هل كان تلفزيوني أميركي وراء إعادة انتخاب رئيسة فنلندا؟

كونان أوبراين اشتهر ببرنامجه الكوميدي.. إلا أن آخر طرفة ليست نكتة

فازت، قبل اسبوعين، تارجا هالونين، رئيسة جمهورية فنلندا بالرئاسة للمرة الثانية. وقالت انها مدينة للذين صوتوا لها، ومدينة، ايضا، للنجم الفكاهي الاميركي كونان اوبراين، مقدم «برنامج آخر الليل» في تلفزيون «ان بي سي» الذي يذاع كل ليلة من هوليوود. ووجهت الرئيسة هالونين، بعد فوزها، دعوة له لزيارة فنلندا. ويتوقع ان يصل اليوم الاحد الى هناك لقضاء اربعة ايام، وليقدم برنامجه الليلي مباشرة على الهواء من فنلندا. وسيمنح وسام «الفكاهي الاول في تلفزيون فنلندا».

ما هي العلاقة بين رئيسة جمهورية فنلندا ونجم فكاهي اميركي؟ وكيف ساهم في فوزها في الانتخابات؟ وما هي برامج المقابلات الليلية الاميركية؟ ومن هو كونان اوبراين؟

يشاهد الاميركيون في تلفزيوناتهم كل ليلة الاخبار، ثم المسلسلات، ثم، مع منتصف الليل، المقابلات مع نجوم هوليوود وسياسيي واشنطن واغنياء نيويورك، وغيرهم من مشاهير المجتمع الاميركي. ومع مرور الزمن، اصبح الذين يقدمون المقابلات، انفسهم، نجوما ومن مشاهير المجتمع الاميركي. واشتهر جوني كارسون في قناة «ان بي سي»، والآن يشتهر ديفيد لترمان في قناة «اي بي سي»، ويشتهر جاي لينو في قناة «ان بي سي».

ومثلما حل لينو محل كارسون، يستعد كونان اوبراين ليحل محل لينو في السنة القادمة (يقدم الآن «برنامج آخر الليل»، الذي يذاع مباشرة بعد «برنامج الليلة» الذي يقدمه لينو).

يعتبر صحافيون ومراقبون في هوليوود اوبراين اكثرهم «ثقافة»، ربما لأنه اول واحد وسطهم تخرج من جامعة هارفارد. وربما لأن برنامجه اكثر انفتاحا على العالم. تخرج كارسون من جامعة نبراسكا، ولترمان من جامعة بول، ولينو من كلية امرسون، لكن هارفارد، طبعا، تعلو على غيرها من الجامعات. وقد تفوق اوبراين على منافسيه حتى في المكانة الاجتماعية: كان والده استاذا في كلية طب هارفارد، وكانت والدته محامية مشهورة في بوسطن (كان والد لترمان بائع زهور، ووالدته سكرتيرة). لكن اوبراين تعلم الفكاهة في هارفارد، واصبح رئيس تحرير مجلة «هارفارد لامبون» الفكاهية. وانتقل من هناك الى هوليوود.

فاز اوبراين، بعد اربع سنوات في هوليوود، بجائزة «ايمي» للبرامج التلفزيونية لدوره في «برنامج ليلة السبت» الفكاهي. ثم انتقل الى «سمبسون»، المسلسل الكرتوني الفكاهي الاسبوعي. وتندر، قبل ست سنوات، عندما دعي لإلقاء خطاب تخريج دفعة جديدة في هارفارد، على بطل مسلسل «سمبسون» المشهور بالكسل وقلة الذكاء، لكنه يبدو ناجحا في الحياة. وقال اوبراين للطلاب مازحا «انتم تضيعون وقتكم هنا». وكان اوبراين انتقل، بعد «سمبسون» الى «برنامج آخر الليل» الحالي. ويتفوق، ربما بسبب هارفارد، على غيره في اجادة كتابة نكاته وحواراته، بينما يعتمد منافسوه على جيش من المساعدين والمساعدات لكتابة هذه الاشياء لهم.

لكنه يتندر على هارفارد في برنامجه، ويقدم نفسه كشخص جاهل، يتلعثم احيانا في الكلام، او يتصرف تصرفات غير حضارية مثل ان يشرب قهوة بينما هي تسيل من خارج فمه، او يدلق كوب القهوة امامه. ويقول انه لا يعرف كيف يلبس ملابس انيقة، وان وجهه قبيح، وان البنات ينفرن منه.

وعندما يصيح شخص وسط الجمهور الذي يشاهد برنامجه «احبك يا كونان»، يرد «وانا احبك ايضا يا سيدي»، اشارة الى ان هارفارد علمته ادب الحديث. لكنه يقول ذلك حتى اذا صاحت بنت، اشارة الى انه لا يزال بليدا رغم انه تخرج من هارفارد. ويضحك المشاهدون في كل الحالات. ويركز اوبراين على شخصيات معينة يضحك عليها، مثل الرئيس بوش والمغني مايكل جاكسون، والممثل وحاكم ولاية كاليفورنيا ارنولد شوارتزنيغر، وعارضة الازياء باريس هلتون. ويركز وسط الشخصيات العالمية على صدام حسين واسامة بن لادن وياسر عرفات سابقا وملالي ايران.

لكن اوبراين اشتهر مؤخرا بنكاته عن تارجا هالونين، رئيسة فنلندا. لماذا رئيسة فنلندا، وهو لا يعرفها، ولم يزر فنلندا في حياته، ولا تشتهر فنلندا بأي شيء يستدعي التندر عليها؟

نزل اوبراين، في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، من على المسرح الذي يجلس عليه، وتجول وسط الذين يشاهدون برنامجه، كما يفعل كل ليلة، عندما يسأل بعضهم عن اسمائهم والمدن التي جاءوا منها. وسأل واحدا، رد عليه: «اسمي لوري نيركز، وانا من فنلندا». ومنذ تلك اللحظة اصبحت فنلندا موضوع نكاته. ثم بدأ ينكت على رئيستها، وقال ان وجهها يشبه وجهه، وشعرها احمر مثل شعره، وطلب من الفنلنديين التصويت لها عندما ترشحت للرئاسة مرة ثانية.

واشتهر فجأة اوبراين في كل فنلندا، ونشرت الصحف هناك صورته الى جانب صورة الرئيسة هالونين (قالت جريدة «انهما مثل التوأمين»). وحصل اوبراين على بعض هذه الصحف، وعرضها في برنامجه، ثم عرضت صحف فنلندا صور اوبراين يقدم لها دعاية وسط الاميركيين. واستفادت الرئيسة هالونين من هذه الضجة، واستعملت صور اوبراين في دعايتها الانتخابية. وعندما فازت، قبل اسبوعين، بالرئاسة للمرة الثانية، قدمت الدعوة الرسمية لاوبراين لزيارة فنلندا. كانت نكتة اوبراين المفضلة هي «لا يشاهد اي شخص برنامجي الآن»، ضاحكا على نفسه وعلى المشاهدين امامه. لكنه غير النكتة الى «لا يشاهد اي شخص برنامجي غير الفنلنديين». وعندما فازت الرئيسة هالونين، قال «غزوت فنلندا اليوم، وغدا سوف اغزو روسيا البيضاء (بيلاروس)»

* من نكات اوبراين:

* ـ «ما هي اسعد دول العالم؟ كوريا الشمالية. لماذا؟ لأن بوش ضرب العراق وافغانستان ولم يضربها» .

ـ «نشرت الصحف ان السناتور كنيدي عنده ابن غير شرعي عمره الآن عشرون سنة. سألنا مكتب كنيدي واكد الخبر، وسألنا الابن، لكنه نفى الخبر».

ـ «تودد بوش للاميركيين السود، وقال انه يحب زعيمهم د.مارتن لوثر كينغ لسببين: لأنه طبيب، ولأنه ملك (كينغ بالانجليزية معناها ملك، والرجل حصل على دكتوراه).

ـ «قال آل غور، نائب الرئيس السابق، انه سيكتب كتابا يدعو للمحافظة على البيئة، وعدم قطع الاشجار. لكن غور نسي انه سيوفر شجرة اذا لم يكتب كتابه».

ـ «سأل صحافي بوش عن التجسس على المواطنين الاميركيين باسم حرب الارهاب: «أليس هذا تحايلا على القانون». اجاب بوش: «لا اريد الحديث عن الختان». (خلط بوش بين «سيركومفنشن» (تحايل) و«سيركمسيشن» (ختان).

ـ «كان شعارنا، خلال حرب الاستقلال، هو «نحارب في سبيل تراب الوطن». واصبح خلال حرب الارهاب «نحارب في سبيل بئر بترول».

ـ «اشهر اغنيات جين كيلي هي «اغني تحت المطر»، واشهر اغنيات مايكل جاكسون هي «العب في البحرين» .

ـ «قال روزفلت: الشيء الوحيد الذي يجب ان نخاف منه هو الخوف نفسه. وقال بوش: لهذا سأحميكم».