فقه اللغة 15

(ومِنْ ألْوَانِ الطَبِيخَ)

السِّكْبَاجُ

الدَّوْبَاجُ

النَّارْباجُ

شِواءُ المَزِيرَبَاجِ

الإسْبِيذَبَاجُ

الدَّاجِيرَاجُ

الطَّبَاهِجُ

الجَرْذَباجُ

الرَّوْذق

الهُلاَمُ

الخَامِيزُ

الجُوذَابُ

البَزْمَاوَرْدُ أوِ الزمَاوَرْدُ.

(ومِنَ الحَلاَوَى)

الفَالُوذَجُ

ا لجَوْزِينَجُ

اللَّوزِينَجُ

النَّفْرِينَجُ

الرَّازِينَجُ.

(ومِنَ الانْبِجَاتِ وهيَ الأشْرِبَةُ)

الجُلاَّب

السَّكنْجَبِينُ

الجَلْجبينُ

المَيْبَةُ.

(ومِنَ الأفاوِية)

الدَّ ارَصِيني

الفُلْفُلُ

الكَرَوْياءُ

القِرْفَةُ

الزَّنْجَبِيلُ

الخُولِنْجَانُ.

(ومِنَ الرَّيَاحِينِ ومَا يُنَاسِيها)

النَّرْجِسُ

ا لبَنَفْسَجُ

النِّسْرِينُ

الخِيرِيُّ

السُّوسَنُ

المَرْزَنْجُوشُ

الياسِمِينُ

الجُلَّنارُ.

(ومِنَ الطِّيبِ)

المِسْكُ

العَنْبَرُ

الكَافُورُ

الصَّنْدلُ

القَرَنْفُلُ.

(فِيمَا حَاضَرْت بِهِ مِمّا نسَبُهُ بَعْضُ الأئِمَّةِ إلى اللُّغةِ الرُّومِيّةِ)

الفِرْدَوْسُ البُسْتَانُ

القِسطاسُ المِيزانُ

السجَنْجَلُ المِرآةُ

البِطَاقَةُ رقْعَة فيها رَقْمُ المَتاعِ

القَرَسْطُونُ القَبَّانُ

الأسْطُرْلابُ مَعْرُوفٌ

القُسُنْطاسُ صلابَةُ الطَيبِ

القَسْطَرِيُّ والقَسْطارُ الْجِهْبِذُ

القَسْطَلُ الغُبَارُ

القُبْرُسُ أَجْوَدُ النًّحَاسِ

القِنْطَارُ اثْنَا عشرَ ألْفَ أوقِيَّةٍ

البِطْرِيقُ القَائِدُ

القَرَامِيدُ الأجُرُّ (وُيقالُ بلْ هي الطَّوابيقُ واحِدُها قرْمِيد)

التِّرْياقُ دوَاءُ السُّمُوم

القَنْطَرَةُ مَعْرُوفَة

القَيْطونُ البَيْتُ الشَّتْوَيّ

الخَيْدِيقُونُ والرَّسَاطونُ والاسْفِنطُ أشْرِبة عَلَى صِفاتٍ

النِّقْرِسُ والقُوْلَنْجُ مَرَضَانِ مَعْرُوفانِ (وسأل عليٌّ عليهِ السَّلامُ شُرَيْحاً مَسْألةً فأجاب بالصواب ، فقال له: (قالون)، أي: "أصبتَ" بالرُّومِيَّةِ.

في فنون مختلفة الترتيب في ، الأسماء والأفعال والصفات

(في سِيَاقَةِ أسْماءِ النَّارِ)

الصِّلاءُ

السَّكَنُ

الضَّرَمَةُ

الحَرَقُ

الحَمَدَةُ

الحَدَمَةُ

الجَحِيمُ

السَّعِيرُ

الوَحَى ، قال: وسألتُ ابْنَ الأعرَابيّ: ما الوَحَى؟ فقال: هو المَلِكُ . فقلت: ولمَ سُمِّيَ المَلِكَ وَحىً ؟ فقالَ: الوَحَى النَّارُ فكأنَّ المَلِكَ مِثْلُ النَّارِ يَضُرُّ وَيَنْفَعُ.

(في تَفْصِيلِ أحْوَالِ النَّارِ ومُعَالَجَتِها وتَرْتِيبها)

إذا لم يُخْرِجِ الزَّندُ النَّارَ عِنْدَ القَدْحِ قِيلَ: كبَا يَكْبُو

فإذا صَوَّتَ ولم يخْرِجْ: قِيلَ صَلَدَ يَصْلِدُ

فإذا أَخْرَجَ النَّارَ قِيلَ: وَرَى يَرِي

فإذا ألْقَى عَلَيها ما يَحْفَظُها وُيُذْكِيها قِيلَ: شيَّعْتُها وأثْقَبْتُها

فإذا عُولِجَتْ لتَلْتَهِبَ قِيلَ: حَضَأتُها وأرَشْتُها

فإذا جُعِلَ لَهَا مَذَهَبٌ تَحْتَ القِدْرِ قِيلَ: سَخَوْتُهَا

فإذا زيدَ في إيقَادهَا وإشْعالِهَا قِيلَ: أجَّجْتُها

فإذا اشتَدَ تَأجُّجُها، فهيَ جاحِمَة

فإذا سَكَنَ لَهَبُها ولم يُطْفَأ حَرُّهَا، فهيَ خَامدَة

فإذا طَفِئتِ البَتَّةَ ، فهيَ هامِدَةٌ

فإذا صارَتْ رَمادًا ، فهي هابِيَة.

(في الدَّوَاهِي)

(قَدْ جَمَعَ حَمْزَةُ مِنْ أسْمَائِهَا ما يَزِيدُ علَى أرْبَعمَائةٍ، و ذَكَرَ أنَ تَكاثرَ أسْماءِ الدَّواهِي مِن إحْدَى الدَّواهِي ، ومِنَ العَجَائِبِ أنَّ أَمَّةً وَسَمَتْ معنىً واحداً بمئينَ مِنَ الألْفَاظِ . وليستْ سِيَاقَتُها كلُّها مِنْ شُروطِ هذا الكِتَابِ ، وقَدْ رَتَبْتُ مِنْهَا ما انْتَهتْ إليهِ مَعْرِفَتِي).

(فَمِنها مَا جَاءَ عَلَى فَاعِلَةٍ)

يُقال: نَزَلَتْ بِهِمْ نازِلَةٌ ، و نائبَة ، وحادِثَةٌ

ثُمَّ آبِدَة ، وَداهِيَةٌ ، و باقِعَةٌ

ثُمَّ بائِقَة ، وحَاطِمَةٌ ، و فَاقِرَة

ثُمَّ غاشِية ، وواقِعَة ، وقارِعَة

ثُمَّ حَاقَّة ، وطَامَّة ، وصَاخَة.

(ومِنها مَا جَاءَ عَلَى التّصْغِيرِ)

جاءَ: الرُّ بَيْقُ والأرَيْقُ

ثُمَّ الدُّويهيَّة ، والجُوَيْحِيَّةُ.

(ومِنْهَا مَا جَاءَ مُردَفاً بالنُّونِ)

جاءَ: بالأمَرِّينَ والأقْوَرِينَ ثُمَّ الدُّرَخْمِينَ والحَبْوكَرِينَ

ومِنْهَا: جَاءَ بالعَنْقَفِير، والخَنْفَقِيقِ ، ثُمَّ بالدَّرْدَبِيسِ ، والقَمْطَرِيرِ ،

ومِنْهَا: وَقَعُوا في وَرْطَةٍ

ثُمَّ رَقَم

ثُمَّ دَوْكَةٍ ونَوْطَةٍ

ومِنها: وَقَعُوا في سلَى جَمل

وفي أذُنَي عَنَاقٍ

ثُمَّ في قَرْنَيْ حِمَارٍ

ثُمَّ في إسْتِ كلْبٍ

ثُمَّ في صَمَّاءِ الغَبَرِ

ثُمَّ في إحْدَى بَنَاتِ طَبَقٍ

ثُمَّ في ثَالِثَةِ الأثَافي

ثُمَّ في وَادِي تُضلِّلَ ، ووَادِي تُهلِّك.

(في دُنُوِّ أوْقَاتِ الأشْيَاءِ المنتَظَرةِ وحَينونَتِهَا)

تَضَيَّفَتِ الشَّمْسُ إذا دَنَا غُرُوبُهَا

أقْرَبَتِ الحُبْلى إذا دَنَا وِلادها

اهْتَجَنَتِ النَّاقَةُ إذا دَنَا نِتاجُها ، عَنِ الكِسَائيّ

ضَرَعَتِ القِدْرُ إذا دَنَا إدْرَاكُهَا ، عَنْ أبي زَيْدٍ

طَرَّقَتِ القَطاةُ إذا دَنَا خُرُوجُ بَيْضتِهِا

أزِفَتِ الآزِفةُ إذا دَنَا وَقْتُهَا

احِيطَ بِفُلانٍ إذا دَنَا هلاكُهُ

أقْطَفَ العِنَبُ حانَ أن يُقْطَفَ

أحصَدَ الزَّرْعُ حَانَ أنْ يُحْصَدَ

أرْكَبَ المُهْرُ حَانَ أنْ يُرْكبَ

أقْرَنَ الدُّمَّلُ حانَ أنْ يَتَفَقَأَ، عَنْ أبي عُبَيْدٍ.

(في تَقْسِيمِ الوَصْفِ بالبُعْدِ)

مَكانٌ سَحيقٌ

فَجّ عَمِيقٌ

رَجْعٌ بَعِيدٌ

دَاد نَازِحَة

شَأْوٌ مُغرِّب

نَوىً شَطونٌ

سَفَر شَاسِع

بَلَد طَرُوح.

(في تَفْصِيلِ أسْماءِ الأجْرِ)

العُقْرُ أُجْرَةُ بُضْعِ المرْأةِ إذا وُطِئتْ بِشُبْهةٍ

الشُّكْمُ أُجْرةُ الحَجَّام ، وفي الحديثِ انهُ (قَالَ لما حجَمَهُ أبو طَيْبَة: (أشْكُمُوهُ)

الحُلْوَانُ أجْرَةُ الكَاهِنِ

البُسْلةُ أَجْرَةُ الرَاقي

الجُعْلُ اجْرَةُ الفَيْجِ

الخَرْجُ أجْرةُ العَامِلِ

الجَذْرُ أجْرَةُ المُغَنَّي (وهوَ دَخيلٌ)

ا لبرْكَةُ أجْرَةُ الطَحَّانِ ، عَنِ ابْنِ الأعْرابي

الدَّاشَنُ أجْرَةُ الدَّسْتاوانِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْل.

(في الهَدَايَا والعَطَايَا)

الحُذَيَّا هَدِيَّةُ المُبَشِّرِ

العُرَاضَةُ هَدِيَّة يُهْدِيهَا القادِمُ مِنْ سَفَرٍ

المُصَانَعَةُ هَدِيَّةُ العَامِل

الإِتَاوَةُ هَدِيَّةُ المَلِكِ

الشُّكْدُ العَطِيَّة ابْتِداءً فإنْ كانَتْ جَزَاءً، فهيَ شُكْمٌ.

(في تَفْصِيلِ العَطَايَا الرَّاجِعَةِ إلى مُعْطِيهَا)

المِنْحَةُ أنْ تُعْطِي الرَّجلَ النَّاقةَ أوِ الشَّاةَ ليَحْتَلِبَهَا مُدَةً، ثُمَّ يَرُدَّهَا

الإِفْقَارُ أن تُعْطِيَهُ دَابَّةً لِيَرْكَبَهَا في سَفرٍ أو حَضَرٍ ثُمَّ يَرُدَّها عَلَيْكَ

الإِخْبَالُ والإِكْفَاءُ أنْ تُعْطِيَ الرَّجُلَ النَّاقَةَ وتجعَلَ لهُ وبَرَهَا ولَبَنَهَا

العَرِيَّةُ أنْ تُعْطِيَ الرَّجُلَ نَخْلةً فَيكونَ له التَّمْرُ دُونَ الأصْلَ.

(في العُمُومِ والخُصُوصِ)

البُغْضُ عَامٌّ ، و الفِرْكُ فيمَا بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ خَاصّ

التَّشَهِّي عامّ ، والوَحَمُ للحُبْلَى خَاصٌّ

ا لنَظَرُ إلى الأشْياءَ عامٌّ ، و الشَّيْمُ للبَرْقِ خَاصّ

الحَبْل عامٌّ ، و الكَرُّ للحَبْل الذِي يُصْعَدُ به إلى النَّخلِ خَاصٌّ

ا لجَلاءُ لِلأَشْياءِ عامٌّ والاجْتِلاءُ للعَرًوسِ خَاصُّ

الغَسْلُ للأشْياءِ عَامّ ، والقِصارَةُ للثوْبِ خَاصّ

الصُّراخُ عامٌّ ، و الواعِيَةُ على الميِّتِ خَاصّة

العَجُزً عامّ ، والعَجِيزَةُ للمَرأةِ خاصُّ

التَّحْريكُ عامّ ، وإنْغاضُ الرَّأسِ خاصُّ

الحديثُ عامّ ، والسَّمَرُ باللَّيلِ خَاصُّ

السَّيْرُ عَامُّ والسُّرَى لَيْلاً خَاصُّ

النَومُ في الأوقات عامُّ ، والقَيْلُولَةُ نِصْفَ النَّهَارِ خَاصّة

الطَّلَبُ عامُّ ، والتَّوَخِّي في الخَيْرِ خَاصُّ

الهَرَبُ عامٌّ ، و الإباقُ لِلْعبيدِ خَاصّ

الحَزْرُ للغَلاتِ عامّ ، والخَرْصُ للنَّخْل خاصّ

الخِدْمَةُ عَامَة ، والسَّدَانَةُ للكَعْبةِ خَاصَّة

الرَّائِحَةُ عَامَّةٌ ، وَالقُتَارُ للشِّوَاءِ خَاصُّ

الوَكْرُ للطَّيْرِ عامٌّ ، و الأدْحِيُّ للنَّعَام خَاصّ

العَدْوُ للحَيَوَانِ عامٌّ ، و العَسَلانُ للذِّئْب خَاصّ

الظَّلْعُ لِمَا سِوَى الإنْسانَِ عامّ ، والخَمْعُ للضَّبُعِ خَاصٌّ.

(في تَقْسِيمِ الخُرُوجِ)

خَرَجَ الإنْسانُ مِنْ دَارِهِ

بَرَزَ الشُّجاعُ مِن مَكْمنِهِ

انْسَلَّ فُلان مِن بين القَوْم

تَفَصَّى مِن أمْرِ كَذَا

مَرَقَ السَّهْم مِنَ الرَمِيَّةِ

فسَقَتِ الرُّطَبَةُ مِن قِشْرِهَا

دَلَقَ السَّيفُ مِنْ غِمْدِهِ

فاحَتْ مِنْهُ رِيحٌ

أَوْزَعَ البَوْلُ إذا خَرَجَ دُفْعَةً بعدَ دُفْعَةٍ

نوَّرَ النَّبْتُ إذا خَرَجَ زَهْرُهُ

قَلَسَ الطَعَامُ إذا خَرَجَ مِنَ الجَوْفِ إلى الفَمِ

صَبَأَ فلانٌ إذا خَرَجَ من دِينٍ إلى دِبنٍ

تَمَلَّصَتِ السَّمَكَةُ مِن يَدِ الصَّائِدِ إذا خَرَجَتْ مِنْهَا.

(فيما يَخْتَصّ مِنْ ذَلِكَ بالأعْضَاءِ [الخروج])

الجُحُوظُ خُرُوجُ المُقْلَةِ وظُهورُها من الحَجَاجِ

الدَلْعُ خُروجُ اللِّسانِ مِنَ الشَّفَةِ

الانْدِحَاقُ خُرُوجُ البَطْنِ

البَجَرُ خُروجُ السُّرَّة.

(يُنَاسِبُهُ ويُقَارِبُهُ في تَقْسِيمِ الخُرُوجِ والظُّهورِ)

نَجَمَ قَرْنُ الشَّاةِ

فَطَرَ نَابُ البَعِيرِ

صَبَأتْ ثَنِيَّةُ الصَّبيِّ

نَهَدَ ثَديُ الجَارِيةِ

طَلَعَ البدْرُ

نَبَعَ المَاءُ

نَبَغَ الشَّاعِرُ

أَوْشَمَ النَّبْتُ

بَثَرَ البَثْقُ

حَمّمَ الزَّغَبُ.

(في اسْتِخْرَاجِ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ)

نَبَثَ البِئْرَ إذا اسْتَخْرَجَ تُرَابها

اسْتَنْبَطَ البِئْرَ إذا استَخْرَجَ ماءَهَا

مَرَى النَّاقَةَ إذا اسْتخْرَجَ لَبنَها

ذَبَح فَأْرَةَ المِسْكِ إذا اسْتَخْرَجَ مَا فيها

نَقَشَ الشَّوْكَ مِن الرِّجلِ إذا اسْتَخرَجَهُ مِنهَا

نَشَلَ اللَحْمَ مِنَ القِدْرِ إذا اسْتَخْرَجَهُ منها

تمخَّخَ العَظْمَ إذا اسْتَخْرَجَ مُخَّهُ

عَصَرَ الزَّيْتُونَ إذا اسْتَخْرَجَ عُصارَتَهُ

استَحْضَرَ الفَرَسَ إذا اسْتَخْرَجَ حُضْرَهً

سَطَاَ على النَّاقَةِ إذا أَدْخَلَ يَدَهُ في رَحِمِها فاسْتَخْرَجَ وَلَدَها

مَسَطَ النَّاقَةَ إذا اسْتَخْرَجَ ماءَ الفَحْلِ مِنْ رَحمِها (وذَلِكَ إذا ضَرَبَها فَحلٌ لَئيمٌ وهي كَرِيمة)، عَنِ الأصْمَعِي وأبي عُبَيْدةَ.

(يُقَارِبُهُ في انْتِزَاعِ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ وأخْذِهِ مِنْهُ)

كَشَمطَ البَعِيرَ

سَلَخَ الشَّاةَ

سَمَطَ الخَرُوفَ

سَحَفَ الشَّعَرَ

كسَحَ الثَّلجَ

بَشَرَ الأدِيمَ إذا أخَذَ بَشَرَتَهُ

جَلَفَ الطِّينَ عن رَأسِ الدَّنِّ (إذا أخَذَهُ مِنهُ)

سَحَا الطَين عَنِ الأرْضِ

عَرَقَ العَظْمَ (إذا أخَذَ ما عَليهِ مِنَ اللَّحمِ)

أطَّفَحَ القِدْرَ (إذا أخذَ طُفَاحَتَها، وهيَ زَبَدُها ومَا عَلا مِنها).

(في أَوْصَافٍ تَخْتَلِفُ مَعَانِيهَا باخْتِلاَفِ المَوْصُوفِ بِهَا)

سَيْف كَهام أيْ كليل عنِ الضَّريبَةِ

لِسان كَهَام عَييُّ عنِ البلاَغَةِ

فَرَس كَهَامٌ بَطِيء عَنِ الغايَةِ

المَسيخُ مِنَ النَّاسِ الذِي لا مَلاحَةَ لهُ

ومنَ الطَّعام الذِي لا مِلْحَ فيهِ

ومِنَ الفَواكِهِ ما لاَ طعْمَ لهُ

الأدْمُ مِنَ النَّاسِ السُّودُ

ومِنَ الإبَلِ البِيضُ

ومِنَ الظِّباءِ الحمْرُ

الصَّلُودُ مِنَ الخَيْلِ الذِي لا يَعرَقُ

ومِنَ القُدُورِ التي يُبْطِئ غَلَيانُها

ومِنَ الزُّنُودِ الذِي لاَ يُورَى

الأعْزَلُ مِنَ الرِّجالِ الذِي يَخْرجُ إلى القِتال بِلا سِلاح

ومِنَ السَّحابِ الذِي لا مَطَرَ فيهِ

ومِنَ الخَيْلِ الذِي يَعزِلُ ذَنَبَهُ.

(في تَسْمِيَةِ المُتَضادَّينِ باسْم وَاحدٍ مِنْ غَيْرِ اسْتِقْصَاءٍ)

الغَرِيمُ

المَوْلَى

الزَّوْجُ

البَيْعُ

الوَرَاءُ يَكُونُ مِن خَلْفُ وقُدَّامُ

الصَّرِيمُ اللَّيْلُ وهو أيْضاً الصُّبْحُ (لأنَّ كلاّ مِنْهما يَنْصَرِمُ عَنْ صَاحِبِهِ)

الجَلَلُ اليَسيرُ والجَلَلً العَظِيمُ (لأنّ اليَسيرَ قدْ يكونُ عَظِيماً عِنْدَ مَا هوَ أيْسَرُ مِنْهُ والعَظِيمُ قَدْ يكون صَغِيراً عِنْدَ ما هوَ أعظمُ منْهُ)

الجَوْنُ الأسْوَدُ وهو أيْضاً الأبْيضُ

الخَشِيبُ مِنَ السّيوفِ الذِي لُمَّ يُصْقَلْ وهو أيْضاً الذِي أحْكِمَ عَملهُ وفُرِغَ مِنْ صَقْلهِ.

(في تَعْدِيدِ سَاعَاتِ النَّهارِ واللَّيل عَلَى أربَع وعِشْرِينَ لَفْظَةً)

سَاعَاتُ النَّهارِ: الشُرُوقُ

ثُمَّ البكورُ

ثُمَّ الغُدْوَةُ

ثُمَّ الضُّحَى

ثُمَّ الهاجِرَةُ

ثُمَّ الظَهِيرَةُ

ثُمَّ الرَّوَاحُ

ثُمَّ العَصْرُ

ثُمَّ القَصْرُ

ثُمَّ الأصِيلُ

ثُمَّ العَشِيُّ

ثُمَّ الغُروبُ.

سَاعَاتُ اللَّيلِ: الشَّفَقُ

ثُمَّ الغَسَقُ

ثُمَّ العَتَمَةُ

ثُمَّ السُّدْفَة

ثُمَّ الفَحْمَةُ

ثُمَّ الزُّلَّةُ

ثُمَّ الزُّلْفةُ

ثُمَّ البُهْرَةُ

ثُمَّ السَّحَرُ

ثُمَّ الفَجْرُ

ثُمَّ الصُّبْحُ

ثُمَّ الصَّباحُ (وبَاقي أسْماءِ الأوْقَاتِ تَجِيءُ بِتَكْرِيرِ الألْفاظِ التّي مَعَانِيها مُتَّفِقَة).

(في تَقْسِيمِ الجَمْعِ)

جَمَعَ المالَ

جَبَى الخَرَاجَ

كَتَبَ الكَتِيبةَ

قَمَشَ القُماشَ

أَصْحَفَ المًصْحَفَ

قَرَى المَاءَ في الحَوْض

صَرَّى اللَّبَنَ في الضَّرْعِ

عَقَصَ الشَّعْرَ على الرَّأْسِ

صَفَنَ الثِّيابَ في سَرْجِهِ إذا جَمَعَها، وفي الحَدِيثِ أنَه (: عَوَّذَ عليًّا رضي اللُّه عنهُ حِينَ رَكِبَ وصَفَنَ ثِيَابَهُ في سَرْجِهِ.

(يُنَاسِبُه [الجَمْع])

الكَتْبُ جَمْعُكَ بَيْنَ الشَّيْئَينِ (ومِنْهُ كَتَبَ الكِتَابَ لأنَّهُ يَجْمَعُ حَرْفاً إلى حَرْفٍ) وكَتَبَ الكَتَائِبَ إذا جَمَعَها

وكَتَبَ السِّقَاءَ إذا خَرَزَهُ

وكَتَبَ النّاقَةَ إذا صَرَّها

وكَتبَ البَغْلَةَ إذا جَمَعَ بَيْنَ شَفْريْها بحَلْقةٍ.

(في تَقْسِيمِ المَنْعِ)

حَرَمَ فلاناً مَنَعَهُ العَطاءَ

ظَلَفَ النَّفْسَ إذا مَنَعَها هَواهَا

فطَمَ الصَّبِيَّ إذا مَنَعَهُ اللَّبَنَ

حَلأ الإبِلَ إذا مَنَعها المَاءَ

طَرَفَهَا إذا مَنَعَها الكَلأَ، عَنْ أبي زَيْدٍ.

(في الحَبْسَ)

حَقَنَ اللَّبَنَ .

قَصَرَ الجارِيَةَ

حَبَسَ اللِّصَّ

رَجَنَ الشَّاةَ

كَنَزَ المَالَ

صَرَبَ البَوْلَ.

(في السقُوطِ)

ذَرَا نَابُ البَعيرِ

هَوَى النَجْمُ

انقَضَّ الجِدَارُ

خَرَّ السَّقْفُ

طَاحَ الفَصُّ.

(في المُقَاتَلَةِ)

المُمَاصَعةُ بالسُّيُوفِ

المدَاعسَةُ بالرِّماحِ

المُضارَبَةُ تِلْقَاءَ الوُجوهِ

المُطارَدَةُ أن يَحْمِلَ كلٌّ مِنْهمَا عَلَى الآخر

المُجاحَشَةُ أنْ يَدْفَعَ كلُّ وَاحدٍ مِنْهُما عِنْ نَفْسِهِ

المُكافَحَةُ المُقاتَلةُ بالوُجُوهِ وليْسَ دونَها تُرْس ولا غيرُه

المكاوَحَةُ المُجاهَرَةُ بالمُمَارَسَةِ

الاسْتِطْرادُ انْ يَنْهَزِم القِرْنً مِن قِرْنِهِ كأنَّهُ يَتَحَيَّزُ إلى فِئَةٍ ثُمَّ يَكُرُّ عَليهِ وَينتهزُ الفُرْصةَ لِمُطَارَدَتهِ.

(في مُخَالَفَةِ الألفَاظِ للْمَعَاني)

العَربُ تقولُ: فلان يَتَحَنَّثُ أيْ يَفْعَلُ فِعْلاً يَخْرُجُ بهِ مِنَ الحِنْثِ ، وفي الحَدِيثِ أنّهُ صلى الله عليه وسلم كانَ قَبْل أن يوحَى إليْهِ يأتي حِراءَ فيتَحَنَّثُ فيهِ اللَيالِي أيْ يَتَعَبَّد

فلان يَتَنَجَّسُ إذا فَعَلَ فِعْلاً يُخْرِجُهُ مِن النَّجَاسَةِ

وكَذَلِكَ يَتَحَرّجُ وَيحَوّبُ إذا فَعَلَ فِعْلاً يُخْرجُهُ مِنَ الحَرَجِ والحُوبِ

وفُلان يتهَجَّدُ إذا كانَ يَخْرجُ مِنَ الهُجُود ، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالى: {ومِنَ اللَّيْل فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لكَ}

وُيقالُ: امْرَأة قَذُورٌ فإذا كانتْ تَتَجنَّبُ الأقْذَارَ

ودَابَّة رَيِّضٌ إذا لمْ ترَضْ.

(في اللَّمَعانِ)

لألاءُ الشَّمْسِ والقَمَرِ

لَمَعَانُ السَّرَاب والصُّبْحِ

بَصِيصُ الدُّرِّ واليَاقُوتِ

وَبِيصُ المِسْكِ والعَنْبَرِ

بَرِيقُ السَّيْفِ

تألّقُ البَرْقِ

رَفيفُ الثَّغْرِ واللَّوْنِ

أجِيجُ النَّارِ وهَصِيصُها ، عَنِ ابْنِ الأعْرابيّ.

(في تَقْسِيمِ الارْتِفَاعِ)

طَمَا المَاءُ

مَتَعَ النَّهَارُ

سَطَعَ الطِّيبُ والصُّبْحُ

نَشَصَ الغَيْمُ

حَلّقَ الطَّائرُ

نَقَعَ الصُّراخُ

طَمَحَ البَصَرُ.

(في تَقْسِيمِ الصُّعُودِ)

صَعِدَ السَّطْحَ

رَقِيَ الدَّرَجَةَ

عَلا في الأرْضِ

تَوَقَّلَ في الجَبَلِ

اقْتَحَمَ العَقَبَةَ

فَرَعَ الاَكَمَةَ

تَسَنَّمَ الرَّابِيَةَ

تَسَلَّقَ الجِدَارَ.

(في تَقْسِيمِ التَّمَامِ والكَمَالِ)

عَشَرَة كَامِلة

نِعْمةٌ سَابِغَة

حَوْلٌ مُجَرَّم

شهر كَرِيتٌ ، عَنِ الأصْمَعِي وغَيْرِهِ

ألْفٌ صَتْمٌ

دِرْهمٌ وَافٍ

رَغِيف حادِرٌ، عَنْ أبي زَيْدٍ

خَلْق عَمَمٌ

شَابُّ عَبْعَبٌ إذا كانٍ تَامَّ الشَّبَابِ ، عَنْ أبي عَمْروٍ.

(في تَقْسِيمَ الزِّيَادَةِ)

أَقْمَرَ الهِلاَلُ

نَما المَالُ

مَدَّ المَاء

رَبَا النَّبْتُ

زَكَا الزَّرْعُ

أرَاعَ الطَّعَامُ (منَ الرَيْعَ وهوَ النُّزُولُ).

(إلىَ هُنَا انْتَهى آخِرُ القِسْمِ الأوَّلِ الذى هوَ فِقْهُ اللغةِ) (وًيلِيهِ القِسْمُ الثَّانِىِ في أسْرَارِ العَرَبِيَّةِ)

القسم الثاني: سر العربية في مجاري كلام العرب وسننها، والاستشهاد بالقرآن على أكثرها

1- فصل في تقديم المؤخر وتأخير المقدم

- العرب تبتدئ بذكر الشيء والمقدَّم غيره، كما قال عزَّ وجلَّ: "يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين" وكما قال تعالى: "فمنكم كافر ومنكم مؤمن" وكما قال عزّ وجلَّ: "يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذكور" وكما قال تعالى: "وهو الذي خلق الليل والنهار" وكما قال حسان بن ثابت في ذكر بني هاشم:

بَهالِيل منهم جعفر وابن أمّه * عليٌ ومنهم أحمد المُتَخَيَّرُ

وكما قال الصَّلتان العبديّ:

فَمِلَّتنا أننا مسلمون * على دين صدِّيقنا والنّبيْ

2- فصل يناسبه في التقديم والتاخير

- العرب تقول: أكرَمني وأكرَمته زيد وتقديره: أكرمني زيد وأكرَمته، كما قال تعالى حكاية عن ذي القرنين: "آتوني أفرِغ عليه قِطرا" تقديره: آتوني قِطراً أفرغ عليه، وكما قال حلَّ جلاله: "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيِّماً" وتقديره أنزل على عبده الكتاب قيِّما، ولم يجعل له عوجا، وكما قال امرؤ القيس:

ولو أن ما أسعى لأدنى معيشةٍ * كفاني ولم أطلب قليلٌ من المال

وتقديره: كفاني قليل من المال، ولم أطلبه.

وكما قال طَرَفة:

وكرَّى إذا نادى المضاف مجنَّباً * كذئب الغضى نَبَّهْتَهُ المُتَوَرَّدِ

وتقديره: كذئب الغضى المتورِّد نبَّهته.

وكما قال ذو الرُّمَّة:

كأن أصواتَ من إيغالهنَّ بنا * أواخر المَيسِ إنقاضُ الفَراريجِ

وتقديره: كأن أصوات أواخر الميس من إيغالهن بنا إنقاض الفراريج.

وكما قال أبو الطَّيب المتنبي:

حملت إليه من لساني حديقةً * سقاها الحِجا سَقيَ الرِّياضِ السَّحائبِ

وتقديره: سَقي السّحائب الرِّياض.

3- فصل في إضافة الاسم إلى الفعل

- هي من سنن العرب، تقول: هذا عامٌ يُغَاثُ الناس وهذا يومُ يَدخُل الأمير، وفي القرآن: "ربِّ فأَنظِرْني إلى يَومِ يُبعَثون". وقال عزَّ ذكره: "هذا يَومُ لا يَنطِقون". وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ المريض لَيَخْرُجُ من مَرَضهِ كَيَمِ وَلَدَتهُ أمُّهُ).

4- فصل في الكناية عما لم يجر ذكره من قبل

- العرب تقدم عليها توسعا واقتدارا واختصارا، ثقة بفهم المُخَاطَب، كما قال عزّض ذكره: "كُلُّ من عليها فانٍ" أي من على الأرض وكما قال: "حتى توارت بالحجاب" يعني الشمس، وكما قال عزَّ وجل: "كلّا إذا بَلَغَتِ التَّراقيَ" يعني الروح، فكنى عن الأرض والشمس والروح، من غير أن أجري ذكرها.

وقال حاتم الطائي:

أماويَّ ما يُغْني الثَّراءُ عن الفَتى * إذا حشرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصَّدرُ

يعني: إذا حشرجت النفس، وقال دِعبِل:

إن كان إبراهيم مضْطَلِعاً بها * فَلَتَصْلُحَنْ من بَعده لِمُخارِقِ

يعني: الخلافة، ولم يسمها فيما قبل. وقال عبد الله بن المعتز:

وَنَدمان دعوتُ فَهَبَّ نَحوي * وسلسَلها كما انخَرَطَ العَقيقُ

يعني: وسلسل الخمر، ولم يجر ذكرها.

5- فصل في الاختصاص بعد العموم

- العرب تفعل ذلك، فتذكر الشيء على العموم، ثم تخصّ منه الأفضل فالأفضل، فتقول: جاء القوم والرئيس والقاضي. وفي القرآن: "حافِظوا على الصلوات والصلاة الوسطى". وقال تعالى: "فيهما فاكِهَةٌ ونَخلٌ ورُمَّان". وإنما أفرد الله الصلاة الوسطى من الصلاة وهي داخلة في جملتها، وأفرد التمر والرمان من جملة الفاكهة، وهما منها للاختصاص والتَّفضيل، كما أفرد جبريل وميكائيل من الملائكة فقال: "من كان عدواً للهِ وملائِكتهِ ورُسُله وجبريلَ وميكالَ".

6- فصل في ضدّ ذلك

- قال الله تعالى: "ولَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً منَ المَثاني والقرآنَ العَظيمَ"، فخصّ السبع، ثم أتى بالقرآن العام بعد ذكره إياه.

7- فصل في المكان والمراد به مَنْ فيه

- العرب تفعل ذلك، قال الله تعالى: "واسأَل القَرْيَةَ التي كنَّا فيها"، أي أهلها، وكما قال جلَّ جلاله: "وإلى مَديَنَ أخاهم شُعيباً" أي أهل مديَن، وكما قال حُمَيدُ بن ثَور:

قَصائِدُ تَستَحْلي الرُواةُ نَشيدَها * ويَلهو بها من لاعِبِ الحَيِّ سامِرُ

يَعَضُّ عليها الشيخُ إبهامَ كَفِّهِ * وتُجزى بها أحياؤُكم والمقابرُ

أي أهل المقابر.

والعرب تقول: أكلتُ قِدراً طيبة. أي أكلت ما فيها. وكذلك قول الخاصّة: شَرِبت كأساً.

8- فصل في فيما ظاهره أمر وباطنه زجر

- هو من سنن العرب، تقول العرب: إذا لم تَستَحِ فافعل ما شِئتَ. وفي القرآن: "افعَلوا ما شِئتُم"، وقال جلّ وعلا: "ومن شاء فَلِيَكفُر".

9- فصل في الحمل على اللفظ والمعنى للمجاورة

- العرب تفعل ذلك، فتقول: هذا حُجْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ. والخرب نعت الحُجر لا نعت الضبِّ ولكن الجوار عمل عليه، كما قال امرؤ القيس:

كأن ثبيراً في عَرانين وَبلِهِ * كبيرُ أناسٍ في بِجاد مُزَمَّلِ

فالمُزَمَّل: نعت الشيخ لا نعت البِجاد، وحقه الرفع ولكن خفضه للجوار، وكما قال آخر:

يا ليت شَيْخَكِ قد غَدا * مُتَقلِّدا سَيفا ورُمحا

والرُمح لا يُتَقَلَّد، وإنما قال ذلك لمجاورته السيف. وفي القرآن: "فأَجْمِعوا أمْرَكُم وشُرَكاءَكُم" لا يقال: أجْمَعت الشُركاء وإنما يقال: جَمَعت شركائي، وأجمَعتُ أمري وإنما قال ذلك للمجاورة، وقال النبي صلى الله عايه وسلم: (ارجِعْنَ مأزورات غيرَ مَأجورات) وأصلها مَوزورات من الوزر ولكن أجراها مجرى المَأجورات للمجاورة بينهما، وكقوله: بالغدايا والعشايا، ولا يقال: الغدايا إذا أفردت عن العشايا لأنها الغدوات، والعامة تقول: جاء البرد والأكسية، والأكسية لا تجيء ولكن للجوار حقٌ في الكلام.

10- فصل يناسبه ويقاربه

- العرب تسمي الشيء باسم غيره، إذا كان مجاورا له أو كان منه بسبب، كتسميتهم المطر بالسماء لأنه منها ينزل، وفي القرآن: "يُرْسِلِ السَّماءَ عليكُم مِدْرَارا"، أي المطر وكما قال جلَّ اسمه: "إني أراني أعصِرُ خَمرا" أي عنبا، ولا خفاء بمناسبتها، وكما يقال: عفيف الإزار، أي عفيف الفرج، في أمثال له كثيرة.

ومن سنن العرب وصف الشيء بما يقع فيه أو يكون منه كما قال تعالى: "في يومٍ عاصِفٍ" أي يوم عاصف الريح، وكما تقول: ليل نائم، أي نام فيه وليل ساهر، أي يُسهر فيه.

11- فصل في إجراء ما لا يعقل ولا يفهم من الحيوان مُجرى بني آدم

- ذلك من سنن العرب، كما تقول: أكلوني البراغيث، وكما قال عزّ وجلّ: "يا أيُها النَّملُ ادخُلوا مَساكِنَكُمْ لا يُحَطِمَنَّكُمْ سُلَيمان وجُنودُهُ"، وكما قال سبحانه وتعالى: "والله خَلَقَ كلَّ دابَّةٍ من ماء، فَمِنهُم من يَمْشي على بَطنِهِ، ومنهم من يَمشي على رِجلين ومنهم من يَمشي على أرْبَع"، ويقال: إنه قال ذلك تغليبا لمن يمشي على رجلين وهم بنو آدم.

ومن سنن العرب تغليب ما يعقل كما يُغَلَّب المذكّر على المؤنَّث إذا اجتمعا.

12- فصل في الرجوع من المخاطبة إلى الكناية، ومن الكناية إلى المخاطبة

- العرب تفعل ذلك كما قال النابغة:

يا دارَ مَيَّة بالعلياذِ فالسَّنّدِ * أقْوَتْ وطال عليها سالِفُ الأمَدِ

فقال: يا دار ميَّة، ثم قال: أقْوَتْ، وكما قال الله عزّ وجلّ: "حتى إذا كنتم في الفُلكِ وجَرَينَ بهم بِريحٍ طَيّبَةٍ"، فقال: كنتم في الفلك، ثم قال: بهم، وكما قال: "الحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مالكِ يَومِ الدِّنِ إياكَ نَعبُدُ وإياكَ نَستَعينُ"، فرجع من الكناية إلى المخاطبة، كما رجع في الآية المُتقدمة من المخاطبة.

13- فصل في الجمع بين شيئين اثنين ثم ذكر أحدهما في الكناية دون الآخر والمراد به كلامهما معا

- من سنن العرب أن تقول: رأيت عمراً وزيداً وسلّمت عليه، أي عليهما. قال الله عزّ وجلّ: "والذين يُكْنِزونَ الذَّهَبَ والفِضَةَ ولا يُنْفِقونَها في سبيل الله"، وتقدير الكلام: ولا ينفقونهما في سبيل الله، وقال تعالى: "وإذا رَأَوا تِجارَةً أو لهواً انْفَضُوا إليها"، وتقديره: انفضوا إليهما. وقال جلّ جلاله: "والله ورسوله أحَقُّ أن يُرضوهُ"، والمراد: أن يرضوهما.

14- فصل في جمع شيئين من اثنين

- من سنن العرب إذا ذكَرَتِ اثنين أن تُجريهما مجرى الجمع، كما تقول عند ذكر العُمَرَين والحَسَنين: كَرَّمَ الله وجوههما، وكما قال عزّ ذكره: "إن تتوبا إلى الله فقد صَغَتْ قُلوبَكُما"، ولم يقل: قلباكما، وكما قال عزّ وجلّ: "والسَّارقُ والسَّارِقَةُ فاقْطَعوا أيْدِيَهُما"، ولم يقل يديهما.

15- فصل في جمع الفعل عند تقدمه على الإسم

- رُبما تفعل العرب ذلك، لأنه الأصل فتقول: جاؤوني بنو فلان، وأكلوني البراغيث، وقال الشاعر:

رأَينَ الغَواني الشَّيبَ لاحَ بِعارِضي * فَأعرَضنَ عَنِّي بالخدود النَّواضِرِ

وقال آخر:

نُتِجَ الرَّبيع مَحاسِناً * ألقَحْنَها غُرُّ السَّحائِبْ

وفي القرآن: "وأسَرُّوا النَّجوى الّذين ظَلَموا"، وقال جلّ ذكره: "ثمّ عَموا وصَمُّوا كَثيرٌ منهم".

16- فصل في إقامة الواحد مُقام الجمع

- هي من سنن العرب إذ تقول: قَرَرْنا به عيناً، أي أعيننا. وفي القرآن: "فإن طِبْنَ لكُم عن شيءٍ منهُ نَفْساً"، وقال جلّ ذِكره: "ثمَّ يُخْرِجُكُم طِفْلا" أي أطفالا، وقال تعالى: "وكم من مَلَكٍ في السَّمواتِ لا تُغني شَفاعَتُهم شيئاً"، وتقديره: وكم من ملائكة في السموات، وقال عزّ من قائل: "فَإنَّهُم عدوٌ لي إلا رَبَّ العالَمين". وقال: "هؤلاء ضَيفي"، ولم يقل: أعدائي ولا أضيافي. وقال جلّ جلاله: "لا نُفَرِّقُ بينَ أحَدٍ منهم"، والتفريق لا يكون إلا بين اثنين، والتقدير: لا نُفَرِّق بينهم، وقال: "يا أيُها النَّبيُّ إذا طَلَّقْتُمُ النِّساء". وقال: "وإنْ كُنْتُم جُنُباً فاطَّهَروا". وقال: "والمَلائكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِير".

ومن هذا الباب سنة العرب أن يقولوا للرجل العظيم والملك الكبير: انظروا من أمري، ولأنّ السادة والملوك يقولون: نحن فعلنا وإنّا أمَرنا، فعلى قضيَّهذا الإبتداء يخاطِبون في الجواب، كما قال تعالى عمّن حضَرَه الموت: "رَبِّ ارْجِعون".

17- فصل في الجمع يراد به الواحد

- من سنن العرب الإتيان بذلك، كما قال تعالى: "ما كان للمُشْرِكينَ أنْ يَعمُروا مَساجِدَ اللهِ"، وإنما أراد المسجد الحرام، وقال عزّ وجلّ: "وإذ قَتَلْتُمْ نَفْساً فادَّارَأْتُمْ فيها"، وكان القاتل واحدا.

18- فصل في أمر الواحد بلفظ أمر اثنين

- تقول العرب: افعلا كذا، والمخاطب واحد، كما قال الله عزّ وجلّ: "ألْقِيا في جَهَنَّمَ كلَّ كَفارٍ عنيد" وهو خطاب لمالك خازن النار. وكما قال الأعشى:

وَصَلِّ عَلَى حِينِ العَشِيَّاتِ والضُّحى * ولا تَعْبُدِ الشَّيطانَ واللهَ فاعْبُدا

ويقال: إنه أراد والله فاعبُدَنّ، فقلب النون الخفيفة ألفا. وكذلك في قوله عزّوجلّ: "ألقيا في جَهَنَّمَ".

19- فصل في الفعل يأتي بلفظ الماضي وهو مستقبل وبلفظ المستقبل وهو ماض

- قال الله تعالى: "أتى أمرُ اللهِ": أي يأتي. وقال جل ذكره: "فَلاَ صَدَّ قَ وَلاَ صَلَّى"، أي لم يصدّق ولم يصلّ . وقال عزّ مِن قائل في ذكر الماضي بلفظ المستقبل: "فَلِمَ تَقتُلون أنْبياءَ اللهِ من قَبلُ" أي لِمَ قَتَلتُم؟ وقال تعالى: "واتَّبَعوا ما تَتْلوا الشَّياطينُ"، أي ما تلت. وقد تأتي كان بلفظ الماضي ومعنى المستقبل، كما قال الشاعر:

فَأدْرَكْتُ مَنْ كانَ قَبلي ولَم أدَع * لِمن كان بَعدي في القَصائد مَصْنَعا

أي لمن يكون بعدي. وفي القرآن: "وكان اللهُ غَفوراً رَحيماً" أي كان ويكون وهو كائن الآن جلّ ثناؤه.

20- فصل في المفعول يأتي بلفظ الفاعل

- تقول العرب: سرٌّ كاتِم، أي مكتوم. ومكان عامرٌ أي معمور. وفي القرآن: "لا عاصِمَ اليوم مِنْ أمرِ الله" أي لا مَعصوم. وقال تعالى: "خُلِقَ من ماءٍ دافِقٍ"، أي مدفوق. وقال: "عيشِةٍ راضيَة"، أي مَرضيَّة. وقال الله سبحانه: "حَرَما آمِناً" أي مأمونا. وقال جرير:

إنَّ البَليَّة مَنْ تَمَلُّ كلامهُ * فانقَع فُؤادكَ مِنْ حَديثِ الوامِقِ

21- فصل في الفاعل يأتي بلفظ المفعول

- كما قال تعالى: "إنَّهُ كان وَعْدُهُ مأتِيّا" أي آتيا، وكما قال جلَّ جلاله: "حجابا مستورا" أي ساتراً.

22- فصل في إجراء الإثنين مُجرى الجمع

- قال الشّعبي، في كلام له في مجلس عبد الملك بن مروان: رجلان جاؤوني، فقال عبد الملك: لَحَنت يا شعبيّ، قال: يا أمير المؤمنين، لم ألْحَن، مع قول الله عزّ وجلّ: "هذان خَصمان اخْتَصَمُوا في ربهم". فقال عبد الملك: لله درُكَ يا فقيهَ العراقين، قد شفيت وكفيت.

23- فصل في إقامة الإسم والمصدر مقام الفاعل والمفعول

- تقول العرب: رجل عَدْل: أي عادل، ورِضاً: أي مَرْضِي، وبنو فلان لنا سَلْم: أي مسالمون، وحَرْب: أي محاربون. وفي القرآن: "ولكنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ"، وتقديره: ولكن البِرَّ بِرُّ من آمنَ بالله، فأضمر ذكر البر وحذفه.

24- فصل في تذكير المؤنث وتأنيث المذكَّر في الجمع

- هو من سنن العرب، قال تعالى: "وقال نِسْوَةٌ في المدينة"، وقال: "قالت الأعرابُ آمَنَّا".

25- فصل في حمل اللفظ على المعنى في تذكير المؤنث وتأنيث المذكر

- من سنن العرب ترك حكم ظاهر اللفظ، وحمله على معناه، كما يقولون: ثلاثةُ أنفس، والنفس مؤنثة، وإنما حملوه على معنى الإنسان أو معنى الشّخص. قال الشاعر:

ما عندنا إلا ثلاثة أنفسِ * مِثلُ النُّجومِ تلألأتُ في الحِندِسِ

وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة:

فكان مِجَنِّي دون ما كنتُ أتَّقي * ثلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعْصِرُ

فحمل ذلك على أنهن نساء. وقال الأعشى:

لِقومٍ وكانوا هُمُ المُنْفِدِينَ * شَرَبَهُمُ قَبْلَ تَنْفادِها

فأنَّث الشراب لما كان الخمر المعني، وهي مؤنثة، كما ذكر الكفّ وهي مؤنثة في قوله:

أرى رجلا منهم أسيفاً كأنَّما * يَضُمُّ إلى كَشْحيه كفَّاً مُخَضَّبا

فحمل الكلام على العضو وهو مذكر. وكما قال الآخر:

يا أيها الرَّاكب المُزجي مَطِّيته * سائلْبني أسدٍ ما هذهِ الصَّوتُ

أي ما هذه الجَلَبة. وقال آخر:

مِنَ النَّاسِ إنسانان دَيْنِي عَليهما * مَليئان لو شَاءَا لقد قَضَياني

خليلَيَّ أمّا أمُّ عَمروٍ فَواحِدٌ * وأمَّا عنِ الثاني فلا تَسلاني

فحمل المعنى على الإنسان أو على السخص. وفي القرآن: "وأعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالساعة سَعيراً"، والسَّعير مذكر، ثمَّ قال: "إذا رَأتهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعيدٍ"، فحمله على النار فأنثه، وقال عزَّ إسمه: "فأحْيَينا بهِ بَلْدَةً ميتاً" ولم يقل ميتة لأنه حمله على المكان. وقال جلّ ثناؤه: "السَّماء مُنْفَطِرٌ بِه" فذكر السّماء وهي مؤنثة لأنه حمل الكلام على السقف وكل ما علاك وأظلك فهو سماء، والله أعلم.

26- فصل في حفظ التوازن

- العرب تزيد وتحذف حفظا للتوازن وإيثاراً له، أما الزيادة فكما قال تعالى: "وتَظُنُّونَ باللهِ الظُّنونا"، وكما قال: "فأَضَلُّونا السَّبيلا".

وأمَّا الحذف فكما قال جلَّ إسمه: "والليل إذا يَسرِ" وقال: "الكبيرُ المُتعالِ"، وقال: "يومَ التَّنادِ" و "يومَ التَّلاقِ". وكما قال لبيد:

إنَّ تَقوى رَبِّنا خيرُ نَفَلْ * وبإذنِ اللهِ رَبيْ وَعَجَلْ

أي وعجلي، وكما قال الأعشى:

ومن شانئ كاسِفٍ وَجهُهُ * إذا ما انتسَبتُ لهُ أنْكَرَنْ

أي أنكرني.

27- فصل في مخاطبة اثنين ثم النص على أحدهما دون الآخر

- العرب تقول: ما فعلتما يا فلان، وفي القرآن: "فمن رَبُّكُمَا يا مُوسَى". وفيه: "فلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقى"، خاطب آدم وحواء، ثم نصَّ في إتمام الخطاب على آدم وأغفل حواء.

28- فصل في إضافة الشيء إلى صفته

- هي من سنن العرب، إذ تقول: صلاة الأولى، ومسجد الجامع، وكتاب الكامل، وحمَّاد عَجْرَدٍ، ويوم الجمعة، وفي القرآن: "ولَدارُ الآخِرَةِ خَيرٌ"، وكما قال عزَّ ذِكره في مكان آخر: "قُلْ إنْ كانت لكمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً"، وقال تعالى: "إنَّ هذا لَهوَ حَقُّ اليَقينِ".

فأما إضافة الشيء إلى جنسه فكقولهم: خاتم فضة، وثوب حرير، وخبز شعير.

29- فصل في المدح يراد به الذَّم، فيجري مجرى التَّهَكم والهَزْل

- العرب تفعل ذلك، فتقول للرجل تستجهله: يا عاقل، وللمرأة تستقبحها: يا قمر. وفي القرآن: "ذُقْ إنَّكَ أنتَ العزيزُ الكَريمُ". وقال عزَّ ذكره: "إنَّكَ لأنتَ الحَليمُ الرَّشيدُ".

30- فصل في إلغاء خبر (لو) اكتفاء بما يدل عليه الكلام وثقة بفهم المخاطَب

- ذلك من سنن العرب كقول الشاعر:

وَجَدِّكَ لَوْ شَيءٌ أتانا رَسولُهُ * سِواكَ ولكن لم نَجِد لَكَ مَدْفَعا

والمعنى: لو أتانا رسول سِواك لدفعناه. وفي القرآن حكاية لوط، قال: "لو أنَّ لي بِكُم قُوَّةً أو آوي إلى رُكنٍ شَديدٍ". وفي ضمنه: لكنتُ أكُفُّ أذاكُم عَنِّي.

ومثله: "ولو أنَّ قُرآنا سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ أو قُطِّعَت بِهِ الأرضُ أو كُلِّمَ بِهِ الموتى، بَل للهِ الأمْرُ جَميعاً". والخبر عنه مُضْمَر كأنه قال: لكان هذا القرآن.

31- فصل فيما يذكَّر ويؤنَّث

- وقد نطق القرآن باللغتين: من ذلك السَّبيل، قال الله تعالى: "وإنْ يَرَوا سبيلَ الرُّشدِ لا يَتَّخِذوه سبيلاً" وقال جلّ ذكره: "هذه سبيلي أدعوا إلى اللهِ على بَصيرةٍ". ومن ذلك الطاغوت، قال تعالى في تذكيره: "يريدون أن يتحاكَمُوا إلى الطَّاغوتِ وَقَد أمِروا أن يَكْفروا بِه". وفي تأنيثها: "والذين اجتَنَبوا الطَّاغوتَ أن يَعبُدوها".

32- فصل فيما يقع على الواحد والجمع

- من ذلك الفُلك، قال الله تعالى: "في الفُلكِ المَشحونِ" فلما جمعه قال: "والفُلكِ التي تَجري في البَحرِ". ومن ذلك قولهم: رَجُل جُنُبٌ ورِجال جُنُبٌ، وفي القرآن: "وإن كنتم جُنُبا فاطَّهَروا". ومن ذلك العدو. قال تعالى: "فإنهُمْ عَدُوٌ لي إلا رَبَّ العالمين" وقال: "وإن كانَ مِن قومٍ عَدوٍ لَكُم وهوَ مُؤمِنٌ". ومن ذلك الضيف: قال الله عزّ وجلّ: "هؤلاء ضَيْفِي فَلا تَفْضَحونِ".

33- فصل في جمع الجمع

- العرب تقول: أعراب وأعاريب، وأَعطِية وأَعطِيات، وأَسقية وأسقيات، وطُرُق وطُرُقات، وجمال وجمالات، وأَسوِرة وأساور، قال الله عزّ وجلّ" "إنها ترمي بِشَرَرٍ كَالقَصْرِ كَأنَّهُ جِمالاتٌ صُفْرٌ ويلٌ يومئذٍ للمُكَذِّبين" وقال عزّوجَلّ: "يُحَلَّونَ فيها مِنْ أساوِرَ مِن ذَهّبٍ".

وليس كل جمع يجمع كما لا يجمع كل مصدر.

34- فصل في الخطاب الشامل للذكران والإناث وما يَفْرِق بينهم

- قال الله عزّوجلّ: "يا أيها الذين آمنوا اتَّقوا الله". وقال: "وأقيموا الصلاة وآتُوا الزَّكاة" فعمَّ بهذا الخطاب الرجال والنساء وغلَّب الرجال، وتغليبهم من سنن العرب.

وكان ثعلب يقول العرب تقول: امرُؤٌ وامرأانِ وقوم، وامرأةٌ وامرأتان ونِسوة، لا يقال للنساء قوم، وإنما سمِّي الرجال دون النساء قوماً لأنهم يقومون في الأمور، كما قال عزَّ ذكره: "الرِّجال قوَّامونَ على النساءِ" يقال: قائم وقوم، كما يقال زائر وَزَور، وصائم وصوم، ومما يدل على أنَّ القوم رجال دون النساء قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسَى أن يَكونوا خَيراً مِنْهُم ولا نِساءٌ مَن نِساءٍ عَسَى أن يَكُنَّ خَيراً مِنْهُنَّ". وقول زهير:

وما أدري وسَوف إخالُ أدري * أقومٌ آلُ حِصْنٍ أم نِساءُ

35- فصل في الإخبار عن الجملتين بلفظ الإثنين

- العرب تفعله، كما قال الأسود بن يَعفُر:

إنَّ المنايا والحُتوفَ كِليهِما * في كلِّ يوم ترقُبانِ سَوادي

وقال آخر:

ألم يُحزِنكِ أن حِبالَ قَيس * وتَغلِبَ قَد تَبايَنَتا انقِطاعا

وقد جاء مثله في القرآن قال الله عزَّ وجلَّ: "أَوَلَم يرَ الذينَ كَفَروا أنَّ السَّموات والأرضَ كانتا رَتْقاً فَفَتَقْناهما"؟.

36- فصل في نفي الشيء جملة من أجل عدم كمال صفته

- العرب تفعل ذلك، كما قال الله عزَّ وجلَّ في صفة أهل النار: "ثمَّ لا يموت فيها ولا يَحْيا". فنفى عنه الموت لأنه ليس بموت صريح، ونفى عنه الحياة لأنها ليست بحياة طيبة ولا نافعة، وهذا كثير في كلام العرب. قال أبو النَّجم:

يُلقينَ بالخَبار والأجارِعِ * كلَّ جَهيضٍ ليِّنِ الأكارِعِ

ليسَ بِمَحْفُوظٍ ولا بِضائِعِ

يعني أنه ليس بمحفوظ لأنه ألقِيَ في صَحراء ولا بضائع لأنه موجود في ذلك المكان. ومن ذلك قول الله عزّ وجلّ: "وتَرى النَّاس سُكارى وما هُم بِسُكارى" أي ماهم بسكارى من شُرب ولكن سكارى من فزع ووله.

37- فصل يقاربه ويشتمل على نفي في ضمنه إثبات

- تقول العرب: ليس بحلو ولا حامض، يريدون أنه جمع ذا وذا، كما قال الشاعر:

أبو فَضَالة لا رسمٌ ولا طَللُ * مِثْلُ النَّعامةِ لا طَيرٌ ولا جَمَلُ

وقال آخر:

مَسيخٌ مَليخٌ كلَحْمِ الحُوارِ * فلا أنت حُلوٌ ولا أنت مُرُّ

وفي القرآن: "لا شَرْقِّيةٍ ولا غَربيَّةٍ" يعني أنَّ الزيتونة شرقيَّة وغربيَّة. وفي أمثال العامّة: (فلان كالخنثى، لا ذكر ولا أنثى): أي يجمع صفات الذَّكران والإناث معا.

38- فصل في اللازم بالألف يجيء من لفظه متعد بغير ألف

- ألف التعدية، وربما تكون للشيء نفسه ويكون الفاعل به ذلك بلا ألف، كقولهم: أَقْشَعَ الغَيمُ، وقشَعَتْهُ الريح، وأنزفت البئر: ذهب ماؤها ونزفناها نحن. وأنسل ريش الطائر، ونَسَلتُهُ أنا. وأكبَّ فلان على وجهه وكببته أنا. وفي القرآن: "أفمن يمشي مُكِبّاً على وجْهِهِ أهدى"؟. وقال عزَّ اسمه: "فَكُبَّتْ وُجوهُهُمْ في النار".

39- فصل مجمل في الحذف والاختصار

- من سنن العرب: أن تحذف الألف من (ما) إذا استَفْهَمَتْ بها فتقول: بِمَ؟ ولِمَ؟ ومِمَّ؟ وعلامَ؟ وفيمَ؟ قال تعالى: "فيمَ أنت مِن ذِكراها"؟ وكما قال عزّ وجلّ: "عمَّ يتساءلون؟ عنِ النَّبإ العَظيم": أي عن ما؟ فأدغم النون في الميم. ومن الحذف للاختصار قول الله تعالى: "يعلم السِّرَ وأخْفى"، أي السر وأخفى منه، فحذف وقوله: "وما أمرُنا إلا واحِدَةٌ"، أي أمرة واحدة، أو مرَّة واحدة. ومن الحذف قوله: لم أُبَلْ. ولم أُبالِ. وقولهم: لم أكُ ولم أكُنْ. وفي كتاب الله عزّ وجلّ: "ولم تَكُ شيئا".

ومن ذلك ما تقدَّم ذكره من قوله جل جلاله: "كلا إذا بلَغَتِ التَراقي"، وقوله: "حتى تَوارَت بالحِجاب"، وقوله: "كلُّ منْ عَليها فانٍ" فحذف النَّفس والشمس والأرض إيجازا واقتصارا. ومن ذلك حذف حرف النداء، كقولهم: زيدُ تعال. وعمرو اذهب، أي يا زيد ويا عمرو. وفي القرآن: "يوسف أعْرِضْعن هذا" أي يا يوسف. ومن ذلك حذف أواخر الأسماء المفردة المعرفة في النداء دون غيره، كقولهم: يا حارُِ يا مالُِ ويا صاحُِ، أي يا حارث ويا مالك ويا صاحبي، ويقال لهذا الحذف: الترخيم وفي بعض القراآت الشاذَّة: "ونادوا يا مالُ". وقال امرؤ القيس:

أفاطِمُ مَهلاً بَعْضَ هذا التَّدللِ

وقال عمرو بن العاص:

مُعاويَ لا أعطيكَ ديني ولمْ أنلْ * بهِ مِنكَ دُنيا فانظُرَنْ كيفَ تَصنَعُ

ومن ذلك قولهم: باللهِ، أي أحلِفُ باللهِ فحذَفوا (أحلف) للعلم به، والاستغناء عن ذِكره، وقولهم: باسم الله، أي أبتَدِئُ باسم الله.

ومن ذلك حذف الألف منه لكثرة الاستعمال، ومن ذلك ما تقدَّمَ ذكره في حفظ التوازن، كقوله عزّ ذِكره: "والليلِ إذا يَسرِ" و"الكبيرُ المُتعالِ" و"يومَ التَّلاقِ".

ومن ذلك حذف التنوين من قولك: محمدُ بنُ جَعفر، وزيد بنُ عمرو.

وحذف نون التثنية عند النفي كقولك: لا غلامَىْ لك، ولا يدىْ لزيد، وقميص لا كمَّىْ له. ومن ذلك حذف نون الجمع عند الإضافة، في قولك: هؤلاء ساكنوا مسكة، ومسلمو القوم. ومن الحذف قوله عزَّ ذكره: "وكذلك مكنَّا لِيوسُفَ في الأرضِ ولِنُعَلِّمَهُ من تأويلِ الأحاديثِ" وتقديره: ولِنُعَلِّمه فَعَلْنا ذلك. ومن الحذف قولهم: صلّيت الظُهرَ، أي صلاة الظهر، وكذلك سلئر الصلوات الأربع.

40- فصل مجمل في الإضمار يناسب ما تقدم من الحذف

- من سنن العرب الإضمار، إيثارا للتخفيف وثقة بفهم المُخاطب، فمن ذلك إضمار (أنَّ) وحذفها من مكانها، كما قال تعالى: "ومن آياتهِ يُريكُمُ البَرْقَ خوفاً وطَمَعاً": أي أن يريكم البرق، وقال طَرَفة:

ألا أيُّهذا الزجري أحضُرَ الوَغى * وأن أشْهَدَ اللذاتِ هل أنتَ مُخلِدي

فأضمرَ (أنَّ) أولا ثمَّ أظهرها ثانيا في بيت واحد، وتقديره: ألا أيهذا الزاجري أن أحضُرَ الوغى. وفي ذلك يقول بعض أدباء الشعراء:

تَفَكَّرت في النَّحوِ حتى مَلِلْتْ * وأَتْعَبْتُ نَفْسي لَهُ والبَدَنْ

فَكنت بِظاهِرِهِ عالماً * وكنت بباطنه ذا فِطَنْ

خلا أنَّ باباً عليهِ العَفا * ءُ في النَّحوِ يا ليتهُ لمْ يَكُنْ

إذا قُلتُ لِمْ قيلَ لي هكذا * على النَّصبِ؟ قيلَ بإضمارِ أنْ

ومن ذلك إضمار (مَنْ) كقوله عزَّ وجَلَّ: "وما مِنَّا إلا لَهُ مَقامٌ مَعلوم" أي إلا من له.

ومن ذلك إضمار (مِنْ) كما قال تعالى: "واختار موسى قَومَهُ سَبعينَ رَجُلا لِميقاتِنا" أي من قومه.

ومن ذلك إضمار (إلى) كما قال جلَّ جلاله: "سَنُعيدُها سيرَتها الأولى" أي إلى سيرتها الأولى.

ومن ذلك إضمار الفعل، كما قال الله عزَّ وجلَّ: "فقلنا اضرِبوهُ ببَعضِها كذلكَ يُحيي الله الموتى"، وتقديره: فضُرِبَ فيُحيي، كذلك يُحيي الله الموتى. ومثله: "وإذ استَسقى موسى لِقومه فقلنا اضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَ فانفَجَرَت مِنهُ اثنتا عَشَرَةَ عيناً" وتقديره: فضرب فانفَجَرَت. ومثله: "فمن كان مريضاً أو بِهِ أذىً مِنْ رأسِهِ فَفِديَةٌ مِنْ صيامٍ أو صَدَقةٍ أو نُسُكٍ" وتقديره: فَحَلَقَ، ففديَة.

ومن ذلك إضمار (القول) كما قال سبحانه: "وأما الذين اسوَدَّت وُجوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ"؟ في ضمنه (قيقال لهم: أكفرتم)، لأن (أمَّا) لا بدَّ لها في الخبر من فاء، فلمّا أضمر القول أضمر الفاء، ومثله: "وتَتَلَقَّاهُمُ الملائِكَةُ هذا يَوْمُكُمْ". أي يقولون: هذا يومكم. وقال الشنفرى:

فلا تدفنوني إنَّ دَفني مُحَرَّمٌ * عليكُمْ ولكنْ خامري أمَّ عامِرِ

41- فصل مجمل في الزوائد والصلات التي هي من سنن العرب

- منها: الباء الزائدة كما تقول: أخَذتُ بزمام النَّاقة. وقال الشاعِر الراعي:

سودُ المَحاجِرِ لا يَقرَأْنَ بالسُّوَرِ

أي لا يقرأن السوَر. كما قال عنترة:

شَرِبَتْ بِماء الدُّحْرُضَينِ فأَصْبَحَتْ

أي ماء الدحرضين، وفي القرآن حكاية عن هارون: "لا تأخُذْ بِلِحْيَتي ولا بِرأسي". وقال عزَّ ذِكره: "ألَمْ يَعْلَم بأنَّ اللهَ يَرى" فالباء زائدة، والتقدير: ألم يعلم أن الله يرى، كما قال جلَّ ثناؤه: "ويَعْلَمونَ أنَّ الله هو الحَقُّ المُبينُ".

ومنها التاء الزائدة في: ثم ورُبِّ، ولا تقول العرب: رُبَّتَ امرَأةٍ، وقال الشاعر:

وَرُبَّتما شَفَيتُ غَليلَ صَدري

وتقةل: ثُمَّتَ كانت كذا، كما قال عَبْدَةُ بن الطَّيب:

ثُمَّتَ قُمنا إلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ * أَعرافُهُنَّ لأيدينا مَناديلُ

أي ثُمَّ قمنا. وتقول: لآت حين كذا، وفي القرآن: "ولات حينَ مَناص" أي لا حين والتاء زائدة وصلة: ومنها: زيادة (لا) كقوله عزَّ وجلَّ: "لا أُقْسِمُ بِيومِ القيامَةِ": أي أقسم. وكقول الحجاج:

في بئرِ لاحُورٍ سَرَى وما شِعِرْ

أي بئر حور. قال أبو عبيدة: لا. من حروف الزوائد كتتمة الكلام، والمعنى إنقاؤها، كما قال عزَّ ذِكره: "غيرِ المَغْضوبِ عَلَيهِمْ ولا الضَّالِّين": أي والضالين وكما قال زهير:

مُوَرِّثُ المَجدِ لا يَغتالُ هِمَّتَهُ * عنِ الرياسَةِ لا عجَزٌ ولا سَأَمُ

أي عجز وسأم وقال الآخر:

ما كان يَرضى رَسولُ الله دينَهُمُ * والطَّيِّبان أبو بكرٍ ولا عُمَرُ

وقال أبو النَّجم:

فما ألومُ اليَومَ أنْ لا تَسْخَرا

أي أن تسخرا. وفي القرآن: "ما مَنَعَكَ أنْ لا تَسْجُدَ" أي ما منعك أن تسجد.

ومنها زيادة (ما) كقوله عزَّ وجلَّ "فَبِما رَحمةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ" أي فبرحمة من الله، وكقوله: "فبما نَقْضِهِمْ ميثاقَهُمْ" أي فبِنَقْضِهِم ميثاقهم، وكقوله عزَّ وجلَّ: "وقَليلٌ ما هُمْ" أي قليلٌ هم. وكقول الشاعر:

لأمرٍ مَّا تصرَّفَتِ اللَّيالي * لأمْرٍ مَّا تَصَرَّفَتِ النُّجُومُ

أي لأمر تصرفت.

وقد زادت (ما) في رُبَّ كقول بعض السَّلف: رُبَّما أَعْلَمُ فأَذَرُ. وفي القرآن: "رُبَمَا يَوَدُّ الذينَ كَفَروا لو كانوا مُسْلِمينَ" ومنها زيادة (مِنْ) كما في قوله تعالى: "وما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلا يَعْلَمُها" والمعنى: وما تسقط ورقةٌ، وكما قال عزَّ ذكره: "وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ في السَّمواتِ" أي وكم ملك، وكما قال جلَّ اسمه: "وكم من قريةٍ أَهْلَكْناها".

وكما قال عزَّ وجلَّ: "قُلْ للمؤمنينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ".

ومنها زيادة اللام، كما قال عزَّ وجلَّ: "الَّذينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبونَ" أي رَبِّهِم يرهَبون. وكما قال تقدَّسَت أسماؤه: "إنْ كُنْتُمْ لِلرؤيا تَعْبُرون" أي إن كنتم الرؤيا تعبرون.

ومنها: زيادة (كان) كما قال تقدَّست أسماؤه: "وما علمي بما كانوا يَعْمَلون": أي بما يعملون. وكما قال الشاعر:

وجِيرانٍ لنا كانوا كِرام

ومنها زيادة (الإسم) كقوله: "باسمِ اللهِ مَجْراها"، والمراد: بالله، ولكنه امّا أشبه القسم زيد فيه الإسم.

ومنها زيادة (الوجه)، كقوله عزَّ وجلَّ: "ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ" أي ويبقى رَبُّك. ومنها زيادة (مثل)، كقوله تعالى: "وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَني إِسْرائيلَ على مِثْلِهِ": أي عليه، وقال الشاعر:

يا عاذِلي دَعني مِن عَذلِكا * مِثلِي لا يَقْبَلُ مِنْ مِثْلِكا

أي أنا لا أقبل منك، وقال آخر:

دَعني مِنَ العُذْرِ في الصَّبوحِ فَما * تُقْبَلُ مِنْ مِثْلِكَ المَعاذيرُ