غـــزة.. عبرات وعِبر

قال الشيخ : صفوت حجازى .. حفظه الله تعالى ..

أصدر عدد من الدعاة والعلماء المسلمين المصريين بيانًا شددوا فيه على أن الكفاح المسلح هو الخيار الاستراتيجي لاستعادة أرض فلسطين، وطالبوا بنصرة المقاومة في غزة أمام العدوان "الإسرائيلي"، وذلك بعد تسعة أيام من المذبحة التي تمارسها قوات الاحتلال "الإسرائيلية" في قطاع غزة المحاصر.

وبحسب ما أوردته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن فقد طالب العلماء والدعاة الموقعون على البيان الشعب المصري والعالم الإسلامي بالقيام بـ"واجبهم الشرعي الذي يفرضه الإسلام"، وهو الجهاد في سبيل الله وتقديم العون المادي للشعب الفلسطيني، وإعلان المقاطعة الاقتصادية والسياسية والثقافية لـ"إسرائيل" ومن يساندها.

وقال البيان الذي وقعه 40 داعية وعالمًا ومفكرًا إسلاميًا مصريًا: "إن الأحداث الجارية الآن على أرض من أراضي الإسلام والمسلمين، على أرض غزة فلسطين الصامدة، عدوان سافر ومجازر تأباها كل القيم والأخلاق وترفضها الإنسانية جمعاء".

ثلاث نقاط رئيسية تضمنها البيان

وتضمن البيان الإشارة إلى ثلاث نقاط وصفها بالعقائدية، وهي: "فلسطين أرض إسلامية بكل ما تحمله الكلمة"، لذا أكدوا أنه "لا يجوز لأحد كائنا من كان أن يتنازل عن هذه الأرض أو عن جزء منها لغير المسلمين، والصهاينة الإسرائيليون هم جماعة مغتصبة محتلة لأرض فلسطين، ولابد أن يعود الحق لأصحابه مهما طال الزمن، ولا نرضى ولا نقبل بهذا الاحتلال الغاشم من هذه العصابة الصهيونية لهذه الأرض المقدسة، والمقاومة المسلحة هي الخيار الاستراتيجي لإعادة الأرض المغتصبة والحق المسلوب، فالصهاينة لا يعرفون لغة الحوار ولا يفهمون معنى السلام".

وأردف البيان: "المقاومون الفلسطينيون هم "الفئة المنصورة" التي يجب مساندتها، وإن الذين اتخذوا الجهاد والمقاومة طريقًا لهم وحملوا أرواحهم على أكفهم وقدموا شهداءهم وأموالهم وبذلوا الغالي والنفيس ثمنًا لتحرير هذه الأرض بالرغم من الآلة العسكرية التي يمتلكها العدو والقوة الهمجية الإجرامية التي تفصح عن حقد أعمى لكل ما هو مسلم، هؤلاء من الطائفة المنصورة بإذن الله، والجديرون بالمساندة والنصرة والتأييد".

وحول دور الشعوب في نصرة القضية الفلسطينية قال البيان: "الواجب الشرعي الذي يفرضه علينا ديننا هو الجهاد في سبيل الله بكل ما تحمله الكلمة من معان وتقديم العون المادي والمقاطعة بكل أشكالها وألوانها، إقتصادية وسياسية وثقافية على حد سواء، لإسرائيل ومن يساندها في الغرب أو في الشرق مع رفض التطبيع بكل أنواعه، ونؤكد على تحريم التعامل مع هذا الكيان الصهيوني ومن يسانده بأي لون من ألوان التعامل والتطبيع".

وقال الداعية الشيخ صفوت حجازي، أحد الموقعين على البيان: إن العلماء المصريين تأخروا في إعلان موقفهم مما يحدث في غزة من عدوان "إسرائيلي".

تأخر إصدار البيان بسبب القبضة الأمنية المصرية

وأضاف الشيخ حجازي: "علماء مصر عندهم حسابات كثيرة نظرا للقبضة الأمنية والسياسية التي يقعون تحت طائلها، كما أن مصر بها جهات كثيرة ينتمي إليها هؤلاء العلماء، وكل جهة كانت تلقي الحمل على الأخرى وتنتظر منها إصدار مثل هذا البيان".

وشمل البيان أسماء 40 عالمًا وداعيةً مصريًا، منهم الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق، والدكتور محمد عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر، والمفكر الإسلامي محمد عمارة، والدكتور أحمد العسال رئيس الجامعة الإسلامية السابق في باكستان، والدكتور محمد رأفت عثمان الأستاذ بجامعة الأزهر، والشيخ أحمد المحلاوي خطيب مسجد القائد إبراهيم السابق بمحافظة الإسكندرية، والشيخ أبوإسحاق الحويني، والداعية حازم صلاح أبو إسماعيل.

وتابع الشيخ صفوت حجازي أنه وعدد من الدعاة نسقوا بين الجهات الدعوية المختلفة للتوقيع على البيان، قائلاً: "وجدنا تلبية سريعة من الموقعين على البيان، ورفض عدد من العلماء التوقيع عليه تحفظًا على بندي الجهاد والمقاطعة السياسية".

وتحفظ على ذكر الأسماء التي رفضت التوقيع، وانتقد "الخطاب الذي تبناه خطباء المساجد التابعون لوزارة الأوقاف في خطبة الجمعة الماضية، والقائل بأن مصر بذلت الكثير للقضية الفلسطينية، وقدمت 120 ألف شهيد، ومن ثم يجب ألا يطالبها أحد بالمزيد".

وقال الشيخ حجازي: "مصر لم تقدم شيئًا للقضية الفلسطينية، والشهداء الذين نتحدث عنهم قدموا أرواحهم فداء لمصر في حربي 1967 و1973 وليس فداء لفلسطين"، وأضاف: "وحتى إذا ما قدمنا لفلسطين أي شيء فهي مسئولية مصر التي خصها بها الله عز وجل وجعلها أرض الكنانة، ويجب ألا نمن على الله بما نقوم به".

وحتى الآن لم تظهر أي رسائل تضامنية مع غزة من جانب عدد من الدعاة الشباب المعروفين بتأثيرهم على جمهور عريض من الشباب وطلاب الجامعات، وهو ما أرجعته مصادر مصرية عليمة إلى "ضغوط أمنية وسياسية تمنع هؤلاء الدعاة من الخوض في القضايا السياسية".

وهذا هو نص البيان بكامله ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فإن الظلم العظيم الذي لحق بإخواننا المسلمين في غزة بالحصار الخانق بمنع الغذاء والدواء وجميع الإمدادات الضرورية، والذي زاد على السنتين بفرض من العدو اليهودي، وتآمر من دول الكفر، وتعاون من بعض الدول العربية بإغلاق معبر رفح وتتبع الأنفاق الأهلية وهدمها حتى لا يصل الغذاء والدواء والسلاح لأهلنا في غزة، واستمر الإصرار على إغلاق المعبر حتى بعد هجوم اليهود العسكري على إخواننا في غزة وقتل المئات وجرح الآلاف وانقطاع الماء والكهرباء والوقود، كل ذلك مع إلحاح وصراخ المسلمين كافة بطلب فتح المعبر.

فهو تعاون صريح مع العدو اليهودي في قتل إخواننا في غزة، وما كان ليتم هذا الحصار، ولا استنزاف قوة المجاهدين وخنقهم في غزة وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم إلا بإغلاق المعبر والأنفاق. فهو من أعظم الخيانات الصريحة التي مرت على الأمة عبر التاريخ، وقد اتفق العلماء على أن مظاهرة الكفار على المسلمين كفر وردة عن الإسلام، وقد عدها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى الناقض الثامن من نواقض الإسلام العشرة المتفق عليها.

ويخشى أن يدخل في هذا الحكم أيضاً:

1. من تعاون على إغلاق المعبر أو الأنفاق أو الدلالة عليها أو منع دخول المساعدات إليهم، ويتحمل كل جندي شارك في ذلك إثم كل قتيل وجريح وإثم هدم المساجد والدور بغزة، ولا حجة لمن قال من الجنود: إنه عبد مأمور؛ لأن العبودية لله وحده، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

2. تسليم المعابر لليهود أو القوات الدولية الموالية لهم.

3. الأفراد والمنظمات والوسائل الإعلامية التي تمالأت مع اليهود على المجاهدين في سبيل الله في غزة.

فالجهاد في فلسطين كلها هو جهاد شرعي يجب دعمه بالمال والنفس والسلاح. واليهود في فلسطين حربيون: تحل دماؤهم وأموالهم؛ يجوز للمسلمين قتل رجالهم وأخذ أموالهم وتدمير منشآتهم داخل فلسطين.

أما مستند إجماع العلماء على كفر المتعاون مع الكافرين على المسلمين فأدلة كثيرة منها: قول الله تعالى: {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ..} [سورة آل عمران: 28].

وقول الله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً} [سورة النساء: 139].

وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة المائدة: 51].

وقول الله تعالى: {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَااتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [سورة المائدة: 80-81].

قال العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله (مجموع فتاويه 1/274): "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم" اهـ.

وقال العلامة أحمد شاكر (كلمة حق 126-137) في فتوى له طويلة بعنوان (بيان إلى الأمة المصرية خاصة وإلى الأمة العربية والإسلامية عامة) في بيان حكم التعاون مع الإنجليز والفرنسيين أثناء عدوانهم على المسلمين: " أما التعاون مع الإنجليز، بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء، كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا لله، لا للسياسة ولا للناس" ا.هـ.

وقال العلامة عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى بالمملكة العربية السعودية ورئيس المجمع الفقهي رحمه الله تعالى (الدرر السنية 15 / 479): "..وأما التولي: فهو إكرامهم، والثناء عليهم، والنصرة لهم والمعاونة على المسلمين، والمعاشرة، وعدم البراءة منهم ظاهراً، فهذا ردة من فاعله، يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأئمة المقتدى بهم" ا.هـ.

وهذه فتوى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر وقد نشرت (بمجلة الفتح العدد 846، العام السابع عشر، الصفحة العاشرة). وجاء فيها: ".. لا شك أن بذل المعونة لهؤلاء؛ وتيسير الوسائل التي تساعدهم على تحقيق غاياتهم التي فيها إذلال المسلمين، وتبديد شملهم، ومحو دولتهم؛ أعظم إثما؛ وأكبر ضررا من مجرد موالاتهم.. وأشد عداوة من المتظاهرين بالعداوة للإسلام والمسلمين.. والذي يستبيح شيئا من هذا بعد أن استبان له حكم الله فيه يكون مرتدا عن دين الإسلام ،فيفرق بينه وبين زوجه، ويحرم عليها الاتصال به، ولا يُصلَّى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين.." ا.هـ.

وفي ربيع الأول عام 1380هـ أصدر الأزهر بيانا نشر (بمجلة الأزهر بالمجلد الثاني والثلاثين الجزآن الثالث والرابع (ص263)) بتوقيع شيخ الأزهر العلامة محمود شلتوت: "فلئن حاول إنسان أن يمد يده لفئة باغية يضعها الاستعمار لتكون جسرا له؛ يعبر عليه إلى غاياته، ويلج منه إلى أهدافه، لو حاول إنسان ذلك لكان عملُه هو الخروج على الدين بعينه" ا.هـ.

ونقصد بهذا البيان التحذير من جريمة غلق المعبر وجريمة التعاون مع اليهود ضد المسلمين. وندعوا كل من وقف ضد الجهاد في سبيل الله تعالى سياسياً أو إعلامياً أو عملياً، أو منع دخول الإمداد والسلاح للمجاهدين بغزة، ندعوهم جميعاً إلى إعلان التوبة إلى الله تعالى، ونخص الرئيس المصري بفتح معبر رفح عاجلا بلا شرط أو قيد، ونطالبه بترك الأنفاق الأهلية وعدم تتبعها.

ونذكر الذين تأثروا بكلام المنافقين في تحميل المجاهدين في سبيل الله بغزة تبعة ما يحدث من قتل وهدم بقول الله تعالى: {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة آل عمران: 168].

نسأل الله تعالى أن يحفظ إخواننا المسلمين في غزة وأن يُفرغ عليهم صبرا، ويثبت أقدامهم، وينصرهم على اليهود والمنافقين.

الموقعون:

1. فضيلة الشيخ الدكتور: الأمين الحاج محمد أحمد. رئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان وعضو هيئة التدريس بجامعة أفريقيا العالمية.

2. فضيلة الشيخ الدكتور: جمال المراكبي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.

3. فضيلة شيخ مقارئ الشام (سوريا): محمد كريم راجح.

4. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن حمود التويجري. الرياض.

5. فضيلة الشيخ: زهير بن مصطفى الشاويش، مؤسس المكتب الإسلامي في بيروت.

6. فضيلة الشيخ : عبدالمجيد بن محمد بن علي الريمي، رئيس مجلس أمناء مركز الدعوة العلمي بصنعاء.

7. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالغني بن أحمد التميمي، أستاذ الحديث وعلومه (رام الله، فلسطين).

8. فضيلة الشيخ: محمد الحسن ولد الددو، رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا.

9. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالغفار عزيز، مساعد أمير الجماعة الاسلامية بباكستان.

10. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: علي القرة داغي، أستاذ الشريعة بجامعة قطر، وخبير المجمع الفقهي.

11. فضيلة الشيخ: نبيل بن علي العوضي (الكويت).

12. فضيلة الشيخ: حسن بن قاري الحسيني، رئيس لجنة الدعوة بجمعية الآل والأصحاب بمملكة البحرين.

13. فضيلة الشيخ الدكتور: علي بن سعيد الغامدي، أستاذ الفقه بالمسجد النبوي والجامعة الإسلامية.

14. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالرحمن بن عمير النعيمي عضو هيئة التدريس بجامعة قطر.

15. فضيلة الشيخ: كمال عمارة، إمام وخطيب جامع الرابطة الإسلامية في النرويج.

16. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: عبدالعزيز بن عبدالفتاح قاري. أستاذ علم القراءات بالمدينة النبوية.

17. فضيلة الشيخ: عبد الحميد حمدي، رئيس المجلس الإسلامي الدنمركي.

18. فضيلة الشيخ المحدث: عبدالله بن عبدالرحمن السعد، الرياض.

19. فضيلة الشيخ: أحمد علمي كالايا، مدير مركز تيرانا الإسلامي بألبانيا.

20. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف، عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة بجامعة الإمام.

21. فضيلة الشيخ الدكتور: وجدي غنيم.

22. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله شاكر، نائب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.

23. فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن سعيد القحطاني، أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة سابقاً.

24. فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن ناصر الجليل.

25. فضيلة الشيخ الدكتور: طارق بن محمد الطواري. عضو رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الكويت.

26. فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: عبدالباسط حامد محمد هاشم. عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر بمصر.

27. فضيلة الشيخ: محمد بن أحمد الفراج، الرياض.

28. فضيلة الشيخ: جمال سعد حاتم رئيس تحرير مجلة التوحيد والمتحدث الرسمي باسم جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.

29. فضيلة الشيخ القاضي: محمد بن إسماعيل العمراني (اليمن).

30. فضيلة الشيخ الدكتور: ناصر بن يحيى الحنيني، المشرف العام على مركز الفكر المعاصر.

31. فضيلة الشيخ الدكتور: يوسف بن عبدالله الأحمد، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.

32. فضيلة الشيخ الدكتور: علي بن محمد مقبول الأهدل، عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء.

33. فضيلة الشيخ: ذياب بن سعد الغامدي، الطائف.

34. فضيلة الشيخ: أسامة سليمان، مدير إدارة المشروعات بالمركز العام لأنصار السنة المحمدية بمصر .

35. فضيلة الشيخ الدكتور: محمد عبد الكريم الشيخ. عضو هيئة التدريس بجامعة الخرطوم وعضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان.

36. فضيلة الشيخ: صالح بن علي بن حسين الوادعي، اليمن.

37. فضيلة الشيخ: زكريا الحسيني رئيس اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية بمجلة التوحيد ومدير إدارة المعاهد العلمية الإسلامية مصر.

38. فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن عثمان الفارس، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

39. فضيلة الشيخ الدكتور: رياض بن محمد المسيميري، عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.

40. فضيلة الشيخ: معاوية هيكل عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر.

41. فضيلة الشيخ: محمد بن يحيى بن قايد الحاشدي، اليمن.

42. فضيلة الشيخ الدكتور: سعد بن فلاح العريفي، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

43. فضيلة الشيخ الدكتور: يحي بن عبد الله أحمد، عضو هيئة التدريس بجامعة الخرطوم سابقاً.

44. فضيلة الشيخ: مدثر بن أحمد بن إسماعيل حسين، عضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان ومدير معهد الإمام مسلم للدراسات الإسلامية.

45. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن علي المزم، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

46. فضيلة الشيخ الدكتور: أحمد بن عبدالله آل فريح، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة .

47. فضيلة الشيخ: جمال عبدالرحمن، عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر.

48. فضيلة الشيخ الدكتور: مجاهد الجندي عضو هيئة التدريس بالأزهر.

49. فضيلة الشيخ: فخر عثمان أحمد، عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان.

50. فضيلة الشيخ: أحمد بن سليمان أهيف، اليمن.

51. فضيلة الشيخ الدكتور: عبداللطيف بن عبدالله الوابل، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

52. فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن سليمان المفدى، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

53. فضيلة الشيخ الدكتور: علاء الدين الأمين الزاكي، رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم وعضو الرابطة الشرعية للعلماء بالسودان.

54. فضيلة الشيخ: محمد عبدالله الحصم، الكويت.

55. فضيلة الشيخ الدكتور: حمدي طه عضو اللجنة العلمية بجماعة أنصار السنة المحمدية مصر.

56. فضيلة الشيخ: عبدالله بن صالح الطويل، القاضي بالمحكمة العامة بالرياض.

57. فضيلة الشيخ الدكتور: حمد بن إبراهيم الحيدري، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.

58. فضيلة الشيخ: منصور بن إبراهيم الرشودي.

59. فضيلة الشيخ: إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، المشرف العام على موقع المختصر.

60. فضيلة الشيخ: عماد الدين بكري أبو حراز، عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان.

61. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالعزيز بن عبدالله المبدل، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.

62. فضيلة الشيخ: علي حشبش مدير إدارة الدعوة بجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر.

63. فضيلة الشيخ: عبدالمحسن بن مريسي الحارثي.

64. فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن علي الحسن، عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.

65. فضيلة الدكتور: محمد جمال حشمت. أستاذ كلية الطب في جامعة الإسكندرية وعضو البرلمان المصري سابقاً.

66. فضيلة الشيخ: إبراهيم بن عبدالعزيز الرميحي.

67. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن سعيد حسن البريهي، رئيس مركز الجزيرة الدراسات والبحوث باليمن .

68. فضيلة الشيخ: سلطان بن عثمان البصيري، القاضي بالمحكمة الإدارية بالمدينة.

69. فضيلة الشيخ: بدر بن ناصر الشبيب، الأمين العام للحركة السلفية بالكويت.

70. فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن سليمان البراك، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.

71. فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن عبدالقوي السنباني، رئيس قسم الإعجاز بجامعة الإيمان باليمن.

72. فضيلة الشيخ: حمد بن عبدالله الجمعة.

73. فضيلة الشيخ: أحمد بن حمد العبدالقادر، عضو الدعوة والإرشاد بمكة.

74. فضيلة الشيخ الدكتور: محمد بن صالح العلي، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالإحساء.

75. فضيلة الشيخ: أحمد بن عبدالله بن شيبان، أبها.

76. فضيلة الشيخ الدكتور: إبراهيم بن عبدالله الحماد، عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.

77. فضيلة الشيخ: محمد الصادق مغلس، رئيس قسم التزكيات بجامعة الإيمان باليمن.

78. فضيلة االأستاذ الدكتور: أحمد المهدى عبد الحليم. عضو هيئة التدريس بجامعتي حلوان والأزهر.

79. فضيلة الشيخ: فهد بن سليمان القاضي، الرياض.

80. فضيلة الشيخ: عبدالرقيب بن علي الرصاص، اليمن.

81. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالرياض.

82. فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن محمد الوهيبي، مستشار شرعي.

83. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن بن محمد السويلم، الرياض.

84. فضيلة الشيخ: عبدالرحمن عبدالله الجميعان، الكويت.

85. فضيلة الشيخ: نادر النوري، رئيس جمعية عبدالله النوري بالكويت.

86. فضيلة الشيخ: محمد بن موسى العامري.

87. فضيلة الشيخ: عبدالكريم بن محمد القشعمي.

88. فضيلة الشيخ: عادل بن عبدالله السليم، مشرف التوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية.

89. فضيلة الشيخ: أسامة بن عقيل الكوهجي، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل.

90. فضيلة الشيخ: محمد بن علي حسن الوادعي، اليمن.

91. فضيلة الشيخ: محمد الصاوي، داعية وإعلامي بمصر.

92. فضيلة الشيخ: محمد بن سليمان الحماد، كاتب عدل الأولى بالرياض.

93. فضيلة الشيخ: فهيد الهيلم الظفيري، رئيس المكتب السياسي للحركة السلفية بالكويت.

94. فضيلة الشيخ الدكتور: خالد بن محمد الماجد، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام.

95. فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالواحد بن عبدالله الخميس، أستاذ اللغة العربية ورئيس تحرير صوت الإيمان باليمن.

96. فضيلة الشيخ الدكتور: هشام بن محمد السعيد، عضو هيئة التدريس بقسم أصول الفقه بجامعة الإمام.

97. فضيلة الشيخ: محمد سعود المطرفي، الكويت.

98. فضيلة الشيخ: سليمان بن أحمد الدويش، الرياض.

99. فضيلة الشيخ: مفيد السلاّمي، اليمن.

100. فضيلة الشيخ: عبدالله بن سالم الحربي، الدمام.

101. فضيلة الشيخ : عبدالرحمن بن محمد الفارس، الرياض.

102. فضيلة الشيخ: محمد بن علي بن مدين الزهراني، جدة.

ولن تجتمع الأمة على ضلالة

كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم

العبرة الخامسة :-

الحق الذى عليه الفصائل أثر فى الملاحدة والشيوعيين والكفرة

ولم تحرك له العلمانية العربية ولا الديمقراطية ساكناً

فكيف يدّعون أنهم دعاة حريات

أو ديمقراطيات ؟

شاهد العالم بأسره الشيوعى الملحد شافيز وهو يتوهج من نار الحنق على بنو القردة والخنازير ويعلن فى خطاب له رسمى طرده للسفير الصهيونى من أرضه .

شاهد العالم بأسره قرد المجوس نجاد وهو يطلق كلماته النارية على الشيطان الأكبر

حتى أن كثير من المسلمين خدعوا من رونق خطاباته ووطأت كلماته وظنوه نصير لهذه الأمة وهذه القضية .

أترضوا يا حكامنا ( المعتدلين ) أن يكون موقف أعدائنا من المجوس والشيوعيين أشد وطأة وقوة من موقفكم ؟

شافيز يطرد السفير الصهيونى ونحن قوات أمننا بأكملها مرابــطة للدفاع عن سفارة العمارة ؟ عجباً وألف عجب .

إقرأ كيف نقلت وكالة رويترز هذا الخبر :

كراكاس - أعلنت فنزويلا أنها قررت طرد السفير الإسرائيلي شلومو كوهين مع ستة موظفين آخرين من السفارة الإسرائيلية في كراكاس، احتجاجا على الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، وهو ما ردت إسرائيل عليه بطرد القائم بالأعمال الفنزويلي لدى تل أبيب.

ووصف الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الجيش الإسرائيلي بـ"الجبان" وما يحدث في غزة بـ"المحرقة"، مطالبا بمحاكمة قادة إسرائيل والولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورا: "إن السفير الإسرائيلي شخص غير مرغوب بوجوده على الأراضي الفنزويلية"، وأعلن أنه خفض مستوى التمثيل مع تل أبيب إلى حده الأدنى.

وجاء في بيان للخارجية الفنزويلية أن "ما تقوم به إسرائيل في غزة يتناقض مع القانون الدولي"، ويعتبر بمثابة "إرهاب دولة"، وأضاف البيان: "وللأسباب السابق ذكرها، قررت حكومة فنزويلا طرد سفير إسرائيل وجزء من موظفي سفارة إسرائيل".

ولم يتسن الحصول على رد من السفارة الإسرائيلية في فنزويلا على ذلك؛ حيث امتنعت عن الرد على الاتصالات الهاتفية التي سعت للحصول على تعليق.

لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت عن طرد القائم بالأعمال الفنزويلي في تل أبيب ردا على خطوة كراكاس.

ولا يوجد سفير لفنزويلا في تل أبيب، منذ العام 2006، عندما سحب كلا البلدين سفيريهما من البلد الآخر بعد حرب كلامية بين الجانبين على خلفية الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف ذلك العام، وقد أعادت إسرائيل سفيرها إلى فنزويلا، بينما لم تقم الأخيرة بذات الخطوة منذ ذلك الحين.

تصريحات شافيز

واستبق الرئيس الفنزويلي أمس قرار طرد السفير بتصريحات صحفية وصف فيها الجيش الإسرائيلي بـ"الجبان" بسبب العدوان على قطاع غزة، وقال: "كم هو جبان الجيش الإسرائيلي، فهو يهاجم أناسا وهم نيام وأبرياء، ويتفاخر بأنه يدافع عن بلاده، وأنا أدعو الشعب الإسرائيلي بأن يثور ضد حكومته".

كما دعا شافيز إلى محاكمة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش الابن أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

وقال: "ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأمريكي، لو كان لهذا العالم ضمير حي، يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه، أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه؟".

وخلال زيارته لمستشفى للأطفال في العاصمة الفنزويلية كراكاس، طالب شافيز المجتمع الدولي بوضع نهاية لما وصفه بـ"الجنون" في غزة، وقال إن بلاده تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

وطالب الرئيس الفنزويلي اليهود في بلاده بمعارضة "هذا العمل الوحشي"، وقال: "على يهود فنزويلا أن يدينوا هذه البربرية".

العرب الجدد

وقد عرف عن شافيز مواقفه المناهضة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، والداعمة للمواقف العربية، وذاع صيته إعلاميا وشعبيا على الصعيد العربي بعد مواقفه القوية، حتى أن البعض أطلق عليه "شافيز العربي"، بحسب مراقبين خلال حرب لبنان في صيف 2006م.

وعندما قام شافيز بسحب سفير بلاده من إسرائيل خلال حرب 2006؛ لقي ترحيبا شعبيا عربيا واسعا، وصل إلى حد إطلاق بعض الشعارات في مدونات الإنترنت، منها "عاشت فنزويلا حرة عربية"، في إشارة إلى تحقيق فنزويلا مطالب شعبية عجز الحكام العرب عن الإيفاء بها.

وتزامن موقف شافيز مع موقف آخر قوي قدمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث وصف العدوان الإسرائيلي على سكان قطاع غزة بأنه "نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية"، وتساءل عن مبررات "هذه الوحشية" التي قال: إن المسئولين الإسرائيليين يتعاملون بها.

وجدد أردوغان اتهامه في تصريحاته أمس لوسائل الإعلام، لإسرائيل بالمسئولية عن التوتر الذي تشهده المنطقة، وقال: إن ما تقترفه من "مذابح ضد الفلسطينيين يفتح جروحا يصعب شفاؤها في ضمير الإنسانية".

وهناك ثلاثة بلدان عربية تتبادل السفراء مع إسرائيل، ولم تقم أي منها بذات الخطوة التي قامت بها فنزويلا، وكان الإجراء الأهم في هذا الإطار، قيام السلطات الموريتانية الإثنين الماضي باستدعاء سفيرها لدى تل أبيب أحمد ولد تكدي؛ للتشاور بشأن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

بينما اكتفت الدولتان الأخريان، وهما مصر والأردن، باستدعاء السفير الإسرائيلي لديهما للتشاور، فيما لم تقدم دول عربية أخرى لها علاقات دبلوماسية أقل مستوى مع إسرائيل على أي قرار تصعيدي بشأن علاقاتها مع تل أبيب. وامتلأت الصحف ووسائل الإعلام العربية بمقالات لكتاب ومحللين عرب انتقدوا بشدة " عجز" هذه الدول الثلاث عن اتخاذ خطوات دبلوماسية تصعيدية بحق إسرائيل ردا على مجازر غزة.

العبرة السادسة :-

هل الرافضة الشيعة مع القضية الفلسطينية أم ضدها ؟!

هل سيحرر قبيح خسر الله ( حسن نصر ) بيت المقدس ويخون كل شيعة الأرض ؟!!

بأى عقل نصدق أن يفعل رافضى إثنى عشرى ما فعله الفاروق عمر رضى الله وعنه ومبيد المجوس صلاح الدين الأيوبى ؟!!!

إعلموا إخوتى هدانى الله تعالى وإياكم إلى الحق بمنه وكرمه أن الشيعة المجوس لا يمكن أن يكونوا مع تحرير الأرض العربية السنية فى فلسطين وهل حزب الشيعة فى لبنان إلا حراس حدوس للصهاينة كما أعلن ذلك فضل الله الأمين العام السابق لحزب الشيعة بلبنان

حسن نصر ومن معه من مغاوير الرافضة الجبناء أمنوا لإسرائيل حدودها وأمنوها من هجمة تأتيهم من المخيمات .

يقول أحد طلبة العلم المحنكين فى موضوع له على شبكة أنا المسلم للحوار:

حسن نصر الله سيد هذه الأمة!! هكذا وصفه كراكيب القومية العربية البائدة إذ خرجوا من جحور أفكارهم المحترقة يلملمون هياكلهم المتآكلة مطلين برؤوسهم التي عشعش فيها الخراب والهزائم المتكررة مهللين للحزب الخامئني النميري اللبناني!. نقصد بالنميري طائفة النصيرية التي تحكم سوريا الآن وهم ينتسبون إلى جدهم الضال محمد بن نصير النميري المتوفى 270هـ حيث جمع (حزب الله اللبناني) بين السوأتين!؛ طائقة الإمامية الحاكمة في إيران وأذنابهم في العراق ولبنان، وطائفة النصيرية سكان الجبل في سوريا الذين كانوا يتزلفون للمندوب الفرنسي يعرضون خدماتهم وقد ورد نصاً: "أنه في عهد الانتداب الفرنسي، اتصل القائد الفرنسي لأسطول البحر المتوسط ببعض عشائر النصيريين الذين أعلنوا استعدادهم طواعية لمساعدة فرنسا عند نزولها الساحل، وكان يقدر أن النصيريين سوف يجندون 26 ألف مقاتل، وكان يمدهم بالسلاح استعداداً لتلك الحرب، كما كانت فرنسا تقدر أن المتاولة (شيعة لبنان) يجندون أربعة آلاف، والدروز قد يجندون عشرين ألفاً لمساعدة فرنسا" (راجع: فاروق الخالدي: المؤامرة الكبرى على بلاد الشام/دار الراوي، الدمام/ص54). وانظر إلى أجداد بشار الأسد الذي يوصف بحامي سوريا ورائد القومية العربية! "جاء في مذكرة الوفد النصيري الذي ترأسه رئيس المجلس التمثيلي في اللاذقية في (28/4/1933م)، والمقدمة للمفوض السامي في بيروت ما يأتي: (إننا لا نريد وحدة مع سوريا، بل على العكس، نحن نعارضها، فالسوريون يعادوننا من الوجهة الدينية، ولا يمكن لنا التعاون معهم،ولا الارتباط مع سوريا، ولو كان ذلك على شكل اتحاد كونفدرالي)"(المؤامرة الكبرى:ص384).

أقول: وقامت قوات الاحتلال الفرنسي بنفس الدور في لبنان فهي التي صنعت للشيعة كياناً وأنشأت لهم محاكم يطبق فيها الفقه الشيعي، وهؤلاء الشيعة هم أجداد نبيه بري وحسن نصر الله وبطانته!! في الوقت الذي أضعفت فيه أهل السنة ورشتهم بمنصب رئيس الوزراء بسبب ضغوط النحاس باشا رئيس وزراء مصر الأسبق إبان الاحتلال الإنجليزي في تلك الحقبة لأن انجلترا كان لها رغبة في تحجيم النفوذ الفرنسي في لبنان فأوعزت إلى النحاس باشا بالضغط لرفع نسبة السنة في البرلمان والمطالبة بمنصب رئيس الوزراء! مثلما تفعل أمريكا مع أذنابها من آل سعود وغيرهم بالتصريح برأي ما أو إعلان مبادرة معينة بزعم أنها من بنات أفكار آل سعود أو نظام مبارك والحقيقة غير ذلك تماماً!!

ولسنا بصدد كتابة تاريخ الطائفة الشيعية في لبنان وسوريا فهناك دراسات جادة تراجع في مظانها، أو تحليل تفصيلي حول ما يدور الآن على الساحة اللبنانية فقد كتب وحلل وأفاض كتاب أفاضل.

سيد الأمة!!

هكذا لم يبق إلا تلكم العبارة الشهيرة التي وصف بها الزعيم الشيعي لحزب الله اللبناني (حسن نصر الله) أنه سيد هذه الأمة!!

ولا أدري أي أمة يقصدون؟! فالأمة التي نعرفها هي أمة الإسلام التي شرفها الله برسول عظيم؛ محمد صلى الله عليه وعلى آله صحبه وسلم، وأنار طربقها بكتاب الهداية؛ القرآن الكريم، وسنة النبي الأعظم من أقواله وأفعاله وتقريراته التي نقلها لنا أصحابه الغر الميامين الأطهار المبرؤون الذي فتحوا الدنيا بنور الإسلام فرضي الله عنهم أجمعين. فلا ندري أية أمة يقصدون؟!

هل الأمة التي انحرفت عقديا وتنكبت الطريق المستقيم! وتشرذمت طرائق قددا! أم الأمة التي تشتم أمها وتلعن خيارها وتخون أماناتها وتتعاون مع أعدائها؟! أية أمة يقصد هؤلاء؟! هل يستحق شرف النسبة إلى هذه الأمة من تآمر عليها أيام هولاكو وتيمور لنك وحملات الصليبيين المتكررة على العالم الإسلامي قديماً وحديثاً؟! فأية أمة يكون حسن نصر الله سيدها؟!

ألسنا أمة واحدة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح:

(الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّعُهُمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ ).

فهل دم الفلسطيني واللبناني أغلى من دم العراقي؟! وهل دم الفلسطيني أغلى من دم الأفغاني؟ وهل دم الفلسطيني واللبناني أغلى من دم الشيشاني والكشميري؟!! الحمد لله لا يوجد في الإسلام دم درجة أولى ودم درجة منحطة!! فدم المسلم معصوم بحقه في أي مكان!! فكما نتألم للدم المسلم الفلسطيني المهراق على يد الأعداء فكذلك نتألم لدم المسلم اللبناني والعراقي والشيشاني والأفغاني ولدم مسلم في أي مكان على وجه الأرض!! وهل يكون شخص ما سيد الأمة وهو محصور في دم معين دون سائر دماء المسلمين لا ينصرهم ولا ينتصر لهم؟! فهل هذا سيد أمة أم سيد ضاحية من ضواحي لبنان؟!! ولله في خلقه شؤون!!

خريطة الأماكن الساخنة التابعة لسيد الأمة!!

ونستعرض الآن بعض النماذج للأماكن الساخنة في العالم الإسلامي لعل وعسى أن نتعرف على الأمة المفترض أن حسن نصر الله يكون سيدها!

إليكم بعض خريطة العالم الإسلامي على النحو التالي:

الأول:كشمير:

يواجه المسلمون هناك أقوى دولة وثنية على وجه الأرض (الهند) وهي دولة نووية فمنذ أكثر من نصف قرن والحرب طاحنة والمؤامرات على قدم وساق بتحالف صهيو صليبي وثني ولا يزال المسلمون يجاهدون لنيل استقلالهم! ولم نسمع لحزب نصر الله صوتاً ولو خافتاً يؤيد هؤلاء المسلمين الكشميريين ولو ببيان كاذب!!

بل لم نسمع لحزب نصر الله اللبناني وطائفتهم حساً يوم أن كان الشاعر يستصرخ الأمة مندداً بما يحدث للمسلمين من مجازر في ولاية آسام الهندية:

وفي آسام قد بُقرت بطون *** وفي آسام قد سُملت عيونُ

أعبادَ العجول هناك أسدٌ *** وأسدٌ الله يبكيها العرينُ

الثاني: أفغانستان:

تلكم البلد المظلوم الذي شارك شباب الإسلام في العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه(شباب أهل السنة فقط) في الذود عنه وبللوا ثرى أرضه بدمائهم الذكية، ولا يزالون يقاومون الهجمة الصليبية الجديدة المستمرة هناك! فلم نر شماريخ حزب الله عندما كانوا أعضاء في منظمة أمل التابعة لنبيه بري الذي قتل الفلسطينيين من منظمة فتح وغيرها (لأنهم كانوا محسوبين على أهل السنة) وشارك في حصارهم في مجازر صابرا وشاتيلا الرهيبة التي أشرف عليها عدو الله شارون شخصياً!! فترى ما الذي منع هؤلاء الشماريخ من نصر المستضعفين من مسلمي أفغانستان وهم يجاهدون الملاحدة الروس! ألم يسمع صراخ شاعرنا:

أبكي على كابول حتى ينجلي *** ذاك الدجى ويزول ذاك العارُ

فلم نقرأ ولم نسمع ولم نعلم أن شيعياً ساقه قدره لنيل شرف نصرة المجاهدين في أفغانستان ولو برصاصة ! معاذ الله! ولو بكلمة! يوم أن كانت أفغانستان مفتّحة من كل باب!!

الثالث: الشيشان:

هذه الدولة التي كان يعيش شعبها داخل ما يسمى (السور الحديدي) تلكم الدولة التي تقاتل العدوان الروسي قرابة أكثر من أربعة قرون حيث قام قديماً القيصر الروسي السفاح (إيفان الرهيب) المتوفى عام 1584م وجيوشه باحتلال الشعوب القفقاسية وتشريدهم وتنصير من بقي منهم حياً ثم استلم الشيوعيون راية الغدر من القياصرة بثورتهم الشهيرة البلشفية عام 1917م حيث خدعوا المسلمين بالوعود الكاذبة وأن الطاغية (لينين) سيمنح الاستقلال لكل البلاد التي استولى عليها القياصرة بالقوة! لكن الشيوعيين لما ثبتوا أقدامهم في الحكم وتخلصوا من بقايا المؤيدين للقياصرة تخلوا عن وعودهم وقلبوا لهم ظهر المجن! وجردوا جيوشاً جبارة لاحتلالهم وألحقوهم بحكومة موسكو وقتلوا من المسلمين ما لا يعلمه إلا الله تعالى! وقد قام الإمام شامل المتوفى سنة 1871م بثورة جهادية كبرى استمرت حوالي خمسة وعشرين سنة ولم يستسلم إلا في سنة 1859م بعد أن دوخ الروس وهزم عدة جيوش في معارك غير متكافئة! لكن لم يستسلم هؤلاء المسلمون في داغستان وخاصة الشيشان! ورغم أن الشعب ينقرض سكانه من جراء حروب الروس الملاحدة والغرب المتآمر إلا أن نفس هذا الشعب المسلم أفرز لنا قادة كباراً بحق تركوا زخرف الدنيا وحياة القصور إلى حياة العز والكرامة في الكهوف والغابات والوديان لقتال الملاحدة ونيل استقلالهم! وها هم أولاء أبطال الشيشان وسادته عل سبيل المثال لا الحصر:

(أ) أصلان مسخادوف أين قتل؟ هل قتل مولياً دبره؟! هل قتل في قصره؟! استشهد رحمة الله عليه في بيت مهجورة في ضاحية من ضواحي جروزني 8/3/2005م.

(ب) سعيدولاييف: أين قتل؟ قتل رحمه الله تعالى في الشهر المنصرم قتلة الكرماء في 17/6/2006م.

(ج)شامل باسييف: أبو إدريس شامل عبد الله وما أكثر الشوامل في الشيشان تيمناً بإمامهم شامل بطل قفقاسيا إبان روسيا القيصرية! قتل شامل باسييف داحر الروس وأسد قفقاسيا بحق مجدد أمجادالإمام شامل أين قتل؟! استشهد رحمه الله وهو في ساحة الجهاد الشهر الحالي في 9/7/2006م.

ولعلنا نتساءل الآن:

أين موقع طائفة حسن نصر وحزبه من الإعراب؟! أعتقد بكل جد أنه لا محل له فعلاً من الإعراب!! فهل يستطيع أبناء هذا الحزب وطائفتهم أن يبرزوا لنا دليلاً واحدا على نصرتهم للمسلمين في الشيشان ولو بكلمة أي كلمة حتى ولو على سبيل التقية!! نحن معهم منتظرون!! لكننا نستطيع أن نقدم لهم عشرات الأدلة على تفاعل أهل السنة مع إخوانهم في الشيشان بكل ما استطاعوا من نصر بالنفس والمال والدعوة وها هم أولاء أبطالنا الذين كانوا في القيادة: أسد الجزيرة في الشيشان خطاب، وصنوه الهزبر أبو الوليد ومعهم كوكبة من المجاهدين الأبطال كالحناوي وعقيدة وغيرهم من جند الإسلام الذين استشهدوا جميعاً على أرض الشيشان وبللوا ثراه بدمائهم الزكية وقتلوا جميعاً غرباء عن أوطانهم وذويهم!

أولائك أبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع

الرابع: العراق:

أين جنود حزب الله البواسل يوم أن داست على أرض الرافدين أقدام الشيطان الأكبر حسب وصف مرجعهم الذي يقلدونه! أين هم من المقابر الجماعية في الأنبار والفلوجة والإسحاقي وبعقوبة وحديثة ؟!

فإذا كان حسن نصر الله سيد الأمة فلم لم يرسل جنده وكوادره المدربين على فنون القتال لأرض العراق لنجدة على الأقل إخوانهم في الطائفة يوم أن كانت القنابل تدك مرقد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ الذي يزعمون أنه مدفون هناك!! وتدمير قبلتهم المقدسة (النجف) التي يطلقون عليها (الأشرف) ولا ندري الأشرف من ماذا؟! من مكة والمدينة والقدس؟! وهل سمع شماريخ حزب الله اللبناني عن اغتصاب الرجال في سجن أبي غريب؟! وهل سمعوا عن اغتصاب الماجدات العراقيات على يد لقطاء أميركا وشذاذ الأفاق؟! وأين الأكفان البيضاء التي كان يستعرض بها أعضاء حزب حسن نصر الله في الجنوب اللبناني متوعدين ومهددين!! لوم لم نسمع كربلائية واحدة للتنديد بما يحدث من مجازر لأهل الإسلام في العراق على يد الشيطان الأكبر جداً!! أم أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحناً!

والعجب العجاب أنه لم يقبض على كادر من أتباع حسن نصر الله متلبساً بالمقاومة في البصرة مثلاً ضد قوات الاحتلال هناك!! وما الذي أسكت صواريخ حزب الله اللبناني! لنصرة إخوانهم في العراق وتخفيف الضغط عليهم والتقليل من نزيف الدم الذي يهراق يومياً على يد العدوان الأنجلو أمريكي!! أم أن الخطوط الحمراء واتفاق (الجنتلمان)! مع الكيان الغاصب لفلسطين يحول دون ذلك؟!!

وأين حسن نصر الله سيد هذه الأمة من قول الشاعر:

لماذا يذبحون ونستكين *** ولا أحد يرد ولا يبينُ

أللإسلام نسبتنا وهذا *** دم الإسلام أرخص ما يكونُ

الخامس: فلسطين الأسيرة:

فلسطين التي ضيعها ملوك العرب الخونة قديماً وحافظ على تضييعها الخونة الجدد من رؤساء وزعماء وملوك وأمراء وأعوانهم من مفكرين وأدباء وعلماء وهلم جرا!

وفلسطين التي يتاجر بها حزب حسن نصر الله (الحزب الخامئني النميري)! على مرمى حجر منهم! فما الذي يمنع المقاومة الفلسطينية الكائنة في لبنان من ضرب المستوطنات (المغتصبات) في شمال فلسطين المحتلة! أليس جنود حزب حسن نصر الله (سيد الأمة)! ومن الذي يقبض على أي مقاوم يحاول أن يتسلل للقيام بواجبه الشرعي لضرب هذه المغتصبات في شمال فلسطين المحتلة بغية التخفيف عن إخوانه في غزة والضفة!!

أليس كوادر حسن نصر الله (سيد الأمة؟!)!

ولمصلحة من يحتكر حسن نصر الله وحزبه المقاومة وتحريمها على أبنائها؟! ومن الذي أحدث خللاً في التركيبة السكانية في الجنوب اللبناني ولمصلحة من؟! ومن الذي أضعف أهل السنة في لبنان حتى صاروا فريسة على موائد اللئام لا حامي ولا بواكي لهم! وهذا موضوع يجرنا إلى دراسة متعمقة حول وضع أهل السنة في لبنان ومن المسئول عما حدث لهم؟ وقد يكون لنا دراسة مستقلة بمشيئة الله إن كان في العمر بقية.

حرب ما أريد بها وجه الله:

إذن حرب حسن نصر الله وحزبه ما أريد بها وجه الله! بل أريد بها عدة وجوه!!

الوجه الأول: إيران التي تريد تلميع صورتها المخدوع بها للأسف الشديد جمهور كبير من المسلمين بزعم أنها التي تتحدى أمريكا (الشيطان الأكبر جداً)!! وتناصر القضية الفلسطينية التي يحاصرها ويتآمر عليها العبابيد المناكيد من حكام العرب! ولأن شعوبنا مغيبة عقدياً وخاصة في عقيدة الولاء والبراء، ومهزومة من أعدائها في الداخل (حكام وأنصار طواغيت: وزراء/وسائل إعلام/علماء سلطة/أحزاب علمانية وقومية مهترئة) فإنها تصفق لأي رد فعل يكبد أعداء الأمة أية خسائر ولو كان هذا على يد إيران أو حزب حسن نصر الله! ومهزومة أيضاً من الخارج من جراء الهجمة الصهيو صليبية الوثنية الحديثة (كشمير/ فلسطين/ فطامي /تيمور الشرقية / أفغانستان /العراق) لذلك نجدها حائرة تائهة تتبع كل ناعق في الوقت الذي يخوفها أعداء الأمة من المجاهدين الحقيقيين الذين يوصمون بالإرهاب في الوقت الذي يوصف المقاوم المنحرف عقدياً المدعوم دولياً بالبطل والشهيد وأخيراً (سيد الأمة)!!

الوجه الثاني: يريد حزب حسن نصر الله التخفيف من الضغوط الأمريكية على إيران وسوريا خارجياً مع إشغال المجتمع اللبناني بهذه الحرب بعد أن رفع أذناب فرنسا وآل سعود (الحريري وجنبلاط) عقيرتهم بنزع سلاح حزب الله في الجنوب للتطبيع رسمياً وعلنياً مع الكيان الغاصب لفلسطين!! وتحويلهم إلى مجرد حزب سياسي منزوع السلاح!! وخاصة بعد أن تأكدوا أن أهل السنة أضعف من أن تقوم لهم قائمة في القريب العاجل حيث قام حزب الله بحراسة شمال فلسطين المحتل لصالح الكيان المغتصب وتشييع سكان الجنوب فلا خوف من وجود تلاحم شعبي سني يحاصر(الكيان المغتصب لفلسطين) حسب تخوف السفاح القديم (بن جوريون)!

هكذا حزب الله لا يريد أن يخرج بخفي حنين! فلا بد من تحقيق أقرب مكسب للبقاء بأسلحته وإلا هدم المعبد على من فيه بعد أن اشتد عوده وقوي ساعده (صواريخ الكاتيوشا)!!

الوجه الثالث: رفع خسيسة التيار الشيعي في العالم بعد أن استبانت خيانتهم وتآمرهم على المسلمين في العراق وتحالفهم وأحزاب الشمال مع الأمريكان في احتلال أفغانستان! يريدون أن يقولوا نحن نقاوم وندافع عن الأمة في فلسطين!! للشغب على ما يحدث من قتل منظم لأهل السنة على أيدي إخوانهم في الطائفة انتهازاً لفرصة وجود الاحتلال الأمريكي للعراق للقضاء على أكبر عدد من أهل السنة بغية إقامة دولة شيعية كبرى تضم إيران والعراق متحالفة مع إخوانهم في طائفة النصيرية في سوريا ومساندة شيعة لبنان لتشكيل تحالف دولي عسكري قوي للقضاء على أهل السنة في الجزيرة والخليج!!

الوجه الرابع: تحسين وجه الإدارة الأمريكية الكالح المهزوم في العراق وأفغانستان ولا أستبعد هذا الوجه الذي أراده حزب حسن نصر الله بإيعاز مباشر أو غير مباشر لأن كل ما يحدث يفرح جورج بوش وتوني بلير حيث خطفت حرب حزب حسن نصر الله في لبنان الأضواء عما يحدث من مجازر للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ فمئات الأطنان تدك مدن وقرى أفغانستان والعالم مشغول بالسنيورة والحريري الصغير وحزب خامئني في جنوب لبنان!! وهناك في العراق إبادة منظمة لأهل السنة وتهجيرهم إجباريا من مساكنهم في بغداد وغيرها والعالم مشغول بالوضع في لبنان!! المشروع الأنجلو أمريكي يفشل في العراق وأفغانستان وحزب حسن نصر الله ينقذ هذا المشروع البربري الهمجي على العالم الإسلامي!!

صفوة القول

وبعد هذا التطواف السريع أقول:

قد يغضب البعض إذا قيل إن أمير المؤمنين الملا محمد عمر سيد هذه الأمة في عصرنا الحالي؛ ذلكم الرجل النبيل الذي ضحى بدولته من أجل حماية إخوانه في الدين! فضرب لنا مثلنا أشبه بفعل الصحابة رضوان الله عليهم يتغنى به أبناؤنا وأحفادنا على مر الزمان كما كنا نتغنى بقول السموأل وهو شاعر جاهلي حيث لم يسلم أضيافه لأعدائهم رغم أنه هدد في ابنه وقتل أمام عينيه فأنشد قائلاً:

وفيتُ بأدرع الكندي إني *** إذا ما خان أقوام وفيتُ

وأوصى (عاديا) يوماً بألا *** تهدّم يا سموءلُ ما بنيتُ

بني لي (عاديا) حصناً حصيناً *** وماءً كلما شئتُ استقيتُ

وقد يغضب البعض إذا قيل إن الشيخ أسامة بن لادن؛ صلاح الدين الأيوبي لعصرنا الحاضر؛ بل هو سيد الأمة وفارسها وتاج على رأس كرامتها! وقد يغضب البعض إذا قيل إن الدكتور أيمن الظواهري؛ نور الدين زنكي لمسلمي هذا الزمان بل هو سيد هذه الأمة وعلمها أيضاً!

وقد يغضب البعض إذا قيل إن الشيخ الشهيد نحسبه كذلك (أبا مصعب الزرقاوي)؛ أسد الدين شيركوه هذا الزمان! بل أسده الضاري وسيف الأمة البتار، وسيدها وغرة في جبين سماء عزتها!

وقد يغضب البعض إذا قيل إن شهيد الإسلام (نحسبه كذلك) شامل باسيف؛ أسد الشيشان وحامي عرينها، وسيد الأمة وأحد أعمدتها!!

إذا قبل إن كل هؤلاء القادة الأبطال سادة الأمة وفخرها الذين قاموا يوم أن قعد الناس! هؤلاء الأبطال الذين رمتهم الدنيا بقوس واحدة فلم يستكينوا ولم يضعفوا ولم يركعوا إلا لله رب العالمين! هم السادة بحق!

فإذا لم يكن هؤلاء جميعاً سادة الأمة بحق فمن يكون السادة إذن ؟!!!

وإذا كان حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي اللبناني (سيد الأمة) كما يقول المهووسون به فلا خير في هذه الأمة ولا بارك الله فيها!!

وإذا كان حقاً حسن نصر الله (سيد الأمة)!! إذن فقد ذهب بالأمة بعيداً وخطفها!!

وما أظرف ما قاله الشاعر العربي قديماً في شأن حسن نصر الله (سيد الأمة!!) ومن على شاكلته:

إذا ذهبَ الحمارُ بأم عمرو *** فلا رجعتْ ولا رجعَ الحمارُ

العبرة السابعة :-

هل المقاومة حقاً كما يدعى العلمانيون والديمقراطيون والقوميون

هى السبب فى كل ما جرى على أرض غزة ؟

لتتأمل معى هذا المقال التحليلى الرائع لأقوال ومواقف الساسة والمفكرين والحكماء المحسوبين على الأمة فى عداد الأموات

وكيف ألقمهم الداعية المصلح : عادل أحمد باناعمة

هذا الحجر الرشيق .

إذ يقول حفظه الله تعالى :

صواريخ المقاومة الفلسطينية نظرة عقلانية

مدخل..

(ومقابل ماذا يحشرون شعبهم المشلول في حبسٍ مأساويٍ، حبسٍ اسمه غزة، ويستمرون في إطلاق صواريخ لا تفعل أكثر من حفرٍ صغيرةٍ في أرصفة تل أبيب.. ثم يغضبون عندما تهرشهم إسرائيل القبيحة، بتلك البشاعة، وتجعل بيوت المدنيين ركاماً مختلطاً بعظامهم، بل يطلقون ألسنتهم بالسباب واتهام العرب والمسلمين جميعاً بالتواطؤ والخذلان والخيانات، ولا يتذكرون وسط كل هذا من إساءتهم لشعبهم ومقامرتهم به شيئاً )!!

[عبد الله ثابت، جريدة الوطن، العدد: 3015، 3/1/1430هـ]

(جرّب العرب الحروب فلم تزدهم إلا خبالاً وخساراً، وجرّبوا المقاومة المسلّحة فلم تزدهم إلا رهقاً وتشتتاً وضياعاً ... "حماس" تنطلق من رؤية جماعة الإخوان المسلمين التي تريد الوصول إلى السلطة بأي ثمنٍ والمحافظة عليها بأي سعرٍ، حتى لو كان الثمن دماء الفلسطينيين ودمار غزّة، وأن يخربوا بيوت الفلسطينيين ... إنّ جرح فلسطين الغائر لن يحلّه الغوغائيون، ولن ينقذه المتاجرون به، بل حلُّه يكمن في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع).

[عبد لله بن بجاد، صحيفة الاتحاد الإماراتية 1/1/1430هـ ]

(وذبيحة غزّة التي لم ينِ الجزّار الفاتك الإسرائيلي يعيث فيها تقتيلاً وتجريحاً وتدميراً هي ذبيحة لها جلاّب أوصلها لحتفها، فالجزّار الإسرائيلي لم يستيقظ ذات صباحٍ ليقول سأهاجم غزّة هذا الصباح، ولكنّ المتحرّشين به (بلا سببٍ!!) هم الذين جلبوها له على طبقٍ من دمٍ وشعاراتٍ وغوغائيةٍ، وهم الذين قالوا له بلسان الحال اذبحها لنمشي في جنازتها).

[عبد الله بن بجاد، صحيفة الاتحاد الإماراتية، 8/1/1430هـ]

(قليل من الألعاب النارية، التي قتلت من الغزاويين أكثر مما قتلت من الإسرائيليين، وتهجم إسرائيل، وينسى الجميع البرنامج النووي الإيراني، وهذا هو كل ما تريده إيران، كما «القاعدة» وكل المنظمات المتطرفة التي لم تحظ بدولة).

[ تركي الحمد، الشرق الأوسط، 3/1/1430هـ]

(واليوم، ونحن على صدى تبرعات جديدة لفلسطين، نفكر ونسأل، ويخرج السؤال من الحلق إلى الخلق بعد طول صمت: هل تجد السعودية التقدير الشعبي العام بعد ذلك كله؟).

[فارس بن حزام، جريدة الرياض، العدد:14799، 2/1/1430هـ]

هذه عباراتٌ طائفةٍ من الكتابِ والمثقفين تعليقاً على حربِ غزةَ الطاحنة التي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة قرابة ستمئة شهيد.

عبارات - وإن حاولَتْ عبثاً أن تجعل بين يديها مقدمات تضامنية مع الشعب المحاصر - لا تنتهي إلا إلى خذلان غزةَ وأهلها، لتكون ( قصفاً ) آخر فوق القصفِ الذي تتعرضُ له! ولاسيما عند يقول أحدهم إن المقاومة تحرشت بإسرائيل بلا سبب!! بلاسبب!! هكذا !! لم تفعل إسرائيل شيئاً تستحق به أن يوقف في وجهها!!

وفي حين نجدُ كتاباً غربيين بل يهود ( روبرت فيسك، وماري فويس، وكاسيلرز مثالاً ) يشنّون حملةً شعواء على إسرائيل ووحشيتها وهمجيتها ويصرحون بأنَّ للمقاومة حقَّها المشروع يشنّ إخواننا هؤلاء - غفر الله لهم - حرباً شرسةً على المقاومة الفلسطينية!

لن ألتفت كثيراً للتوافق العجيب بين هذه المقالات وتصريحات بوش وأولمرت وساركوزي! ولن أدخل في سياقات تخوينٍ وعمالةٍ! فتلك أمورٌ يصعبُ الجزم بها من أجل موقفٍ فكريّ أو رأيٍ سياسيّ. وسأحاول - بصعوبة بالغةٍ- أن أتجرّدَ من العواطف الثائرة لأناقشَ هذه الأطروحاتِ بذات العقلانية التي تزعم أنها تتحلى بها.

على هذا دار القُمْقُم...

تتبنى هذه الأطروحات في مجملها ثلاث أفكارٍ رئيسةٍ :

الفكرة الأولى: أنَّ صواريخ المقاومة و(ألاعيبها) القتالية هي السبب المباشر فيما حدث لغزّةَ، وبالتالي فهي شريكة (للجزار) في جريمة (الذبح)، بل هي التي وضعت الشاةَ بين يدي الجزار وأمسكتها بعنف ليتسنى له الذبح كما يريد!

الفكرة الثانية: أنّ المقاومة الفلسطينية الإسلامية إنّما تسعى إلى السلطة من جهة، وتحقيق أجندة خارجية من جهة أخرى، وكل ذلك على حساب الفلسطينيين المساكين، متاجِرةً بدمائهم، غير عابئة بأرواحهم!

الفكرة الثالثة: أنَّ المقاومة الفلسطينية لا تشكر جميلاً، ولا تحفظُ معروفاً، وأنّها تستلم تبرعاتِ الدولِ بيد وترجمهم بحجارة التخوين باليد الأخرى! وجِماعُ هذه الأفكار الثلاثة أن المقاومة الفلسطينية المسلحة ( غلطانة من ساسها لراسها ) كما تقول العامة! أو هي غارقةٌ في الرَّطَأِ واللُّغابةِ والتَّهْتارِ والطَّرَطِ (كلها بمعنى الحماقةِ)،ورموزها أصحابُ هَذَرٍ وكَنْخَبةٍ ( كلها بمعنى الخلط في الكلام ) كما يقول العرب الأقحاح!

بعبارةٍ أخرى تفضي هذه المقولات إلى فكرةٍ مركزية واحدةٍ هي أنَّ خيار المقاومة المسلحة خيار خاطئٌ من كل جهةٍ. وأن الحل ّ - كما قال أحدهم - يكمنُ " في العقل والحكمة والسياسة الواعية المنضبطة، بعيداً عن الشعارات والهتافات الفارغة التي تضرّ أكثر مما تنفع".

وسأكون هنا معنياً بمناقشةِ الفكرةِ الأولى فحسب؛ لأنّه من العبثِ أن يصدق عاقل أن أولئك المقاتلين الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، واصطفوا في طوابير الشهادةِ منذ عشرات السنين هم طلاب سلطة! نحن نفهم أن يكون الفارُّون من المعتركِ، والذين يعيشون في الرفاهيةِ يجنون الملايين، والذين يكتفون بالتصريحات وهم آمنون، نفهم أن يكون أولئك طلاب سلطة.. لكنْ كيف يكون طالبَ سلطةٍ من يشرع صدره للموتِ، ويطلبُ الشهادة بابتسام؟ وكيف يكونُ طَلاّبَ سلطةٍ من لم تُغيِّر السلطةُ شيئاً من أحواله المادية والاجتماعية؟

كيف للمقاومة أن تكون باحثةً عن سلطةٍ وكل قياداتها تقريباً نالت الشهادةَ أو تعرضت لمحاولة اغتيال؟

ثم كيف تكون ( متفرّسةً ) ذات أجندة إيرانية (فارسية) وهي التي جاءت بطوعها إلى صلح مكةَ تلك الخطوة التي أغضبت إيران غضباً شديداً لأنّها أعطت للسعودية شرف السبق؟

وأمّا المنُّ على إخواننا بتبرعاتِنا، والغضب إذا اشتكوا من بعض تقصيرنا، فلا أجد لها مثلاً إلا طالباً كلِّف بثلاث واجباتٍ، فأنجز واحداً منها على وجهه وأغفل اثنين، فلما لامه أستاذُهُ على ترك الواجبين غضب وقال: ألا يكفيك أنني حللتُ الواجبَ الأول بإتقان!!

حسناً .. لقد تبرعنا .. وأردنا بذلك وجه الله لا شكر الناس .. وقد شكرَنا إخواننا مع ذلك علناً ورحبوا بوقفتنا لكنهم عتبوا علينا أننا تركناهم يموتون ويقتلون وقد كان بوسعنا أن نفعل أشياء كثيرة.

هل أخطؤوا ؟! لا أظن!

ولكن هكذا يظنُّ من يمنُّ على الناس بما أعطاهم ..بل .. بل بما أعطاهم غيره!!

ولو شئنا أن نجريَ على هذا النفسِ من ( المَنِّ ) فإنَّ المنة هي لإخواننا الفلسطينيين، فهم الذي أوقفوا طموحاتِ إسرائيل التي لو تركت لالتهمتنا ولكانت طائراتها اليوم فوق بيوتنا! وعليهِ فإنّنا كل ما أعطيناهم لا يساوي جزءاً يسيراً من فضلهم علينا بصدّهم هذا العدوان وإيقافِهِ عند حدوده.

لكل ماسبق قلتُ: إنني سأقتصر على مناقشة الفكرة الأولى .. فكرة أن صواريخ المقاومة هي سبب المشكلة.

مقارنةٌ تكشفُ الحقيقة..

لنبدأ نقاشنا من هذه المقارنة التاريخية بين ماحدث قبل اثنتين وأربعين سنة ومايحدث الآن.

في حرب حزيران 67 تمكّنت إسرائيلُ من تدمير كامل سلاح الجو الأردني ، ومعظمِ السلاح الجويّ السوريّ ، وعددٍ كبيرٍ من طائراتِ الجيش العراقي!! واستولت على منابع النفط في سيناء !! وسيطرت إسرائيل على منابع مياه الأردن!! وتحكمتْ في خليج العقبة!! واكتشف العربُ أنّهم خسروا - في خمسة أيام فقط - عشرة آلاف شهيد وجريح ، وخمسة آلاف أسير ، وأنّه قد شُرّد نحو 330 ألف فلسطيني !! وأنَّ إسرائيل قد احتلت أراضي من خمس دول عربية هي: مصر (شبه جزيرة سيناء وغزة)، وسوريا (هضبة الجولان)، ولبنان (مزارع شبعا)، والأردن (الضفة الغربية والغور)، والسعودية (جزيرتا تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة) .. واكتشفوا أيضاً أنّ ما احتلته إسرائيل في تلك الحرب ضاعف مساحتها ثلاث مراتٍ!! [ انظر : فلسطين دراسات منهجية : 304 ] و[الاستراتيجيات العسكرية : 315 ] .

وأبشع من هذا كله .. ضاعت القدس!!

لم تكن إسرائيل وقتها في مواجهةِ الفلسطينيين وحدهم بل واجهت العرب جميعاً..

العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ألفين وثلاثمئة دبابة مقابل ألف دبابة إسرائيلية!

العرب الذين كانوا يمتلكون قرابة ستمئة طائرة بإزاء مئة وسبعٍ وتسعين طائرةً إسرائيلية!

العرب الذين كان تعداد مقاتليهم ثلاثمئة وثلاثين ألفاً بإزاء مئتين وخمسين ألفاً من الإسرائليين!

ومع تفوق ميزان القوى لصالح العرب كان ما كان .. وشهد الخامس من حزيران يونيو 1967م أقصر حرب في التاريخ .. حرب لم تدم أكثر من خمسةِ أيام ضاع فيها كل شيء!!

انتهت المقاومة .. وانكسرت الجيوش .. واستسلم الجميع !!! وبقيت الجولان وسيناء وشبعا محتلةً حتى الآن أو في حكم المحتلة!! واليوم ..

ها نحنُ في اليوم الخامس عشر من أيام حرب غزةَ الغاشمة..

الحربُ التي بدأت بغتةً بعد تطميناتٍ (عربية) للفلسطينيين بألا شبحَ حربٍ يلوح في الأفق!!

الحرب التي اختارت إسرائيل لبدايتها توقيت الذروة ( الحادية عشر والنصف صباحاً ) ليزداد عدد الضحايا.

الحرب التي ألقت وتلقي فيها إسرائيل بثقلها العسكري أطناناً من القذائف على بقعةٍ صغيرة لاتتجاوز مساحتها 300 كلم مربع.

الحرب التي لم تتصد لها إلا المقاومة الفلسطينية دون أن يكون لها عون عسكريٌّ من أيِّ جهةٍ خارجية.

الحربُ التي كانت فيها الأنظمة العربية عوناً على الفلسطينيين بإغلاق المعابر، وكبح المسيرات، والتباطؤ في عقد القمة، والتراخي في اتخاذ قرارات شجاعةٍ مؤثرةٍ.

الحرب التي كان فيها بعض الفلسطينيين عوناً على إخوانهم حتى إنهم لم يجدوا شيئاً يقولونه سوى التصريح بأنهم ( جاهزون ) لملء الفراغ السياسي الذي سيحصل في غزة بعد العدوان!!!

الحرب التي لعبتْ فيها الآلة الإعلامية لعبتها القذرة فجعلت الضحيةَ مجرماً وشغلت الناس بصواريخ المقاومة عن أطنان قذائف الأباتشي!! ومع كل هذه الوقائع والحقائق .. إلا أنَّ صواريخ المقاومة مازالت تنطلق! بل إنها بلغت حيث لم تبلغ من قبل!! وأصابت أكبر قاعدةٍ جوية إسرائيلية!! وبدأ اليهود يختبئون في الملاجئ!!

وما إن بدأ الاجتياح البريّ حتى حصدتْ المقامةُ أرواح عشرات الجنود الإسرائيليين!!

هل لاحظنا الفرق بين الموقفين؟

إنَّ يهودياً واحداً داخل إسرائيل لم يصب بالفزع عقيب حرب سبعة وستين .. وهانحن نرى في حرب غزة مليون إسرائيلي في دائرة الخوف ، يدخلون إلى الملاجئ ، ويعطلون دراستهم ، ويبكون !!

إنّ مسؤولاً يهودياً واحداً لم يساوره القلق عشية حرب سبعة وستين وفي حرب غزة يرى الملايين عبر شاشات التلفزة وزيراً يهودياً يغلبه الفزع ويختبئ تحت سيارة ليبث من هناك تهديداته وتوعداته !!

كانت ابتسامةُ ليفي أشكول وموشي دايان تتسعُ مع مرور كل يوم من أيام الحرب وما بعدها، وهانحن نرى ابتسامات أولمرت وباراك وليفني تتقلصُ مع مرور كل يوم!!

ما الذي تغير؟

ما الذي جعل دول العربِ مجتمعةً تنهزم أمام حرب الأيام الخمسة بينما تصمدُ حركات مسلحةٌ في وجهِ حربٍ ضروس؟

إنّ تبنّي فلسطين الداخل لخيار ( المقاومة المسلحة ) هو الذي أحدث هذا الفارق الجوهري !

إنّ ( حجر ) المقاومة ، و(مقلاع) المقاومة، (وبندقية) المقاومة، و(صاروخ) المقاومة .. هو ما أحدث هذا البون الشاسع.

وهذا ما يجب أن نعيه جيداً .. قبل أن نزعم أن ( صواريخ المقاومة) هي مشكلة فلسطين.

باعتقادي أن الصواريخ هي ( حل ) وليست ( مشكلة ) .. فقد كنّا نُضربُ ونصمتُ و(نبوس) كفَّ من ضربنا .. على الأقل الآن نُضربُ ونضرِبُ.

تاريخٌ حافلٌ بالدمِ...

وربما كان بالإمكان تصديقُ أن صواريخ المقاومة وحدها كانت سبباً لعدوان إسرائيل لو لم تكن إسرائيل نفسها قد نفذت عشرات المجازر البشعة دون أن تستفزّها صواريخُ ولا حتى حجارة!

لقد ارتكبت إسرائيل نحو 70 مجزرة بحقِّ الفلسطينيين بهدف التهجير والتطهير العرقي، برزت منها 17 مجزرة بشعة منها دير ياسين وقبية واللد وعيلوط والطنطورة والصفصاف وصبارين وغيرها.

وأكثر من هذا امتدت مجازر إسرائيل إلى خارج حدود فلسطين!!

في الـ11 من فبراير 1967 نفذ الجيش الإسرائيلي مجزرة أبو زعبل بمنطقة القاهرة وقتل 69 عاملا مصرياً فيما جرح مائة آخرون.

وفي الثامن من أبريل 1970 نفذت إسرائيل مذبحة مدرسة بحر البقر بمنطقة بور سعيد قتل خلالها 46 طالبا بالصف الأول وجرح 16 آخرون.

وفي عام 1982 نفذت قوات الكتائب والقوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع وقتذاك أرييل شارون مجزرتي صبرا وشاتيلا اللتين قتلا فيهما نحو 1600 شخص. وفي عام 18 أبريل 1996 استهدفت مجزرة "عناقيد الغضب" مدينة (قانا) وقتل يومها 109 مدنيا لبنانياً كثيرون منهم أطفال ونساء احتموا داخل مقر لقوات الأمم المتحدة, وأصيب بالمجزرة 351 شخصا آخرون.

هذه نماذجُ فقط ..

فهل كانت صواريخ المقاومة التي لم تُوجد إذْ ذاك سبباً في هذه المجازر؟!

إنَّ قراءة تاريخ كثير من هذه المجازر يبين بوضوح أنها كانت بمبادأة إسرائيلية! أي أنها لم تكن بسبب استفزازٍ ما! إلا إذا اعتبرنا أن بقاء الإنسانِ في أرضِهِ وعدم مغادرتِهِ لها استفزازاً !!

ولو تتبعنا التاريخ لوجدنا أن كل انتخابات إسرائيلية سبقتها مجزرة عاصفة، فشارون تصدر بعد مذبحتِهِ (جهنم المتدحرجة)، وبيريز صعدتْ به إلى رئاسة الوزراء (عناقيد الغضب)، وليس سراً أن ليفني تخوضُ عبر هذه الحرب معركةً انتخابيةً، ويكفينا أنّ وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت في بداية الحرب أنَّ باراك وليفني سجلا تقدما في الاستطلاعات على نتنياهو جراء الحملة على غزة!

وقد نشرتْ وكالة فلسطين برس للأنباء بتاريخ 13/11/2008م - أي قبل عدوان غزة بشهرٍ ونصفٍ، وقبل أن تعلن المقاومة انتهاء الهدنة ـ نشرت هذا التصريح : "حذّر الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين السفير محمد صبيح من خطورة الفترة التي تدخل فيها إسرائيل انتخابات جديدة والتي يزداد خلالها الهوس واستعمال العنف والقتل خارج نطاق القانون، المدان دوليا لتحقيق أهداف سياسية".

زد على ذلك أن جُلَّ الذين تولوا رئاسة وزراء إسرائيل كانوا أعضاء في منظماتٍ إرهابيةٍ لها تاريخ حافلٌ بالجرائم.

فهل نظن بعد هذا أن المقاومة لو استسلمت لذَبْحِ الحِصار، ولم تحرك ساكناً لما أصاب غزة ما أصابها، ولما ذبحها (الجزار)؟

ثم هل من العقلانية و الواقعية الغفلة عن عشرات التقارير التي ملأت صحف العالم والتي تتحدّث عن إعداد لهذه الحرب المدمرة منذ ستة أشهر ؟ بل تحدثت عن تواطؤ دولي هنا وهناك؟ وأضواء خضراء تلقتها إسرائيل من قريبٍ وبعيد؟

كيف تصبح صواريخ المقاومة سبباً بينما إسرائيل تعد للحرب وقت توقف هذه الصواريخ واشتغال الغزيين بمشكلة الحصار ؟

التزامٌ ووفاء...

حماس لم تنهِ الهدنة .. الهدنةُ كانت تنتهي تلقائيا في 19/12/2008م وما أعلنته حماس أنها لن تجدد الهدنة . وعدم تجديد الهدنة شيءٌ آخرُ يختلف تماماً عن خرقها.

ولم يكن عدم تجديد الهدنة قرار حماس وحدها .. بل كان قرار جميع الفصائل الفسطينية في غزة .. كان قراراً إجماعياً .. يمكنُ أن نتفهّمه جيداً عندما نتذكر شروط التهدئة الرئيسة: (وقف العدوان، رفع الحصار، فتح المعابر، نقل التهدئة إلى الضفة الغربية)، هذه هي شروط التهدئة فهل نفذت إسرائيل منها شيئاً؟

وهل من العقل أن توافق غزة على تمديد الهدنة بينما إسرائيل تنتهكها شروطها الرئيسة فتحاصر غزة وتخنقها وتمنع عنها الماء والغذاء والوقود والكهرباء؟ هدنة مع حصار وتجويع؟ أهذه سياسة أم تياسة؟

أم أن العقلانية والحكمة لاتكون إلا بالتسليم المطلق والخضوع التام للإملاءات الإسرائيلة؟

لقد أدرك (أردوغان) - وهو سياسي ذهب في التعاون مع إسرائيل إلى مدى بعيد _ هذه الحقيقة وكان شجاعاً في إعلانها حين حمّل إسرائيل المسؤولية لأنها هي التي لم تلتزم بالتهدئة ورفضت عرضا تركيا للوساطة بينها وبين حماس.

خيارات الداخل...

المتكلمون عن استفزاز صواريخ المقاومة يصورون للناس أن فلاناً وفلاناً من القادة يتاجرون بالشعارات وأن الشعب هو الضحية!!

إن الجواب يأتي من الشعب نفسه..

الشعب الفلسطيني الذي خرج قبل الحرب بأيامٍ قليلةٍ في حشودٍ ضخمةٍ مؤيداً لخيار المقاومة والجهاد .. ومصطفا مع الحكومة التي اختارها ، " ووفقاً لوكالات الإنباء فإن هذا الاحتشاد الشعبي كان الأضخم في التاريخ الفلسطيني المعاصر" [ من مقالة للدكتور مهنا الحبيل ] صدقوني هذه الملايين لم تخرج من أجل سواد عيون فلان أو فلانٍ، أو تعلقاً باسم حركةٍ أو حزب لقد خرجت تأييدا لخيار المقاومة الذي يمثله اليوم فلان وقد يمثله غداً غيره.

جرى ذلك في الوقت الذي عجز فيه ( خيار المفاوضات ) حتى عن عقد مؤتمره العام بسبب كثرة الانشقاقات والاختلافات التي كان حلها بفصل الكوادر المشاغبة كما قيل !!

الشعبُ الذي قيل إن ( المقاومة ) حشرته في ( صندوق ) ضيق، وتاجرت بدمه، وجعلته عرضةً للعذاب.. هذا الشعبُ هو الذي يخرج هاتفاً للمقاومة مؤيداً لبرنامجها، وهو الذي اختارها ابتداءً لتحكمه وقد كان على وعيٍ ببرنامجها ومعرفةٍ بمنطقها المقاوم... وهو الذي نسمعُهُ - عبر الفضائيات والاتصالات الهاتفية الشعبية- في قلبِ الحربِ يشدُّ على يد المقاومين ويطلب منهم الانتقام من اليهود. ثم نأتي نحن لنقول .. مسكين هذا الشعب!! قامر به أبطال حروب الحناجر!!

السؤال المعاكس...

وهناك جانب يجب الالتفات إليه ..

دائماً ما يتحدث هؤلاء المتهمون للمقاومة بمنطق : انظروا ماذا سببت المقاومة من دمار باستفزازها لإسرائيل ..

ولكن أحداً منهم لم يطرح السؤال بشكل معاكس : ماذا كانت ستفعل إسرائيل لو لم تكن هناك مقاومة ؟!!

ألم تكن إسرائيل إذْ قامت تتحدث عن دولة عظمى من البحر إلى النهر ؟ ألم تكن تتحدثُ عن إبادة كاملةٍ للفلسطينيين ؟ هل نسينا تصريحات ليفي أشكول وجولدا مائير وموشي دايان وإسحاق رابين ؟!! ماالذي خفض سقف الطموحات الإسرائيلية؟ وقلل أحلامها؟

أليست المقاومة المستمرة هي التي أجبرت إسرائيل على بعض التنازلات ؟ أليست ( السلطة الوطنية ) التي يدعو أربابها اليوم إلى ترك خيار القتال أليست هي وليدة المقاومة والقتال ؟ أكان اليهود يسمحون بشيء كهذا على هزاله لولا ما وجدوه من مقاومة صلبةٍ ؟

الصواريخ والنموذج الإدراكي...

لنطرح المسألة من زاوية أخرى .. هي الزاوية الفكرية الاجتماعية :

يجب أن ندرك جيداً أنّ معظم المستوطنين الإسرائليين الحاليين هم مجرد مرتزقة، فأكثرهم لم يأتِ به إلى فلسطين إلا الرخاء المادي الذي وفرته له الحكومة ، وإذا كانت الأجيال الأولى من المستوطنين ذات بعدٍ دينيٍّ عقديٍّ في قدومها إلى فلسطين فإن الأجيال الحالية - ومع تزايد معدل العلمنة - تبحث عن العيش الرخيِّ الهانئ! ويدلك على هذا أن الإعلان عن المستوطنات الإسرائيلية في الصحف الغربية لم يعد يتحدث بمنطق العودة إلى أرض الأجداد !! وإنما بات يتحدث عن مزايا المستوطنة مادياً فقط!!

إذنْ الخارطة الإدراكية للمستوطن اليهودي أنه سيأتي إلى أرض ينعم فيها بالرخاء المادي والنعيم والاستقرار .. إذا فهمنا ذلك جيداً أدركنا أنَّ (كل ما ينغص على المستوطنين حياتهم هو في النهاية إحباطٌ للمخطط الصهيوني)!

المسألة إذن ليست مسألة صواريخ لاتزيد على أن تثقب حفراً في شوارع إسرائيل.

المسألة أن هذه الصواريخ البسيطة تهز النموذج الإدراكي للمستوطنين من أساسه، وبالتالي تدفعهم للهرب، ومن ثم يفضي ذلك إلى زوال نموذج إسرائيل كدولة آمنة مستقرة. [ انظر ما كتبه د.المسيري في تجربته الفكرية ص : 524 ـ 526 ].

هل فهمنا الآن قيمة الصواريخ؟ بل حتى قيمة الحجر الذي يلقيه الطفل الفلسطيني على اليهود؟

إنَّ تعطيل الدراسة في جنوب إسرائيل بسبب صواريخ المقاومة يعني شرخاً هائلاًُ في البنية الإدراكية التي صرفت إسرائيل مليارات الدولارات لتغرسها في نفوس مواطنيها.

إنّ صاروخ المقاومة لا يثقب حفرة في أرض إسرائيل فقط .. بل يثقب الكيان الإسرائيلي بأكمله.

الكيل بمكيالين...

ومن عجيب هذه القضية أن كل دولةٍ عربيةٍ - ومعها مؤرخوها وكتابها - تصوِّر حروبها التأسيسية والتحررية على أنها حروب كرامةٍ ووطنية ثم تُصَوَّرُ حرب المقاومة في فلسطين على أنها حرب عبثية بصواريخ ورقية؟!!

في عام 1233هـ قرر عبد الله بن سعود آخر أمراء الدولة السعودية الأولى مواجهة إبراهيم باشا والي مصر، على الرغم من الفارق الكبير في العدة والعدد بين دولةٍ ناشئةٍ ودولةٍ راسخةٍ مدعومةٍ من قبل الخلافة العثمانية. انتهت المعركة باستسلام عبدالله بن سعود، وسقوط الدولة السعودية الأولى، ولم نسمع أحداً يصف تحركاتِهِ بالتهوّر والحماقة!

في عام 1319هـ سار الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله بأربعين رجلاً وثلاثين بندقية ومائتي ريال إلى الرياض لفتحها!! أربعون رجلاً فقط ببنادق قديمة يخوضون حرباً لفتحِ مدينةٍ واسترجاع مُلْك!!

ومع الفارق الجنوني في العدة والعتاد .. لم نسمع أحداً من إخواننا الكتاب يصف هذه المواقف السعوديّة بالجنون والتهوّر واستفزاز الخصمِ القويّ! وفي قلبِ القاهرة ينتصبُ شامخاً ( نصب الجندي المجهول )، لقد أقيم هذا البناء (تكريماً) للشهداء الذين قضوا في حرب الاستنزاف!! لقد كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا حمقى ولا متهورين!! وأكثر من هذا أنك ترى التاريخ المصريّ يتغنّى ببطولات المصريين الذين واجهوا الاستعمار الفرنسي بأسلحةٍ بدائيةٍ بعضُها السيوف والسكاكين!! [ اقرؤوا سيرة عمر مكرم ]، كانوا أبطالاً إذن ولم يكونوا مستفزّين لدولة عظمى!!

التاريخ السوري يتغنى بمعارك الأبطال مع فرنسا، والتاريخ الجزائري يفخر بالمليون شهيد في الحرب مع الاستعمار، والتاريخ الليبي يكاد (يقدّس) عمر المختار الذي واجه جبروت إيطاليا بخيلٍ وبندقية!! وقس على هذا كل دول العالم العربي .. كل الأنظمة العربية اليوم تفخر بنضال شعوبها وتحتفل بيومها الوطني .. ألم يكن ذلك النضال غير متكافئ الأطراف؟ ألم يسقط فيه الضحايا؟ ألم تحصل بسببه الكوارث؟ فلماذا كان بطولةً في كل تلك الأماكن وكان حماقةً وتهوراً في فلسطين؟ هل يجيبني أحد أولئك الذين يتهمون صواريخ المقاومة؟

القضية هنا...

إن القضية ليست في (صواريخ) تطلقها المقاومة، بل المشكلة عند إسرائيل هي في المقاومة ذاتها، إنها لا تريد أن يوجد شخص واحدٌ يؤمن بخيار المقاومة ولو بعد مرحلة من السياسة والمرونة، تريد الجميع أن يكونوا مستسلمين مدجّنين.. ولعلها بعد ذلك ألا ترضى أيضاً! لأنها في النهاية تريد دولة يهودية خالصةً !! ولعلنا نتذكر تصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية مؤخراً حول أحلامها بدولةٍ يهوديةٍ نقيةٍ!! مما يعني طرد عرب 48 .. هؤلاء الذين ماحملوا سلاحاً ولا أطلقوا صاروخاً واحداً!!

إنه من المحزن حقا أن نجد كاتباً يهودياً يتفهم هذه الحقيقة بينما يجهلها أو يتجاهلها بعضنا، يقول كاسريلز وزير المخابرات في جنوب أفريقيا (وهو يهودي معاد للصهيونية) : "كان هدف الصهيونية منذ البداية هو طرد المواطنين الأصليين حتى تصبح الدولة دولة يهودية خالصة. وعندما أدرك الفلسطينيون هذا بدأوا في المقاومة" إنه يفهم جيداً أن المقاومة حالة طبيعية تُجاه مستعمر يريد طرد السكان الأصليين. ثم يقول: "هذا هو السبب الرئيسي للصراع، من وجهة نظر الكثيرين". هكذا يفهم هذا اليهوديّ أن علة الصراع هي العدوان الإسرائيلي ابتداءً، ويصرّ طائفةٌ من بني قومنا على أن المشكلة كلها هي في صواريخ المقاومة !!!

حكاية التوازن...

وأحسبُ أنَّ الشعوب المستعمَرَةَ والمضطهَدَة لو أخذتْ بنصيحةِ هؤلاء (الواقعيين) القاضية بضرورة توازن القوى وعدم المقاومة إلا عند تكافؤ العَدد والعُدد لبقيت إلى اليوم مستعمرةً مستنزفةً خانعةً.

أخبرني عن حالة تحررية واحدةٍ في العصر الحديث أو القديم كان فيها ( المقاوِمُ ) أقوى من المحتل أو حتى في مثل قوتِهِ!

أين حصل مثل هذا؟ في فيتنام؟ في جنوب أفريقيا؟ في الهند؟ في مجمل الدول العربية؟ في فرنسا إبان حربها مع النازيين؟ أين؟!!

كل تلك الحالات التحررية التي انتهت إلى استقلالٍ وردّ اعتبارٍ كانت كحالةِ فلسطين اليوم تماماً .. مقاومة أضعفُ عدداً وعدةً بكثير لكنها تملك إيماناً وعدالة قضية لا يمتلكهما المحتل المدجج بالسلاح، "ولم تكن المقاومة في يوم من الأيام مماثلة أو قريبة في قوتها من عدوها بل كانت أضعف منه وهي من يُقدّم الشُهداء، ولكنها تنطلق من توازن الرعب الذي يُجرد المحتل من القدرة على استقراره ويفرض عليه برنامجا مضطرباً من خلال الآلة المقاومة الأضعف هكذا حتى يهتز الاحتلال ويندحر" [ محرقة غزة بغطاء عربي، مهنا الحبيل] .

وبعد هذا كله .. فإنَّ المقاومة التي انتقلت من مرحلة الحجارة إلى مرحلة الصواريخ، والتي بدأت صواريخها ببضعةِ كيلومترات ثم وصلت إلى أسدود وسديروت، هذه المقاومة قادرة بإذن الله على مزيد من التطوير وتقليل الفارق يوماً بعد يومٍ.

إذا كانت العقلانية تعني أن يصبح الضحية مجرماً، والمظلوم ظالماً، فلا بارك الله فيها!!

وإذا كانت العقلانية تعني التجرّد من المروءة والإنسانية، والولوغ في دماء القتلى والجرحى فلا مرحباً بها!!

وحيهلاً بعقلانيةٍ تنصرُ المظلوم وتقول للظالم: كفى

غزة بالأرقام

أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مجاهديها قتلوا حوالي 80 جنديًا إسرائيليا في قطاع غزة ، فيما استشهد 48 مجاهدًا من الكتائب في هذه الحرب الوحشية التي دامت نحو 23 يومًا.

وقال أبو عبيدة في كلمة متلفزة ظهر فيها ملثما وبجانبه أحد عناصر الكتائب وبجانبه مجاهد يخفي وجهه :" خلال المعارك قتل مجاهدونا 49 جندياً صهيونياً بشكل مباشر وجرح المئات، فضلا عن العمليات التي لم يتم فيها مشاهدة القتلى بشكل مباشر مثل عمليات قصف أماكن تجمع الجنود الصهاينة وعمليات قصفهم بالقذائف، واستهداف الدبابات، وقنص الجنود، ، وبالتالي فإن تقديراتنا بأن عدد قتلى العدو لا يقل عن 80 جندياً في أرض المعركة".

وأضاف :" كما وقع عدد من القتلى ومئات الإصابات في المدن المحتلة والمغتصبات الصهيونية ، ونحن نتحدى الجيش أن يعلن عن خسائره الحقيقية في هذه المعركة ، فكل العالم سمع وشاهد كيف يشدد العدو الرقابة العسكرية ولا يصدر أي شيء سوى ما يرغب أن يخرجه هو للتضليل وللحفاظ على المعنويات المنهارة لجيشه المهزوم والذي يخوض حرباً لا أخلاقية وبدون هدف أو عقيدة بل هو ألعوبة بأيدي السياسيين الفاسدين لأهداف حزبية وانتخابية وسياسية".

وتابع :" كما تكتم العدو ولا يزال على المواقع الحساسة التي قصفناها كرد على هذه الحرب المجرمة والتي تقصف لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني".

انجازات القسام

وقال أبو عبيدة :"على الرغم من ضراوة القصف الصهيوني العشوائي والهمجي، واستهداف كل ما يتحرك على الأرض واستخدام القنابل الحارقة والفسفورية، والقصف المدفعي المتواصل للمناطق التي يحاول العدو الدخول إليها، وإلقاء مئات الصواريخ على الأرض قبل دخول الدبابات إليها فإننا نعلن أن كتائب القسام قد نفذت خلال ثلاثة وعشرين يوماً المهام الجهادية التالية:

- تمكنت كتائب القسام من إطلاق تسعمائة وثمانين صاروخاً وقذيفة، خلال الرد على الحرب، منها: 345 صاروخ قسام و 213 صاروخ جراد، و 422 قذيفة هاون.

- تم التصدي للدبابات والآليات الصهيونية التي توغلت بـ 98 قذيفة وصاروخاً مضاداً للآليات، وتم استخدم بعض الصواريخ المضادة للدروع لأول مرة في قطاع غزة.

- كما فجرت كتائب القسام 79 عبوة ناسفة في الجنود الصهاينة والآليات المتوغلة.

- تنفيذ 53 عملية قنص لجنود، وتم توثيق العديد من هذه العمليات وشوهد الجنود الصهاينة وهم يتساقطون أمام كل العالم.

- تنفيذ 12 كمين محكم في مناطق التوغل، تم فيها مهاجمة جنود الاحتلال وقواتهم الخاصة، إضافة إلى 19 اشتباك مسلح مباشر مع قوات العدو وجها لوجه.

- تنفيذ عملية استشهادية تفجيرية ضد قوات العدو حيث قام الاستشهادي القسامي رزق سامي صبح بتفجير نفسه بحزام ناسف في الجنود عند فوهة دبابة في منطقة العطاطرة شمال القطاع.

- تؤكد كتائب القسام أنها قد دمرت بشكل كلي أو جزئي 47 دبابة وجرّافة وناقلة جند متوغلة في القطاع.

- تمكنت كتائب القسام من إصابة أربع طائرات مروحية وطائرة استطلاع واحدة.

- تؤكد كتائب القسام تنفيذ عمليتي أسر لجنود إسرائيليين أثناء هذه المعارك الضارية، العملية الأولى شرق حي التفاح في اليوم الثالث من الحرب البرية، حيث تم أسر عدة جنود ، وأثناء العملية تدخل الطيران المروحي و كانت نتيجة العملية أن تم قصف الجنود مع المجموعة الآسرة من قبل الطيران، واستشهد القسامي محمود الريفي في العملية وقتل الجنود الصهاينة وأصيب عدد من المجاهدين وتمكنوا من الانسحاب.

أما عن العملية الثانية ، قال أبو عبيدة :" كانت شرق جباليا بتاريخ 5 يناير، حيث قام المجاهدون بأسر جندي إسرائيلي بواسطة كمين محكم، واحتفظوا به لمدة يومين في أحد المباني على أرض المعركة، وأرسلَ العدو إلى المكان أحد المواطنين الذين اختطفهم كدروع بشرية لمساومة المجاهدين لتسليم الجندي، إلا أنهم رفضوا تسليم أنفسهم أو تسليم الجندي، وهنا تدخل الطيران الحربي الاسرائيلي وأقدم على قصف المكان وقُتل الجندي واستشهد في العملية ثلاثة من مجاهدي القسام وهم: محمد فريد عبد الله، محمد عبد الله عبيد، وإياد حسن عبيد.

فشل الأهداف

اثار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة

وعن إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ووزير الحرب ايهود باراك بتحقيق النصر في غزة ،قال أبو عبيدة :" نطمئن قادة الكيان بأن أهدافكم قد سقطت في وحل غزة ولم يعودوا سوى برصيد جديد من المجازر والمذابح وجرائم الحرب".

وأضاف :" لقد بات واضحاً جداً أن العدو لم يحقق أياً من أهداف هذه الحرب، سوى قتل الأطفال بالمئات وقتل النساء والشيوخ والعجزة، والانتقام من المدنيين الأبرياء، ونسف البيوت فوق رؤوس ساكنيها وقصف المساجد والمدارس والمؤسسات الاغاثية والدولية والمنشآت المدنية والشرطية، إذن فليعلن هؤلاء المجرمون أن هذا هو هدفهم وأن هذه هي انجازاتهم".

وتوجه القيادي في كتائب القسام للشعب الاسرائيلي بالقول :" فلتسألوا قيادتكم عن ماهية هذه الأهداف التي حققوها في حربهم الغاشمة، ما هي هذه الأهداف الغامضة التي يتحدثون عنها، وأي حرب تلك التي تكون أهدافها ضبابية ورمادية وغير واضحة ؟؟؟ من الواضح أن أحد أهدافها الأساسية هو المزايدة الانتخابية والمناحرات السياسية".

وقال أبو عبيدة :" لقد أعلن أحد أركان الحرب أن الهدف الرئيس للحرب كان إسقاط حماس وتقويض حكمها وهذا الهدف قد بدا فشله للعيان وسقط سقوطاً مدوياً دون أدنى شك" ، مضيفًا :" ما خسرناه من إمكاناتنا العسكرية في هذه الحرب هو ضئيل وقليل جداً، وقد قمنا بترميم معظم ما فقدناه أثناء الحرب وقبل انتهائها".

وأضاف :" إذا سألتم عن الصواريخ فإننا في كتائب القسام نؤكد لكم أن قوتنا الصاروخية لم تتأثر ، ونحن أطلقنا الصواريخ أثناء هذه الحرب بدون توقف، كما أننا لا نزال وبقوة الله قادرين على إطلاق الصواريخ، ونؤكد أن صواريخنا في تطور وازدياد وأن العدو سيلاقي المزيد وستطال صواريخنا أهدافاً أخرى".

وأشار إلى أن قرار الكتائب بايقاف اطلاق الصواريخ :" جاء بقرار مستقل منا وليس ضغطاً من العدو أو نجاحاً لحربه الخاسرة، وقد قلنا للعدو منذ بداية الحرب إنكم بدأتم هذه الحرب لكن لن تستطيعوا وقفها بطريقتكم وكما تشاؤون بل نحن من يحدد ذلك".

واستطرد بالقول :" سمعنا في بداية الحرب أنها ستكون حرباً صادمة ومفاجئة أي أنها ستكون قصيرة جداً، لكن ما لبث قادة الحرب تحت وطأة الفشل – أن أعلنوا عن مرحلة ثانية، وانتهت المرحلة الثانية بتوغلات في مناطق مفتوحة، وسمعنا عن مرحلة ثالثة ورابعة وعن تمديد للعملية وعن أهداف جديدة إلى غير ذلك، فأين أهداف الحرب وأين انجازاتها".

وتساءل ابو عبيدة عن شجاعة جيش الاحتلال الذي يحارب بالتكنولوجيا من الجو ومن فوق الضباب ومن البحر ومن داخل الدبابات المحصنة ضد شعب لا يملك سوى القليل من السلاح والعتاد ، قائلا :" لكم أن تتصوروا مدى جبن الجيش الصهيوني، فمن العجب العجاب الذي نكتشفه بعد المعركة دائماً أن جيش العدو ربما الوحيد في العالم الذي يستخدم الحفاظات (البامبرز) فهم لا يجرؤون على النزول إلى الميدان لمواجهة الرجال".

تخاذل عربي وتشجيع غربي

قال أبو عبيدة :" لقد نفذ الاحتلال الإسرائيلي باعترافهم ألفين وخمسمائة غارة جوية، واستخدموا كل قواتهم الغاشمة ضد هذا القطاع الصغير في المساحة والمحاصر من كل مكان، وأعلنوا أنهم استنفدوا 50% من ذخيرة سلاح الجو، ولكنهم وجدوا دعما عسكريا من الأمريكان قتلة أطفال العراق وأفغانستان وأمدوهم بالسلاح أثناء الحرب".

وأضاف :" وفي المقابل فإننا لم نستخدم في صد هذه الحرب أسلحة العرب المكدسة في مخازنهم، ولم نستخدم طائرات أو دبابات، بل استخدمنا أسلحة صنعناها بأيدينا وجبلناها بدماء شهدائنا عبر مسيرتنا المباركة في الجهاد والمقاومة، ونحن نؤكد أن عُشـر هذه الحرب لو تعرض لها الكيان لهرب كل جمهوره إلى المعابر والحدود والمطارات لمغادرة البلاد إلى الأبد".

جرائم وحشية

قال أبو عبيدة :" لقد أقدم الجيش وبدافع الحقد الديني المزور على تدمير 23 مسجداً بشكل كامل وعشرات المساجد بشكل جزئي مدّعياً استخدامها في تخزين السلاح، وهذا ادّعاء كاذب ، ونحن نؤكد أننا لم ولا ولن نستخدم المساجد يوماً في تخزين السلاح".

وتابع:" العدو الصهيوني قد استخدم في حربه البرية سياسية الأرض المحروقة، بحيث كان جيش العدو يحرق الأرض وما عليها بالقنابل والصواريخ والقذائف من الأرض والجو والبحر قبل عملية توغله البري، ولا يبالي أن يكون على هذه الأرض آلاف المدنيين والمساكن الآمنة، وهذا ما حدث في منطقة شمال غرب قطاع غزة في العطاطرة والتوام، وفي حي تل الإسلام جنوب مدينة غزة ".

وأضاف :" عندما اضطر العدو للاحتكاك بالمناطق السكانية قام بإبادة جماعية للسكان وقصف عشوائي للمنازل ونسف البيوت والمساجد والمباني المدنية.

وكان واضحاً أن العدو يحاول تجنب نيران المقاومة وبالرغم من ذلك فإننا استطعنا أن ننفذ عشرات العمليات الاستهدافية والاشتباك والكمائن والعمل خلف خطوط العدو، ولو كان العدو قادراً على اجتياح القطاع لفعل ذلك دون تردد لكنه يعرف جيداً ما الذي سيحصل له لو فعل ذلك.

أيها المرابطون في أرض غزة ! أيها الشرفاء في أرض العز والشرف والإباء ! أيها الكبار في رحلة التاريخ !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

لم يكن الشرف في لحظة من تاريخ الأمة عبر رحلتها الطويلة في عيش الكبار لمجرد البقاء فترة أطول على تراب الأرض ، كلا ! وإنما كان الشرف الحقيقي لتلك النفوس العيش لغايات هذا الدين والرحلة من أجله ولو على الأرواح .

أيها المجاهدون :

إن للشام في القلب صلة ، ولنا فيها رباط ، فهي الأرض المباركة ، وهي مسرى الأنبياء ، وذكرياتنا هناك بلسم على القلب ، وروح تسري على طول المسافات ، فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول " ياطوبى للشام ، قالوا يارسول الله ! وبم ذلك ؟ قال : تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام " . ويقول صلى الله عليه وسلم " عليكم بالشام ... فإن الله عز وجل تكفّل لي بالشام وأهله "، وقال صلى الله عليه وسلم " إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا هو نورٌ ساطع عُمد به إلى الشام ، ألا إن الإيمان ـ إذا وقعت الفتن ـ بالشام " وقال صلى الله عليه وسلم " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة " ، وقال صلى الله عليه وسلم " ... اللهم بارك لنا في شامنا " وقد قال عبد الله بن حوالة يارسول الله ! اكتب لي بلداً أكون فيه فلو أعلم أنك تبقى لم اختر على قربك ، قال : عليك بالشام ، عليك بالشام ، عليك بالشام " وفي رواية " عليك بالشام ، فإنه خيرة الله من أرضه يجتني إليها خيرته من عباده " فهذه ذكرياتنا عندكم وتلك الحادي لأشواقنا إليكم ، فيا لله كم هو هتاف تلك القلوب إلى أرض الرسالات ، ومهبط النبوات ؟!

أيها المجاهدون :

قُبلة عز وشرف لكم أيها المرابطون في أرض الإباء والشجاعة ، وأنتم تكتبون رسالة ، وتخلدون مجد أسلافنا الكبار ، وتعيدون صفحات التاريخ جذلة ريانة ، فيا لله ما أروعكم ! ويالله ما أكبركم ! ويا الله ما أعز أمة الإسلام بكم أيها الكبار الشرفاء على أرض الكبار !

لقد طال العهد بيننا وبين التاريخ لدرجة أن أصبحت أمثلة الكبار الذين تعطشوا للجهاد بالأمس وكتبوا من خلاله أروع صور الحضارات صوراً بعيدة طواها الزمن ، ومحتها الأيام من ذاكرة الأجيال ، وبعدت مسافتها الزمنية فكأننا لا نتحدث إلا عن أحلام وأمنيات لم تشهدها أعيننا وإنما جادت بها أسطر التاريخ على مسامعنا ، فأعدتم اليوم أيها الكبار صورتها ، وقربتم أحداثها ، ولويتم أعناق الأمة كلها كباراً وصغاراً على مشاهدة صورة الشرف والعز في تاريخ الأمة ليس للأمس البعيد .. كلا ! وإنما لليوم الحاضر القريب .

أيها المجاهدون :

الرجال بدينهم وقيمهم ومبادئهم كانت بالأمس هذه الكلمات مجرد حروف لا نجد لها في مساحة أمتنا الحاضرة وجوداً عملياً ، أما اليوم فلم يكتبها القلم أو يلفظها اللسان ، وإنما نثرت حروفها دماءكم أيها الشرفاء ، وسطّرت بها تلك الدماء على أرض غزة أروع معانيها ، وخلدتها في رحلة الشرفاء الكبار في تاريخ الأمة .. يكفينا أنها منثورة على أشلاء أجسادكم المجاهدة ، ومكتوبة في تاريخ صمودكم ، وستبقى رايات ترفرف على عالم اليوم بأروع معانيها وأضخم آثارها في الأرض .

لقد ظن الأعداء أن القوة في الكثرة ، وأن الانتصار وليد القوة ، ونسوا أن هذه المعاني تموت وهي جذلة أمام قوة العقيدة ، وتموت وهي ريانة أمام صمود الرجال ، وتتجرع الهزيمة أمام ثبات القيم ، وشموخ العز في قلوب الرجال وبعد عشرين يوماً من التجربة بأعظم تقنيات الدمار ثبت لليهود أن صدور الرجال ، وأجساد الكبار وهي من لحم قادرة على أن تدفع كل معاني القوة التي يستنجد بها الأعداء في سبيل الغلبة . وهيهات !

أيها المجاهدون :

كل من رحل عن غزة تدعونا بشريتنا أن نبكي لفراقه ، وتدمع أعيننا لغيابه ، لكن مع ذلك كله ينبغي أن ندرك أنه هو سبب نصرنا ، وهو شمعته المضيئة ، ونوره المستنير .. بعد توفيق الله تعالى ، كل من سقط مضرجاً بدمائه على أرض غزة هو من قرّب صورة النصر التي نشهدها اليوم .. وكل من رحل من غزة ترك لنا إرثاً تكتبه الحضارات التي تتحدث عن الإنسان الفذ في تاريخ أمته ..

وإن غابت صورة النصر عن أعينهم على تراب غزة فقد فتح لهم باب النصر بمصراعيه هناك على أرض الجنان ، هذه هي الشهادة التي ينتظرها المسلم الحر على أرض الدنيا ! وهذه هي الخاتمة الكبيرة الرائعة التي تهتف لها أرواح المسلمين في عالم الأرض ! وهذه هي النهايات الكبيرة التي يتروّح لها المسلم اليوم ، وطال انتظاره للقياها . فيا لله ما أروعهم ! وقد لقوا إن شاء الله تعالى بغيتهم وآمالهم .

يكفيهم شرفاً وعزاً ونهاية قول نبيهم صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله ـ والله أعلم بمن يكلم في سبيله ـ إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك "، وقول رسولهم صلى الله عليه وسلم " ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار " ، وقول نبيهم صلى الله عليه وسلم "لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها " ، وقول رسولهم صلى الله عليه وسلم " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجري عليه رزقه وأمن الفتان "، وقول رسولهم صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " ، وقول رسولهم صلى الله عليه وسلم " أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئاً ؟ قالوا : أي شيء نشتهي ؟ ونحن نسرح في الجنة حيث شيئنا ، ففعل بهم ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا : يارب ! نريد أن ترُد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى " . فما ذا بقي في أعيننا عليهم ؟! اهـ على منيّة كمنيتهم ، ورحلة كرحلتهم ، ونهاية كنهايتهم ..

فيارب ! إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا

علام تبكون أيها الشرفاء ؟! والراحلون كتبوا لأمتكم تاريخها المشرق ، ونسفوا عن الحاضر الذي تعيشه الأمة كل صور الوهن والعجز والكسل والضعف ... فيا لله ما أروعهم !

أيها المجاهدون :

يكفيكم شرفاً أنكم غيرتم مسار الأمة ، وبدلتم حالها من الضعف والوهن والتبعية إلى القوة والعز والشموخ .. يكفيكم شرفاً أيها الكبار أنكم كتبتم تاريخكم بسطور من دماء غسلت كل معاني الهزيمة من روح الأمة ، واثبتت لها اليوم من أرض الواقع أنه لا شيء مستحيل ، وليست الكثرة والقوة والكبر علامات نصر دائم ، كلا ! وإنما هي سبب الهزائم حتى تصدق الأرواح في معانقة أملها ، وكتابة تاريخها القريب .

أيها المجاهدون :

أرباح الحرب أكبر من أن يتحدث عنها إنسان ! وأعظم من أن يأتي على بعض معانيها قلم من الأقلام ، كيف ؟ وقد سُطّرت بدماء ، وكتبت بأروح ، ودونت بأشلاء !

وغزة ذات الثلاثة الأحرف كتبت في تاريخ الأمة أن الملحمة التاريخية لا يديرها السلاح ولا تسهم في ثباتها القوة المجردة ، وإنما تديرها عقيدة ، ويسهم في ثباتها عز رجال ، وشموخ أمة حتى لو كانت أجسادها العارية هي الوسيلة الوحيدة لدفع قوة السلاح ، ووهج النار .

أيها المجاهدون :

لم تنتهوا بعد ! وإنما بدأتم الخطوة الأولى نحو الشرف المأمول والنهايات الكبيرة ! وكتبت لكم هذه التجربة أنه على قدر صلابة الإيمان في قلوب الرجال تصمد معاني الشرف والعز والإباء في أجسادهم ، وعلى قدر وهج التربية تستمد الأرواح نورها المستطير في أفق السماء ..

فالله الله في تجديد العلاقة مع الله تعالى ، وقد قال تعالى في محكم التنزيل " إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " وقال تعالى " وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ " وقال تعالى " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً " فهذه مواثيق النصر ، وهذه بشائر الفوز ، والمتعلقون بها هم الفائزون على ظهر الأرض ..

والله المسؤول أن يكتب أن يرفع ذكركم ، ويعلي شأنكم ، ويكبت عدوكم ، ويجمع الأمة على كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم .

والحمد لله رب العالمين