نبذة عن العلاقات الروسية الفنلدية

بعد ان اعترفت فنلندا روسيا بصفتها وارثة لحقوق الاتحاد السوفيتي في ديسمبر/كانون الاول عام 1991 اقيمت بين بلدينا تقاليد راسخة للحوار السياسي على المستوى الاعلى. وقد زاررئيس روسيا بوريس يلتسين فنلندا في يوليو/تموز عام 1992. وجرت زيارته الثانية لهذا البلد في مارس/آذار عام 1997 وكان يزور روسيا مرارا رئيسا فنلندا مارتي اهتيساري وتاريا هالونين. وزار الاول روسيا في مارس/آذار عام 1993 . أما الثانية فزارت موسكو في مايو/آيار عام 1994 ويناير/ كانون الثاني و مايو/آيار 2005 ويوليو/تموز ونوفبر/تشرين الثاني عام 1997 وأكتوبر/ تشرين الاول عام 1998. والتقى منذ عام 2000 رئيسا روسيا وفنلدا فلاديمير بوتين ووتاريا هالونين 14 مرة. وفي سبتمبر/ايلول عام 2001 قام فلاديمير بوتين بزيارة رسمية لفنلندا ، ثم التقي الرئيسان مرتان في مدينة بطرسبورغ.

والتقى الرئيس مدفيديف هو ايضا عدة مرات مع الرئيسة الفنلندية في عامي 2008 و2009 .

جرى في يناير/كانون الثاني عام 1992 التوقيع على معاهدة أسس العلاقات الروسية الفلندية التي تم تمديد مفعولها تلقائيا في عام 2001 حتى عام 2007 ، ثم لمدة 5 سنوات اخرى. ويسري في الوقت الحاضر بين روسيا وفنلندا مفعول ما يزيد عن 90 اتفاقية تنظم التعاون الثنائي بين الدولتين والحكومتين في شتى المجالات.

ويتميز التعاون بين البلدين في مجال التجارة والاقتصاد بكونه ذا منفعة متبادلة. احتلت فنلندا عام 2009 المرتبة الثانية عشرة ضمن شركاء روسيا على صعيد التجارة الخارجية. اما روسيا فقد شغلت المرتبة الاولى في قائمة الشركاء التجاريين الرئيسيين لفنلندا . ويزداد التبادل السلعي بين البلدين من سنة الى اخرى. وقد بلغ فى عام 2009 قيمة نحو 13.2 مليار دولار ، وضمنها نسبة 72% من اجمالي الصادرات الروسية الى فنلندا تعود الى النفط ومشتقاته والغاز الطبيعي ونسبة 10% الى منتجات الصناعة الكيمياوية ونسبة 9% الى المعادن ومنتجاته ونسبة 5% الى الخشب منتجاته. اما الواردات من فنلندا فتشكل فيها الماكنات والمعدات ووسائل النقل نسبة 35% والمواد الكيميائية نسبة 13% والورق نسبة 17% والمواد الغذائية ومواد الخام الزراعية نسبة 9% .

ودخلت بحسب نتائج عام 2009 قائمة كبار المستثميرين الاجانب في الاقتصاد الروسي. وتنفذ حاليا في الاراضي الروسية ما يقارب 20 مشروعا استثماريا بمشاركة شركات فنلندية مثل "فورتوم" و"سبوندا" و"اكي غروب" و"لمكون" وغيرها. وقد بلغ اجمالي الاستثمارات الفنلندية المباشرة في الاقتصاد الروسي ما يزيد عن 5 مليار يورو. ومن اكبر المشاريع الاستثمارية تنفذ في مجال البناء ومعالجة الخشب ومعامل الورق والطباعة والنشر. اما الاستثمارات الروسية في الاقتصاد الفنلندية فتعتبر ضئيلة. وقد بلغت عام 2009 قيمة 458 مليون يورو.

وتعمل اللجنة الروسية الفنلندية الحكومية المشتركة على تطوير العلاقات في مجال الاقتصاد والتجارة.

ويلعب التعاون بين الاقاليم المجاورة في البلدين دورا جسيما في العلاقات الروسية الفنلندية. ويقوم هذا التعاون على اساس الاتفاقية المعقودة بين الحكومتين في عام 1992 حول التعاون مع مقاطعة مورمانسك وجمهورية كاريليا ومدينة بطرسبورغ ومقاطعة لينينغراد.

وتقوم فنلندا في هذه المناطق سنويا بانجاز حوالي 200 مشروع بمبلغ 20 مليون يورو. وقد وظفت موازنة فنلندا عام 2009 لغرض التعاون بين الاقاليم المجاورة 21.2 مليون يورو. وقد خصصت فنلندا لغرض تنفيذ المشاريع المشتركة مع روسيا في اعوام 1990 - 2008 قيمة 274 مليون يورو. ومن اهم تلك المشاريع المشاريع البيئية ومشارع الامان النووي والاشعاعي ومشاريع الوقاية الاجتماعية ورعاية الصحة. وشهدت فناندا عام 2009 حوالي 2.2 الف شركة بمشاركة الرأسمال الروسي. وفي غالبية تلك الشركات لا تزيد حصة رأسمال المساهمة الحد الادنى الضروري وهو 8 الاف يورو. وتقوم معظمها بممارسة العمال في مجال الخدمات الاستشارية والصناعة والسياحة ونقل الشحنات.

وتعمل في الحدود الروسية الفنلندية 8 مراكز مرورية. وتستمر عملية تطوير البنية التحتية الحدودية. ويعبر الحدود الروسية الفنلندية كل سنة ما يزيد عن 6 ملايين شخص.

وضمن المشاكل القائمة في العلاقات بين الدولتين تجدر الاشارة الى المشاكل التي تخص تصدير الخام من الاخشاب الروسية. وقد زادت روسيا في أبريل/نيسان عام 2008 من تعرفات التصدير للخشب حتى 15 يورو لمتر مكعب. وتقوم الصناعة الفنلندية في الوقت الحاضر بمعالجة 75 مليون متر مكعب من الخشب التي ترد 12 مليون متر مكعب ضمنها من روسيا.