الإيدز

المقدمة:-

قال الله سبحانة وتعالى ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) صدق الله العظيم. من هذه الآية تتجلى حكمة المولى في حتمية ابتعاد الإنسان عن المعاصي والفواحش لأنها لا بد ستؤدي به إلى الهلاك. تظهر الحكمة منذ هذه الآية الكريمة في هذا العصر عصر الأمراض والأوبئة وقد ظهرت العديد من الأمراض الفتاكة بالجنس البشري منها مرض متلازمة العوز المناعي المكتسب ( الإيدز ) وهو طاعون العصر الذي ما لبث يحصد النفوس البشرية الواحدة تلو الأخرى وحتى الآن لم تتوصل البحوث والاستقصاءات على إجابة قاطعه عن بداية هذا المرض الخبيث حيث سجلت أول الحالات في شاب أصيب بمرض رئوي نادر ثم تلاه أربعة آخرون حتى وصل العدد إلى مائتان حاله ثم بعدها توالت البلاغات في جميع أنحاء العالم.

هناك مقولة أخرى ربما يتبادر إلى أذهاننا عند سماعها بعدم حصولها أو تصديقها ولكنها وللأسف قد تحدث نتيجة الانحراف الذي الم بالعالم والمجتمع البشري وهذه المقولة تتحدث بأن هذا المرض الخبيث كان موجودا عند القرود ولكن نتيجة الشذوذ الجنسي عند بعض البشر فقد انتقل إلى أبناء جنسنا نتيجة قيام أحدهم بعلاقة مع أحد هذه القرود ومن ثم بدأ بالانتشار وهذا السبب لا يستبعد بسبب ما نراه الآن في عالمنا الغريب

ونتيجة لانتشار هذا المرض الخطير فقد اخترت إن يكون موضوعي عن هذا المرض لما يسببه من مشاكل اجتماعية واقتصادية على الفرد والمجتمع وحتى على الدولة لان كل فرد في الدولة يعتبر عامل بناء لها.

ما هو الإيدز؟

· هو فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسئولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة وأنواع معينة من السرطان. وبالتالي يفقد الإنسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية والسرطانات

· يسمى هذا الفيروس "فيروس نقص المناعة البشري" Human Immune-deficiency Virus أو اختصارا HIV

· والاسم العلمي لمرض الإيدز هو "متلازمة العوز المناعي المكتسب" أو "متلازمة نقص المناعة المكتسب" Acquired Immune Deficiency Syndrome أو اختصارا AIDS

· لا يوجد إلى الآن علاج يشفي هذا المرض لذلك الإصابة به تستمر مدى الحياة.

ما هي أعراض المرض؟

· يمر المريض بفترة حضانة وهي المدة الفاصلة بين حدوث العدوى وبين ظهور الأعراض المؤكدة للمرض، وهي مدة غير معروفة على وجه الدقة، إذ يبدو أنها تترواح بين 6 شهور وعدة سنوات وتكون في المتوسط سنة عند الأطفال و 5 سنوات في البالغين

· بعد 3-4 أسابيع من دخول الفيروس للجسم يعاني 50-70% من المصابين من توعك وخمول وألم في الحلق واعتلال العقد الليمفاوية وآلام عضلية وتعب وصداع ويظهر طفح بقعي على الجذع

· تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوعين أو 3 أسابيع ثم تختفي ويدخل المريض في طور الكمون

· يستمر طور الكمون من شهور إلى عدة سنوات يتكاثر خلالها الفيروس ويصيب أكبر كمية ممكنة من خلايا الجهاز المناعي

· في المرحلة التالية تظهر أعراض على شكل تضخم منتشر ومستديم في العقد الليمفاوية وتدوم 3 أشهر على الأقل مع عدم وجود سبب لهذا الاعتلال

· تتطور الحالة لتشمل المظاهر التالية:

o نقص الوزن

o فتور وتعب

o فقد الشهية

o إسهال

o حمى

o عرق ليلي

o حكة

o انقطاع الطمث

o تضخم الطحال

· مرحلة الإيدز:

تمثل أسوأ مراحل العدوى وتظهر العلامات السابقة ولكن بصورة أشد وضوحا مع وجود أمراض انتهازية وأورام خبيثة نتيجة للعوز المناعي

· تظهر الأعراض على 25% من المرضى بعد مرور 5 سنوات على الإصابة، وعلى 50% من المرضى بعد 10 سنوات وبعض المرضى لا تظهر عليهم الأعراض أبدا

· بعض العوامل تساعد على سرعة ظهور الأعراض مثل:

o تكرار التعرض للعدوى

o الإصابة بأمراض تضعف المناعة

هل يمكن معرفة مريض الإيدز بمظهره الخارجي؟

لا يمكن معرفة مريض الإيدز بمظهره الخارجي. التحاليل المخبرية (اختبارات الإيدز) وبعض الإعراض المتلازمة فقط تؤكد العدوى. أما عدى ذلك فالمريض يبدو في كامل صحته.

كيف ينتقل الإيدز؟

من حسن الحظ إن جميع طرق نقل العدوى قابلة للوقاية. يتم انتقال العدوى بهذا الفيروس بالطرق التالية:

1. الطريقة الرئيسية للعدوى هي الاتصال الجنسي - الطبيعي أو الشاذ - بشخص مصاب. وجود أمراض جنسية أخرى يضاعف احتمالات العدوى

2. تنتقل العدوى كذلك عن طريق نقل الدم أو مشتقاته الملوثة بالفيروس

3. زراعة الأعضاء (كلية، كبد، قلب) من متبرع مصاب.

4. استخدام إبر أو أدوات حادة أو ثاقبة للجلد ملوثة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم

5. عن طريق الأم إلى الجنين أثناء الحمل أو إلى وليدها أثناء ولادته أو عن طريق الرضاعة الطبيعية (بواسطة الثدي)

الإصابة بالإيدز لا تعني بالضرورة سلوك منحرف، ولا خوف من الاختلاط العادي مع المرضى سواء في محيط الأسرة والعمل والمدرسة والنادي مع مراعاة قواعد النظافة العامة. ليس هذا فحسب بل من الواجب التعامل مع المريض كشخص طبيعي ومراعاة الظروف النفسية والاجتماعية التي قد يمر بها.

ما هو اختبار الإيدز؟

هو تحليل يمكن لأي شخص أن يجريه في أي مرفق صحي. يعتمد هذا التحليل على وجود الأجسام المضادة للفيروس في الدم ويعطي نتيجة فعالة بعد التعرض للعدوى بـ 6-12 أسبوع تقريبا. وفي حالة إيجابية هذا التحليل يتم عمل فحص تأكيدي يسمى وسترن بلوت Western Blot وتكون نتيجته قاطعة.

الفحص عن مرض الإيدز

فحص الإيدز لا يجرى إلا في حالة الاشتباه بحصول انتقال للفيروس وهذا يشمل الفئات التالية:

- المعرضين لنقل الدم الملوث

- العاملين في القطاعات الصحية الذين يعتنون بمرضى الإيدز وخاصة عند حصول تعرض للتلوث بدم المصاب

- الممارسين للعلاقات الجنسية المحرمة وتقوم بعض المؤسسات والقطاعات الحكومية بعمل فحص إلزامي للمرض عند إصدار شهادات القدوم أو التوظيف.

عرفا ونظاما، لا يمكن إجراء فحص الإيدز دون علم الشخص وموافقته. وهذا مفهوم لما يحمله الفحص من أبعاد وجوانب تتعلق بسلوك الإنسان وحياته الشخصية وخصوصيته.

ثم إن إجراء الفحص عمليه ليست سهلة ويجب أن يسبقها عدة أمور تهدف آلي حماية الشخص ووقايته من اثر الفحص وتفاعلاته النفسية. ومن ذلك انه قبل الفحص يجلس آلي متخصص في المرض يعرفه بماهية الفحص وكيفيته وتوابع ذلك. ثم وسائل الوقاية عندما يكون الفحص سالبا وكيفية وقاية الآخرين حين يكون موجبا لمنع نقل المرض.

كما أن من مهمة المختص التعرف على تساؤلات الشخص ومخاوفه حيال هذا الأمر.

فحوصات لا فحص واحد

هناك نوعان من الفحوصات للكشف عن فيروس الإيدز. وكلاهما يقوم على أساس الكشف عن الأجسام المضادة لفيروس الإيدز في الدم.

الأول يسمى ( اليزا ELISA ) ويستخدم للكشف عن المرض في المرحلة الأولى

الثاني يسمى ( ويسترن لوت اساي Western blot assay )

وهو يستخدم لتأكيد النتائج الموجبة لفحص إليزا

يحتاج الفحص الأول لفترة يومين آلي أربعة لتظهر نتائجه

و أما الفحص الثاني فيحتاج من أسبوعين آلي ثلاثة لتظهر فيه النتيجة .

وحاليا فسحت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية فحصا جديدا يسمى Or Quick Rapid HIV-1 Antibody test يعطى نتائج خلال 20 دقيقة وبدقة عالية تصل آلي 99 %.

متى يكون الفحص موجبا ؟

طبيا يمكن القول بأن الشخص مصاب بفيروس الإيدز بشكل مؤكد إذا تم عمل فحصين من اليزا وكانا موجبين ثم تم تأكيد ذلك بعمل الفحص الثاني وكان موجبا .

ولكن كم الفترة تلزم لكي يمكن تحديد وجود الفيروس في الدم منذ لحظة دخوله ؟

كما سبق فإن أساس فحص الكشف عن الإيدز يقوم على تحديد الأجسام المضادة للفيروس في الدم . والمقصود بالأجسام المضادة أنها مواد بروتينية ينتجها الجسم للتصدي للفيروس عند دخوله آلي الدم . وجسم الإنسان يحتاج آلي فترة من الوقت لكي يتعرف جهازه المناعي على الأجسام الغريبة ومنها الفيروسات ثم يقوم بإنتاج أجسام مضادة مناسبة لها . وفي حالة الإيدز فإن هذه الفترة قد تمتد آلي ستة أشهر . وهذا يعني أن الشخص ربما يكون مصابا بالفيروس ويكون الفحص سالبا إذا كانت فترة الإصابة اقل من ستة أشهر . ولهذا فإن الاختبار يعاد عمله بعدفترة ستة أشهر إذا كان الشخص يتوقع إصابته بالفيروس بشكل كبير .

وخلال هذه الفترة يكون الشخص معديا ويمكن له أن ينقل الفيروس آلي الآخرين بوسائط النقل المعروفة للمرض

فحوصات تالية

عندما يكون الفحص موجبا فإن هناك فحوصات دورية تجرى للمصاب بالفيروس تهدف إلى متابعة نشاط الفيروس ومدى تكاثره في الدم وتأثيره على الجهاز المناعي . ونتائج هذه الفحوصات تحدد آلي حد كبير مدى مناسبة المريض لعلاج بالعقاقير المضادة لفيروس الإيدز . وهناك فحصان لهذا الغرض :

- تعداد الخلايا المناعية ( CD4+ cell counts )

- نسبة تواجد الفيروس في الدم ( Viral load )

ثم هناك فحوصات أخرى لتحديد مقاومة الفيروس لبعض أنواع العلاجات ولها أنواع متعددة .

أرقام مفزعة :-

تقدر منظمة الصحة العالمية ( اليونسكو ) أن عدد حاملي فيروس الإيدز على مستوى جميع قارات العالم بـ30 مليون أو أكثر وهو بالتالي يهدد كل شخص ويبلغ عدد الحالات المبلغ عنها عام 1997م 30 مليون حاله . وقد ظهرت الحاله على أقل من ثلث المرضى ومات غالبيتهم والحالات المبلغة عنها لا تحتل سوى قدر ضئيل من كم هائل .

يتوقع أن كثير من المصابين ستظهر عليهم أعراض الإصابة وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى إصابة 8500 شخص يوميا تقريبا منهم 1000 من الأطفال.

هذه الارقام كانت بداية لوباء هز كيان العالم بأسره وللأسف فقد تضاعفت هذه الأرقام لترتفع إلى نسبة كبيرة قد لا يصدقها القارئ ولكنها للأسف حقيقة مرة يجب التسليم بها. وهذه الأرقام تظهر في هذه الإحصائية كالتالي:-

- 360 ألف مصاب بمرض الإيدز في أوربا الشرقية وآسيا الوسطى.

-520 ألف مصاب بالإيدز في أوربا الغربية.

- وفي أمريكا الشمالية 920 ألف مصاب بالمرض.

- وفي شرق آسيا والباسيفيكي 530 ألف مصاب.

- شمال إفريقيا والشرق الأوسط 220 ألفاً.

- دول الكاريبي 360 ألفاً.

- جنوب وجنوب شرق آسيا 6 ملايين.

- دول أوقيانيا 12 ألفاً.

- دول إفريقيا الشرقية والجنوبية 23.3 مليون.

- أمريكا اللاتينية 1.3 مليون.

- نصف سكان زامبيا وحدها والبالغ عددهم 10 ملايين شخص سيموتون بالإيدز.

- 3.8 مليون شخص أصيبوا ب7فيروس الإيدز في الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء هذا العام.

- 2.4 مليون شخص ماتوا في إفريقيا بسبب الإيدز هذا العام.

- 50 مليون شخص في العالم أصيبوا بالإيدز، توفي منهم 16 مليوناً، منذ بداية الثمانينات.

- شهدت الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق أعلى معدلات الإصابة بالفيروس في العالم عام 1999م.

- 3.6 مليون إصابة بالفيروس في جنوب إفريقيا وحدها.

- 7 ملايين طفل يتيم من الأفارقة بسبب وفاة الوالدين بمرض الإيدز.

- بين كل عشرة مصابين بالإيدز في العالم هناك سبعة أفارقة.

- انخفاض متوسط عمر الإنسان الإفريقي بين 10 و15 سنة في إفريقيا الجنوبية بسبب انتشار مرض الإيدز.

- بوتسوانا تتمتع بأعلى ناتج محلي في إفريقيا ولكن بأعلى معدلات الإصابة بالإيدز في العالم..

أكثر من 850 حالة إيدز في سلطنة عُمان‏‏

كشفت مصادر صحية بوزارة الصحة عن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس ‏‏نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بسلطنة عمان خلال عامي 2001 و2002 إلى أكثر من 850 ‏إصابة.‏

ويقدر أن عدد المصابين بمرض الإيدز المبلغ عنهم بشكل رسمي حتى نهاية يناير الماضي بالسلطنة بلغ 11 حالة مضيفا إن هناك إصابات لم يعلن عنها .

وأضافة إلى ذلك أن 40 في المائة من المصابين بالمرض توفوا مبينا إن معظم الإصابات ‏بالمرض كانت نتيجة تناول المخدرات والاتصال الجنسي .

ويقدر إن 80 في المائة من المصابين بالإيدز في السلطنة هم من الرجال وان حالات ‏الإصابة لدى النساء في ارتفاع مستمر منذ عام 2000 .‏

وقد اتخذت السلطنة خلال السنوات الماضية سلسلة من ‏التدابير والإجراءات الوقائية لحماية المجتمع من خطر تسرب مرض الإيدز للسلطنة .‏

و من ضمن الإجراءات التي قامت بها سلطنة عمان تشكيل لجنة وطنية لوضع ‏الخطط والسياسات والاستراتيجيات التنفيذية لتطبيق تلك السياسات واختيار الآليات ‏‏التنفيذية للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز إضافة إلى تشكيل لجنة وطنية للتثقيف ‏الصحي للقيام باتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.

ونتيجة لانتشار هذا المرض أوقفت السلطنة استيراد الدم من الخارج منذ عام 1991 وشجعت المواطنين ‏‏والمقيمين على التبرع بالدم من خلال حملات فريق بنك الدم.

ويذكران سلطنة عمان تقوم بترحيل الأجانب المصابين بمرض نقص المناعة الإيدز ‏والحجر عليهم.

التأثيرات السلبية :-

نتيجة لحدة هذا المرض فان له تأثيرات سلبية على جميع النواحي سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية .

أما من الناحية الاجتماعية فان هذا المرض يبعد حامله عن المجتمع وعن أسرته وذلك يؤدي إلى ضعف الروابط بين أبناء المجتمع وتشتت الأسر وأحيانا إلى فقدان العائل لتلك الأسر .

دراسة تحذر من خطورة الايدزعلى السياسة التنموية في الوطن العربي

دعت منظمة العمل العربية إلى الاهتمام بوضع خطط خاصة لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وسبل تقليل أخطاره في الدول العربية محذرة من خطورته على العمالة وسوق العمل. كما دعت الدراسة الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم السريع للمشاركة في الحد من انتشار الإيدز على المستوى القومي بين كافة الأطراف الرئيسة كالحكومات ومنظمات أصحاب العمل ومنظمات العمال والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية التي تشمل كبار رجال الدين والقادة التقليديين. وأشارت إلى الخطورة التي يشكلها ذلك المرض على القوى العاملة الإنتاجية مستعرضة ما يحدث من تمييز في الوظائف والاستبعاد الاجتماعي للأشخاص المصابين بالفيروس وارتفاع عدد الأيتام الناتج عن وفيات الإيدز وتزايد حالات عمالة الأطفال. وإضافة الدراسة أن مرض الإيدز يؤدي إلى انهيار أداء المنشآت صغيرة ومتوسطة الحجم التابعة للقطاع الرسمي.

ومن الظواهر الأخرى التي رصدتها الدراسة انخفاض الإنتاجية واستنزاف العنصر البشري وضعف أنظمة الضمان الاجتماعي وتهديد السلامة والصحة المهنية ولاسيما بين فئات معينة كالعمال المهاجرين والمجتمعات المحيطة بهم والعاملين في قطاعي الطب والنقل. وأفادت أن الدور الكامل الذي يمكن أن يلعبه عالم العمل في مكافحة هذا المرض غير مستغل بوصفه مجالا رئيسيا للتدخل الفعال للقطاعات

المختلفة بهدف الوقاية من الفيروس وحماية العاملين من الإصابة به وتخفيض أثره على النشاط التجاري. وذكرت أحدث الإحصائيات أن عدد المصابين بفيروس نقص المناعة حتى نهاية عام 1999 بلغ 6ر33 مليون شخص منهم 4ر32 مليون شخص في أكثر سنوات العمر إنتاجية أي بين سن الخامسة عشرة والتاسعة والأربعين.

ويعيش نحو 95 بالمائة تقريبا من اجمالى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة في الدول النامية ويبلغ عدد المصابين في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط 220 ألف مريض. ومع استمرار تزايد أعداد الحاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة يتوقع ارتفاع عدد وفيات مرضى الإيدز سنويا على مستوى العالم نتيجة لانتقال العدوى بأشكال مختلفة في شتى أنحاء العالم.

وحذرت الدراسة من الآثار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على ذلك حيث أشارت إلى أن وفيات الإيدز تؤدى إلى انخفاض حجم العمالة المتاحة وخاصة من هم في سن الإنتاجية العالية وبالتالي فان من يحل محل هؤلاء يكونون أقل سنا وخبرة فتقل الإنتاجية. وبينت أن النقص في العمال المهرة يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج الأمر الذي يضعف المنافسة الدولية ومن ثم انخفاض الدخل الحكومي والمدخرات الخاصة وكذلك ضعف الخدمات العامة.

ووضعت الدراسة مجموعة من العناصر الأساسية التي من شأنها الاستفادة من المؤسسات الاجتماعية في الوطن العربي للحد من انتشار هذا المرض والوقاية منه والمحافظة على الحقوق الأساسية للمصابين منها ضرورة تعزيز الوعي مشيرة إلى أن الانتشار السريع لفيروس نقص المناعة في بعض الدول العربية والفاعلية المحددة للتدابير القانونية وغيرها ترجع إلى عادة الكتمان وقلة الوعي.

ودعت إلى تنظيم حملات التوعية والتأييد لضمان تعاون كافة الأطراف المشاركة ولتعزيز الوعي على مستوى المجتمعات مؤكدة أهمية وجود سياسة مترابطة لإدارة العمل لضمان معالجة كافة جوانب المشكلة بأسلوب تدعيمي مشترك مع تشجيع مبادرات القطاع الخاص في القيام ببرنامج تدريبي خاص بفيروس نقص المناعة الإيدز في مكان العمل.

من ناحية أخرى شددت الدراسة على ضرورة إعطاء أهمية خاصة للإعداد الكبيرة من العمال الذين يتعرضون بدرجة أعلى لأخطار الإصابة بالإيدز نظرا لطبيعة وظائفهم كالعاملين في المستشفيات وموظفي الرعاية الصحية ورجال الإطفاء ورجال الشرطة. ودعت الدراسة إلى تطوير المعلومات والموارد التدريبية لتدعيم البرامج التعليمية والوقائية في مكان العمل بحيث تغطى كل الموضوعات المتعلقة بهذا المرض. وأشارت الدراسة إلى الحاجة إلى إجراء البحوث والدراسات الإحصائية المتعلقة بفيروس الإيدز بهدف وضع تحليل نوعى شامل لتوزيع المرضى وفقا لقطاع وفئة قوى العمل.

وتأتي أهمية هذا الإجراء نظرا لفاعليته في إزالة العوائق أمام وضع أهداف واقعية وإجراءات فعالة لمنع انتشار ذلك المرض وتقديم الدعم لضحاياه وإعطاء صورة دقيقة وشاملة عن الأثر الاقتصادي لفيروس نقص المناعة على مستوى المنشأة والمستوى القومي لتطوير البرامج والسياسات التنموية الفعالة.

وعلى الصعيد القانوني ناشدت الدراسة ضرورة إجراء المراجعات التشريعية الشاملة التي تستعرض قوانين العمل والصكوك القانونية الأخرى المعنية بالوقاية والرعاية المتعلقة بفيروس نقص المناعة (الإيدز) حتى يمكن وضع خطط لسياسة جديدة أو تطوير الخطط القديمة التي تساعد على ضمان حق عدم التمييز في مكان العمل وتوفير الحماية الكافية للعاملين في الفئات المهنية الخاصة من التعرض للإصابة بفيروس نقص المناعة وضمان سرية المعلومات الطبية والتأمينية وحماية حق العمل للعاملين المصابين ماداموا لائقين صحيا وقادرين على العمل.

وشددت الدراسة على ضرورة قيام منظمات العمل المختلفة على المستوى الدولي والاقليمى والوطني بتدعيم أنظمتها في محاربة الإيدز في جميع أنحاء العالم من خلال المعرفة المتطورة والتأييد القوى والخدمات الموسعة الشاملة.

اكتشاف لقاح يحد من تطور مرض الإيدز

نجح عالم متخصص في أبحاث اللقاحات في التوصل إلى لقاح تجريبي لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) مأخوذ من فيروس يسبب الزكام. وقد تمكن جون شيفر مدير قسم أبحاث اللقاحات بمختبرات شركة ميرك الأميركية من منع المرض من الوصول إلى مرحلته الكاملة في القرود.

وصرح شيفر عن تفاؤله في التوصل إلى تركيب لقاح مضاد للإيدز يمكنه الحد من تطور المرض لدى الأشخاص الحاملين لفيروس HIV المسبب للإيدز. ويرى القائمون على البحث أن اللقاح لو تمكن من السيطرة فقط على عدم تطور الإصابة فإن ذلك سيكون كافيا في الوقت الحالي.

وقال شيفر إنه أعطى القرود المصابة بالإيدز جرعة كبيرة من فيروس الزكام ولاحظ أن المرض لم يتطور داخل أجسامها بل توقف عند مرحلة معينة. وأضاف أن هذا الاكتشاف يبعث على التفاؤل, إذ لم يكن في تصور العلماء من الوصول إلى هكذا اكتشاف قبل عامين.

الإجراءات اللازمة لحل المشكلة :-

لحل هذه المشكلة لا بد لنا من إجراء عدة خطوات منها :

1- إنشاء مصحات خاصة لمرضى الإيدز.

2- توعية هؤلاء المرضى بخطورة هذا المرض وعدم محاولاتهم نشر المرض بنية الانتقام.

3- ضرورة الإبلاغ عن أي حاله أو حتى عند الشك في أي أحد.

4- ضرورة توفير وظائف خاصة لمرضى الإيدز ليستطيعوا إعالة أهلهم وذويهم إلى أن تنقضي أعمارهم.

وللوقاية من هذا المرض يجب علينا إتباع آلاتي :-

1- توفير نوادي خاصة للشباب لسد وقت الفراغ وعدم الانحراف .

2- ضرورة التمسك بعادات وقيم ديننا الإسلامي الحنيف .

3- الابتعاد عن العلاقات الجنسية الغير شرعية .

4- الابتعاد عن تناول المخدرات لأنها احد أسباب نقل المرض .

5- توعية الأصحاء بخطورة المرض ومناقشته معهم .

الحوار مع الأبناء

1) صغار الأطفال من 5-8 سنوات

في هذا السن يحب الأطفال أن يسألوا عن الولادة والزواج والموت، وربما يكونوا قد سمعوا عن الإيدز في برامج التلفزيون ويريدون السؤال. يجب طمأنتهم إلى أن الإيدز لا يصيب أحد نتيجة الاختلاط المعتاد في الشارع أو المدرسة أو النادي. وهذه فرصة جيدة لتوعية الطفل حول المبادئ الصحية البسيطة كالنظافة وتلوث الجروح إذا لم تلق العناية الواجبة.

2) مرحلة المراهقة من 9-12 سنة

في هذا السن تبدأ تغيرات المراهقة ويهتم الصبي بجسمه ومظهره ويجب أن يعرف ما الذي يعتبر سويا أو غير طبيعي وينبغي على الوالدين أن يتناولوا التطورات الجنسية في أحاديثهم معأبنائهم وضرورة اجتناب السلوكيات المنحرفة التي تعرضهم للعدوى بأمراض جنسية وتوعيتهم حول طرق العدوى بفيروس الإيدز.

3) ما بعد البلوغ من 13-19 سنة

في هذه المرحلة يتعرض الأبناء لعوامل التشويش أو التناقض وعلى الوالدين أن يؤكدا لهم ضرورة الابتعاد عن السلوكيات المنحرفة والسيئة مع شرح قيم الأسرة ومبادئ الزواج وتقاليدالحياة العائلية وأنماط الحياة الصحية. ويجب أن يعرف الأبناء كيف أن السلوكيات المنحرفة فضلا على أنها أمور تحرمها الأديان وترفضها المجتمعات فإنها تؤثر على قدراتهم الذهنية وسلامة تصرفهم وبالتالي تعرضهم لعدوى الكثير من الأمراض بما فيها الإيدز.

ما الذي ينبغي أن تعلمه المرأة؟

· تكرار الحمل للأم المصابة وإرضاع المولود رضاعة طبيعية يؤدي إلى ازدياد عدد الأطفال المصابين بالإيدز في العالم

· على الوالدين أن يضربوا المثل الطيب من خلال سلوكهم

· التأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة في ثقب الأذان والختان والحقن وأدوات طبيب الأسنان والإبر الصينية وأدوات الوشم. ويفضل استخدام أدوات وحيدة الاستخدام، وإن لم تتوفر فيجب تعقيمها بغليها لمدة 5 دقائق على الأقل أو بغمسها في الكحول لمدة 15 دقيقة. أما الأدوات الشخصية مثل فرش الأسنان أو أمواس الحلاقة فلا يجب المشاركة بها بتاتا

· التوعية الصحية عن المرض ضرورية ضمن الحدود المناسبة للفئة العمرية والمستوى التعليمي

· تجنيب الأبناء الظروف التي قد تؤدي إلى تعاطي المخدرات بتشجيعهم على ممارسة الهوايات المختلفة وإبعادهم عن رفقاء السوء

الخاتمة :-

مما سبق يتضح أن مرض الإيدز هو بحق كابوس يجثم على صدر العالم ويحتاج إلى حل جذري وسريع لتفادي انتشاره بين جميع الأوساط . وأعتقد أن السبيل إلى ذلك هو الرجوع إلى الدين ومحاولة إتباع ما أمر به المولى عز وجل والابتعاد عن كل ما نهى عنه وبذلك يمكننا تجنب الكثير من الأمراض الناجمة عن العلاقات الغير شرعية . كذلك يجب على المجتمع مساندة مرضى الإيدز ومحاولة الاستفادة من خبراتهم وإمكانياتهم بقدر الامكان لكي يفيدوا المجتمع ويساعدوا في بناءه وبما أن كل فرد في المجتمع هو عامل بناء فالمجتمع لا بد وأن يكون متماسك حتى لا يخسر حتى فرد واحد . كذلك يجب على المريض أن يكون على وعي تام بخطورة انتشار هذا المرض وأن يحاول بكل الوسائل نشر ذلك الوعي الذي لديه سواء أكان بإلقاء المحاضرات أو المساعدة على إقامتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .

المصادر والمراجع

الــفــهـــرس