أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات قطاع غزة

بسم الله الرحمن الرحيم

أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات قطاع غزة

غزة المحاصرة _ فلسطين المحتلة

2011م

المقدمة

بسم الله وكفى والصلاة والسلام على خير الورى وعلى أصحابه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

إن المتتبع لشأن الفلسطيني وخاصة قضية اللاجئين الفلسطينيين يرى ما وصلت إليه من تدهور وضياع وتنازل على المستوى السياسي الرسمي والمساومة عليها ووضعها على طاولة المفاوضات .

ونظرا لأهمية قضية اللاجئين على المستوى اللاجئين الفلسطينيين وعلى المستوى الشعبي والسياسي فانه قد اختلف في تعريف اللاجئ الفلسطيني من خلال المؤسسات الدولية وغيرها ، حيث تم النظر لهذه القضية على أنها وضع خاص تختلف عن تعريف الأمم المتحدة لتعريف اللاجئ .

إلا أن هناك اختلاف في تعريف اللاجئ الفلسطيني من المؤسسات الفلسطينية والأشخاص المعنيين بالأمر حسب وجهة نظرهم والغاية التي وراءها .

وقد وضعنا عدة تعريفات مختلفة للاجئ الفلسطيني على أساس أنها تشمل في النهاية قضية اللاجئ الفلسطينيين من خلال الجوانب المتعددة .

إلا أن هناك اختلاف في الرؤية ووجهة النظر العلمية بالنسبة لتعريف النازح الفلسطيني ، فالبعض يرى أنها تنبثق من بعد عام 1967م والبعض الآخر يرى أنها خدعة إسرائيلية لمحاولة التفرقة بين اللاجئين الفلسطينيين لتقزيمها وجعلها قضية هامشية ثانوية ، وهذا ما تناولناه في الفصل الأول ، بالإضافة إلى أسباب هجرة اللاجئين الفلسطينيين خارج أرضهم من خلال القتل والتدمير والإرهاب وارتكاب المجازر والحرب النفسية .

أما الفصل الثاني فتناول مخيمات اللاجئين في قطاع غزة ، من خلال لمحة جغرافية وتاريخية عن قطاع غزة ، ونشأة مخيمات قطاع غزة وتطورها ، والتوزيع الجغرافي لها ،

أما الفصل الثالث والأخير فكان حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة من حيث الأوضاع الديموغرافية ،والصحية ،والتعليمية .

ومن خلال هذا البحث نرجو من خلاله أن نكون قد وفقنا في هذا البحث حول أوضاع اللاجئين في قطاع غزة ، وما توفيقي إلا من الله تعالى .

الفصل الأول تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني

أولا تعريف اللاجئ الفلسطيني:

تعتبر قضيـة اللاجئين جوهر القضية الفلسـطينيـة، فلا يمكن أن تتم أي تسويـة لقضية فلسطين دون إيجاد حل للاجئين الذين ُشردوا من ديارهم عام 1948م وأُبعدوا عن أراضيهم، وذلك بعدما انقلبت المعادلة الديموغرافية رأساً على عقب بشكل أحال الأقلية اليهودية إلى أكثرية ساحقة، بسبب عمليات الطرد الممنهجة التي اتبعتها العصابات الصهيونية وبشتى الوسائل من قتل وترويع وبطش وإرهاب جسدي ونفسي، بهدف تغير الطابع الديموغرافي لفلسطين لمصلحة قدوم المهاجرين اليهود. بعد طرد سكانها الفلسطينيين الذين كانوا يمتلكون من الأرض ما نسبته 92% منها، لتصبح ملكا لليهود بعدما كانوا لا يملكون سوى 8% منها، وأقاموا دولتهم على أشلاء 531 مدينة وقرية بعد طرد سكانها وتشريد ما يقرب من مليون فلسطيني عن ديارهم وأرضهـم. فهي قضية شعب أصابته المحن والكوارث وهذا ما يعطي الأمر الأهمية في الحديث عن مستقبل أجيال قادمة ورثت هوية اللجوء وتعيش مبعثرة فمنهم من يعيش في البلاد العربيـة، ومنهم من يعيش على بقايا أجزاء مسلوبة تسمى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومع ازدياد البعد الزماني والمكاني للاجئيـن عن أرضهم يزداد في المقابل تمسكهم بحقهم في العودة فما زالت لديهم مفاتيح بيوتهـم وسندات ملكية أراضيهم وبيوتهـم، والتي تشكل شعار عودتهـم وحسبما أقرته قرارات هيئة الأمم المتحدة والخاصة بحق العودة والتي أكدت عليها مراراً وتكراراً منها قرار194لسنة 1948م و2452 لسنة 1968م و 3236 لسنة1974م.ورغم ما قامت به المؤسسات الدوليـة من سد بعض الاحتياجات الأولية والأساسيـة لبعض اللاجئين إلا أنها لم تستطع تغيير هويته عن هوية اللاجئ بدون وطنـه، لان تلك النكبة قد أفرز في الآن ذاته ظاهرة فريدة من نوعها من حيث التصنيفات السكانية، ألا وهى ظاهرة اللاجئين الفلسطينيين.

إن تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني بحد ذاته مسألة ذات أهمية في معالجة قضية اللاجئين من حيث ما يترتب عليه من حماية دولية، وبالتالي حق العودة والتعويض، لذلك شمل تعريف اللاجئ الفلسطيني الكثير من الجدل في المحافل الدولية.[1]

إن أي دراسة لاجئ الفلسطيني تصطدم بغياب موحد للتعريف باللاجئين الفلسطينيين ، ويعود ذلك بالأصل للمصالح التي يعبر عنها الطرف صاحب التعريف.[2]

1. الميثاق الوطني الفلسطيني:

عرف الميثاق الوطني الفلسطيني اللاجئون الفلسطينيون على أنهم:( المواطنون العرب الذين كانوا يقيمون إقامة عادية في فلسطين عام 1947، سواء اخرجوا منها أو بقوا فيها، وكل من ولد لأب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها، هو فلسطيني.).

وفق ما ورد في التعريف فان هناك تأكيد على أن الحق في فلسطين هو حق ابدي لا يقبل التأويل، ويتوارثه الأبناء عن الإباء وينتقل إلى الأحفاد ومن يليهم حتى يتم إيجاد حل نهائي لقضية اللاجئين, كما يتضمن التعريف التأكيد على حق الفلسطينيين الذين اضطروا إلى ترك أرضهم في الأراضي المحتلة من العام 1948، وانتقلوا للعيش في مخيمات اللجوء داخل الجغرافيا الفلسطينية، على اختلاف مواقع هذه الجغرافيا، وذلك ضمن فلسطين الطبيعية.[3]

2. دائرة شؤون اللاجئين – منظمة التحرير الفلسطينية:

ينص التعريف الصادر عن دائرة شؤون اللاجئين، منظمة التحرير الفلسطينية، على:

( أي شخص كان في 29/11/1947 أو بعد هذا التاريخ، مواطنا فلسطينيا وفقا لقانون المواطنة الفلسطيني الصادر في 24/7/1925، والذي مكان إقامته الطبيعية في فلسطين، في مناطق أصبحت لاحقا تحت سيطرة دولة إسرائيل، وذلك بين 15/5/1948 – 20/7/1949 ، واجبر على ترك مكان إقامته بسبب الحرب ولم يستطع العودة إليه جراء ممارسات السلطات الإسرائيلية ، والذي كان خارج مكان إقامته في 29/11/1947 ، أو بعد هذا التاريخ ولم يتمكن من الرجوع إليه بسبب الحرب أو الإجراءات الإسرائيلية، وفقد مصدر رزقه حتى 20/7/1948،لنفس السبب سواء أكان احد سكان القرى الحدودية في الضفة وسلبت أرضة وأصبحت تحت سيطرة إسرائيل ،أو كان احد أفراد القبائل البدوية أو شبه البدوية ، ونسل اللاجئين الفلسطينيين وأزواجهم وزوجاتهم وفق التعريف سواء كان هؤلاء على قيد الحياة أم لا).[4]

ويبدو واضحا أن التعريف المشار إليه أعلاه قد جاء في وقت ما بعد اتفاقية أوسلو، وبالتالي فهو ينسجم مع ما جاء في هذه الاتفاقية مثل استخدام دولة إسرائيل في التعريف، وكأن التعريف يلمز إلى مسألة اللاجئين ممن طردوا بالقوة من أراضي 1948 بصورة لا تحمل معاني القوة في مضامين حق العودة.

ثم لم يتضمن التعريف أي إشارة إلى حق هذه المجموعات في العودة وتقرير المصير في العودة والتعويض.

وواضح جدا أن هناك اختلاف، وخروج عن النص، في ما بين تعريف الميثاق الوطني الفلسطيني، الوارد بداية، والتعريف الصادر عن دائرة شؤون اللاجئين مما يترك مجال للاجتهاد في أن هناك اختلافات داخلية فلسطينية حول من هو اللاجئ الفلسطيني.[5]

3. اللاجئين الفلسطينيين في الأمم المتحدة:

ينص تعريف اللاجئين في الاتفاقية الدولية لوضع اللاجئين لعام 1951، والصادر عن الأمم المتحدة على أن اللاجئ هو(كل شخص يوجد نتيجة أحداث وقعت قبل كانون الثاني/ يناير سنة1951م بسبب خوف لهُ ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة، أو آرائه السياسية، خارج البلد الذي يحمل جنسيته ولا يستطيع أو لا يرغب بحماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف، أو كل من لا جنسية له وهو خارج بلده السابق ولا يستطيع أو لا يرغب بسبب ذلك الخوف في العودة إلى ذلك البلد) .[6]

إن التحديد بالتاريخ يستثني الحالات التي حصلت قبل هذا التاريخ وكأن عمليات التهجير القسرية التي تحدث عملية يختار موعدها المهجرون.

يشير النص عن أفراد اضطروا للجوء ولا يتحدث عن جماعات كما هي الحالة الفلسطينية والتي حصلت قبل التاريخ المشار ذلك إن الهجرة الفلسطينية حصلت خلال الأعوام 1947-1940 وأعقبتها هجرة ونزوح أخر خلال العام 1967.[7]

ورغم هذا التعريف الواضح الذي ينطبق بالضرورة على اللاجئ الفلسطيني نجد أن هذه الاتفاقية تستثنيه بشكل صريح ومقصود من تعريفها؛ وأعفت المفوضية من مسؤولية الإشراف على وضع اللاجئين الفلسطينيين، فقد جاء في المادة ( د) بأنه لا تنطبق هذه الاتفاقية على الأشخاص الذين يتمتعون بحماية أو مساعدة من هيئات أو وكالات تابعة للأمم المتحدة، غير مفوضية الأمم المتحدة، في إشارة إلى وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين( الأنروا ). ولقد جاء هذا الاستثناء استجابة لإصرار الدول العربية والتي أبدت في حينها تخوفًا كبيرًا من قضية إدماج مشكلة اللاجئين في إطار عام ، وباعتبار أن ذلك سيؤدي إلى إذابة قضية اللاجئين الفلسطينيين وإعطائها أهمية هامشية ،وأن الأفضل تقديم المساعدة للاجئين إلى حين عودتهم ، ولأن قبول التعريفات العامة للاجئين ستؤدى إلى إضاعة حقهم في العودة.[8]

4. وكالة الغوث(الاونروا) للاجئين الفلسطينيين:

(كل شخص كان مكان سكنه الأصلي ما بين حزيران 1946 وأيار 1948 فلسطين، وفقد مسكنة ووسائل العيش والرزق نتيجة للوضع القائم ما بين العرب والإسرائيليين، وهاجر إلى إحدى البلدان المجاورة التي تقدم فيها الأنروا خدماتها، وتنسحب الاستفادة من هذه الخدمات على نسل هذا اللاجئ).[9]

وفي عام 1993 جرى تعديل هذا التعريف حيث أُلغيت معايير الحاجة لتوفير فرصة إضافية للاجئين غير المسجلين أنفسهم لتسجيل لدى الوكالة .

ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن تعريف وكالة الغوث ( الأنروا ) يتعلق فقط بتفويض الاونروا لتوفير المساعدة من مأكل وملبس ومأوى للاجئين ولم يكن القصد به أبدا أن يكون تعريفا قانونيا للجئ الفلسطيني لأغراض الحماية الدولية ، وانه ولعدد من الأسباب التاريخية والسياسية الخاصة والمميزة للقضية الفلسطينية لم يجري تصنيف اللاجئين الفلسطينيين مع اللاجئين الآخرين في نظام الحماية العام لاتفاقية اللاجئين الدولية.[10]

ويستطيع القارئ لهذا التعريف إن مسالة اللاجئ الفلسطيني حسب الأنروا قد افرغ من المحتوى السياسي للمشكلة، مشكلة اللاجئين وذلك في حقهم في العودة والتعويض وفق ما ورد في القرار الأممي 194، ولم يتطرق التعريف إلى أن الفلسطينيين قد طردوا من أراضيهم واضطروا إلى الهجرة نتيجة الممارسات الإرهابية التي تعرض إليها الفلسطينيين، بل قصر الأمر على القضية الإنسانية من حيث تقديم المعونة والمساعدة من اجل ضمان الحد الأدنى من مستوى العيشة.[11]

ويلاحظ أن هذا التعريف لم ينصف فئات عديدة اعتبرتهم الوكالة خارج مسؤوليتها، ومنهم من كانوا خارج فلسطين قبل عام 1946م وحرموا من حق العودة، وكذلك الحال بالنسبة لأولئك الذين كانوا خارج الضفة الغربية وقطاع غزة قبل حرب 1967م. كما يلاحظ أن هذا التعريف يوقع على نازحي عام 1967م ضرراً كبيراً وعلى من خرجوا منذ عام 1952م فصاعدا حيث كان هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين يقيمون في الخارج وقت وقوع حرب 1967م بالإضافة إلى أنها لم تعترف بمسؤوليتها عمن هاجر خارج حدود عملياتها الخمسة، مثل أفريقيا ودول الخليج .[12]

والخطير في الأمر إن الاونروا والأمم لا تعترف إلا باللاجئين المسجلين في سجلاتها، ذلك أن هناك عدد كبير من هؤلاء اللاجئين لم يسجلوا لدى الأمم المتحدة، أو فقدوا بطاقات تسجيلهم أثناء الهجرة، كما إن عدد كبير منهم هاجر قبل التواريخ المحددة ولنفس الأسباب التي نتجت عنها الهجرة، أو أنهم كانوا موجودون خارج البلاد لأسباب السفر أو الدراسة أو العمل في بعض دول الخليج وغيرها، أو العلاج أو الحج أو غيرها ،هاجروا إليها داخل فلسطين، أو وجود أهل وأقارب لهم في الدول التي هاجروا إليها، أو بسبب توفر بعض الإمكانات المادية لدى هذه الأسر.[13]

5. التعريف الفلسطيني:

أما التعريف الفلسطيني للاجئ والذي قدمه رئيس الجانب الفلسطيني في الوفد الفلسطيني- الأردني المشترك في مؤتمر أوتاوا 1992م للاجئين: هو " هم أولئك الفلسطينيون (ومن تحدر منهم ) الذين طردوا من مساكنهم أو أجبروا على مغادرتها، بين تشرين / نوفمبر 1947م(قرار التقسيم ) وكانون الثاني / يناير 1949م اتفاقية الهدنة في رودس )، من الأراضي التي تسيطر إسرائيل عليها في التاريخ وهذا التعريف يشمل المهاجرين الذين نزحوا داخل الأراضي التي أصبحت دولة إسرائيل خلال الفترة 1948م -1949م ويشمل الذين نزحوا سنة 1967م أو في إثرها .ولكن هذا التعريف لا يشمل المهجرين الذين غادروا فلسطين قبل عام 1947م .[14]

6. تعريف د.سليمان أبو ستة:

أما الباحث الفلسطيني د.سليمان أبو ستة فقد عرف اللاجئ الفلسطيني: " اللاجئ هو كل فلسطيني (غير يهودي ) طرد من محل إقامته الطبيعية في فلسطين عام 1948ماو بعدها ، أو خرج منها لأي سبب كان ولم تسمح له إسرائيل بالعودة إلى موطنه السابق " .

وهذا معناه أن العودة إلى أرض فلسطين حتى لو كانت تلك الأرض دولة فلسطينية لا تسقط عنه صفة اللاجئ قانونا ووجدانا وفعلا ما دام اللاجئ لم يعد إلى موطنه الأصلي ، وبالطبع فان التوطين في أي بلد عربي لا يلغي صفة اللاجئ ،وحتى وان كان الشخص مقيما في فلسطين عام 1948م وأصبح يحمل الجنسية الإسرائيلية ولكنه منع من العودة إلى قريته الأصلية فهو لاجئ .[15]

وهذا التعريف للاجئ يطابق القانون الدولي الذي على أساسه قرار الأمم المتحدة رقم 194 الصادر في 11/12/1948 ، ذلك القرار الشهير القاضي بحق اللاجئين في العودة ، إذ جاء في المذكرة التفسيرية للقرار أن العودة تكون للموطن (البيت أو المنزل أو الحقل ) نفسه الذي خرج أو أخرج منه وليس إلى الوطن بمعناه العام .[16]

7. تعريف جهاز المركز الإحصائي الفلسطيني :

تعريف جهاز المركز الإحصائي الفلسطيني للاجئ الفلسطيني وذلك لغايات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت _1997م فينص على ( أن حالة اللجوء هي خاصة بالفلسطينيين الذين هجروا من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1948م ، ويصنف كل فرد فلسطيني حسب الحالات التالية :

1- لاجئ مسجل: إذا كان الفرد لاجئا وله اسم في بطاقة التسجيل( المؤن )الصادرة عن وكالة الغوث.

2- لاجئ غير مسجل: إذا كان الفرد لاجئا إلا انه غير مسجل في بطاقة وكالة الغوث ( المؤن ) لأي سبب كان .

3- ليس لاجئا: كل فلسطيني ليس من الفئتين السابقتين .[17]

8. تعريف المجلس التشريعي الفلسطيني :

اللاجئ الفلسطيني هو ( كل فلسطيني حال و/أو يحول الاحتلال الصهيوني دون تمتعه و/أو ذريته بالإقامة في بلدته الأصلية من فلسطين التاريخية ،وبكامل حقوق المواطنة فيها ،دون النظر إلى تاريخ بدء حرمانه من هذا الحق ،أو طريقة حرمانه باللجوء أو النزوح أو التهجير أو الطرد أو الإبعاد أو التغييب أو التجنيس أو المنع أو استخدام أي وسيلة تحرمه من حقه في العودة .[18]

وبناء على ما ورد سابقا فان اللاجئين الفلسطينيين وحسب التعريفات المختلفة يقسمون إلى التصنيفات التالية:

· لاجئون يقيمون خارج المخيمات في الدول المجاورة.

· اللاجئون الذين يقيمون في المخيمات في خارج الوطن.

· اللاجئون الذين يقيمون خارج المخيمات في داخل الوطن.

· اللاجئون الذين يقيمون في المخيمات داخل الوطن.

· المهجرون داخليا، الذين اجبروا على ترك بلداتهم وقراهم وانتقلوا للعيش في أماكن أخرى. [19]

ثانيا تعريف النازح الفلسطيني:

ظهر هذا المصطلح السياسي على اثر الهجرة الثانية التي تعرض لها الفلسطينيون بعد حرب 1967، وأطلق عليهم هذا التعبير لتمييزهم عن الذين هجروا خلال سنوات 1946-1948، وهناك من أصبح منهم لاجئا ونازحا، فمنهم من كان مقيما في أراضي 1948 وهاجر للإقامة في أراضي 1967، واضطروا بعد 1967 للهجرة الجديدة، ومنهم من اضطر للنزوح من القرى والمناطق الحدودية إلى مناطق داخلية.[20]

وأما فيما يختص بتعريف النازح الفلسطيني، فلم تتطرق إليه القرارات والوثائق الدولية ولكن استخدم هذا اللفظ للإشارة إلى كل فلسطيني غادر أو شُرد عن أرضه أو منع من العودة إليها، بسبب الحرب المباشرة في حزيران 1967م، أو ذيولها اللاحقة من أوامر عسكرية وإدارية لسلطات الاحتلال، والذين منحوا تصاريح للمغادرة إلى شرق الأردن أو غيرها من الأقطار على أمل أن يعودوا ولكن نتيجة من ديارهم إلى خارج فلسطين لأسباب وتداعيات أمنية،أو الذين كانوا في السجون الإسرائيلية وأفرج عنهم بشكل استثنائي واشترطت إسرائيل إبعادهم خارج فلسطين.[21]

أما التعريف الفلسطيني للنازح فهو: "أولئك الأفراد وعائلاتهم وأسلافهم الذين غادروا منازلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة ،أو كانوا غير قادرين على العودة إلى منازلهم نتيجة لحرب 1967".[22]

وهذا التعريف ليست له قيمة قانونية وهو اختراع إسرائيلي رغبة في ادعاء السيادة على الضفة وغزة ،وهذا ما يرفضه كل المجتمع الدولي بما فيه أميركا ، ولذلك فهي تدعي الحق في السماح بعودة من تشاء من النازحين ، وإذا ما أزيل الاحتلال عن الضفة وغزة يبقى اللاجئ لاجئا والمواطن مواطنا ،ولهما الحق في التنقل والعيش كأي شخص آخر ، ولذلك فان التفاوض حول النازح إنما هو اعتراف ضمني بالاحتلال أو بسيادة إسرائيل على تلك المناطق ،بحيث يكون لها الحق في منع أو تحديد عدد النازحين المسموح لهم بالعودة كل إلى بيته أو مخيمه . [23]

على كل حال فقد تقدمت "الأنروا "، بمساعدات عامة فور وصول النازحين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى مناطق عملياتها، في أعقاب حرب 1967م، ولم تميز بين لاجئ 1948م وممن نزح لأول مرة من سكان الضفة والقطاع، وذلك اعتبارا للطابع المستعجل وحاجة النازحين الماسة، حيث اتخذت الوكالة تدابير وقتيه لمساعدة كل شخص بحاجه إلى مساعدة فورية وعاجلة، ولكن بعد حين لم يجد نازحو عام 1967م، الذين فقدوا أرضهم وبيوتهم أية إمكانية لتسليم أنفسهم لدى الوكالة لأنها بحكم تعريف اللاجئ الذي سبق ذكره ، ولم يكن بإمكانها أن تساعد سوى لاجئي عام 1948م ولم يكن ضمن مفرداتها أي تعريف خاص بالنازحين عام 1967 .[24]

وبناءا على تعريف النازح فانه يمكن إدراج التالية تحت هذا البند، وهم جميعا لهم الحق في العودة إلى أماكن سكنهم الأصلية، وهم:

· الأفراد والجماعات الذين نزحوا عن أماكن سكنهم على اثر حرب 1967، وحتى تم أول إحصاء في الأراضي المحتلة.

· الأفراد والجماعات الذين كان مكان إقامتهم الطبيعي والدائم في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وذلك حتى اندلاع الحرب في العام 1967، وحدث أن كانوا خارج الوطن للعلاج أو التعليم أو العمل أو الدراسة أو الزيارة عند وقوع الحرب.

· الأفراد والجماعات الذين حالت الأوامر العسكرية والإدارية الإسرائيلية عن عودتهم إلى مناطق سكنهم.

· الأفراد أو الجماعات الذين ابعدوا قصرا عن أماكن أقامتهم لأسباب أمنية حسب الاحتلال.

· أبناء وأحفاد ونسل كل من ينحدر ممن تنطبق عليهم واحدة من التعريفات السابقة.[25]

بعد استعراض ما سبق من تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني يبقي أن نقول أن الجدل لازال مستمرا بين الجانب الفلسطيني والعربي من جهة والإسرائيلي والدولي من جهة أخري لأنه مرتبط بمسألة ذات أهمية في معالجة قضية اللاجئين ومن حيث حق العودة ، لذلك هناك ضرورة إلي إعادة بحث المفهوم الفلسطيني لمن هو لاجئ ومن هو النازح وان يتم السعي الدءوب مجددا. لتوفير مفهوم فلسطيني جلي وينطلق من النظرة الشمولية للمسالة بوصفها مشكلة ومأساة شعب بكاملة هجر من وطنه بالعنف والإرهاب المدبر، لأننا أمام واقع يتمثل في أعداد كبيرة ممن حُرموا قسراً من البقاء في ديارهم أو حتى العودة إليها وأبعدوا عنها إلى مناطق أخرى بسبب استمرار الاحتلال .[26]

ثالثا أسباب هجرة اللاجئين الفلسطينيين:

إن تنفيذ الفكرة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين تتضمن تشريد الشعب الفلسطيني عن أرضه ووطنه لتنفيذ الفكرة وقد برزت مشكلة اللجوء الفلسطيني إلى حيز الوجود منذ أقدمت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إصدار قرار تقسيم فلسطين في العام 1947، وسارع اليهود إلى إعلان (دولة إسرائيل) في الخامس عشر من مايو عام 1948 وعلى الرغم من النوايا الصهيونية المبيتة ضد عرب فلسطين إلا أنها تبنت خطاً التزمت به غداة قيام ما يسمى إسرائيل يهدف إلى إقناع العالم بأن أهالي فلسطين تركوا بلادهم وأملاكهم وأخلوا ديارهم بكامل إرادتهم وبتشجيع من الدول العربية المجاورة على أمل العودة إلى الوطن بعد قيام الجيوش العربية بهزيمة القوات الصهيونية المغتصبة ووضع حد لأطماعهم العدوانية والتوسعية.[27]

فالحجة الإسرائيلية ترفض الاعتراف بالمسئولية الكبرى التي تقع على عاتق الإرهاب الصهيوني في تشريد عرب فلسطين من ديارهم وتتجاهل بالتالي الدور الصهيوني الذي لم يدخر جهداً للتخلص من السكان العرب الذين يؤلفون الأكثرية المطلقة من سكان فلسطين والأدلة الوثائقية من الكثرة بحيث تدحض وبدون أدنى شك مزاعم قادة الصهاينة للأسباب الخاصة وراء تهجير عرب فلسطين .

فقد أورد الوسيط الدولي الكونت برنادوت في تقريره المنشور قبل اغتياله بقليل على أيدي العصابات الصهيونية "أن نزوح عرب فلسطين جاء نتيجة للرعب الذي خلقه القتال الدائر في مجمعاتهم وللشائعات المتعلقة بأعمال الإرهاب الحقيقية أو المزعومة أو بفعل الطرد كما جاء في نفس التقرير "إن كل السكان العرب تقريباً هربوا وطردوا من المنطقة الواقعة تحت الاحتلال اليهودي.فعلى الرغم من الأدلة الوثائقية العديدة، فإن (إسرائيل) تنكر مسئوليتها عن خلق مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتمضي في محاولاتها الرامية إلى التنصل من فداحة المأساة التي اقترفتها، إذ تصر على أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو توطين هؤلاء المهاجرين بصورة دائمة في أي مكان غير (إسرائيل)، وترفض الإذعان لتعليمات الأمم المتحدة والتقيد بقراراتها.[28]

ويمكن حصر الأسباب التي أدت إلى هذه الهجرة كما يلي :

1. الإرهاب اليهودي :

بدأت العصابات الصهيونية _التي كان عتادها عتاد جيش ( عصابة شتيرن ،الهاجاناة ،الأرجون ...الخ) _ في مسلسل التدمير والتهجير والقتل من 29_11_1947م حتى 15_5_1948م الموعد الذي حددته

حكومة الانتداب لإنهاء تواجدها في فلسطين ،أبشع جريمة في التاريخ وهي البدء في تهجير شعب بأكمله متبعة كل الوسائل الإجرامية.[29]

وقد ذكر الوسيط الدولي الكونت برنادوت في تقريره إلى الأمم المتحدة ما قامت به القوات الإسرائيلية من تدمير القرى العربية بعد احتلالها "ولقد كانت هناك تقارير متعددة من مصادر موثوقة عن أعمال السلب والنهب والسرقة وعن حوادث تدمير القرى بدون ضرورة عسكرية ظاهرة وإن مسئولية الحكومة المؤقتة في (إسرائيل) عن رد الأملاك الخاصة إلى أصحابها العرب وتعويض المالكين عن الأملاك التي دمرت عمداً مسؤولية واضحة".لقد كانت مذبحة دير ياسين في إبريل عام 1948 من أفظع الأعمال الوحشية التي اقترفتها المنظمات الإرهابية الصهيونية في فلسطين والتي كان لها أثر مباشر في نشر الرعب والخوف بين السكان الفلسطينيين المدنيين مما دفع العديد منهم إلى ترك قراهم من الإرهاب وما اقترفه من مذابح في دير ياسين وغيرها.وأبشع فصل في مأساة دير ياسين هو أن المجرمين لم يكتفوا بقتل النساء والأطفال الأبرياء بل شوهوا ومثلوا بضحاياهم، كان المشهد مرعباً حتى أنهم (الإرهابيون) منعوا الجيش البريطاني (المتقاعس) أو الصليب الأحمر من زيارة المكان قبل مرور أربع وعشرين ساعة.[30]

ومجزرة دير ياسين التي راح ضحيتها أكثر من ( 300 ) شهيد والتي كانت إحدى القرى المشار إليها في الخطة الصهيونية بضرورة ارتكاب المجازر فيها ،والتي أشار فيها بيغن في مذكراته بقوله : " لولا مذبحة دير ياسين لما قامت دولة إسرائيل " ، والتي ارتكبت بتاريخ 9_4_1948م أي في ظل وجود حكومة الانتداب وعلى بُعد خمسة كيلومترات من مكتب المندوب السامي ، ولقد وصل عدد المجازر الصهيونية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني إلى ( 35 ) مذبحة ، أفظعها مذبحة ( الدوايمة ) وهي قرية من قرى الخليل والتي راح ضحيتها أكثر من ( 500 ) شهيد ، وتم إحراق القرية بأكملها لإخفاء آثار الجريمة.[31]

2. الطرد:

لقد كان لطرد السكان الفلسطينيين على أيدي اليهود أثر كبير على فداحة مشكلة اللاجئين حيث قامت العصابات الصهيونية بطرد السكان العرب من قراهم ومدنهم طرداً فعلياً ودفعهم إلى اللجوء للدول العربية المجاورة، كما حدث لأهالي حيفا وطبريا واللد والرملة وصفد وبئر السبع ومدن وقرى عربية أخرى.

وعمدت العصابات الصهيونية على تدمير (221 ) قرية وبلدة فلسطينيا تدميرا شاملا ،وتهجير أهلها ،كما تعرضت (134 ) قرية للتدمير الجزئي ، ودمرت بعض الأحياء والبيوت في عدد آخر من القرى ، ليصل عدد القرى التي تعرضت للتدمير إلى ( 418 ) قرية وبلدة .

وهُجر وطُرد أهالي ( 531 ) قرية وبلدة فلسطينية وصل عددهم إلى أكثر من ( 805 ألف ) لاجئ شُردوا عن ديارهم وأراضيهم ،واستمر الصهاينة بذلك حتى بعد الإعلان الهدنة ووقف الحرب.[32]

3. الحرب النفسية:

أثناء القتال المندلع بين السكان الفلسطينيين وعصابات اليهود كانت محطة الإذاعة التابعة للهاجاناه تطلق الشائعات الكاذبة لإضعاف معنويات عرب فلسطين زاعمة أن وباءي التيفوس والهواء الأصفر سينتشران في المدن والقرى خلال شهري أبريل ومايو وأن المعركة الجدية ستبدأ فور انسحاب الإنجليز وأن الطرق الرئيسية سيمنع السير عليها بعد أيام معدودة.كما عمدت إدارة القسم العربي الخاص في الهاجاناه إلى إرسال صهاينة يتكلمون العربية ويرتدون الزي العربي للتنقل داخل الجماعات العربية لنشر الشائعات والتقاط المعلومات المفيدة لبثها على جناح السرعة من الإذاعة باللغة العربية.

كما استخدموا سيارات الجيب المزودة بمكبرات الصوت لكي تذيع تسجيلات لأصوات الرعب ودعوة العرب إلى الرحيل للنجاة بأرواحهم.[33]

4. انهيار أجهزة الأمن والحكم قبل نهاية الانتداب البريطاني:

بعد اندلاع العنف إثر قرار التقسيم أصبحت الحكومة البريطانية عاجزة عن صون القانون والنظام في فلسطين، وغير راغبة في إلزام قواتها بالقيام بهذه المهمة.

فالانتداب يدنو من نهايته في 15/5/1948 والحكومة البريطانية مشغولة في المقام الأول بجلاء قواتها، وتركت الحكومة البريطانية الحبل على الغارب وشجعت اليهود على التصرف كيفما شاؤوا في فرض نظام خاص بهم، والمثال على ذلك ما جرى من مذابح في القرى العربية وأبرزها مذبحة دير ياسين في 9/4/1948 حيث لم تحرك سلطة الانتداب ساكناً سواء للحيلولة دون وقوع المذابح أو لمساعدة الجرحى وإنقاذهم أو حتى الإشراف على دفن الموتى.[34]

في هذه الأثناء لم تكن القيادات العربية في فلسطين وخاصة الهيئة العربية العليا التي كان غالبية أعضائها خارج البلاد، لم تكن من الجاهزية والقدرة على تنظيم صفوفها لملء الفراغ الأمني الذي أحدثه انسحاب القوات البريطانية عكس اليهود الذين كانوا وبالتنسيق مع سلطات الانتداب من الجاهزية بحيث قاموا باحتلال العديد من المناطق التي انسحب منها الانتداب وقاموا بفرض نظامهم الخاص في هذه المناطق، إن حالة الفوضى هذه التي أغرقت فيها البلاد أكرهت الكثيرين من عرب فلسطين على التماس مأوى مؤقت في مكان آخر سواء في فلسطين نفسها أو في البلدان العربية المجاورة.

وشجع على هذه الحركة انعدام أي تنظيم في المجتمع يحمي عرب فلسطين من المجازر الصهيونية.[35]

وفيما يلي جدول رقم ( 1 ) والذي يبين عدد القرى التي هُجر الشعب الفلسطيني منها حسب الملفات الإسرائيلية .

أي أن 90% من القرى نزحت بسبب هجوم عسكري يهودي[36]

الفصل الثاني مخيمات اللاجئين في قطاع غزة

أولا لمحة تاريخية وجغرافية عن قطاع غزة:

هو المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، وهي على شكل شريط ضيق شمال شرق شبه جزيرة سيناء يشكل تقريبا 1،33% من مساحة فلسطين التاريخية (من النهر إلى البحر).

ويمتد القطاع على مساحة 360 كم مربع، حيث يكون طولها 41 كم، أما عرضها فيتراوح بين 6 و12 كم. تحد قطاع غزة إسرائيل شمالا وشرقا، بينما تحدها مصر من الجنوب الغربي. [37]

ويعتبر القطاع إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية بالعالم. وتبلغ نسبة الكثافة وفقا لأرقام حديثة 26 ألف ساكن في الكيلومتر المربع الواحد. أما في المخيمات فتبلغ الكثافة السكانية 55 ألف ساكن تقريبا بالكيلومتر المربع الواحد.[38]

ويسمى بقطاع غزة نسبة لأكبر مدنه وهي مدينة غزة، وكان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من منطقة الانتداب البريطاني على فلسطين حتى إلغائه في مايو 1948. وفي خطة تقسيم فلسطين كان القطاع من ضمن الأراضي الموعودة للدولة العربية الفلسطينية، غير أن هذه الخطة لم تطبق أبدا، وفقدت سريانها إثر تداعيات حرب 1948. بين 1948 و1956 خضع القطاع لحكم عسكري مصري، ثم احتلها الجيش الإسرائيلي لمدة 5 أشهر في هجوم على مصر كان جزء من العمليات العسكرية المتعلقة بأزمة السويس.

في مارس 1957 انسحب الجيش الإسرائيلي فجددت مصر الحكم العسكري على القطاع. في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي القطاع ثانية مع شبه جزيرة سيناء. في 1982 أكملت إسرائيل انسحابها من سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ولكن القطاع بقي تحت حكم عسكري إسرائيلي إذ فضلت مصر عدم تجديد سلطتها عليه.[39]

وكان القطاع قد أصبح مشمولا بالحكم الذاتي بموجب اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993.

سيطرت حماس على القطاع يوم 14 يونيو/حزيران 2007 في إطار الصراع الداخلي الفلسطيني.[40]

في 27 كانون أول/ديسمبر 2008 بدأت إسرائيل حرب عدوانية شرسة على قطاع غزة بدأت بالقصف الجوي العنيف لجميع مقرات الشرطة الفلسطينية ثم تتال القصف لمدة أسبوع للمنازل والمساجد وحتى المستشفيات وبعد أسبوع بدأت بالزحف البري إلى الأماكن المفتوحة في حملة عسكرية عدوانية غاشمة كان هدفها حسب ما أعلن قادت الاحتلال الصهيوني هو إنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية حماس، والقضاء على المقاومة الفلسطينية لا سيما إطلاق الصواريخ محلية الصنع مثل صاروخ القسام أو صواريخ روسية أو صينية مثل صاروخ غراد التي وصل مداها خلال الحرب إلى 50 كم، واستخدمت القوات الصهيونية الأسلحة والقذائف المحرمة دوليا مثل القنابل الفسفورية والمواد المسرطنة وغيرها.[41]

ثانيا نشأة مخيمات قطاع غزة وتطورها:

المخيم حسب تعريف الأنروا هو "قطعة من الأرض -تكون إما حكومية أو في أغلب الحالات استأجرتها الحكومات المستضيفة من الملاك المحليين- وضعت تحت تصرف الأنروا كمساعدة للاجئين الفلسطينيين في تسهيل احتياجاتهم الأساسية، ولا يمكن لسكان المخيمات تملك هذه الأراضي، ولكن لهم الحق في الاستفادة منها للسكنى." ،وهناك تجمعات أخرى للاجئين الفلسطينيين لا يمكن اعتبارها مخيمات بالمفهوم المذكور سابقاً مثل منطقة اليرموك في دمشق، ولكن الأنروا مع ذلك تقوم بمهامها تجاه سكان هذه التجمعات.

وتمتاز أوضاع المخيمات الاجتماعية والاقتصادية عموما بالكثافة السكانية المرتفعة والفقر وصعوبة الظروف المعيشية، وتدني مستوى الُبنىية التحتية كالشوارع وشبكات الصرف الصحي ، وتعد الأنروا مسئولة عن توفير الخدمات الضرورية والإشراف على تأمينها لسكان المخيمات عن طريق مكتب الخدمات الموجود في المخيم، غير أنها تدع مسؤولية إدارة المخيم وأمنه للحكومات المستضيفة.[42]

واستقبل القطاع جزءا كبيرا من النازحين "اللاجئين" الذين توزعوا في مختلف مدن وقرى القطاع، في المساجد والمدارس والكنائس، أو لدى المعارف والأقارب، وفي ثكنات سابقة للجيش البريطاني،وحتى في الأرض العراء إلى أن عملت جمعية الأصدقاء الأمريكية (الكويكرز) على إنشاء المخيمات في مناطق وتواجدها الآن وأعطيت أسماء المدن المجاورة لها، وقد قامت الجمعية المذكورة بتوزيع الخيام على اللاجئين، واستمرت في الإشراف على مخيماتهم حتى تشكيل وكالة الغوث الدولية، بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ( 302) الصادر في 6 كانون الأول/ عام 1949م. وباشرت الوكالة عملها رسميا في أيار "1950".

ومع بدء الوكالة أعمالها، كان اللاجئون يقيمون في الخيام التي وزعتها جمعية الكويكرز، وشهد القطاع عام 1950م شتاء قارصا عاصفا لم تصمد أمامه الخيام. فاقتلعتها الرياح تاركة سكانها بلا مأوى.[43]

وعندها رأت الوكالة عدم جدوى استخدام الخيام، ورأت ضرورة إسكان اللاجئين في بيوت مبنية من الطوب والحجر بدل الخيام، ونظرا لأنها لم تكن بيوتا أو منازل بالمعنى الدقيق للكلمة فقد أطلق عليها اسم "مأوى" وزودت الوكالة اللاجئين بالغرف أو المواد اللازمة لإقامتها حسب حجم كل أسرة وحاجتها في ذلك الوقت، وقد كانت المساحة المعطاة لكل أسرة تقدر بحوالي (150م2)، على شكل غرف وأسوار بنيت حول الغرف وتضم الغرف داخلها مساحة فارغة لوضع ممتلكات الأسرة وحاجتها وقد بنت وكالة الغوث في ذلك الحين حوالي "48 ألف" مأوى في ثمانية مخيمات. ومع زيادة عدد أفراد اسر اللاجئين والذي استدعى مساحة اكبر للمعيشة، ساعدت الوكالة في بناء 5835 غرفة إضافية في بيوت اللاجئين وداخل المساحة المقررة، والتي لا تزيد عن 150م2، في المواقع الثمانية التي أطلق عليها اسم "مخيمات اللاجئين".[44]

ونشأة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خلال حرب 1948م وذلك بطرد السكان الفلسطينيين من أراضيهم وأملاكهم على أيدي العصابات الصهيونية من اجل تحقيق حلمها بطرد وتفريغ الأرض من سكانها ، ويقدر عددهم بنحو 800000 هجروا من 531 قرية ومدينة فلسطينية ، ومعظم هؤلاء اللاجئين اجتازوا الحدود إلى البلدان العربية المجاورة إلى الأردن وسوريا ولبنان وجزء لجأ إلى القرى والبلدات والمدن الفلسطينية والتي كانت تحت السيطرة العربية آنذاك ، وآخرون بقوا في دولة الاحتلال والتي أعلن عن قيامها في 14أيار عام 1948م ،وأوجدت مشكلة التهجير ظاهرة فريدة من نوعها من حيث التصنيفات السكانية وهي مخيمات اللاجئين المنتشرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي بعض البلدان العربية.[45]

وقدر لهذا الشريط الضيق المحصور ما بين البحر، والأراضي المحتلة عام 1948، وضعيف الموارد والإمكانات، أن يستوعب جزءاً رئيسياً من الفلسطينيين الذين اقتلعوا من ديارهم ووطنهم المحتل، فقد هاجر إلى القطاع الجزء الأكبر من أهالي قطاع غزة، وقضاء بئر السبع، وقضائي يافا والرملة، والأقضية الأخرى. ولم تكن إمكانات القطاع المحدودة، وما زالت كذلك، لتستوعب هذه الأعداد الضخمة، ولتتوضح صورة الأوضاع بشكل أفضل، ويستقيم الحديث عن المخيمات، لا بد من الإطالة في شرح الأوضاع التي يكابدها ويعانيها أبناء المخيمات، ذلك أنه بالقدر الذي تبدو فيه معركة المخيمات في مواجهة الاحتلال وحملاته لاقتلاع المخيمات وتصفيتها، مشرّفة ومشرقة في آن واحد، إلا أن المسألة لها جوانب أخرى، فهناك معاناة من طبيعة أخرى للمخيمات في قطاع غزة، فعلى الرغم من الارتباط والتشابك بين المعارك جميعها، هناك معاناة من الظروف الصعبة مثل المعاناة من الأوضاع السكنية والمعيشية، والاقتصادية، والصحية.[46]

ويقدر عدد اللاجئين (في 1/1/2008) في قطاع غزة نحو (1.048.125 لاجئ) ، أي بنسبة 73.9% من مجموع سكان القطاع ، ونسبة اللاجئين المقيمين داخل مخيمات قطاع غزة إلى إجمالي سكان القطاع تبلغ 33.9%.[47]

ويضم قطاع غزة ثمانية مخيمات، انتشرت في محافظة غزة (مخيمان)، ومحافظة دير البلح (أربعة مخيمات)، ومحافظة خان يونس (مخيم واحد)، ورفح (مخيم واحد) ، والمخيمات هي :

1. مخيم جباليا:

أنشا عام 1948م، وهو يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وعلى مسافة كيلو متر عن الطريق الرئيسي (غزة ـ يافا). يحد المخيم من الغرب والجنوب قريتا جباليا، والنزلة، ومن الشمال قرية بيت لاهيا، ومن الشرق بساتين الحمضيات التابعة لحدود مجلس قروي جباليا ـ النزلة، وبيت لاهيا. بلغت مساحة المخيم، عند الإنشاء حوالي، 1403 دونمات، وصلت إلى 1448 دونماً، وبلغ عدد السكان آنذاك، حوالي 37,800 نسمة، مقسمين على 5587 عائلة.[48]

ثم تقلص هذا العدد عام 1955ليصبح عددهم نحو 19.949 لاجئاً مسجلاً وحصل هذا النقص في عدد السكان نتيجة عدم استقرار العائلات اللاجئة في السنوات الأولى للهجرة وذلك بسبب البحث والتنقل من أجل ملائمة السكن لطبيعة العمل ومسألة التفاهم بين العائلات.ويرجع معظم سكان المخيم في أصلهم إلى المناطق الوسطى والجنوبية من فلسطين والتي تشمل المدن والقرى التالية: يافا، المجدل، أسدود، يبنا، بيت داراس، دمرا، بيت جرجا، نعلين، الفالوجة، سمسم، حمامة ،وغيرها من القرى والمدن وهم يتوزعون على 24 بلوكاً داخل المخيم.وقد تزايد عدد سكان المخيم من عام 1960- 1989 أضعاف ما أتوا عليه في عام 1955 حيث وصل عددهم الى55.933 في عام 1989.[49]

ووصل التعداد في عام 2003، إلى حوالي 106691 نسمة ،ومعظم الحالات المرضية تحول إلى المستشفيات في غزة. كما توجد 13 مدرسة ابتدائية وثانوية، وخمس مدارس إعدادية، منها مدرستان تقعان خارج حدود المخيم. يذكر بأن مخيم جباليا انطلقت منه الشرارة الأولى للانتفاضة الأولى المباركة، في 8/12/1987. ويعتبر أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة. وهو مكتظ بالسكان بدرجة كبيرة، وهذا يعد أحد أهم الهموم الرئيسة للقاطنين فيه.[50]

2. مخيم الشاطئ:

أُنشئ مخيم الشاطئ في عام 1949، ويقع إلى الشمال الغربي من مدينة غزة، ويبعد عن وسط المدينة حوالي 4 كم، ويقع على شاطئ البحر من الجهة الشمالية. بلغت المساحة، عند الإنشاء، حوالي 519 دونماً، وصلت إلى 447 دونماً، وبلغ عدد السكان المقيمين داخل المخيم 63381 نسمة، أما المقيمون خارجه فحوالي 45835 نسمة، وهم اللاجئون المسجلون لدى الأنروا عام 1995 بينما شهد تعدادهم تزايداً كبيراً ففي تعداد عام 2003 وصلت أعدادهم إلى 78768 نسمة، والذين تعود أصولهم إلى أسدود، والمجدل، وحمامة، ويافا، والجورة، وغيرها،وتقلص عدد السكان، بعد خروج الآلاف منهم للسكن في مشاريع التوطين، مثل مشروع «الشيخ رضوان»، وكان الشرط الأساسي للحصول على منزل في المشروع هو أن يقوم المواطن بتسليم منزله في المخيم. ثمة بعض المؤسسات الاجتماعية، والثقافية، مثل: «مركز خدمات ورعاية الشباب» التابع «للوكالة» و«مركز الصحة السويدي»، وعيادة التوليد، والجمعية الإسلامية، التي تهتم بنشر الثقافة الإسلامية. معظم الشباب القادرين على العمل يعملون في إسرائيل، وحوالي 35% من القوى العاملة يعملون في صيد الأسماك.[51]

والمخيم اليوم يعد مسكنا لأكثر من 82,929 لاجئ يسكنون جميعهم في بقعة لا تزيد مساحتها عن 0.52 كيلومتر مربع فقط وتمتاز الشوارع والأزقة في المخيم بأنها ضيقة للغاية في أغلب الأحيان، وتعتبر المنطقة من بين أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم.[52]

3. مخيم النصيرات:

أُنشئ عام 1948، وهو من المخيمات الكبرى في القطاع، من حيث عدد السكان والمساحة. ويضم أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم، إبان النكبة. يقع على بعد 8 كم جنوب مدينة غزة، وعلى بعد 6 كم شمال بلدة دير البلح. أما الوادي المعروف باسم «وادي غزة«، فيفصل بين شمال النصيرات وجنوبها. ويعيش السكان في بيوت متلاصقة، وأكثر من 25% من هذه البيوت متداعية، ومعرضة للانهيار، ففي موسم شتاء عام 1983، ونتيجة لهبوب العواصف، سقطت وتهدم عدد كبير منها، وبخاصة تلك الواقعة على مقربة من الشاطئ. بلغ عدد السكان، عام 1967، حوالي 17600 نسمة، ارتفع إلى 28200 نسمة، في عام 1987، ووصل إلى 57120 نسمة، عام 2003 مسجلين لدى الأنروا.[53]

يزرع في أراضي المخيم المزروعات الصيفية، ويعتبر العنب أهم الفواكه المزروعة. وتقدم الأنروا العديد من الخدمات، في طليعتها الخدمات التعليمية، للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، ويعاني الطلاب الازدحام الشديد في الصفوف، ونقص عدد الغرف، فضلاً عن قلة عدد المدرسين والمدرسات. في المخيم مركز للنشاط النسائي، ومركز لرعاية وتدريب المكفوفين، روضة أطفال، ومركز لتعليم الطباعة والسكرتارية. وثمة عيادة طبية،ومستوصف صحي. كما يوجد مصنع لتصنيع الأخشاب، وآخر لتعليب الحمضيات. وتكثر المحلات التجارية، وخاصة محلات بيع الأسماك. حيث إن مهنة صيد الأسماك تعتبر مصدراً أساسياً للدخل. ويعاني المخيم العديد من المشكلات، منها الخدمات الكهربائية[54].

4. مخيم البريج:

يقع مخيم البريج إلى الجنوب من مدينة غزة شرق منطقة النصيرات وهي المنطقة الوسطى من قطاع غزة وعلى الطريق الرئيسي الذي يصل شمال القطاع بجنوبه ويحده من الشرق الخط الأخضر ومن الغرب مخيم النصيرات ومن الشمال وادي غزة ومن الجنوب مخيم المغازي.وأنشئ مخيم البريج في عام 1952 من قبل وكالة الغوث وسمي بهذا الاسم نسبة إلى البرج الذي يقع بجواره.

وكانت مساحة المخيم في بداية تأسيسه نحو 528 دونماً ثم تقلصت لتصبح 478 دونماً.

وبلغ عدد سكان المخيم عند إنشائه نحو 13 ألف نسمة وقد هاجر معظمهم من القرى والمدن التي تقع شرقي قطاع غزة ومن منطقة بئر السبع وقد تناقص عدد سكانه لنفس السبب المذكور في المخيمات حتى أصبح عدد سكانه في 30 حزيران عام 1955 نحو 11.488 لاجئاً،وفي عام 1967 تقلص عدد سكانه حتى أصبح نحو 10.062 نسمة وذلك بسبب عملية النزوح التي حصلت في القطاع بعد الاحتلال الإسرائيلي له عام 1967، وفي عام 2001 بلغ عدد اللاجئين في المخيم حوالي 29.716 لاجئاً.[55]

ويرجع أصل السكان إلى قرى المجدل، وأسدود ويافا. في المخيم ثماني مدارس، منها ست مدارس ابتدائية، ومدرستان إعداديتان. المستوى الصحي متدنٍ، كغيره من المخيمات، وهناك 1070 أسرة مسجلة كحالات عسر شديد تتلقى المساعدات من وكالة الغوث[56].

5. مخيم المغازي:

أُنشئ عام 1949، ويقع في منتصف قطاع غزة، تقريباً وإلى الجنوب من مدينة غزة. يحده من الغرب قرية الزوايدة ومن الشمال مخيم البريج، ومن الجنوب دير البلح. بلغت مساحة المخيم، عند الإنشاء، 599 دونماً، تقلصت إلى حوالي 548 دونماً. وهذه المساحة تنقسم إلى قسمين: القسم الأكبر للزراعة، والآخر مساكن ،وتعتبر الزراعة أهم الحرف التي يمارسها السكان، وبلغ عدد اللاجئين المسجلين لعام 2003 حوالي 22266نسمة، وتعد الكثافة السكانية أعلى نسبة في القطاع، ويعاني المخيم نقص الخدمات، وأهمها عدم وجود صرف صحي، وسوء الطرق[57].

وسمي بهذا الاسم نسبة إلى مقام الشيخ الصالح "مغازاه" وهو أحد المجاهدين الذين استشهدوا في معارك المسلمين ضد الرومان في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب "رضي الله عنه" ويقع المخيم بالقرب من هذا المقام.[58]

6. مخيم دير البلح:

يقع مخيم دير البلح في المنطقة الوسطى من قطاع غزة إلى الغرب من مدينة دير البلح القديمة وتقع معظم مساكنه على تلة مرتفعة تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط ،وسمي المخيم بهذا الاسم نسبة إلى دير البلح التي كثر بها شجر النخيل والتي تشتهر بغزارة بلحها وجودته.

وأنشئ المخيم في عام 1949 من قبل الصليب الأحمر الدولي وقد قسمته وكالة الغوث الدولية عام 1950 وكانت مساحته عند إنشائه حوالي 156 دونماً لكنها تقلصت لتصبح 135 دونماً تقريباً وذلك بسبب النقص الذي حصل في عدد السكان نتيجة عدم استقرار العائلات اللاجئة في بداية اللجوء.ويعتبر مخيم دير البلح من أصغر المخيمات في قطاع غزة فقد بلغ عدد سكانه في بداية إنشائه نحو 2.500 لاجئ مسجل ولكن عددهم تزايد حتى أصبح في عام 1955 نحو 5.684 نسمة.

وفي عام 1989 بلغ عدد سكانه 10.194 لاجئاً مسجلاً منهم نحو 5.202 من الذكور و4.993 من الإناث، وكانوا يتوزعون على 2.119 أسرة،أما في عام 1997 فقد بلغ عدد سكانه حسب إحصائيات وكالة الغوث واللاجئين نحو 16.137 نسمة من اللاجئين المسجلين.وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 1997 فقد بلغ عدد سكانه 8.329 منهم نحو 4171 ذكراً و4158 أنثى وهم يتوزعون على 1199 أسرة،أي إن عدد سكانه قد تضاعف ثلاث مرات خلال خمسة عقود من الزمن وكان معظم سكان المخيم من المنطقة الوسطى والجنوبية من فلسطين المحتلة عام 1948.

وفي عام 2001 بلغ عدد اللاجئين في المخيم حسب وكالة الغوث واللاجئين حوالي 19.715 لاجئاً.[59]

7. مخيم خان يونس:

أُنشئ عام 1949، وبلغت مساحته، عند الإنشاء حوالي 549 دونماً، زادت بعد ذلك إلى 564 دونماً. ويقع شمال شرق مدينة خان يونس،ويبلغ عدد السكان حوالي 49680 نسمة داخل المخيم، وحوالي 68792 نسمة خارج المخيم، حسب إحصاءات الوكالة لعام 1995 وصل عدد المسجلين لدى الأنروا عام 2003 إلى 63219 نسمة، وهو كسائر المخيمات، يعاني نقص المستشفيات والمدارس، وغيرها من الخدمات.[60]

ويقع مخيم خان يونس في جنوب قطاع غزة على بعد 2 كم عن ساحل البحر وإلى الغرب من مدينة خان يونس والتي سمي المخيم باسمها وهي مدينة تاريخية هامة ومركز تجاري قديم ونقطة استراحة للقوافل القادمة من بلاد الشام إلى مصر وبالعكس،وكان فيها خان كبير يدعى خان يونس وظلت المدينة تسمى باسمه حتى يومنا هذا.[61]

8. مخيم رفح:

أنشئ عام 1949، وهو من أكبر مخيمات قطاع غزة، من حيث عدد السكان. يقع في قلب مدينة رفح، وهو أُنشئ من قبل الأنروا لإيواء اللاجئين، حيث أقامت لهم الأنروا وحدات سكنية بسيطة، من الطوب، والصفيح.

وبلغ عدد السكان، حسب إحصاءات 1995، حوالي 72729 نسمة، المسجلين داخل المخيم. وهناك حوالي 40563 نسمة خارج المخيم، شهدت هذه الأرقام قفزة في العام 203 وصلت إلى 95187 من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى الأنروا حيث يشكل اللاجئون حوالي ثلث سكان رفح.

وينحدر أهالي المخيم من القرى والمدن العربية داخل فلسطين عام 1948، من اللد والرملة، ويافا، والقرى المحيطة بها، وتسمى أحياء المخيم بأسماء القرى الفلسطينية، التي هاجروا منها.[62]

ويقسم الشارع العام، أو شارع البحر، المخيم إلى قسمين: القسم الشمالي ويضم الشابورة، والقسم الجنوبي، الملاصق للحدود، ويضم حي يبنا. وقامت سلطات الاحتلال بهدم العديد من المنازل، وشق الشوارع، واقتلاع الأشجار في منطقة المخيم؛ «لأسباب أمنية»! وبدأت هذه الممارسات عام 1971، حيث شقت سلطات الاحتلال شارعاً، بعرض 250 م، وشارعاً آخر في حي يبنا، بعرض 150 م.

ولا يوجد مرافق صحية تتناسب مع عدد السكان، كما يوجد في المخيم عدد كبير من المتعلمين الذين يحملون الشهادات الأكاديمية العليا، المعاهد. وفي المخيم 9 مدارس ابتدائية للبنين، و12 مدرسة ابتدائية للبنات، و4 مدارس إعدادية للبنين، ومثلها للبنات، عدا بعض رياض الأطفال. جدير بالذكر أن السلطات الصهيونية قامت بالعديد من المشاريع داخل المخيم، بهدف التوطين، فأقامت حي البرازيل ـ [63]

ويقسم هذا المشروع إلى ثلاثة أقسام (أ، ب، ج). وأقامت سلطات الاحتلال حياً في تل السلطان في الجهة الغربية عام 1979، ويحتوي على أكثر من 1050 وحدة سكنية بمساحة ألف دونم، وزعتها سلطات الاحتلال بشرط هدم البيوت القديمة في المخيم، بهدف التوطين.[64]

وفيما يلي خريطة توضح مخيمات اللاجئين في قطاع غزة ، وشكل( 1 ) يبين التوزيع النسبي للاجئين داخل مخيمات قطاع غزة في بداية عام 2008.

خريطة توضح مخيمات اللاجئين في قطاع غزة

شكل ( 1 ) يبين التوزيع النسبي للاجئين داخل مخيمات قطاع غزة في بداية عام 2008[65]

ثالثا التوزيع الجغرافي للمخيمات في قطاع غزة:

المخيمات في القطاع موزعة جغرافيا في شتى أرجائه من شماله إلى جنوبه ،ولكنها مركزة في المنطقة الوسطى ، وتعتبر مخيمات غزة من أكثر المناطق ازدحاما بالسكان ، حيث يتراوح عدد سكان المخيم الواحد ما بين 30 إلى 80 ألف نسمة في المتوسط ،أما من الناحية الجغرافية فهناك بعض المخيمات المترابطة والمتداخلة مع البلديات مثل مخيم جباليا ،فهو مرتبط ومتداخل مع بلدية جباليا ويلتقي الخدمات منها باستثناء المياه ،كما هو الحال مع مخيم الشاطئ فهو متداخل مع بلدية غزة ويشرف عليه مجلس بلدي ،أما المخيمات الوسطى فهي تجمعات منفصلة يوجد بها مجالس محلية مثل القرى ، ولكن ضمن بلدية دير البلح ويتلقى خدماته منها ، أما مخيم خان يونس فيتبع لبلدية خان يونس ،ولكن مخيم رفح فيتبع لبلدية رفح .[66]

لذا يوجد في قطاع غزة ثلاثة مخيمات مفصولة تماما عن المدن وهي المغازي والبريج والنصيرات ،بينما يوجد خمسة مخيمات متداخلة مع المدن هي دير البلح وخان يونس ورفح والشاطئ وجباليا ،وفي كل هذه المخيمات يشارك اللاجئين في عضوية المجالس البلدية ،ويسود المخيمات في قطاع غزة وضع خاص ،سواء من حيث عدد السكان ،أو من حيث تداخل المخيم والمدينة ،فبعض المدن أصبحت جزءا من المخيمات نتيجة امتداد المساحة الجغرافية للمخيم ،الأمر الذي أدى إلى اعتبار بعض المخيمات مدنا وليس مجالس محلية ،رغم أن وزارة الحكم المحلي ،التي تعتبر المخيم عبارة عن مساحة من الأرض تخضع لوكالة الغوث ،ولا ينطبق عليها قانون الحكم المحلي ،إلا أنها تعاملت بشكل استثنائي مع وضعيات المخيمات في قطاع غزة ،مع إدراكها أن الوكالة هي المسئولة عن تقديم الخدمات البيئية والصحية والتعليمية ،وفعلا لم تؤثر هذه المشاركة على دور الأنروا بشكل سلبي.[67]

وفيما يلي عرض مجدول بأسماء المخيمات في القطاع ،وبعض المعلومات المتوفرة عنها ،والتي يبلغ عددها حوالي 8 مخيمات عالية الاكتظاظ جدول رقم ( 2 ).[68]

جدول رقم ( 2 ) التوزيع الجغرافي لمخيمات قطاع غزة

ومن تحليل الجدول رقم ( 2 ) يتبين ما يلي :

1. تضم منطقة قطاع غزة 8 مخيمات تنتشر في عدة مناطق محافظات وهي : شمال غزة وغزة ودير البلح وخان يونس ورفح .

2. جميع مخيمات قطاع غزة قد أنشأت قبل عام 1967م ، أي أنها تضم لاجئين هاجروا من ديارهم على اثر حرب عام 1948م ،وما كان يمنع انضمام لاجئين جدد من العام 1967م هو أن مخيمات القطاع محدودة ومكتظة بالسكان ، ولا يوجد مخيمات غير منظمة في القطاع .

3. يلاحظ زيادة في امتداد المخيمات نتيجة طبيعية للزيادة السكانية التي تشهده مخيمات القطاع ، وليس زيادة في مساحتها نفسها فمساحة المخيمات ثابتة ،بين الفترة التي أقيمت فيها هذه المخيمات والوقت الراهن لعام 2000م .

4. وقد بلغت مساحة المخيمات في القطاع حوالي 6035دونما عند الإنشاء ،و13951 دونم ما وصلت إليه من مساحة الامتداد التي تعرضت له المخيمات .

5. يتضح أن المخيمات في قطاع غزة تتوزع في المحافظات والمدن الرئيسية أو بالقرب منها ، وقد روعي هذا في بداية التأسيس من قبل وكالة الغوث الدولية حتى تستفيد من خدمات المدن.[69]

رابعا تطور عدد سكان مخيمات قطاع غزة:

منذ فرض السلطة الفلسطينية سيطرتها على نحو 84% من مساحة قطاع غزة ،في حين بقيت 16%من مساحة قطاع غزة الإجمالية والتي تقدر بـــ 365كم2 تحت السيطرة الإسرائيلية في انتظار الحل النهائي للمفاوضات على المرحلة النهائية ،وقد أثرت الأحداث السياسية المتلاحقة على تطور وأعداد سكان المخيمات في قطاع غزة وعلى الخصائص والتراكيب الديموغرافية.

والجدول رقم ( 3 ) يوضح نمو السكان اللاجئين داخل مخارج المخيمات في قطاع غزة في الفترة ما بين 1950 _ 2000.[70]

جدول ( 3 ) تطور نمو السكان اللاجئين داخل وخارج المخيمات في قطاع غزة ( 1950 _ 2000 )

ومن خلال تحليل الجدول رقم ( 3 ) ، يتضح ما يلي :

إن التطور في أعداد اللاجئين بعد قيام دولة إسرائيل وتهجير عدد كبير من الفلسطينيين من قُراهم واللجوء إلى قطاع غزة ، حيث بلغت فيه هذه الزيادة في الفترة ما بين 1950 _ 2000م إلى أكثر من ( 724) ألف نسمة في قطاع غزة .

ويتضح أن معدل النمو السنوي للاجئين في قطاع غزة كان في حالة من التطور والزيادة السنوية ، حيث ارتفع هذا المعدل من 1.6% في العام 1955 إلى 3.5 عام 1960 ويعود هذا الارتفاع المتزايد إلى حالة النمو الطبيعي للاجئين والذين يشتهرون بارتفاع معدل الخصوبة العام في المجتمع الفلسطيني ، إلا أن معدل النمو السنوي للاجئين سرعان ما انخفض حتى وصل هذا المعدل إلى 1%في العام 1970 ويرجع ذلك إلى حرب عام 1967م والتي دفعت القوات الإسرائيلية إلى احتلال قطاع غزة وإخضاعه للحكم العسكري الإسرائيلي مما دفع كثيرا من أبنائه إلى الهجرة خارج قطع غزة والى الدول المجاورة وذلك خوفا من الممارسات الإرهابية الإسرائيلية أو بحثا عن فرص للعمل ، ومع حالة الاستقرار وبعد هدوء الأوضاع فقد بدأ النمو السكاني بالارتفاع ووصل إلى 3.1% وفي العام 1985، ثم انخفض المعدل ليصل إلى 2.9% في العام 1990 ، ويرجع ذلك إلى قيام الانتفاضة الشعبية عام 1987م والتي فقد فيها اللاجئون العديد من الشهداء.[71]

وسرعان ما ارتفع معدل النمو ليصل 6.4% في العام 1995م وذلك نتيجة العملية السلمية مع الجانب الإسرائيلي وعودة عدد من الفلسطينيين إلى قطاع غزة وعودة عدد من القوات الفلسطينية من البلدان العربية ، في حين بلغ معدل النمو السنوي 3.7% في العام 2000 ، ويتضح من خلال دراسة الجدول أن معدل النمو السكاني في قطاع غزة يتصف بالتذبذب ما بين الارتفاع والانخفاض في بعض الأحيان ،ويرجع ذلك إلى الظروف السياسية في المقام الأول والتي دفعت بالكثير من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الهجرة من قطاع غزة بحثا عن فرصة عمل أو خوفا من ظروف أمنية تمثلت في الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية لأبناء الشعب الفلسطيني كما اتسم هذا المعدل بالارتفاع أيضا لظروف سياسية حين عادت أعداد كبيرة من أبناء قوات الأمن الفلسطيني نتيجة توقيع اتفاقية أوسلو بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي أو نتيجة عودة أعداد من اللاجئين من الجزء المثري من رفح والذي عاد إلى الإدارة المصرية نتيجة لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979م وتعديل الحدود المصرية الفلسطينية ، وعلى الرغم من الانتكاسة الديموغرافية التي تعرض لها قطاع غزة نتيجة هجرة عدد كبير من أبنائه إلى الدول المجاورة إلا أن أعداد اللاجئين تزايدت ويرجع هذا التزايد والاستقرار السريع بعد هذه الديموغرافية إلى معدل المواليد المرتفع والانخفاض المتزايد في معدلات الوفيات.[72]

الفصل الثالث أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة

أولا الأوضاع الديموغرافية(السكاني والسكني):

على أثر نكبة عام 1948، وصل متشرداً ومهجراً ما بين 200 و250 ألف فلسطيني من أراضيهم الأصلية إلى قطاع غزة، لينضموا إلى جانب السكان الأصليين البالغ عددهم آنذاك حوالي 80 ألف نسمة، ما أدى إلى اكتظاظ سكاني شديد في هذه المنطقة الضيقة التي يبلغ طولها نحو 40 كم وعرضها يتراوح بين 6 و12 كم. ورغم عمليات التهجير، ونزوح عام 1967 بعد احتلال قطاع غزة، وسياسة القمع والبطش العسكري الإسرائيلي وممارساته المتمثلة بالنفي والأبعاد والطرد وغيرها من ممارسات، تزايد عدد اللاجئين تزايداً طبيعياً داخل المخيمات وخارجها خلال هذه السنوات الطويلة ليصل إلى حوالي 1.438.498 نسمة في قطاع غزة، ويقدر عدد اللاجئين بينهم بحوالي 1.090.932 أي ثلاثة أرباع السكان ، ومنهم حوالي 551.860 ألف لاجئ يقيمون داخل مخيمات اللاجئين الثمانية في القطاع، وهذا يعني أن ما نسبته 50 إلى 55% من لاجئي القطاع يسكنون داخل المخيمات.[73]

وتبقى هذه النسبة مهمة إذا أخذنا بعين الاعتبار ظروف الخنق والمحاصرة التي تتعرض إليها المخيمات من ناحية درجة الاكتظاظ العالية في داخلها مع ضعف الخدمات. وعملياً، فإنه لا نسبة محسوبة لكثافة السكان في كل مخيم، ولكن الكثافة العامة للسكان في قطاع غزة تبلغ حوالي 1800 نسمة للكيلومتر الواحد، وهذه واحدة من أعلى النسب في العالم ،ومن الناحية الإجرائية، فإن المخيمات تستوعب نسبة غير قليلة من التعداد الإجمالي للسكان في القطاع وتبلغ معدلات النمو الطبيعي 3.5% سنوياً، الزيادة كما سلف ناتجة من معدل النمو الطبيعي مع استثناء بسيط جداً، نتج جزئياً من عودة اللاجئين الذين كانوا يعملون مع السلطة عند قدومها خلال سنوات 1994-1995، وبالنظر إلى التوزيع العمري لسكان المخيمات، نجد أنها تمتاز بفتوة شبابية.[74]

والجدول رقم (4) يبين إجمالي عدد اللاجئين المسجلين داخل المخيمات حتى 30 أيلول 2009م.[75]

جدول رقم (4) يبين إجمالي عدد اللاجئين المسجلين داخل المخيمات حتى 30 أيلول 2009م

ومنذ أن أنشأت تلك المخيمات عام 1948م في أعقاب الهجرة ولم يجري عليها أي هيكلة أو تخطيط ديموغرافي وسكني لا من قبل وكالة الغوث ولا على المستوى الحكومي كي يتناسب مع ظروف الزيادة السكانية المتراكمة ومع محدودية المساحة لتلك المخيمات فنجد أن اللاجئين يعانون ظروف معيشتها القاسية ومساكنها المكتظة والمنافية للظروف والمقاييس الصحية المناسبة فأصبحت تشكل كتلة بشريه وسكنية تفتقر لسبل المعيشة الصحية من حيث التهوية والمنافع العامة والشوارع الضيقة ومياه المجارير التي تعم الشوارع وخاصة مع فصل الشتاء والأسواق المختلطة والملتصقة بالمساكن وانعدام أماكن اللعب للأطفال والأرصفة الضيقة والتي تشكل في مجملها مخاطر حقيقة علي المستوي الصحي والنفسي للسكان اللاجئين وما زاد الأمر صعوبة وضيق الحرب الأخيرة على قطاع غزة التي كانت الأكثر عدوانية والتي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في غزة في الفترة 27 كانون الأول ديسمبر 2008م وحتى 17 كانون الثاني 2009م والتي أدت إلي تدمير أو إتلاف ما يقرب من 60,000 مسكن.[76]

هذا علاوة على التدمير الواسع النطاق في البنية التحتية والمؤسسات, فحسب تقديرات الأنروا يقدر بأن 9,400 مسكن في غزة بحاجة إلى إعادة بناء سوا ء بسبب تعرضها إلى تدمير أثناء العمليات العسكرية على مدى الأعوام التسعة الماضية أو بسبب تقييم وضعها على أنها غير صالحة للسكن لأسباب أخرى. يتضمن هذا الرقم 6,700 منزل للاجئين، منها 2,300 تم تدميرها أثناء عملية الرصاص المصبوب و1,400 تعرضت للتدمير قبل عملية الرصاص المصبوب و3,000 منزل في المخيمات تعد آيلة للسقوط وغير صحية وتحتاج إلى إعادة بناء. هذا بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المساكن الأخرى التي تنتظر إجراء الإصلاحات.كما بلغ إجمالي عدد المباني المدمرة في قطاع غزة في أعقاب الحرب ما يقرب من 20 ألف منزل وبسبب عدم توفر مواد البناء بسبب الحصار المستمر، لم يكن بالإمكان تنفيذ أية أعمال إعادة بناء منذ الحرب، مما يجبر الآلاف من الأسر المهجرة على العيش في أوضاع غير مستقرة والاعتماد على المعونات الإنسانية.[77]

ومن أهم الأسباب الاكتظاظ السكاني قي مخيمات اللاجئين:

1. السياسات التي تتبعها البلدان المانحة والمنظمات الإنسانية ،بفرض القيود القانونية والإدارية على سكان المخيمات .

2. تراجع حجم الميزانيات المخصصة للاجئين سكان المخيمات .

3. عدم قدرة الأسر اللاجئة على شراء الأراضي أو استئجارها خارج حدود المخيمات بسبب ارتفاع تكاليفها .

4. القمع السياسي خلال العقود الماضية .

5. عدم توسع أراضي المخيمات مع أن السكان في تزايد مستمر .

6. الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها معظم سكان المخيمات ، وزيادة حدة الفقر .

7. كبر حجم الأسر في المخيمات .

8. يتميز المجتمع الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية بأنه مجتمع فتي.[78]

وفيما يلي بعض البيانات الخاصة بالمسكن والمساكن:

· تشير بيانات تقرير المساكن السنوي 2008 إلى أن نسبة المساكن المملوكة أو التي تستخدم بدون أجر من قبل الأسرة أو أحد أفرادها 86.3% من مجمل المساكن المأهولة (85.0% لاجئين 87.3% لدى غير اللاجئين) في الأراضي الفلسطينية.

· تشير بيانات عام 2008، أن الدار تشكل النوع الأكثر شيوعا في الأراضي الفلسطينية إذ تبلغ نسبتها 51.0% من مجموع المساكن المأهولة في الأراضي الفلسطينية (49.0% للاجئين و 52.4% لدى غير اللاجئين).

· تشير البيانات المتوفرة لعام 2009 أن متوسط عدد الغرف في المسكن في الأراضي الفلسطينية للأسر التي فيها أفراداً لاجئين هو3.6 غرفة، وأما بالنسبة لمتوسط كثافة السكن فقد بلغت 1.7 فرد للغرفة للأسر التي فيها أفراد لاجئين مقابل 1.6 فرد للغرفة لجميع الأسر في الأراضي الفلسطينية كما أشارت البيانات أن 11.6% من الأسر التي فيها أفراد لاجئين تسكن مساكن ذات كثافة سكنية 3 أفراد أو أكثر للغرفة.[79]

ثانيا الأوضاع الاقتصادية والمعيشية:

تعاني مخيمات قطاع غزة من التضخم الهائل في عدد السكان نتيجة تضاعف عدد سكانها في كل عام منذ عام 1950 ولم يعد بالإمكان توسيع مساحتها: على سبيل المثال فإن سكان مخيم الشاطئ الذين يتمركزون في مساحة 747 كم2 وفي مخيم جباليا 101.605 في مساحة 1.488 كم 2 ومعظم العائلات 98% في بيوت صغيرة مكونة في الغالب من غرفة واحدة أو غرفتين أنشئت بواسطة الأنروا منذ عام 1950 وهي في الغالب تأوي 9– 10 أفراد،أما أثاث المنزل فهو في الغالب معدم ويقتصر على بعض الأفرشة الأرضية والأغطية وأدوات المطبخ ،كما أن أدوات الصرف الصحي قليلة جداً ومعظم البيوت لا توجد بها دورة المياه "الحمام" وفي بعض الأحيان تكون دورات مياه مشتركة لعدد من المنازل!.[80]

كما أن هذه البيوت لا توفر الحماية الكافية من حر الصيف أو برد الشتاء مما يزيد من مخاطر الأمراض.في الماضي كان البناء متعدد الأدوار ممنوعاً منعاً باتاً من قبل السلطات الإسرائيلية وذلك لأسباب أمنية ليتمكن الجنود من السيطرة على المخيم بسرعة، بالإضافة إلى هدم العديد من المنازل بحجج أمنية إذ تم هدم المئات من منازل اللاجئين في العامين الماضيين 2000/2001 في مخيمات خانيونس والبريج ورفح والشاطئ وجباليا والمواصي وتل السلطان.[81]

وقد ساهمت الاونروا في تأهيل عدد من المنازل في قطاع غزة إلا أن الاحتلال أوقف جميع عمليات البناء والترميم بسبب الحصار الخانق لقطاع غزة.

وفي الماضي كان البناء متعدد الأدوار ممنوعاً منعاً باتاً من قبل سلطات الاحتلال وذلك لأسباب أمنية ليتمكن الجنود الإسرائيليون من السيطرة على المخيم والسكان، بالإضافة إلى هدم المنازل السكنية بحجج وذرائع أمنية، وهي سياسة قديمة جديدة ويتجلى ذلك بوضوح في الأحداث الجارية.[82]

وفي آخر مسح للفقر أجرته الأنروا مؤخراً مع نهاية عام 2009م أظهر حدوث انخفاض بارز في الأوضاع المعيشية، إذ يقدر أن 325.000 لاجئ، أو ما يقارب ثلث اللاجئين المسجلين، يعيشون تحت خط الفقر المدقع وغير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية للغذاء، بالإضافة إلى أن 350.000 آخرين يعيشون الآن تحت خط الفقر الرسمي وبالتالي يفتقرون إلى بعض المتطلبات الأساسية لعيش حياة كريمة في الحدود الدنيا كما أن 80 % من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر.و قدر معدل دخل الفرد 2 دولار يوميا في غزة وان قرابة مليون فلسطيني أصبحوا يعتمدون على مساعدات الإغاثة، وهذا من شانه أن يشكل واقع في غاية الضيق لم تشهده الأراضي الفلسطينية من قبل.[83]

من جانب آخر، تشير نتائج مسح القوى العاملة لعام 2009، بأن هناك فرقاً واضحاً على مستوى البطالة بين اللاجئين وبين غير اللاجئين، إذ يرتفع معدل البطالة بين اللاجئين ليصل إلى 29.5% مقابل 21.5% بين غير اللاجئين.[84]

ثالثا الأوضاع الصحية:

ليس ثمة شك في سوء الأوضاع الصحية للمخيمات الفلسطينية حيث تزداد الأوضاع سوءاً يوماً بعد يوم نتيجة الكثافة السكانية المتزايدة إلى جانب تناقص الخدمات المقدمة من الجهات الرسمية. وتساهم الحالة العامة للمخيمات الفلسطينية مباشرة في تردي الوضع الصحي عند اللاجئين، حيث الأزقة الضيقة والمياه العادمة التي تمرّ بين الطرقات يعبث بها الأطفال، ما يسبب انتشار الأمراض والأوبئة التي تنتقل بين السكان عن طريق المخالطة.

ويقع الإشراف على الأوضاع الصحية في المخيمات بمعظمه على الأونروا، التي قلصت خدماتها بشكل ملحوظ خلال الشهور الأخيرة ،فلا تلبي الوكالة كل ما يتعلق بحاجات اللاجئين على هذا الصعيد. وفي واقع الحال تمتلك الوكالة شبكة تضم أكثر من 18 مركزاً أو عيادة صحية، توفر الرعاية الطبية خاصة في ما يتعلق برعاية الأم والطفل.[85]

حيث يعتبر البرنامج الصحي لوكالة الغوث ثاني أكبر برنامج بعد برنامج التعليم حيث تخصص له الوكالة 18% من ميزانيتها ويركز البرنامج اهتمامه على الصحة الأولية عبر تقديم خدمات صحية من خلال المراكز الصحية.[86]

حيث قدمت الأنروا خدمات الرعاية الصحية الأولية لمجموع اللاجئين في القطاع من خلال مراكزها وعياداتها المنتشرة في القطاع، ومن بين هذه المرافق، قدم 14 مرفقاً خدمات تنظيم الأسرة، و11 مرفقاً اشتملت على مختبرات، والرعاية بالأسنان، ورعاية خاصة لمكافحة أمراض ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب، والأمراض النسائية، والقبالة، وطب العيون وطب الأطفال، بالإضافة إلى عيادات للعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى عدد من الوحدات للرعاية بالأمومة والطفولة تحتوي على ما مجموعه 60 سريراً، وتقدم خدمات الاستشفاء خلال ترتيب تعاقدي مع مستشفى غير حكومي، فقد حجز 50 سريراً لمعالجة اللاجئين، أو عبر مساعدات مالية لتغطية نفقات علاجية في مستشفيات القطاع العام، حيث ما زال القطاع الصحي يعاني من نقص الدواء وإغلاق المعابر ،إلا أنه وبالرغم من ذلك فإن الإقبال على هذه المركز يفوق كل التصورات وذلك بسبب عدم قدرة اللاجئين على تحمل نفقات العلاج في العيادات الخاصة وبالتالي الانتظار والازدحام في مراكز الوكالة من أجل العلاج والحصول على الدواء مجاناً.[87]

وأثناء فرض الحصار الصهيوني على قطاع غزة والحرب التي شنت على قطاع غزة ،فلم يكن الواقع الصحي أحسن حالاً بل هو امتداد لواقع الحصار والحرب وتواصل لواقع اللاجئين المزري والمتراكم في الانحدار والتراجع، وانطلاقا من حرب 27 كانون الأول ديسمبر 2008م علي قطاع غزة فقد استشهد ما يزيد عن 1450 شهيد ومن بينهم 450 طفل وإصابة أكثر من 5,200 شخص كما تسبب الحصار إلى وفاة 500 ضحية إما بسبب نقص الدواء أو لعدم تمكنهم من السفر للعلاج في الخارج خلال ما يزيد عن ألف يوم من الحصار (بمعدل سقوط ضحية في كل يومين من أيام الحصار).

هذا علاوة على الآثار الكبيرة للحصار على المستوى الطبي والعلاجي ومنها على سبيل الذكر: نفاد 88 صنفاً من الأدوية المهمة،بالإضافة إلي النقص في المستهلكات والمهمات الطبية بلغ 120 صنفًا.[88]

وبالمجمل فقد تأثر الواقع الصحي للاجئين في القطاع فحسب سجلات وأرقام الاونروا في مجال الصحة العلاجية للاجئين اتضح أن مجموع زيارات المرضى اللاجئين في قطاع غزة لعام 2009م للمراكز الصحية الغوثية بلغت 2.121.449 أي ما يعادل ضعف عدد السكان اللاجئين، هذا خلاف للزيارات المرضية للمراكز الحكومية ومما يثير القلق بهذا الشأن قلة عدد المراكز الصحية الغوثية الرئيسية والتي لم تتجاوز 20 مركز بالإضافة لبعض المراكز التخصصية والمختبرات.[89]

كما أن إجمالي عدد موظفي الصحة العاملين في المراكز الغوثية لم يتجاوز 1,268 موظف فهذا من شانه أن يؤثر على تقديم خدمات مميزة وكافية لهذه الزيارات المرضية الضخمة من اللاجئين بهذه الإمكانيات والأعداد المتواضعة من الموظفين فرغم ما يقدم من الخدمات الصحية الغوثية للاجئين، إلا أن تلك المراكز الصحية كانت ولا تزال تحتاج إلى المزيد من التحسينات بغرض توسيع طاقة استيعابها ورفع مستوى معداتها وتطوير مهارات موظفيها وحتى لو أُدخلت تلك التحسينات، تبقى هناك حاجة ملحة إلى إنشاء مستشفى مجهز بالأسرة للتخفيف عن اللاجئين معاناة العلاج الغير المجاني، مع وجود نقص كبير في طواقم الأطباء والممرضين والأسرة والتي بلغت أدنى معدل لها حسب المقاييس الصحية العالمية، وكانت النتيجة الفعلية هو واقع صحي مؤلم عانى منه اللاجئون من حيث انتشار الأمراض.[90]

ويمكن تلخيص المشاكل التي يعاني منها سكان المخيمات صحيا بما يلي:

1. الاكتظاظ من قبل المراجعين من سكان المخيم وخارجه .

2. تقليص الوكالة لعدد الحالات التي يتم تحويلها إلى المستشفيات الحكومية .

3. قلة عدد العيادات قياسا مع عدد السكان .

4. النقص المستمر في الدواء .

5. انتشار وظهور العديد من الأمراض الصحية المختلفة .

6. عدم وجود مختبرات وأجهزة حديثة .

7. عدم كفاءة المؤسسات الصحية القائمة .

8. عدم الفحص بفاعلية بسبب الأعداد المتزايدة من المرضى المراجعين.[91]

رابعا الأوضاع التعليمية:

اتجه أبناء المخيمات نحو التعليم بكثافة، وتشهد الأرقام المتوافرة على هذا التوجّه، حيث تشرف الوكالة على التعليم الابتدائي والإعدادي للاجئين في المخيمات وخارجها، فيما يتابع بعض أبناء اللاجئين دراستهم الإعدادية في المدارس الرسمية. والتعليم الثانوي مقتصر على المدارس الرسمية، ذلك أن الوكالة لا تغطي هذه المرحلة من التعليم.[92]

وتشغل الأونروا حوالى 168 مدرسة ابتدائية وإعدادية في قطاع غزة، وهو العدد الأكبر الثاني بعد الأردن، وتوفّر فرص التعليم لحوالى 160 ألف طالب وطالبة، فما زالت هناك حاجة ماسة لبناء المزيد من المدارس رغم عدم وجود الدعم المالي لذلك.

ونتيجة لزيادة عدد التلاميذ، زادت حدة الاكتظاظ في مدارس الأونروا في القطاع، حيث ارتفع معدل عدد التلاميذ، في الصف الواحد من 47 إلى 50 تلميذاً، وهي أعلى نسبة من نوعها في الأقاليم الخمسة لعمليات الأنروا. وكانت مدارس عديدة تشغل أبنية من الإسمنت والآجر، يعود تاريخها إلى سنوات الخمسينيات والستينيات، وكانت قد أنشئت أصلاً كأبنية مؤقتة. واضطر عدد من المدارس للعمل بنظام الفترات الثلاثة، بعد أن أصبحت أبنية مدرسية أخرى غير آمنة وتوجب إخلاؤها لإعادة التأهيل.[93]

وتاثرت خدمات التعليم التي تشكل القسم الأكبر والأهم من برنامج وكالة الغوث وموازنتها السنوية وبالمنحى المتراجع وعمليات التخفيض السنوية في الخدمات الأساسية للوكالة.وتؤكد هذا المنحى التقارير السنوية لرئاسة الوكالة التي تشير إلى تراجع مضطرد في مستوى الإنفاق على اللاجئ الفرد، ففي حين انخفضت حصة الفرد من 200 دولار عام 1975 إلى 110.4 عام 1992 فقد شهد متوسط الإنفاق هبوطاً حاداً من 110.4 دولار عام 1992 إلى 70 دولار عام 1997 في تسارع غير مسبوق في هبوط متوسط الإنفاق على اللاجئ حيث بلغت 37% خلال السنوات الخمس التي أعقبت التوقيع على اتفاق أوسلو.للسنة السادسة على التوالي يتواصل التراجع في الخدمات الأساسية للوكالة وخاصة في مجال التعليم، ففي العام 1998 ووفقاً لتقرير المفوض العام قد بلغ التخفيض الفعلي 26% من الموازنة البالغة 342 مليون دولار.[94]

وتكرر الأمر ذاته في الموازنة العامة لعام 1999 وطال هذا التخفيض الميزانية المخصصة لخدمات التعليم بنسبة 10% (علماً أن ميزانية التعليم تبلغ 47% من إجمالي الموازنة العامة للوكالة).

ويؤدي هذا التراجع إلى مضي رئاسة الوكالة في اتباع إجراءات وتدابير التقشف والتي بلغت قيمتها 52 مليون دولار في العام 1998، وذلك على الرغم من الاحتياجات المتزايدة للخدمات الأساسية التي تقدمها وكالة الغوث للاجئين بفعل الزيادة الطبيعية السنوية لمستحقي الخدمات ومراعاة لمعدلات التضخم. إن القصور المضطرد في أداء الوكالة لخدماتها الأساسية وعجزها عن تلبية متوسط الاحتياجات الفعلية للاجئين وخاصة في مجال التعليم أدى إلى تراجع ملحوظ في العملية التعليمية والتربوية وانعكست على الطالب والمعلم في آن واحد.[95]

وتبلغ حجم الأضرار التي تعرضت لها المدارس بسبب القمع الصهيوني، حيث تكشف التقارير أن حوالى 137 مدرسة تعرضت إلى القصف بالرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، وتم تعطيل الدراسة في أكثر من 150 مدرسة جراء العدوان الإسرائيلي على المناطق، وتحولت في لحظات معينة عدد من المدارس إلى ثكنات عسكرية وصلت إلى حوالى 7 مدارس، وقد سقط المئات من بين الطلاب بين شهيد وجريح وعدة آلاف من المعوّقين والمصابين من الهجمة الإسرائيلية الشرسة على المناطق.[96]

وان نسبة الأمية بين اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية تقل لدى اللاجئين مقارنة بغير اللاجئين، إذ بلغت نسبة الأمية للاجئين الفلسطينيين خلال عام 2009 وللأفراد 15 سنة فاكثر 4.9% في حين بلغت لغير اللاجئين 5.7%.كما وارتفعت نسبة اللاجئين الفلسطينيين 15 سنة فاكثر الحاصلين على درجة البكالوريوس فأعلى إذ بلغت 10.5% من مجمل اللاجئين 15 سنوات فاكثر، في حين بلغت لغير اللاجئين 9.8% فقط.[97]

العوامل المؤثـرة على تطور تعليم اللاجئيـن:

1. ممارسـات الاحتلال:

ومن الواضح أن سلطات الاحتلال تستهدف دوماً عرقلة تطوير التعليم من الناحية الكمية والنوعية والمهنية لإبقاء سكان القطاع على هيئة مجموعة من العمال الغير المهرة بغية تشجيع الشباب على مغادرة البلاد كخطوة من سلسلة خطوات تتبعها السلطات لتفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، بالإضافة إلى الحد من النمو الفكري بين أبناء المجتمع والتي من شانها أن تؤدي إلى ازدياد الشعور بالهوية الوطنية والانتماء والتماسكالاجتماعي وإلى التصدي للاحتلال ومناهضته، فقد بدأ العام الدراسي 2009م والاحتلال يواصل منع دخول اللوازم الحيوية والمواد الأساسية لقطاع التعليم وتقييد وصول الطلبة الفلسطينيين إلى التعليم العالي خارج غزة. وقد ساهم ذلك في إحداث انخفاض ملحوظ في الأداء الأكاديمي بين طلبة غزة البالغ عددهم 440 ألف طالب وطالبة، كما امتدت القيود لتشمل الورق اللازم لطباعة الكتب المدرسية والأخشاب اللازمة للمقاعد، ورزم المواد التعليمية الأساسية، وكذلك أجهزة الحاسوب وأجهزة بريل. وهذا ما كان له تأثيرات بالغة على جودة الخدمات التعليمية المقدمة.[98]

كما تسبب الاحتلال من خلال ممارساته من خلق بيئة تتميز بالفقر والعنف ولا تساعد بأي شكل من الأشكال على التحصيل الدراسي، فالحصار ثم الحرب مع استمرار الحصار والبطالة المتفاقمة والواقع الاقتصادي والمعيشي والصحي والنفسي المتردي والذي اثر ولازال يؤثر على مستوى وعقول الطلاب بدل التركيز بواقعهم التعليمي.[99]

2. الكثافـة الصفيـة:

يبلغ عدد الطلبة في قطاع غزة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية 170 ألف تلميذ ويصل عدد المدارس إلى 168 مدرسة (120 مدرسة ابتدائية و48 مدرسة إعدادية ) تعمل جميعها في 107 أبنية مدرسية فقط، يعمل منها 118 مدرسة بنظام الفترتين (أكثر من 70 %).

ونتيجة للاكتظاظ والزيادة السنوية بعدد الطلاب (3.5%) وفي ظل الافتقار إلى مبان مدرسية (اقتصرت المباني الجديدة على 7 مدارس من خلال السنوات الثمانية الماضية) ومتطلبات الزيادة في عدد الشعب التي باتت تفوق عدد الغرف الدراسية تلجأ إدارة الوكالة إلى استخدام الغرف المخصصة للأنشطة غير المنهجية وفي بعض المدارس تلجأ إلى اعتماد صيغة (الصفوف الدوارة) القائمة على استخدام الغرف الدراسية في ساعات الفراغ والرياضة لتأمين تعليم طلبة الشعب ممن لا غرف دراسية مخصصة لهم.[100]

وبلغ عدد الطلاب للعام الدراسي 2009م ما يقرب من ( 198,860) تلميذ ومنهم 48% إناث. كما بلغ متوسط عدد الطلاب في الصف الواحد في مدارس وكالة الغوث وخاصة الإناث قرابة40 إلي 42 طالب كل ذلك شكل عائق كبير أمام تطور تعليم اللاجئين وخصوصا مع الزيادة في عدد الطلاب ومحدودية عدد المدارس، وهذا الأمر يستدعي بناء العشرات، إن لم يكن المئات من المدارس، التي يمكن لها أن تساعد أيضا على حل مشكلة البطالة في صفوف خريجي الجامعات من اللاجئين.[101]

3. عدم توافق وتجانس الواقع الإداري:

من خلال الاطلاع على الواقع التعليمي والسياسات المتبعة سواء في المدارس الحكومية أو الغوثية يتضح وجود سياستان متباينتان مما افرز واقع من عدم التكيف والرضى عن سياسة القائمين والمنفذين لتلك السياسات الادارية وبدى هذا الأمر أكثر وضوحا في القرارات والأوامر والخطة المتبعة الغير موحدة في كل من جهاز التعليم الحكومي والغوثي والتي تختص بالطالب والمعلم وذلك مثل احتساب مواد وإلغاءها ومن قرار عدم الضرب وامتحانات التفوق أو التميز، في مقابل إضعاف موقف المعلمين وتعريضهم للمسائلة لأهون الأسباب في المدارس الغوثية وغيرها من القرارات التي هي مخالفة وغير مطبقة في المدارس الحكومية بنفس المنطقة لينتهي الأمر بواقع غير متجانس في التعبير عن سياسة التعليم لبناء جيل موحد في بلد واحد وخصوصا أن من اللاجئين هم طلاب ضمن المدارس الحكومية في نفس المنطقة التعليمية.[102]

4. النقص المتزايد في مستلزمات العملية التعليمية: ويتمثل في

· النقص في عدد المعلمين الناجم عن تجميد التوظيف والشغور الطويل للعديد من الوظائف في التعليم، واعتماد معايير تقوم على توفير معلم لكل 50 طالباً بالمقارنة مع المدارس التي تحتسب معلم لكل 42 طالباً.

· النقص في عدد الموجهين التربويين، حيث تبين دراسة مقارنة مع المدارس الحكومية أن الوكالة خصصت 33 مواجهاً لـ 168 مدرسة في حين خصصت المدارس الحكومية 48 موجهاً لـ 142 مدرسة.

· المدارس المجهزة بالمختبرات لا تتجاوز الـ 20% وخاصة الإعدادية، وهذه النسبة تنطبق كذلك على المدارس المجهزة بالمكتبات والقاعات المخصصة لها.

· تجميد عمل مراكز المصادر التي توفر وسائل الإيضاح وذلك لعدم توفر معلمين مختصين لإدارة عملها وعددها 17 مركزاً في غزة.

· التوجيه والإرشاد المدرسي والمحدد في نظام الوكالة بتخصيص وظيفة "مرشد مدرسي" يكون معنياً لحل المشكلات السلوكية والنفسية التي تبدر عن الطالب.فقد تعطل هذا البرنامج بسبب إسناد هذه المهمة كوظيفة مضافة إلى معلمين عاديين حيث تبين أنه إجراء غير مجد بعد أن اكتفت الوكالة بتعين 4 مرشدين فقط في كل مدارس غزة.

· السياسة التي تعتمدها رئاسة الوكالة في التوظيف وسلالم الرواتب: بما تلحقه من إجحاف وحرمان من الحقوق الأساسية لقطاع المعلمين (13 ألف معلم من 22 ألف موظف في الوكالة منهم 5 آلاف معلم في غزة) بانعكاس هذه السياسة على الواقع المعيشي والمهني للمعلم.[103]

إن إقدام رئاسة الوكالة على إدماج المشاريع إلى جانب الخدمات الأساسية في الميزانية العادية لعامي 2000 - 2001 تعني بوضوح مواصلة التخفيض في الخدمات الأساسية للاجئين وخاصة في مجال التعليم لحساب تغطية كلفة المشاريع المندرجة في برنامج تطبيق السلام والمشاريع المشابهة، وهو ما يتماشى مع أهداف جهات نافذة من الدول المانحة وخاصة الولايات المتحدة لإحداث تقليص بخدمات الوكالة وتغيير في وظائفها لتوفير شروط المواءمة وإحالة برامجها إلى الدول المضيفة في الوقت المناسب وبما يفتح الطريق أمام إنهاء الوكالة لخدماتها.[104]

5. المنـاهـج والخطة المتبعة:

ويجمع الكثير من المعلمين والمعلمات على أن المشكلة تتفاقم وأن الوضع يزداد سوءا على صعيد تدهور المسيرة التعليمية في مختلف جوانبها ويعزون ذلك إلى عدم مطابقة تنفيذ الخطة التي أقرتها الوكالة على الواقع في هذه الظروف الصعبة.

وقد دعا جون كبنج المدير العام لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين 'الانروا'، كافة فئات المجتمع لتقديم المساعدة من أجل الرقي بمستوى التعليم في قطاع غزة موضحا أن التعليم في القطاع بحاجة إلى مساعدة الجميع من أجل الرقي به وتحسينه مؤكدا أن نتائج امتحانات الفصل الأول للعام الدراسي 2008م سيئة وصعبة للغاية وتعبر عن الفشل الدراسي لدى الطلبة .وكشف جينج، أن 60% من الطلبة نجحوا في امتحان اللغة العربية في كافة المدارس في محافظات القطاع، فيما نجح 43% من الطلبة في امتحان الرياضيات، وفي مادة العلوم نجح منهم 41% فقط، بينما نجح منهم 33% في مادة اللغة الانجليزية فقط ومن أجل معالجة ذلك، تحاول الانروا إعطاء الطلاب مساعدة إضافية من خلال مشروع مدارس التميز، ويشمل ذلك:

· وجبات غذائية

· برامج تعليمية صيفية

· حصص إضافية في الموضوعات الصعبة

· مواد مساندة بهدف تبسيط المنهاج

ومع كل ذلك تبقى المشكلة في غاية الصعوبة والتعقيد لان لها أبعاد تراكمية وعميقة ولارتباطها بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والبيئة المحلية وتبقي الضرورة ملحة لتحسين واقع تعليم اللاجئين وخاصة في المخيمات الثمانية الموجودة في القطاع وإيجاد خطط ومشاريع أكثر موضوعية وواقعية وان تأخذ بالاعتبار مشاركة البيئة المحلية والأهلية لإزالة معيقات تطوير واقع تعليم اللاجئين.[105]

وفيم يلي بعض الإحصائيات الحديثة بخصوص الواقع التعليمي :

· تشير بيانات عام 2009 حول معدلات معرفة القراءة والكتابة للأفراد 15 سنة فاكثر عدم وجود فروق إحصائية على مستوى حالة اللجوء اذ بلغت تلك المعدلات لدى اللاجئين في الأراضي الفلسطينية 95.1% (بواقع 97.7% للذكور و92.5% للإناث)، في حين بلغت هذه المعدلات لغير اللاجئين 94.3% (بواقع 97.3% للذكور 91.2% للاناث).

· من واقع بيانات العام 2009، بلغت معدلات الالتحاق بالتعليم للأفراد 6 سنوات فأكثر لدى اللاجئين الفلسطينيين 47.4% (بواقع 47.0% للذكور و47.8% للاناث)، وهي اعلى من المعدلات الخاصة بغير اللاجئين إذ بلغت 45.4% (بواقع 45.2% للذكور و45.6% للاناث).

· بلغ معدل التسرب الاجمالي من التعليم في الاراضي الفلسطينية للعام 2009 للافراد اللاجئين 6 سنوات فأكثر 21.9% (بواقع 23.0% للذكور و20.7% للإناث)،في حين بلغت هذه النسبة لدى غير اللاجئين إلى 27.3% (بواقع 29.0% للذكور و25.6% للإناث).[106]

المصادر والمراجع

1. إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م .

2. د. احمد الساعاتي " اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة وعودة الحق "، المادة التثقيفية لبرنامج التثقيف والاتصال الشعبي .

3. علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " ،المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

4. سامر عبدة عقروق،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "،جامعة النجاح الوطنية، نابلس ،

5. فوزي عوض ، "تعريف اللاجئ الفلسطيني وحقوقه وفقا لأحكام القانون الدولي " ،

6. جهاز المركز الإحصائي الفلسطيني ، "خصائص السكن في المخيمات الفلسطينية ".

7. حق العودة ، دائرة شؤون اللاجئين ، حركة حماس ، 1010م .

8. الشروق للصحافة والإعلام،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،.

9. المعرفة ، "قطاع غزة "

10.الجزيرة،"غزة قطعة صغيرة من فلسطين محاصرة بالجغرافية والسياسة "،

11. ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ، "قطاع غزة "،

12. الجزيرة ، "اللاجئون الفلسطينيون: تعريف وتأريخ "،

13. وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني .

14. غازي الصوراني ، "معطيات وأرقام حول الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات ".

15.المركز الفلسطيني للإعلام ،" دراسة حول المخيمات الفلسطينية

16. علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب (عام 2009 – 2010("،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث

17. أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وخصائصهم الديموغرافية

الفهرس

[1]علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " ،المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

[2]د. احمد الساعاتي " اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة وعودة الحق "، المادة التثقيفية لبرنامج التثقيف والاتصال الشعبي .

[3] سامر عبدة عقروق ،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ، .

[4] المصدر السابق .

[5] سامر عبدة عقروق ،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ،

[6] علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " ،المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

[7] سامر عبدة عقروق ،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ،

[8] علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

[9] فوزي عوض ، "تعريف اللاجئ الفلسطيني وحقوقه وفقا لأحكام القانون الدولي .

[10] د. احمد الساعاتي " اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة وعودة الحق "، المادة التثقيفية لبرنامج التثقيف والاتصال الشعبي .

[11] سامر عبدة عقروق ،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ،

[12]علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " ،المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

[13] سامر عبدة عقروق ،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ،

[14] علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " ،المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

[15] د. احمد الساعاتي " اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة وعودة الحق "، المادة التثقيفية لبرنامج التثقيف والاتصال الشعبي .، ص : 9 .

[16] المصدر السابق ، ص : 9 .

[17] جهاز المركز الإحصائي الفلسطيني ، "خصائص السكن في المخيمات الفلسطينية "،ص : 18 .

[18] حق العودة ، دائرة شؤون اللاجئين ، حركة حماس ، 1010م ، ص : 14 .

[19] سامر عبدة عقروق ،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ،

[20] المصدر السابق .

[21]علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " ،المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

[22] سامر عبدة عقروق ،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ،

[23] د. احمد الساعاتي " اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة وعودة الحق "، المادة التثقيفية لبرنامج التثقيف والاتصال الشعبي .، ص : 82 .

[24]علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " ،المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

[25] سامر عبدة عقروق ،" تعريف اللاجئون الفلسطينيون "، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ،

[26] علاء زقوت ،" تعريف اللاجئ والنازح الفلسطيني في إطار حق العودة " ،المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات ،

[27] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[28] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[29] د. احمد الساعاتي " اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة وعودة الحق "، المادة التثقيفية لبرنامج التثقيف والاتصال الشعبي .، ص : 6 .

[30] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة" ،

[31] د. احمد الساعاتي " اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة وعودة الحق "، المادة التثقيفية لبرنامج التثقيف والاتصال الشعبي .، ص : 7.

[32] المصدر السابق .

[33] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة" ،

[34] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[35] المصدر السابق .

[36] د. احمد الساعاتي " اللاجئون الفلسطينيون بين حق العودة وعودة الحق "، المادة التثقيفية لبرنامج التثقيف والاتصال الشعبي .، ص : 87.

[37] المعرفة ، "قطاع غزة "،

[38] الجزيرة ، "غزة.. قطعة صغيرة من فلسطين محاصرة بالجغرافية والسياسة "،

[39] المعرفة ، "قطاع غزة" ،

[40] الجزيرة ، "غزة.. قطعة صغيرة من فلسطين محاصرة بالجغرافية والسياسة "،

[41] ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ، "قطاع غزة "،

[42] الجزيرة ، "اللاجئون الفلسطينيون: تعريف وتأريخ "،

[43] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني ،.

[44] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني ،.

[45] إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ، ص : 19 .

[46] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني ،.

[47] غازي الصوراني ، "معطيات وأرقام حول الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات "، ص : 4 .

[48] المركز الفلسطيني للإعلام ،" دراسة حول المخيمات الفلسطينية "، ص : 4 ،

[49] الشروق للصحافة والإعلام ،مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ،

[50] المركز الفلسطيني للإعلام ، "دراسة حول المخيمات الفلسطينية "، ص : 4 ،

[51]إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ، ص : 32_33.

[52]علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب (عام 2009 – 2010("،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث ،

[53] المركز الفلسطيني للإعلام ، "دراسة حول المخيمات الفلسطينية "، ص : 4 ،

[54] إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ، ص: 33.

[55] المركز الفلسطيني للإعلام ، "دراسة حول المخيمات الفلسطينية "، ص : 5 ،

[56] إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ،ص : 53ـ 54.

[57] المركز الفلسطيني للإعلام ، "دراسة حول المخيمات الفلسطينية "، ص : 5 ،

[58] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[59] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[60] المركز الفلسطيني للإعلام ، "دراسة حول المخيمات الفلسطينية "، ص : 5 ،

[61] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[62] المركز الفلسطيني للإعلام ، "دراسة حول المخيمات الفلسطينية "، ص : 6،

[63] المصدر السابق .

[64] المصدر السابق .

[65] غازي الصوراني ، "معطيات وأرقام حول الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات "، ص: 20 .

[66] إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ،ص: 33 .

[67] المصدر السابق .

[68] غازي الصوراني ، "معطيات وأرقام حول الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات"، ص : 11.

[69] إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ،ص : 55_56.

[70] المصدر السابق ، ص : 84 .

[71] إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ،ص : 84 _ 85 .

[72] المصدر السابق .

[73] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني ،.

[74] المصدر السابق .

[75]علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب (عام 2009 – 2010( "،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث ،

[76]علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب (عام 2009 – 2010(" ،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث.

[77]علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب (عام 2009 – 2010("،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث

[78] إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ،ص :239.

[79] أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وخصائصهم الديموغرافية

[80] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[81] المصدر السابق .

[82] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني ،

[83]علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب(عام 2009 – 2010(" ،مركز الزيتونية للدراسات والابحاث

[84] أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وخصائصهم الديموغرافية ،

[85] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني ،

[86] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[87] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني ،

[88]علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب(عام 2009 – 2010"( ،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث

[89] المصدر السابق .

[90]علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب(عام 2009 – 2010(" ،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث

[91] إياد محمد شناعة ،"مخيمات اللاجئين في فلسطين "، رسالة دكتوراه ، غزة ،فلسطين ، 2009م ،ص : 262 _ 263 .

[92] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني ،

[93] المصدر السابق .

[94] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "

[95] المصدر السابق.

[96] وائل المناعمة ،"مخيمات اللاجئين في قطاع غزة "،مركز العودة الفلسطيني

[97] أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وخصائصهم الديموغرافية

[98]علاء زقوت، "دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب (عام 2009 – 2010( ،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث

[99] المصدر السابق .

[100] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "

[101]علاء زقوت، "دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب (عام 2009 – 2010( ،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث

[102]المصدر السابق.

[103] الشروق للصحافة والإعلام ،"مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة "،

[104] المصدر السابق .

[105]علاء زقوت،"دراسة واقع اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ما بعد اللجوء والحصار والحرب (عام 2009 – 2010("،مركز الزيتونية للدراسات والأبحاث،

[106] أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وخصائصهم الديموغرافية