التطوع
التطوع
يعتبر العمل الاجتماعي التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي, ويكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم, فهناك قاعدة مسلم بها مفادها أن الحكومات, سواء في البلدان المتقدمة أو النامية, لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها, فمع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغيّر مستمر, ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية, ويطلق على هذه الجهة " المنظمات الأهلية ". وفي أحيان كثيرة يعتبر دور المنظمات الأهلية دوراً سباقاً في معالجة بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وليس تكميلياً, وأصبح يضع خططاً وبرامج تنموية تحتذي بها الحكومات ..
قامت الخدمات التطوعية بلعب دور كبير في نهضة الكثير من الحضارات و المجتمعات عبر العصور. بصفتها عملاً خالياً من الربح و العائد كما و أنها لا تمثل مهنة. يقوم بها الأفراد لصالح الجيران و الأهل و المجتمع ككل كما تأخذ أشكالا متعددة ابتداء من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية، إلى التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة و مجهودات الإغاثة، إلى حل النزاعات و تخفيف آثار الفقر. يشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية و القومية، و أيضا البرامج ثنائية أو متعددة الجوانب (العالمية) التي تعبر إلى خارج الحدود. وقد لعب المتطوعون دوراً هاماً كماً و كيفاً في رعاية و تطوير الدول الصناعية منها و النامية من خلال البرامج القومية ..
ليس من شك في أن الأفراد داخل المجتمع هم أكثر الناس إدراكا لما يصلح لمجتمعهم وما لا يصلح، لأنهم الأعلم بحاجاته وقدراته وإمكاناته التي تمثل بالضرورة حاجاتهم وقدراتهم وإمكاناتهم، كما أنهم يمثلون طاقة وثروة بشرية هائلة لو أحسن استغلالها وتوجيهها وتوعيتها وتزويدها بالإمكانات اللازمة لانتقل المجتمع من حال إلى حال، ومن وضع إلى وضع أفضل، وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الأفراد لهم أعمالهم المنوطة بهم داخل مجتمعاتهم بيد أنهم على الرغم من ذلك لا يزال لديهم الكثير الذي يمكنهم تقديمه لمجتمعهم من خلال العمل التطوعي، الذي بات يلعب دورا فاعلا في تقدم المجتمع وتنميته، ولا يقل أهمية عن الدور الرسمي الحكومي.
تعريف العمل التطوعي
إن تعريف العمل الطوعي يمكن أن يقوم على منهجين أحدهما طبيعة العمل الطوعي وأهدافه والآخر هو مفهوم المنظمات الطوعية في علاقتها بالكيانات المجتمعية المختلفة، وهي
· الدولة
· القطاع الخاص
· العائلة .
العمل التطوعي: -
هو عمل غير ربحى، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي/مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة.
وهناك الكثير من الأشكال و الممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية ، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل، بل النظير هو سعادة ورضي عند رفع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمحتاجين.
الواضح من التعريف إن التطوع عمل غير ربحي إن العمل التطوعى دائما يكون بدون مقابل يكون تطوع من المتطوع أحيانا يكون هناك مقابل للمتطوع لكن يكون الشيء البسيط ..
عمل غير وظيفي : ان المتطوع لا تكون له حقوق مثل الموظفون من راتب شهري, ومعاش ,وإجازات براتب وبدون راتب , لان عمله دائما يكون في مؤسسات أهلية غير حكومية أو خاصة فاالاهلية يكون لها تمويل خارجي أو تمويل داخلي
مصادر تمويل الجمعيات الأهلية
التمويل الداخلي : يكون التمويل الداخلي من الحكومة لكن التمويل دائما يكون من الإفراد.
التمويل الخارجي : يكون من جهات خارجية مثل الأمم المتحدة للتنمية UNDP, , USA
وغيرها من المؤسسات الأجنبية
يقوم به الإفراد : توجد علاقة بين الإفراد والعمل التطوعى فنجاح الإفراد وانخراطهم في العمل التطوعى يعنى نجاح للعمل التطوعى إن لم يكن أشخاص لا ينجح العمل التطوعي
يقوم به من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين يقوم المتطوع بخدمة وتنمية مستوى معيشة الآخرين .
فمشاركته في خدمه المجتمع ومساعدة الآخرين ترتفع مستوى المعيشة ويصبح في المجتمع ازدهار وتقدم نتيجة لقيام المتطوع بعمله
الآخرين : هم أهله وجيرانه ومجتمعه وأهل دينه فديننا الإسلام غرس فينا خدمه الأهل والجيران فقال تعالى
" ومن تطوع خيراً فهو خير له"
" وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"
بيئة التطوع :
البيئة المحيطة "الداخلية" :
التطوع في خدمه وازدهار الوطن ومساعدة جيران والأهل وفى سبيل دين ورفع راية لا اله إلا الله وكل منا يساهم في تحريك عجلة التقدم والعمل التطوعي يساهم في تقديم هذه العجلة إلى إن تصل إلى النجاح
وبر الأمان ..
البيئة الخارجية :
التطوع في سبيل الإسلام وأهله في مجال الدعوة والجهاد فهناك المئات والآلاف من المتطوعين في سبيل الدعوة للدين الله جل جلاله وفى سبيل رفع كلمه لا اله إلا الله فاستشهد منهم الكثير وبقى منهم الكثير فحركة التطوع في مازالت ..
Ø تعارف المتخصصون في مجال الخدمة الاجتماعية على
تعريف التطوع :
أنه "المجهود القائم على مهارة أو خبرة معينة، والذي يبذل عن رغبة واختيار، بغرض أداء واجب اجتماعي ودون توقع جزاء مالي بالضرورة".
العمل التطوعى مجهود قائم على مهارة أو خبرة معينة كل منا يتطوع في مجاله فمنا الدكتور ومنا المهندس ومنا المدرس , وفى الجانب الأخر فينا المريض بحاجة إلى علاج ولا يملك مال كفى للعلاج هنا ياتى دور الطيب المتطوع في علاج هذا المريض بدون مقابل أو بأسعار رمزية وفينا من يريد إن يتعلم مهارات استخدام الحاسوب وفينا من لا يعرف القراءة ولا الكتابة فهنا يأتي دور المهندس الحاسوب والمدرس حتى يساعدوا كل في مجال تخصصه فأنت وإنا كل منا في مجاله نساعد حتى بالقليل من وقتتا في خدمه مجتمعاتنا حتى تصبح أكثر تقدم .
والذي يبذل عن رغبة واختيار التطوع يكون رغبة داخلية منا ,قل لنفسك لماذا لا اخدم أهلي وأصحابي وجيراني وأهل ديني واحصل على الثواب من رب العالمين : نسمع جواب من احد أخوننا لا يوجد عندي وقت .. من ناس كثر الحمد لله عندي وقت كثير أريد إن أتتطوع
اسأله سؤالا هل العبادة تأخذ منك الوقت الكثير " للذي لا يوجد عنه الوقت ؟
إنا متأكد من جوابك أنك سوف تقول" لا" , حتى لو أخذت الوقت الكثير فلها الثواب العظيم من رب العرش الكريم , فأنت في خدمه ومساعده أخوك في عبادة أتبخل على نفسك من هذه العبادة إن تحصل على هذا الثواب العظيم , فأنت اليوم تساعد أخوك وغدا يساعد .. يغير الله الأحوال فالدنيا يوم لك ويوم عليك فاعمل واستعد لليوم الذي عليك حتى تجد من يساعدك !!
بغرض أداء واجب اجتماعي : من حق الله علينا العبادة ومن حق وطن علينا إن تتطوع في خدمته ومن حق أهلنا وجيراننا الوقوف معهم في الأوقات الصعبة وفى كل الأوقات.
دون توقع جزاء مالي بالضرورة : فالعمل التطوعى دائما يكون بدون مقابل يكون دائما لله تعالى ولكن في بعض الإعمال يكون هناك مقابل و لو بالشئ البسيط فتحصل على مبالغ رمزية للتشجيع والاستمرارية في التطوع ..
من هو المتطوع ؟؟
تعريف المتطوع
”المتطوع هو الشخص الذي يتمتع بمهارة وخبرة معينة يستخدمها لأداء واجب اجتماعي
طواعية واختيار وبدون مقابل من اى نوع ".
المتطوع هو الشخص : فا من الضروري وجود الموارد البشرية في تغذية المؤسسات التطوعية بالخبرات والمهارات فكل منا لديه الخبرة والمهارة وعلينا استخدامها في أداء الواجب الاجتماعي ..
الواجب الاجتماعي : من حقك مجتمعك عليك بأداء واجبك الاجتماعي كل منا لديه واجب حق عليه تأديته..
طواعية : أداء الواجب طواعية فالواجب دين علينا فيجب علينا سد الدين طواعية بدون مقابل
بدون مقابل من اى نوع : فالعمل التطوعى واجب علينا أداءه فالواجب يكون بدون مقابل
حقوق وواجبات المتطوع :
أولا / حقوق المتطوع :
من حقك كمتطوع إن :
1. تشعر إن جهودك تساهم فعليا في تحقيق أهداف المؤسسة.
2. تتلقى التوجيه والتدريب والإشراف الضروريين لانجاز مهمتك ؟
3. تتعلم كيفية تحسن مهارتك في العمل الذي تقوم به
4. تتعامل باحترام .
5. تتوقع إلا يضيع وقت بسبب سوء التخطيط في المؤسسة
6. تسأل الأسئلة وتقدم الاقتراحات بخصوص العمل الذي تقوم به .
7. تحظى بالثقة والائتمان على المعلومات السرية الضرورية للقيام بعملك .
8. تنال التقدير على العمل الذي قمت به .
9. تعطى إثبات أو تقيم خطى لعملك الذي قمت به إذا طلب منك ذلك .
ثانيا / واجبات المتطوع :
Ø المشاركة في الأنشطة والفعالات التطوعية
Ø العمل في فريق واحد
Ø احترام الآخرين
Ø تنفيذ أوامر المسئولين
Ø العمل بكل جدية ونشاط
أهمية التطوع :-
تكمن الأهمية الكبرى للعمل التطوعي في أنه يعمل على مشاركة المواطنين في قضايا مجتمعهم، كما أنه يربط بين الجهود الحكومية والأهلية العاملة على تقدم المجتمع، كما أنه من خلال هذا العمل يمكن التأثير الإيجابي في لشباب، وتعليمهم طريقة للحياة قائمة على تحمل المسئولية الاجتماعية، ويؤدي العمل التطوعي على التقليل من أخطار العلل الاجتماعية والسلوك المنحرف داخل المجتمع، عن طريق انغماس الأفراد في القيام بأعمال من شأنها أن تشعرهم بأنهم مرغوب فيهم، ويضاف إلى ذلك أن هذه المشاركة التطوعية ستؤدي إلى تنمية قدرة المجتمع على مساعدة نفسه، عن طريق الجهود الذاتية التي يمارسها المتطوعون.
أهداف التطوع :
تنقسم أهداف التطوع إلى قسمين عامة وخاصة :
الأهداف العامة للتطوع :
vتقليل وتخفيف المشكلات التي تواجه المجتمع .
vالتطوع يكتمل به العجز عن المهنيين .
vتنمية روح المشاركة في المجتمع ومواجهة السلبية ولامبالاة .
vالإسراع في التنمية وتعويض التخلف .
vأن انغماس مواطني المجتمع من المتطوعين في الأعمال التطوعية يقودهم إلى التفاهم، والاتفاق حول أهداف مجتمعية مرغوبة، وهذا يقلل من فرص اشتراكهم في أنشطة أخرى قد تكون مهددة لتقدم المتجمع وتماسكه.
الأهداف الخاصة للتطوع :
vإشباع المتطوع لاحساسة بالنجاح في القيام بعمل يقدره الآخرين .
vالحصول على مكانه أفضل في المجتمع .
vتكوين صداقات وعلاقات .
vالحاجة إلى الانتماء وإنهم جزء من كل يعطيهم الأمان والوجدان الجماعي .
vتحقيق الذات .
v أن المتطوعين سيعوضون النقص في القوى العاملة التي تعاني منها الكثير من هذه الهيئات .
vأنهم سيبذلون جهودًا لتعريف المجتمع المحلي بهيئاتهم التطوعية ، فيستمر تأييده لها أدبيا وماديا واجتماعيا؛ لأن هذه الهيئات لا تستطيع العيش بمعزل عن أفراد المجتمع الذي تعمل فيه.
وسائل العمل التطوعي
من الحقائق الثابتة أن المجتمع بكل جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وقيمه الأخلاقية والروحية كل لا يتجزأ إلا في التجريد العلمي. وهذه الحقيقة تنبع وتقوم على حقيقة أساسيه هي أن الإنسان بوصفه الخلية الحية للمجتمع كل لا يتجزأ. ولذلك فان العمل الطوعي يجب أن لا ينحصر في جوانب محدودة للمجتمع والإنسان، بل يجب أن يتسع ليشمل كل المجتمع وكل الإنسان وحقوقه الأساسية في الحياة والسلام والحرية وليشمل حقوقه الاجتماعية من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وصحة وتعليم وحقوق اقتصادية أهمها الحق في العمل والأجر والراحة والعطلات، وليشمل كذلك الحقوق السياسية والمدنية كافة بما فيها الحق في المساواة أمام القانون وحق التنمية.
إن العمل التطوعى بهذه الأهداف الواسعة يتعدى المفهوم التقليدي الخيري، فلا ينحصر في مساعدة ودعم المجموعات الخاصة المستضعفة مثل المعوقين والأيتام والأرامل والمشردين وفى محاربة الفقر فقط. وهو ما يجب علينا بحثه ونقاشه في مجتمعنا العربي، والاستفادة في ذلك من التقنية الحديثة في مجالات الأعلام (الفضائيات) و شبكات الاتصالات وغيرها من وسائل الأعلام حتى نشكل مفهوم موحد للتطوع يعكس وجهة النظر العربية ويبرز خصوصية مجتمعاتنا وعقائدنا وعاداتنا السمحة، ويكون لنا المرجع للعمل من خلاله. عندها فقط، نستطيع أن نؤثر و نتأثر إيجابياً، بدلاً عن أن نكون في وضع المتأثر سلبياً، أو المتلقي فقط.
· يجب أن توظف وسائل العمل التطوعي الآتية بصفة متكاملة لتمكين المجموعات المستهدفة في المناشط الاقتصادية و السياسية والاجتماعية والثقافية، بل والمعنوية أيضاً.
· تمكين تقديم الخدمات لتلبية الإحتياجات الأساسية من خارج المجتمعات المحلية المعنية كما في حالة الإغاثة والنزوح مثلاً.
· تمليك وسائل الإنتاج لتدخل المجموعات المستهدفة في دورة الاقتصاد القومي ولتتمكن من شراء الخدمات حسب آليات السوق، حتى تضمن استدامة العمل التطوعي المنظم.
· . البناء المؤسسي بجانبيه:
· بناء القدرات البشرية المهنية والفنية وفى إدارة الأعمال وإدارة العمل التطوعي والمشاركة السياسية (تكثيف التدريب).
· بناء تنظيمات المجموعات المستهدفة لتخرج من دائرة الوصاية ولتتحدث بنفسها عن واقعها واحتياجاتها ومطالبها عبر مؤسساتها المستقلة .
· توجيه البحث العلمي لخدمة أهداف العمل التطوعى والمجموعات المستهدفة بصورة علمية.
· المناصرة والتصدي للتأثير على متخذي القرار في الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتبنى قرارات وتشريعات لتمكين المجموعات المستهدفة وللدفاع عن حقوقها السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
أشكال العمل التطوعي :
1- العمل التطوعي الفردي: وهو عمل أو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة ولا يبغي منه أي مردود مادي، ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية. في مجال محو الأمية - مثلاً - قد يقوم فرد بتعليم مجموعة من الأفراد القراءة والكتابة ممن يعرفهم، أو يتبرع بالمال لجمعية تعنى بتعليم الأميين.
2- العمل التطوعي المؤسسي: وهو أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع، في الوطن العربي توجد مؤسسات متعددة وجمعيات أهلية تساهم في أعمال تطوعية كبيرة لخدمة المجتمع.
وفي المجتمع مؤسسات كثيرة يحتل فيها العمل التطوعي أهمية كبيرة وتسهم(جمعيات ومؤسسات أهلية وحكومية) في تطوير المجتمع إذ إن العمل المؤسسي يسهم في جمع الجهود والطاقات الاجتماعية المبعثرة، فقد لا يستطيع الفرد أن يقدم عملاً محدداً في سياق عمليات محو الأمية، ولكنه يتبرع بالمال؛ فتستطيع المؤسسات الاجتماعية المختلفة أن تجعل من الجهود المبعثرة متآزرة ذات أثر كبير وفعال إذا ما اجتمعت وتم التنسيق بينها.
الجمعيات
أننا كثيراً ما ننسى أو لا يطرق باب تفكيرنا أن المتطوعين الذين ينتمون إلى مؤسساتنا يمكنهم إنجاز أنشطة كثيرة طوعاً في إطار برامج منظمة. أن فكرة أن يكون لدى مؤسساتنا أفراد ومجموعات متطوعة يعنى أننا لدينا ثروة بشرية، و يجب علينا أن نعرف أن هذه الثروة يجب أن تقدر في الموازنة بمال أي أن { الثروة البشرية للمؤسسة = قدر معين من المال }
أننا عندما نتقدم بأحد المشروعات إلى الكثير من المؤسسات المانحة يكون جزء كبير من موازنات هذه العروض لمنفذين الأنشطة بالمشروع فلو نظرنا إلى أي موازنة مشروع سنجد البند الخاص بالعاملين هو أكثر البنود تكلفة على الممول مما يجعل الممول عند التفاوض بشأن هذا المشروع يسعى للتقليل من العاملين بالمشروع أو خفض الأجور بنسب كبير . وسوف يؤدى هذان الفعلان إلى عمل تأثير سلبي في تنفيذ المشروع ، فعملية الأجور المنخفضة أمر في غاية الصعوبة لشخص يعتمد بشكل أساسي على هذا الأجر ولا يوجد لدية مصدر دخل آخر يصعب علينا أن نطالبه بأن يبذل ساعات عمل يمكن أن تكون غير محددة في بعض الأحيان .
تسعى المؤسسات الأهلية إلى التطوير في نوعية تقديم الخدمات التي تقدمها إلى المجتمع أى كانت صورها و تود أن تكون جودة الخدمات المقدمة تختلف عن الجودة التي التي تقدم من خلال الحكومة في المشروعات الخدمية المختلفة. و هذا ما يصعب تحقيقه مع المرتبات المتدنية. فكيف نطالب العاملين في الجمعيات الأهلية بأن يقدموا جودة عمل تساوى جودة العمل في الشركات الخاصة على الرغم من أن هذا هو ما ينتظره المجتمع من المؤسسات الأهلية التى لا تهدف للربح .
و لعله لا يوجد طريقة أخرى لحل هذه المعادلة الصعبة إلا عن طريق استخدام المتطوعين. فإن ذلك سوف يأتى لنا بالنتاج الذي نرجوه وينتظره المجتمع. كما أن الفرد الذي يأتى للعمل من خلال الروح التطوعية عن حب و اقتناع وإيمان بأهمية الخدمة التي يقدمها للمجتمع سوف يستفيد هو أيضاً من العمل كمتطوع من نواحي متعددة. كل هذا يجعلنا ننتظر منه جودة عمل تساوى الكثير بشرط أن تتم عملية تدريبه و إدماجه في المنظمة بشكل جيد .
المجتمع
ü يساهم التطوع بشكل كبير في سرعة التنمية لما له من جدوى اقتصادية واجتماعية كبيرة .
ü يؤدي التطوع إلى التقارب بين كل فئات المجتمع وتماسكها وتنمية الروابط بينها .
ü مساعدة غير القادرين في المجتمع .
ü التعرف علي الفجوات الموجودة في المجتمع .
العمل التطوعي في الإسلام والتراث
إن القيم الاجتماعية وخاصة الدينية المتجذرة والمتعمقة في المجتمع العربي والإسلامي ساعدت في تعميق روح العمل التطوعي فيه بالإضافة إلى التراث الشعبي المنقول من خلال الأدب القصصي و الشعر والغناء والأمثال، والذي يشيد بهذه الروح فتظل متقدة في المجتمع حتى بعد زوال الظروف المادية التي قام عليها ذلك التراث الشعبي.
وحري بنا أن نشير في البداية إلى أن الإسلام ورسالته الخاتمة منذ ما يربو على أربعة عشر قرنا من الزمان أكد على أهمية العمل التطوعي، وحث على مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد هذا المعنى الراقي، يقول الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ويقول أيضًا في سورة الماعون: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين يراءون ويمنعون الماعون". كما دعا إلى استباق الخيرات يقول تعالى: "واستبقوا الخيرات" [سورة البقرة: 148].
وبجانب دعوة الإسلام للتعاون ومساعدة المسلم لأخيه المسلم فإنه يدعو إلى الجمع بين الجزاء الدنيوي والأخروي، يقول تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" وجاء في الأثر "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".
وفيما يلي بعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي توضح الحث على العمل التطوعي والذي هو بمثابة صدقة في الإسلام.
والإسلام بهذه الصورة يؤكد على أمرين طبيعيين تدفع إليهما طبيعة الإنسان ووجوده الخاص:
ü أن يعيش في الحياة ليحفظ لنفسه البقاء .
ü أن يشارك غيره في النشاطات المختلفة المحققة لصالح الجماعة والمجتمع .
وقد أكد الإسلام على ضرورة الملاءمة بينهما لصالح المجتمع وأفراده أنفسهم.
وقد ظهر جليا حرص الإسلام على تشجيع العمل التطوعي بصفة عامة في فكرة التكافل الاجتماعي الذي يقصد به أن يكون آحاد الشعب في كفالة جماعتهم، وأن تكون كل القوى الإنسانية في المجتمع متلاقية في المحافظة على الآحاد ومصالحهم؛ ومن ثم تحافظ على دفع الأضرار عن المجتمع، وإقامته على أسس سليمة.
من القرآن الكريم
· " وتعاونوا على البر والتقوى "
· " ومن تطوع خيراً فهو خير له"
· " وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"
· " وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"
من الأحاديث الشريفة
· " إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة"
· "لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة"
· " من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له"
· " خير الناس أنفعهم للناس" والحديث يشير إلى نفع الناس أجمعين وليس نفع المسلمين فقط.
· " المال مال الله والناس عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله"
· " تبسمك في وجه أخيك صدقة" وهذا يدل على أن التصدق المعنوي له مكانة كذلك
في الإسلام وقد يكون البعض اشد حاجة له من التصدق المادي
· " مازال جبريل يوصني على الجار حتى ظننت انه سيورثه"
· وقد اتخذت الصدقة في الإسلام والدولة الإسلامية صورة مؤسسية في شكل الأوقاف في صورها المختلفة من خلال المساجد ، الخلاوي القرآنية و الوقف الاستثماري لدعم المساجد ودور العلم، كما هو الحال في دواوين الزكاة في العديد من الدول الإسلامية.
معوقات التطوع:
تتباين المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام قيام العمل التطوعي بمهامه على ما يرام، وقد قسمت هذه المعوقات إلى فئتين تتطلب من قبل المهتمين والمختصين في العمل التطوعي العمل على القضاء عليها، أو الحد منهما..
الفئة الأولى خاصة بالمتطوعين :-
q تعارض وقت النشاط داخل المؤسسة مع وقت المتطوع .
q خوف بعض المتطوعين من الالتزام وتحمل المسئولية .
q ضعف الدخل الاقتصادي لديهم؛ الأمر الذي يجعلهم ينصرفون عن أعمال التطوع .
الفئة الثانية خاصة بالهيئات التطوعية :
q عدم التجانس بين الفريق العامل في المؤسسة وبين المتطوعين .
q أن يكون هناك عدم توضيح لدور المتطوع واختصاصاته من قبل المؤسسة التطوعية التي يعمل بها .
q اتباع المؤسسة التطوعية لنوع من الجزاءات المبالغ فيها داخل المؤسسة ضد المتطوعين من دون داع .
q قلة الجهود المبذولة لتنشيط الحركة التطوعية والدعوة إليها من جانب المؤسسات نفسها .
q غياب الهيئات اللازمة لتدريب المتطوعين، وغياب التشجيع على التطوع في المجتمع.
الخلاصة :-
إن العمل التطوعي أو ما يسمى حديثاً في أدبيات التنمية "رأس المال الاجتماعي" هو ثروة عامة وليست حكراً لأحد. هو تلك الروابط التي تقوم على القيم الاجتماعية الحميدة مثل الثقة والصدق والتعاون والتراحم والتكافل، كما إنه الروابط التي يجد المواطنون فيها أنفسهم كأفراد ومجموعات ويسعون فيها لتحقيق ذواتهم ومصالحهم المرتبطة بمصالح المجموعات التي يعيشون فيها وبها. إن التحدي يكمن في توظيف رأس المال الاجتماعي في ثورة علمية، ثورة كفاءة تقنية/سلوكية والتي بدونها لا يمكن تنفيذ السياسات التي تقوم على البحث العلمي والمشاريع التي تخدم مصالح عامة الشعب. ولعل في هذه التوصيات ما ينير الطريق إلى ذلك:
بعض المقترحات لتطوير العمل التطوعي:
1- أهمية تنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة وذلك من خلال قيام وسائط التنشئة المختلفة كالأسرة والمدرسة والإعلام بدور منسق ومتكامل الجوانب في غرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة.
2- أن تضم البرامج الدراسية للمؤسسات التعليمية المختلفة بعض المقررات الدراسية التي تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وأهميته ودوره التنموي ويقترن ذلك ببعض البرامج التطبيقية؛ مما يثبت هذه القيمة في نفوس الشباب مثل حملات تنظيف محيط المدرسة أو العناية بأشجار المدرسة أو خدمة البيئة.
3- دعم المؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال العمل التطوعي مادياً ومعنوياً بما يمكنها من تأدية رسالتها وزيادة خدماتها.
4- إقامة دورات تدريبية للعاملين في هذه الهيئات والمؤسسات التطوعية مما يؤدي إلى إكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة، ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا النوع من العمل، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
5- التركيز في الأنشطة التطوعية على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين؛ الأمر الذي يساهم في زيادة الإقبال على المشاركة في هذه البرامج.
6- مطالبة وسائل الإعلام المختلفة بدور أكثر تأثيراً في تعريف أفراد المجتمع بماهية العمل التطوعي ومدى حاجة المجتمع إليه وتبصيرهم بأهميته ودوره في عملية التنمية، وكذلك إبراز دور العاملين في هذا المجال بطريقة تكسبهم الاحترام الذاتي واحترام الآخرين.
7- تدعيم جهود الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول العمل الاجتماعي التطوعي؛ مما يسهم في تحسين واقع العمل الاجتماعي بشكل عام، والعمل التطوعي بشكل خاص.
8- استخدام العمل التطوعي في المعالجة النفسية والصحية والسلوكية لبعض المتعاطين للمخدرات والمدمنين أو العاطلين أو المنحرفين اجتماعياً.
9- استخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق العمل التطوعي بين الجهات الحكومية والأهلية لتقديم الخدمات الاجتماعية وإعطاء بيانات دقيقة عن حجم واتجاهات وحاجات العمل التطوعي الأهم للمجتمع.
* إن للعمل الاجتماعي التطوعي فوائد جمة تعود على الفرد المتطوع نفسه وعلى المجتمع بأكمله، وتؤدي إلى استغلال أمثل لطاقات الأفراد وخاصة الشباب في مجالات غنية ومثمرة لمصلحة التنمية الاجتماعية.