موسوعة الشيعة

الفصل السادس :

إخواننا أهل السنة في إيران

نتحدث في هذا الفصل عن إخواننا وأحبابنا أهل السنة في إيران, وحديثنا ذو شجون وسيكون بإذن الله تعالى تحت العناصر التالية:-

1. تحول دولة إيران من السنة إلى الشيعة.

2. أماكن تواجد أهل السنة في إيران.

3. أهل السنة قبل الثورة الإيرانية وبعد الثورة الإيرانية.

4. محاولات الشيعية الإيرانية للقضاء على أهل السنة في إيران.

5. الوضع الاقتصادي لأهل السنة في إيران.

6. الوضع السياسي لأهل السنة في إيران.

7. السياسة التعليمية التي تنتهجها إيران مع أهل السنة.

8. المخطط الإيراني لتزويج الشيعيات الإيرانيات من أبناء السنة.

9. المخططات لتغيير خارطة أهل السنة في إيران.

10. حالة علماء أهل السنة في إيران.

11. سجون الآيات والمعممين.

12. هدم أكبر مسجد لأهل السنة على يد الشيعة.

13. مقترحات تخدم إخواننا وأحبابنا أهل السنة في إيران.

14. الخاتمة .. التي نسأل الله حسنها.

1. تحول دولة إيران من السنة إلى الشيعة :

عرفت دولة إيران الإسلام منذ شروق شمسه على شبه الجزيرة العربية حين أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة إلى كسرى فارس يدعوه فيها إلى الدخول في الإسلام دين الله الحق الذي رضيه لعباده أجمعين ولكن , ملك فارس في ذلك الوقت أبى وأستكبر ومزق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم, فكان من الخاسرين.

غير أن أشعة شمس الإسلام بدأت تتجه إلى إيران وذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق الفتح الإسلامي لهذه البلاد وذلك في عام 13للهجرة وبالتحديد في أواخر عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه , وأستمر هذا الفتح إلى عهد الخليفة الفاروق عمر أبن الخطاب رضي الله عنه , وحقق المسلمون نصراً مبيناً في الموقعة المعروفة بموقعة " نهاوند " وذلك في عام 21 للهجرة ، بعد ذلك أستكمل المسلمون فتح سائر أرجاء إيران في عهد الخليفة الراشد ذي النورين عثمان أبن عفان رضي الله عنه وعن جميع أصحاب رسول الله.

وأصبحت إيران أحبابي في الله إلى القرن التاسع الهجري وهي على عقيدة أهل السنة والجماعة , إلى أن قامت للصفويين دولة فيها في عام 906 هـ , حيث أعلن فيها بأن المذهب الشيعي الأمامي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية. ولنا أن نسأل أحبتي في الله عن الأمر الذي تسبب في جعل الشعب الإيراني ينتقل ويتحول إلى عقيدة التشيع بعد أن كان على معتقد أهل السنة والجماعة طيلة هذه القرون المشرقة فأقول: إن إيران ولأكثر من ألف سنة كانت أرضاً إسلامية مثلها في ذلك مثل جميع الأقطار الإسلامية الأخرى, ولكن قبل حوالي أربعة قرون كانت هناك قصة مؤلمة غيرت مصير الإيرانيين جيلاً بعد جيل فبعد سقوط الدولة العباسية آخر دول الخلافة السنية كانت الصبغة السنية ظاهرة في إيران وواضحة في جميع المجتمع الإيراني , غير أن بعض القبائل التركية الساكنة في منطقة أذربيجان قد اقتنعت المذهب الشيعي الأمامي الأثنا عشري مثل قبائل القزلباشية , ومالت كذلك أي هذه القبيلة إلى التصوف وكانت هذه القبائل تتبع فرقة صوفية تسمى الفرقة " الصفوية " نسبة إلى مؤسسها صفي الدين الأردبيلي , وكان من أحفاده رجل أسمة إسماعيل الصفوي الذي أستطاع أن يدخل مدينة تبريز وينتصر على أهلها في عام 906 هـ , ويعلن قيام دولة جديدة سميت بالدولة الصفوية نسبة إلى جده الكبير , فكانت هذه الدولة أول دولة شيعية أمامية تقوم بصفة رسمية وتبسط نفوذها على سائر الأراضي الإيرانية.

وقد جلس إسماعيل الصفوي على العرش في مدينة تبريز وأتخذ لقب "الشاه" أي الملك, كما أتخذ هذه المدينة عاصمة لدولة الصفويين. وكان من أول الأعمال التي قام بها إسماعيل الصفوي بعد أن أعلن المذهب الشيعي الأمامي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية هو قتل وتذبيح الأعداد الكثيرة من أبناء السنة والجماعة الموحدين في إيران , حتى أنه أمر بأن يرمى من مآذن المساجد أكثر من 70 عالماً وطالب علم يومياً من علماء السنة الموحدين.

وكذلك كان يرسل مجموعة من المشاغبين الشيعة ليدوروا بين الأحياء والأزقة , ويقوموا بشتم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولقد أطلق على تلك المجموعات أسم " برأة جويان " أي المتبرأون من الخلفاء الراشدين , وعندما يقوموا أولئك بشتم أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين , ينبغي على كل سامع من أهل السنة أن يردد العبارة نفسها! أما الذي يمتنع عن ترداد العبارة فيقومون بتقطيعه وتمزيقه بسيوفهم وحرابهم, ولم يكن أمام أهل فارس من جراء هذه الأعمال الخبيثة إلا الهروب بدينهم أو قبول مذهب التشيع مكرهين , وقد أدت أفعال الشاه إسماعيل الصفوي هذا إلى غضب الخليفة العثمان السلطان سليم الأول فقامت الحروب بين الدولة العثمانية وبين الدولة الصفوية.

وفي النهاية تمكن السلطان سليم الأول من فتح مدينة تبريز ولكنه بعد أن خرج منها سقطت مرة أخرى بأيدي الصفويين الذين قاموا على الفور بأرتكاب مجازر جماعية مروعة اقتلعت أهل السنة في تلك المدينة تماماً, وأصبحت تبريز مدينة شيعية بالكامل, حيث أنه قتل في يوم واحد أكثر من 140,000 من أهل السنة والجماعة.

ثم جاء بعد الصفويين سلالات أخرى مثل الأسرة الزندية والقجرية والبهلوية، ثم سيطرت حكومة الآيات والملالي والمعممين في وقتنا الحاضر , وكل هذه السلالات والأسر , أحبابي في الله , تقوم بالسير على نفس طريقة الأسرة الصفوية وفي كل يوم يتلقى ما بقي من أهل السنة ضربة جديدة مؤلمة والتي أخرها السيطرة على موارد أرزاق أهل السنة وأسباب معيشتهم في المناطق المحادية لدول الخليج , مما أضطر أولئك أي أهل السنة إلى الهروب إلى الدول العربية المجاورة.

2. أماكن تواجد أهل السنة في إيران:

فيتوزع إخواننا وأحبابنا من أهل السنة والجماعة في دولة إيران حسب التوزيع التـالي:-

1. تركمان صحراء : وتقع في شمال إيران من بحر قزوين والمعروف بـ " درياري خزر " إلى الحدود الشرقية في الحدود الروسية.

2. خراسان : وتقع في شمال شرق إيران التي تصل من ناحية الشمال إلى الحدود الروسية ومن ناحية الشرق إلى حدود أفغانستان.

3. بلوشستان : التي تقع في جنوب شرق إيران من عند خراسان إلى بحر عمـان والتي تصل إلى حدود أفغانستان وباكستان.

4. منطقة طوالش : وتقع في غرب بحر قزوين على الحدود الروسية.

5. كوردستان : وتقع في غرب إيران من مدينة قصر شيرين إلى حدود تركيا.

6. منطقة هرمزبان : " بندر عباس", التي تقع في سواحل الخليج العربي وبحر عمان.

7. منطقة فارس : ومركزها شيراز.

8. منطقة قولستان : وقد استقلت بعد أن كانت تابعة لمنطقة مازندران.

إذاً فمناطق أهل السنة إخواني في الله كلها تقع في الحدود من جميع جوانب إيران , وذلك يوضح لنا أنهم يحاولون الهروب من إجرام الشيعة ليقتربوا من إخوانهم السنة في الدول المجاورة , وأما في داخل دولة إيران فإن الأغلبية الساحقة للشيعة الأثنا عشرية الأمامية.

3. أهل السنة قبل الثورة الإيرانية وبعد الثورة الإيرانية :

فلا شك أن أهل السنة في زمن شاه إيران السابق وقبل الثورة الخمينية كانوا يتمتعون بحرية البيان في عقيدتهم , ومزاولة جميع النشاطات من بناء المساجد والمدارس وإلقاء المحاضرات وطباعة الكتب في خارج , البلاد ولكن في نطاق المذهب بل كان محظوراً وممنوعاً منعاً باتاً التعرض من الشيعة لمذهب السنة أو السنة للشيعة.

ويذكر أن رجلاً من الشيعة وزع كتاب فيه مساس بأم المؤمنين الطاهرة عائشة رضي الله عنها فمسكه بعض الغيورين من أهل السنة وضربوه ضرباً موجعاً , ثم قبضت عليه حكومة الشاه أي شاه إيران وأدخلته السجن فمن هنا كان لأهل السنة والجماعة حرية تامة في نشر المعتقد السني وتوعية الناس وبيان التوحيد الصافي ورد الشرك , الذي صار محظوراً الآن في حكومة الملالي والمعممين , بل يعتبر الداعي إلى التوحيد الآن في إيران وهابياً يقبض عليه فوراً, كما أن أهل السنة كانوا يتمتعون بالأمن والأمان في أموالهم وأعراضهم ودمائهم في عهد شاه إيران وقبل الثورة الخمينية.

كما كان يتمتع أهل السنة أسوة بالشيعة في الحصول على المواد الغذائية وبسهولة ويسر ودون تعب , أمـا بعد الثورة الخمينية فقد صارت كل هذه الموارد الغذائية بيد الحكومة والتي لا تقدمها إلا بعد الانقياد والخضوع أمامها للحصول على المواد المعيشية كلها.

وما زال أحبابنا وإخواننا أهل السنة يعانون من الجور والطغيان والاعتداء على حرماتهم وممتلكاتهم ما لم يعانوا مثله في التاريخ من قبل , إلا في العهد الصفوي الخبيث. ولكن مع الأسف الشديد لم يجدوا من إخوانهم ومن يشاركونهم العقيدة من يلبي ندائهم عما يعانون من الظلم والجور والجبروت.

وهنا أحاول أن أضع أمام إخوان المسلمين بعض الحقائق الثابتة عن الظلم والاعتداء والمضايقة التي تحصل على إخوانهم أهل السنة في إيران ونوضحها في التـالي:-

أولاً:- محاولة القضاء على عقيدة أهل السنة في إيران :

فلا شك إخواني في الله أن شيعة إيران في جميع شعاراتهم في وسائل الإعلام ينشرون بأن الشيعة والسنة متساويان وهم إخوة ومقتضى ذلـك أن لأهل السنة ما للشيعة في جميع المجالات. وهذا الذي يظنه الكثير والكثير من المسلمين في جميع أنحـاء العـالم؛ بينما الأمر خلاف ذلك حيث أن الحكومة الشيعية الإيرانية تسعى لكي تحول أهل السنة إلى المعتقد الشيعي بشتى الوسائـل, وذلك لأنهم يدركون أن حرية نشر العقيدة السنية تتعارض مع بطلان عقيدة الشيعة , وذلك لأن علماء الشيعة يعرفون معرفة جيدة بأن حرية نشر عقيدة أهل السنة والجماعة هو كشف للناس في العالم فساد عقيدتهم وأفكارهم ومخططاتهم ضد أهل السنة.

وحتى الآن مـازال الشيعة يتكلمون في خارج إيران عن حرية أهل السنة في البيان والعقائد , وأنه لا يوجد فرق بين أهل السنة والشيعة, وهذا كله دجل وهم من وراء الستار يخططون بشتى الوسائل والطرق الخبيثة لاستئصال وإبادة أحبابنا و إخواننا أهل السنة والجماعة في دولتهم إيران وصدق الله العظيم القائل: { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }, ونوضح الآن إخواني في الله بعضاً من دسائسهم ومكائدهم في حق إخواننا وأحبابنا في الله من أهل السنة في إيران:-

أولاً/ منعهم أئمة جوامع أهل السنة من حرية بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة :

بينما لأئمة الشيعة حرية تامة في مذهبهم , بل والتعدي حتى على عقائد أهل السنة وذلك حيث أنهم عينوا موظفين في المخابرات والمباحث , فمن هنا لا يستطيع الخطيب السني الخروج عن دائرة ما يريدون , وقرروا حضور علماء الشيعة جوامع أهل السنة يوم الجمعة لإلقاء الخطب حسب ما يريدون عن سياسة الحكومة وعقائد الشيعة , وليس لأهل السنة إلا إلقاء الخطب العامة التي لا مساس لها بالعقيدة , وإذا خرج الأمام عن حدوده المقررة من قبلهم اتهموه بأنه وهابي! ويريد نشر الوهابية, وبهذا الاتهام قبضوا على عدد من العلماء وأدخلوهم في جحيم السجون الإيرانية.

كذلك قاموا باعتقال أفاضل العلماء البارزين من أهل السنة والجماعة ومنهم: الشيخ العلامة أحمد مفتي زادة , وهو من محافظة كردستان وذلك لجريمة مطالبته لحقوق أهل السنة المهضومة هناك في إيران.

والشيخ الدكتور أحمد ميرين البلوشي لكونه أنهى دراسته من المرحلة الابتدائية إلى مرحلة الدكتوراة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , باسم أنه وهـابي ينشر فكر الوهابية! ولما لوحظ من قبلهم نشاط الدعوة وبيان العقيدة الصحيحة السنية أعتقل في أشد السجون الشيعية , وقبل فترة حكموا عليه بالسجن المؤبد مدى الحيـاة ثم قتلوه بعد خروجه من السجن.

وكـذلك من شيوخ السـنة الذين اعتقلتهم الحكومة الإيرانية الشيخ محيي الدين من عاصمة خراسان حيث أعتقل قبل سنوات دون أن يقدم إلى المحكمة أو توجه إليه تهمه , إلا أنه كان يرأس مدرسة دينية في خراسان وتأخذه الغيرة على اعتقادات أهل السنة عندها اتهمته الدولة بالوهابية وأنه يريد الفرقة بين الشيعة والسنة وبعد سنتين في سجون الآيات نفوه إلى محافظة أصفهان ليسجن فيها 7 سنوات حتى أضطر في النهاية للهجرة إلى باكستان بلوشستان فراراً بدينه.

أما الأستاذ إبراهيم صفي زاده , خريج جامعة الإمام محمد أبن سعود الإسلامية بالريـاض , دولـة التـوحيـد فقد اتهموه بأنه وهـابي , وضربوه 70 جلدة في وسط السوق أمام الشيعة وأدخلوه في السجن وحكموا عليه بـ 7 سنوات.

أما الشيخ نظر محمد البلوشي , والذي كان عضواً في البرلمان الإيراني ومندوباً لإحدى مناطق بلوشستان الإيرانية , فقد تعرض لأشد أنواع التعذيب في سجون الخميني وأخذ منه اعترافاً زوراً وجبراً بأنه جاسوس من قبل العراق وإسرائيل , يعمل لهم في إيران ورغم أنه عالم من العلماء البارزين لأهل السنة والمعروف لدى الناس هـنـاك وقد كان يعيش تحت الحراسة المشددة وممنوع من الخروج إلى بلاد أخرى إلى أن توفي رحمة الله عليه.

أما الشيخ المجاهد دوست محمد البلوشي , والذي يبلغ من العمر أكثر من 80 سنة قبض عليه لدفاعه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسائـل عديدة , وبعد أن قضى سنتين في أشد التعذيب في سجون الآيات نفوه إلى محافظة أصفهان , وبعد سنة أطلقوه والآن يعيش تحت الحراسة المشددة وممنوع من الخروج من البلد. وكذلك الكثير والكثير من العلماء وشباب السنة يعيشون في سجون الآيات لا جريمة لهم إلا أنهم من المتمسكين بعقيدة أهل السنة والجماعة ويدافعون عنها وعن الصحابة رضوان الله عليهم.

ثـانياً/ عدم السماح لأهل السنة ببناء المساجد والمدارس :

فمن الحقائق المعلومة أن أهل السنة في إيران محرومون من بناء المساجد في مناطق كثيرة , مثل العاصمة طهران وأصفهان ويزد وشيراز وغيرها من المدن الكبيرة.

مع أنه يوجد في طهران حوالي نصف مليون من أهل السنة والجماعة , ولكن ليس لهم مسجد واحد يصلون فيه ولا مركز يجتمعون فيه, بينما يوجد العديد من الكنائس وبيَع اليهود ومعابد للهندوس والسيخ والمجوس عباد النار. أما إخواننا أهل السنة فلا يوجد لهم مسجد واحد , بل أن العاصمة الوحيدة على وجه الأرض التي لا يوجد فيها مسجدا لأهل السنة هي مدينة طهران عاصمة دولة إيران, وهم بالعكس يبنون لهم مساجد ومراكز ومدارس وحسينيات في مناطق أهل السنة في إيران.

ثـالثاً/ هدم المساجد والمدارس السنية:

حيث وصل الأمر بشيعة إيران إلى هدم المساجد والمدارس الخاصة بأهل السنة ببعض المدن مثل منطقة بلوشستان كمدرسة ومسجد الشيخ قادر بخش البلوشي كما تم هدم مسجد للسنة في منطقة كيلان فيه فيتر ومسجد أيضاً في كولارك جابهاء بلوشستان. وكذلك قد تم هدم العديد من المساجد في محافظة شيراز وكل هذا بتهم مختلفة , إما أنه مسجد ضرار أو بني من بغير إذن من الحكومة , أو أن إمام المسجد يحمل العقيدة الوهابية , أو أن الحكومة أمرت بتوسيع الشوارع فقامت بهدم مساجد أهل السنة فقط , وكل هذه الأمور إخواني في الله تقوي شوكة الشيعة وتضعف من معنويات إخواننا أهل السنة في إيران ولا حول ولا قوة إلا بالله.

رابـعاً/ تخصص جميع وسائل الإعلام الإيرانية لنشر المذهب والمعتقد الشيعي :

حيث أن كل الأمكانات مسخرة لعلماء الشيعة يستغلونها كما يريدون وأما أهل السنة فليس لهم في ذلك أي حظ فعلى سبيل المثال في منطقة بلوشستان ليس لأهل السنة برامج في الإذاعة من أربع وعشرين ساعة إلا ساعة واحدة , والمفروض أن هذه الساعة تكون بنشر الأفكار والعقائد السنية بينما مع الأسف الشديد تستغل للمدح والثناء على الحكومة وزعمائها وملاليها, وأما في خراسان فليس لأهل السنة أي برنامج في الإذاعة , مع أن الحكومة الإيرانية قررت المهاجرين الشيعة من الأفغان الهازارا ساعتين مخصصة لهم باللغتين الفارسية والبشتو وأما أهل السنة ومع الآسف محرومون من هذا كليـاً.

خامـساً/ نشاط المراكز التعليمية ودورها في نشر العقائد والأفكار الشيعية :

إن الحكومة الإيرانية تستغل عن طريق المدارس من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة العالـية بتنشئة الأطفال من أبنـاء أهل السنة على أفكار وعقائد شيعية , ترغبهم بها وتنفرهم من معظم الصحابة رضوان الله عليهم علناً, بل ويربونهم على كراهيتهم , وذلك عن طريق مدرسين شيعة يقومون بتوزيع كتب أُلفت لمذهبهم تتضمن النيل من الصحابة وانتقادهم وانتقاصهم كثيراً بأساليب القصص المختلقة والكاذبة ضدهم.

سادسـاً/ حرمان أهل السنة من شؤونهم الثقافية والاجتماعية والأخلاقية :

فلا شك إخواني في الله أن أهل السنة محرومون من حقوقهم الثقافية والاجتماعية بجانب حرمانهم من حرية العقيدة, ومن حقوقهم التي حرموا منها التـالي:-

* تخصص المراكز العلمية ودور النشر والمقاطع والمكتبات التجارية في إيران لكتب الشيعة فقط , حيث لا يسمح لأهل السنة بشيء من ذلك ومن هنا تجد أن الكتب المطبوعة في إيران كلها كتب شيعية باستثناء كتب معدودة على الأصابع , طبعت بعد مشاكل كثيرة وما زال عدد من الكتب لعلماء أهل السنة مرهونة عند الحكومة , ولم تسمح بنشرها أو طبعها ولهذا يضطر بعض علماء أهل السنة في إيران لنشر كتبهم وطبعها في باكستان , ومن نتائج ذلك أن شباب أهل السنة لا يجيدون أمامهم في المكتبات الثقافية إلا كتب الشيعة الضـالة المنحرفة , فيضطرون لقراءة هذه الكتب أو يلجأون إلى أفكار أخرى منحرفة وهذا غـاية ما يتمناه الشيعة أفراخ المجوس.

كذلك إخواني في الله فإن وزارة الإرشاد والتبليغات الإيرانية قد تخصصت بنشر أفكار وعقائد الشيعة, حيث أن هذه الوزارة تحضى بأكبر دعم من الحكومة الإيرانية ومن أعمالها تكثيف الجهود لنشر وترويج مذهب الشيعة في العالم وذلك عن طريق طبع ونشر الكتب بأكثر من أربعين لغة حيّة. كما طبعت هذه الوزارة أكثر من ثلاثين كتابا ورسالة حتى الآن وتوزع مجاناً عن طريق الملحقيات الثقافية الإيرانية المنتشرة في جميع أنحاء العالم العربي والأوربي والأفريقي والآسيوي ، وكذلك تقوم هذه الوزارة بتوزيع الكتب الشيعية عن طريق بعثات تبعثها الوزارة وعن طريق البريد بعناوين الأشخاص البارزين , وعن طريق أبتعاث أشخاص للدعوة ونشر مذهبهم على نفقة الوزارة المذكورة, وفي داخل هذه الكتب توضع مضامين وأفكار بشكل لا ينتبه إليها إلا الأذكيـاء ومن لهم خلفية عن هؤلاء القوم؛ أما أهل السنة في إيران فليس لهم أدنى حظ من الاستفادة لنشر كتاب أو جولات تخدم معتقدهم فـالله حسبهم وهو يتولاهم.

أما عن السياسة التعليمـية التي تتبعها إيران مـع أهل السنة , فإن الحكومة الإيرانية تتولى نظام التعليم في المراحل كلها من الابتدائية إلى الجامعات ولا تسمح بأي حديث إلا عن مذهب الشيعة وأفكاره, كما أنهم شكلوا فصولاً دراسية للكبار رجالاً ونساءً بعنوان " محو الأمية " حيث لا تسمح فيها إلا بترويج أهدافهم الدعوية المطلوبة وتحقيقها تحت ستار محو الأمية, كما خصصوا مراكز ومكتبات شيعية خاصة في جميع مدن أهل السنة تحتوي على كتب ثقافية شيعية للمطالعة ولتشويق الطلاب بقراءة هذه الكتب ومطالعتها ثم يهدون من الكتب ما يرون في ذلك من مصلحة لهـم.

وقد كان في السابق منهج التربية الإسلامية مستقلاً وخاصاً لأهل السنة والجماعة , اعتنى بكتابته بعض علماء أهل السنة المعروفين والمشهود لهم بالخير , عند ذلك قـامت الحكومة على توحيـد المنهج بحيث يدرس الجميع منهجاً دراسياً واحداً تبث فيه عقـائد الشيعة, ولما رأت الحكومة عدم إقبال طلاب السنة على دراسة هذا المنهج الموحد أعادوا لأهل السنة كتاباً خاصاً بهم باسم " وثيرة أهل سنة " أي خاصاً بأهل السنة , وقد كتب على يد علماء الشيعة وكتب على غلاف الكتاب هذه الجملة " أطلع على الكتاب مولوي محمد إسحاق مدني مستشار وزير التربية لشؤون أهل السنة والجماعة ", وذلك ليوهموا أهل السنة أن الذي وضع هذا الكتاب هو عالم من علماء أهل السنة , وقد ألف هذا الكتاب بطريقة تنفر أهل السنة عن مذهبهم بل وفيه دعوة غير مباشرة إلى التشيع.

وأيضاً قاموا بشراء بعض ذمم علماء السوء من أهل السنة وذلك بإعطائهم بعض المناصب وبناء المساكن وإجراء المرتبات الشهرية لهم, ومن المحاضرات التي كان يلقيها هذا النوع من العلماء محاضرة لأحدهم كانت بعنوان " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " بيّن في هذه المحاضرة أن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف سطحي , ثم يقول وإننا نؤمن أن ما يقولونه " أي الشيعة " حق وأن القول بولاية الفقيه قول حق يجب علينا أتباعه وأن الخلاف الوحيد بيننا وبين إخواننا الشيعة هو في إرسال اليد وقبضة وهذا خلاف قد وقع بين أهل السنة أيضاً كما هو رأي عند بعض المـالكية .

وحتى لا يبقى لأهل السنة صبغة إسلامية قامت حكومة الملالي الشيعية بتغيير أسماء المدارس التي كانت تحمل طابعاً إسلامياً حيث غيروها إلى أسماء أخرى فمثلاً : مدرسة ثانوية أبو بكر الصديق رضي الله عنه أصبحت الآن مدرسة آية الله بهشقي, ومدرسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصبحت الآن مدرسة قنبر, وأما المدارس والمساجد التي بناها المسلمون في مناطق السنة بعد الانغلاق فقد قاموا بتسميتها على حسب ما يرون من الأسماء كآية الله طالقاني , وآية الله الخميني وأحياناً يسمون ببعض أسماء الصحابة وهم فقط أبو ذر الغفاري , وسلمان الفارسي , وعلي أبن أبي طالب , والحسن , والحسين رضوان الله عليهم أجمعيـن.

بل أنهم قاموا بتغيير أسماء كثير من المدن والقرى إلى أسماء شيعية, وأما أسماء أئمتهم الأثنا عشر فقد كتبت تقريباً على جدار كل مدرسة سنية , وعلى جدران بيوتهم ومحلاتهم , بل على الأوراق الحكومية الحديثة , كشهادات الميلاد وصكوك الأراضي والمستندات الرسمية ورخص القيادة وفهارس الهواتف.

كما أن الشيعة يقومون بتنظيم رحلات في العطلة الصيفية للنابغين من طلاب أهل السنة والجماعة إلى منطقة مازندران , أو إلى أماكن أخرى تحت إشراف وتوجيه علماء الشيعة الذين يقومون بتلقينهم وتدريسهم طيلة هذه الفترة , ثم يرجعون مصطحبين معهم بعض الكتب والهدايا.

كما أنه قد صدر قرار حكومي إيراني بعدم السماح في بناء مدارس جديدة لأهل السنة والجماعة في المدن السنية, مع إقرار العمل في المدارس الإسلامية القديمة.

كما أن جهاز " الكميته ", وهو جيش جديد أُنشئ في الآونة الأخيرة ومؤسسه " رفسنجاني " , يقومون دائماً بزيارات إلى المدارس الإسلامية السنية للإطلاع على أحوال الدراسة والمنهج المقرر , فهم يحاولون إدخال بعض كتبهم ضمن مناهج المدارس الإسلامية السنية.

كذلك فإن لجهاز " الباسدران ", وجهاز " الساندزيكي ", رحلات للقـرى يقومون خلالها بجمع شباب هذه القرى من أبناء السنة في مكان معين ويحضرون لهم جهاز الفيديو والتلفاز مع مكينة للكهرباء ليطلعوهم على بعض الأفلام المسلية , ثم يلقون عليهم محاضرة دينية بهدف التأثير عليهم , وبعد هذه المحاضرة يقومون بتوزيع البسكويت والحلوى على الحاضرين, وهكذا يتنقلون من قرية إلى قرية وفق برنامج مرسوم ومدروس.

هل تعلم أخي الحبيب في إحدى الأعوام الماضية؟ ألقيـت أكثر من 400 محاضرة من قبل مشايخ الشيعة في مساجد السنة خلال شهر رمضان المبارك.

وهل تعلم أخي الحبيب؟ أن ألوف من شيوخ الشيعة بما تعطيهم الدولة الإيرانية من رواتب مغرية يتجولون في المناطق السنية , ويلقون خطابات يقومون بغسل أدمغة الناس , وأهل السنة مع الآسـف الشديـد لا يوجد فيهم داعية واحد مفرغ للدعـوة إلى الله.

كما أن الشيعة في إيران يستغلون المناسبات الزمنية والمراسـم المذهبية الخـاصة بهم , مثل أسبوع الوحدة ويوم نجاح الانقلاب , وأيام الأعياد , والجلسات الأخرى, التي تتولى الدولة الأشراف عليها وتدعوا الشخصيات والأعيان البارزين من الداخل والخارج , ويجبر أهل السنة من الموظفين والعلماء والأعيان بالمشاركة معهم في هذه المناسبات والمراسم بدعوى أن الشيعة والسنة متكافئون متعاونون, والحقيقة أن اشتراك أهل السنة ليس إلا قهراً وجبراً وتحت التهديد والخوف .

4. الوضع الاقتصادي لأهل السنة في إيران :

فبعد السلطة الجديدة والتي يسميها البعض بعهد الآيات والملالي , علّق بعض أهل السنة الآمـال في هذه الحكومة الخمينية الجديدة التي كانت تدعي العدل والمساواة, لكـن سرعان ما انكشفت حقائق هذه الدعايات الكـاذبة وخـابت آمـال الكثير من أهل السنة هناك بل رجعوا إلى أسوء مما كانوا في عهد " شاه إيران ", والسر في ذلـك أن المعممين من الشيعة لا يريدون أن يتقوى أهل السنة في إيران لا عقدياً ولا اقتصادياً , مخافـة أن تكون لهم قـوة وشوكـة. وكذلك فإن الحكومة الإيرانية قد سيطرت على جميع المواد الغذائية وغيرها ولا يمكن الحصول عليها إلا بالبطاقة الخـاصة حسب عدد أفراد الأسرة , وهذا يكلف رب الأسرة أن يقف في الصف لكل شيء مستقل, حيث أن كل الأشياء لا تتوفر في مكـان واحـد بل هي موزعه على عدة جهات فيقف أحدهم مثلاً في الصف وآخر لشراء الخبز وثالث لشراء اللحم وهكذا يعيش الناس في محنة شديدة لا يعلمها إلا الله.

5. الوضع السياسي لأهل السنة في إيران :

فمع الحـزن الشديـد , إن الحكومة الإيرانية الأثنا عشرية قد استخدمت سياسة لتقسيم أهل السنة والجماعة, وذلك بإحياء الضغائـن بين القبائل السنية وتسليط كل قبيلة ضد أخرى إضافة إلى إثارة شباب أهل السنة ضد العلمـاء والأعيـان, ثم توجهت الحكومة بعد ذلك إلى رمي التهم لشباب أهل السنة مما أضطر عدد كبير منهم إلى الهرب واللجوء إلى دولة باكستـان ومن ثم إلى دول أوروبـا.

كما اغتصبت جميع الحقوق السياسية من علماء أهل السنة عكس علماء الشيعة تمـامـاً, حيث أنهم يتمتعون بجميع الإمكانيات السياسية والثقافية والاقتصادية , مما جعل الكثير من علمـائـهم يظهرون ويتواجدون على المستوى السياسي الإسلامي العربي والدولي , بل تم إلقاء القبض على أبرز شخصيات أهل السنة في إيران ممن راو فيهم النشاط السياسي.

أما إذا تعمقنا قليلاً إخواني في الله , فإن البرلمان الإيراني يقوم بحرمان أهل السنة من العضوية فيه إلا لإفراد قليلين تريدهم الحكومة الشيعية.

ومعلوم أن البرلمان يتشكل من أكثر من 300 مقعد وعلى هذا فأهل السنة على أقل تقدير لا يقلون عن 30% من تعداد السكان في دولة إيران. فلذلك فهم يستحقون 90 مقعداً تقريباً في البرلمان , ولكنهم حرموا من هذا الحق إذ لا يوجد لهم إلا 12 ناخباً , وليس لهم أي وزن في البرلمان بل ويستغلون وجودهم - أي الشيعة - لأهدافهم السياسية بما ينافي مصالح أهل السنة ويعرّض حقوقهم لمزيد من الخطر والضياع.

وكذلك فإن الشخص المنتخب في البرلمان والذي يطالب بحقوق أهل السنة المساكين لا يمكن أن يستمر أكثر من مرة واحده في الانتخاب, ثم يتابع بعد ذلـك للقضاء عليه وتعذيبه وإهانته كما فعلوا مع الشيخ العلامة/ نظر محمد البلوشي الذي ألقي القبض عليه وأدخل في أقوى السجون السياسية الإيرانية الشيعية.

6. المخطط الإيراني لتزويج الشيعيات الإيرانيات من أبناء السنة :

لقد اتخذت الحكومة الإيرانية وسائل أخرى للقضاء على أهل السنة والجماعة في إيران , منها تزويج السنة بالنساء الشيعيات , واللاتي يرسلن من قبل الحكومة بعد إعطائهن دروساً مكثفة وإقناعهن بأنهن داعيات إلى التشيع , وعليهن دعوة الأزواج وأهل بيوتهم وذريتهم إلى التشيع , وإظهار حسـن الأخلاق والمعاملة الحسنة مع الزوج وأن تساير الزوج في طبيعته وشخصيته.

فأحياناً تعـلن الحكومة الإيرانية في أحدى مدن أهل السنة مثلاً, عن وصول 100 امرأة " أي شيعية " فمن يرغب بالزواج فليبادر قبل فوات الفرصـة, فيبادر أهل السنة إلى الزواج وذلك بقصد الشهوة وقضاء الوطر من البيض الحسان , وهذا التزاوج كثيراً ما يتأثر به الأزواج وأهلهم فيميلون إلى معتقدات الشيعة. وأما الأبناء الذين يولدون من هذه المجندة الشيعية فيتشيعون حتمـاً ولا بـد.

7. المخططات لتغيير خارطة أهل السنة في إيران :

وذلك أنهم قاموا بإنشاء مستوطنات في مناطق السنة , وبناء بيوت حكومية في المدن السنية وتوزيعها على الشيعة القاطنين بعيداً عن مدن أهل السنة , إضافة إلى جلب الأيـد العـاملة الشيعية إلى منـاطق السنة, وذلك لتكثيف العدد السكاني الشيعي فمن زار مثلاً مناطق أهل السنة في إيران يلاحظ نشاط الشيعة الرهيب في إقامة المستوطنات وخاصة في كردستان وتركمان وبلوشستان.

فمثلاً كانت مدينة زاهدان قبل 15 عام لا يسكنها شيعي واحـد لا يوجـد فيها شيعي واحـد؛ والآن يبلغ تعداد الشيعة إلى قرابة 10% من تعداد سكان مدينة زهدان , ومع تشجيع الحكومة الإيرانية للشيعة في سكنى المناطق السنية, ففي المقابل يمنعون السنة القادمين من خارج إيران من الإقامة والاستيطان في أماكن السنة وخاصة المهاجرين الأفغان السنة, حيث أن أهل السنة في إيران كانوا يرحبون بإخوانهم الأفغان في بداية هربهم من الروس لما يرونه من وجوب نصرتهم والوقوف معهم وخاصة لأن الذي يجمع بينهم هو الديـن الموحـد والعقيدة السنية المشتـركة , والعادات والتقاليد المتشابهة , وأحياناً تجمعهم لغة محلية مشتركة , ولقد عرفت الحكومة الأثنا عشرية الكـائدة لأهل السنة والجماعة خطورة نزول المهاجرين في مناطق السنة وأخذت تكيد لهم حتى ينفر السنة الإيرانيون من إخوانهم الأفغـان المهـاجرين.

فأذاعت الحكومة الإيرانية ونشرت عن كثير من الحوادث الإجرامية الشنيعة الكاذبة والملفقة وقالت أن أصحاب هذه الجرائم هم من الأفغان الذين قدموا إلى هذه البـلاد, وأيضاً من باب زيادة التنفير منهم يعلنون ويذيعون بين الناس أنهم " أي الأفغـان السنـة " مصابون بأمراض خطيرة معدية, حتى أنهم أحرقوا ستة من الأفغـان في إحدى المدن الإيرانية السنية ليظهروا للناس أن بهم من الأمراض الخطيرة المعدية وبحرقهم تموت الميكروبات والجراثيم التي يحملونها والتي لا يمكن القضاء عليها إلا بحرقهم! .

أقـول إخواني في الله ومع كثرة هذه الدعايـات الشيعيـة الكـاذبـة, أصبح أهل السنة في إيران ينفرون من إخوانهم الأفغان السنة نفوراً شديداً ويبلغون عنهم إذا رأوهم في قراهم أو مدنهم أو يحاولون طردهم من بلادهم؛ وفي المقابـل نجـد أن الشيعة الأفغان الذين هم من قبيلة " الهازارا " يصولون ويجولون في إيران وفي المدن الشيعية دون أية مضايقات , بل إن أكثر أماكن المتعة في المدن الإيرانية لا يتزاحم عليها إلا شيعة الأفغان الهازار.

8. حالة علماء أهل السنة في إيران :

فكم من علماء أفاضل ألقت عليهم الحكومة القبض بدعوى أنهم يحملون المعتقد الوهابي, وكم أغلقت مدارس بدعوى أن مؤسسيها وهابيون, وبلغ الحد بهم أن هدموا إحدى المدارس بالجرافات ليلاً بدعوى أن الذي أسسها ممن يحمل العقيـدة الوهـابية, بل بلغ الأمر بهم أنهم ألقوا القبض على الشيخ نظر محمد وهو عضو في مجلس الشورى الإيراني سابقاً ومن العلماء الصالحين وذلك لأنه تكمل عن فضل الصحابة رضوان الله عليهم وحكم فيمن سبهم أو لعنهم, وبعد ذلك بفترة قليلة ظهر الشيخ على شاشة التلفاز بعد القبض عليه ولمدة سبع دقائق يتحدث بأنه كان يعمل عميلاً للرئيس صدام حسين , وأنه من الاستخبارات العراقية. ثم لم يكتفوا بهذا الأمر وأخيـراً حكمت عليه المحكمة الإيرانية بالرجم بتهمة الزنا أيضاً! فهـكذا يكـذبـون ويعاملون علماء السنة.

بـل إن الأمـر أدهـى من ذلـك وأمـر إخواني في الله, وذلك بأنهم قبضوا على أحد علماء السنة في إحدى المناطق السنية, لأنـه يتكلم في خطبته يوم الجمعة عن ولايـة الفقيـه حيث قال ناصحاً إخوانه من أهل السنة , لا يجوز لنا الاعتقاد في العصمة لأحد من الناس بعد نبينا صلى الله عليه وسلم كـائـناً مـن كـان, وبعد هذه الخطبة دخل السجن ثم لم يمكث الشيخ في السجن أقل من أسبوع حتى أعلن توبته في المذياع وأمـر الناس بولاية الفقيه على الملأ , ثم بعد أن سأله أحد كبار العلماء عن سبب رجوعه عن رأيه؟ قال : والله ما رجعت عن اعتقادي ولكنني اضطررت لذلـك عندما أدخلوا علي في السجن 10 من الرجال , وهم من رجال الحرس الثوري ومعهم من يرتدي العمامة السوداء وهو يحثهم على فعل الفاحشة بي , أو أن أرجع عن قولي أمام الناس وهو يقول لهم " أي ذلـك العالم الشيعي لهؤلاء الشباب العشرة " أنتم في فعلكم هذا مثابون عند الله عز وجل! بل وليس عليكم غسل بعد هذا الفعل عيـاذاً بالله تعـالى .

كذلك من أساليب حكومة الآيات الخبيـثـة إخواني في الله, تشكيل جيش إيراني جديد يسمى " البسيج " في عموم مناطق إيران ويتألف من السنة في مناطق السنة من غير أن تصرف لهم رواتب , حيث يقولون " أي تقول لهم الحكومة الشيعية لهذا الجيش السني " أخرجوا رواتبكم بأنفسكم بعد أن تعطيهم الأسلحة كالرشاشات, ومن أجل أن يحصل هذا الجيش على رواتبهم يضعون الحواجز على الطرق في مناطق أهل السنة, ثم يوقفون السيارات والمـارين ويطلبون من أصحاب السيارات غرامـات ماليـة. وبسبب هذا الجيش كم من حوادث قتل حدثت بين أبنـاء أهل السنة, بل إن البسيج أصبحوا يتقاتلون فيما بينهم على مـرئى من الحكومة, فعلى سبيل المثـال عند إحدى محطات البنزين التقى بسيج قرية مع بسيج قرية أخرى وبسبب خلاف وقع بينهما لم ينتهي هذا الخلاف إلا وفي المحطة أكثر من 12 قتيـلاً من المسلمين من هذا الجيش.

وبعد هذه الحادثة المروّعة قام بعض أهل العلم والحكمة من علماء السنة , بتوضيح الأمر للناس وبيّنوا قصد الحكومة من إنشـاء هذا البسيج " أي هذا الجيش " في مناطق السنة, فتخلى الكثير ممن يعمل في البسيج عن وظيفته وأعادوا الأسلحة إلى الحكومة الأثنا عشرية, كذلك فإن الحكومة الإيرانية وضعت إغراءات لمن يعتنق التشيع ويظهر ذلـك , وخاصة لعلماء السنة مثل إجراء المرتبات لهم وإعطائهم بعض الإمتيازات ومن المحزن إن إحدى القبائل تشيع نصف رجالها تقريبا بل إن هناك منطقة تشيع أكثر من 80% من عدد سكانها , وعندها وعلى الفور قامت الحكومة بإعطائهم الأراضي الزراعية مع مكائن الماء وتسوير هذه الأراضي لهم.

9. حالة علماء أهل السنة في إيران :

فقد وصل الأمر بهم إلى أنهم أصبحوا ينفذون الإعدامات في حق علماء أهل السنة فقط بتهمة الوهابية. ففي إحدى السنوات قامت الدولة الإيرانية الأثنا عشرية بإعدام ثلاثة من العلماء البارزين من أهل السنة والجماعة وهم كل من الشيخ الفاضل ناصر سُبحاني , والذي كان من العلماء الجيدين والبارزين في كوردستان إيران الذي أعدم قبل سنوات في شهر رمضان المبارك, وكذلـك الشيخ الفاضل عبدالحق المتخرج من جامعة أبي بكر الإسلامية بكراتشي في باكستان , بعد أن أمضى قرابة السنة في أشد السجون الإيرانية حيث حكموا عليه بالإعـدام بتهمة نشر التوحيـد الذي يحارب التوسل بالأموات والوهابية ونشر المعتقد الوهابي, وكذلك الشيخ عبدالوهـاب صديقي أحد العلماء الذين تخرجوا قبل سنوات من الجامعة الأشرفية في لاهـور ببكستان , حيث أعدم بسبب نشاطه الدعوي بين أهل السنة.

10. سجون الآيات والمعممين :

أمـا أوضاع إخوانـنـا أهل السنة في سجون الآيـات فهم في أشد حالات البؤس والحرمان, حيث أن المعتقدات لبرودة الهواء فيها تنتشر الروائح الكريهة والمتعفنة في جميع أرجائها , مما أدى إلى إصابة الكثير منهم بأمراض مزمنـة, كذلك لم يكن يؤذن للمعتقلين برؤية الشمس فضـلاً عن التمتع بحرارتها , حيث كانوا يعصبون الأعين حين الخروج لقضاء الحاجة ولـم يكونوا يسمحون بالخروج لقضاء الحاجة والتوضأ إلا أربع مرات في اليوم والليلة فقط.

وأما الاغتسال وغسل الثياب فلم يكونوا يسمحون بذلك إلا مرتين في الشهر, ولم تكن المدة المقررة لهذا الأمر تتجـاوز خمسة عشر دقيقة, كما كانوا يؤذون المسجونين بإذاعة الأناشيد , ومراسيم عزاء الحسيـن في صالات الزنازين عن طريق مكبرات الصوت من الصبـاح إلى منتصف الليـل, ومن الأساليب التي كانـوا يستخدمونها للتعذيـب النفسي الآتيان بالأخبار الكـاذبة المحزنة , وإخراج البعض من الزنزانة ليلاً ومعنى ذلك في عرف السجون الإيرانية أنه قد صدر حكم الإعدام على ذلك السجين وحان وقت تنفيذه عليه.

ومنها كذلك سب السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم , وافتراء البهتان العظيم على أم المؤمنـين عائشة الطيبة الطـاهرة رضي الله عنها, ومن أشد العذاب النفسي لإخواننا داخل معتقلات الشيعة هو أن يرى أخاه يقتل ظلماً أو يرى أختاً له يعتدي على عرضها وتهتك حرمتها ثم تقتـل مظلومة وهو لا يملك أن يدافع عنه أو عنها. وكـان التعذيب إخواني في الله يبلغ أقصاه حينما كانت تختلط صرخات امرأة مسكينة بضربات البنادق وهتافات الحرس الخاص قائلين باللغة الفارسية " الله أكبـر خميني رهبر " يعني الله أكبر الخميني زعيم ومعنى رهبر " أي زعيم أو قائد ", ويذكر لنا ممن نحبهم في الله أنه في إحدى الليالي إنطفئت المصابيح داخل المعتقل في حوالي الساعة العاشرة والنصف, فقال الإخوة نقضي الوقت في إنشاد الأشعار الدينية إلى أن يعود الكهرباء , وبعد ساعتين وعلى فجأة علت صرخات نساء من الزنازين المجاورة فلم يملك الإخوة أنفسهم من البكاء لأنهم لم يكونوا يستطيعون إنقـاذ أولئك المسكينـات من أيدي أولئك الذئاب المفترسة, فلما أصبحنا سألنا رجلاً كان يأتينا عن سبب هذه الأصوات فقال لقد رأيت أسوء من هذا بكثير والسبب أن الحرس الشيعة المتواجدون في داخل السجن يعتقدون أنه لا يجوز إعدام الفتيات الأبكار , فإذا أرادوا أن يعدموا بكراً عقد عليها لأحد الحراس عقد متعة وبعد الاعتداء عليها يعدمونها.

ومن المآسي إخواني في الله التي تحصل في حق المسلمين في داخل سجون الآيات والمعممين أن رجلاً عمره حوالي الستين سنة تقريبا ضرب بالأسلاك القوية 1800 ضربة على ظهره وقدميه , وكان يحمل معه في خرقة قطعات من لحم أقدامه التي تناثرت من ضربات الأسلاك , ومع ذلك فإن الرجل كان يقول أشد ما يؤلمني أنهم دعوني مرة وقالوا إمـا أن تعترف وإمـا أن نعذب امرأتك فقد أتينا بها وهي الآن في الغرفة المجاورة, وعنـد ذلك سمعت صراخ امرأة من تلك الغرفة فاستسلمت لهم خوفـاً على امرأتي وقلت لهم أكتبوا ما تشاءون لأوقع عليه على أن تخلوا سبيل امرأتي, ولـكن بعد ذلـك سالت امرأتي عن الأمر عند مجيئها لزيارتي فنفت ذلـك فعلمت أن المرأة لم تكن امرأتي وعملهم هذا كـان احتيالاً لأخذ الاعتراف مني. ثـم إنه بـلغ التعذيب من هذا الرجل المسكين أن أخذ كمية من " النورة " ثم بلعها محاولاً الانتحار, ولكن لم يشأ الله له أن يموت.

ويـروي أحـد المعتقلين بعد خروجه من سجون الآيات قائلاً: أنه كان هناك رجلاً كانوا قد ضربوه بالأسلاك 45 يومـاً متتابعة كل يوم 200إلى300 جلدة وفي إحدى الليالي استيقظنا من النوم حوالي الساعة الثانية والنصف مسـاءً فإذا بحريق وقع في غرفتنا وإذا بهذا الرجل قد لف نفسه في بطانية وصب عليها النفط وأحرق نفسه وإذا به يلفظ أنفساه الأخيرة وهو يقول بصوتٍ هـامس: " طوبى لي طوبى لي طوبى لي نجوت منهم " فحاولنا أن نطفأ الحريق فلم نستطع واضطررنا أن نلقي بأنفسنا من النافذة فبادرنا الحراس بإطلاق النار علينا ظانين أننا نريد الفرار فلما علموا بالأمر توجهوا إلى الزنزانة وكان الرجل قد مات فألقوه من النافذة وأخذوا يشتمونه ويهينونه وأصدروا الأمر بحجز أمواله لأنه كان قد اعتدى على بيت المـال وذلك لإحراقه البطانية!.. انتهى

كما وصفت طالبه عمرها 26 عـاماً تم احتجازها في سجن " إيوين " وهو من أشرس السجون الإيرانية, أول مرة تعرضت لها فيها للضرب فقالت: عصبوا عيني وأمروني بالاستلقاء على الأرض وبدأ أحدهم بضرب أخمص قدمي بسلك ثقيل , كنت ألبس جوارب ولكن الضربة الأولى كانت من الألم بحيث قفزت واقفة وبدأت أجري حول الغرفة , وبعد ذلك قيدوا يدي خلف ظهري وربطوا رجلي بعد إزالة جواربي وغطوا رأسي ببطانية ثم انهالوا علي بالضرب على ظهري وأقدامي لا أدري إلى متى أستمر الضرب؟ إلا أنني تظاهرت بالإغماء من شدة الألم , فما كان منهم إلا أن زادوا ضربي قسوةً متهميني بمحاولة خداعهم. وعندما كفوا عن ضربي في النهاية كان الدم يسيل بغزارة من قدمي وخاصةً حول الأظافر عندها قالوا بأنهم ذاهبون لتناول الغداء وتركوني جالسة على كرسي , ولكنني لم أكن قادرة على الاستقرار عليه من شدة خوفي وارتجافي ولما ذهبت إلى المرحاض كان هناك دم مختلط ببولي , وبعد عودتهم استأذنتهم بالاستلقاء على الأرض من شدة ألمي ولكنهم لم يسمحوا لي بذلـك.. انتهى كلامها من تقرير منظمة العفو الدولي .

11. هدم أكبر مسجد لأهل السنة على يد الشيعة :

حيث قامت السلطات الإيرانية الاثنا عشرية بهدم المسجد المسمى بـ " فيض " الخاص في أهل السنة في مدينة مشهد الإيرانية , والهجوم المسلح وإراقة دماء المصلين في مسجد " المكي " أكبر مسجد جامع لأهل السنة في زاهدان عاصمة بلوشستان الإيرانية, واحتلال المسجد والمدرسة الدينية التابعة له من قبل الحرس الثوري الإيراني والمخابرات الإيرانية.

ويعود سبب ذلك , إخواني في الله , إلى فراغ إيران من الحرب الخارجية من جهة " أي مع العراق ", وعدم تحملها لأهل السنة في المدن الإيرانية ومنها مدينة مشهد , إضافة إلى حشود المصلين الذين كانوا يملئون المسجد عند أداء الفرائض في كل مكان بالمقارنة بعدد المصليـن الشيعة الذين لا يعدون صلاة الجمعة فرضاً عينياً وذلك بسبب غيبة الإمام المنتظر بزعمهم هذا من جانب, ومن جانب أخر وجود هذا المسجد لأهل السنة في قلب مدينة مشهد وقرب مزار الإمام الرضا , بالإضافة إلى وجوده بالقرب من بيت والد خامئني مرشد الثورة الحـالي وإحاطة المسجد بجيران في غاية التعصب الأثنا عشري, حيث أصبح المسجد مركز تجمع لأهل السنة حيث يلتقون لأداء الصلاة فيه لذا غيرت الحكومة قبل سنة واحدة خط سير الطائرات الذاهبة إلى الحج والتي كانت تحمل حجاج السنة من بلوشستان وخراسان من مشهد إلى كرمان كي لا يجتمع أهل السنة في مسجدهم في مشهد كل هذا جعل الدولة الإيرانية تفكر في هدم المسجد. عندها اقترحت المخابرات الإيرانية أن تدفع مبلغاً من المال يأخذه أهل السنة مقابل هذا المسجد, ولـكن علماء السنة أفتوا بأن تبديل المسجد أو بيعه غـيـر جـائـز , وعلى الفور صادرت المخابرات الإيرانية الأثنا عشرية تلك الفتـوى, بعد ذلك اقترحت الحكومة الإيرانية أن يعطى لأهل السنة أرضاً في أطراف مدينة مشهد , مقابل أن يتخلى أهل السنة عن مسجدهم فلم يلقى هذا العرض قبولاً من هيئة أمناء المسـجد ومن علماء السنة في بلوشستان وخراسان. وعندها حاصرت المخابرات الإيرانية مسجد " فيض " لأهل السنة في مشهد حصاراً عنيفاً , ثم استقدمت خمسة عشر جرافة كبيرة وبعد منع الناس من التردد حول المسجد بدأت الجرافات في العمل من خارج المسجد طوال الليل في هدم الجدران والأبواب باتجاه الداخل , دون أن يفرغ المسجد من المصاحف والسجادات والكتب الموجودة فيه , وأقتيد إلى السجن كل من كان في المسجد غير من قتل تحت الجرافات حيث أنتشر هذا الخبر المؤلم كالصاعقـة في المناطق السنية. وتفجر حزن أهل السنة حيث كانوا يبكون في كل مكـان , وبدئوا بإغلاق محلاتهم التجارية في بعض المدن السنية وبخاصة مدينة زاهدان عاصمة بلوشستان الإيرانية وقد كان الناس يلقى بعضهم بعضاً بوجوهٍ حزينة وبغيض مكظوم..فإنا لله وإنـا إليـه راجعون.

12. مقترحات تخدم إخواننا وأحبابنا أهل السنة في إيران :

ومنها:-

أولاًً- معالجة الفقر في المناطق السنية سواء كان في كردستان أو بلوشستان أو تركمان صحراء أو بندر عباس, ولا تكون تلك المساعدات بـتـاتـاً بتوزيع المـال مجاناً, بل بإيجاد مصانع ومعامل تكون بأشراف أيادي مؤمنة أمينة من أبناء المنطقة, ليتوفر العمل والرزق الحلال لعموم أهل السنة في تلك البلاد مما يمنحهم الاستقلال النفسي والمادي , ويكون بنفس الوقت مصدراً غنياً لصاحب رأس المال " أي التاجر الذي شارك في هذا الخير " من خارج البلاد وأعان إخوانه هناك.

ثانياً- إيجاد الإعلام اللازم باللغة الفارسية, وذلك عن طريق الإذاعات والقنوات الخاصة بأهل السنة خراج إيران, حيث يجب أن تغطي هذه الإذاعة دولة إيران, بل ويجب أن تغطي كل من الهند وباكستان مروراً بأفغانستان والجمهوريات المسلمة في آسيا الوسطى , حيث يتكلم في هذه البلاد الملايين من المسلمين باللغة الفارسية.

ثالثاً- ترجمة كتب العقيدة إلى اللغة الفارسية مثل كتب شيخ الإسلام أبن تيمية , وكتب أئمة الدعوة النجدية وعلى رأسهم الإمام محمد أبن عبدالوهاب وتلاميذه رحمة الله عليهم. وكذلك ترجمة كتب الأئمة المعاصرين أمثال الإمام عبدالعزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين والمحدّث محمد ناصر الدين الألباني وغيرهم من الأئمة الذين تركوا مدارس علمية مؤصلة على معتقد أهل الحديث رحمة الله عليهم.

رابعاً- تخصيص دعاة من أبناء المنطقة البارزين والذين اشتهروا في الدعوة إلى معتقد أهل السنة وتفريغهم للدعوة بين أبناء أهل السنة في إيران, وصرف المرتبات الجيدة والكافية لهم ولأهلهم حتى يتفرغ أولئك الدعاة للدعوة والتدريس وترتيب النشاطات الدعوية والاجتماعية وغيرها من الأمور التي تعود لإخواننا أهل السنة هناك بالخير والمنفعة.

خامساً- دعوة علماء أهل السنة في إيران واستضافتهم وذلك بدعوتهم إلى المؤتمرات الإسلامية المنعقدة في بلاد أهل السنة في جميع أنحاء العـالم من قبل الجهـات الحكومية الرسمية كرابطة العالم الإسلامي أو المجمعات الفقهية أو وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشـاد , وهذا الأمر يرفع معنويات العلماء والشيوخ من إخواننا, حيث يولد لهم شعوراً بالتواصل والتقارب بينهم وبين إخوانهم من أهل السنة في جميـع أرجـاء الأرض.

سادساً- تخصيص منح دراسية وهي ما تسمى بكفالة طالب العلم للطلاب الذين يدرسون داخل المناطق السنية الإيرانية , حيث أن طلاب أهل السنة في أكبر مدرسة دينية وهي التي بناها الشيخ عبدالعزيز رحمه الله في زاهدان لا يجدون الفطور حتى أنه بلغ بهم الأمر أنهم لا يأكلون إلا مرتين يومياً فقط.

سابعاً- وهذا أمر مهم, مشاركة المكتبات ودور النشر من دول الخليج وخاصةً دور النشـر الموجودة في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية في معرض الكتاب الدولي الذي ينعقد في طهران في كل عـام. وهذا يفيـد أهل السنة كثيـراً حيث من خلاله تشترى كتب التوحيد وكتب السنة النقية الصافية وهو والله من أعظم الجهـاد والقربـات إلى الله تعـالى.

ثامناً- تخصيص دروس في العقيدة في الحرمين الشريفين في موسم الحج وغيره من المواسم باللغة الفارسية , وهذا مهم جداً لأن كثيراً من الشيعة أنفسهم في إيران كرهوا هذا المذهب الشيعي واشمئزوا منه ولكنهم لا يجدون البديل فهذه الدروس مفيدة ونافعة بأذن الله تعالى.

تاسعاً- وهذا أمـر مهـم جداً , ألا وهو طبع كتب العلماء الذين خرجوا من التشيع, وتحولوا من التشيع وأصبحوا من أهل السنة ثم ألفوا ردوداً على مذهبهم السابق, كآية الله البرقعي , زميل الخميني , الذي ألـّـف كتباً مهمة رداً على التشيع, ونشر هذه الكتب أحبابي في الله باللغتين الفارسية بين الحجاج الإيرانيين والعربية بين الشيعة العرب, إضافةً إلى نشر تسجيلاته " أي تسجيلات ذلك الإمام البرقعي " في تفسير القرآن حيث يرد فيها رحمه الله على أهل الخرافة والشيعة ردوداً قيّمة.

عاشراً- زيارة علماء السنة وبعض طلاب العلم من الدول المجاورة لإيران لإخوانهم وأحبابهم العلماء في إيران والتعرف على أحوالهم , والقيام بزيارات ميدانية مركزة ودراسة أوضاع المدارس والمساجد الخاصة بإخواننا هناك في إيران، ممـا ينتج عنه الشـعور بالجسـد الواحـد الذي أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

الخاتمة :

وآسفـاه, فإن للنصارى دولتهم التي تدافع عنهم وتناصرهم وتؤازرهم, وللشيوعيين دولتهم, ولليهود دولتهم, وللشيعة دولتهم؛ أمـا أبناء السنة هناك فلا بواكي لهم وهذه هي أحوال وأوضاع إخواننا المسلمين هنـاك, وهـا قد وصلت أصواتـهم المخنـوقة بالعبرات, وآهاتـهم الحـارة ومآسيهم وهموهم التي أستـمـرت عبـر السنيـن, ونحن في غفلة عنهم, ولا أقول إلا الـلـهـم إني أبرأ إليك ممـا فعل هؤلاء, واعتذروا إليك مما صنع هؤلاء, ولا عذر بعد العلم إخواني في الله.

الـلـهم أنصر المستضعفين من أهل السنة في إيران, الـلـهم أنصر المستضعفين من أهل السنة في إيران, الـلـهم أنصر المستضعفين من أهل السنة في إيران, الـلـهم أحفظ نسائهم وأبنائهم ودينهم وأعراضهم وأموالهم ومدارسهم ومسـاجدهم من كيـد الحاقدين الخبثـاء, الـلـهم علـّق قلوبهم بكتابك, الـلـهم علـّق قلوبهم بكتابك وبسنة نبيك صلى الله عليه وسلم, الـلـهم أحفظ أهل السنة في كل مكـان فإنهم غربـاء, الـلـهم أحفظ أهل السنة في كل مكـان فإنهم غربـاء, الـلـهم أحفظ أهل السنة في كل مكـان فإنهم غربـاء, الـلـهم وأنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان, الـلـهم عليـك باليهود والشيعة والنصارى والهندوس والعلمانيين والشيوعيين والصوفية وكل فرق الضلال الذيـن تحزبوا على الموحـدين القـائمين بدينك يــا عزيز يــا قهار, الـلـهم وفق ولاة أمورنـا من العلماء والأمراء لينصروا أهل السنة في كل مكان, الـلـهم ارفع سيف الحق بيد الأمراء ليدفعوا الظلم والشرك عن البلاد والعباد, الـلـهم وأجمع الأمـة خلف العلمـاء الأوليـاء, الـلـهم أيدهم بتأييدك ويسر لهم البطانة الناصحة الأمينة وأصرف عنهم كيـد الأشـرار وخبـث الفجـار، الـلـهم أحفظ البلاد والعبـاد من كـل بـدعة وشـرك ومنكـر, الـلـهم هل بلغـت الـلـهم فأشهـد, الـلـهم هل بلغـت الـلـهم فأشهـد, الـلـهم هل بلغـت الـلـهم فأشهـد.

الفصل السابع :

مخططات الشيعة السرية

نتكلم هنا عن أمر مهم وخطير جداً , ألا وهو الخطة السرية لعلماء وآيات الشيعة في تشييع المناطق والدول المجاورة لدولتهم إيران , وقد قام بنشر هذه الخطة السرية والخطيرة في محتواها ومضمونها , رابطة أهل السنة في إيران , مكتب لندن , كما نشرت في بعض الدوريات والمجلات التي توزع في بلاد أهل السنة ومنها مجلة البيان بعددها 123 لشهر ذي القعدة لعام 1418هـ , الموافق لشهر مارس لعام 1998 م .

وهذه الخطة , إخواني في الله , هي رسالة سرية وجهت من المجلس الأعلى الثقافي لشورى الثورة الإيرانية إلى جميع المحافظين ورجال الدين في مختلف الولايات والمدن الإيرانية , وهي عبارة عن خطة زمنية طويلة المدى تستغرق 50 سنة , هدفها تشييع أهل السنة في المناطق الإيرانية التي يتواجدون فيها , وكذلك الدول المجاورة لإيران كالسعودية والعراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان , إضافة إلى السيطرة الكاملة على هذه الدول عقديا واجتماعيا وثقافيا بل وعسكريا , وذلك بالإطاحة بأنظمة هذه الدول وسيطرة الشيعة السيطرة الكاملة عليها .

وهذه الخطة أحبابي في الله , لابد أن يتنبه لها الجميع وعلى جميع المستويات , سواء كانوا من ولاة الأمر من العلماء والأمراء وفقهم الله لكل خير وبر , أو كانوا من عامة أهل السنة , من الرجال والنساء و لأن المسألة خطيرة , ونحن جميعاً في سفينة واحدة فلابد أن نحافظ على هذه السفينة , وقد قيل : كلكم على ثغر من ثغور الإسلام فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلكم .

والآن نستعرض نص هذه الخطة السرية والخطيرة كاملة دون تعليق , ثم بع ذلك نقف على بعض الفقرات في هذه الخطة ونحاول بيان أوجه الارتباط بينها وبين الواقع الذي نراه أمام أعيننا فإلى نص الخطة :

(( إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا .

وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الإثني عشرية في إيران بعد قرون عديدة ، ولذلك فنحن – وبناء على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين – نحمل واجبا خطيرا وثقيلا وهو تصدير الثورة ، وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلا عن مهمتهـا في حفـظ استقـلال البـلاد وحقـوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات .

لكن نظرا للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية – كما اصطلح على تسميتها – لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة .

ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسينية تشمل خمس مراحل ، ومدّة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة نوحد الإسلام أولا ، لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب ، لأن هؤلاء ( الوهابيين وأهل السنة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين، وحتى إنهم يعدّون اعتماد المذهب الشيعي كمذهب رسمي دستورا للبلاد أمرا مخالفا للشرع والعرف ، وهـم بذلك قد شقوا الإسلام إلى فرعين متضادين .

بناء على هذا: يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية داخل إيران، وبخاصة المدن الحدودية، ونزيد من عدد مساجدنا و( الحسينيات) ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل، وبجدية أكثر، ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100بالمائة من السنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة، ويجب على الدولة والدوائر الحكومية أن نجعل هؤلاء المستوطنين تحت حمايتها بشكل مباشر ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من بدء المواطنين السابقين من السنة – والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة- خلافا لرأي حتى رد فعل من القوى العظمى في العالم، وإن الأموال التي ستنفق في هذا السبيل لن تكون نفقات دون عائد

طرق تثبيت أركان الدولة :

نحن نعلم أن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب ينبني على أسس ثلاثة :

الأول : القوة التي تملكها السلطة الحاكمة .

الثاني : العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين .

الثالث : الاقتصاد المتركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال .

إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى في العالم، نكون بلا ريب قد حققنا نجاحا باهرا وملفتا للنظر، لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة .

وأما بقية الشعوب التي تشكل 70 إلى 80 % من سكان كل بلد فهم أتباع القوة والحكم ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم من الخبز والمأوى ، ولذا فهم يدافعون عمن يملكون القوة .

وجيراننا من أهل السنة والوهابية هم : تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وعدد من الإمارات في الحاشية الجنوبية ومدخل ( الخليج الفارسي )! التي تبدو دولا متحدة في الظاهر إلا أنها في الحقيقة مختلفة .

ولهذه المنطقة بالذات أهمية كبرى سواء في الماضي أو الحاضر كما أنها تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النفط ، ولا توجد في العالم نقطة أكثر حساسية منها، ويملك حكام هذه المناطق بسبب بيع النفط أفضل إمكانيات الحياة ...

فئات شعوب المنطقة :

وسكان هذه البلاد هم ثلاث فئات:

الفئة الأولى : هم البدو وأهل الصحراء الذين يعود وجودهم في هذه البلاد إلى مئات السنين .

الفئة الثانية : هم الذين هاجروا من الجزر والموانئ التي تعتبر من أرضنا اليوم، وبدأت هجرتهم منذ عهد الشاه إسماعيل الصفـوي، واستمرت في عهد نـادر شـاه أفتشار وكريم خان زند وملوك القاجار وأسرة البهلوي، وحدثت هجرات متفرقة منذ بداية الثورة الإسلامية .

والفئة الثالثة : هم من الدول العربية الأخرى ومن مدن إيران الداخلية .

أما التجارة وشركات الاستيراد والتصدير والبناء فيسيطر عليها في الغالب غير المواطنين، ويعيش السكان الداخليون من هذه البلاد على إيجار البنايات وبيع الأراضي وشرائها، وأما أقرباء ذوي النفوذ فهم يعيشون على الرواتب العائدة من بيع النفط .

أما الفساد الاجتماعي والثقافي والأعمال المخالفة للإسلام فهي واضحة للعيان . ومعظم المواطنين في هذه البلاد يقضون حياتهم في الانغماس في الملذات الدنيوية والفسق والفجور !

وقد قام كثير منهم بشراء الشقق وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوروبا وأمريكا وخاصة في اليابان إنجلترا والسويد وسويسرا خوفا من الخراف والمستقبلي لبلادهم .إن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم .

أسلوب تنفيذ الخطة المعدّة :

ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقتنا مع دول الجوار ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقتنا مـع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين ، ذلك أًن إسـقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد .

وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسـية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عـدد من الإيرانيين إلى هذه الدول، ويمكننا مـن خلالهـم إرسـال عـدد مـن العمـلاء كمهاجرين ظاهراً ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام ، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال .

لا تفكروا أن خمسين سنة تعد عمراً طويلاً، فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة ، وإن نفوذ مذهبنا الذي يتمتع به إلى حـد ما في الكبير من تلك الدول ودوائرها لم يكن وليد خطةَ يوم واحد أو يومين ، بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلا عن وزير أو كيل أو حاكم ، حتى فرق الوهابية والشافعية الحنفية والمالكية والحنبلية كانت تعتبرنا من المرتدين وقد قام أتباع هذه المذاهب بالقتل العام للشيعة مرارا وتكرارا، صحيح أننا لم نكن في تلك الأيام، لكن أجدادنا قد كانوا، وحياتنا اليوم ثمرة لأفكارهم وآرائهم ومساعـيهم وربما لن نكون نحن أنفسنا في المستقبل لكن ثورتنا ومذهبنا باقيان .

لكن يكفي لأداء هذا الواجب المذهبي التضحية بالحياة والخبز والغالي والنفيس، بل يتوجب أن يكون هناك برنامج مدروس ، ويجب إيجاد مخططات ولو كانت لخمسمائة عام مقبل فضلا عن خمسين سنة ، فنحن ورثة الملايين الشهداء الذين قتلوا بيد الشياطين المتأسلمين وجرت دماؤهم منذ وفاة الرسول في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا، ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يسمى مسلما بـ( علي وأهل بيت رسول الله ) ويعترف بأخطاء أجداده ويعترف التشيع كوارث أصيل للإسلام .

مراحل مهمة في طريقنا :

أولاً : ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثاني هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرينا – العملاء – المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء:

1- شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان .

2- العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية .

3- هناك في بعض الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى ، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرين العملاء الذين أرسلناهم أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيعوا ذلك بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذين باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن ، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أخرجت من أيديهم .

ثانيا: يجب حث الناس ( الشيعة ) على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة ، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية – بكل تواضع – وبناء المساجد والحسينيات لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلا على اعتبار أنها وثائق رسمية .

ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة ، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمونه فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهداية الثمينة ، وعليهم أن يرغّبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في سلك الجندية .

وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب – بطريقة سرية وغير مباشرة – استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد ، وذلك غبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى ، ولا ريب أن هذا يسكون سببا في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب ، وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة وستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم ، وهذه الأعمال ستكون سببا في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم ، وهم ذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية ولاحتفالات المذهبية أعمالا مناهضة لنظامهم، وفضلا عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجة إطلاقا .

ثالثا: وفي هذه المرحلة حيث تكون ترسّخت صداقة عملائنا لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار، ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوى التنفيذية وهم يعملون بكل هدوء وأدب ، ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل، وفي هذه المرحلة حيث تنشأ خلافات وفرقة وكدر بين أهل الدين والحكام فإنه يتوجب على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد وخاصة في المراسم المذهبية ، ويبرزا التشيع كمذهب لا خطر منه عليهم، وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس غبر وسائل الإعلام فعليهم ألا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ويحوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم أو وجل , وفي هذه المرحلة ومع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرى في بلادنا، إضافة إلى الأرصدة التي سوف نستحدثها سيكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دور المجاور .

ولا شك في أن أصحاب رؤوس الأموال وفي سيبل الربح الآمن والثبات الاقتصادي سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلدنا، وعندما نجعل الآخرين أحرارا في جميع الأعمال التجارية والأرصدة البنكية في بلادنا فإن بلادهم سوف ترحب بمواطنينا وتمنحهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار .

رابعا: وفي المرحة الرابعة سكون قد تهيأ أمامنا دول بين علماءها وحكامها مشاحنات، والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار، والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف فيمتها ليتمكنوا من السفر إلى أماكن آمنة ، وفي وسط هذه المعمعة فإن عملائنا ومهاجرينا سيعتبرون وحدهم حماة السلطة والحكم، وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤوا كبرى الوظائف المدينة والعسكرية ويضيّقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة المخلصين لدى الحكام على أنهم خونة، وهذا سيؤدي إلى توقيعهم أو طردهم أو استبدالهم بعناصرنا ، ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان :

أولا: إن عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل.

ثانيا: إن سخط أهل السنة على الحكم سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وسيقوم أهل السنة من جرّاء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكومة، وفي هذه الفترة يتوجب على أفرادنا أن يقفوا إلى جانب الحكام ، ويدعوا الناس إلى الصلح والهدوء ، ويشتروا في الوقت نفسه بيوت الذين هم على وشك الفرار وأملاكهم .

خامسا: وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصبح مهيأ للثورة لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على : الأمن ، والهدوء ، والراحة ، الهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة على الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحهم .

وفي هذه الفترة سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد، ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيحوز مرشحونا وبأكثر مطلقة على معظم كراسي المجلس ، وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء حتى الخدمة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة للدماء .

وعلى فرض أن الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة، فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام ، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا – الشيعة – هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكنا نكون قد قمنا بأداء الواجب أما الله والدين وأمام مذهبنا، وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سده الحكم- فإن الهدف هو فقط التصدير الثورة ، وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي ، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود )) أ. هـ .

نحاول الآن أن نعلق على بعض الفقرات التي وردت في هذه الخطة :

تُفتتح الخطة بقولها : (إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا . )

وهذا النص يعني تصدير الثورة وفق مفهوم جديد وآلية عمل جديدة , كما أن الخطة تحمل في مضمونها هدفين :

الأول : هو هدف تبشيري .

الثاني : إيقاف الدعوة التي قوم بها أهل السنة والجماعة .

وكذلك تنص الخطة على انبثاقها من دولة أسمتها : ( الإثنى عشرية في إيران ) و ( إن زعماء الشيعة يحملون واجبا ثقيلا وهو تصدير الثورة .. ) إلى أن تقول الخطة ( وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلا عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب , فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات ) إلى أن تقول الخطة ( لكن نظرا للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة ) ..

أقول أحبابي في الله , هذه الفقرة تعتبر جوهر الخطة , وهي قيامها على منظومة دولة تحميها وتمولها , وهذه الدولة وفق ما عبرت عنه هذه الخطة هي دولة مذهبية , بمعنى أنها تنص على نصرة مذهب على آخر دون أن تكون لها خطة منهجية في الدعوة إلى دين الإسلام عامة , وهذا المذهب تعرفه الخطة بأنه المذهب الأثنى عشري بمعناه الخاص وهو دخول النص والتعيين على الإمامة ضمن محاور العقيدة , وبالتالي كفر القائل بعدمها .

وبما أن هذه الدولة وفق مفهوم هذه الخطة هي دولة مذهبية فبالتالي ستتبنى تصدير منهجيتها إبتداءا بالجيران باعتبار اختلاف المنهج والمعتقد , وإلا فإيران لا تتميز عن جيرانها بدين خاص , بل إن دين الإسلام وصل إلى إيران عن طريق العرب الفاتحين الذين فتحوا العراق ثم بلاد فارس .

ويقول أهل هذه الخطة بأنهم ( اتفقوا على هذه الخطة الخمسينية بعد مدارسات شبه إجماعية , ودراسات قامت بها لجان متخصصة , ومدة هذه الخطة خمسون سنة مقسمة على خمس مراحل , أمد وفترة كل مرحلة 10 سنوات .. إلى أن تقول هذه الخطة , لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة , ونوحد الإسلام أولا لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب لأن هؤلاء الوهابيين وأهل السنة يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين ) ..

طبعا ولاية الفقيه عند الخميني وأتباعه هو حكم الفقيه نيابة عن الإمام المهدي , والذي بيده تعطيل ما يشاء من الأحكام إلى وقت خروج إمامهم الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري .

إن أخطر ما في النص السابق هو أسلوب عملهم المستلزم لإعلان العداوة على أهل السنة , بل ومصافحة الغرب والشرق , وهو ما يحصل اليوم على عهد إيران وسياساتها الراهنة , فهي تدعو إلى فتح حوار الحضارات مع الأمم الأخرى , وقد قام خاتمي رئيس دولة إيران بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني , وعمل كل الإجراءات التي من شأنها التمهيد لسياسة الحوار والتداخل , ولكن هذه المنهجية مع الغرب لا نراها مع الوسط الإسلامي , حيث لم يقم الإيرانيون بعمل حقيقي جاد في بث سياسة الحوار والتعاون داخل الوسط الإسلامي السني , بل هم حريصون دائما على نبش التاريخ والإصرار على الشركيات والبدع , والنص السابق واضح العبارة بما لا لبس فيه بأنهم يوالون الكفار ويعادون المسلمين الذين أسموهم بالوهابية وأهل السنة باعتبارهم معادين لنظرية ولاية الفقيه , وهي بدعة الخميني منذ أن كان في مدينة النجف .

أما النص السابق الذي يقول : ( الخطر الذي يواجهنا من الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب .. ) ..

يوضحه تماما ما كانت تقوله المخابرات الإيرانية للعلامة الشيخ محمد صالح ضيائي , رحمة الله عليه , قبل أن يمزقوه إربا إربا , قائلين إن الطلاب الذين أرسلتهم للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أخطر علينا من صواريخ صدام حسين , وبناء على هذه الخطة السرية فإنهم يطمحون إلى زيادة نفوذهم في المناطق السنية داخل إيران , وبخاصة المدن الحدودية , وكذلك زيادة المساجد والحسينيات , وإقامة الإحتفالات المذهبية , حيث تقول الخطة : ( نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100بالمائة من السنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية إليها، ويقيمون فيها إلى الأبد سكناً وعملاً وتجارة ) إلى أن تقول الخطة ( والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة ستثمر دون ضجيج أو إراقة للدماء أو حتى ردة فعل من القوى العظمى في العالم , وإن الأموال التي ستنفق في هذا السبيل لن تكون نفقات دون عائد .. ) ..

ياله من تخطيط ومكر شديدين , فهذه الأموال التي تُقدر بمئات الملايين من الدولارات لن تكون غير مجدية , بل سيكون لها عائد وسريع وهو نشر التشيع في الإقليم كله كما نراه اليوم من تكتل في شرق المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين والإمارات واليمن , هذا فضلا عن سوريا والعراق وباكستان وأفغانستان , ومن يرجع قليلاً إلى التاريخ السابق يجد أن إيران نفسها كانت في يوم من الأيام ذات ثقل سني كبير , قبل قيام الدولة الصفوية ومجيء الشاه إسماعيل الصفوي الطائفي , ولكن بعد مدة وجيزة من سياسة القتل والتشريد والتصفية الجسدية , وصلت إيران على ما وصلت إليه , في أنها أصبحت المعقل الرئيسي والممون الوحيد للتشيع في جميع أرجاء العالم .

وهم في هذه الخطة يقسمون ما حولهم إلى أقسام , فالأماكن التي فيها الشيعة يمثلون الأغلبية لها منهج سياسي يختلف تماماً , عما إذا كانت الشيعة أقلية من حيث العدد والمركز , فقد وصل بهم الحال إلى أنهم جعلوا أهل السنة في إيران لا يمثلون إلا ثُلث سكانها الذين يبلغ عددهم 60 مليون نسمة , وذلك بزيادة حسينياتهم للتأثير والانتشار , وهو تماما ما نراه ونشاهده في انتشار الحسينيات في المنطقة الشرقية من مملكتنا الحبيبة .. الحسينيات إخواني في الله هي الأماكن التي يجتمعون فيها خاصة في شهر محرم لضرب الخدود وشق الثياب وضرب السلاسل , وكل هذا في ذكرى استشهاد الحسين رضي الله عنه إضافة إلى سب الصحابة رضوان الله عليهم , كما يهتمون بهذه الحسينيات اهتماما بالغاً يفوق اهتمامهم بالمساجد , إما الحسينيات خارج إيران فأصبحت مراكز تجسس إيرانية , وقد ذكرت ذلك بالتفصيل جريدة إنقلاب إسلامي لأبي الحسن بني صدر , كما ذكرت هذه الجريدة المراكز الجاسوسية بدول الخليج وخاصة بدولة الإمارات العربية بالاسم والعنوان والتاريخ , وكيف أن المخابرات الإيرانية تجمع الأموال من التجار الإيرانيين في دولة الإمارات لدعم هذه المراكز .

كما أن هذه الخطة تخص المناطق التي يسكنها من 90% إلى 100% من أهل السنة والجماعة , وذلك بالتخطيط لرفع عدد الشيعة , وذلك بتشجيع ودعم تهجير الشيعة من المدن والقرى بهدف توفير فرص عمل وتجارة للمهجرين , وقد مارسوا ذلك في مناطق مختلفة منها العراق , فقد تحولت مدينة بغداد منذ الخمسينات من نسبة 10% إلى قرابة الـ50 % لصالح الشيعة , مع استيلائهم على أغلب المراكز الإعلامية والمالية والثقافية والتجارية والأدبية فيها .

كذلك فإن هذا المخطط يغطي مناطق أخرى من العراق , فقد تشيعت 60 قرية في مدينة الموصل , وتحول كثير من القبائل السنية في الجنوب إلى معتقد التشيع ومنها قبائل السعدون والدليم وبنو خالد والجنابيون والجبور وغيرهم , حتى أن المدن السنية المركزية أصبحت مفتوحة لهم , ومنها على سبيل المثال محافظة الأنبار حيث توغلوا فيها وأصبح لهم مركز ثقل في بعض مدنها , وسيطروا على جملة من المؤسسات الصناعية .

ثم تواصل الخطة حديثها وتشير إلى مفصل جوهري في هذا المخطط , وهي قولها : ( طرق تثبيت أركان الدولة ) وتجيب على هذا قائلة : ( أن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب ينبني على أسس ثلاثة :

الأول : القوة التي تملكها السلطة الحاكمة .

الثاني : العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين .

الثالث : الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال . )

وهذا الكلام أحبابي في الله , هو أخطر ما في هذه الخطة , حيث يمثل جوهر منهجهم السياسي , فهم يعملون على هدم دولة وإقامة دولة أخرى على أساس مذهبهم الأثنى عشري , فالأسس الثلاثة التي حُدت هي أساس قيام أي دولة سواء كان قيامها على أساس ديني أو منهج وضعي , فالسلطة هي التي تملك القرار والتنفيذ , إما العلماء فهم الذين يبنون المناهج ويوضحون الأحكام , ومنهم أيضا السلطة القضائية , أما الإقتصاد فهو أساس الحركة في المجتمع وعصب الحياة , وهم تجاه هذه المحاور الثلاثة يقومون بتشتيت رؤوس الأموال , وكذلك ببناء محاور لهم حتى لو كانوا أقلية بالنسبة لعدد السكان , إضافة إلى قيامهم بإشعال الفتن والمصادمات بين العلماء وحكامهم في كل بلد مجاور لدولتهم .

ثم تبدأ الخطة بأهم الخطوات العملية , والتي بدأ الكثير من المراقبين يرون آثارها , حيث تقول الخطة : ( ولإنجاز هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء أن نحسن علاقتنا مع دول الجوار ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم...

وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسـية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عـدد من الإيرانيين إلى هذه الدول ، ويمكننا مـن خلالهـم إرسـال عـدد مـن العمـلاء كمهاجرين ظاهراً ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام ، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال . )

طبعا يقصدون بالعملاء الجواسيس والعيون الموزعين والمنتشرين في مختلف القطاعات من عساكر وتجار وأساتذة جامعات وطلاب وباحثين جامعيين .

فهل انتبه أولياء الأمور في منطقتنا إلى هذا المخطط الهائل الذي يقوم على توطيد العلاقة والتداخل تمهيدا للتبشير بالتشيع , وتهجير الكوادر الشيعية لمشروعهم المستقبلي , ثم إسقاط الأنظمة القائمة , واستبدالها بأنظمة شيعية , تماما كما تسعى إيران جاهدة مع العراق في وقتنا الحالي .

وهذا أيضا ما يفسر العلاقة الوطيدة التي تعمل إيران على توطيدها وخاصة مع المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان وتركيا والعراق وأفغانستان وباكستان , وذلك ليس لإقتناع السياسة الإيرانية بضرورة تعاون دول المنطقة في حماية أمنها الإقليمي , كما هو معلن وظاهر , وإنما لإسقاط هذه الدول تحت وطأة التشيع .

أما توصية الخطة بإنشاء علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية فقد تكون هذه العلاقات الثقافية بتبادل العلوم والتعاون العلمي من خلال الجامعات في دولة إيران وجامعات الدول المجاورة لها , أي المستهدفة , إضافة إلى فتح المجال للمفكرين والمثقفين والطلاب الشيعة في جامعات إيران , لبث سمومهم وعقائدهم الضالة من خلال الزيارات العلمية والأطروحات التي تلقى في جامعات أهل السنة المستهدفة في هذه الخطة , وكل ذلك تحت ستار التعاون الثقافي المتبادل , تحت شعار تبادل التراث الإسلامي بين أبناء المنطقة الواحدة .

وقد تكون العلاقات السياسية بتبادل الخبرات في المجال العسكري تحت ستار , مثلا المصالح المشتركة أو إستتباب الأمن في المنطقة , وعلى إثر ذلك يكون تبادل الخبراء العسكريين من الطرفين , فيأتي الخبراء الإيرانيون على أنهم مستشارون في هذه القطاعات الحساسة العسكرية , ومن خلاله تتسرب المعلومات المهمة والحساسة عن وضع الجيوش المسلمة من حيث قوتها وعتادها وغير ذلك من الأمور الخطيرة .

أما العلاقات الاقتصادية فتكون عن طريق التبادل التجاري الواسع وعلى جميع المستويات الرسمية والخاصة , ومن ذلك قيام شركات صغيره وكبيرة ذات رؤوس أموال شيعية , أو مشتركة شيعية - سنية , إضافة إلى الزيارات الرسمية التجارية المتبادلة , والتي يتم تنسيقها عن طريق وزارات التجارة والصناعة والاقتصاد الإيرانية ونظيراتها في الدول المستهدفة .

ثم تقول الخطة : ( لا تفكروا أن خمسين سنة تعد عمراً طويلاً، فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة...

ولا يكفي لأداء هذا الواجب المذهبي التضحية بالحياة والخبز والغالي والنفيس ، بل يتوجب أن يكون هناك برنامج مدروس ، ويجب إيجاد مخططات ولو كانت لخمسمائة عام مقبل فضلا عن خمسين سنة ، فنحن ورثة الملايين الشهداء الذين قتلوا بيد الشياطين المتأسلمين ... )

طبعا يقصدون بالشياطين المتأسلمين أبناء السنة والجماعة .. وهذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق , فروح الشذوذ والإرهاب والدعوة إلى الفرقة ظاهرة بينة , ولا يزيلها أبداً دعوة وطنية أو إقليمية أو حتى حوارات فكرية لأن المسألة مسألة عقيدة ودين .

ثم تقول الخطة : ( ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يسمى مسلما بـ( علي وأهل بيت رسول الله ) ويعترف بأخطاء أجداده ويعترف التشيع كوارث أصيل للإسلام . ) ..

وهذا يؤكد لنا أنهم لا يمكن لهم التعايش معنا , بل ولا يقبلوا ديناً سوى مذهبهم الخرافي الدموي , وأن الإحسان إليهم وأخذ العهود والمواثيق منهم لا يعني شيئا ولو كانوا يحملون جنسية البلد المستهدف .

كما توصي الخطة بقولها : ( والحصول على تراخيص رسمية للإحتفالات المذهبية , لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلا على اعتبار أنها وثائق رسمية ) ..

أقول إخواني في الله ينبغي أن نكون على حذر تام من إعطائهم ما يطلبون من التوسع في إعلان شعائرهم , لأنهم ينطلقون في هذه الخطة من السياسة التي تقول : ( خذ ثم طالب بالمزيد ) , وعندها يصعب على من أراد إيقاف هذا المد الخطير والرهيب , والسبب بكل بساطة أن كل ما قاموا به يتم بموجب تراخيص رسمية لا تستطيع الدولة أن تمنعهم بعد ذلك .

كما تذكر الخطة أهم عامل يؤثر على الدولة المستهدفة , بل قد يصيبها في مقتل عياذا بالله تعالى , ألا وهو الخلاف بين العلماء وحكامهم , فتقول الخطة : ( سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجة إطلاقا ) ...

فهل نتنبه إخواني في الله على ما سيفعلونه من إثارة الخلاف , وفرقة للصف بين العلماء والأمراء , إذاً لابد على الأمراء ألا يتخذوا موقفا من علمائهم بدون بينة واضحة , والواجب على العلماء سددهم الله أن يلتفوا حول الأمراء , ويظهروا لهم النصح والطاعة , وأنهم معهم في الرخاء والشدة , وفي المنشط والمكره , كما أوصى بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم , وبهذا الأمر بإذنه تعالى سينقطع الطريق على أصحاب هذه الخطة وتموت أغراضهم الخبيثة الحاقدة في صدورهم , أما إذا كان الأمر خلاف ذلك , عياذا بالله تعالى , فإننا نكون قد قدمنا منحة مجانية يتمكن بها العدو من تحقيق مآربه , وعندها لا تسأل عن خراب الدين والدنيا , عياذا بالله تعالى .

كما تركز الخطة على أمر في غاية الخطورة , حيث تقول الخطة : ( يتوجب على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد .... وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس غبر وسائل الإعلام فعليهم ألا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ) ..

أن الكثير من المحللين والمراقبين لنشاط شيوخهم بدأ يلاحظ ظهور بعض شيوخهم في بعض الصحف السيارة لأهل السنة , وهم يطرحون بعض القضايا التي في ظاهرها أنها محاولة لحفظ أمن البلاد , وإزالة التوترات الداخلية , بإسلوب فيه مكر ودهاء , وهم في نفس الوقت نرى كتبهم الثورية على حكام أهل السنة , تنشر مثلا في مدينة لندن , إضافة إلى زياراتهم المتكررة لبعض الأمراء , من ولاة الأمر وفقهم الله , في كل مناسبة تتاح لهم , وكل ذلك تنفيذ لما توصي به هذه الخطة التي تقول : ( يتوجب على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد .... وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس غبر وسائل الإعلام فعليهم ألا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ) ..

إذاً هم يمارسون تكتيكا خطيرا جداً , وينطلقون من القاعدة التي تقول : ( ترهبنوا حتى تتمكنوا ) , ( ومهما تم الإغداق بالمال على العدو ليشرى , فإن الذئب ذئب مفترس حتى لو نشأ مع الخراف ) فهل نعي وندرك ؟؟

بعد ذلك تنتقل الخطة السرية إلى المراحل العملية للتنفيذ فتقول : ( أولاً : ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين .. ) , فنقول نعم إن ذلك بسبب مرور أكثر من 10 سنوات على تنفيذ هذه الخطة في هذه الدول الخمسة المذكورة , إضافة إلى كثرة الأتباع والعملاء في هذه الدول , ثم تستمر الخطة قائلة : ( أما العملاء - أي جواسيسهم المنتشرين بين أهل السنة - فواجبهم ثلاثة أشياء :

1. شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة ...

2. العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب النفوذ ...

3. شراء القرى والبيوت الجديدة في مراكز المدن ... )

وهذا نفس المخطط الذي يقوم به اليهود , وهو الذي يفعلونه تماما بأرض الأنبياء فلسطين , حيث توسعوا في بناء المستوطنات اليهودية حول القدس الشريف وما زالوا في التوسع , وعندها تصبح هذه الأراضي ملكا شرعياً لهم , فيصعب إخراجهم منها بعد ذلك , ولذلك فإن الواجب على أهل السنة عدم تمكين أولئك الشيعة من شراء الأراضي والبيوت والشقق , حتى لا يتم لهم ما يحلمون به من السيطرة على بلاد المسلمين , وهذا واجب مشترك بين الدوائر الرسمية المعنية بهذا الموضوع وبين أرباب الأموال والأملاك في البلدان المستهدفة .

وتستمر الخطة السرية بقولها : ( يجب حث الشيعة على احترام القانون وطاعة منفذيه وموظفي الدولة , والحصول على تراخيص رسمية للإحتفالات المذهبية وبناء المساجد والحسينيات , كما يجب على الأفراد – أي الشيعة – التداخل في الأماكن ذات الكثافة السكانية , وكذلك الحصول على جنسية البلاد التي يقيمون بها , باستغلال الأصدقاء – يقصدون من في المناصب الحساسة والمهمة في الدول المجاورة المستهدفة من وزراء ورؤساء القطاعات العسكرية والتعليمية والاقتصادية وغيرها من الأماكن المهمة - وتقديم الهدايا الثمينة , وعليهم أن يرغبوا الشباب بالعمل بالوظائف الحكومية والإنخراط خاصة في سلك الجندية .. ) ...

وقد يصل خبث هؤلاء إلى إنشاء بعض العلاقات التجارية مع بعض الأمراء من أبناء الأسر الحاكمة , والذين قد يُلبس عليهم وهو لا يعلمون مخططات هؤلاء المنافقين الباطنيين , ولا حول ولا قوة إلا بالله , وقد تكون هذه الهدايا الثمينة المذكورة في الخطة عبارة عن رشاوي وأموال تغدق على هؤلاء الأصدقاء , لكي تُشترى بها ذممهم ليخونوا بها دينهم وعقيدتهم وبلادهم عياذا بالله تعالى , كما قد تكون هذه الهدايا عبارة عن نساء مجندات فارسيات يجدن اللغة العربية ويتصفن بذكاء حاد وقوة الشخصية , إضافة إلى جمال منتقى بمنتهى الخبث والدهاء , ليكون مصيدة لوقوع الفريسة المراد احتواءها من الأصدقاء طبعاً , وذلك عن طريق العلاقات السرية الداعرة والمشبوهة تحت ستار ما يسمى بنكاح المتعة التي لا يعلمها إلا الله تعالى .

كما ذكرت الخطة أمرا مهما جدا وهي قولها : ( وعليهم أن يرغبوا الشباب بالعمل بالوظائف الحكومية والإنخراط خاصة في سلك الجندية .. )

وقد بدءوا بالفعل الدخول في الكليات العسكرية بعد تغيير أسمائهم التي تدل على عقيدتهم وتسموا ببعض أسماء أهل السنة حتى لا يتعرف أحد على مخططاتهم , فأنتشروا في صفوف القوات المسلحة في تلك البلاد المخطط لها في جميع قطاعاته الأمنية الخاصة , حتى بلغت نسبتهم – على سبيل المثال – في إحدى الدول القريبة حوالي 30% من تعداد الجيش , ويزيدون بنسب أعلى في صفوف الضباط , أما عن سلاح الطيران في هذه الدولة القريبة منهم , فقد بلغت نسبتهم حوالي 40% بحيث يستطيع العاملون في هذا الجهاز استقدام من يشاءون من هذه المطارات من أبناء جلدتهم وبدون علم المسؤولين وولاة الأمر في تلك البلاد , فهل نتنبه إخواني في الله , أم نريد أن تتكرر أحداث بغداد المأساوية أيام سقوط الدولة العباسية [1] عياذا بالله تعالى .

كما بدأت آثار انتشارهم في قطاعات التعليم إداريين ومعلمين , والصحة إداريين وأطباء وفنيين , مما أخاف كثير من المخلصين والمراقبين لهم , فقد دخلوا في مناصب مهمة وحساسة , مثل سلك التعليم بكافة مستوياته الإبتدائي والمتوسط والثانوي بل وحتى الجامعي , وأصبحوا ذوي تأثير على أبناء أهل السنة , كذلك تولى البعض منهم وظائف طبية حساسة في المختبرات وغرف العمليات , وأقسام الأشعة في مستشفيات أهل السنة , ولم يبقى سوى أن يفتح لهم باب تحت مسمى التعاون الطبي المشترك , ليأتي الأطباء والممرضات من دولتهم إيران لينتشروا في بلاد أهل السنة , وعندها لا تسأل عن خراب الدين والدنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

ثم تختم الخطة بقولها : ( وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي ، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود ) ..

وهذه العبارة التي خُتمت بها الخطة السرية , تؤكد لنا أنه لا يجدي معهم أي حوار وتحت أي عنوان أو مسمى , ولو كانت هذه الحوارت تُطرح تحت مسمى التجمع الوطني أو التكتلات الوطنية لوحدة الصف الوطني , فكل هذا لا يجدي ولا ينفع , والسبب بمنتهى البساطة أنهم ينتظرون مهديهم المزعوم المنتظر ليخرج من سردابه , ليبدأ بقتل العرب وخدام الحرمين الشريفين , إضافة إلى تقطيع أيدي سدنة الكعبة المشرفة وهم بني شيبة , كما جاء ذلك في كتبهم المعتبرة ومن أئمتهم الثقات [2] .

ونحاول تلخيص هذه الخطة السرية في النقاط التالية :

· الخطة وُضعت بعد عقد ثلاث جلسات لبعض اللجان المتخصصة , وخرجوا بآراء شبه إجماعية لتنفيذ هذه الخطة , كما تصرح الخطة بأن الخطر الحقيقي الذي يواجه الشيعة حكومة وشعبا , هم أهل السنة , حتى ولو كانوا فساقا أو مقصرين في تدينهم , وقد يعبرون عنهم بالوهابيين أو بالعامة أو بالمشركين , كما في كتبهم .

· الخطة توصي بزيادة انتشار الشيعة في المناطق داخل إيران , وخصوصا المناطق الحدودية مع الدول المستهدفة .

· الخطة توصي بزيادة أعداد المساجد والحسينيات الشيعية , والتوسع في إشهار وانتشار الإحتفالات المذهبية , كإحتفالات يوم عاشوراء والمولد والعزاءات في الدول المستهدفة , بل إن هناك العديد من الحسينيات في هذه الدول المستهدفة تدعم مباشرة من حزب الله اللبناني .

· أوصت الخطة بضرب الأسس الثلاثة التي تبنى عليها الدول المستهدفة وهي : قوة السلطة الحاكمة , والعلم والمعرفة عند العلماء , والاقتصاد عند أصحاب رؤوس الأموال .

· توصي الخطة بزلزلة كيان الحكومات المجاورة لدولتهم إيران , وذلك بإحداث الخلاف بين الحكام والعلماء , إضافة إلى تشتيت رؤوس الأموال , استعدادا لضرب هذه الدول المستهدفة .

· توصي الخطة كذلك بأهمية السيطرة على دول الخليج , لأن السيطرة على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم , حيث إن هذه المنطقة تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث المخزون النفطي وهذا الأمر يوضح لنا كثرة انتشارهم وتغلغلهم في شركات النفط البترولية في خليجنا العربي , ومنها انتشارهم الملاحظ في شركة أرامكو السعودية .

· كذلك توصي الخطة بتحسين العلاقات مع الدول المجاورة لدولتهم إيران خصوصا المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى تمهيدا لغزوها عقديا وفكريا .

· توصي الخطة بسرعة إنشاء علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية مع الدول المستهدفة في هذه الخطة .

· توصي الخطة بإرسال عدد من الإيرانيين والعرب إلى الدول المستهدفة كعملاء وجواسيس منتشرين في جميع القطاعات الحكومية والأهلية .

· كما توصي الخطة أتباعهم من العملاء بشراء الأراضي والبيوت والشقق في هذه الدول المستهدفة , حتى ولو كان عن طريق أحد أبناءهم المتجنسين بجنسية الدولة المستهدفة .

· كما توصي الخطة أتباعهم من العملاء والمندسين بين صفوف أهل السنة , بإنشاء علاقات حميمة وصداقات متينة مع أصحاب رؤوس الأموال , والموظفين الإداريين الحكوميين , بل مع رؤوس الدولة إن تيسر لهم ذلك .

· توصي الشيعة أتباعهم من المواطنين في هذه الدول المستهدفة , بإظهار احترامهم لقانون هذه الدول وولاة أمرها , إضافة إلى محاولة أخذ تصاريح رسمية للاحتفالات المذهبية وبناء الحسينيات والمساجد , لتكون هذه التصاريح بعد ذلك من الوثائق الرسمية الثابتة .

· كما توصي الخطة بالتركيز على المناطق ذات الكثافة السكانية , وكأنهم يقصدون بذلك عواصم هذه الدول المستهدفة كالرياض وجدة ودبي وبغداد .

· وتوصي الخطة أتباعهم بأخذ جنسية البلاد التي يقيمون فيها , بأسرع وقت ممكن .

· وتوصي الخطة باستغلال أصدقائهم من أهل السنة المغرر بهم , وذلك عن طريق تقديم الهدايا الثمينة , والتي هي في الحقيقة عبارة عن رشاوي تدفع لهم ليبيعوا دينهم ويخونوا بلادهم وولاة أمرهم .

· و توصي الخطة أتباعهم من الشيعة المقيمين في هذه البلاد المستهدفة بسرعة الانخراط والانتشار في جميع الوظائف الحكومية والقطاعات العسكرية , وذلك للسيطرة على أهم ثغور الإسلام والمسلمين , ولا ننسى أن ننوه أن جميع أبناء الشيعة المقيمين في هذه الدول المستهدفة قد زاروا معسكرات حزب الله اللبناني وتدربوا على فنون القتال , لذلك اليوم الذي تنتظره الشيعة لأهل السنة بفارغ الصبر , فهل نتنبه إخواني في الله .

· كما توصي الخطة باستثارة علماء السنة الموجودين في البلاد المستهدفة ضد الفساد الاجتماعي والأخلاقي والسياسي , وذلك عن طريق توزيع منشورات باسم بعض الجهات الدينية أو الشخصيات المعروفة بهدف ضرب العلماء بولاة أمرهم , وهذا من أخبث ما في الخطة السرية , لأنه يتسبب في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب على ولاة أمرهم , كما ينتج عنه سوء ظن الحكام بعلماء السنة المخلصين لدينهم وبلادهم , والذي ينتج عنه أن الحكام سيعتبرون كل الخطابات الدينية أعمالا مناهضة لنظامهم , وعندها لن يعمل الحكام على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية , كما سيترتب من كل هذا إيقاف وفصل العديد من العلماء وطلبة العلم المخلصين لدينهم وبلادهم , وعندها يخلو الجو لعلماء الشيعة لنشر أفكارهم بالطرق الملتوية المخادعة .

· كما توصي الخطة بعد ضرب علماء السنة بأمراءهم وولاة أمرهم أن يبدأ علماء الشيعة وعلى الفور في هذه البلاد المستهدفة إلى إعلان الولاء التام للحكام والأمراء خاصة في المواسم المذهبية , ويحاولون أن يبرزوا للحكام أن التشيع مذهب لا خطر منه عليهم , وإن استطاعوا أن يعلنوا هذا عبر وسائل الإعلام المختلفة فعليهم ذلك ليكسبوا ثقة الحكام ويحوزوا رضاهم , فيقلدوهم الوظائف الحكومية .

1. كما توصي الخطة بعمل جميع المحاولات والإمكانيات لنقل رؤوس الأموال من هذه الدول المستهدفة إلى دولتهم إيران , وذلك لرفع الاقتصاد الإيراني , وخفض الاقتصاد في الدول المستهدفة .

2. كما توصي الخطة أتباعهم من المتغلغلين والمتنفذين الذين تبوءوا كبرى الوظائف المدنية والحكومية , إلى العمل بمنتهى الهدوء واليقظة في أماكنهم الحساسة ليتمكنوا من الوشاية بالمخلصين لدى الحكام , وإظهارهم على أنهم هم الخونة والذين يريدون تفريق الصف وتشتيت الوحدة الوطنية .

هذا ما تيسر, وأسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا من العلماء والأمراء إلى كل خير وتقوى , كما أسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من سوء ومكروه , وأسأله بقدرته أن يفضح كل من أراد أهل السنة والجماعة بسوء وشر , وأن يجعل السنة عزيزة منصورة في كل مكان , وأسأله سبحانه أن يجعل أمراء السنة في بلاد الحرمين وعلماءهم من الغالبين الممكنين , ويعلم الله إخواني في الله أنني لم أتكلم بهذا الموضوع إلى نصحا لإخواني المسلمين أئمتهم وعامتهم , وغيرة على بلاد المسلمين عامة , وبلاد الحرمين خاصة , من أن يصيبهم مكروه , كما أرجو الله تعالى أن يصل هذا الصوت إلى كل فرد في هذه السفينة سواء كانوا من العلماء أو الأمراء أو المسئولين الذين قلدهم الله أمرا من أمور الرعية , وأساله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا و يستر علينا عيوبنا وأن لا يفضحنا لا في الدنيا ولا في الآخرة , كما أسأله تعالى أن يجعل آخر كلمة نقولها ونحن خروجا من هذه الدنيا لا إله إلا الله , وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة , وأن يحشرنا يوم القيامة خلف لواء الحبيب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه وآل بيته الطيبين الطاهرين وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه .

الباب الثاني : بقية فرق الشيعة :

وفيه خمسة فصول :

الفصل الأول : الشيعة النصيرية .

الفصل الثاني : الشيعة الدروز .

الفصل الثالث : الشيعة الزيدية .

الفصل الرابع : الشيعة الإسماعيلية في العالم .

الفصل الخامس : الشيعة الإسماعيلية في السعودية ( المكارمة ) .

الفصل الأول :

الشيــعة النصيــرية

حديثنا عن الشيعة النصيرية سوف يكون بحول الله تحت العناصر التالية :

1. التعريف بالشيعة النصيرية .

2. الشيعة النصيرية والتكتم على عقيدتهم .

3. طوائف الشيعة النصيرية .

4. أشهر شخصيات ودعاة الشيعة النصيرية .

5. مراسيم وطقوس الدخول في العقيدة النصيرية.

6. عقيدة الشيعة النصيرية .

7. أعياد الشيعة النصيرية .

8. أماكن انتشار الشيعة النصيرية .

9. المجازر التي قام بها الشيعة النصيرية في حق أهل السنة والجماعة العُزّل والأبرياء .

ومن أراد التوسع فعليه بكتاب ( الجذور التاريخية للنصيرية العلوية ) لحسيني عبد الله , وكتاب ( الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية ) لسليمان الأضني المقتول على يد الشيعة النصيرية , وكتاب ( تاريخ العلويين ) لمحمد غالب الطويل , وكتاب ( تاريخ العقيدة النصيرية ) لرينيه دوسو , وكتاب ( الحركات الباطنية في العالم الإسلامي ) لأحمد الخطيب .

1. التعريف بالشيعة النصيرية :

النصيرية هي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري , أصحابها يعدون من غلاة الشيعة , الذين زعموا بأن الإله قد حل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه , ومقصدهم من ذلك هو هدم الإسلام ونقض عراه .

والنصيرية إخواني في الله مع كل معتد لأرض المسلمين , ولقد أطلق عليهم الإستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين , تمويها وتغطية لحقيقتهم الرافضية الباطنية الخبيثة , والنصيرية تسمت بهذا الاسم نسبة إلى محمد بن نصير النميري , الذي عاش في القرن الثالث الهجري , وهم من الشيعة الغلاة , وذلك لأنهم غلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وقالوا بألوهيته , وهم بالإضافة إلى قولهم بألوهية علي رضي الله عنه , يعتقدون بتناسخ الأرواح , والتأويل بالباطن , ومذهبهم مزيج من الوثنية الآسيوية القديمة والمجوسية واليهودية والنصرانية , خاصة في قضية الحلول أي حلول الله سبحانه وتعالى في جسم إنسان – عياذاً بالله تعالى من الكفر - .

والنصيرية يحبون عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه , بل ويترضون عنه بزعمهم واعتقادهم بأنه خلص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه .

2. الشيعة النصيرية والتكتم على عقيدتهم :

فالنصيرية من أشد الفرق في الكتمان على معتقداتهم , وتعتبر ديانتهم سراً من الأسرار العميقة , ولا يجوز إفشاءها لغيرهم , ومن يفشي شيئا من عقيدتهم جزاءه القتل نصيرياً كان أو غير نصيري , وحينما أفشى سليمان الأضني النصيري , وهو من أبناء مشائخ النصيرية عقائدهم بعد أن دخل في الديانة النصرانية , بتأثير من بعض المبشرين الأمريكيين , وجاء إلى اللاذقية وكتب كتابه الخطير المسمى بالباكورة السليمانية , والذي كشف فيه الكثير من أسرار العقيدة النصيرية , وطبع المبشرون الأمريكيون الكتاب في بيروت سنة 1863م , بعد أن أقام هذا المسكين باللاذقية مدة من الزمن وهو على النصرانية , أخذ أقاربه يراسلونه ويحببون إليه العودة إليهم , مستعملين في ذلك كل وسائل التودد والمجاملة والمحبة , حتى أمن جانبهم , وعاد إلى وطنه الأصلي و إلى أقربائه النصيرية , وهناك قتلوه بشر قتلة , حيث أحرقوه قتلا في الساحة العامة . ثم حاول الشيعة النصيرية بعد حرقه بكل جهد وعزم على إحتواء هذا الكتاب الذي فضحهم , حتى غختفى تدريجياً ولا توجد منه الآن نسخة واحدة , وهكذا فإنهم يترصدون لكل من يذكر عنهم شيئا أو يشير إلى عقائدهم الخبيثة الباطنية التي تنضح وثنية وشركاً , ولا يملكون من وسائل الدفاع والرد غير التصفية الجسدية الجبانة .

3. طوائف الشيعة النصيرية :

فالنصيريون ينقسمون إلى فرق وطوائف منها :

الفرقة الأولى : وهم الجرّانة , وسُميت بهذا القسم على اسم قريتهم , ولكن في عام 1011هـ , صاروا يُعرفون باسم الكلازية , ويُقال لهم أيضاً القمرية , لأنهم يعتقدون بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد حل في القمر , ولهذا فهم يعبدون القمر , ويعتقد هؤلاء أن الإنسان إذا شرب الخمر الصافية , فإنه يقترب من القمر – عياذا بالله تعالى - .

الفرقة الثانية : وهو الغيبية , الذين رضوا بما قُدر لهم في الغيب فتركوا التوسل , ولكن في القرن التاسع ظهر رجل منهم اسمه علي حيدر , فكثر أتباعه بعد ذلك فتسموا بالحيدرية نسبة إلى ذلك الرجل .

الفرقة الثالثة : هي فرقة الماخوسية , نسبة إلى زعيمهم علي الماخوس , وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين :

قسم ظل على ولائه لتعاليم شيخهم علي الماخوس , والقسم الآخر تابع سلمان المرشد .

الفرقة الرابعة : هم النياصفة , نسبة إلى زعيمهم ناصر الحاصوري من بلدة نيصاف بلبنان .

الفرقة الخامسة : هم الظهوراتية , نسبة إلى زعيمهم الشيخ إبراهيم العبيدي .

الفرقة السادسة : البناوية , نسبة إلى سلمان المرشد وأبنه مجيب من بعده .

ومن هذه الفرق من يعبد ويقدس الشمس , معتقدين أن علي يقع بها , ومنهم من يعبد ويقدس القمر زاعمين أن علي يقع فيه , ومنهم من يقدس الهواء , فالهواء عند بعض النصيرية هو الله – تعالى الله عن ذلك , وتنزه الله عن ذلك سبحانه وتعالى – إلى غير ذلك من الخرافات والأباطيل والخرافات السائدة في هذا المذهب الشيعي النصيري الباطني الفاسد , والذي يفوق خرافات وأساطير اليونانيين القدماء .

4. أشهر شخصيات ودعاة الشيعة النصيرية :

أول هذه الشخصيات هو مؤسس هذه الفرقة وهو أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري , المتوفى عام 270هـ , والذي عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم الإمام العاشر علي الهادي , والإمام الحادي عشر الحسن العسكري , والإمام الثاني عشر محمد بن حسن العسكري والملقب عند جميع فرق الشيعة بالمهدي المنتظر أو الحجة الغائب , كما يزعم هذا المؤسس أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري , وأنه هو الذي ورث علمه , وأنه الحجة , وأنه هو المرجع للشيعة من بعده , كما أنه ادعى هذا الخبيث النبوة والرسالة , وغلى في حق الأئمة , حيث رفعهم على مقام الألوهية – عياذاً بالله تعالى – وهذا فعل جميع فرق الشيعة .

ثم خلفه بعد ذلك على رئاسة الطائفة من بعده رجل اسمه محمد بن جندب , ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني من جنبلا بفارس , ويكنى بالعابد والزاهد والفارسي , سافر إلى مصر وهناك عرض دعوته على رجل يدعى الخصيبي , والخصيبي هذا هو الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيبي المولود سنة 206هـ , وهو مصري الأصل رحل مع شيخه عبد الله بن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا , وخلفه في رئاسة الطائفة , وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب , حيث أنشأ للنصيرية مركزين أحدهما في مدينة حلب السورية , ورئيسه محمد علي الجيلي , والآخر في مدينة بغداد العراقية ورئيسه علي الجسري , وقد توفي هذا الخصيبي في حلب وقبره معروف بها , وله مؤلفات في هذا المذهب وهذا المعتقد النصيري , كما له أشعار في مدح آل البيت , وكان يقول هذا الخبيث بتناسخ الأرواح , وحلول الله في المخلوقات – عياذاً بالله تعالى- وهذه نفس عقيدة النصرانية التي سوف نتكلم عنها في درس قادم بإذن الله تعالى .

عندها أغلق مركز بغداد , بعد حملة هولاكو عليها وأنتقل مركز حلب إلى اللاذقية , وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني , وأشتدت هجمات الأكراد من أهل السنة والأتراك على الشيعة النصيرية بعد ذلك , مما دعاهم إلى الإستنجاد بالأمير حسن المكزون السنجاري الذي أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية .

وكذلك توجد قبل فترة بعض التجمعات النصيرية , كتلك التي أنشأها الشاعر القمري محمد بن يونس الكلاذي قرب أنطاكية , وعلي الماخوس , وناصر نصيفي , ويوسف عبيد .

كذلك من شخصياتهم رجل يُدعى سليمان أفندي الأضني , الذي ولد في أنطاكية عام 1250هـ , وتلقى تعاليم وعقائد النصيرية , لكن هذا المسكين تنصر على يد أحد المبشرين , وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الخطير المسمى ( الباكورة السليمانية ) , والذي كشف فيه أسرار هذه الطائفة الباطنية , وعندها استدرجه النصيريون الشيعة وطمأنوه فلما عاد إليهم وثبوا عليهم وخنقوه وأحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية علانية أمام الناس .

كذلك من شخصياتهم , إخواني في الله , رجل يسمى محمد أمين غالب الطويل , الذي كان أحد قادتهم أيام الاحتلال الفرنسي لسوريا , والذي ألف كتاب بعنوان ( تاريخ العلويين ) الذي يتحدث عن جذور هذه الفرقة الباطنية الضالة .

كذلك من شخصياتهم سليمان الأحمد , الذي شغل منصبا دينيا في دولة العلويين عام 1920م , ومن شخصياتهم أيضاً سليمان المرشد , الذي كان راعي بقر , لكن الفرنسيين المستعمرين لسوريا احتضنوه وأعانوه على إدعاء الربوبية , حيث اتخذ له رسولاً وهو سليمان الميدة , وقد كان راعي غنم , ولقد قضت عليه حكومة الاستقلال وأعدمته شنقاً سنة 1946م , جاء بعده إبنه مجيب وأدعى الألوهية , ولكنه قتل أيضاً على يد رئيس المخابرات السورية في ذلك الوقت وهذا في عام 1951م .

وما تزال فرقة الماخوسية من النصيرية يذكرون هذا الرجل على ذبائحهم إلى الآن – عياذاً بالله تعالى - , ويقال بأن الإبن الثاني لسليمان المرشد واسمه مغيث قد ورث الربوبية المزعومة عن أبيه, واستطاع العلويون النصيريون أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا وأشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965م بواجهة سنية , ثم قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين البعثيين بحركتهم الثورية في 12 مارس عام 1971م , ثم تولى النصيريون رئاسة الجمهورية السورية بقناع سني خبيث .

5. مراسيم وطقوس الدخول في العقيدة النصيرية :

حيث يتم الدخول في العقيدة النصيرية بطريقة غريبة يتم من خلالها القضاء على عرق ينبض بالرجولة والشهامة , وتُداس كرامته فيه ويُهتك عرضه , فحينما يحضر التلميذ يختار الشيخ الذي سيلازمه من بين مجموعة المشائخ الموجودين , ويسمونه الوالد الروحي أو الوالد الديني , ثم يغرسون في شيخه تقديس شيخه والتواضع له تواضعاً مطلقاً , أشبه ما يكون بالقاعدة الصوفية التي تقول : ( كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي الغاسل ) .

ومن هذه الطرق أنه حينما يدخل يقف في ناحية الباب , وهو ساكت لا يتكلم بشيء , وأحذية المشائخ مرفوعة فوق رأسه , ثم يتكلم شيخه لبقية المشائخ ويتوسل إليهم أن يقبلوا هذا الشخص الماثل أمامهم , ليدخل في زمرتهم ويحمل عقيدتهم , فإذا وافق المشائخ أنزلت الأحذية من فوق رأسه , ثم يأخذ في تقبيل أيدي وأرجل الحاضرين من المشائخ , ثم يقف في مكانه ويوضع على رأسه خرقة بيضاء , ثم يأخذ الشيخ في قراءة العقد الذي سيتم بين التلميذ وبين المشائخ , وهو أشبه ما يكون بعقد الزواج ويعتبرون هذا بمثابة الخطبة , ويعتبرون الكلام الذي يسمعه بمثابة النكاح , وما يتحمله من العلم عنهم بمثابة الحمل , فإذا علم وأراد التعليم فإن ذلك يكون بمثابة الوضع , وبعد أن تتم هذه المرحلة يقال للتلميذ يجب عليك أن تكرر كلمة التوحيد في اليوم خمسمائة مرة , وكلمة التوحيد عند الشيعة النصيرية هي ( بحق ع م س ) ومعناها علي ومحمد وسلمان , وسيأتي بيانها .

بعد ذلك يأتي إليهم التلميذ ليكمل تعليمه المذهب بعد اختبارات قاسية يرضى فيها بكل شيء , حتى ولو بإهدار كرامته .

- أهم الشروط التي تتعلق بتعليم المذهب النصيري :

أولا : يشترطون فيمن يُلقى إليه تعليم المذهب أن يتجاوز سن التاسعة عشر .

ثانياً : أن يمر بعدة مراحل وهي :

المرحلة الأولى : وتسمى مرحلة الجهل , وفيها يهيئون من يقع عليه الاختيار من أبناء الطائفة النصيرية لقبول وحمل أسرار المذهب , ويكون في هذه الجلسة خمر ونساء ثم نوم حتى السحر ز

المرحلة الثانية : مرحلة التعليق , و في هذه المرحلة يلقنونه شيئاً من تعاليم المذهب , ويبقى مدة سنة إلى سنتين تحت إشراف شيخ من شيوخ الطائفة ليطلعة شيء من أسرار المذهب بالتدريج , فإذا توسموا فيه القبول والنجابة نقلوه إلى المرحلة الثالثة وإلا طردوه .

المرحلة الثالثة : مرحلة السماع , وهي الدرجة العليا , ويطلعونه على أكثر أصول المذهب الشيعي النصيري , ثم يعقد الرؤساء الروحيون للطائفة مجمعاً خاصاً لتلقينه بقية أسرار المذهب , ثم ينقلونه إلى درجة أعلى يطلقون عليها درجة الشيخ أو صاحب العهد , ويتم ذلك بحضور الكفلاء و الشهود الذين يشهدون باستعداد الرجل لقبول السر والمحافظة عليه , ثم يحلف اليمين المقررة المغلظة عندهم أن يحافظ على السر ولو أريق دمه , وبعد حصوله على هذه الدرجة , يصبح شيخاً من شيوخ الطائفة النصيرية .

6. عقيدة الشيعة النصيرية :

فتعتقد الشيعة النصيرية بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الإله – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني , هو كظهور جبريل في صور بعض الأشخاص .

ويقولون إن الإله علي بن أبي طالب لم يظهر في صورة الناسوت – يعني الصورة الإنسية – إلا إيناساً لخلقه وعبيده كما يزعمون – عياذاً بالله تعالى - .

والشيعة النصيرية تحب وتعظم عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي , ويترضون عنه لزعمهم بأنه قد خلص اللاهوت من الناسوت , يعني هو الذي خلص الصورة الإلهية من الصورة الإنسانية , ويعتقد بعض الشيعة النصيرية أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده , وإذا مر بهم السحاب قالوا : السلام عليك يا أبا الحسن . ويقولون إن الرعد صوته .

كما تعتقد الشيعة النصيرية أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الذي خلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم , و أن محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي خلق سلمان الفارسي رضي الله عنه , وأن سلمان الفارسي خلق الأيتام الخمسة وهم :

اليتيم الأول : المقداد بن الأسود , ويعتقدون أنه رب الناس وخالقهم والموكل بالرعود .

اليتيم الثاني : أبو ذر الغفاري : الموكل بدوران الكواكب والنجوم .

اليتيم الثالث : عبد الله بن رواحة , الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر .

اليتيم الرابع : عثمان بن مضعون , الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان .

اليتيم الخامس : قنبر بن كادان , الموكل بنفخ الأرواح في الأجساد .

كما أن للشيعة النصيرية , إخواني في الله , ليلة يختلط فيها الحابل بالنابل , كشأن بعض الفرق الباطنية , وكذلك فإن الشيعة النصيرية يعظمون الخمرة ويحتسونها , ويعظمون شجرة العنب , ويستفضعون قلعها أو قطعها لأنها هي أصل الخمرة التي يسمونها النور { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {91}} [3]. حيث يقولون عندما يشربون الخمر ما نصه : إن هذا عبدك عبد النور شخص النار حللته وكرمته وفضلته لأوليائك العارفين بك حلالاً طلقاً , وحرمته على أعدائك الجاحدين – يعنى المسلمين – المنكرين لك نصاً – يعني في قرآن المسلمين – اللهم مولاي – يقصدون به علي بن أبي طالب – كما حللته لنا أرزقنا به الأمن والأمان , والصحة من الأسقام وأنفي به عنا الهم والأحزان .

وتصلي الشيعة النصيرية في اليوم خمس مرات لكنها صلاة تختلف في عدد الركعات ولا تشتمل على سجود , وإن كان فيها نوع من الركوع أحياناً , وأول وقت للصلاة عند الشيعة النصيرية – أي الصلاة المفروضة – هي صلاة الظهر وتتألف من ثمانية ركعات , ثم صلاة العصر وتتألف من أربع ركعات , ثم المغرب وتتألف من خمس ركعات , ثم العشاء و تتألف من أربع ركعات ثم الفجر وتتألف من ركعتين .

وقد ورد في كتاب الباكورة السليمانية أن الصلوات الخمس عند النصيرية هي كالتالي :

الظهر لمحمد , والعصر لفاطر أو فاطم أي فاطمة رضي الله عنها , والمغرب للحسن , والعشاء للحسين , والصبح لمحسن الخفي .

كما أنهم لا يصلون الجمعة و لا يتمسكون بالطهارة كالوضوء ورفع الجنابة قبل أداء الصلاة , وليس لهم مساجد عامة بل في بيوتهم , وصلاتهم تكون دائماً مصحوبة بتلاوة الخرافات .

ولهم قداسات شبيهة بقداسات النصارى مثل :

قداس الطيب لك أخ حبيب .

وقداس البخور في روح ما يدور في محل الفرح والسرور.

وقداس الأذان وبالله المستعان .

كما أن النصيرية لا يعترفون بالحج , ويقولون بأن الحج إلى مكة إنما هو كفر وعبادة أصنام , ولا يعترفون بالزكاة الشرعية المعروفة لدينا نحن أهل السنة , وإنما يدفعون ضريبة إلى مشائخهم زاعمين بأن مقدارها خمس ما يملكون , وهم بذلك يشتركون في هذا الخمس مع جميع فرق الشيعة الأخرى .

الصيام عند النصيرية , هو الامتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان المبارك .

إضافة إلى أن النصيرية يبغضون الصحابة بغضاً شديداً , ويلعنون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين , تماما مثل ما تفعله الشيعة الإمامية الإثنى عشرية .

وكذلك تعتقد الشيعة النصيرية بأن للشريعة باطناً وظاهراً , وأنهم وحدهم العالمون بباطن الأسرار , ومن ذلك اعتقادهم بأن الجنابة هي مولاة الأعداء والجهل بالعلم الباطني , والطهارة هي معاداة الأعداء ومعرفة العلم الباطني , والصيام عن الشيعة النصيرية هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة , والزكاة عندهم معناها شخصية سلمان الفارسي رضي الله عنه خالق الأيتام الخمسة – عياذاً بالله تعالى - , أما الجهاد فهو صب اللعنات على الأعداء والخصوم فشاة الأسرار , والولاية هي الإخلاص للأسرة الشيعية النصيرية وكراهية أعداءها , أما عن الشهادة فهي قولهم ( ع م س ) ويعنون بحرف العين علي بن أبي طالب الإله الذي خلق محمد , وحرف الميم محمد صلى الله عليه وسلم الذي خلق سلمان , وحرف السين سلمان الفارسي خالق الأيتام الخمسة , أما القرآن عند النصيرية فهو مدخل ليتعلم الإخلاص لعلي بن أبي طالب , كما تعتقد النصيرية بأن سلمان الفارسي هو الذي علم محمد صلى الله عليه وسلم القرآن في صورة جبريل - عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر وهذه الزندقة - , أما الصلاة فهي عبارة عن خمس أسماء هي علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة , ومحسن هذا يسمى عند الشيعة النصيرية بالسر الخفي , حيث يعتقدون بأنه سقط طرحته فاطمة رضي الله عنها , وذكر هذه الأسماء عند الشيعة النصيرية يجزئ عن الغسل من الجنابة والوضوء .

أما عن المرأة فالمرأة عند الشيعة النصيرية ليست جديرة بتلقي الدين وتحمل واجباته , لأنهم يعتقدون أنها لا تملك روحاً كما هي الحال لبقية الحيوانات الأخرى , والمرأة في نظر الشيعة النصيرية نوع من المسخ الذي يصيب غير المؤمن , فهي كالحيوان لأنها مجردة عن وجود النفس الناطقة , لذلك فهم يعتقدون أن نفوس النساء تموت بموت أجسادهن لعدم وجود أرواح خاصة بهن , ولهذا السبب فإن الشيعة النصيرية يستبيحون الزنا بنساء بعضهم البعض , لأن المرأة لا يكمل إيمانها إلا بإباحة فرجها لأخيها المؤمن كما يعتقدون , وهذا يفسر لنا ظاهرة كون المرأة جزءاً من الضيافة المقدمة عند الدخول في أسرار العقيدة النصيرية .

القيامة عند الشيعة النصيرية هي قيامة الإمام المحتجب صاحب الزمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه , ليحكم بين أتباعه ويحقق لهم السيادة وحدهم ضد خصومهم – أي أهل السنة – من أتباع الخليفتين الأول والثاني – يعني أبو بكر وعمر رضي الله عنهما – ويقولون : إن ظهور علي بن أبي طالب سيكون من الشمس قابضا على كل نفس الأسد من تحته وذو الفقار بيديه , والملائكة من خلفه والسيد سلمان الفارسي بين يديه , والماء ينبع من قدميه , والسيد محمد – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم – ينادي هذا مولاكم علي بن أبي طالب فاعرفوه وسبحوه وعظموه وكبروه , هذا رازقكم وخالقكم فلا تنكروه – عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر وهذه الزندقة - .

عقيدة التناسخ عند الشيعة النصيرية :

وتعريف التناسخ هو انتقال الميت بعد موته من حالة إلى حالة ومن جسد إلى جسد , بحسب تمسك النصيري بعقيدته , والنصيرية يؤمنون بأربعة أنواع من التناسخ وهي كما يلي :

النوع الأول : النسخ , وهو انتقال الروح من جسم الآدمي إلى جسم آدمي آخر .

النوع الثاني : المسخ , وهو انتقال الروح من جسم الآدمي إلى جسد حيوان .

النوع الثالث : الفسخ , وهو خروج الروح من جسم الآدمي إلى جسد حشرة من حشرات الأرض .

النوع الرابع : الرسخ , وهو انتقال الروح من جسم الآدمي إلى الشجر أو النبات أو الجمادات .

وقد جُمعت جميع تعاليم الشيعة النصيرية وعقائدها في كتيب صغير بعنوان ( كتاب تعليم الديانة النصيرية ) وهو مخطوط في المكتبة الأهلية في باريس تحت رقم 6182 , وهو على طريقة السؤال والجواب ويتألف من 101 سؤال نذكر منها على سبيل المثال ما يأتي :

سؤال : من الذي خلقنا ؟

جواب : علي بن أبي طالب أمير المؤمنين .

سؤال : من أين نعلم أن علياً إله ظ

جواب : مما قاله هو عن نفسه في خطبة البيان وهو واقف على المنبر إذ قال : ( أنا سر الأسرار , أنا شجرة الأنوار , أنا الأول والآخر , أنا الباطن والظاهر .. ) إلى آخر هذا الكذب ..

سؤال : ما اسم مولانا أمير المؤمنين في مختلف اللغات ؟

جواب : سماه العرب باسم علي , وهو سمى نفسه أرسطو طاليس , وفي الإنجيل اسمه إيليا – أي إلياس – ومعناه علي , والهنود يسمونه ابن كنكرا .

سؤال : لماذا نسمي مولانا باسم أمير النحل ؟

جواب : لأن المؤمنين الصادقين هم مثل النحل الذين يجتارون من أحسن الأزهار ولهذا سمي أمير النحل .

سؤال : ما القرآن ؟

جواب : هو المبشر بظهور مولانا بصورة بشرية .

سؤال : ما علامة إخواننا المؤمنين الصادقين ؟

جواب : ع م س , يعني كلمة التوحيد عندهم وهي علي ومحمد وسلمان .

سؤال : ما دعاء النيروز ؟

جواب : تقديس الخمر في الكأس .

سؤال : ما اسم الخمر المقدس الذي يشربه المؤمنون ؟

جواب : عبد النور .

سؤال : لماذا ؟

جواب : لأن الله ظهر فيها – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

سؤال : لماذا يولي المؤمن وجهه في الصلاة قبل الشمس ؟

جواب : إعلم أن الشمس نور الأنوار .

7. أعياد الشيعة النصيرية :

حيث للشيعة النصيرية أعياد بعضها خاص بهم , والبعض الآخر مشترك بينهم وبين باقي فرق الشيعة وأهمها :

عيد الغدير : ويحتفلون به في 18 من ذي الحجة , وهو عيد عند عامة فرق الشيعة , حيث يحيون ليلة هذا العيد بالصلاة , ويصلون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال , وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق العبيد وذبح الأغنام , والشعراء منهم يهنئون كبرائهم بهذا العيد .

عيد الفطر : ويحتفلون به في أول أيام شوال مثل سائر المسلمين , لكن الشيعة النصيرية لا يحتفلون به بعد صوم رمضان , وإنما بعد الصوم الذي يعتقدون فيه .

عيد عاشوراء : ويحتفلون به في العاشر من محرم كباقي فرق الشيعة , وهو ذكرى استشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كربلاء , لكن الشيعة النصيرية يعتقدون أن الحسين لم يمت بل اختفى مثل عيسى بن مريم عليه السلام .

عيد النيروز : أي اليوم الجديد , ويحتفلون به في أول أيام الربيع , وهو عيد فارسي الأصل أول من اتخذه هو جمشيد أحد ملوك الطبقة الثانية من ملوك الفرس .

عيد المهرجان : ويحتفلون به في أول الخريف , وهو عيد فارسي أيضاً , وبينه وبين عيد النيروز 167 يوماً .

عيد الصليب : ويحتفل به النصيريون ويجعلونه تاريخاً لقطف الثمار وبدء الزراعة , ويجعلون منه تاريخاً لبداية معاملاتهم كدفع أجور الرعي والمساكن والمخازن وما شابه ذلك , ويتوجهون في هذا العيد إلى المعارض المقامة في الأديرة لشراء لوازمهم مثل معرض دير الحمراء في كلكلخ في الشام , ومعرض دير مار إلياس في صافيتا .

وإلى جانب هذه الأعياد الرسمية إخواني في الله توجد أعياد أخرى للنصيرية , هي في الواقع أعياد نصرانية صليبية خالصة , مثل عيد الغطاس وعيد السعف وعيد العنصرة وعيد القديسة باربارا , وهذا العيد عيد القديسة باربارا تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية .

كذلك يحتف النصيريون العلويون في اليوم الخامس عشر من شهر شعبان بذكرى وفاة سلمان الفارسي رضي الله عنه خالق الأيتام الخمسة باعتقادهم .

8. أماكن انتشار وتواجد الشيعة النصيرية :

فتسكن هذه الطائفة المارقة في الجبال والسهول المحاذية للساحل السوري شرق البحر الأبيض المتوسط , كما يسكنون جبال اللاذقية في الإقليم السوري , وهم ينتشرون في القرى والثغور , ويشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان في هذه المدن , إلا أن مقرهم الذي استقروا فيه من قديم الزمان هو ما يعرف بجبال النصيرية , وقد انتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم مثل منطقة حمص التي أقاموا بها مؤخرا عددا من المشاريع العسكرية والإقتصادية لجعلها عاصمة لدويلتهم في حال إزاحتهم عن الحكم والسلطة , كما توجد أقلية نصيرية في محافظة حلب وبعض قرى الجولان , غير أن عددا كبيرا منهم يسكن مدينة حمص وكلكلخ التابع للواء حمص وبعض القرى الأخرى من المنطقة , وهم يميلون إلى التجمع , وإن كانوا بدءوا يختلطون بالناس في الوقت الحاضر وخاصة مع النصارى الصليبيين .

فبعد اغتصاب النصيرية للسلطة والحكم في سوريا , حصل بعض التعديل في توزيعهم السكاني , إذ أن معظم قياداتهم السياسية والعسكرية انتقلت مع عائلاتها وأزلامها إلى دمشق والمدن الكبرى , وأقاموا شبه مستعمرات حول مدينة دمشق في دمر وبرزه والقدم ومخيم اليرموك والست زينب , كما أقدم بعض الشيعة النصيرية على الزواج من أبناء وبنات المسلمين من أهل السنة في غفلة من الوعي الديني وسعياً من بعض ضعاف النفوس للتقرب من السلطة الحاكمة , كما حصلت مثل هذه الهجرة في باقي المحافظات السورية ولكنها بنسب أقل , وكذلك في مناطق الثروات الإقتصادية وتجمعات الصناعة , في حين يبقى الجبل النصيري موطنهم الأساسي ومستقر ثرواتهم ومشاريعهم الإعمارية والإقتصادية .

ويقدر نسبة الشيعة النصيرية في التعداد العام لسكان سوريا بنحو 10 % أي ما يقارب من مليون وسبعمائة ألف نصيري شيعي علوي .

وفي لبنان يتواجد النصيريون في سهل عكار شمال لبنان وضواحي مدينة طرابلس , ومعظمهم نازح من سوريا , ومن المعروف أن ولائهم التام هو للنظام الشيعي النصيري السوري وليس للبنان , ويقدر عددهم في لبنان بحوالي 40 ألف نصيري , وقد عمل النصيريون في لبنان في الحرب اللبنانية كعملاء لأسيادهم وشاركوا الجيش السوري النصيري في قصفه لمدينة طرابلس المسلمة السنية , وقاموا بإرتكاب جرائم قتل وسلب وتهريب وترويج للمخدرات .

كما يوجد عدد كبير من الشيعة النصيرية في غرب الأناضول في لواء إسكندرون ويعرفون باسم التختجية أو الحطابون , بينما يطلق عليهم في شرق الأناضول اسم القزل باشية .

ويُقدر عدد الشيعة النصيرية في دولة تركيا بنحو 2 مليون نسمة , وقد قويت شوكتهم بتسلم إخوانهم السلطة في دولة سوريا , وتسلل العديد منهم ليعمل في خدمة النظام النصيري في سوريا , كما تلقوا الأسلحة والدعم والتدريب في دولة سوريا ليشاركوا في مؤامرات وقلاقل في تركيا .

وهناك عدد من الشيعة النصيرية في فارس وتركستان الروسية وكردستان ويُعرفون باسم العلي إلهية , أما في فلسطين فيوجد حوالي 2000 نصيري يسكنون منطقة الجليل , وفي العراق يوجد عدد قليل جداً في منطقة تسمى " عانه " , وهي قرب الحدود السورية , وهذه المنطقة كانت في القديم إحدى أهم معاقل شيوخ الطائفة النصيرية المارقة .

9. المجازر التي قام بها الشيعة النصيرية في حق أهل السنة والجماعة العُزّل والأبرياء :

{ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } [4] .

لم يترك الشيعة النصيرية فرصة في القديم والحديث إلا واغتنموها في سبيل إيقاع أكبر بالمسلمين من أهل السنة , وهم عندما يقومون بذلك يعتقدون أنهم يُثابون على أفعالهم تلك التي يندى لها جبين الإنسانية خجلا , وما أحداث طرابلس لبنان وتل الزعتر ووقوفهم إلى جانب النصارى المارونيين عنا ببعيد .

أما في القديم فخياناتهم للمسلمين الذين يعيشون في ديارهم أكثر من أن تحصى , ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى المجلد 35 ما نصه : ( هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى , بل وأكفر من كثير من المشركين , وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار الفرنج والترك وغيرهم , فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت , وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار .... وصنف علماء المسلمين كتبا في كشف أسرارهم وهتك أستارهم , وبينوا ما هم عليه من الكفر والزندقة والإلحاد الذي هم به أكفر من اليهود والنصارى ومن براهمة الهند الذين يعبدون الأصنام , وما ذكره السائل في وصفهم قليل من الكثير الذي يعرفه العلماء في وصفهم , ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهاتهم وهم دائما مع كل عدو للمسلمين , فهم مع النصارى على المسلمين , ومن أعظم المصائب عندهم - أي عند النصيرية – فتح المسلمين للسواحل وقهار النصارى , بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار , ومن أعظم أعيادهم إذا استولى والعياذ بالله تعالى النصارى على ثغور المسلمين .... وأما إستخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جنودهم فإنه من الكبائر , وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم , فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم , وهم أحرص الناس على فساد المملكة والدولة , ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات , وهو أفضل من جهاد من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب , فإن جهاد هؤلاء – يعني النصيرية – من جنس جهاد المرتدين , والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب , فغن جهاد هؤلاء حفظ لما فُتح من بلاد المسلمين .... ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب , فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ) أهـ .

ومن جرائم النصيرية ما قام به النصيري الخبيث تيمورلنك , حيث جاء بجيوش لا يُعرف مقدارها واستولى على بغداد وحلب والشام عام 822هـ , فأمعن في القتل والنهب والتعذيب مدة طويلة ثم أنشأ من رؤوس أهل السنة تلة عظيمة , وقد قتل جميع القوات المدافعين عن المدينة من أهل السنة , ثم سافر هذا النصيري الخبيث , تيمورلنك , إلى الشام وأنزل أفدح المصائب التي لم يُسمع بمثلها بأهل الشام من أهل السنة , ولم يسلم من إجرام هذا الشيعي النصيري الحاقد بالشام إلا عائلة واحدة من النصارى الصليبيين , وقد أمر تيمورلنك بقتل أهل السنة العُزّل الأبرياء , ولم يستثني إلا أبناء طائفته العلويين النصيريين , وبعد الشام ذهب ذلك النصيري تيمورلنك لبغداد وقتل بها تسعين ألفاً من أهل السنة .

هذا إخواني في الله , في عهد الغزو التتري , أما في عهد الهجمات الصليبية الحاقدة , فلم يدخل الصليبيون بلاد المسلمين ويستبيحوا دماء وأعراض أهل السنة إلا عن طريق الشيعة النصيرية , ومن مناطق سكناهم في طرسوس وأنطاكية وغيرها من المناطق التي هي تحت نفوذ الشيعة النصيرية , بل إن مدينة أنطاكية سقطت في أيدي الصليبيين بفعل الإتفاق الذي وُقع بين الزعيم الشيعي النصيري الفيروز وبين قائد الحملة الصليبية بهمند .

أما في عصرنا الحاضر , فقد قام النصيريون الشيعة بعدة مجازر في حق أهل السنة العُزّل الأبرياء , ومن هذه المجازر التي يندى لها جبين التاريخ ما يلي :

1. مجزرة مدينة طرابلس لبنان على يد الشيعة النصيرية : ففي عام 1985م خشي النظام النصيري السوري الشيعي من صحوة أهل السنة في بلاد الشام , وبالتحديد في مدينة طرابلس اللبنانية , فأمر النصيري السوري حافظ الأسد بتحريك عملائه وأعوانه من الرافضة والنصارى لهدم مدينة طرابلس الفيحاء , فحرك أعوانه في حي بعل محسن النصيري , كما تحركت الأحزاب العميلة كالحزب السوري القومي والمعروف بعلاقاته المشبوهة مع المخابرات الإسرائيلية , والحزب الشيوعي اللبناني , والنصارى الأرثوذكس , ومنظمة حزب البعث بقيادة الشيعة الحاقدة أمثال عاصم قانصول وعبدالأمير عباس , وبدأ النصيريون في حي بعل محسن بتنفيذ أوامر القيادة فأطلقوا قذائفهم ونيران أسلحتهم المتطورة على حي التبانة الذي يبعد عنهم بضعة أمتار ولا يفصله عنهم إلا شارع سوريا , وكانت القوات النصيرية السورية قد شددت حصارها على مدينة طرابلس , واستقدمت تعزيزات عسكرية تتألف من 4000 جندي نصيري أحاطت بمدينة طرابلس من كل جانب , كما حاصرت الطائرات الحربية النصيرية طريق البحر إلى ميناء طرابلس , وبدأت مدفعية الجيش النصيري بقصف مدينة طرابلس السنية بالتعاون مع الدبابات المرابطة فوقها وبالتحديد فوق منطقة الكورة وتربل والتبان , وأستمر القصف النصيري الشيعي المركز على أهل السنة العُزّل في طرابلس قرابة العشرون يوماً , حيث انصب على المدينة أكثر من مليون صاروخ وقذيفة , مما أدى إلى تدمير نصف مباني طرابلس , كما تم تدمير معظم الشوارع , وأحاطت النار بمداخل المدينة البرية والبحرية وأنقطعت عن العالم هاتفيا ولاسلكيا , وقد وصف المراسلون في ذلك الوقت مدينة طرابلس بقولهم إن طرابلس أصبحت تبدو في النهار كمدينة أشباح تغطيها أعمدة الدخان الأسود وتهزها انفجارات القذائف المدفعية والصاروخية , وفي الليل تصطبغ سمائها بلون أحمر منعكس من لهيب نيران المدفعية .

2. مجزرة مخيم تل الزعتر في عام 1976م : رتب الجيش النصيري السوري بالتعاون مع الميليشيات الصليبية المارونية الحاقدة حصار واقتحام تل الزعتر الفلسطيني , الذي كان يحتوي على 17000 فلسطيني من أهل السنة , حيث دكت المدفعية الشيعية النصيرية المخيم , وكانت البحرية الإسرائيلية تحاصره من البحر وتطلق القنابل المضيئة , عندها دخلت قوات الكتائب الصليبية المارونية وارتكبت مجزرة رهيبة بالتعاون مع النظام السوري النصيري الملحد , كانت نتيجة هذه المجزرة 6000 قتيل من أبناء السنة وعدة آلاف من الجرحى , ودُمر المخيم بالكامل .

3. مجزرة سجن تدمر على يد الشيعة النصيرية قاتلهم الله , ففي عام 1980م تعرض الرئيس الشيعي النصيري حافظ الأسد إلى محاولة إغتيال فاشلة من قبل أحد عناصر حرسه الخاص , فحمل المسئولية مباشرة لأهل السنة والجماعة , فأمر شقيقه رفعت ورئيس سرايا الدفاع في ذلك الوقت أن يقوم بعمل إنتقامي إجرامي يستهدف نزلاء سجن تدمر الصحراوي الواقع في بادية الشام شرق سوريا , حيث كان معظم السجناء من أهل الخير والصلاح والاستقامة .. يقول تعالى : { وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {8} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {9}} [5] . ففي فجر اليوم السابع والعشرين من شهر يونيو عام 1980م ,قام حوالي 200 عنصر من اللواء 40 واللواء 138 من سرايا الدفاع التابعة مباشرة للطاغوت النصيري رفعت الأسد بالإنتقال بالطائرات المروحية من مناطق تمركزهم من دمشق إلى سجن تدمر , حيث قاموا بإلقاء القنابل على السجناء من أبناء أهل السنة , وفتح نيران أسلحتهم عليهم وهم في زنزاناتهم حيث ماتوا عن آخرهم خلال نصف ساعة , ثم قامت بعد ذلك شاحنات كبيرة بنقل جثث القتلى ورميها في حفر قد أعدت مسبقا لرمي الجثث فيها وادي شرق بلدة تدمر , ثم عاد الشيعة النصيريون المنفذون إلى قواعدهم في دمشق وقد تلطخت ثيابهم بدماء أهل السنة الأبرياء ووزع على كل واحد منهم مكافأة مالية , حيث راح ضحية هذه المجزرة أكثر من 700 شاب مسلم من حملة الشهادات العليا فلا حول ولا قوة إلا بالله , وقد ناقشت لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة وقائع هذه المجزرة الرهيبة في مدينة جنيف في دورتها السابعة والثلاثين , ووزعت عل اللجنة الوثيقة رقم 1469/ 4 بتاريخ 4-3-1981م .

4. مجزرة هنانو عي مدينة حلب على يد الشيعة النصيرية , ففي شهر آب عام 1980م , وفي صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك أجبرت عناصر القوات الخاصة النصيرية مجموعة من سكان منطقة المشارقة على الخروج منازلهم وحوانيتهم , وأرغمت المصلين على ترك المساجد , وجمعتهم في مقبرة هنانو , ثم فتحت نيران الأسلحة المختلفة عليهم وأجهزت بعد ذلك على الجرحى منهم , وقد عدد بلغ ضحايا هذه المجزرة 83 شخصاً فلا حول ولا قوة إلا بالله .

5. مجزرة جسر الشغور : ففي شهر آذار عام 1980م حاصرت القوات الخاصة النصيرية والتي حملتها 16 طائرة عمودية بلدة جسر الشغور الواقعة في محافظة أدلب شمالا , ووجهت صواريخها ومدفعيتها نحو البيوت حيث هُدم في هذه المجزرة 20 منزلا و 50 حانوتا كما قُتل نحو 100 شخص من أهل السنة وأعتقل المئات من أبناء أهل السنة والجماعة , وقد استمرت هذه المجزرة ثلاثة أيام تحت القصف والتمثيل بالأطفال والنساء والشيوخ , وروى ناجون من هذه المجزرة حوادث وقعت فيها مثل شق جسم طفل صغير لا يتجاوز عمره 6 أشهر إلى شطرين أمام أمه التي توفيت فور رؤية المشهد .

6. نزع حجاب المسلمات العفيفات في دمشق , ففي صيف وخريف عام 1980م قامت المظليات النصيريات التابعات لجيش السرايا النصيري بالاعتداء على النساء المحجبات من أهل السنة وذلك بنزع الحجاب من على رؤوسهن في شوارع المدينة , وقد قالت الصحيفة السويسرية لوسيرم رونويسته الصادرة في يوم 17 –10-1980م ما نصه : ( إن عملية الاعتداء على المحجبات في سوريا هي إحدى الطرق التي يحارب بها الأسد الإسلام ) .

7. مجزرة مدينة حماة السورية , تلك المجزرة الرهيبة التي هزت كيان كل مسلم في ذلك الزمان , ففي عام 1982م أصدر العميد رفعت الأسد أوامره بجمع القوات الشيعية النصيرية , والمدربة تدريبا خاصاً والمتواجدة في كل من لبنان وجبهة الجولان , وحوصرت مدينة حماة المسلمة بقوات من جيش السرايا , جيش السرايا إخواني في الله كان يتكون من وحدات تدعى سرايا , وهي مجهزة تجهيزاً ممتازاً بالآليات والصواريخ وأحدث المعدات المضادة للدبابات , حتى وصل عدد هذه الوحدات إلى 55 ألف جندي نسبة الشيعة النصيرية تصل على 95% , حيث كان يتمتع هذا الجيش باستقلالية كاملة عن سائر القوى العسكرية السورية ..

فحوصرت مدينة حماة المسلمة بقوات من جيش السرايا والقوات الخاصة الشيعية النصيرية , وذلك بإقامة حزامين حولها , إضافة إلى قوات من المشاة والمدفعية والدبابات , مما أدى إلى عزل هذه المدينة المسلمة عن المدن السورية , وسد جميع منافذها والطرق المؤدية إليها , وقطع الماء والكهرباء عنها إضافة إلى المؤن الغذائية والإسعافات الأولية , وعندها أعطيت إشارة البدء في اليوم الثاني من شهر فبراير عام 1982م , فبدأت القوات النصيرية الشيعية تقصف المنطقة المعزولة عن العالم الخارجي بمختلف الأسلحة الفتاكة المدمرة , وقُصفت المدينة قصفاً مركزاً ومستمراً منذ الساعات الأولى في فجر ذلك اليوم , بينما كانت وحدات المشاة تقوم باقتحام الأحياء السكنية ومداهمة المنازل وقتل من فيها , ومن المشاركين في هذا الهجوم اللواء 47 المدرع واللواء 21 المدرع وقوات من الفرقة الثالثة المدرعة بقيادة العميد النصيري شفيق فياض , وقوات من سرايا الدفاع تقدر ب 10000 عنصر تابعة للشيعي النصيري رفعت الأسد , وقوات من الوحدات الخاصة تقدر ب 3000 عنصر بقيادة العقيد النصيري سليمان الحسن والتي سُحبت من لبنان , وقوات من لواء المهمات الخاصة بقيادة العقيد النصيري علي ديب , وعناصر من سرايا الصراع بقيادة النصيري عدنان الأسد .

أما الأسلحة التي استخدمت في تدمير هذه المدينة وإبادة سكانها العزل فشملت راجمات للصواريخ ومدفعيات ثقيلة ودبابات ومدرعات ومدافع هاون ومدافع محمولة عيار 106 ملم , إضافة إلى الصواريخ المحمولة على الأكتاف والتي تسمى آر بي جي سفن ( RBJ-7 ) , وطائرات مقاتلة عمودية وطائرات إنزال مروحي وقنابل مضيئة وحارقة وعنقودية , إضافة إلى الأسلحة الرشاشة والأسلحة الفردية .

وقد تم تدمير وهدم 88 مسجد وزاوية من أصل 100 , وهدم 21 سوقاً تجارياً تضم المئات من المحلات والدكاكين , كما هدمت 7 مقابر على رؤوس الأموات , و 13 حياً سكنيا دُمر تدميرا كاملا , وتم إبادة 27 عائلة بكامل أفرادها , والتي من بينها عائلة الكيلاني التي قُتل منها 280 شخص , وفُتح 11 مركزا أمنياً للاعتقال والتصفية لشباب أهل السنة .

كما أسفرت هذه الجريمة , إخواني في الله , وهي الجريمة النكراء التي قام بها الشيعة النصيرية على مقتل ما يربو على 40000 ( أربعين ألف) مسلم من أهل السنة والجماعة , واعتقال 15000 شخص آخرين يعتبرون إلى الآن في عداد المفقودين , بينما تشرد حوالي 150 ألف مسلم في المدن السورية الأخرى , وبعض البلاد العربية الأخرى المجاورة , وتعرض ما يقارب ثلث المدينة للتدمير الكامل .

وقُدرت الخسائر المالية بحوالي 550 مليون دولار فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

[1] وقد تكرر هذا منهم بالفعل مرة ثانية في عام 2003 وكانوا سببا رئيسيا في سقوط بغداد على يد الأمريكان النصارى وتقوية وجودههم في العراق هذه الأيام .

[2] فقد جاء هذا النص في كتبهم" ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح " الغيبة للنعماني ص(155)، بحار الأنوار (52/349) . وهذا " إذا قام المهدي هدم المسجد الحرام ... وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سرقة الكعبة " الإرشاد للمفيد ص(411)، وانظر: الغيبة للطوسي ص(282) راجع كتاب برتوكولات آيات قم للدكتور عبد الله القفاري .

[3] سورة المائدة .

[4] سورة البروج آية 10 .

[5] سورة البروج .