مشاريع التوطين وحق العودة

مشاريع التوطين وحق العودة

يرتكز المنظور الاسرائيلي والرؤيا الاسرائيلية لمسألة اللاجئين الفلسطينيين طوال أعوام الاحتلال للأرض الفلسطينية حتى الآن، ان قضية اللاجئين وتحميل مسؤولية حل هذه المسالة للأطراف العربية وربط مشكلة اللاجئين حيثان التصريح الصارح الذي صرحه رابين قبل توقيع اتفاق القاهرة يوم4-5-1994 حيث انه سئل من الصحافيين هل عند إسرائيل الاستعداد للسماح لعودة اللاجئين الفلسطينيين، أجاب بكل صفاقة ووقاحة " ان مسؤولية اللاجئينيتحملها أولئك الذين شنوا حربا عام 1948 منذ وجود" إسرائيل" هناك مشكلة لاجئي اليهود من البلاد العربية والإسلامية حيث استوعبتهم إسرائيل وهم حوالي 600 الف يهودي تركوا ممتلكاتهم وراءهم وانه يمكن بحث قضيةاللاجئين بعد التواصل الى حل للصراع العربي الإسرائيلي لحل قضية اللاجئين هو شطب حق العودة المنصوص عليه في قرار 194 الصادر في 11-12-1948.

بمعنى توطين اللاجئين في أماكن تواجدهم حتى ان العرب في مفاوضات لوزان 1949 - 1950 ابدوا استعدادهم بعقد معاهدة سلام مع "الدولة الإسرائيلية " لكن بن غوريون رفض هذا العرض.

والرؤية الإسرائيلية للحل تتلخص كالتالي:

- عدم عودة اللاجئين - إلا إعداد بسيطة من خلال لم الشمل.

- توطين اللاجئين او ترحيلهم.

- تعويض اللاجئين بمبالغ ضئيلة ويمول هذا المشروع من قبل الدول الغربية ودول النقط العربي

هناك مشاريع تم طرحها وتداولها للتوطين منها على سبيل المثال.

المشروع الأردني:

هذا مشروع قديم يتمثل بقبول الأردن لتوطين اللاجئين بحدود 300 ألف لاجئ شرط ان تلتزم إسرائيل ب 54 % من احتلالها الأرض أي التزامها بقرار التقسيم 181. مع العلم ان السكان الفلسطيني الذي تم ترحيلهم كانوا 600 ألف لاجئ؟

وهناك أيضا بعض مشاريع تحت مسمى مشاريع الضمان الاجتماعي والمقصود بها إنهاء المخيمات الموجودة في الأردن لكيان سياسي واجتماعي واقتصادي. ووضعهم في مساكن جديدة في مناطق أخرى كالقليل - او الأراضيالقريبة من العراق.

مشروع حسني الزعيم:

ان حسني الزعيم حين قام بانقلابه في سوريا أعلن قبوله بتوطين" 300" ألف لاجئ في منطقة الجزيرة في شمال سوريا لكسب ود الاميركان والبريطانيين في حكمه وكان هذا الطرح لاقي صدى الدوائر الاستعمارية الأميركيةوالبريطانية لأنه يتم او لا عن التخلص من كم ديمغرافي ومنظور حل اقتصادي سياسي للاجئين. وتم رفض هذا المشروع من قبل بن غوريون لان حسني الزعيم طلب تعويض اللاجئين وتقديم مساعدة له لان إسرائيل تزيد حلاًتوطينيا في البلاد العربية دون تقديم أي ثمن يذكر.

مشروع توطين اللاجئين في سيناء:

تم موافقة المصرين على توطين اللاجئين تحت الضغوط الدولية تعرضت لها عام 1953 ولتلاقي وقوع حرب مع إسرائيل ليست مستعدة لها. ولتلافي العمليات الانتقامية التي كانت تقوم بها إسرائيل ضد قطاع غزة ولكن قوةتحرك الشارع من خلال المظاهرات الشعبية في القطاع أسقطت هذا المشروع.

ومع العلم كان هناك لدى الحركة الاسرائيلية اختياراً من ضمن الخيارات لتوطين اليهود ولكن تم رفض من قبل الحركة.

الأونروا وتوطين اللاجئين:

ان تأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بموجب القرار رقم (302) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 9-12-1949، من أجل تقديم الإغاثة المباشرة وإقامة برامج تشغيلية للاجئينالفلسطينيين كم أوصت بها بعثة المسح الاقتصادي بالاتفاق مع الحكومات العربية التي تأوي اللاجئين.

في البدايات حاولت الأونروا الخروج عن هذه المهام حيث بدأت بحرمان اللاجئين الذين هم خارج مناطق عملها من أي خدمات وبالتالي حقوقهم كاللاجئين وهذا يتساوى مع مخططات الكيان الاسرائيلي، وقامت الأونروا من خلالتقديم القروض بمحاولة دمج اللاجئين في أماكن تواجدهم من خلال إيجاد أعمال او عمل يغنيه عن الأونروا وهذا يتضمن تجاوز حق العودة بالتشغيل الذي يؤدي الى التوطين وحين فشل ذلك عمدت من خلال تحسين حياة اللاجئينمن خلال إعطائهم قطع ارض وقروض بهدف توطينهم تحت بند الخطة السحرية سنة 1959 الذي كان هدفها توطين (60%) من اللاجئين في الأردن وسوريا ولبنان وحين فشلت بقيت في إعطاء القروض وظلت في هذا الاتجاهحتى ان الغرب ظل مستمراً في تقديم المساعدات للاونروا حتى إيجاد طرق كفيلة في برامج توطين منظمة فمثلاً سعت بلاندفورد من رفع المستوى التطور الاقتصادي وخاصة تحسين دورة الحياة في الدول العربية من خلالالإنماء الاقتصادية أملاً في ذوبان اللاجئين بها.

مشروع توطين اللاجئين في الصومال وليبيا :

عام 1950 اقترح على وزارة الخارجية الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين الى ليبيا والصومال.

لقد قام مدير عام او المشرف العام على المنظمات العالمية في وزارة الخارجية الإسرائيلية "يجزفيل جوردن" بإرسال مذكرة الى المدير العام لوزارة الخارجية بشأن توطين اللاجئين العرب في ليبيا والصومال حيث ان ممثلايطاليا في مجلس الأمن ان سياسة حكومته تشجيع مهاجرين عرب او مزارعين عرب الى الصومال حيث لن يكونوا غرباء ولقد عمل الكثير من الصهاينة حتى عام 1958 الإيصال خطة التوطين الى مرحلة الانجاز. حيث انالاسرائيلي دانين قال ان اتفاقا سريا تم التوصل إليه مع وزراء في الحكومة الليبية ان يتم توطين عامل فلسطيني مع عائلته في كل مكان فيه خمسة عمال ليبيين وقال دانين ان هناك حصل اتفاقا مع السلطات الأردنية بان يهاجرالفلسطينيون الراغبون عبر سوريا وكذلك كانت هناك اتفاق مع السلطات اللبنانية للسماح للفلسطينيين بالمرور عبر لبنان والإبحار من موانئة الى ليبيا.

مشروع بن غورين لتوطين اللاجئين:

ان العقل الاسرائيلي دائما يحلم ان لا يكون هناك فلسطينيون في مخيمات قريبين للأرض الفلسطينية لأنه يعرف في قراره نفسه ان وجود فلسطينيين في أي مخيم قريب لفلسطين معناه ان الفلسطينيين دائماً يتذكر موروثة فيالأرض. وقدرته دائماً في إيجاد الطرق الكفيلة لعودته لان الفلسطيني لا ينسى حقه. الفلسطينيين ملتصق في أرضه ولذلك يعمل الإسرائيليون بشتى الطرق على أساس إبعاد الفلسطينيين الى أماكن بعيدة وتذويبه. فالشعب الفلسطينيغير قابل للذوبان وان لا ينسى حق عودته الى ممتلكاته. فمشروع بن غوريون يتمثل في العمل على إبعاده عن أرضه. حيث ان هذا المشروع تم طرحه من خلال التحضير للعدوان الثلاثي على مصر حيث ان الغرب والإسرائيليين ان الحرب على مصر ستفتح آفاقا جديدة في المنطقة أو إجراء ترتيبات شاملة تتعلق بقضايا الشرق الأوسط حيث طرح على جي موليه رئيس وزارة فرنسا حيث طرح عليه ان الأردن لا يملك مقومات الدولة المستقلةالغير قابلة للحياة فيقتضي تقسيمه فالمناطق الشرقية من نهر الأردن تضم الى العراق على ان يتعهد العراق باستقبال اللاجئين الفلسطينيين وتوطينهم في وسط البلاد والقسم الغربي لنهر الأردن يلحق الى إسرائيل. أما لبنان يجبالتخلص من الأقضية ذات الأغلبية السنية لكي يضمن استقرارا مبنيا على المناطق المسيحية.

حيث من خلال هذا التغيير تستطيع بريطانيا لممارسة نفوذها على العراق وشرق الأردن والجزء الجنوبي من الخليج العربي أما المجال الفرنسي فينحصر بلبنان وربما سوريا مع علاقات وطيدة مع إسرائيل, وكذلك وضعضمانات دولية لقناة السويس ويصبح مضيق تيران تحت الوصاية الإسرائيلية.

مشروع بن غوريون يريد توظيف النصر العسكري الذي يحققه العدوان الثلاثي لإعادة ترتيب المنطقة من جديد بذهنية استعمارية استيطانية.

وكان يريد من هذا المشروع إبعاد اللاجئين الفلسطينيين من لبنان والأردن وسوريا الى بلد عربي غير ملاصق لحدود فلطسين.

مشروع ايزنهاور:

يتخلص مشروع ايزنهاور بإعادة جزء من اللاجئين ويقدروا (100)ألف لاجئ بمثابة الحل ( العادل) للمشكلة وإقامة السلام في المنطقة. وارتكز هذا المشروع على دراسة بحثية وضعها الباحثان ريتشاردكرافت وجاك هيمر مندائرة الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية وملخصة:

- مجموعة اللاجئون هم مليون ونصف يشكلون (150) الف أسرة. تعيش في مخيمات في الأردن. لبنان، سوريا، وغزة والضفة.

- إعادة (100) ألف لاجئ في المرحلة الأولى عام 56-57 وعودة مئة (100) الف عام 59-60.

- اصحاب الاملاك الذي لا يرغبون بالعودة يأخذوا تعويضا عن املاكهم.

- توطين(160) الف في سوريا و(125) الف في الأردن.

- يتم انشاء صندوق باشراف الامم المتحدة لتوطين اللاجئين في مستوطنات ويخصص لكل اسرة منزل مع قطعة ارض زراعية.

مشروع جونسون لتوطين اللاجئين:

إن هذا المشروع أول مشروع جاء لتمرير محاولات التوطين للاجئين في أماكن تواجدهم.

وكانت بداية هذا المشروع حين قدم جونسون عن لجنة التوفيق لقضية فلسطين وكان يرافقه سرودرمو ضابط الارتباط بين وكالة الغوث (الانروا) والأمم المتحدة في نيويورك حيث تم طرح هذا المشروع على وزير خارجية لبنانفيليب تقلا بحضور أمين عام الوزارة فؤاد عمون بتاريخ 9-9-1961.

حيث أشار جونسون الى توصية الجمعية العامة في 11-12-1948 أي قرار الشرعية الدولية (194) الذي ينص على حق العودة والتعويض حيث رد عليه فيليب تقلا إذا كنا نريد النقاش يجب مناقشة القضية برمتها وليس عنموضوع اللاجئين فقط. وإن القرار ينص على العودة.

لكن إجابة جونسون - بلغة المنتقد المصحح ان جاز التعبير ان القرار ينص على العودة او التعويض او الاستيطان في البلاد الذين يتواجدون بها استناداً الى كلمة Resettlement الواردة في النص. فاعترضه فيليب لان القراريؤكد على حق العودة إلى أرضهم وممتلكاتهم مع العلم ان إسرائيل تبني مستوطنات لاستيعاب اليهود المهاجرين إليها.

ولقد طرح جونسون من خلال لقائه صائب سلام رئيس وزراء ثلاثة مقترحات:

- منح الخيار لمن يريدون العودة سواء الى منازلهم او الى أي قطاع في إسرائيل.

- تعويض من لا يقبل الرجوع والعيش في ظل الحكم الإسرائيلي.

- توطين من يرفض العودة في البلدان العربية.

وأكد صائب سلام ان كلمة Resettlement الواردة في القرار إنها تعني حق العودة الى الأرض.

وان أمريكا يطرحها هذا المشروع المبكر في ظل الموازين الدولية القائمة في ذلك الوقت لا تستطيع الالتفاف على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية بدءاً من قرار 194 وقرارات الحقوق الثابتة الغير قابلةللتصرف الخاص بالشعب الفلسطيني لكن في ظروف القطب الواحد وموازين القوى المائلة لصالحها وهيمنتها فإنها تحاول انفكاك من هذه القرارات. فحذار حذار يا شعبنا.

مشاريع أمريكية جديدة:

مشروع سايروس فانس عام 1969 و ينص هذا المشروع الذي كان مسؤول اللجنة الأميركية ووزير خارجية اميركا زمن كارتر 1976 - 1980 مشروعا لتوطين اللاجئين الفلسطينيين ونص هذا المشروع على إنشاء صندوقدولي برأسمال قدره ثلاثة مليارات دولار لتوطين (700) الف في الأردن وخمسمائة الف في سوريا وتفريغ لبنان من اللاجئين الفلسطينيين كما تدفع تعويضات لأصحاب الأملاك للجداول التي وضعتها لجنة التقديرات عام 1950 تسهم في هذا الصندوق الولايات المتحدة وأوروبا عام 73، ادخل كسنجر وزير خارجية إدارة نيكسون حيث يتم توطين 2/3 اللاجئين في الأردن والثلث الباقي في سوريا مع دفع التعويضات لأصحاب الأملاك.

1987 وضعت إدارة ريغان مشروعاً لحل قضية اللاجئين لإنشاء صندوق دولي لتوطين اللاجئين في الأردن وسوريا حيث تقام لهم مستوطنات حديثة تدفع تكاليفها من الصندوق الدولي بإشراف لجنة من الأمم المتحدة أماأصحاب الأملاك تدفع لهم تعويضات عن أملاكهم تحدد قيمتها لجنة دولية من الخبراء.

مشروع بوش في 14 نيسان 2004 الذي يؤكد على توطين اللاجئين والذي يؤكد على بقاء الكتل الاستيطانية. وإن إعلان بوش وعد بلفور جديد حول لا عودة اللاجئين. وأيد بقاء أراضي من عام 67 بيد الإسرائيليين.

مشروع الوطن البديل:

إن هذا المشروع هو مشروع بن غوريون لكنه تبلور في عقل شارون الاستيطاني - الاحتلالي الذي يؤكد ان الأردن هو فلسطين.

ان مكامن العقلية الاسرائيلية التوارتية التي تؤكد على البقاء العرقي وتعمل جاهدة بعقلية التطهير العرقي والتي تنادي بعملية ترانسفير قهرية تطهيرية ضد الشعب الفلسطيني بهدف السيطرة على الضفة الغربية واستكمال تهويدهاوكأن هذا الإعلان من خلال محاضرة ألقاها شارون عام 1974 أمام أكاديميين أمريكيين وأن أمام إسرائيل خطرين ان تنشأ دولة فلسطينية معادية في الأردن او ان تبقى بلا حل.

ان من أهداف حرب 1982 على لبنان ومحاولة تصفية المقاومة الفلسطينية هو خطة "الوطن البديل".

من الاطلاع على كتابات الاسرائيلية وخاصة كتاب إسرائيل وتجربة لبنان الصادر عن معهد الدراسات الإستراتيجية في تل أبيب حيث يقول الباحث ش.فيلدمان وهـ.ريشنتز ان الأهداف الصريحة لحرب لبنان والأهداف الضمنيةهو إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وتأثيرها في الأرض المحتلة حيث يساعد في إقامة حكم ذاتي على المناطق. وإيجاد مسار لإسقاط الملك حسين وإلى تأسيس دولة فلسطين في الأردن.

مشاريع التوطين من بداية التسعينات الى انتفاضة الأقصى:

من بداية التسعينات من القرن الماضي لم يسبق ان لقيت قضية اللاجئين اهتماماً من الزحم والكيفية من نهاية حرب الخليج الثانية حيث كان هناك توجه من الإدارة الأميركية في تحريك التسوية لقضية الشرق الأوسط حيث بدأتبالأعداد لمؤتمر مدريد نهاية تشرين الأول 1991 على أساس مبادرة بوش الأب الأرض مقابل السلام ولكن من خلال الرؤيا الصهيواميركية لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من خلال إنهاء حق العودة الفلسطينيين من خلالانهاء قرار الشرعية الدولية 194 بل العمل على توطين اللاجئ الفلسطيني في أماكن تواجده من خلال القيادة الفلسطينية المتنفذة في منظمة التحرير وعدد كبير من مثقفي طبقة الكمبرادور الفلسطيني وعلى رأسهم ياسر عبد ربهوسري نسيبه وجاء هذا الموضوع من خلال اتفاق أوسلو مع العدو الإسرائيلي ووادي عربة الأردني وقبل ذلك كان كمب ديفيد وهناك أيضا دور الأونروا في هذا المشروع وكذلك انخراط بعض المنظمات الغير حكومية- وكذلكرفض أميركا لقرار 194. من خلال رفض التصويت عليه.

حتى ان قرار إنشاء إسرائيل كانت مشروطا لحق العودة الفلسطينيين الى أرضهم وممتلكاتهم.

ان مؤتمر مدريد الذي قاد عملية التسوية والذي قاد الى أوسلو سارت المفاوضات ضمن خطين متوازين:

- المفاوضات الثنائية بين الأطراف العربية وإسرائيل.

- المفاوضات المتعددة الأطراف، حيث ان هذين المسارين عملاً على تجذير المفهوم الصهيواميركي للحل وكذلك نظرة لحل قضية اللاجئين وإنهاء حق العودة بالتوطين.

ان المسار الرئيسي الذي يهمنا من هذه المفاوضات هو عمل لجنة اللاجئين التي تم تشكليها حيث كانت كندا تقود هذه المفاوضات،حيث حددت كندا آلية الحوار، باجتماعات تنسيقية تشارك بها أربعون دولة. وكانت آلية الحوارنسير على محورين:

- تطوير البنية الاجتماعية والاقتصادية لتجمعات اللاجئين بالتعاون مع الدول المضيفة.

- دعم عمل سلمي عبر توفير مقومات التأهيل والتوطين حيثما يتفق عليه.

إن المفاوضات المتعددة كانت فاقدة للمرجعية (القانونية والشرعية والدولية) وأيضاً أسست أرضية سياسية (منهاجيه - وعلمية) للانتقاص من حق العودة بل احتواءه.

وهناك مثل على ذلك اعتراض إسرائيل على رئيس الوفد الفلسطيني اليأس صنبر في أول اجتماع للجنة لانه من فلسطين الشتات لان صيغة مدريد حددت من هو الفلسطيني؟! ولكن تم إدراج قرار 194 ضمن المبادئ العامةلمحضر الاجتماع، لان إسرائيل كانت متغيبة.

ولكن في اللقاء الثاني تم إبعاد اليأس صنبر وإبداله بمحمد حلاج الذي أنكر عدم وجوده في المجلس الوطني الفلسطيني بناء على ضغط من إسرائيل.

وفي هذه الجلسة رفضت إسرائيل اعتماد قرار 194 المرجعية للبحث وقدم المفاوض الفلسطيني تنازلاً حول هذا الموضوع حيث ان معظم المفاوضات المتعددة الأطراف وخاصة لجنة اللاجئين تم البحث بالتحديد حول الجانبالإنساني؟!

كان هناك أوراق قدمت من الجانب الكندي لحل قضية اللاجئين وخاصة الورقة التي قدمها (جاك بيرون) الموسومة بورقة رؤية آذار 1995 وجوهرها شرق أوسط بلا لاجئين وتناولت أمر مثل عودة اللاجئين وإعادة التوطينوكذلك أستبعاتهم ولكن إسرائيل رفضت هذه الورقة وعلى ضوء ذلك الرفض الإسرائيلي تم تغيير بيرون بسفير كندا في الأردن اندروروينس حيث ان الموقف الكندي كان متماهيا ومنسجما مع الموقف الإسرائيلي، والموقفالإسرائيلي يرفض حق العودة تلميحا ان بحث موضوع حق العودة للتفاوض والمساومة يشكل ثغرة خطيرة في إطار المفاوضات وخاصة من الجانب الفلسطيني.

مشروع الأونروا الجديد:

بدأت الأونروا وخاصة من بعد مؤتمر مدريد وانسجامها مع موضوع التسوية بتغيير وظيفتها المحددة لها بقرار (302) قرار الجمعية العامة من وظيفة إغاثة وتشغيل اللاجئين الى عمل تنمية اجتماعية أي بإعطاء أولوية لمشاريعتأهيل اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر توفير البنية التحتية بما يؤدي بالنهاية للاستغناء التدريجي عن خدماتها مما يتيح لها الانسحاب التدريجي من المناطق الفلسطينية.

وبدأ هذا الموضوع يسير بشكل هادئ وخاصة بعد اتفاق أوسلو تحت برنامج تطبيق السلام (pip) وتحذر هذا الموضوع ابتداء من عام 1995 وبات يطرح بشكل صريح في تقرير المفوض العام للاونروا (98-99) وكانملموساً من عمل الأونروا إنها توائم عملها مع مقتضيات اتفاق أوسلو، مع العلم إنها كانت تعاني من عجز مالي كبير في عملها الاغاثي.

لكنها حصلت على تمويل كبير بحدود (300) مليون لإنفاقها على برنامج طرحته وأسمته (إدارة الدخل) وهذا يتماهى مع البرنامج الصهيواميركي للتسوية.

ان الأونروا كان لها دور فعال في مسار المفاوضات المتعددة الأطراف لعملية التسوية، ولقد سارت الأونروا في خطوات هامة عام 1995 بنقل رئاستها من فينا الى غزة عملاً بقرار الأمين العام للأمم المتحدة وقرار الجمعيةالعامة.

ولقد وردت في تقرير عام 1995 إنها دفعت رواتب (9000) شرطي فلسطيني باجر من الأمين العام من أموال المتبرعون وكذلك ان كبار المتبرعين والحكومات المضيفة وافقوا على تسليم عمليات الأونروا الى السلطة الوطنيةلحين ان تسمح الظروف السياسية والمالية بذلك.

اتفاق أوسلو للاجئون:

ان اتفاق أوسلو لم يتمطهر بشكل واضح لأية مرجعية قرار دولي بشأن اللاجئين والمرة اليتيمة جاء على ذكر قرار (242) الذي يشير في ديباجته وليس أي حل دائم يقوم على أساس قراري مجلس الأمن الدولي (242) و(338) وأخرى بصيغة المفاوضات بشان الوضع الدائم التي ستؤدي الى تطبيق قراري مجلس الأمن (242 - 338) أي ان الإشارة بشكل خجول وليست المرجعية قرارات الشرعية الدولية.

ان الإشارة في الفقرة 2/ب من قرار 242 الذي يشير الى حل عادل لمشكلة اللاجئين وعدم الإشارة الى قرار 194 على انه مرجعية المفاوضات الذي يستوجب التطبيق وليس التفاوض، وبالنسبة لوجهة النظر الإسرائيلية ان قرار 242 يشير فقط الى النازحين ومن هو النازح.

وكذلك ان اتفاقية طابا - واشنطن المستندة الى أوسلو لم تأتي على قضية اللاجئين قطعاً التي حولتها الى المفاوضات المتعددة الأطراف والى مفاوضات الحل النهائي 1999 ؟!.

ان الباحث المتعمق بأوسلو (1-2) وملاحقة سواء طابا، القاهرة واي ريفر... الخ من اتفاقيات حيث ان القيادة المتنفذة في منظمة التحرير ومثقفي طبقة الكمبرادور الثقافي الفلسطيني سلمت بالتصور الإسرائيلي لحل مشكلةاللاجئين حيث سارت في طريق خطوات متسارعة في ذلك منها على سبيل المثال:

انتخابات مجلس الحكم الذاتي المحدود (المجلس التشريعي) في 20-1-1996 باعتباره ممثلا للضفة وغزة وحرم الشتات من هذه الانتخابات، وهذا تجزئة للشعب الفلسطيني - داخل - وخارج.

إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني في دورته التي عقدت في غزة والذي تم التحشيد لدعم القيادة المتنفذة وطبقة الكمبرادور الثقافي الفلسطينية حتى يتم إلغاء بنود الميثاق والذي يعتبر الخطوة الأولى في إسقاط حق عودة اللاجئين.

كذلك امتناع ورفض التصويت على قرار الجمعية العمومية قرار 194 من أميركا.

تعرض اللاجئين الفلسطينيين في بعض الدول المضيفة وخاصة في الأردن حين حاولت السلطة الأردنية من خلال شبكات الضمان الاجتماعي بهدم المخيمات بحجة إرجاع الأرض المقامة عليها المخيمات الى أصحابها وكذلك فيلبنان حركة اللاجئ الفلسطيني مقيدة بقرار 478 وفي ليبيا تعرض اللاجئون الفلسطينيون الى عملية تهجير مذلة وأصبحت قضية اللاجئين هي مجرد جاليات هنا وهناك.

لهم همومهم الخاصة وكذلك أيضا ما يجري في العراق تحت سمع الاحتلال الأميركي للاجئين الفلسطينيين من قتل وتعذيب وتهجير.

المجادلة البيزنطية حول من هو النازح في لجنة النازحين الرباعية المكونة (إسرائيل- مصر - الأردن - سلطة الحكم الذاتي) وإصرار إسرائيل على تعريف ينسجم مع حلولها لقضية النازحين واللاجئين على قاعدة التأهيل،التذويب، التوطين

ان سير الأونروا في سياق تقليص خدماتها ينم عن السير بشكل تدريجي لتصفية الوكالة، وتسليم خدماتها للدول المضيفة وسلطة الحكم الذاتي حين توفر وضع سياسي ومالي ملائم، وهذا يصب في المشروع الأميركي الاسرائيليلتصفية قضية اللاجئين بالتوطين والتذويب.

وهذا جاء ضمن تصريح لأسعد عبد الرحمن بعد ثلاثة أشهر من بدء المفاوضات وكان اسعد عبد الرحمن، عضو للجنة التنفيذية مسؤول دائرة اللاجئين في المنظمة، وهذا التصريح يقول انه تم الاتفاق مع المسؤولين اللبنانيين فيإعطاء الجنسية للفلسطينيين فور انتهاء مفاوضات الحل النهائي ليتحولوا الى جالية عربية لها حق الإقامة والعمل دون حق الانتخاب والترشيح في أي انتخابات لبنانية على ان لا يؤثروا على التركيبة الطائفية نقلا عن صحيفةالمجد الأردنية الصادرة بتاريخ 28-2-1999.

وثيقة بيلين -عباس:

أنجزت هذه الوثيقة وهي تتضمن مبادئ أساسية للحل النهائي سنة 1995، في نهاية شهر تشرين أول. حيث ان رابين كان ينوي الإعلان عنها قبل موعد الانتخابات الإسرائيلية تكون أساسا لبرنامجه الانتخابي في حزيران 1996 ولكن تم اغتياله بعد انجازها باثني عشر يوماً حيث بقي ملفها السري مغلقاً.

ولكن بوي بيلين أعلن عنها في 31-7 و 29-11 - 1996 على إنها ستكون مرجعاً مهماً للمفاوضين السياسيين حول مرحلة الحل الدائم.

Ayman Abu Saleh

أيمن أبو صالح – معسكر دير البلح

قطاع غزة - فلسطين

Phone: +358 44 290 9535

E-Mail: absayman (at) gmail.com

Skype: absayman

Google Talk: absayman