التجسس كتجارة رابحة لدولة فنلندا بعد أفول نجم شركة نوكيا

كاتب المقال: أيمن أبو صالح – فلسطيني مقيم في هلسنكي

14/5/2013

قبل عدة أيام تم إطلاق سراح شخص فنلندي وزوجته كانوا مختطفين في اليمن بوساطة عمانية. قد يتبادر إلى ذهن المستمع العربي أن هذا الفنلندي وزوجته كانوا في رحلة إستجمام وقضاء لشهر العسل في اليمن وتم إختطافهم. ولكن من المعروف أن اليمن ليست قبلة سياحية للسياح الغربيين كشرم الشيخ أو الغردقة مثلاً، فلماذا إختار هؤلاء المواطنين الفنلنديين كوجهة لرحلتهم اليمن يا ترى؟ هل هناك على سبيل المثال معالم سياحية تجذب السياح الفنلنديين على وجه الخصوص، أم أن هناك لغز ما في الموضوع، وأن الواجهة لرحلة هذا الشخص هو وصديقته أو زوجته مخطط لها بإحكام منذ سنوات. فحسب إرشادات وزارة الخارجية الفنلندية للمواطنين الفنلنديين المنشورة على صفحات وزارة الخارجية الفنلندية فإنها تقول ما يلي على صفحاتها بالحرف الواحد: الوضع الأمني في اليمن مازال سيئاً وعلى كل مواطن فنلندي أن يتجنب السفر إلى اليمن بشكل قاطع. وتضيف بعد ذلك وزارة الخارجية الفنلندية كتعليل لطلبها هذا أن الإشتباكات العسكرية مازالت تحدث في العاصمة صنعاء، وأن الخطر على الأجانب في اليمن هو من ناحية محاولات الإختطاف، وتقول وزارة الخارجية الفنلندية على صفحتها (خطر الهجمات الإرهابية مازال قائماً) وتقول أيضاً أن الأماكن الأشد خطراً في اليمن على المواطنين الفنلنديين هي الأماكن التي يتجمع فيها عدد كبير من المواطنين اليمنيين. وتضيف وزارة الخارجية الفنلندية على صفحتها أن إمكانية السفارات الغربية لتقديم المساعدة لمواطنيها في اليمين هي إمكانيات محدودة لذلك طلبت السفارات الغربية وكذلك السفارة الفنلندية من مواطنيها مغادرة اليمن لأنها لا تستطيع حماية مواطنيها الغربيين.

إذاً يا ترى ما الذي جعل مواطن فنلندي يذهب مع زوجته أو صديقته إلى اليمن بالرغم من هذا التحذير الواضح للمواطنين الفنلنديين من عدم دخول اليمن لخطورة الأوضاع الأمنية عليهم كما يقولون. هل كان دخول اليمن لهذا المواطن الفنلندي هو عن طريق الصدفة أم عن طريق الخطأ؟ أم أن الأمر مبيت له؟؟

أنا ذكرت قبل ذلك في مقال لي باللغة العربية أن رئيس المخابرات الفنلندية إلكّا سالمي (Ilkka Salmi) في مقابلة أجرتها معه القناة الثالثة الرسمية للتلفزيون الفنلندي قبل عدة سنوات قال علناً على الهواء مباشرةً أن المخابرات الفنلندية تعد لإرسال عدد من المخبرين الفنلنديين من قسم المخابرات في الشرطة الفنلندية إلى العديد من الدول العربية والإسلامية بهدف حماية فنلندا وأوروبا من هجمات محتملة في المستقبل (لإرهابيين على حد قوله) عرب ومسلمين. فهل كان رئيس المخابرات الفنلندية يهذي أثناء المقابلة معه على قناة التلفزيون الرسمية الفنلندية أم أن هناك خطة محكمة قد أعدت. وعند التفكير والتمعن في هذه التصريحات لشخص وظيفته أنه رئيساً لقسم المخابرات في الشرطة الفنلندية، فهل هناك خطراً حقيقياً كما يدعي هذا مسؤول المخابرات الفنلندية بأن هناك خطراً أمنياً من ناحية الشعوب العربية والإسلامية على دولة فنلندا. وحتى لو كانت إدعاءات رئيس المخابرات الفنلندية صحيحة، فهل صد خطر الشعوب العربية والإسلامية على أمن وسلامة دولة فنلندا والمواطنين الفنلنديين يكون عن طريق إرسال مخبرين فنلنديين وعملاء مخابرات فنلنديين للتجسس على شعوب العالم العربي والإسلامي؟ هل هذا الكلام يعتبر منطقياً او مستساغاً؟ وهل أصلاً من الواقعي أن هناك عرب أو مسلمين يخططون لشن هجمات على أمن وسلامة دولة فنلندا تتطلب من دولة فنلندا إرسال مخبرين إلى دول العالم العربي والإسلامي للتجسس عليهم. فعلى ما أذكر أن الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله قد قال أنه لم يهاجم السويد مثلاً لأنها لم ترسل جيوشاً لقتل العرب والمسلمين كما فعلت أمريكاً، فهل أرسلت فنلندا جيوشاً لقتل العرب والمسلمين كي تخاف على أمن وسلامة دولتها ومواطنيها من العرب والمسلمين؟

على ما أذكر أيضاً أنه أثناء الثورة المصرية في ميدان التحرير تم إلقاء القبض على شخص يحمل جواز سفر فنلندي داخل ميدان التحرير قام بتصرفات مشبوهة وتبين فيما بعد أنه إسرائيلي يقوم بأعمال تجسسية من داخل ميدان التحرير في القاهرة ولكن لم تشكك فنلندا على سبيل المثال بأن هذا الجاسوس الإسرائيلي داخل ميدان التحرير يحمل جوازاً مزوراً مثلاً ولكنه كان يحمل جوازاً حقيقياً فنلندياً أي أن الجاسوس الإسرائيلي داخل ميدان التحرير كان مواطناً فنلندياً، فهل هذه كانت مصادفات على سبيل المثال.

كل هذا ليس بطريق الصدفة، والأمر مخطط له بغاية الدقة وفنلندا وكر الجواسيس كما إتضح لي أصبحت تستخدم الجاسوسية كتجارة بعد أفول نجم شركة النوكيا. فلعل القاريء يستغرب كيف أقول أن فنلندا هي وكراً للجواسيس فدليلي على ذلك أن فنلندا تستحق وبجدارة لقب وكر الجواسيس لأن رئيس فنلندا قوستاف مانيرهيم كان جاسوساً لدى المخابرات الروسية قبل أن يصبح رئيساً لجمهورية فنلندا وأن المخابرات الروسية أرسلت هذا العميل إلى اليابان لعدة سنوات للتجسس على اليابان لصالح المخابرات الروسية، فهل كان رئيس دولة فنلندا في الماضي مانيرهيم يقوم بالتجسس لصالح المخابرات الروسية كإنسان وطني مخلص لبلده فنلندا، أم أنه كان يستخدم الجاسوسية كمصدر للرزق، من وجهة نظري أنه كان مرتزقاً لأن إقليم كاريليا الروسي يعتبره الفنلنديين أنه إقليم محتل، طبعاً على المستوى الشعبي لأن الدولة لا تجرأ على ذكر ذلك أي أن هذا الإقليم قد ضمه الإتحاد السوفيتي له بعد خسارة ألمانيا النازية مع فنلندا الحرب، فهل هذا المرتزق الذي أصبح رئيس لدولة فنلندا عندما يتم إرساله كجاسوس من قبل المخابرات الروسية، هل كان يعمل لصالح بلده أم البلد التي إضطر أن يتنازل لها عن إقليم كخسائر حرب، طبعاً كان مرتزقاً. كما أن الرئيس الفنلندي أورهو كيكّونين الذي كان رئيساً لفنلندا لأكثر من 25 سنة كان عميلاً للمخابرات الروسية، فقد كان يطرد مستشاريه الفنلنديين عند الإجتماع مع المخابرات الروسية ويجتمع مع المخابرات الروسية بمفرده في غرفة مغلقة دون وجود أي مستشار فنلندي وذلك عندما كان رئيساً لدولة فنلندا، وحتى هذا اللحظة يعتبر عميل المخابرات الروسية هذا بطلاً قومياً لدولة فنلندا. ولكن أليس بغريب أن يحكم رئيساً في دولة تدعي الديمقراطية كفنلندا لمدة تزيد عن 25 عاماً، فالفترة الرئاسية لدولة فنلندا 6 أعوام أي أن أورهو كيكّونين قد كان رئيساً لدولة فنلندا لمدة تزيد عن 4 فترات رئاسية، فكيف كان هذا ممكناً؟ طبعاً كان هذا الرئيس كيكّونين مقرب جداً من المخابرات الروسية، وكان توليه لمنصب الرئاسة طوال هذه المدة يضمن لفنلندا وبإمتياز لقب وكر الجواسيس لأن الإتحاد السوفيتي كان يتسخدمها أثناء الحرب الباردة كوصلة تواصل مع الغرب.

من الممكن أن يقول القاريء لهذا المقال أن أعمال التجسس في فنلندا على مستوى رأس هرم السلطة قد كان في الماضي وأن فنلندا قد تغيرت الآن، أقول لمن يعتقد ذلك أن المؤشرات على الأرض تثبت غير ذلك، فقبل سنوات قليلة فقط تم عزل رئيسة الوزراء الفنلندية أنّيلي ياتينماكي بعد بضعة أيام فقط من توليها لمنصبها كرئيسة للوزراء على خلفية ما يعرف بفنلندا فضيحة أسرار حرب العراق، أي أن رئيسة الوزراء عند تولي مهام منصبها كرئيسة للوزراء أفشت أسراراً عن تآمر فنلندا مع الغزاة الغربيين للعراق وعلى أثر هذه الفضيحة تم عزل رئيسة الوزراء هذه بعد بضعة أيام فقط من توليها لمهام منصبها والتفاصيل المتعلقة بفضيحة أسرار حرب العراق يشوبها الغموض في فنلندا، أي توحي بأن رئيسة الوزراء ومن معها وكأنهم ثلة من الجواسيس والمخبرين. والأدهي من ذلك أنه قبل سنة فقط من اليوم ألقت السلطات الدانماركية على برفيسور فنلندي يعمل في جامعة في الدنمارك، أثبت القضاء الدنماركي تورط هذا البروفيسور الفنلندي بالتجسس على الطلاب الذين يدرسهم في الجامعة في الدنمارك لصالح المخابرات الروسية حيث قام هذا البروفيسور بنقل معلومات سرية خاصة بالطلاب وبالأبحاث التي شارك فيها في الجامعة في الدنمارك لصالح المخابرات الروسية، أي أن التجسس في فنلندا يمس رأس هرم الدولة.

كما أود أن أنوه للقاريء العربي أنه على الرغم من تجسس أعلى هرم الدولة في فنلندا لصالح المخابرات الروسية، إلا أن تعامل الشعب الفنلندي مع الروس المقيمين في فنلندا يكون مشوباً بكثير من العنصرية، فيقوم الفنلنديين بتلقيب المواطنين الروس بألقاب مهينة حتى تعامل المحاكم الفنلندية مع المواطنين الروس يعتبر صارماً لدرجة أنه خلال هذه السنة قام دبلوماسي روسي بتحذير دولة فنلندا من أنه إذا إستمرت المحاكم الفنلندية خاصة المتعلقة بالنزاعات بخصوص الأطفال بالتعامل بصرامة مع المواطنين الروس فإن دولة روسيا سوف تقوم بإعلان دولة فنلندا كدولة خطرة على المواطنين الروس وهذا التحذير أخذته السلطات الفنلندية على مأخذ الجد وحدث جدلاً داخل البرلمان حول إمكانية حجب الثقة عن الحكومة الفنلندية لسياساتها التى قد تجلب الخطر لفنلندا أي خطر إتخاذ السلطات الروسية لإجراءات رادعة لفنلندا. كما تشير الأخبار الفنلندية بأن المقاتلات الحربية الروسية تقوم من وقت لآخر بإختراق الأجواء الفنلندية، ولكن يتحسب الفنلنديين من أن سوء معاملة المواطنين الروس داخل فنلندا قد يجلب لهم مشاكل يقومون بحسابة عواقبها من وقت لآخر على وسائل الإعلام وأيضاً لتوعية الشعب بمدى الخطر الذي تشكله التعاملات ذات الميول العنصرية وهي ما تتميز به دولة فنلندا.

قمت بذكر هذه الخلفية عن ملامح من الجاسوسية الفنلندية كي تتضح الصورة للقاريء العربية لخلفية وتاريخ هذه الدولة في التجسس وإمكانية لجوء فنلندا إلى التجسس للربح المادي كتجارة.

عندما تتبعت تاريخ هذا الشخص المواطن الفنلندي الذي تم إختطافه في اليمن، تبين لي في أكثر من موقع أنه عنده مرتبة عالية في وزارة الدفاع الفنلندية أي أنه كان مواظفاً في وزارة الدفاع الفنلندية وأنا أعتقد أنه تم إرساله في مهمة تجسس إلى اليمن من قبل المخابرات العسكرية الفنلندية وعندما تم إختطافه في اليمن تبرأت منه وزارة الدفاع الفنلندية كي لا يشكل فضح أمره خطراً على جواسيس فنلنديين آخرين يباشرون أعمالهم التجسسية الآن في مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي لذلك لم يكن لهذا المختطف الفنلندي وزوجته أو صديقته أي ظهور على الإطلاق على أي وسيلة إعلام لا خارج فنلندا ولا داخلها بعد إطلاق سراحه، فهل هذا أيضاً بالصدفة يا ترى؟ ما سمعته على القناة الرسمية الفنلندية أن هذا المواطن الفنلندي كان موظفاً لدى وزارة الدفاع الفنلندية وأثناء وظيفته في وزارة الدفاع الفنلندية أخذ إجازة بدون راتب لمواصلة أبحاثه في اليمن وأن وزارة الدفاع كما تقول الإذاعة الفنلندية لمن تكن موافقة على ذهابه إلى اليمن.

أنا شخصياً بحكم خبرتي مع تعاملات السلطات الفنلندية لا أشك بأن هذا الشخص مبتعث رسمياً في مهمة رسمية من قبل وزارة الدفاع الفنلندية والمخابرات الفنلندية للقيام بمهمة تجسس في اليمن وأن هذا الفنلندي كان موظفاً مع وزارة الدفاع والمخابرات الفنلندية قبل ذهابه للتجسس في اليوم وأثناء وجوده هناك وأثناء فترة إختطافة وكذلك بعد إطلاق صراحه وأنه في كل هذه المراحل يمتثل للأوامر التي تقدمها له وزارة الدفاع الفنلندية والمخابرات الفنلندية من حيث منعه من أي ظهور علني على أي وسيلة إعلام وبأي شكل من الأشكال بعد إطلاق سراحه. كما قرأت على في وسائل الإعلام الفنلندية فإن وزارة الدفاع الفنلندية والمخابرات الفنلندية لا ترغب في نشر أي معلومات تتعلق بالمهام التي كان يؤديها هذا الشخص في اليمن وأهدافها، وأن السلطات الفنلندية حاولت غسل يدها منه عن طريق إدعاء أنه كان في اليمن على عاتقه الخاص بإجازة بدون راتب ولكن لم تنكر السلطات الفنلندية من أنه موظف في وزارة الدفاع الفنلندية على رأس عمله. تقول وزارة الدفاع الفنلندية على وسائل الإعلام أن الأبحاث كما تدعي التي كان يقوم بها هذا المواطن الفنلندي داخل اليمن لم تكن بطلب من وزارة الدفاع الفنلندية، ومن الغريب أن يكون هذا منطقياً أن يغادر موظف في وزارة الدفاع على رأس عمله فنلندا لإجراء أبحاث في اليمن بإجازة بدون راتب، ويا هل ترى ما هي تلك الأبحاث الشخصية التي سوف يقوم بها موظف في وزارة الدفاع الفنلندية في اليمن على عاتقه الخاص؟

هنا سوف أنقل عن صحيفة هلسنكي صانومات، الصحيفة الأشهر في فنلندا ما ذكرته عن ما كان يفعله هذا الفنلندي موظف وزارة الدفاع الفنلندية في اليمن:

تقول الصحيفة في مقالها بتاريخ 20/1/2013 أن المواطن الفنلندي المختطف كان يسكن في المدينة القديمة في صنعاء وأنه كان يتجول في مختلف أنحاء اليمن غير الآمن على حد تعبير الصحيفة. وتقول أن الفنلندي وشخص آخر نمساوي كانا يدرسان اللغة العربية في صنعاء في مدرسة يديرها اليمني عبد الفتاح شمسان، وأن الفنلندي كان يدفع مبلغ 390 دولاراً شهرياً عن تعلمه للغة العربية ومبلغ 150 دولاراً كإيجار للغرفة. تقول الصحيفة أن الفنلندي وعمره 34 سنة كان يسكن على بعد كيلومتر واحد من المنطقة التي تم إختطافه فيها في وسط صنعاء القديمة وتقول أن هذا الفنلندي قد وصل إلى اليمن في شهر أكتوبر الماضي أي سنة 2012، وأنه كان يدرس اللغة العربية بجد من الساعة الثامنة صباحاً حتى منتصف اليوم ما عدا الخميس والجمعة التي تعتبر عطلة نهاية الأسبوع في اليمن على حد قول الصحيفة. ويقول مدرس الجاسوس الفنلندي عبد الفتاح شمسان أن الفنلندي الذي تم إختطافه يستطيع أن يتحدث اللغة العربية في المواضيع العامة ولكنه لا يعرف اللهجة المحلية اليمنية. ويعلق مراسل الصحيفة الفنلندية أن مدرس اللغة اليمني كان يتحدث معه وعنده إنتفاخ في شدقه بسبب تخزينه لكمية ضخمة من مخدرات القات كما يقول، ويضيف أنه يوجد على جنب المدرس اليمني حربة طويلة على شكل قوس أثناء حديثه معنا، أستنبط من كيفية صياغة كاتب المقال للصحيفة إنتقاء الألفاظ وصياغتها أنه يريد أن يترك إنبطاعاً لدى القاريء الفنلندي أن الشعب اليمني شعب همجي وشرس حيث أن المدرس في اليمن أيضاً يتناول المخدرات ويحمل سكين. وتقول الصحيفة أن الفنلندي كان يستخدم التاكسي الجماعي المعروف بالدباب في اليمن وأنه كان يسافر إلى مختلف أنحاء اليمن. تقول الصحيفة أيضاً أن هذا الفنلندي قد جاء أول مرة إلى اليمن في ربيع عام 2012 ثم رجع إلى فنلندا وعاد إلى اليمن في شهر أكتوبر من نفس العام وكانت خطته أن يبقى في اليمن حتى شهر فبراير من سنة 2013 أي لمدة أربع شهور. وكأن يخطط أيضاً للعودة إلى اليمن حتى بعد هذه الجولة. وتقول الصحيفة أن هذا الفنلندي قد سافر إلى عدن مع شخص نمساوي آخر يبلغ من العمر 26 عاماً في شهر نوفمبر سنة 2012 أي بعد شهر من وصوله للمرة الثانية إلى اليمن! وتقول الصحيفة أيضاً أن هذا الفنلندي قد قام بزيارة مدينة تعز أيضاً وأنه قد بقى هناك لعدة أيام.

وتضيف الصحيفة أن الشرطة الفنلندية تقول أن عملية الإختطاف قد تم التخطيط لها بعناية، وأنه قد تمت مراقبة تحركات المواطن الفنلندي منذ وصوله إلى اليمن، وأن هذا الفنلندي في يوم إختطافه كان قد تناول الطعام كعادته في مطعم يمني بجوار ميدان التحرير وأنه كان يوجد هناك خياط قام بتفصيل بدلة لهذا الفنلندي مكونة من ثلاثة أجزاء، وفي مساء اليوم السابق للإختطاف قد قام الفنلندي بالذهاب إلى المطار لإستقبال زوجته أو صديقته التي تبلغ من العمر 36 عاماً وكانت تخطط لأن تبقى في اليمن لمدة أسبوعين. ثم تقول الصحيفة أنه في يوم 21/12/2012 عندما كان الفنلندي مع زوجته ونمساوي آخر يخطط لمغادرة البلد بعدة أيام في سوق علي عبد المغني، قام رجال ملثمون بالقفز من سيارة وأخذوا هؤلاء الثلاثة معهم تحت تهديد السلاح.

ولكن يا هل ترى، أي دراسة يدرس هذا المواطن الفنلندي في اليمن وإذا كان يدرس مثلاً اللغة العربية كما يقولون، فلماذا لم يدرها في جامعة هلسنكي مادام موظفاً على رأس عمله في وزارة الدفاع الفنلندية، ولماذا لم يدرس اللغة العربية في مصر أو السعودية مثلاً، ثم مادام كان طالب لغة عربية فما سبب السفريات لعدة أيام إلى عدن وتعز ومختلف أنحاء اليمن، ومادام في زيارة تعليمية لمدة أربعة شهور، لماذ أتت زوجته أو صديقته إلى اليمن، وهل أنه مجرد محض صدفة أن زوجته أكبر منه عمراً بسنتين، ولماذا جاءت لأسبوعين فقط، هل هي الضابطة المسؤولة عنه في قسم المخابرات وأنها جاءات للإطلاع على المواقع التي يتجسسون عليها تحت غطاء أنها زوجته، وهل ذلك النمساوي الذي يبلغ من العمر 26 عاماً يعتبر في بداية ممارسته لمهنة التجسس بعد إنهاءه للجامعة وأن هؤلاء الفنلنديين الرجل 34 عاماً هو ضابط في المخابرات الفنلندية وأن المرأة 36 عاماً هي الضابطة المسؤولة في المخابرات الفنلندية.

إن هؤلاء هم عبارة عن ضباط مخابرات بدون شك وكل المؤشرات تدل على ذلك، وأنهم هم الذين تحدث عنهم رئيس المخابرات الفنلندية أي المخبرين الذين تم إرسالهم للتجسس على العالم العربي والإسلامي.

وأنا لا أشك بأنه هناك مخبرين مثل هؤلاء أو أخطر في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، وأن فنلندا كما أنها تصدر تكنولوجيا توجيه الصواريخ إلى إسرائيل وأسلحة أخرى، فإن فنلندا تصدر المعلومات الإستخبارية إلى مختلف الدول وخاصة إلى إسرائيل، لذلك أطلب من جميع المسؤلين في العالم العربي والإسلامي كلٍ في موقعه توخي كافة وسائل الحيطة والحذر من عملاء المخابرات الفنلندية الذين ترسلهم وكالة المخابرات الفنلندية "سيبو" للتجسس على العالم العربي والإسلامي لصالح إسرائيل والغزاة المستعمرين الغربيين، فهؤلاء هم عيون الغزاة والمستعمرين والغزو والإستعمار الحديث لديه أشكال وصور متعددة.