حملات التنصير

حملات التنصير

حقيقتها وخطرها ووسائلها

ويتكون من عدة فصول:

الفصل الأول: حقيقة التنصير.

الفصل الثاني: أهداف التنصير.

الفصل الثالث: الوسائل والطرق.

الفصل الرابع: قدرات المنظمات التنصيرية المالية والبشرية.

الفصل الخامس: التنصير في اليمن.

الفصل السادس: كيف نواجه خطر التنصير.

الفصل الأول: حقيقة التنصير:

المبحث الأول: تعريف التنصير:

1- تعريف التنصير:

ذكر ابن منظور في "لسان العرب": (والتنصُّر: الدخول في النصرانية)، ومنه الحديث الذي في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).

ونستطيع أن نقول: إن التنصير هو إدخال بعض الناس في النصرانية، فإن لم يدخل أحد فيها فهم يحرصون على أن يخرجوه من دينه ولاسيما المسلم.

ونحن بهذا التعريف نستفيد أموراً أحدها: أن غاية التنصير ليست إخراج المسلمين فقط من دينهم، بل تشمل غيرهم من ذوي الملل، والثاني: أن غاية التنصير في الأساس هي دخول الناس في النصرانية، فإن لم يقدروا على ذلك قاموا بإخراجهم من الدين ولو إلى غير دين.

1- يقول القس "صاموئيل زويمر" أحد واضعي "أسس التنصير العالمي الحديث": (لكن مهمة التبشير التي ندبتكم إليها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريما لهم، وإنما مهمتكم في أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها).

2- ومنها "المؤتمر التنصيري" الذي عقد بـ"جبل الزيتون" في القدس في فلسطين المحتلة سنة 1346 هـ 1927م، وحضرته أربعون دولة من الدول الغربية الصليبية، حيث قام أحد أقطاب هذا المؤتمر قائلا: (أتظنون أن غرض التنصير وسياسته إزاء الإسلام هو إخراج المسلمين من دينهم ليكونوا نصارى ؟! إن كنتم تظنون هذا فقد جهلتم التنصير ومراميه، لقد برهن التاريخ من أبعد أزمنته على أن المسلم لا يمكن أن يكون نصرانياً مطلقاً، والتجارب دلتنا ودلت رجال السياسة النصرانية على استحالة ذلك، ولكن الغاية التي نرمي إليها هي إخراج المسلم من الإسلام فقط، ليكون مضطرباً في دينه، وعندها لا تكون له عقيدة يدين بها ويسترشد بهديها، وعندها يكون المسلم ليس له من الإسلام إلا اسم أحمد أو مصطفى) أ.هـ

3- وفي الخطاب السري ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقصية في "الاسكندرية" في صفر/ 1393 هـ الموافق مارس/ 1973م ذكر فيه أنه: (يجب مضاعفة الجهود التبشيرية التي وضعت وبنيت على أساس هدف اتفق عليه للمرحلة القادمة وهو زحزحة أكبر قدر من المسلمين عن دينهم والتمسك به، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم، وتشكيك الجموع الغفير منهم في كتابهم وصدق محمد) أ.هـ

2- تنصير لا تبشير:

ويخطئ كثير من الناس عندما يطلق لفظ التبشير على التنصير، لأنهم هم الذين أطلقوه ولهم في هذا المعنى غرض وهو التعمية وخداع المساكين الذين لا يعرفون حقيقة هذه الدعوة.

3- حقد النصارى:

والنصارى قد امتلأت قلوبهم غيظاً وحقداً على الإسلام وأهله، بسبب ما خص الله بها المؤمنين، من النور المبين، والدين القويم، والهـداية التامة.

قال تعالى إذ يقول: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم) وقال سبحانه: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) وقال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين0 وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم0) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين) وقال تعالى: (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون) وقال تعالى: (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) وقال تعالى: (ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم فيميلون عليكم ميلةً واحدة) وقال تعالى: (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً)، وقال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).

وستبقى هذه العداوة قائمةً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وإن أظهروا محبة السلام، وحب الخير للناس جميعاً.

المبحث الثاني: تاريخ التنصير:

1- الفرق بين التنصير والدعوة إلى النصرانية:

الدعوة إلى النصرانية موجودة منذ قرون طويلة وليست هي وليدة هذا العصر، ولكن التنصير شيء آخر أوسع بكثير من الدعوة إلى النصرانية فقط، بل دخلت فيه أهداف هي أوسع بكثير من الدعوة إلى النصرانية، فهي تستهدف من وراء ذلك بسط الهيمنة النصرانية على العالم أو أغلب العالم على الأقل، واحتلال الأراضي الإسلامية وغيرها والهيمنة عليها دون الحاجة إلى سفك الدماء، والحيلولة دون رفع راية الجهاد التي تعيد إلى المسلمين بإذن الله عزهم ومجدهم، بل أضيف شيئاً جديداً وهو أنه لم يعد التنصير اليوم من وظيفة القسيسين والرهبان فقط، بل أصبح المنصرون يضمون اليوم المهندسين والأطباء وغيرهم ممن يدعو إلى النصرانية.

2- التخفي بعد الظهور:

ولقد كان اتجاههم في البداية إلى الحروب والقتال ليستأصلوا الإسلام ويبيدوا أهله، ولكن رأوا أن الإسلام لم يزد المسلمين إلا تمسكاً بدينهم، وتماسكاً فيما بينهم، فلجأوا إلى طريقة المكر لأن في هذه الطريقة من الإضرار بالمسلمين ما ليس في السابقة.

ومما يدل على ذلك أنه في عام 1920م أصدرت "لجنة التبشير الأمريكي" كتاباً ذكرت في مطلع مقدمته ما يلي: (من أبرز الأمور المتعلقة بدخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى أن الآراء والمبادئ التي كانت تهدف إليها الإرساليات التبشيرية قد تبنتها الأمة الأمريكية، ثم أعلنت أنها هي أهدافها الأخلاقية وغايتها من خوض تلك الحرب، وهذه المبادئ قد سميت الآن أسماء سياسية فقط) أ.هـ

فحقيقة التنصير استعمار جديد لبس ثوب الدعوة إلى النصرانية، ولا أجد كلمة أترجم للقارئ الكريم هذه الحقيقة بمثل قول أحد الأفارقة: (عندما جاء النصارى إلى بلادنا كان لديهم الإنجيل ولدينا الأرض، واليوم لدينا نحن الإنجيل ولديهم الأرض).

الفصل الثاني: أهداف التنصير:

وحينما ننظر فيما كتبه الدعاة عن المنصرين وعن مقاصد دعوتهم وأهدافها، نجد أنه أهداف كثيرة متنوعة منها:

1- القضاء على الإسلام في نفوس المسلمين وواقعهم، ولاشك أن هذا داخل دخولاً أولياً في معنى الآيات التي تقدم ذكرها قبل، فهو أول الأهداف والمقدم عليها، فإن انسلخ المسلم من دينه إلى النصرانية وإلا يبقى بدون دين فكلاهما مطلوب.

ويقول المستشرق "شاتلي": (إن أردتم أن تغزوا الإسلام وتكسروا شوكته وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة، فعليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم والأمة الإسلامية بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم المعنوي وكتابهم القرآن).

يقول أحد كبار المنصرين واسمه "زويمر": (مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، ولذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية) إلى أن قال: (إنكم أعددتم نشئا لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي فقد جاء النشء الإسلامي طبقا لما أراده الاستعمار لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات) أ.هـ من رسالة: "تنصير المسلمين" عبد الرزاق ديار بكر لي.

2- وقف المد الإسلامي وتبطئة انتشار الدين على مستوى الأقاليم والبلدان، والحيلولة دون دخول الأمم الأخرى غير النصرانية كالهندوس والبوذيين في الإسلام، والوقوف أمام انتشار الإسلام بإحلال النصرانية مكانه، أو بإبقائهم على عقائدهم.

ينقل عن "جون قرنق" المتمرد الصليبي في "جنوب السودان" قوله: (السودان هو بوابة الإسلام والعروبة إلى إفريقيا فلتكن مهمتنا الاحتفاظ بمفتاح هذا الباب حتى لا تقوم للإسلام والعروبة قائمة في "جنوب الصحراء الكبرى"). انظر: "الزحف إلى مكة" لعبد الودود شلبي.

يقول "جاير دنر" في مؤتمر التنصير المنعقد في القاهرة عام 1910م: (فإننا نجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام نهضة إسلامية تعليمية ودينية تحتم علينا هذا التقدم التبشيري، إذا كان علينا أن نحافظ على الاعتبار الذي اكتسبناه في الماضي، ولهذا السبب فإنه من المؤكد أن الوقت قد حان لتحريك العمل إلى الأمام بتخطيط حكيم وتنفيذ واع وجدية مكثفة بين المسلمين في سوريا وفلسطين، وتوجيه انتباه كل الجمعيات "التنصيرية" التي تعمل حالياً في هذا المجال نحو الإنجاز السريع لذلك التحرك المتقدم) أ.هـ

ويقول أيضا: (وهؤلاء الطلاب الذين يتم إعدادهم للقيام بالتنصير بين المسلمين يجب أن يضيفوا إلى برامجهم مهمة مراقبة ودراسة ومواجهة هذا الإسلام الجديد بكل مظاهره، ولا يمكن أن تجرى هذه الدراسة إلا في الدول العربية، وذلك المكان بدون جدال هو القاهرة).

3- تدمير المرأة من حيث المناداة بما يسمى بحقوق المرأة، والتركيز على إخراج المرأة المسلمة من بيتها لأمرين أحدهما: أنه يترتب من وراء ذلك انهدام المجتمع وفساد الأخلاق، والثاني: لأنها إن خرجت واستجابت لهم كانت واسطة سريعة لنقل ما يريدون إلى الأسرة، فإن المرأة سرعان ما تتأثر بما تقرأ وبما تسمع.

ومن أجل ذلك اهتم المنصرون بالمرأة اهتماماً شديداً فقلما عقد مؤتمر تنصيري دون أن يكون موضوع تنصير المرأة المسلمة هو أحد الموضوعات الرئيسة لهذا المؤتمر، وكشاهد على ذلك فقد كان أحد الأبحاث المقدمة إلى مؤتمر التنصير المنعقد في ولاية "كولورادو" في أمريكا عام 1978م، هو موضوع "المداخل النصرانية للمرأة المسلمة وأسرتها".

أما "مؤتمر القاهرة التنصيري" المنعقد عام 1906م فقد وجهت المنصرات المشاركات فيه النداء التالي: (لا سبيل (أي: إلى نجاح مهمتنا) إلا بجلب النساء المسلمات إلى المسيح، إن عدد النساء المسلمات عظيم جداً لا يقل عن مائة مليون، فكل نشاط مجد للوصول إليهن يجب أن يكون أوسع مما بذل إلى الآن).

4- تقوية الأقليات غير المسلمة ولاسيما النصارى منهم، وحمايتهم من أي دين أو فكر غير الفكر النصراني ولاسيما دين الإسلام ، فبلد مثل مصر نجد أن المسيحيين ما يقارب 8% من عدد سكانها، ولكنهم يملكون ما يقارب 50% من اقتصادها كما ذكرت بعض المواقع، وفى بعض القطاعات يملكون 70 %فمثلاً شركة "موبنيل" للاتصالات هي مسيحية والقائمون عليها مسيحيون،فهي أحد شركات "نجيب ساويرس" وهو من أكبر ممولين التنصير في مصر، وهي تمول الكثير من الأنشطة التنصيرية باعتراف المنصرين أنفسهم.

5- تشكيك المسلم في الإسلام وقذف الشبه في قلبه، وقد تكرر هذا الهدف في محاولات المنصر المعروف السموءل "صاموئيل زويمر" الذي خاض تجربة التنصير في البلاد العربية بعامة وركز على منطقة الخليج العربية بخاصة، وقد أرسل إلى "لو شاتليه" رسالة في 7 / 8 / 1329 هـ - 2 / 8 / 1911م قال فيها: (والأمر الذي لا مرية فيه هو أن حظ المبشرين من التغيير الذي أخذ يدخل على عقائد الإسلام ومبادئه الخلقية في البلاد العثمانية والقطر المصري وجهات أخرى، هو أكثر بكثير من حظ الحضارة الغربية منه، ولا ينبغي لنا أن نعتمد على إحصائيات التعميد في معرفة عدد الذين تنصروا رسمياً من المسلمين، لأننا هنا واقفون على مجرى الأمور ومتحققون من وجود مئات من الناس انتزعوا الدين الإسلامي من قلوبهم واعتنقوا النصرانية من طرف خفي) أ.هـ

6- تقليل المسلمين من حيث تحديد النسل، ولذلك نجد أن ما يتعلق بتحديد النسل كحبوب منع الحمل، والواقيات الذكرية ونحو ذلك هي من أرخص ما يكون في مستوصفات "الأمومة"، ومنظمة الصحة العالمية هي أسخى ما تكون في هذا الباب.

7- تسفير من يقدرون على تسفيره إلى دول كندا وأمريكا وغيرهما ولاسيما من الصومال اللاجئين، أو من الشباب المتعلق بما عليه الغرب، ويدخلون على شخص من الباب الذي يحب، فهم كالسفراء الذين يرحلون من قدروا على ترحيله.

8- تغيير المناهج الدراسية في هذه الدول الفقيرة التي هم فيها، أو على الأقل حذف الآيات التي تتعلق بالجهاد في سبيل الله أو بكفر أهل الكتاب أو تأمر بعداء الكفار أو نحوها.

9- من أهدافهم استرداد ما استطاعوا أن يردوه من أراضي المسلمين التي كانت في أياديهم قبل المسلمين كالشام وغيرها.

10- القضاء على معالم اللغة العربية لغة القرآن الكريم.

11- تأييد دعاة الفساد الفكري والأخلاقي في بلاد المسلمين، وإخراج جيل ضعيف علمياً ودينياً من بين المسلمين يقومون بالسيطرة على الإعلام وغيرها من وسائل التسلط على عقول المسلمين.

بل لو قدر التنصير على صناعة رئيس ولو من بين أوساط المسلمين يتنصر ثم يحكم بلاد المسلمين لفعلوا، فهذا الرئيس "سنجور" الحاكم السابق للسنغال الذي نصّرته مدرسته - بينما لا يزال أهله مسلمين والداه وإخوته – وقد تولى النصارى إعداده ليتولى حكم دولة مسلمة بنسبة 99% ويحارب فيها الإسلام ويعمل الأسلحة في المسلمين، وبعد أن افتضح أمره تفرغ للتنصير، وأقيمت جامعة تحمل اسمه لإعداد المنصرين في بلاد المسلمين.

12- المطالبة بحرية الاعتقاد وحرية الرأي، ليبقى المسلمون متفرقين ومنشغلين فيما بينهم.

13- نشر الأفكار والمذاهب الأوروبية، وقد قال "شاتليه" أحد منظري التنصير: (ومن هذا يتبين لنا أن إرساليات التبشير الدينية التي لديها أموال جسيمة، وتدار أعمالها بتدبير وحكمة تأتي بالنفع الكثير في البلاد الإسلامية من حيث إنها تبث الأفكار الأوروبية).

وهناك غيرها من الأهداف الخطيرة لكن هذه هي أخطرها، على أن التنصير قابل لإدخال أهداف جديدة مع مرور الأيام والليالي.

الفصل الثالث: الوسائل والطرق:

1- الوسائل العامة لحملات التنصير:

ووسائل المنصرين في التنصير كثيرة حتى أوصلها بعضهم إلى سبعمائة طريقة أو خطة للتنصير، ويجمعها أن ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، حيث تدعي القيام بأعمال إنسانية كبناء مستشفيات وعلاج المرضى فيها أو مدارس أو حفر آبار في الأرياف أو نحوها بحجة المساعدات الإنسانية، لكنها تحمل التآمر على الإسلام والمسلمين.

وسنذكر من هذه الوسائل ما يناسب هذا المختصر، فمن ذلك:

1- الطب والعلاج، فالمنظمات التنصيرية كلما سمعت بمكان فيه فقراء أو مرضى هبت إليه على جناح السرعة ليس رحمة بهم ولكن طمعاً في إدخالهم في النصرانية، وسيأتي شيء من وسائلهم في هذا الباب فقط.

2- إثارة الفتن والحروب، ليأتي هؤلاء المنصرون على صورة المنقذ ليتحول هؤلاء الناس إلى النصرانية.

يقول ديفيد أ . فريزر (ولكي يكون تحول فلا بد من وجود أزمات معينة ومشكلات وعوامل تدفع الناس أفرادا وجماعات خارج حالة التوازن التي اعتادوها، وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية مثل التفرقة العنصرية أو الحساسية بسبب تسامح المجتمع تجاه النفاق أو الوضع الاجتماعي المتدني).

3- تدبير الانقلابات العسكرية على من ترى أن نشاطها سيقوى بسقوطه، فتلجأ "المنظمات التنصيرية" إلى تدبير الانقلابات العسكرية والتواطؤ مع منفذيها لتحقيق أغراضها في تعذر عليها فيه التنصير، أو ترى فيه نشاطاً للدعوة إلى الإسلام الصحيح، فيبدأ التخطيط لقلب نظام هذا الحكم، وإحلال نظام آخر بديل عنه يأذن لهم بممارسة التنصير.

فقد جاء في إحدى "النشرات التنصيرية" بأن "الأمير النيجيري أحمد بلو" رحمه الله يعتبر أكبر عقبة في شمال نيجيريا ضد التنصير، بل هو الذي يفتح الباب للإسلام في نيجيريا، وبعد ذلك كان انقلاب "أورنس" الذي تربى على أيدي المنصرين، وتولى خلال الانقلاب تلامذة المدارس التنصيرية المراكز القيادية هناك.

بل إن بعض من كتب عن التنصير في مصر كتب عن الإعداد العسكري للنصارى فمؤخرًا أفرجت الدولة عن بعض الأدبيات التي تتحدث عن وجود تنظيمات أرثوذكسية مسلحة بمصر منها ما سمي بـ : "جماعة الجهاد النصراني" , وغيرها

4- إنشاء المدارس الأجنبية لتعليم اللغات أو غيرها في بلاد المسلمين، فتعليم اللغة الإنجليزية يستخدم كطعم، وهذا الطعم ممزوج بالدعوة إلى الإباحية والدعوة إلى الأخلاق النصرانية، فقد جاء في بحث "الإرسال الإذاعي الحالي الموجه إلى المسلمين" المقدم من فريد د. أكورود إلى مؤتمر التنصير المنعقد في كلورادو ما يلي: (إن اللغة الإنجليزية مهمة لكل عربي يرغب في متابعة دراسته أو يود الهجرة، ولقد كتبنا إلى "هيئة الإذاعة البريطانية" التي لديها سلسلة ممتازة من برامج تعليم الإنجليزية للناطقين بالعربية ولقد منحتنا السلسلة وأذنت لنا بتقديمها عبر إذاعتنا، وقد أجرينا بالفعل تعديلات على السلسلة استخدمناها" كطعم" وفي الختام كنا نتوجه بالسؤال: عما إذا كان المستمع يرغب في نسخة مجانية من كتاب يحتوي على العربية والإنجليزية جنبا إلى جنب، وعندئذ نرسل له نسخة من الإنجيل بالعربية والإنجليزية).

أقول: نقلوا هذه البرامج إلى إذاعاتهم ليستمعها الناس فيدخلوا عليهم النصرانية من هذا الباب، نعوذ بالله من هذا المكر.

ولقد أرسل "شاتليه" يرد على رسالة "زويمر" التي تقدم ذكرها بقوله: (ولا شك أن إرساليات التبشير من بروتستانتية وكاثوليكية تعجز عن أن تزحزح العقيدة الإسلامية من نفوس منتحليها، ولا يتم لها ذلك إلا ببث الأفكار التي تتسرب مع اللغات الأوروبية ، فبنشرها اللغات الإنجليزية والألمانية والهولندية والفرنسية يتحكك الإسلام بصحف أوروبا وتتمهد السبل لتقدم إسلامي مادي، وتقضي إرساليات التبشير لبانتها من هدم الفكرة الدينية الإسلامية التي تحفظ كيانها وقوتها إلا بعزلتها وانفرادها).

يقول المستشرق "جب": (إن التعليم هو أكبر العوامل الصحيحة التي تعمل على الاستغراب، وإن انتشار التعليم (أي: على الطريقة الغربية) سيبعث بازدياد - في الظروف الحاضرة - على توسيع تيار الاستغراب وتعميقه) أ.هـ

5- البعثات الدراسية، فهم يستغلون "البعثات الدراسية" للطلبة المسلمين خارج البلاد الإسلامية، فهناك مجموعات من أبناء المسلمين في أوربا وأمريكا تتلقي التعليم، قد ذهبوا مبعوثين من حكوماتهم ومؤسساتهم داخل بلادهم، وتتعرض هذه الفئات من الطلبة إلى حملات قوية من المنصرين.

6- بناء أكبر عدد من الكنائس في البلاد الإسلامية والاهتمام بمظهرها، حتى في الأماكن التي لا يعيش فيها أي نصراني، لتكون مكاناً ينطلق منه العمل التنصيري في المنطقة، ولتحقق بعض ما أنشئت من أجله ولذلك يحرص المنصرون أن تكون مباني الكنائس والإرساليات والمدارس شاهقة غريبة المظهر حتى تؤثر في عقول الزائرين وفي عواطفهم وخيالاتهم، إن ذلك في اعتقاد المنصرين يقرب غير النصارى إلى النصرانية.

7- الدعوة إلى التنصير من خلال بعض القنوات والإذاعات، وقد قال فريد أكورود: (يبدو أن الإذاعة اليوم هي إحدى الوسائل الرئيسة التي يمكن بواسطتها الوصول إلى المسلمين في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المغلقة، حيث إن الإذاعة يمكنها كما نعلم أن تخترق الحواجز الحدودية وأن تعبر البحار وتقفز الصحاري وأن تنفذ إلى مجتمعات المسلمين المغلقة) أ.هـ

وقد أنفقوا على هذه الوسائل قرابة: (11865) مليون دولار كما نشرت "مجلة الدعوة" السعودية.

8- استغلال حاجة الناس للعلاج وحاجة الناس وقت النكبات والكوارث، وفقر كثير من هذه الدول، في الوقت الذي تعجز فيه الدول عن القيام بكفاية هؤلاء الناس، فقد استغلت هذه "المنظمات الإغاثية" مصائب الشعوب وأمراضها ومآسيها، لتدعوها إلى ضلالتهم، فما تحل كارثة بأمة من حرب أو زلازل أو فيضانات إلا ورأيت "الجمعيات التنصيرية" تنتقل إلى الموقع المنكوب لتقدم للمحتاجين العقيدة النصرانية مع قرص الدواء ولقمة العيش وقطعة الكساء، ولا تظن أن هذا التدافع النصراني على مواقع الأحداث هو رحمة بالشعوب، ولكنها الفرصة المناسبة للتبشير، ويقدمونها على أنها نعمة من عيسى عليه السلام، ويشير أحد المختصين في هذا لمجال إلى أن ميزانيات المنصرين في هذا المجال تجاوزت المائة وثمانين مليار دولار.

9- فتح الفرص للتعليم المهني، وفي هذا المجال يقول "بيزوز" الذي تسلّم رئاسة "الجامعة الأمريكية" في بيروت سنة 1369 هـ - 1948 م، وكانت تسمّي حينئذ بـ"الكلية البروتستانتية الإنجيلية": (لقد أدى البرهان إلى أن التعليم أثمن وسيلة استغلّها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سورية ولبنان، ومن أجل ذلك تقرّر أن يُختار رئيس الكلية البروتستانتية الإنجيلية من مبشري الإرسالية السورية).

10- المرأة: وما يتعلق بها من مواضيع، كالكلام على تحرير المرأة، ونبذ مظاهر العنف ضدها، ونحو ذلك من المسائل التي يتسللون بها على المسلمين، ويستغلونها للطعن في الإسلام.

11- الإساءة إلى القرآن الكريم فهم يستخدمون ذلك كأسلوب يقيسون به نسبة الغيرة عند المسلمين، ومعرفة من تأخذه العاطفة ممن دخل في نصرانيتهم، ففي اليمن وفي محافظة إب/ مديرية جبلة وفي "مستشفى جبلة" بالذات حدث عام 1419هـ تمزيق للمصاحف ووضعت أوراقها في أماكن نجسة، والذي قام بهذا بعض من ارتد عن الإسلام وتنصر، على يد جماعة من المنصرين الذين ينشرون التنصير في اليمن تحت غطاء الخدمات الطبية وتقديم العون من العلاج المجاني أو الرخيص.

وقد انتهت هذه القصة بقضية قتل مشهورة حيث قام رجل بقتل الرجل والمرأة الأمريكيين.

2- وسيلة التطبيب والعلاج:

حملات التنصير لها وسائل غريبة وخبيثة، تدل على مدى حقد هؤلاء الناس وأنهم يستخدمون كل طريقة يتوصلون بها إلى غاياتهم.

وأنا أنقل لكم شيئاً من هذه المؤامرات في باب الطب والعلاج فقط ليكون المسلم على بينة، فمن هذه الوسائل:

1- إضعاف المسلمين من حيث بتر أعضائهم، وإصابتهم بالعاهات المستديمة التي يعسر عليهم الخروج منها، ليبقى المسلمون ضعفاء عاجزين عن إقامة أي نوع من أنواع الجهاد أو الدعوة إلى الله أو غير ذلك، وتبقى الأسر محتاجة لهم في كثير من الأحيان.

2- ومنها أنهم يمدون مراكز "الأمومة والطفولة" بالملايين من حبوب منع الحمل، وعشرات الآلاف من الواقيات الذكرية المجانية أو الرخيصة الثمن، والتي يسعون من خلالها إلى تقليل عدد المسلمين.

3- ومنها كثرة العمليات القيصرية في الولادة فقد كثرت بصورة مستغربة تشد الانتباه، وللشيخ محمد بن صالح العثيمين فتوى في هذه المسألة أفادنا بها الأخ الحبيب عبد الله بن سعيد حفظه الله عبر شبكة سحاب الطيبة، حيث سئل الشيخ العثيمين رحمه الله: يرى الزوج تأخير الحمل لزوجته لمصلحة، ما حكم ذلك ؟ وأيضاً ما حكم موانع الحمل من الحبوب واللولب وغيرها ؟

فأجاب قائلاً: (لا شك أن موانع الحمل من الحبوب أو العقاقير خلاف المشروع، وخلاف ما يريده النبي صلى الله عليه وسلم من أمته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد من أمته تكثير النسل، كما قال صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)، وقد امتن الله عز وجل على بني إسرائيل بالكثرة، فقال: (وجعلناكم أكثر نفيراً)، وذكّر شعيب قومه بالكثرة، فقال: (إذ كنتم قليلاً فكثركم)، وما محاولة تقليل النسل في الأمة الإسلامية إلا خدعة من أعداء المسلمين سواء كانوا من المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام، أو من الكفار الذين يصرحون بالعداوة للمسلمين.

لكن أحياناً تدعو الضرورة إلى التقليل من الولادة لكون الأم لا تتحمل ويلحقها الضرر، فحينئذٍ نقول: لا بأس بذلك، ويُسْلك أخفُّ الضررَين، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعزِلون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولَمْ يُنْهَوا عن ذلك، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد سئل عن العزل؟ فقال: (هو الوأد الخفي) فهذا يدل على أنه وإن كان جائزاً فإن فيه شيئاً من الكراهة.

وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى ظاهرة ذُكِرت لنا، وهي: أن كثيراً من المولِّدين أو المولِّدات في المستشفيات يحرصون على أن تكون الولادة بطريقةِ عملية، وهي ما تسمى بالقيصرية، وأخشى أن يكون هذا كيداً للمسلمين، لأنه كلما كثرت الولادات على هذا الحال ضَعُفَ جِلْدُ البطن وصار الحمل خطراً على المرأة، وصارت لا تتحمل، وقد حدَّثني بعض أهلِ المستشفيات الخاصة بأن كثيراً من النساء عُرِضْن على مستشفيات فقرر مسئولوها أنه لا بد من قيصرية، فجاءت إلى هذا المستشفى الخاص فوُلِّدت ولادة طبيعية، وذَكَرَ أكثرَ من ثمانين حالة من هذه الحالات في نحو شهر أو أقل أو أكثر قليلاً، وهذا يعني أن المسألة خطيرة، ويجب التنبُّه لها، وأن يُعْلَم أن الوضع لا بد فيه من ألم، ولا بد فيه من تعب، (حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً)، وليس لمجرد أن تحس المرأة بالطَّلْق تذهب وتُنْزِل الولد حتى لا تحس به، فالولادة الطبيعية خير من التوليد، سواء عن طريق القيصرية أو غيرها؛ لكن إذا وُجِدَت مشقةُ غيرَ عادية فحينئذٍ تذهب، وتَحْذَر من القيصريات بقدر ما تستطيع). ("لقاء الباب المفتوح" لابن عثيمين رحمه الله).

4- قال أبو عمار: وقد حدثني أحد الإخوة السلفيين من مسجدنا أنه تابع لعلاج ولده، للقيام بعملية استئصال ورم خبيث في ظهره أو مكان آخر فوجد معاناة شديدة، ولم يجد العلاج المطلوب الذي يريده إلا عند "البعثة الألمانية" والتي وافقت على تسفيره إلى ألمانيا والقيام بمستلزمات العلاج وغير ذلك غير أن لها شرطاً واحداً وهو أنها لا تريد أي مرافق معه حيث يسافر إلى ألمانيا، فسألني ما هي نصيحتك لي ؟! فحذرته من هذا السفر، وبينت له ما فيه من الخطورة على الولد في دينه ودنياه.

4- ومن عجائب المنصرين ما ذكره بعضهم في كتاب له حول "التنصير" من أن هذه البعثات الطبية التنصيرية تستغل في إجراء التجارب حول مدى صلاحية الأدوية التي ترفض هيئات الأغذية والأدوية إجراءها على المجتمع الغربي، قبل أن تثبت فعاليتها في الأرانب أو الفئران، فيؤتى بها إلى المناطق التي تتركز فيها مستشفيات ومستوصفات ومختبرات تنصيرية، فتجرى فيها التجارب على البشر، ثم يكتب بها تقارير إلى هيئات الأغذية والأدوية الغربية لإقرار استخدامها لتركب وتصنع ثم تصرف للناس.

الفصل الرابع: قدرات المنظمات التنصيرية المالية والبشرية:

1- ميزانية الأموال التي ينفقها المنصرون مذهلة:

ميزانية التنصير في العالم كانت عام 1411هـ - 1990م حوالي مائة وأربعة وستين مليار دولار أمريكي [ 164000000000 ] سنوياً، وقد أفاد بهذا أحد العاملين في الساحة الإفريقية، ونشر هذا الرقم في مجلة "الدعوة" السعودية.

ثم إن الميزانية قد قفزت عام 1413 هـ - 1992 م إلى مائة وواحد وثمانين مليار دولار أمريكي [181000000000 ]، وقد أفاد بهذا أحد المحاضرين في أحد الدروس العامة التي تحدث فيها عن التنصير، والفارق الزمني بين الرقمين هو سنتان، أما الفارق الرقمي بينهما فهو سبعة عشر مليار دولار [17000000000 ]، وهو الزيادة في غضون سنتين فقط.

ومثل هذا التفاوت في الأرقام ينطبق على أعداد المنصرين والمنصرات، والمتنصرين والمتنصرات، والمعاهد التنصيرية، والجمعيات القديمة والحديثة، واللقاءات والمؤتمرات وغيرها من وسائل "تنصيرية".

2- وذكر أنه يبلغ عدد "المنظمات التنصيرية" في العالم أربعة وعشرين ألفا وخمسمائة وثمانين (24580) منظمة، وعدد المنظمات العاملة في مجالات الخدمة يزيد عن عشرين ألفاً وسبع مائة (20700) منظمة، ويبلغ عدد المنظمات التي تبعث منصرين متخصصين في مجالات التنصير والإغاثة ثلاثة آلاف وثماني مائة وثمانين (3880) منظمة.

3- ويزيد عدد المعاهد التنصيرية على ثمانية وتسعين ألفاً وسبع مائة وعشرين (98720) معهداً تنصيرياً، ويبلغ عدد المنصرين المتفرغين للعمل خارج إطار المجتمع النصراني أكثر من مئتين وثلاثة وسبعين ألفا وسبع مائة وسبعين (273770) منصراً.

4- ويزيد عدد الكتب المؤلفة لأغراض التنصير عن اثنين وعشرين ألفا ومائة (22100) كتاب في لغات ولهجات متعددة، وبلغ عدد النشرات والمجلات الدورية المنتظمة ألفين ومئتين وسبعين (2270) نشرة ومجلة، توزع منها ملايين النسخ بلغات مختلفة.

5- ويزيد عدد محطات الإذاعات التنصيرية على ألف وتسع مائة (1900) إذاعة، تبث إلى أكثر من مائة (100) دولة وبلغاتها.

ويذكر كرم شلبي في رسالته: "الإذاعات التنصيرية الموجهة إلى المسلمين العرب" أكثر من خمس وثلاثين محطة إذاعة منتشرة حول العالم، ومنها "إذاعة الفاتيكان" التي ثبت إرسالها بأكثر من سبع وأربعين لغة أربع وثلاثون منها أساسية، وثلاث عشرة لغة تستخدم في مناسبات خاصة: ويزيد عدد الساعات المبثوثة باللغة العربية عن ألف وخمس مائة (1500) ساعة في الأسبوع، أي: ما يقارب ثمانين ألف 80.000) ساعة في السنة.

6- عام 1984م طبعت أربعة وستون مليون نسخة من الإنجيل، وقد دخلت الجزائر باخرة مليئة بالأناجيل فرفضت الحكومة دخولها.

2- عدد المسلمين الذين نصرتهم هذه المنظمات:

ودعوة مثل هذه الدعوة وبمثل هذه الجهود الجبارة والأموال الطائلة لا شك أنه سيكون لها ضحايا، وأرى من المهم ذكر عدد الضحايا لأن هذا تترتب عليه الكثير من المصالح والتي منها أن ينتبه الدعاة إلى الخطر القادم، فنقول وبالله التوفيق:

1- الدعوة إلى التنصير قامت بتنصير 500,000 مسلم من مسلمي كازاخستان في أقل من عشرين عاماً.

2- وقامت بتنصير أكثر من 2000 مغربي في عام 2004م، ويقومون بمراسلة ما يقارب هذا العدد عبر البريد الإلكتروني.

3- قامت بتنصير 120 مسلم يمني من محافظة واحدة، وهذا غير العدد نفسه الذي تنصر أثناء التنصير في "مستشفى جبلة" فالمجموع ما يقارب 240 يمني.

4- قاموا في مصر بتنصير أكثر من 3000 مسلم كما ذكرت بعض المتنصرات، وقال متنصر آخر: إنهم أكثر من 10000 متنصر كما في بحث: "تقرير ميداني عن التنصير في مصر".

5- أثر التنصير على المسلمين في أندونيسيا حتى أصبح عدد المسلمين من 95% إلى 86% وهذا يدل على تزايد النصارى، نسأل الله السلامة والعافية.

3- دور المنظمات العالمية:

الواقع أن الأحداث تثبت أن المنظمات الدولية على اختلاف مهماتها تسير حسب التوجيهات الغربية في التعامل مع الآخرين.

وقد كتبت بعض الجهات في تقرير لها صدر عام 1995م عن خطورة نشاط "المنظمات الدولية التنصيرية" في إفريقيا خلال 15 سنة مضت، إذ كانت ترفع الشعار التالي: (تخلوا عن دين الإسلام وسوف نقوم نحن بتحريركم من الجوع والفقر والخوف والمرض) كما ذكر التقرير أن جيوش "الإرساليات التنصيرية" عبرت أفريقيا تحمل الغذاء في يدها اليسرى والصليب في يدها اليمنى.

وذكر الدكتور محمد السلومي في كتابه "ضحايا بريئة" ما تقوم به "جامعة كولمبيا الدولية الأمريكية" ودورها المتخصص في إعداد خريجين يعملون بعد التخرج لتنصير العالم الإسلامي، سواء من خلال "المؤسسات الإغاثية العالمية"، أو تحت أي غطاء، إذ تقوم هذه الجامعة بتقديم دروس خاصة في التنكر والتخفي لتيسير تنصير المسلمين، وهو ما تسمية بعض المجلات الأمريكية: (الحرب الصليبية الحذرة) هذا ما نشرته مجلة "الأم جونز" عام 2002م.

ومن ذلك ما تناقلته الأخبار من وجود أسلحة داخل أكياس القمح المرسلة من "منظمة دولية" إلى جنوب السودان، حيث المتمردون بقيادة جون جرنج ورفاقه، ومن انشق عنه أخيراً، وكذا الحال في المجتمعات المسلمة الأخرى.

4- صورة من خطورة التنصير:

ولكي نعطي صورة واضحة عن خطر التنصير وأثره على مجتمعات المسلمين وأفرادهم نضرب مثالاً بما أحدثه التنصير في أراضي السنغال وكيف أثره على شعبها المسلم، فالسنغال لا يزيد عدد النصارى فيها عن 1% ومع هذا فللنصارى اليوم دولة تحكم الأغلبية المسلمة.

فمن آثار التنصير هناك:

1- التنصير في السنغال قائم على قدم وساق، فالمئات من "المنظمات التنصيرية" تعمل في السنغال، ولا تجد هذه المنظمات أدنى صعوبة، فالأغنياء من أبناء المسلمين يذهبون إلى هذه المدارس لتلقي علومهم، وهناك إقبال على المستشفيات التي تحمل شعار الصليب الأحمر، في وقت لا توجد المستشفيات التي تحمل شعار الهلال الأحمر.

2- يوم الجمعة هو يوم عمل في السنغال، أما يوما الإجازة الرسمية فهما السبت والأحد، حيث يحصل المسلمون على ساعتين راحة يوم الجمعة لأداء الصلاة، على أن يتم تأخير ميعاد الدوام من الثالثة إلى الخامسة لتعويض الساعتين اللتين يؤدون خلالها الصلاة.

3- الأعياد المسيحية تحولت إلى أعياد رسمية، وليس عيدي الفطر والأضحى، وعلى الرغم من ذلك فإن التنصير في السنغال يعمل على فصل المسلم عن دينه الحنيف، بحيث لا يكون للدين دور في حياته، وهو ما يعد أفضل لديها من أن يكون مسيحياً.

4- كانت العربية هي اللغة الأولى والرسمية في السنغال قبل الاستعمار الذي حاصرها ومنع انتشارها في السنغال لعقود طويلة.

5- كذلك ينتشر المنصرون بين القبائل الوثنية، فهم يفضلون استمرارها في عبادة الأصنام دون اعتناق الإسلام الذي يعد الدين الأكثر اعتناقاً في أوساط الوثنيين.

6- تحدث مراقبون كثيرا عن تحول داكار العاصمة السنغالية إلى مركز للنفوذ الصهيوني في الغرب الإفريقي.

الفصل الخامس: التنصير في اليمن:

والكلام على التنصير في اليمن مهم بالنسبة لنا، لكني سأختصر لكم الكلام عليه في نقاط:

1- أول عمل تنصيري منظم بدأ في "اليمن" في العصر الحاضر كان في مدينة عدن جنوبي اليمن في السبعينات من القرن الهجري الماضي أي: ما يوافق الخمسينات من القرن الميلادي الماضي، أما في الجهات الشمالية فكان حوالي عام 1390هـ أي: ما يوافق عام 1970م وذلك من خلال منظمة فدائية تدعى "فريق البحر الأحمر الدولي" التي أسسها المنصر (ليوني قرني) عام 1951 م، وكان يطلق عليها (الخيامون) وهم النصارى القادمون للعمل في البلاد الإسلامية في مجالات مختلفة كالطب والتعليم والتمريض وشعار هذه المنظمة: (الإسلام يجب أن يسمعنا) وهدفها نشر الإنجيل بين المسلمين، ومركزها الرئيسي إنجلترا، وتحصل على الدعم من الكنائس والأفراد ومنظمات العون النصراني ويشرف هذا الفريق على عدد من "المشاريع التنموية" في عدد من البلاد الإسلامية والأفريقية منها: مالي وجيبوتي وباكستان واليمن وتنزانيا وهذا بموافقة الدول المضيفة.

2- قام يمنيان في عام 1992م في "منطقة جبلة" التابعة لمحافظة "إب" جنوبي العاصمة صنعاء، بتمزيق القرآن الكريم ورميه في حمامات مسجد الأشرفية، وقد كانت هذه الفعلة جريمة اهتز لها المجتمع اليمني، وبعد التحقيق معهما اعترفا أمام المحاكم بأنهما ارتدا عن الإسلام، ودخلا في الديانة النصرانية من خلال شخص ثالث، وعند استدعاء الأخير أقر باعتناق المسيحيه نتيجة قراءته واطلاعه على الكتاب المقدس (الإنجيل).

3- وأشار أحد الثلاثة إلى أن المحور الرئيسي لحركة التنصير أحد الأطباء العاملين في مستشفى جبلة المعمداني وجنسيته أجنبية، وتحدثوا عن وعود بتلقي مبالغ مالية مقابل ما يقومون به من جهد تنصيري داخل المديرية.

4- تنصر مسلم صومالي يقيم في عدن كلاجئ بسبب "الحرب الأهلية" في بلاده على يد قس أجنبي يعمل في إحدى كنائس المدينة وطلب تغيير اسمه إلى اسم آخر أمام الجهات اليمنية المهتمة بشؤون الهجرة والجوازات والإقامات، فقامت بتوقيفه وتمت محاكمته، ولكن قبل النطق بالحكم تم تسفيره إلى دولة أوروبية، بحجة حصوله على حق اللجوء الإنساني فيها من خلال متابعة القس، وهناك موضوع مشابه، وهو اعتناق صومالي آخر النصرانية مؤخراً.

5- يتحرك نشاط التنصير في اليمن من خلال الكنائس وإن كانت نادرة، ومن خلال المستشفيات والجمعيات المهتمة بـ"الأمومة والطفولة" و"المعوقين" و"البيئة" و"تعليم اللغات" و"الابتعاث الدراسي" و"السياحة"، سواء في أوساط اليمنيين أم أوساط اللاجئين الأفارقة، وأغلبهم من الصوماليين.

وهناك أكثر من 150 ألف صومالي مقيم في اليمن، منهم ما يزيد على 50 ألفاً مسجلين لدى "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة، وهو ما يعطي النشاط التنصيري مساحة واسعة وأرضا خصبة للتحرك.

ويذكر بعض المهتمين أن هذا النشاط حقق لهم عدة طموحات كانوا يحلمون بها ولاسيما بعد عام 1990 والسبب يعود إلى ما يلي:

أ- الاستفادة من الأجواء التي وجدت بعد وحدة اليمن عام 1990م والسماح بوجود وعمل المنظمات الأهلية والطوعية بصورة أكبر، مع وجود رقابة قليلة على أعمالها وحركتها.

ب- تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن إثر أزمة الخليج الثانية لأسباب منها: عودة مئات الآلاف من العاملين اليمنيين في دول الخليج، وازدياد معدلات الفقر.

ج- نزوح مئات الآلاف من الصوماليين عن بلادهم، إثر الحرب الأهلية إلى اليمن، ولا تزال موجات النزوح مستمرة وإن كانت بمعدلات أقل.

د- وثمة أسباب أخرى مثل: ضعف مستويات الرعاية الصحية، وكثرة الأمراض والأوبئة، وتدني مستويات التعليم.

6- ويتحرك التنصير في اليمن على محورين:

الأول: القيام بالتنصير وحمل بعض اليمنيين ضمناً على ترك الإسلام، وتقديم النصرانية على أنها "المخلص" و"المنقذ" لأحوال البشرية.

ويساعد على ذلك استغلال فقر الناس وحاجتهم، وتقوم بعض الجهات بضمهم لصالح جهات تنصيرية من خلال تعبئة استمارات خاصة بهذا الغرض.

الآخر: محاولة إفساد الشباب وزعزعة ثقتهم وعقيدتهم من خلال إغراءات مختلفة منها الرحلات والحفلات وعرض الأفلام وبعثات تعلم الإنجليزية في الخارج، وعلى سبيل المثال فقد زارت عدن قبل أكثر من ثمان سنوات امرأة تدعى "سوزان اسكندر" من أصل مصري وعضوة في "الجمعية الإنجيلية الفنلندية" وركزت في زيارتها على شريحة الشباب والفتيات، تحت ستار تلمس احتياجاتهم وأحوالهم، وقد قامت بإجراء استبيان لصالح "جامعة هلسنكي" في فنلندا تضمن أسئلة مشبوهة من ضمنها أنها تخاطب الفتيات:

أ- ماذا ترتدين خارج المنزل: (شيذر أو بالطو أو حجاباًً أو منديلاً أو نقاباً أو بدون نقاب) ؟

ب- هل ترغبين في العمل خارج المنزل ؟ متى تستيقظين ومتى تذهبين إلى الفراش ؟

وقد زارت هذه المرأة مدارس إعدادية وعرضت على الطلاب صوراً خليعة وطلبت من بعضهم التعليق عليها، وسألت بعض الطلبة عما إذا كانوا قد رأوا أفلاماً جنسية أو أنهم يمارسون العادة السرية !!

7- أبرز الكنائس والمنظمات:

هناك جهات متعددة تتبنى التنصير في اليمن وسوف نكتفي بالإشارة إلى أهمها:

أ- الكنيسة الكاثوليكية بالتواهي: أهم موقع كنسي تم افتتاحه في الخمسينيات إبان الوجود البريطاني في محمية عدن، وربما تكون أهم كنيسة تم بناؤها في شبة الجزيرة العربية، أعيد افتتاحها مع مركز طبي ملحق بها عام 1995م من قبل السفارة الأمريكية بصنعاء، يستغل هذه الملحق لإجراء العمليات الجراحية وإعطاء بعض المرضى ما يحتاجون إليه من أشياء كالنظارات وغيرها بأسعار رخيصة.

أقول: وهذه الكنيسة تبعد من مسجدنا قرابة نصف كيلو أو أقل، والناس يتدفقون عليها لغرض العلاج، ولا زلت أذكر أنه في عام 1417هـ جاءني أخ ومعه كتابان أحدهما بعنوان: (الإنجيل كلمة الله) والآخر كتاب بعنوان: (العالم يحترق) ويقول: إنه يوزع في هذه الكنيسة على من يوثق به من الناس.

ب- البعثة النصرانية المعمدانية الأمريكية بإب: تنشط من خلال مستشفى جبلة التابع لها والكنيسة الملحقة بالمستشفى بصورة قوية ويمتد نشاطها إلى محافظة تعز تحت شعار الاهتمام بالفقراء ودور الأيتام وسجون النساء.

وذكرت بعض الإحصاءات أنه عن طريق البعثة المعمدانية الأمريكية "مستشفى جبلة" تم تنصير 120 مسلماً، وتعتمد بعض الكنائس توزيع الانجيل والمجلات النصرانية والأشرطة المسموعة والمرئية.

وعلى سبيل المثال قامت سفينة سياحية زارت عدن عام 1999 بتوزيع "الانجيل"، ومجلة واسمها "فيشرز" تدعو إلى اعتناق النصرانية، وهناك نشرة اسمها "الأشبال" تصدر من أسبانيا يتم تداولها في أوساط بعض الشبان اليمنيين.

ج- أطباء بلا حدود: بعثة طبية تدعو إلى اعتناق المسيحية بالإغراء بالمال، مستغلة حاجة الناس وفقرهم.

د- وبعثة الإحسان: لها نشاط في تعز والحديدة وخصوصاً في أوساط المصابين بالجذام والأمراض العقلية وكان لها ارتباط مباشر بالمنصرة الهندية المعروفة بـ (الأم تريزا).

ولهذه البعثة مقر ملحق بأحد المستشفيات المشهورة في العاصمة صنعاء، وفيه عشر راهبات، وتشرف على دار للرعاية النفسية بمحافظة الحديدة الساحلية ودارين للعجزة في صنعاء وتعز.

هـ- المعهد الكندي بصنعاء: يتخذ من تعليم الإنجليزية غطاء لأنشطته، وتتميز دوراته بقلة التكلفة مقارنة بتكلفة دورات المعاهد الأجنبية الأخرى، ويعتمد على الرحلات وحفلات نهاية الدراسة المختلطة، ويستمر التواصل بين المدرسين الكنديين مدة إعارة كل منهم سنة واحدة وطلابهم حتى بعد عودة المدرسين لبلادهم وكثيراً ما يثير هؤلاء مع طلابهم نقاشات تتضمن إثارة الشبهات حول الإسلام.

وتعتبر الجهود ضئيلة في الكشف عن هذه المؤسسات وتعريف الرأي العام بها وبأخطارها والأهداف الخفية لعملها، لأن هذه الجهود هي في الغالب جهود فردية قائمة على أفراد من أهل العلم وطلابه، ومن خلال النشاط المضاد للتبشير بالإسلام وهديه في أوساط الجاليات الأجنبية والأفريقية والآسيوية العاملة في اليمن، وتوجد في هذا الصدد لجنة اسمها: (لجنة التعريف بالإسلام) مقرها صنعاء ومركز الدراسات الشرعية ومقره مدينة إب.

و- بعض المواقع في "شبكة المعلومات":

وقد استفدت المعلومات الآتية من "موقع الحقيقة الدولية" الذي نقلها عن "موقع مأرب برس"، قد ذكروا أن من هذه المواقع التنصيرية موقع "اليمن من أجل المسيح" والذي يهدف إلى توصيل هذا النشاط التنصيري إلى الناس، ومدير تحرير الموقع يمني يكتب في الموقع المشار إليه بإسم "ابن صنعاء" وهو شاب في العشرينات من عمره، يكتب بهذا الاسم خوفاً من تطبيق حكم الردة عليه.

ويقول: (تزوجت من مسيحية عربية وأعمل في دولة غربية، اعتنقت المسيحية وأنا في اليمن وتعمدت أيضا في اليمن)، وذكر أن التعميد هو أن تشهد باسم الأب والابن وروح القدس.

ويذكر ابن صنعاء أن عدد المسحيين اليمنيين يصل إلى 2500 شخص وأن هناك 700 مسيحي خارج اليمن، ويقول: (هناك عائلات يمنية مسحية في اليمن وأولادهم ولدوا مسيحيين ونحن نتواصل فيما بيننا باستمرار سواء عبر الهاتف أو الانترنت"، ويشير إلى أن المسيحيين يمارسون شعائرهم الدينية كمجموعات "كل أسبوع في بيت احد المسيحيين سواء كان يمني أو أجنبي"، كما أنهم "أي المسيحيون" يسعون لنشر دينهم عن طريق التبشير بين أوساط الشباب والنساء".

ويستدرك قائلاً: (صعب أن نغير القوانين اليمنية لأن الأكثرية مسلمة، ونحن ليس لدينا أي طموح سياسي، مشيراً إلى أنه واثنين من أصدقائه صمموا موقعاً على الانترنت).

وأوضح أن الهدف من إنشاء موقع على شبكة الانترنت هو تعريف أهل اليمن بالديانة المسيحية وإنقاذهم من الموت الروحي، ويقول: نأمل أن نرى بيت الرب على أرض الواقع في اليمن" أ.هـ نقلاً من موقع: "الحقيقة الدولية" عن "موقع مأرب برس".

نعوذ بالله من الكفر وأسبابه.

ز- بعض المنظمات التنصيرية:

1- مثل: (منظمة ملنيوم للإغاثة): وهي منظمة أمريكية تنصيرية هدفها الأول والأخير هو التنصير، وتتخذ من العمل الإنساني ستاراً لنشر أهدافها المشبوهة وتدار هذه المنظمة عالمياً، ويدير هذه المنظمة في اليمن والتي يقع مقرها في صنعاء حده الحي السياسي أمام معهد مالي، مجموعة من المنصرين الأجانب على رأسهم المدعو: دنس كوكس المعروف بأبي داؤد والمقيم في اليمن منذ 25 عاماً حيث يعتبر الرأس المدبر لعملية التنصير في اليمن وأكبر الحاقدين على الإسلام والمسلمين، وهو المخطط الرئيسي لحملة التشكيك والطعن في النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم حيث بدأ هذا البرنامج منذ ثلاث سنوات وقام بإدخال العديد من الكتب والسيديهات والأشرطة التي تسيء للإسلام ونبيه العظيم.

2 – (منظمة شريك التعاون العالمي): وهي منظمة تنصيرية تعمل في اليمن ويديرها المنصر الأمريكي (ألن باسكوفتش) وزوجته الالمانية صوفيا ومقر المنظمة صنعاء "عصر".

3 – (منظمة الخدمات الاجتماعية الدولية): وهذه المنظمة التنصيرية تتبع الكنيسة المعمدانية التي كانت تدير "مستشفى جبلة المعمداني" وتنشط هذه المنظمة في العديد من المحافظات اليمنية ولديها معهد لتعليم اللغة الانجليزية في جزيرة سقطرى ويديرها في اليمن المبشر الأمريكي المدعو (درو واطسن).

نقلت هذه المعلومات المتعلقة بالمنظمات من "موقع طريق الحقيقة".

ح- حملات تنصير في نواحي أخرى:

ونقلت المواقع المشار إليها سابقاً أن يمنياً له محل فضيات في إحدى نواحي مدينة صنعاء يقول: إن النشاطات التنصيرية أصبحت ظاهرة، خاصة مع وجود الكثير من الأجانب الذين يفضلون السكن في مباني المدينة التراثية.

ويقول: إن السكان الأجانب يقومون بتوزيع الكتاب المقدس "الإنجيل" على المواطنين إضافة إلى الكثير من المنشورات الدينية التي تحفز على اعتناق المسيحية وترك الإسلام، منوهاً بأن هذا الأمر لا يلقى استجابة من قبل الشباب اليمني سوى تلك الشريحة المحتاجة والمتمردة.

ويقول الموقع المشار إليه: إن هذا الرجل قال: إن هناك علامة استفهام حول الثراء السريع لبعض الشباب وامتلاكهم منازل وسيارات وسفريات، منوهاً بأن هؤلاء الشباب على علاقة مستمرة مع الأجانب.

وأضاف قائلاً: (حاول بعض الأجانب إقناعي باعتناق المسيحية لكني رفضت وأجريت مناقشات كثيرة معهم حول الدين الإسلامي).

مترجم يعمل في مؤسسة رسمية أكد أنه تعرض قبل ثلاث سنوات وأثناء دراسته الجامعية لمحاولة تنصيره عن طريق إغرائه بالأموال والدراسة في الخارج.

وقال أحد اليمنيين: إن محاولات تنصيره لم تكن بواسطة مبشرين مسيحيين أجانب فحسب بل كانت برفقة بعض الشباب اليمنيين.

8- نصارى يمنيون:

وقبل أن نختتم هذا الموضوع نشير إلى وجود أقلية نصرانية في اليمن تحمل الجنسية اليمنية، وهم عدد قليل من الأسر تعود إلى أصول هندية مقيمة في عدن منذ عدة عقود، قدموا من بلادهم مع الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، وهناك بعض اليمنيين من قد تنصر بعد أن كان مسلماً، وبقي على ردته حتى مات نصرانياً بل ودفن مع البريطانيين في مقبرتهم في "المعلا حافون" والتي تضم رفات كثير من نصارى الإنجليز، وتشرف كنيسة المسيح بالتواهي على هذه المقبرة.

وذات مرة طرق علي الباب رجل كبير في السن بعد منتصف الليل، وأخبرني أنه جاء يسأل عن زوج ابنته الذي كان يعمل في "المملكة العربية السعودية" ثم ذهب من "المملكة" إلى دولة خليجية مجاورة ليعود بعد ذلك متنصراً على دين النصرانية نعوذ بالله من الكفر وأسبابه، فهذا يدل على أن هناك من يدخل في النصرانية بأسباب وعوامل خارجية وليست من المنصرين في اليمن فقط.

9- وفيما يخص أماكن عبادات النصارى فتوجد في "مدينة التواهي" بعدن الكنيسة الأنجليكانية الكاثوليكية (كنيسة المسيح) وهي كنيسة قديمة يعود بناؤها إلى خمسينيات القرن العشرين إبان الوجود البريطاني في عدن وتتبع هذه الكنيسة المجمع الكنسي في لارنكا بقبرص، لكنها ومنذ إعادة افتتاحها عام 1995 ما تزال تدار مؤقتاً من قبل الإدارة الإنجليكانية في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويوجد في الكنيسة مركز طبي كنسي ملحق بها يقدم الخدمات الصحية، وقد تعرضت لتفجير في إبريل/ 2002م.

وحتى فترة قريبة كانت توجد كنيسة معمدانية في مدينة كريتر بعدن ولكنها ألغيت وتحول مبناها إلى منشأة حكومية.

وتخلو المحافظات الشمالية من أية كنيسة، لكن الأجانب المسيحيين يقيمون صلواتهم يوم الأحد بانتظام في بيوت خاصة مستخدمة دورا عبادة خصوصا في صنعاء.

10- وبوجه عام فالنصارى اليمنيون ممنوعون من القيام بعمليات تنصير، وللغرض نفسه تشير بعض المصادر إلى تعرض الرسائل الخاصة برجال الدين المسيحيين للمراقبة بانتظام.

الفصل السادس: كيف نواجه خطر التنصير:

نحب أن نبين أولاً أن مهمة مواجهة التنصير هي مهمة الجميع، فالكل مسئول عن دين الإسلام حكاماً ومحكومين، وذكوراً وإناثاً، ودعاة وغيرهم.

ولكن هناك أشياء مهمة ينبغي السير عليها لمواجهة هذا التنصير هي من أنفع ما تكون، منها:

1- نشر العقيدة الصحيحة وبيان ما عليه النصارى من الضلال والانحراف والكفر المبين، وبيان ما هم عليه من المكر الكبير بالمسلمين.

2- إحياء عقيدة الولاء والبراء.

3- الخروج للدعوة إلى الله إلى القرى والأرياف التي يمكن أن يدخل الخلل منها، ويمكن أن يدخل علينا الشر من خلالها، لأن تلك الأماكن هي بيت القصيد عند النصارى.

4- علينا أن نعرف خطر الأمر وعظم المسئولية أمام الله تعالى وأن الله تعالى سائلنا جميعاً رعاة ورعية وحكاماً ومحكومين عن هذا الدين وعن النفوس التي تخرج من التوحيد إلى هذه الكفر والظلام الدامس، فعلينا أن نقف موقف الجد من هذا الخطر، وأن نمنع هذا المد الزاحف على بلاد المسلمين بكل ما أوتينا، وعلى ولاة الأمر وفقهم الله لمرضاته أشياء:

أ- أن يدققوا مع هؤلاء المنظمات فمن شعروا به أنه يفكر في أن يدعو إلى النصرانية فعليهم أن يضربوا بيد من حديد حتى لا تسول لهم أنفسهم أن يدعوا أحداً مرة أخرى، نسأل الله أن يحفظ دينه وأن يعلي كلمته.

ب- وأيضاً على ولاة الأمر وفقهم الله أن يعلموا أن اتجاه كثير من المسلمين إلى هذه الحملات التنصيرية إنما هو بسبب الحاجة الماسة ولاسيما في باب الطب كما قدمنا، فعليهم أن يسدوا الباب وأن يغنوهم عن التوجه إليهم وذلك ببناء المستشفيات وتوفير كل مستلزمات العلاج حتى لا يطمعوا فيما عندهم.

ج- أن يحجبوا ما استطاعوا حجبه من المواقع التنصيرية التي هي أخبث من المواقع الإباحية بكثير، وسواء كانت هذه المواقع يمنية أو غيرها، كموقع: "اليمن من أجل المسيح" وموقع: "منتديات الكنيسة" والتي خصصت فيها صفحات بعنوان: "كنيسة أبناء اليمن" فإن الحفاظ على دين المسلمين من أعظم مقاصد الشريعة.

خاتــــــــمة:

وفي الأخير نؤكد أن المنصرين مهما فعلوا فهم فاشلون، نسأل الله أن يهديهم إلى الإسلام وإلا فيخيب سعيهم، وأن يردهم كيدهم في نحورهم.

ومما يؤكد فشل أساليبهم:

1- ما ورد في الخطاب الذي قدمه "ستانلي مونيهام" إلى المؤتمر التنصيري المنعقد في أمريكا عام 1978م إذ جاء فيه: (إن مطبوعات الإرساليات التنصيرية التي تعمل في صفوف المسلمين مليئة بإشارات وعبارات مثل: "عدم الاستجابة" أو "منطقة صعبة" أو "نمو بطيء " أو "أرض وعرة").

وجاء فيه أيضاً: (كنا منذ شهور في حملة تنصير في أرجاء مدينة " شينك ماي" وكانت الحملة جزءا من احتفال يشمل البلاد برمتها بذكرى مرور (150) عاماً على بدء التنصير فيها، وتعتبر هذه المدينة المركز النصراني في شمال تايلاند، وقد وصلها الكتاب المقدس منذ (110) أعوام ومع ذلك فإن النصارى في هذه المدينة لازالوا أقلية صغيرة مكتئبة) أ.هـ

2- ومن ذلك أنهم وإن ظفروا بفريسة من الفرائس التي يتم تنصيرها على أيديهم، فإن الله يأبى إلا أن يخرج من دينهم الكثير ممن يرغب عن دينهم إلى دين التوحيد والإيمان فلله الحمد، مع الفارق بين الداخل في الإسلام الذي دخل عن قناعة متأثراً بعظمة الإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن دخل في ضلالهم افتقاراً وحاجة وتمرداً على دينه وربه، حتى أصبحوا يرون أنه من الضروري تنفير المسيحيين الذين معهم من الإسلام لكثرة ما يرون من الذين دخلوا فيه.

3- أن كل من يقع في حبائلهم فعليهم وزره إلى قيام الساعة.

وصدق الله: (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون).

هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

Ayman Abu Saleh

أيمن أبو صالح – معسكر دير البلح

قطاع غزة - فلسطين

Phone: +358 44 290 9535

E-Mail: absayman (at) gmail.com

Skype: absayman

Google Talk: absayman