تصاعد اعداد الشبان الدروز الرافضين للخدمة بالجيش الاسرائيلي

قال عضو عربي في الكنيست الاسرائيلي اليوم الاثنين ان هناك تصاعدا في عدد الشبان العرب الدروز الرافضين للخدمة في الجيش الاسرائيلي بالرغم من امتناع الجيش الاسرئيلي التصريح بعددهم.

وقال سعيد نفاع عضو الكنيست عن التجمع الوطني الديمقراطي لـ"رويترز" انه لا توجد "احصائيات دقيقة بسبب امتناع سلطات الجيش بشكل منهجي عن التصريح عن عدد او نسبة رافضي الخدمة وبالذات من العرب الدروز".

واضاف "ان المعلومات المتوفرة لدينا ليست كاملة بخصوص عدد الشباب العرب الدروز الذين يسجنون عند كل عملية تجنيد حين بلوغ سن التجنيد.. عملية رفض الخدمة الالزامية.. في تصاعد دائم بالعقد الاخير وشهدت ارتفاعا كبيرا مما يجعلنا نستطيع ان نقرر ان نسبة الشباب الدروز تقارب 50 في المئة".

واوضح نفاع الذي يرأس جمعية ميثاق المعروفيين الاحرار العاملة في مجال رفع الوعي لدى الشباب الدروز ان هذه الاحصائيات يمكن الحصول عليها "من معطيات عامة اصدرها الجيش الاسرائيلي قبل اشهر ان عدد المتهربين من الخدمة الالزامية عامة في الدولة يصل الى ثلاثين في المئة فاذا كانت النسبة العامة ثلاثين في المئة لك ان تتخيل كم هي في القطاعات غير اليهودية".

وتشير الاحصائيات ان عدد الدروز في اسرائيل يصل الى نحو مئة الف يعيشون في 18 تجمعا سكانيا وفرض التجنيد الاجباري عليهم في العام 1956.

واضاف "ان الهدف هو رفع وعي الشباب العرب الدروز وتثبيت انتماؤهم.. ومامن شك ان نسبة تزايد رافضي الخدمة هو مؤشر ومؤشر واضح جدا في هذا الاتجاه".

ويمكن ان يتجنب الشبان الدورز الخدمة في الجيش بطرق منها التدين او ادعاء المرض النفسي او قضاء فترة محددة في السجن.

ويقدم رباح حلبي المحاضر في الجامعة العبرية والمتخصص في البحث في الهوية الدرزية شرحا لاوضاع الطائفة الدرزية في اسرائيل عبر كتابه (الهوية الدرزية والدولة اليهودية) الذي نال عليه درجة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس.

ويرى حلبي ان اوضاع الطائفة الدرزية لم تتغير كثيرا منذ صدور كتابه باللغة العبرية ، وقد ترجم حديثا الى اللغة العربية من قبل المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية مدار في رام الله.

ويبحث حلبي عن الهوية الدرزية في هذا الكتاب عبر مقابلات مع خمسين طالب وطالبة من الطائفة الدرزية يدرسون في الجامعات والكليات والمعاهد الاسرائيلية يحاول من خلالهم تقديم صورة عن جيل يصفه بالثالث من ابناء الطائفة الدرزية ويستند بذلك الى العام 1948.

يقول حلبي في كتابه "هذا الكتاب كان رحلة اكتشاف شخصية الى داخل هويتي الدرزية.. منذ ان اتسعت مداركي شعرت بعدم الارتياح للعلاقة الدرزية اليهودية وقد ادركت في مرحلة مبكرة ان الصفقة التي تمت بين الجانبين اي الدروز واليهود ليست نزيهة ان لم نقل نتنة".

ويضيف "على الصعيد العملي تعتبر الصفقة وقوف الدروز الى جانب اليهود غير مجدية على الاطلاق فالدروز ليسوا من وجهة نظر اليهود سوى اداة لبلوغ اهدافهم.. هذه الصفقة غير مجدية حتى بالنسبة لدولة اسرائيل التي تقوم باقصاء الدروز من داخلها تماما كما تفعل مع باقي الفلسطينيين".

وهذا ما اشار اليه نفاع ان المعطيات حول الوظائف والاسكان والتعليم والخدمات المقدمة الى القرى الدرزية مختلفة جدا عن تلك المقدمة لليهود مع انهم يخدمون في الجيش الاسرائيلي مما ينمي الشعور بعد المساواة في الحقوق مع المساواة في الواجبات.

ويقدم حلبي في كتابه خلفية تاريخية حول انتقال الدروز من موقف الحياد في الصراع " الصهيوني - الفلسطيني" الى موقف داعم ومؤيد للجانب اليهودي " بشرط ان لا تتعرض القرى الدرزية لاي اذى".

ويضيف "ازمة الهوية الحادة التي يعاني منها الشبان الدروز في اسرائيل ... اشد واخطر من الازمة التي يمر بها باقي الفلسطينيين في اسرائيل الذين واجهو ومازالوا يواجهون اضطرابا في هويتهم".

وقال حلبي" اعمل حاليا على جمع التاريخ الشفوي للجيل الاول خلال فترة الاربعينات كي لا يضيع هذا التاريخ الذي يروي طبيعة مرحلة سياسية عاشها الدروز في تلك المرحلة مع وفاة العديد ممن عاشوا تلك المرحلة".