الإرهاب المسيحي الغربي المتطرف والإعلام المختطف

الإرهاب المسيحي الغربي المتطرف والإعلام المختطف

تفجير أوسلو والإعلام المختطف

لابد أن تعود الذاكرة مع أحداث أوسلو الدامية إلى عام 1995م، الذي شهد مجزرة بشرية في مدينة أوكلاهوما، راح ضحيتها 168 شخصاً، وأكثر من 300 مبنى، على يد تيموثي ماكفي.

وأمس في أوسلو قتل قرابة 100 شخص ودمر الكثير من المباني الرئيسة، والأخطر إحداث صدمة في بلد صغير لا يتجاوز سكانه خمسة ملايين نسمة.

تبين من خلال التحقيقات أن أحد المنفذين نصراني ينتمي لجماعة يمينية نصرانية مسلحة تنتهج أفكار منظمة تيموثي ماكفي.

وليس غريباً بل قد يكون مفهوماً للمتابع أن تسارع القنوات الغربية إلى اتهام مسلمي النرويج بأنهم وراء الحادث قبل أن يتبين من يقف وراء الهجوم في مشهد يؤكد النية المبيتة لاستغلال الحدث في تسريع إستراتيجية طرد المسلمين من أوروبا وتشويه صورتهم، لكن المثير للدهشة أن تتبنى قناة "الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية" هذا التوجه وتستضيف مراسلها للشؤون الأمنية في لندن ويكرر الاتهامات للمسلمين في أكثر من ساعة إخبارية، خصوصا مسلمي النرويج الذين دخلوا في الإسلام حديثاً على سبيل الحصر والجزم فهو أمر يحتاج إلى وقفات.

الوقفة الأولى: أن بعض قنوات الإعلام العربي الناطق باللغات الأجنبية على الأقل ثبت أنه مختطف من قبل جماعات سياسية لها ارتباطات بدوائر استخباراتية أجنبية، ويحتاج المسؤولون إلى خطوات حاسمة لمراجعة الإستراتيجية الإعلامية لتخدم مصالح الدول والشعوب التي تمول هذه القنوات.

الوقفة الثانية: ظهر صمت الإعلام الغربي بعد كشف الحقائق عن الاعتراف بعمق الأزمة التي تعيشها المجتمعات الغربية، ومن ذلك مثلاً عدم إطلاق وصف "عمل إرهابي" عليه، ما يدل على أن معظم الشعوب الأوروبية مغيبة، وأن إعلامها لا يتمتع بالحرية والمصداقية، ولا شك أن قضية التنصت التي طالت أكثر من 8000 شخصية عامة من قبل شركة نيوز التي يمتلكها روبرت مردوخ دليل آخر على مدى الانتهاكات المدمرة التي يمارسها الإعلام الغربي تجاه مواطنيه، ومن باب أولى مواطني الشعوب الأخرى.

الوقفة الثالثة: عجز الإعلام العربي عن استثمار هذا الحدث لتخفيف الضغط على الشعوب والحكومات العربية، وغياب الإستراتيجية في معالجة استهداف كل ما هو عربي ومسلم، وما يتبع ذلك من استمرار الهيمنة الغربية وسرقة مقدرات الشعوب وثرواتها في إطار التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.

الوقفة الرابعة: إن هذه الأحداث ينبغي أن نستحضرها لنرد على المبشرين بالليبرالية والديمقراطية بنسختها الغربية، وعلى أصحابنا كذلك ممن لا يريدون الغوص في أعماق الحضارة الغربية التي بان فشلها في تقديم نموذج حياة حضاري للناس.

الوقفة الخامسة: غياب المثقفين ومراكز البحوث عن إصدار بيانات توضح ملابسات مثل هذه الأحداث، وتؤصل للقضايا بلغة علمية عصرية واعية، ويتم تزويد القنوات العربية بالتقارير والتحليلات حتى تربط الأحداث ببعضها، وتوضع الأمور في إطارها الصحيح.

Ayman Abu Saleh

أيمن أبو صالح – معسكر دير البلح

قطاع غزة - فلسطين

Phone: +358 44 290 9535

E-Mail: absayman (at) gmail.com

Skype: absayman

Google Talk: absayman