حسب ما يذكر في الدول الغربية مثلاً في الصحف الفنلندية يتم تكرير أن الشعب الفلسطيني هو أكثر شعب يعيش على المساعدات الغربية مراراً وتكراراً تذكر هذه العبارة في جميع وسائل الإعلام, في الصحف والمجلات الفنلندية وفي الإذاعة والتلفزيون الفنلندي.
هل هذه العبارة تظهر هكذا في وسائل الإعلام هذه أم هناك شيء ما يعد له في المطابخ الغربية؟ هل يسمح الغرب الحاقد بإقامة دولة فلسطينية حقيقية بجاني الكيان الصهيوني الغاصب قلب الغرب المزروع في صميم عالمنا العربي والإسلامي.
من سمع كلام الرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة عندما تحدث عن الثورات العربية وإنتقل بعد ذلك إلى موضوع التصويت على إقامة الدولة الفلسطينية يعلم مدى الرياء الذي يتبناه الغرب تجاه عالمنا ومدى السذاجة التي يتوقع العالم الغربي أن العرب والمسلمين عليها.
إن الإجراءات التي يقوم بها الغربيون بخصوص الدولة الفلسطينية حسب تصوراتهم هو إقامة دولة فلسطينية جوهرها غربي تعمل على حماية الكيان الصهيوني وتقوم بالنيابة عن الغرب بتنفيذ المخططات الغربية في العالم العربي والإسلامي بإسم دولة فلسطين وهذا هو الفهم والتصور الغربي للدولة الفلسطينية المستقلة وهذا ما يسعى الغرب لتحقيقه.
لقد وجد الغرب في هذا المشروع الوسيلة المثلى لتنفيذ مخططاته في العالم العربي والإسلامي خاصة بعد التغيرات الأخيرة التي عمت المنطقة العربية.
من إحدى الخطوات التي قمت شخصياً بالتعامل معها من عمل الغرب الحاث على تشكيل هيكل الدولة الفلسطينية في المستقبل لتكون أداة غربية هو ما تقوم به الشرطة الغربية بكفاءات فنلندية بما يسمى بتشكيل كفاءات فلسطينية في جهاز القضاء والشرطة.
أعتقد أنه من المهم تذكير القاريء العربي بشيء من الدور الفنلندي في دعم الصهاينة بكل السبل على سبيل المثال الجمعيات الصهيونية المسجلة في فنلندا حتى قبل إقامة الكيان الصهيوني لدعم الصهيونية ودور فنلندا في جلب المهاجرين الروس إلى الكيان الصهيوني ودور فنلندا في ذبح المدنيين في ملجأ العامرية في العراق سنة 1991, ودور فنلندا في تصدير السلاح وتكنولوجيا الصواريخ إلى الكيان الصهيوني ما قبل خمسينات العام الماضي حتى هذه اللحظة يقتل كل يوم فلسطينيين وعرب ومسلمين بسلاح فنلندي وهذا مجرد قيض من فيض من الجرائم المرتكبة من هذه الدولة بإتجاه أمتنا العربية والإسلامية.
الآن فنلندا لديها ما يعرف بإسم مدربين للشرطة وللمدعين العامين الفلسطينيين في رام الله تحت غطاء الشرطة الأوروبية وإسم المهمة تدريب الشرطة الفلسطينية والمدعين العامين.
الغريب أن الشرطة الفنلندية تحضر عدد من هؤلاء الشرطة أو المدعين العاميين إلى فنلندا لفترات قصيرة بغرض دورات تعليمية قصيرة والحقيقة أن التعليم الأكاديمي بعيد عن ذلك.
مثل هذه الزيارات تمت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا حسب ما ذكر هؤلاء الذين قدموا من رام الله تحت غطاء التعليم القصير وأعتقد أنه نظمت أيضاً نفس هذه الزيارات إلى داخل الكيان الصهيوني بغرض التعليم القصير.
الغريب أيضاً أن الشرطة الفنلندية التي تعمل تحت غطاء التدريب رفضت أن يقوم بعمليات الترجمة مترجمين محلفين أكاديميين معتمدين من قبل الدولة ولكن إشترطت أن تكون الترجمة عن طريق أعضاء في الشرطة وهذا بحد ذاته خرق للقوانين الأوروبية.
هذا التصرف يدل على أن ما يحدث في هذه الزيارات لا علاقة له بالتعليم وإنما يحدث لهؤلاء الأشخاص إعادة تشكيل أمني بحيث يصبحون أجهزة تنفيذ للآلة الغربية لذلك يرفض العاملين تحت غطاء الشرطة الأوروبية أن يتم التعليم أكاديمياً.
أعتقد ان هذا الدور كان عبارة عن صقل لعاملين الدولة الفلسطينية المقبلة بحيث يكونوا أداة تنفيذ لمخططات غربية, كما أنني أعتقد أن التدريب على التعامل المشترك مع الكيان الصهيوني قد تم منذ زمن تحت غطاءات ومسميات مختلفة.
هذا يدل على أن الدولة الفلسطينية المقبلة يعد لها بأن تكون أداة غربية في المنطقة العربية والإسلامية تحمي المشروع الصهيوني الغربي في المنطقة.
هذا لا يعني رفض فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة, يجب أن تكون دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتكون عاصمتها القدس وأن يرجع كل مهجر إلى أرضه وأن يعوض عن معاناته بحيث تكون الغاية تحويل الكيان الصهيوني إلى أغلبية عربية تهدف إلى إرجاع الدولة الفلسطينية إلى كامل التراب الفلسطيني.
لكن الدولة الفلسطينية الناشئة يجب أن لا تكون مطية للغرب, يجب محاربة وسائل التغريب بكل ما أوتينا من قوة.
نعم لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة بعضوية كاملة في الأمم المتحدة. ولا وألف لا لمحاولات التغريب والصقل للدولة الغلسطينية لتكون أداة غربية وحامية للمشروع الصهيوني الغربي.
الغرب هو حامي المشروع الصهيوني وهو عدو في نفس الخندق مع الكيان الصهيوني طالماً كان الكيان الصهيوني جاثماً على فلسطين الحبيبة وعلى قدس الأقداس أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.
يجب الإنتباه إلى ما يقوم به الغرب الآن في رام الله والضفة الغربية بشكل عام من أعمال تغريبية للدولة الفلسطينية القادمة ويجب أن يجابه ذلك من قبل كل فلسطيني وعربي ومسلم بكل الطرق والوسائل التي يمليها علينا ديننا وأخلاقنا وضمائرنا.
عاشت فلسطين حرة عربية والخزي والعار للخونة والعملاء والمتساقطين.
Ayman Abu Saleh
أيمن أبو صالح – معسكر دير البلح
قطاع غزة - فلسطين
Phone: +358 44 290 9535
E-Mail: absayman (at) gmail.com
Skype: absayman
Google Talk: absayman