جمالها
توحي بأن الفتاة على قدر كبير من الجمال. ولكن عند الترجمة إلى اللغة الإنجليزية، لا نستطيع نقل هذا المفهوم كما هو، ذلك أن القمر في البيئة الإنجليزية ليس له نفس الإيحاء الذي يتميز به في لغة العرب. ولذلك يجب البحث عن مقابل الجمال في اللغة الإنجليزية، وليكن مثلا: Snow White. وبذلك يمكن ترجمة الجملة إلى:
The girl is as fair as Snow White.
وكذلك لو قلنا:
The girl is as white as snow.
لا نستطيع أن نترجمها بالقول: هذه فتاة بيضاء كالثلج، فمفهوم الثلج في البيئة العربية غير مفهوم الثلج في البيئة الغربية. وقد يُفهم من الجملة السابقة أن هذا التشبيه للذم وليس للمدح. ولذلك فمن الأفضل القول:
هذه الفتاة شديدة البياض
وهذا التحليل ينقلنا خطوة إلى الأمام، حيث نخلص مما سبق إلى أن عملية الترجمة تُعنى في واقع الأمر بالبحث عن معادل أو مكافئ للنص الأصلي وليس إيجاد مقابل شكلي له.
أساليب الترجمة
Translation Techniques
يتضح أن المشكلة في الترجمة تتمثل دائما في البحث عن المعادل في الترجمة Translation Equivalent وليس في إيجاد المقابل الشكلي Formal Correspondent. وقبل أن نسهب في هذا الحديث، يجب علينا أولا توضيح الأساليب التي يمكن أن تتم بها ترجمة المفردات:
1- نقل الكلمة حسب طريقة نطقها في اللغة المصدر Transliteration:
والأمثلة على ذلك من اللغة العربية إلى الإنجليزية:
intifada
jihad
انتفاضة
الجهاد
ومن الإنجليزية إلى العربية:
technology
democracy
تكنولوجيا
ديمقراطية
ويطلق على هذه العملية الأخيرة ( أي من الإنجليزية إلى العربية ) مصطلح التعريب Arabicization.
2- معادل الترجمة Translation Equivalent:
والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها:
candid camera
contact lenses
الكاميرا الخفية
العدسات اللاصقة
ويندرج تحت هذا النوع أيضا الأمثال الشعبية، مثل:
haste makes waste
في التأني السلامة وفي العجلة الندامة
still water runs deep
ميه من تحت تبن
3- المقابل من حيث الشكل Formal Correspondent:
وأمثلة ذلك:
ولذلك يجب التركيز على طريقة التفكير.
ويجب التأكيد هنا على حقيقة أن المقابل من حيث الشكل يتضمن بالضرورة وجود معادل الترجمة، بينما لا يتضمن معادل الترجمة وجود المقابل من حيث الشكل. وعلى سبيل المثال، فإن العبارة:
The door of the class
يمكن أن تترجم إلى:
باب الفصل
وقد تمت هذه الترجمة بأسلوب المعادل في الترجمة، ولا تتضمن وجود المقابل من حيث الشكل. وعلى الرغم من ذلك، يمكن الحصول على المقابل من حيث الشكل في نفس الجملة، إذ نقول:
الباب بتاع الفصل
وبالطبع فهذه الترجمة عامية. ويمكن لنا أن نلاحظ بوضوح أن الجملة الأخيرة تتضمن معادل الترجمة أيضا. وهذا ما يؤدي بنا إلى التأكيد على حقيقة أن عملية الترجمة هي بالأساس مسألة إيجاد معادل الترجمة.
وبذلك تترجم الجملة:
She got seriously ill last night.
إلى:
اشتد عليها المرض ليلة الأمس
ويمكن أن ننتقل بالحديث الآن من مجال المفردات إلى التعميم على الرسالة التي تتم ترجمتها ككل. فوفقا لما سبق، يمكن القول بوجود شكلين في الأساس يمكن أن تتم بهما ترجمة الرسالة، وهما التكافؤ الشكلي والتكافؤ المعنوي.
ويركز التكافؤ الشكلي الانتباه على الرسالة نفسها في الشكل والمحتوى معا. ويهتم المترجم في هذه الترجمات بحالات من التطابق مثل مطابقة الشعر بالشعر والجملة بالجملة والمفهوم بالمفهوم. وحينما ينظر المرء من هذا الاتجاه الشكلي، فإنه يبدي اهتماما بوجوب موازنة الرسالة المنقولة إلى اللغة المنقول إليها بنفس العناصر المختلفة الموجودة في اللغة المصدر وبأدق درجة ممكنة. وهذا يعني مثلا أن تتم مقارنة الرسالة في ثقافة اللغة المنقول إليها بشكل متواصل بثقافة اللغة المصدر لتحديد مقاييس الدقة والصحة والوضوح.
وأقصى حالات هذا النوع من الترجمة تلك التي يحاول فيها المترجم استخراج ونقل شكل ومحتوى الرسالة الأصلية حرفيا ومعنويا قدر الإمكان. وكمثال على هذا النوع من الترجمة، نقل نص إنجليزي قانوني يعود إلى القرون الوسطى إلى اللغة العربية، وإعطاء هذا النص للطلاب الذين يقومون بدراسة القانون. إن حاجتهم هنا تستدعي الاقتراب عن كثب نسبيا من التركيب اللغوي للنص الإنجليزي المبكر، أي الاقتراب من الشكل ( كبناء الجمل والمصطلحات اللغوية )، بالإضافة إلى الاقتراب من المحتوى ( كفكرة الموضوع والمفهوم ). وقد تتطلب هذه الترجمة إدخال العديد من الحواشي اللغوية من أجل أن يكون النص مفهوما فهما جيدا.
وبالتباين مع هذا النوع من الترجمة، تستند الترجمة التي تحاول الوصول إلى تكافؤ معنوي إلى الوصول إلى المستوى الكامل من " طبيعية " التعبير، وتحاول ربط قارئ اللغة المنقول إليها بالصيغ السلوكية الملائمة الموجودة ضمن بيئة ثقافته. وهي بذلك لا تصر على وجوب فهمه للأساليب الثقافية الموجودة في بيئة اللغة المصدر من أجل أن يستوعب الرسالة.
ويمثل هذان الشكلان ( التكافؤ الشكلي والتكافؤ المعنوي ) قطبي عملية الترجمة. وفيما بين هذين القطبين يوجد عدد من الدرجات تتخللهما. وتمثل هذه الدرجات شتى المقاييس المقبولة في الترجمة الأدبية.
وخلال الأعوام الماضية، حدث تحول بارز في التأكيد على البعد المعنوي والابتعاد عن البعد الشكلي. ويتزايد هذا الاتجاه بين جميع المهتمين بشئون الثقافة والترجمة.
وقد يقتضي البحث عن معادل الترجمة في بعض الأحيان إلى القيام بما يسمى التغيير الوظيفي Functional Shift، وهو عبارة عن " إجراء يتم إتباعه ويتضمن عملية تغيير في القواعد النحوية حينما نترجم من اللغة المصدر إلى اللغة المنقول إليها ".
"Functional Shift is a translation procedure involving a change in the grammar from SL to TL".
ونلجأ لهذا الأسلوب حينما لا ينصاع معنى الكلمة بسهولة للترجمة كما هي – أي بنفس وظيفتها في اللغة المصدر SL – فنلجأ إلى تغيير وظيفتها. والكلمات التي نلجأ لهذا الأسلوب معها هي الكلمات التي تحمل علاقات المعنى content words، وهي عبارة عن الأسماء nouns أو الأفعال verbs أو الصفات adjectives أو الظروف adverbs. كما نلجأ إليه حينما نترجم تركيب من القواعد في اللغة المصدر ليس له نظير في اللغة المنقول إليها.
ونعرض فيما يلي أهم الأساليب التي نتبع فيها هذا الإجراء:
أولا: إمكانية تحويل الظرف إلى الصيغ التالية:
He admires her greatly.
- صيغة الحال: يعجب بها بشدة.
- صيغة المفعول المطلق: يعجب بها إعجابا شديدا.
- استخدام لفظ أيّما: يعجب بها أيّما إعجابا.
- استخدام جملة اسمية ( مقرونة أو غير مقرونة بلام التوكيد ): إن إعجابه بها لشديد، أو إن إعجابه بها شديد.
- صيغة ما يحل محل الاسم: لشد إعجابه بها.
وبذلك ففي الجملة:
The situation has deteriorated very sharply.
يمكن أن تكون الترجمة:
- تدهور الموقف بشدة.
- تدهور الموقف تدهورا حادا.
- تدهور الموقف أيّما تدهور.
- إن تدهور الموقف لشديد.
- لشد ما تدهور الموقف.
ثانيا: تحويل الصفة إلى اسم، مثل:
The decision was made for the good management of the company.
اُتخذ القرار لما فيه حسن إدارة الشركة.
The conference recommended the early implementation and speedy operation of the project.
أوصى المؤتمر بالتبكير ( أو الإسراع ) في تنفيذ المشروع والتعجيل بتشغيله.
ثالثا: تحويل الصيغة الفعلية إلى صفة أو صيغة التصريف الثالث، مثل:
استعرض المؤتمر ما تحقق من تقدم فيما يجري تنفيذه من برامج.
The conference reviewed the achieved progress (progress achieved) in the projects being implemented.
رابعا: تحويل الفعل إلى اسم، مثل:
The President recommended that a committee should be formed for handling that matter.
أوصى الرئيس بوجوب ( أو بضرورة ) تشكيل لجنة لبحث ذلك الأمر.
خامسا: تحويل الصفة أو الاسم إلى فعل، مثل:
I should like to make a slight reference that the University has lavishly given out insignificant prizes to all graduates.
أريد أن أنوه أن الجامعة قد أفرطت في توزيع الجوائز على الخريجين كافة.
Brutal as he is, sometimes he betrays signs of unequalled delicacy.
على الرغم مما يتسم به من وحشية، إلا أنه يبدي في بعض الأحيان ما ينم عن رقة منقطعة النظير.
سادسا: تغيير أسلوب حرف الجر، مثل:
the achievements of the past decades
الإنجازات التي تحققت في العهود الماضية
The lady in black
المرأة التي تتشح بالسواد
Mubarak of Egypt
مبارك رئيس مصر
وفي النهاية، يجب توضيح أن التغيير الوظيفي يبرز حالات متعددة من الارتباك فيما بين القواعد وما ينبغي التشديد stress عليه في النص. ولنضرب مثالا على ذلك، ففي الجملة العربية:
حاد بيانه عن جادة الصواب تماما
هل نترجمها إلى الإنجليزية بالقول: His statement is a completely false أو القول: There is absolutely no truth in his statement ؟
والتعليق على هذه الحالة يقتضي القول إنه كثيرا ما يتم تغيير ترتيب الكلمات word order بصورة غير ضرورية. ولذلك ففي بعض الأحيان يكون الأكثر دقة أن نترجم باستخدام المرادف اللغوي والاحتفاظ بنفس ترتيب الكلمات والابتعاد عن التغيير الوظيفي مع الإبقاء على التشديد الموجود في النص الأصلي.