كتاب التعريفات 2

باب الجيم

الجاحظية

هم أصحاب عمرو بن الجاحظ، قالوا: يمتنع انعدام الجوهر والخير والشر من فعل العبد، والقرآن جسد ينقلب تارةً رجلاً وتارة امرأة.

الجارودية

هم أصحاب أبي الجارود، قالوا بالنص عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإمامة على علي رضي الله عنه وصفاً لا تسميةً، وكفَّروا الصحابة بمخالفته، وتركهم الاقتداء بعلي بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

الجاري من الماء

ما يذهب بتبنه.

جامع الكلم

ما يكون لفظه قليلاً ومعناه جزيلاً، كقوله صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات". وقوله صلى الله عليه وسلم: "خير الأمور أوسطها".

الجبائية

هم أصحاب أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي، من معتزلة البصرة، قالوا: الله متكلم بكلام مركب من حروف وأصوات يخلقه الله تعالى في جسم، ولا يرى الله تعالى في الآخرة، والعبد خالق لفعله، ومرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر، وإذا مات بلا توبة يخلد في النار، ولا كرامات للأولياء.

الجبروت

عند أبي طالب المكي: عالم العظمة، يريد به عالم الأسماء والصفات الإلهية، وعند الأكثرين: عالم الأوسط، وهو البرزخ المحيط بالأمريات الجمة.

??الجبرية

هو من الجبر، وهو إسناد فعل العبد إلى الله تعالى، والجبرية: اثنان: متوسطة، تثبت للعبد كسباً في الفعل كالأشعرية وخالصة لا تثبت، كالجهمية.

الجبن

هي هيئة حاصلة للقوة الغضبية، بها يجحم عن مباشرة ما ينبغي وما لا ينبغي.

الجحد

ما انجزم بلم لنفي الماضي، وهو عبارة عن الإخبار عن ترك الفعل في الماضي، فيكون النفي أعم منه، وقيل الجحد: عبارة عن الفعل المضارع المجزوم بلم، التي وضعت لنفي الماضي في المعنى وضد الماضي.

الجد

هو أن يراد باللفظ معناه الحقيقي، أو المجازي، وهو ضد الهزل.

الجد الصحيح

هو الذي لا تدخل فيه نسبته أم، كأب الأب وإن علا.

الجد الفاسد

بخلافة، كأب أم الأب، وإن علا.

الجدال

عبارة عن مراء يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها.

الجدل

هو القياس المؤلف من المشهورات والمسلمات، والغرض منه إلزام الخصم وإقحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان.

دفع المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه، وهو الخصومة في الحقيقة.

الجدة الصحيحة

هي التي لم يدخل في نسبتها إلى الميت جد فاسد، كأم الأم، وأم الأب، وإن علتا.

الجدة الفاسدة

بضدّها، كأم أب الأم، وإن علت.

الجرح المجرد

هو ما يفسق به الشاهد، ولم يوجب حقاً للشرع، كما إذا شهد أن الشاهدين شربا الخمر ولم يتقادم العهد، أو للعبد، كما إذا شهد أنهما قتلا النفس عمداً، أو الشاهد الفاسق، أو أكل الربا، أو المدعي استأجره.

الجرس

إجمال الخطاب الإلهي الوارد على القلب بضرب من القهر، ولذلك شبه النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بصلصلة الجرس، وبسلسلة على صفوان، وقال: إنه أشد الوحي، فإن كشف تفصيل الأحكام من بطائن غموض الإجمال في غاية الصعوبة.

الجزء

بالضم: ما يتركب الشيء منه ومن غيره. وعند علماء العروض: عبارة عما من شأنه أن يكون الشعر مقطعاً به.

وبالفتح: فقد حذف جزأين من الشطرين، كحذف العروض والضرب، ويسمى مجزوءاً. والجزء الذي لا يتجزأ: جوهر ذو وضع لا يقبل الانقسام أصلاً، لا بحسب الوهم أو الغرض العقلي، وتتألف الأجسام من أفراده بانضمام بعضها إلى بعض، كما هو مذهب المتكلمين.

الجزئي الإضافي

عبارة عن كل أخص تحت الأعم، كالإنسان بالنسبة إلى الحيوان، يسمى بذلك، لأن جزئيته بالإضافة إلى شيء آخر وبإزائه الكلي الإضافي، وهو الأعم من شيء، والجزئي الإضافي أعم من الجزئي الحقيقي، فجزء الشيء ما يتركب ذلك الشيء منه ومن غيره، كما أن الحيوان جزء زيد، وزيد مركب من الحيوان وغيره، وهو ناطق، وعلى هذا التقدير زيد يكون كلاً، والحيوان جزءاً، فإن نسب الحيوان إلى زيد يكون الحيوان كلياً وإن نسب زيد إلى الحيوان أن يكون زيد جزئياً.

الجزئي الحقيقي

ما يمنع نفس تصوره من وقو الشركة، كزيد، ويسمى جزئياً، لأن جزئية الشيء إنما هي بالنسبة إلى الكلي، والكلي جزء الجزئي، فيكون منسوباً إلى الجزء، والمنسوب إلى الجزء جزئي، وبإزائه الكلي الحقيقي.

الجسد

كل روح تمثل بتصرف الخيال المنفصل، وظهر في جسم ناري، كالجن، أو نوري كالأرواح الملكية والإنسانية، حيث تعطي قوتهم الذاتية الخلع واللبس، فلا يحصرهم حبس البرازخ.

الجسم

جوهر قابل للأبعاد الثلاثة، وقيل: الجسم هو المركب المؤلف من الجوهر.

الجسم التعليمي

هو الذي يقبل الانقسام طولاً وعرضاً وعمقاً، ونهايته السطح، وهو نهاية الجسم الطبيعي، ويسمى: جسماً تعليمياً، إذ يبحث عنه في العلوم التعليمية: أي الرياضة الباحثة عن أحوال الكم المتصل والمنفصل، منسوبة إلى التعليم والرياضة، فإنهم كانوا يبتدؤون بها في تعاليمهم ورياضتهم لنفوس الصبيان، لأنها أسهل إدراكاً.

الجعفرية

هم أصحاب جعفر بن مبشر بن حرب، وافقوا الإسكافية وازدادوا عليهم في فساق الأمة من هو شرٌّ من الزنادقة والمجوس، والإجماع من الأمة على حد الشرب خطأ، لأن المعتبر في الحد النص، وسارق الحبة فاسق منخلع عن الإيمان.

الجعل

ما يجعل للعامل على عمله.

الجلال

من الصفات: ما يتعلق بالفهر والغضب.

الجلد

هو ضرب الجلد، وهو حكم يختص بمن ليس له بمحصن، لما دل على أن حد المحصن هو الرجم.

الجلوة

خروج العبد من الخلوة بالنعوت الإلهية، إذ عين العبد وأعضاؤه ممحوة عن الأنانية، والأعضاء مضافة إلى الحق بلا عبد، كقوله تعالى: "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله".

الجمال

من الصفات: ما يتعلق بالرضا واللطف.

الجمع والتفرقة

الفرق ما نسب إليك، والجمع ما سلب عنك، ومعناه أن يكون كسباً للعبد من إقامة وظائف العبودية، وما يليق بأحوال البشرية، فهو فرق، وما يكون من قبل الحق من إبداء معانٍ وابتداء لطف وإحسان فهو جمع، ولا بد للعبد منهما: فإن من لا تفرقة له لا عبودية له، ومن لا جمع له لا معرفة له، فقول العبد: إياك نعبد، إثبات للتفرقة بإثبات العبودية، وقوله: "وإياك نستعين" طلب للجمع، فالتفرقة بداية الإرادة، والجمع نهايتها.

جمع الجمع

مقام آخر وأتم من الجمع.

فالجمع: شهود الأشياء بالله والتبري من الحول والقوة إلا بالله، وجمع الجمع الاستهلاك بالكلية، والفناء عما سوى الله، وهو المرتبة الأحدية.

الجمع الصحيح

ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه.

جمع القلة

هو الذي يطلق على عشرة فما دونها من غير قرينة، وعلى ما فوقها بقرينة.

جمع الكثرة

عكس جمع القلة، ويستعار كل واحد منهما للآخر، كقوله تعالى: "ثلاثة قروء". في موضع: أقراء.

جمع المذكر

ما لحق آخره واوٌ مضموم ما قبلها، أو ياء مكسور ما قبلها، ونون مفتوحة.

جمع المكسر

هو ما تغير فيه بناء واحده، كرجال.

جمع المؤنث

هو ما لحق آخره ألفٌ وتاء، سواء كان لمؤنث كمسلمات، أو مذكر كدريهمات.

الجمعية

اجتماع الهم في التوجه إلى الله تعالى، والاشتغال به عما سواه، وبإيزائها: التفرقة.

الجملة

عبارة عن مركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى، سواء أفاد، كقولك: زيد قائم، أو لم يفد كقولك: إن يكرمني، فإنه جملة لا تفيد إلا بعد مجيء جوابه، فتكون الجملة أعم من الكلام مطلقاً.

الجملة المعترضة

هي التي تتوسط بين أجزاء الجملة المستقلة لتقرير معنًى يتعلق بها، أو بأحد أجزائها، مثل: زيد - طال عمره - قائم.

الجمم

هو حذف الميم واللام من مفاعلتن ليبقى: فاعتن، فينقل إلى: فاعلن، ويسمى: أجم.

الجمود

هو هيئة حاصلة للنفس بها يقتصر على استيفائها ما ينبغي وما لا ينبغي.

الجناحية

هم أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، ذي الجناحين، قالوا: الأرواح تتناسخ، فكان روح الله في آدم، ثم في شيث، ثم في الأنبياء والأئمة، حتى انتهت إلى علي وأولاده الثلاثة، ثم إلى عبد الله هذا.

الجناية

هو كل فعل محظور يتضمن ضرراً على النفس أو غيرها.

الجنس

اسم دال على كثيرين مختلفين بأنواع. وكلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو من حيث هو كذلك، فالكلي جنس.

وقوله، مختلفين بالحقيقة، يخرج النوع، والخاصة، والفصل القريب، وقوله: في جواب ما هو، يخرج الفصل البعيد والعرض العام، وهو قريب إن كان الجواب عن الماهية وعن بعض ما يشاركها في ذلك الجنس، وهو الجواب عنها، وعن كل ما يشاركها فيه كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، وبعيد إن كان الجواب عنها، وعن بعض ما يشاركها فيه غير الجواب عنها، وعن البعض الآخر، كالجسم النامي بالنسبة إلى الإنسان.

الجنون

هو اختلال العقل بحيث يمنع جريان الأفعال والأقوال على نهج العقل إلا نادراً، وهو عند أبي يوسف: إن كان حاصلاً في أكثر السنة فمطبق، وما دونها فغير مطبق.

الجهاد

هو الدعاء إلى الدين الحق.

الجهل

هو اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه، واعترضوا عليه بأن الجهل قد يكون بالمعدوم، وهو ليس بشيء، والجواب عنه: إنه شيء في الذهن.

الجهل البسيط

هو عدم العلم عما من شأنه أن يكون عالماً.

الجهل المركب

هو عبارة عن اعتقاد جازم غير مطابق للواقع.

الجهمية

هم أصحاب جهم بن صفوان، قالوا: لا قدرة للعبد أصلاً، لا مؤثرة، ولا كاسبة، بل هو بمنزلة الجمادات، والجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما حتى لا يبقى موجود سوى الله تعالى.

الجود

صفة، هي مبدأ إفادة ما ينبغي لا بعوض، فلو وهب واحد كتابه من غير أهله، أو من أهله، لغرض دنيوي أو أخروي، لا يكون جوداً.

جودة الفهم

صحة الانتقال من الملزومات إلى اللوازم.

الجوهر

ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع، وهو مختصر في خمسة: هيولى، وصورة، وجسم، ونفس، وعقل، لأنه إما أن يكون مجرداً أو غير مجرد، فالأول - أي المجرد -:إما أن يتعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف، أو لا يتعلق، والأول - أي ما يتعلق -: العقل، والثاني - أي ما لا يتعلق -: النفس.

والثاني: هو أن يكون غير مجرد، إما أن يكون مركباً، أولاً.

والأول - أي المركب -: الجسم.

والثاني - أي غير المركب -، إما حال، أو محل، فالأول - أي الحال -: الصورة، والثاني - أي الحل -: الهيولى.

وتسمى هذه الحقيقة الجوهرية في اصطلاح أهل الله: بالنفس الرحمانية والهيولى الكلية، وما يتعين منها وصار موجوداً من الموجودات: بالكلمات الإلهية، قال الله تعالى: "قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا".

واعلم أن الجوهر ينقسم إلى: بسيط روحاني، كالعناصر، وإلى مركب في العقل دون الخارج، كالماهيات الجوهرية المركبة من الجنس والفصل، وإلى مركب منهما، كالمولدات الثلاث.

باب الحاء

الحادث

ما يكون مسبوقاً بالعدم، ويسمى: حدثاً زمانياً، وقد يعبر عن الحدوث بالحاجة إلى الغير، ويسمى: حدوثاً ذاتياً.

الحارثية

أصحاب أبي الحارث، خالفوا الإباضية في القدر: أي كون أفعال العباد مخلوقة لله تعالى، وفي كون الاستطاعة قبل الفعل.

الحافظة

هي قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ، من شأنها حفظ ما يدركه الوهم من المعاني الجزئية، فهي خزانة للوهم، كالخيال للحس المشترك.

الحال

في اللغة: نهاية الماضي وبداية المستقبل، وفي الاصطلاح: ما يبين هيئة الفاعل أو المفعول به لفظاً، نحو: ضربت زيداً قائماً، أو معنى، نحو: زيد في الدار قائماً، والحال عند أهل الحق: معنى يرد على القلب من غير تصنع، ولا اجتلاب، ولا اكتساب، من طرب، أو حزن، أو قبض، أو بسط، أو هيبة، ويزول بظهور صفات النفس، سواء يعقبه المثل أولاً، فإذا دام وصار ملكاً، يسمى: مقاماً، فالأحوال مواهب، والمقامات مكاسب، والأحوال تأتي من عين الجود، والمقامات تحصل ببذل المجهود.

الحال المنتقلة

بخلاف ذلك.

الحال المؤكدة

هي التي لا ينفك ذو الحال عنها ما دام موجوداً غالباً، نحو: زيد أبوك عطوفاً.

الحج

القصد إلى الشيء المعظم، وفي الشرع: قصدٌ لبيت الله تعالى بصفة مخصوصة، في وقت مخصوص، بشرائط مخصوصة.

الحجاب

كل ما يستر مطلوبك، وهو عند أهل الحق: إنطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق.

حجاب الغرة

هو العمى والحيرة، إذ لا تأثير للإدراكات الكشفية في كنه الذات، فعدم نفوذها فيه حجاب لا يرتفع في حق الغير أبداً.

الحجب

في اللغة: المنع، وفي الاصطلاح: منع شخص معين من ميراثه، إما كله أو بعضه، بوجود شخص آخر، ويسمى الأول: حجب حرمان، والثاني، حجب نقصان.

الحجر

في اللغة: مطلق المنع، وفي الاصطلاح: منع نفاذ تصرف، قولي لا فعلي، لصغر، ورق، وجنون.

الحجة

ما دل به على صحة الدعوى، وقيل: الحجة والدليل واحد.

الحد

قولٌ دال على ماهية الشيء، وعند أهل الله: الفصل بينك وبين مولاك، كتعبدك وانحصارك في الزمان والمكان المحدودين.

حد الإعجاز

هو أن يرتقي الكلام في بلاغته إلى أن يخرج عن طوق البشر، ويعجزهم عن معارضته.

الحد التام

ما يتركب من الجنس والفصل القريبين، كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق.

الحد: في اللغة: المنع، وفي الاصطلاح: قولٌ يشتمل على ما به الاشتراك، وعلى ما به الامتياز.

الحد المشترك

جزؤٌ وضع بين المقدارين يكون منتهًى لأحدهما، ومبتدأً للآخر، ولا بد أن يكون مخالفاً لهما.

الحد الناقص

ما يكون بالفصل القريب وحده، أو به وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالناطق، أو بالجسم الناطق.

الحدث

هو النجاسة الحكمية المانعة من الصلاة وغيرها.

الحدس

سرعة انتقال الذهن من المبادي إلى المطالب، ويقابله الفكر، وهو أدنى مراتب الكشف.

الحدسيات

هي ما لا يحتاج العقل في جزم الحكم فيه إلى واسطة بتكرر المشاهدة، كقولنا: نور القمر مستفاد من الشمس، لاختلاف تشكلاته النورية بحسب اختلاف أوضاعه من الشمس قرباً وبعداً.

الحدوث

عبارة عن وجود الشيء بعد عدمه.

الحدوث الذاتي

هو كون الشيء مفتقراً في وجوده إلى الغير.

الحدوث الزماني

هو كون الشيء مسبوقاً بالعدم سبقاً زمانياً، والأول أعم مطلقاً من الثاني.

الحدود

جمع حد. في اللغة: المنع، وفي الشرع: عقوبة مقدرة وجبت حقاً لله تعالى.

الحديث الصحيح

ما سلم لفظه من ركاكة، ومعناه من مخالفة آية أو خبر متواتر، أو إجماع، وكان رواية عدل، وفي مقابله، السقيم.

الحديث القدسي

هو من حيث المعنى: من عند الله تعالى، ومن حيث اللفظ: من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو ما أخبر الله تعالى نبيه بإلهام أو بالمنام، فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه، فالقرآن مفضلٌ عليه، لأن لفظه منزل أيضاً.

الحذذ

حذف وتد مجموع، مثل حذف على من متفاعلن ليبقى متفا، فينقل إلى فعلن، ويسمى: أحذ.

الحذف: إسقاط سبب خفيف، مثل لن من مفاعلن ليبقى مفاعي فينقل إلى فعولن، ويحذف لن من فعولن ليبقى فعو قينقل إلى فعل ويسمى محذوفاً.

الحرارة

كيفية من شأنها تفريق المختلفات وجمع المتشاكلات.

الحرص

طلب شيء باجتهاد في إصابته.

الحرف

ما دل على معنى في غيره.

الحرف الأصلي

ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظاً أو تقديراً.

حرف الجر

ما وضع لإفضاء الفعل أو معناه إلى ما يليه، نحو: مررت بزيد، وأنا مار بزيد.

الحرف الزائد

ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.

الحرق

هو أواسط التجليات الجاذبة إلى الفناء، التي أوائلها البرق وأواخرها الطمس في الذات.

الحركة

الخروج من القوة إلى الفعل على سبيل التدريج، قيد ب التدريج ليخرج الكون عن الحركة، وقيل: هي شغل حيز بعد أن كان في حيز آخر، وقيل: الحركة: كونان في آنين في مكانين، كما أن السكون: كونان في آنين في مكان واحد.

الحركة الإرادية

ما لا يكون مبدؤها بسبب أمر خارج، مقارناً بشعور وإرادة، كالحركة الصادرة من الحيوان بإرادته.

الحركة: بمعنى التوسط: هي أن يكون الجسم واصلاً إلى حد من حدود المسافة في كل آن، لا يكون ذلك الجسم واصلاً إلى ذلك الحد قبل ذلك الآن وبعده.

وبمعنى القطع: إنما تحصل عند وجود الجسم المتحرك إلى المنتهى، لأنها هي الأمر الممتد من أول المسافة إلى آخرها.

الحركة الذاتية

ما يكون عروضها لذات الجسم نفسه.

الحركة الطبيعية

ما لا يحصل بسبب أمر خارج، ولا يكون مع شعور وإرادة، كحركة الحجر إلى أسفل.

الحركة العرضية

ما يكون عروضها للجسم بواسطة عروضها لشيء آخر بالحقيقة، كجالس السفينة.

الحركة في الكم

هي انتقال الجسم من كمية إلى أخرى، كالنمو والذبول.

الحركة في الكيف

هي انتقال الجسم من كيفية إلى أخرى، كتسخن الماء وتبرده، وتسمى هذه الحركة: استحالة.

الحركة في الكيف

هي الكيفية الحاصلة للمتحرك، ما دام متوسطاً بين المبدأ والمنتهى، وهو أمر موجود في الخارج.

الحركة في الوضع

هي الحركة المستديرة المنتقل بها الجسم من وضع إلى آخر، فإن المتحرك على الاستدارة إنما تتبدل نسبة أجزائه إلى أجزاء مكانه ملازماً لمكانه غير خارج عنه قطعاً، كما في حجر الرحا.

الحركة في الوضع

قيل هي التي لها هوية اتصالية على الزمان لا يتصور حصولها إلا في الزمان.

الحركة القسرية

ما يكون مبدؤها بسبب ميل مستفاد من خارج، كالحجر المرمي إلى فوق.

الحروف

هي الحقائق البسيطة من الأعيان، عند مشايخ الصوفية.

الحروف العاليات

هي الشئون الذاتية الكائنة في غيب الغيوب كالشجرة في النواة، وإليه أشار الشيخ ابن عربي بقوله:

متعلِّقات في ذُرى أعْلى القُلَلْ

كٌنَّا حروفاً عالياتٍ لم نَـقُـل

حروف اللين

هي الواو والياء والألف، سميت حروف اللين لما فيها من قبول المد.

الحرية

في اصطلاح أهل الحقيقة: الخروج عن رق الكائنات وقطع جميع العلائق والأغيار، وهي على مراتب: حرية العامة، عن رق الشهوات، وحرية الخاصة، عن رق المرادات لفناء إرادتهم من إرادة الحق، وحرية خاصة الخاصة، عن رق الرسوم والآثار لانمحاقهم في تجلي نور الأنوار.

الحزم

أخذ الأمور بالاتفاق.

الحزن

عبارة عما يحصل لوقوع مكروه، أو فوات محبوب في الماضي.

الحس المشترك

هو القوة التي ترتسم فيها صور الجزئيات المحسوسة، فالحواس الخمسة الظاهرة، كالجواسيس لها، فتطلع عليها النفس من ثمة فتدركها، ومحله مقدم التجويف الأول من الدماغ، كأنها عين تتشعب منها خمسة أنهار.

الحسب

ما يعده المرء من مفاخر نفسه وآبائه.

الحسد

تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد.

الحسرة

هي بلوغ النهاية في التلهف حتى يبقى القلب حسيراً لا موضع فيه لزيادة التلهف، كالبصر الحسير لا قوة فيه للنظر.

الحسن

هو كون الشيء ملائماً للطبع، كالفرح، وكون الشيء صفة كمال، كالعلم، وكون الشيء متعلق المدح، كالعبادات.

وهو ما يكون متعلق المدح في العاجل والثواب في الآجل. والحسن لمعنى في نفسه: عبارة عما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في ذاته، كالإيمان بالله وصفاته.

والحسن لمعنى في غيره: هو الاتصاف بالحسن لمعنى ثبت في غيره، كالجهاد، فإنه ليس بحسن لذاته، لأنه تخريب بلاد الله وتعذيب عباده وإفناؤهم، وقد قال محمد، صلى الله عليه وسلم: "الآدمي بنيان الرب، ملعون من هدم بنيان الرب. وإنما حسنا لما فيه من إعلاء كلمة الله وهلاك أعدائه"، وهذا باعتبار كفر الكافر.

والحسن من الحديث: أن يكون راويه مشهوراً بالصدق والأمانة، غير أنه لم يبلغ درجة الحديث الصحيح، لكونه قاصراً في الحفظ والوثوق، وهو مع ذلك يرتفع عن حال من دونه.

الحشو

هو في اللغة: ما تملأ به الوسادة، وفي الاصطلاح: عبارة عن الزائد الذل لا طائل تحته. وفي العروض: هو الأجزاء المذكورة بين الصدر والعروض، وبين الابتداء والضرب من البيت، مثلاً: إذا كان البيت مركباً من مفاعيلن ثماني مرات، فمفاعيلن الأول صدر،والثاني والثالث حشو، والرابع عروض، والخامس ابتداء، والسادس والسابع حشو، والثامن ضرب، وإذا كان مركباً من مفاعيلن أربع مرات، فمفاعيلن الأول صدر، والثاني عروض، والثالث ابتداء، والرابع ضرب، فلا يوجد فيه الحشو.

الحصر

عبارة عن إيراد الشيء على عدد معين، وهو إما عقلي: وهو الذي يكون دائراً بين النفي والإثبات، ومنه الاحتمال العقلي فضلاً عن الوجودي، كقولنا: الدلالة إما لفظي وإما غير لفظي. وإما استقرائي، وهو الذي لا يكون دائراً بين النفي والإثبات، بل يحصل بالاستقراء والتتبع، ولا يضره الاحتمال العقلي، بل يضره الوقوعي، كقولنا: الدلالة اللفظية إما وضعية وإما طبعية.

وهو على ثلاثة أقسام: حصر عقلي، كالعدد للزوجية والفردية.

وحصر وقوعي، كحصر الكلمة في ثلاثة أقسام.

وحصر جعلي، كحصر الرسالة على مقدمة وثلاث مقالات وخاتمة.

وحصر الكل في أجزائه: هو الذي لا يصح إطلاق اسم الكل على أجزائه، مثل حصر الرسالة على الأشياء الخمسة، لأنه لا تطلق الرسالة على كل واحد من الخمسة. وحصر الكلي في جزئياته: هو الذي يصح إطلاق اسم الكلي على كل واحد من جزئياته، كحصر المقدمة على ماهية المنطق، وبيان الحاجة إليه، وموضوعه.

الحضانة

هي تربية الولد.

الحضرات الخمس الإلهية

حضرة الغيب المطلق، وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية، وفي مقابلتها: حضرة الشهادة المطلقة، وعالمها عالم الملك، وحضرة الغيب المضاف، وهي تنقسم إلى ما يكون أقرب منه الغيب المطلق، وعالمه عالم الأرواح الجبروتية، وحضرة الملكوتية، أعني عالم العقول والنفوس المجردة، إلى ما يكون أقرب من الشهادة المطلقة، وعالمها عالم المثال، ويسمى بعالم الملكوت، والخامسة: الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة، وعالمها عالم الإنسان الجامع لجميع العوالم وما فيها، فعالم الملك مظهر عالم الملكوت، وهو عالم المثال المطلق، وهو مظهر عالم الجبروت، أي عالم المجردات، وهو مظهر عالم الأعيان الثابتة، وهو مظهر الأسماء الإلهية والحضرة الواحدية، وهي مظهر الحضرة الأحدية.

الحظر

هو ما يثاب بتركه ويعاقب على فعله.

الحفصية

هم أصحاب حفص بن أبي المقدام، زادوا على الإباضية: أن بين الإيمان والشرك معرفة الله، فإنها خصلة متوسطة بينهما.

الحفظ

ضبط الصور المدركة.

الحق

اسم من أسمائه تعالى، والشيء الحق، أي الثابت حقيقة، ويستعمل في الصدق والصواب أيضاً، يقال: قول حق وصواب.

وفي اللغة: هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، وفي اصطلاح أهل المعاني: هو الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب، باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل.

وأما الصدق فقد شاع في الأقوال خاصة، ويقابله الكذب، وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقة للواقع، ومعنى حقيقته مطابقة الواقع إياه.

حق اليقين

عبارة عن فناء العبد في الحق، والبقاء به علماً وشهوداً، وحالاً لا علماً فقط، فعلم كل عاقل الموت علم اليقين، فإذا عاين الملائكة فهو عن اليقين، فإذا أذاق الموت فهو حق اليقين، وقيل: علم اليقين: ظاهر الشريعة، وعين اليقين: الإخلاص فيها، وحق اليقين: المشاهدة فيها.

حقائق الأسماء

هي تعينات الذات ونسبها، إلا أنها صفات يميز بها الإنسان بعضها عن بعض.

الحقد

هو طلب الانتقام، وتحقيقه: أن الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي في الحال رجع إلى الباطل واحتقن فيه فصار حقداً. وسوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداوة.

الحقيقة

اسم أريد به ما وضع له، فعلية من: حق الشيء، إذا ثبت، بمعنى فاعلة، أي حقيق، والتاء فيه للنقل من الوصفية إلى اسمية كما في العلامة، لا للتأنيث، وفي الاصطلاح: هي الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح به التخاطب.

واحترز به عن المجاز، الذي استعمل فيما وضع له في اصطلاح آخر غير اصطلاح التخاطب، كالصلاة إذا استعملها المخاطب بعرف الشرع في الدعاء، فإنها تكون مجازاً، لكون الدعاء غير ما وضعت هي له في اصطلاح الشرع، لأنها في اصطلاح الشرع وضعت للأركان والأذكار المخصوصة، مع أنها موضوعة للدعاء في اصطلاح اللغة.

وكل لفظ يبقى على موضوعه، وقيل: ما اصطلح الناس على التخاطب به. والشيء الثابت قطعاً ويقيناً، يقال: حق الشيء، إذا ثبت، وهو اسم للشيء المستقر في محله، فإذا أطلق يراد به ذات الشيء الذي وضعه واضع اللغة في الأصل، كاسم الأسد، للبهيمة، وهو ما كان قارًّا في محله، والمجاز ما كان قارًّا في غير محله.

حقيقة الحقائق

هي المرتبة الأحدية الجامعة بجميع الحقائق، وتسمى: حضرة الجمع، وحضرة الوجود.

حقيقة الشيء

ما به الشيء هو هو، كالحيوان الناطق للإنسان بخلاف مثل: الضاحك، والكاتب، مما يمكن تصور الإنسان بدونه، وقد يقال: إن ما به الشيء هو هو باعتبار تحققه: حقيقة، وبامتياز تشخصه: هوية، ومع قطع النظر عن ذلك: ماهية.

الحقيقة العقلية

جملة أسند فيها الفعل إلى ما هو فاعل عند المتكلم، كقول المؤمن: أنبت الله البقل بخلاف: نهاره صائم، فإن الصوم ليس للنهار.

الحقيقة المحمدية

هي الذات مع التعين الأول، وهو الاسم الأعظم.

الحكاية

عبارة عن نقل كلمة من موضع إلى موضع آخر بلا تغيير حركة ولا تبديل صيغة، وقيل: الحكاية: إتيان اللفظ على ما كان عليه من قبل.

وقيل: استعمال الكلمة بنقلها من المكان الأول إلى المكان الآخر، مع استبقاء حالها الأولى وصورتها.

الحكم

إسناد أمر إلى آخر إيجاباً أو سلباً، فخرج بهذا ما ليس بحكم، كالنسبة التقييدية.

الحكم الشرعي

عبارة عن حكم الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين.

الحكماء الإشراقيون

هم الذين يكون قولهم وفعلهم موافقاً للسنة. رئيسهم أفلاطون.

الحكماء المشاؤون

رئيسهم أرسطو.

الحكمة

علم يبحث فيه حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية، فهي علم نظري غير آلي، والحكمة أيضاً: هي هيئة القوة العقلية العلمية المتوسطة بين الغريزة التي هي إفراط هذه القوة، والبلادة التي هي تفريطها. وتجيء على ثلاثة معان: الأول: الإيجاد. والثاني: العلم. والثالث: الأفعال المثلثة، كالشمس والقمر وغيرهما، وقد فسر ابن عباس، رضي الله عنهما، الحكمة في القرآن، بتعلم الحلال والحرام، وقيل: الحكمة في اللغة: العلم مع العمل، وقيل: الحكمة يستفاد منها ما هو الحق في نفس الأمر بحسب طاقة الإنسان، وقيل: كل كلام وافق الحق فهو حكمة، وقيل: الحكمة هي الكلام المقول المصون عن الحشو.

وقيل: هي وضع شيء في موضعه.

وقيل: هي ما له عاقبة محمودة.

الحكمة الإلهية

علم يبحث فيه عن أحوال الموجودات الخارجية المجردة عن المادة التي لا بقدرتنا واختيارنا، وقيل: هي العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضاه، ولذا انقسمت إلى العلمية والعملية.

الحكمة المسكوت عنها

هي أسرار الحقيقة التي لا يطلع عليها علماء الرسوم والعوام على ما ينبغي، فيضرهم أو يهلكهم، كما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتاز في بعض سكك المدينة مع أصحابه، فأقسمت عليه امرأة أن يدخلوا منزلها، فدخلوا فرأوا ناراً مضرمة، وأولاد المرأة يلعبون حولها، فقالت: يا بني الله، الله أرحم بعباده، أم أنا بأولادي، فقال: بل الله أرحم؛ فإنه أرحم الراحمين، فقالت: يا رسول الله: أتراني أحب أن ألقي ولدي في النار? قال: لا. قالت: فكيف يلقي الله عباده فيها وهو أرحم بهم? قال الراوي: فبكى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: هكذا أوحي إلي.

الحكمة المنطوق بها

هي علوم الشريعة والطريقة.

الحلال

كل شيء لا يعاقب عليه باستعماله، وما أطلق الشرع فعله، مأخوذ من: الحل، وهو الفتح.

الحلم

هو الطمأنينة عند سورة الغضب، وقيل: تأخير مكافأة الظالم.

الحلول الجواري

عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفاً للآخر، كحلول الماء في الكوز.

الحلول السرياني

عبارة عن اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر، كحلول ماء الورد في الورد، فيسمى الساري: حالاً، والمسري فيه: محلاً.

الحمد

هو الثناء على الجميل من جهة التعظيم من نعمة وغيرها.

الحمد الحالي

هو الذي يكون بحسب الروح والقلب، كالاتصاف بالكمالات العلمية والعملية، والتخلق بالأخلاق الإلهية.

الحمد العرفي

فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعماً، أعم من أن يكون فعل اللسان أو الأركان.

الحمد الفعلي

هو الإتيان بالأعمال البدنية ابتغاء لوجه الله تعالى.

الحمد القولي

هو حمد اللسان وثناؤه على الحق بما أثنى به على نفسه على لسان أنبيائه.

الحمد اللغوي

هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل باللسان وحده.

الحمزية

هم أصحاب حمزة بن أدرك، وافقوا الميمونية فيما ذهبوا إليه من البدع، إلا أنهم قالوا: أطفال الكفار في النار.

حمل المواطأة

عبارة عن أن يكون الشيء محمولاً على الموضوع بالحقيقة بلا واسطة، كقولنا: الإنسان حيوان ناطق، بخلاف حمل الاشتقاق، إذ لا يتحقق في أن بكون المحمول كلياً للموضوع، كما يقال: الإنسان ذو بياض، والبيت ذو سقف.

الحملة

خروج النفس الإنسانية إلى كمالها المكن بحسب قوتها النطقية والعملية.

الحمية

المحافظة على المحرم والدين من التهمة.

الحوالة

هي مشتقة من التحول بمعنى: الانتقال، وفي الشرع: نقل الدين وتحويله من ذمة المحيل إلى ذمة المحال عليه.

الحياء

انقباض النفس من شيء وتركه حذراً عن اللوم فيه، وهو نوعان: نفسان، وهو الذي خلقه الله تعالى في النفوس، كلها كالحياء من كشف العورة، والجماع بين الناس.

وإيماني، وهو أن يمنع المؤمن من فعل المعاصي خوفاً من الله تعالى.

الحياة

هي صفة توجب للموصوف بها أن يعلم ويقدر.

الحياة الدنيا

هي ما يشغل العبد عن الآخرة.

الحيز الطبيعي

ما يقتضي الجسم بطبعه الحصول فيه.

الحيز عند المتكلمين

هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شيء ممتد، كالجسم، أو غير ممتد، كالجوهر الفرد. وعند الحكماء: هو السطح الباطن من الحاوي المماس للسطح الظاهر من المحوي.

الحيض

في اللغة: السيلان، وفي الشرع: عبارة عن الدم الذي ينفضه رحم بالغةٍ سليمة عن الداء والصغر، احترز بقوله رحم امرأة عن دم الاستحاضة، وعن الدماء الخارجة من غيره، وبقوله سليمة عن الداء عن النفاس، إذ النفاس في حكم المرض، حتى اعتبر تصرفها من الثلث، وبالصغر عن دم تراه إبنة تسع سنين، فإنه ليس بمعتبر في الشرع.

الحيلة

اسم من الاحتيال، وهي التي تحول المرء عما يكرهه إلى ما يحبه.

الحيوان

الجسم النامي الحساس المتحرك بالإرادة.

باب الخاء

الخابطية

هم أصحاب أحمد بن خابط، وهو من أصحاب النظام، قالوا: للعالم إلهان، قديم هو الله، ومحدث هو المسيح، والمسيح هو الذي يحاسب الناس في الآخرة، وهو المراد بقوله تعالى: "وجاء ربك والملك صفًّا صفًّا". وهو المعني بقوله: إن الله خلق آدم على صورته.

الخازمية

هم أصحاب خازم بن عاصم، وافقوا الشعيبية.

الخاشع

المتواضع لله بقلبه وجوارحه.

الخاص

و كل لفظ وضع لمعنى معلوم على الانفراد. المراد بالمعنى الذي وضع له اللفظ عيناً كان أو عرضاً، وبانفراد اختصاص اللفظ بذلك المعنى، وإنما قيده بالانفراد ليتميز عن المشترك. عبارة عن التفرد، يقال: فلان خص بكذا، أي أفرد به ولا شركة للغير فيه.

الخاصة

كلية مقولة على أفراد حقيقة واحدة فقط قولاً عرضياً: سواء وجد في جميع أفراده، كالكاتب بالقوة، بالنسبة إلى الإنسان، أو في بعض أفراده، كالكاتب بالفعل بالنسبة إليه، فالكلية مستدركة. وقولنا فقط يخرج الجنس والعرض العام، أنهما مقولان على حقائق. وقولنا قولاً عرضياً يخرج النوع والفصل، لأن قولهما على ما تحتهما ذاتي لا عرضي.

خاصة الشيء

ما لا يوجد بدون الشيء، والشيء قد يوجد بدونها، مثل: الألف واللام، لا يوجدان بدون اسم، والاسم يوجد بدونهما، كما في زيد.

الخاطر

ما يرد على القلب من الخطاب، أو الوارد الذي لا عمل للعبد فيه، وما كان خطاباً، فهو أربعة أقسام: رباني، وهو أول الخواطر، وهو لا يخطئ أبداً، وقد يعرف بالقوة والتسلط وعدم الاندفاع.

وملكي، وهو الباعث على مندوب أو مفروض، ويسمى: إلهاماً.

ونفساني، وهو ما فيه حظ النفس، ويسمى: هاجساً.

وشيطاني، وهو ما يدعو إلى مخالفة الحق، قال الله تعالى: "والشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء".

الخبر

لفظ مجرد عن العوامل اللفظية مسند إلى ما تقدمه، لفظاً نحو: زيد قائم، أو تقديراً نحو: أقائم زيد، وقيل: الخبر ما يصح السكوت عليه. وهو الكلام المحتمل للصدق والكذب. وخبر إن وأخواتها: هو المسند بعد دخول إن وأخواتها. والخبر على ثلاثة أقسام: خبر متواتر، وخبر مشهور، وخبر واحد.

أما الخبر المتواتر، فهو كلام يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة، ومنها جماعة أخرى، إلى أن ينتهي إلى المتمسك، وأما الخبر المشهور، فهو كلام يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد، ويسمعه من الواحد جماعة، ومن تلك الجماعة أيضاً جماعة، إلى أن ينتهي إلى المتمسك، والفرق هو أن جاحد الخبر المتواتر يكون كافراً بالاتفاق، وجاحد الخبر المشهور مختلف فيه، والأصح أنه يكفر، وجاحد خبر الواحد لا يكون كافراً بالاتفاق.

خبر الكاذب

ما تقاصر عن التواتر.

خبر كان وأخواتها

هو المسند بعد دخول كان وأخواتها.

خبر ما ولا المشبهتين بليس

هو المسند بعد دخولهما.

الخبر المتواتر

هو الذي نقله جماعة عن جماعة، والفرق بين المتواتر والمشهور أن جاحد الخبر المتواتر كافرٌ بالاتفاق، وجاحد الخبر المشهور مختلف فيه، والأصح أنه يكفر، وجاحد خبر الواحد لا يكفر بالاتفاق.

وهو الخبر الثابت على ألسنة قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب. والخبر نوعان: مرسل، ومسند، فالمرسل منه: ما أرسله الراوي إرسالاً من غير إسناد إلى راو آخر، وهو حجة عندنا كالمسند، خلافاً للشافعي في إرسال سعيد بن المسيب، فقد روى عن أبي بكر مرسلاً. والمسند: ما أسنده الراوي إلى راو آخر إلى أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم المسند أنواع: متواتر، ومشهور، وآحاد، فالمتواتر منه: ما نقله قوم عن قوم لا يتصور تواطؤهم على الكذب فيه، وهو الخبر المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكمة يوجب العلم والعمل قطعاً حتى يكفر جاحده، فالمشهور منه هو ما كان من الآحاد في العصر الأول، ثم اشتهر في العصر الثاني حتى رواه جماعة لا يتصور تواطؤهم على الكذب وتلقته العلماء بالقبول، وهو أحد قسمي المتواتر، وحكمه يوجب طمأنينة القلب لا علم يقين حتى يضل جاحده ولا يكفر، وهو الصحيح، وخبر الآحاد: هو ما نقله واحد عن واحد، وهو الذي لم يدخل في حد الاشتهار، وحكمه يوجب العمل دون العلم، ولهذا لا يكون حجة في المسائل الاعتقادية.

خبر الواحد

هو الحديث الذي يرويه الواحد أو الاثنان فصاعداً، ما لم يبلغ الشهرة والتواتر.

الخبرة

هي المعرفة ببواطن الأمور.

الخبن

حذف الحرف الثاني الساكن، مثل ألف فاعلن ليبقى: فعلن، ويسمى: مخبوناً.

الخبل

هو اجتماع الخبن والطي، أي حذف الثاني الساكن وحذف الرابع الساكن، كحذف سين مستفعلن، وحذف فائه، فيبقى: متعلن، فينقل إلى: فعلتن، ويسمى: مخبولاً.

خراج المقاسمة

كربع الخارج وخمسه، ونحوهما.

الخراج الموظف

هو الوظيفة المعينة التي توضع على أرض، كما وضع عمر رضي الله عنه على سواد العراق.

الخرب

هو حذف الميم والنون من مفاعيلن ليبقى: فاعيل، فينقل إلى: مفعول، ويسمى أخرب.

الخرق الفاحش في الثوب

أن يستنكف أوساط الناس من لبيه مع ذلك الخرق، واليسير، ضده، وهو ما لا يفوت به شيء من المنفعة بل يدخل فيه نقصان، عيب مع بقاء المنفعة، وهو تفويت الجودة لا غير.

الخرم

هو حذف الميم من: مفاعيلن ليبقى: فاعيلن، فينقل إلى: مفعولن، ويسمى: أخرم.

الخزل

هو الإضمار والطي من متفاعلن، يعني إسكان التاء منه وحذف ألفه ليبقى:متفعلن. فينقل إلى: متفعلن، ويسمى: أخزل.

الخشوع والخضوع والتواضع

بمعنى واحد، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: الخشوع الانقياد للحق، وقيل: هو الخوف الدائم في القلب، وقيل: من علامات الخشوع أن العبد إذا غضب أو خولف أو رد عليه استقبل ذلك بالقبول.

الخشية

تألم القلب بسبب توقع مكروه في المستقبل، يكون تارة بكثرة الجناية من العبد، وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته. وخشية الأنبياء من هذا القبيل.

الخصوص

أحدية كل شيء عن كل شيء بتعينه، فلكل شيء وحدة تخصه.

الخضر

يعبر به عن البسط، واليأس عن القبض، فإن قواه المزاجية مبسوطة إلى عالم الشهادة والغيب، وكذلك قواه الروحانية.

الخط

تصوير اللفظ بحروف هجائية، وعند الحكماء: هو الذي يقبل الانقسام طولاً لا عرضاً ولا عمقاً ونهايته النقطة.

اعلم أن الخط والسطح والنقطة أعراض غير مستقلة الوجود على مذهب الحكماء، لأنها نهايات وأطراف للمقادير عندهم، فإن النقطة عندهم نهاية الخط، وهو نهاية السطح، وهو نهاية الجسم التعليمي.

وأما المتكلمون فقد أثبت طائفة منهم خطاً وسطحاً مستقلين حيث ذهبت إلى أن الجوهر الفرد يتألف من العرض فيحصل منها سطح، والسطوح تتألف في العمق فيحصل الجسم.

والسطح على مذهب هؤلاء جوهران لا محالة، لأن المتألف من الجوهر لا يكون عرضاً. وما له طول لكن لا يكون له عرض ولا عمق.

الخطأ

هو ما ليس للإنسان فيه قصد، وهو عذر صالح لسقوط حق الله تعالى إذا حصل عن اجتهاد، ويصير شبهة في العقوبة حتى لا يؤثم الخاطئ، ولا يؤاخذ بحد ولا قصاص، ولم يجعل عذراً في حق العباد حتى وجب عليه ضمان العدوان، ووجبت به الدية، كما إذا رمى شخصاً ظنه صيداً أو حربياً، فإذا هو مسلم، أو غرضاً فأصاب آدمياً، وما جرى مجراه، كنائم ثم انقلب على رجل فقتله.

الخطابة

هو قياس مركب من مقدمات مقبولة، أو مظنونة، من شخص معتقد فيه، والغرض منها ترغيب الناس فيما ينفعهم من أمور معاشهم ومعادهم، كما يفعله الخطباء والوعاظ.

الخطابية

هم أصحاب أبي الخطاب الأسدي، قالوا: الأئمة الأنبياء، وأبو الخطاب نبي، وهؤلاء يستحلون شهادة الزور، لموافقيهم على مخالفهم، وقالوا: الجنة نعيم الدنيا، والنار آلامها.

الخفيّ

هو ما خفي المراد منه بعارضٍ في غير الصيغة، لا ينال إلا بالطلب، كآية السرقة، فإنها ظاهرة فيمن أخذ مال الغير من الحزر على سبيل الاستتار خفية، بالنسبة إلى من اختص باسم آخر يعرف به كالطرار والنباش، وذلك لأن فعل كل منهما، وإن كان يشبه فعل السارق، لكن اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمى ظاهراً، فاشتبه الأمر في أنهما داخلان تحت لفظ: السارق، حتى يقطعا كالسارق أو لا، والخفاء في اصطلاح أهل الله: هو لطيفة ربانية مودعة في الروح بالقوة، فلا يحصل بالفعل إلا بعد غلبات الواردات الربانية، ليكون واسطة بين الحضرة والروح في قبول تجلي صفات الربوبية وإفاضة الفيض الإلهي على الروح.

الخلاء

هو البعد المفطور عند أفلاطون، والفضاء الموهوم عند المتكلمين، أي الفضاء الذي يثبته الوهم ويدركه من الجسم المحيط بجسم آخر، كالفضاء المشغول بالماء أو الهواء في داخل الكوز، فهذا الفراغ الموهوم هو الذي من شأنه أن يحصل فيه الجسم، وأن يكون ظرفاً له عندهم، وبهذا الاعتبار يجعلونه حيزاً للجسم، وباعتبار فراغه عن شغل الجسم إياه يجعلونه خلاء، فالخلاء عندهم هو هذا الفراغ مع قيد ألا يشغله شاغل من الأجسام، فيكون له شيئاً محضاً، لأن الفراغ الموهوم ليس بموجود في الخارج، بل هو أمر موهوم عندهم، إذ لو وجد لكان بعداً مفطوراً، وهم لا يقولون به.

والحكماء ذاهبون إلى امتناع الخلاء، والمتكلمون إلى إمكانه، وما وراء المحدد ليس ببعد، لا لانتهاء الأبعاد بالمحدد، ولا قابل للزيادة والنقصان لأنه لا شيء محض، فلا يكون خلاء بأحد المعنيين، بل الخلاء إنما يلزم من وجود الحاوي مع عدم المحوي، وذا غير ممكن.

الخلاف

منازعة تجري بين المتعارضين لتحقيق حقٍّ أو لإبطال باطل.

الخلع

إزالة ملك النكاح بأخذ المال.

الخلفية

هم أصحاب خلف الخارجي، حكموا بأن أطفال المشركين في النار بلا عمل وشرك.

الخُلق

عبارة هن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة عقلاً وشرعاً بسهولة، سميت الهيئة: خلقاً حسناً، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة، سميت الهيئة: خلقاً سيئاً، وإنما قلنا: إنه هيئة راسخة، لأن من يصدر منه بذل المال على الندور بحالة عارضة لا يقال: خلقه السخاء، ما لم يثبت ذلك في نفسه، وكذلك من تكلف السكوت عند الغضب بجهد أو روية لا يقال: خلقه الحلم، وليس الخلق عبارة عن الفعل، فرب شخصٍ خلقه السخاء، ولا يبذل، إما لفقد المال أو لمانع، وربما يكون خلقه البخل وهو يبذل، لباعث أو رياء.

الخَلق

هو أن يجمع بين ماء التمر والزبيب ويطبخ بأدنى طبخة ويترك إلى أن يغلي ويشتد.

الخلوة

محادثة السر مع الحق، حيث لا أحد ولا ملك.

الخلوة الصحيحة

هي غلق الرجل الباب على منكوحته بلا مانع وطء.

الخماس

ما كان من ماضيه على خمسة أحرف أصول، نحو: جحمرش، للعجوز المسنة.

الخنثى

في اللغة: من الخنث، وهو اللين، وفي الشريعة: شخص له آلتا الرجال والنساء، أو ليس له شيء منهما أصلاً.

الخوارج

هم الذين يأخذون العشر من غير إذن سلطان.

الخوف

توقع حلول مكروه، أو فوات محبوب.

خيار التعيين

أن يشتري أحد الثوبين بعشرة، على أن يعين أياً شيء.

خيار الرؤية

هو أن يشتري ما لم يره، ويرده بخياره.

خيار الشرط

أن يشترط أحد المتعاقدين الخيار ثلاثة أيام أو أقل.

خيار العيب

هو أن يختار رد المبيع إلى بائعه بالعيب.

الخيال

هو قوة تحفظ ما يدركه الحسن المشترك من صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة، بحيث يشاهدها الحسن المشترك كل ما التفت إليها، فهو خزانة للحس المشترك، ومحله مؤخراً البطن الأول من الدماغ.

الخياطية

هم أصحاب أبي الحسن بن أبي عمرو الخياط، قالوا بالقدر، وتسمية المعدوم شيئاً.

باب الدال

الداء

علة تحصل بغلبة بعض الأخلاط على بعض.

الداخل

باعتبار كونه جزماً، يسمى: ركناً. وباعتبار كونه بحيث ينتهي إليه التحليل، يسمى اسطقُسًّا، وباعتبار كونه قابلاً للصورة المعينة، يسمى: مادة، وهيولى، وباعتبار كون المركب مأخوذا منه، يسمى: أصلاً، وباعتبار كونه محلاً للصورة المعينة بالفعل، يسمى: موضوعاً.

الدائرة

في اصطلاح علماء الهندسة: شكل مسطح يحيط به خط واحد وفي داخله نقطة، كل الخطوط المستقيمة الخارجة منها إليها متساوية، وتسمى تلك النقطة: مركز الدائرة، وذلك الخط محيطها.

الدائمة المطلقة

هي التي حكم فيها بدوام ثبوت المحمول للموضوع، أو بدوام سلبه عنه، ما دام ذات الموضوع موجوداً، مثال الإيجاب كقولنا: دائما كل إنسان حيوان، فقد حكمنا فيها بدوام ثبوت الحيوانية للإنسان ما دام ذاته موجوداً، ومثال السلب: دائماً لا شيء من الإنسان بحجر، فإن الحكم فيها بدوام سلب الحجرية عن الإنسان ما دام ذاته موجوداً.

الدباغة

هي إزالة النتن والرطوبات النجسة من الجلد.

الدرك

أن يأخذ المشتري من البائع رهناً بالثمن الذي أعطاه خوفاً من استحقاق المبيع.

الدستور

الوزير الكبير الذي يرجع في أحوال الناس إلى ما يرسمه.

الدعة

هي عبارة عن السكون عند هيجان الشهوة.

الدعوى

مشقة من الدعاء، وهو الطلب، وفي الشرع: قول يطلب به الإنسان إثبات حق على الغير.

الدلالة

هي كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والشيء الأول هو الدال، والثاني هو المدلول، وكيفية دلالة اللفظ على المعنى باصطلاح علماء الأصول محصورة في عبارة النص، وإشارة النص، ودلالة النص، واقتضاء النص. ووجه ضبطه أن الحكم المستفاد من النظم إما أن يكون ثابتاً بنفس النظم، أو لا، والأول: إن كان النظم مسوقاً له، فهو العبارة، وإلا فالإشارة، فالإشارة، والثاني: إن كان الحكم مفهوماً من اللفظ لغة فهو الدلالة، أو شرعاً فهو الاقتضاء، فدلالة النص عبارة عما ثبت بمعنى النص لغة لا اجتهاداً.

فقوله: لغة، أي يعرفه كل من يعرف هذا اللسان بمجرد سماع اللفظ من غير تأمل، كالنهي عن التأفيف في قوله تعالى: "فلا تقل لهما أفٍّ"، يوقف به على حرمة الضرب وغيره مما فيه نوع من الأذى بدون الاجتهاد.

الدلالة اللفظية الوضعية

هي كون اللفظ بحيث متى أطلق أو تخيل فهم منه معناه، للعلم بوضعه، وهي المنقسمة إلى المطابقة، والتضمن، والالتزام.لأن اللفظ الدال بالوضع يدل على تمام ما وضع له بالمطابقة، وعلى جزئه بالتضمن، وعلى ما يلزمه في الذهن بالالتزام، كالإنسان فإنه يدل على تمام الحيوان الناطق بالمطابقة، وعلى جزئه بالتضمن، وعلى قابل العلم بالالتزام.

الدليل

فبي اللغة: هو المرشد، وما به الإرشاد، وفي الاصطلاح: هو الذي يلزم من العلم به العلم بشيء آخر. وحقيقة الدليل، هو ثبوت الأوسط للأصغر، واندراج الأصغر تحت الأوسط.

الدليل الإلزامي

ما سلم عند الخصم، سواء كان مستدلاً عند الخصم أولاً.

الدهر

هو الآن الدائم الذي هو امتداد الحضرة الإلهية، وهو باطن الزمان، وبه يتحد الأزل والأبد.

الدور

هو توقف الشيء على ما يتوقف عليه، ويسمى: الدور المصرح، كما يتوقف أ على ب، وبالعكس، أو بمراتب، ويسمى: الدور المضمر، كما يتوقف أ على ب، و ب على ج، و ج على أ، والفرق بين الدور وبين تعريف الشيء بنفسه هو أنه في الدور يلزم تقدمه عليها بمرتبتين، إن كان صريحاً، وفي تعريف الشيء بنفسه يلزم تقدمه على نفسه بمرتبة واحدة.

الدوران

لغة: الطواف حول الشيء، واصطلاحاً: هو ترتب الشيء على الشيء الذي له صلوح العلية، كترتب الإسهال على مشرب السقمونيا، والشيء الأول يسمى: دائراً، والثاني: مداراً، وهو على ثلاثة أقسام: الأول: أن يكون المدار مداراً للدائرة وجوداً لا عدماً، كشرب السقمونيا للإسهال، فإنه إذا وجد وجد الإسهال، وأما إذا عدم فلا يلزم عدم الإسهال لجواز أن يحصل الإسهال بدواء آخر.

والثاني: أن يكون المدار للدائر عدماً لا وجوداً، كالحياة للعلم، فإنها إذا لم توجد لم يوجد العلم، أما إذا وجدت فلا يلزم أن يوجد العلم.

والثالث: أن يكون المدار مداراً للدائر وجوداً وعدماً، كالزنا الصادر عن المحصن، لوجوب الرجم عليه، فإنه كلما وجد وجب الرجم، ولما لو يوجد لم يجب.

الدين الصحيح

هو الذي لا يسقط إلا بالأداء أو الإبراء، وبدل الكتابة دين غير صحيح، لأنه يسقط بدونهما، وهو عجز المكاتب عن أدائه.

الدين والملة

متحدات بالذات، ومختلفان بالاعتبار، فإن الشريعة من حيث إنها تطاع، تسمى: ديناً، ومن حيث إنها تجمع، تسمى: ملة، ومن حيث أنها يرجع إليها، تسمى: مذهباً، وقيل: الفرق بين الدين، والمللة، والمذهب: أن الدين منسوب إلى الله تعالى، والمللة منسوبة إلى الرسول، والمذهب منسوب إلى المجتهد.

الدية

المال الذي هو بدل النفس.

باب الذال

الذاتي لكل شيء

ما يخصه ويميزه عن جميع ما عداه.

وقيل: ذات الشيء: نفسه وعينه، وهو لا يخلو عن العرض، والفرق بين الذات والشخص: أن الذات أعم من الشخص، لأن الذات تطلق على الجسم وغيره، والشخص لا يطلق إلا على الجسم.

الذبول

هو انتقاص حجم الجسم بسبب ما ينفصل عنه في جميع الأقطار على نسبة طبيعية.

الذمة

لغة: العهد، لأن نقضه يوجب الذم، ومنهم من جعلها وصفاً فعرفها بأنها وصف يصير الشخص به أهلاً للإيجاب له وعليه، ومنهم من جعلها ذاتاً، فعرفها بأنها نفس لها عهد، فإن الإنسان يولد وله ذمة صالحة للوجوب له وعليه، عند جميع الفقهاء بخلاف سائر الحيوانات.

الذنب

ما يحجبك عن الله تعالى.

الذهن

قوة للنفس تشمل الحواس الظاهرة والباطنة، معدة لاكتساب العلوم. وهو الاستعداد التام لإدراك العلوم والمعارف بالفكر.

الذوق

هي قوة منبثة من العصب المفروش على جرم اللسان تدرك بها الطعوم بمخالطة الرطوبة اللعابية في الضم بالمطعوم ووصولها إلى العصب، والذوق في معرفة الله: عبارة عن نور عرفاني يقذفه الحق بتجليه في قلوب أوليائه، يفرقون به بين الحق والباطل من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب أو غيره.

ذو العقل

هو الذي يرى الخلق ظاهراً ويرى الحق باطناً، فيكون الحق عنده مرآة الخلق، لاحتجاب المرآة بالصور الظاهرة.

ذو العقل والعين

هو الذي يرى الحق في الخلق، وهذا قرب النوافل، ويرى الخلق في الحق، وهذا قرب الفرائض، ولا يحتجب بأحدهما عن الآخر، بل يرى الوجود الواحد بعينه حقًّا من وجه، وخلقاً من وجه، فلا يحتجب بالكثرة عن شهود الواحد الرائي، ولا تزاحم في شهود الكثرة الخلقية، وكذا لا تزاحم في شهود أحدية الذات المتجلية في المجالي كثرة، وإلى المراتب الثلاثة أشار الشيخ محي الدين بن العربي - قدس الله سره - بقوله:

وفي الحق عين الخلق إن كنت ذا عقل

سوى عين شيءٍ واحدٍ فيه بالشـكـل

وفي الخلق عينٌ إن كـنـت ذا عـينٍ

وإن كنت ذا عين وعقل فـمـا تـرى

ذو العين

هو الذي يرى الحق ظاهراً والخلق باطناً، فيكون الخلق عنده مرآة الحق، لظهور الحق عنده واختفاء الخلق فيه، اختفاء المرآة بالصور.

ذوو الأرحام

في اللغة: بمعنى: ذوي القرابة مطلقاً، وفي الشريعة: هو كل قريب ليس بذي سهم ولا عصبة.

باب الراء

الران

هو الحجاب الحائل بين القلب وعالم القدس، وباستيلاء الهيئات النفسانية، ورسوخ الظلمات الجسمانية فيه، بحيث ينحجب عن أنوار الربوبية بالكلية.

الراهب

هو العالم في الدين المسيحي من الرياضة والانقطاع عن الخلق والتوجه إلى الحق.

الربا

هو في اللغة: الزيادة، وفي الشرع: هو فضل خال عن عوض شرط لأحد العاقدين.

الرباعي

ما كان ماضيه على أربعة أحرف أصول.

الرجاء

في اللغة: الأمل، وفي الاصطلاح: تعلق القلب بمحصول محبوب في المستقبل.

الرجعة

في الطلاق: هي استدامة القائم في العدة، وهو ملك النكاح.

الرجل

هو ذكر من بني آدم جاوز حد الصغر بالبلوغ.

الرجوع

حركة واحدة في سمت واحد لكن على مسافة حركة هي مثل الأولى بعينها، بخلاف الانعطاف.

الرحمة

هي إرادة إيصال الخير.

الرخصة

في اللغة: اليسر والسهولة، وفي الشريعة: اسم لما شرع متعلقاً بالعوارض، أي ما استبيح بعذر مع قيام الدليل المحرم، وقيل: هي ما بني أعذار العباد عليه.

الرد

في اللغة: الصرف، وفي الاصطلاح: صرف ما فضل عن فروض ذوي الفروض. ولا مستحق له من العصبات إليهم بقدر حقوقهم.

الرداء

في اصطلاح المشايخ: ظهور صفات الحق على العبد.

الرزامية

قالوا: الإمامة بعد علي - رضي الله عنه - لمحمد بن الحنفية، ثم ابنه عبد الله، واستحلوا المحارم

الرزق

اسم لما يسوقه الله إلى الحيوان فيأكله، فيكون متناولاً للحلال والحرام. وعند المعتزلة: عبارة عن مملوك يأكله المالك، فعلى هذا لا يكون الحرام رزقاً.

الرزق الحسن

هو ما يصل إلى صاحبه بلا كدٍّ في طلبه. وقيل: ما وجد غير مرتقب، ولا محتسب، ولا مكتسب.

الرسالة

هي المجلة المشتملة على قليل من المسائل التي تكون من نوع واحد، والمجلة، هي الصحيفة يكون فيها الحكم.

الرسم

نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل، أي في سابق علمه تعالى.

الرسم التام

مل يتركب من الجنس القريب والخاصة، كتعريف الإنسان بالحيوان الضاحك.

الرسم الناقص

ما يكون بالخاصة وحدها، أو بها وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالضحك، أو بالجنس الضاحك. أو بعرضيات تختص جملتها بحقيقة واحدة، كقولنا في تعريف الإنسان: إنه ماشٍ على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة، مستقيم القامة، ضحاك بالطبع.

الرسول

في اللغة: هو الذي أمره المرسل بأداء الرسالة بالتسليم أو بالقبض. وفي الشريعة: إنسان بعثه الله إلى الخلق لتبليغ الأحكام.

قال الكلي، والفراء: كل رسول نبي، من غير عكس. وقالت المعتزلة: لا فرق بينهما، فإنه تعالى خاطب محمداً مرة بالنبي، وبالرسول مرة أخرى.

الرشوة

ما يعطى لإبطال حق، أو لإحقاق باطل.

الرضا

سرور القلب بمر القضاء.

الرضاع

مص الرضيع من ثدي الآدمية في مدة الرضاع.

الرطوبة

كيفية تقتضي سهولة التشكل والتفرق والاتصال.

الرعونة

الوقوف مع حظوظ النفس ومقتضى طباعها.

الرق

في اللغة: الضعف، ومنه رقة القلب، وفي عرف الفقهاء: عبارة عن عجز حكمي شرع في الأصل جزاءً عن الكفر.

أما أنه عجز، فلأنه لا يملك ما يملكه الحر من الشهادة والقضاء وغيرهما، وأما أنه حكمي، فلأن العبد قد يكون أقوى في الأعمال من الحر حسًّا.

الرقبى

هو أن يقول: إن مت قبلك فهي لك، وإن مت قبلي رجعت إلي، كأن كل واحد منهما يراقب موت الآخر وينتظره.

الرقيقة

هي اللطيفة الروحانية، وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين الشيئين، كالمدد الواصل من الحق إلى العبد، ويقال لها: رقيقة النزول، وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق من العلوم والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة، ويقال لها: رقيقة الرجوع، ورقيقة الارتقاء، وقد تطلق الرقائق على عموم الطريقة والسلوك، وكل ما يتلطف به سر العبد، وتزول به كثافات النفس.

الركاز

هو المال المركوز في الأرض، مخلوقاً كان أو موضوعاً.

ركن الشيء

لغةً: جانبه القوي فيكون عينه، وفي الاصطلاح: ما يقوم به ذلك الشيء من التقوم، إذ قوام الشيء بركنه، لا من القيام، وإلا يلزم أن يكون الفاعل ركناً للفعل، والجسم ركناً للعرض، والموصوف للصفة. وقيل: ركن الشيء ما يتم به، وهو داخل فيه، بخلاف شرطه، وهو خارج عنه.

الرمل

هو أن يمشي في الطواف سريعاً ويهز في مشيته الكتفين، كالمبارز بين الصفين.

الرهن

هو في اللغة: مطلق الحبس، وفي الشرع: حبس الشيء بحقٍّ يمكن أخذه منه، كالدين، ويطلق على المرهون، تسمية للمفعول باسم المصدر.

الروح الأعظم

الذي هو الروح الإنساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها، ولذلك لا يمكن أن يحوم حولها حائم، ولا يروم وصلها رائم، ولا يعلم كنهها إلا الله تعالى، ولا ينال هذه البغية سواه، وهو العقل الأول، والحقيقة المحمدية، والنفس الواحدة، والحقيقة الأسمائية، وهو أول موجود خلقه الله على صورته، وهو الخليفة الأكبر، وهو الجوهر النوراني، جوهريته مظهر الذات، ونورانيته مظهر علمها، ويسمى باعتبار الجوهرية: نفساً واحدة، وباعتبار النورانية: عقلاً أولاً، وكما أن له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول، والقلم الأعلى، والنور، والنفس الكلية، واللوح المحفوظ، وغير ذلك، له في العلم الصغير الإنساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه في اصطلاح أهل الله وغيرهم، وهي السر والخفاء والروح والقلب والكلمة والروع والفؤاد والصدر والعقل والنفس.

الروح الإنساني

هو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان، الراكبة على الروح الحيواني،نازل من عالم الأمر، تعجز العقول عن إدراك كنهه، وتلك الروح قد تكون مجردة، وقد تكون منطبقة في البدن.

الروم

أن تأتي الحركة الخفيفة بحيث لا يشعر به الأصم.

الروي

هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه، فيقال: قصيدة دالية، أو تائية.

الرؤية

المشاهدة بالبصر حيث كان، أي في الدنيا والآخرة.

الرياء

ترك الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه.

الرياضة

عبارة عن تهذيب الأخلاق النفسية، فإن تهذيبها تمحيصها عن خلطات الطبع ونزعاته.

باب الزاي

الزاجر

واعظ الله في قلب المؤمن، وهو النور المقذوف فيه، الداعي له إلى الحق.

الزحاف

هو التغيير في الأجزاء الثمانية من البيت، إذا كان في الصدر، أو في الابتداء، أو في الحشو.

الزرارية

هم أصحاب زرارة بن أعين، قالوا بحدوث صفات الله.

الزعفرانية

قالوا: كلام الله تعالى غيره، وكل ما هو غيره مخلوق، ومن قال: كلام الله غير مخلوق، فهو كافر.

الزعم

هو القول بلا دليل.

الزكاة

في اللغة: الزيادة، وفي الشرع: عبارة عن إيجاب طائفة من المال في مال مخصوص لمالكٍ مخصوص.

الزمان

هو مقدار حركة الفلك الأطلس عند الحكماء، وعند المتكلمين: عبارة عن متجدد يقدر به متجدد آخر موهوم، كما يقال: آتيك عند طلوع الشمس، فإن طلوع الشمس معلوم ومجيئه موهوم، فإذا قرن ذلك الموهوم بذلك المعلوم زال الإيهام.

الزمرد

النفس الكلية، لما تضاعفت الإمكانية من حيث العقل الذي هو سبب وجودها، ومن حيث نفسها أيضاً، سميت باسم جوهر، وصفٌ باللون الممتزج بين الخضرة والسواد.

الزنا

الوطء في قُبل خال عن ملك وشبهة.

الزنار

هو خيط غليظ بقدر الإصبع من الإبريسم يشد على الوسط، وهو غير الكستيج.

الزهد

في اللغة: ترك الميل إلى الشيء، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: هو بغض الدنيا والإعراض عنها.

وقيل: هو ترك راحة الدنيا طلباً لراحة الآخرة، وقيل: هو أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك.

الزوج

ما به عدد ينقسم بمتساويين.

الزيت

نور استعدادها الأصلي.

الزيتون

هو النفس المستعدة للاشتعال بنور القدس لقوة الفكر.

الزيف

ما يرده بيت المال من الدراهم.

باب السين

السادة

جمع السيد، وهو الذي يملك تدبير السواد الأعظم.

الساكن

ما يحتمل ثلاث حركات غير صورته، كميم عمرو.

السالك

هو الذي مشى على المقامات بحاله لا بعلمه وتصوره، فكان العلم الحاصل له عيناً يأتي من ورود الشبهة المضلة له.

السالم

عند الصرفيين: ما سلمت حروفه الأصلية، التي تقابل بالفاء والعين واللام، من حروف العلة، والهمزة، والتضعيف، وعند النحويين: ما ليس في آخره حرف علة، سواء كان في غيره أو لا، وسواء كان أصلياً أو زائداً، فيكون نصر سالماً عند الطائفتين، ورمى غير سالم عندهما، وباع غير سالم عند الصرفيين وسالماً عند النحويين، وسنلقى سالماً عند الصرفيين، وغير سالم عند النحويين.

السائمة

هي حيوانات مكتفية بالرعي في أكثر الحول.

السبب

في اللغة: اسم لما يتوصل به إلى المقصود، وفي الشريعة: عبارة عما يكون طريقاً للوصول إلى الحكم غير مؤثر فيه.

والسبب التام: هو الذي يوجد المسبب بوجوده فقط.

والسبب الثقيل: هو حرفان متحركان نحو: لك، ولم.

والسبب الخفيف: هو متحرك بعده ساكن، نحو: قم، ومن.

والسبب الغير التام: هو الذي يتوقف وجود المسبب عليه، لكن لا يوجد المسبب بوجوده فقط.

السبخة

الهباء، وإنه ظلمة خلق الله فيها الخلق، ثم رش عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأ ضل وغوى.

السبر والتقسيم

كلاهما واحد، وهو إيراد أوصاف الأصل، أي المقيس عليه، وإبطال بعضها ليتعين الباقي للعلية، كما يقال: علة الحدوث في البيت، إما التأليف أو الإمكان، والثاني باطل بالتخلف، لأن صفات الواجب ممكنة بالذات وليست حادثة، فتعين الأول.

وهو حصر الأوصاف في الأصل وإلغاء بعض لتعين الباقي للملة، كما يقال: على حرمة الخمر إما الإسكار أو كونه ماء العنب، والمجموع، وغير الماء وغير الإسكار لا يكون علة بالطريق الذي يفيد إبطال علة الوصف فتيقن الإسكار للعلة.

السبئية

هم أصحاب عبد الله بن سبأ، قال لعلي رضي الله عنه: أنت الإله حقاً، فنفاه علي إلى المدائن، وقال ابن سبأ: لم يمت علي ولم يقتل، وإنما قتل ابن ملجم شيطاناً تصور بصورة علي رضي الله عنه، وعلي في السحاب، والرعد صوته، والبرق سوطه، وأنه ينزل بعد هذا إلى الأرض ويملؤها عدلاً، وهؤلاء يقولون عند سماع الرعد: عليك السلام يا أمير المؤمنين.

الستوق

ما غلب عليه غشه من الدراهم.

السجع

و تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر.

والسجع المتوازي: هو أن يراعى في الكلمتين الوزن، وحرف السجع، كالمحيا والمجرى، والقلم والنسم.

والسجع المطرَّف: هو أن تتفق الكلمتان في حرف السجع لا في الوزن، كالرميم والأمم.

السداسي

ما كان ماضيه على ستة أحرف أصول.

السمر

لطيفة مودعة في القلب كالروح في البدن، وهو محل المشاهدة كما أن الروح محل المحبة، والقلب محل المعرفة.

سر السر

ما تفرد به الحق عن العبيد، كالعلم بتفصيل الحقائق في إجمال الأحدية وجمعها واشتمالها على ما هي عليه، "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو".

السرقة

هي في اللغة: أخذ الشيء من الغير على وجه الخفية. وفي الشريعة: في حق القطع: أخذ مكلف خفية قدر عشرة دراهم مضروبة محرزة بمكان أو حافظ، بلا شبهة، فإذا كانت قيمة المسروق أقل من عشرة مضروبة لا يكون سرقة في حد القطع، وجعل سرقة شرعاً، حتى يرد العبد به على بائعه.

وعند الشافعي: يقطع يمين السارق بربع دينار، حتى سأل الشاعر المعري الإمام محمداً، رحمه الله:

ما بالها قطعت في ربع دينار

يدٌ بخمس مئينٍ عسجـد وديت

فقال محمد في الجواب: لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت.

السرمدي

ما لا أول له ولا آخر.

السطح الحقيقي

هو الذي يقبل الانقسام طولاً وعرضاً، لا عمقاً، ونهايته الخط.

السطح المستوي

هو الذي تكون جميع أجزائه على السواء لا يكون بعضها أرفع وبعضها أخفض.

السفاتج

جمع سفتجة، تعريب: سفته، بمعنى المحكم، وهي إقراض لسقوط خطر الطريق.

السفر

في اللغة: قطع المسافة، وشرعاً: فهو الخروج على قصد سيرة ثلاثة أيام ولياليها، فما فوقها بسير الإبل ومشي الأقدام، والسفر عند أهل الحقيقة: عبارة عن سير القلب عند أخذه في التوجه إلى الحق، بالذكر، والأسفار أربعة.

السفر الأول: هو رفع حجب الكثرة عن وجه الوحدة، وهو السير إلى الله من منازل النفس بإزالة التعشق من المظاهر والأغيار، إلى أن يصل العبد إلى الأفق المبين، وهو نهاية مقام القلب.

والسفر الثاني: هو زوال التقييد بالضدين: الظاهر والباطن، بالحصول في أحدية عين الجمع، وهو الترقي إلى عين الجمع والحضرة الأحدية، وهو مقام قاب قوسين وما بقيت الاثنينية، فإذا ارتفعت فهو مقام: أو أدنى، وهو نهاية الولاية.

والسفر الثالث: وهو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة العلمية الباطنية وهو السير في الله بالاتصاف بصفاته والتحقق بأسمائه، وهو السير في الحق بالحق إلى الأفق الأعلى، وهو نهاية حضرة الواحدية.

والسفر الرابع: عند الرجوع عن الحق إلى الخلق، في مقام الاستقامة، وهو أحدية الجمع والفرق بشهود اندراج الحق في الخلق، واضمحلال الخلق في الحق، حتى يرى عين الوحدة في صورة الكثرة، وصورة الكثرة في عين الوحدة، وهو السير بالله عن الله للتكميل، وهو مقام البقاء بعد الفناء والفرق بعد الجمع.

السفسطة

قياس موكب من الوهميات، والغرض منه: تغليط الخصم وإسكاته، كقولنا: الجوهر موجود في الذهن، وكل موجود في الذهن قائم بالذهن عرض، لينتج أن الجوهر عرض.

السفه

عبارة عن خفة تعرض للإنسان من الفرح والغضب فتحمله عل العمل، بخلاف طور العقل، وموجب الشرع.

السقيم

في الحديث: خلاف الصحيح منه، وعمل الراوي بخلاف ما رواه على سقمه.

السكر

هو الذي من ماء التمر، أي الرطب، إذا غلي واشتد وقذف بالزبد، فهو كالباذق في أحكامه. وغفلة تعرض بغلبة السرور على العقل، بمباشرة ما يوجبها من الأكل والشرب،وعند أهل الحق: السكر هو غيبة بواردٍ قوي، وهو يعطي الطرب والالتذاذ، وهو أقوى من الغيبة وأتم منها، والسكر من الخمر، عند أبي حنيفة: ألا يعلم الأرض من السماء، وعند أبي يوسف: ومحمد، والشافعي: هو أن يختلط كلامه، وعند بعضهم: أن يختلط في مشيته تحرك.

السكوت

هو ترك التكلم مع القدرة عليه.

السكون

هو عدم الحركة عما من شأنه أن يتحرك، فعدم الحركة عما ليس من شأنه الحركة لا يكون سكوناً، فالموصوف بهذا لا يكون متحركاً ولا ساكناً.

السكينة

ما يجده القلب من الطمأنينة عند تنزل الغيب، وهي نور في القلب يسكن إلى شاهده ويطمئن، وهو مبادي عين اليقين.

السلام

تجرد النفس عن المحنة في الدارين.

السلامة

في علم العروض: بقاء الجزء على الحالة الأصلية.

السلب

انتزاع النسبة.

السلخ

هو أم تعمد إلى بيت فتضع مكان كل لفظ لفظاً آخر في معناه، مثل أن تقول في قول الشاعر:

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

واجلس فإنك أنت الآكل اللابس

دع المكارم لا ترحل لبغيتـهـا

ذر المآثر لا تظعن لمطلبـهـا

السلم

هو في اللغة: التقديم والتسليم، وفي الشرع: اسم لعقد يوجب الملك للبائع في الثمن عاجلاً، وللمشتري في الثمن آجلاً، فالمبيع يسمى مسلماً به، والثمن، يسمى: رأس المال، والبائع يسمى: مسلماً إليه. والمشتري يسمى: رب السلم.

السليمانية

هم أصحاب سليمان بن جرير، قالوا: الإمامة شورى بين الخلق، وإنما تنعقد برجلين من خيار المسلمين، وأبو بكر وعمر، رضي الله عنهما، إمامان، وإن أخطأت الأمة في البيعة لهما، مع وجود علي، رضي الله عنه، لكنه خطأ لم ينته إلى درجة الفسق، فجوزوا إمامة المفضول مع وجود الفاضل، وكفَّروا عثمان، رضي الله عنه، وطلحة، والزبير، وعائشة، رضي الله عنهم أجمعين.

السماحة

هي بذل ما لا يجب تفضلاً.

السماعي

في اللغة: ما نسب إلى السماع، وفي الاصطلاح: هو ما لم تذكر فيه قاعدة كلية مشتملة على جزئياته.

السمت

خط مستقيم واحد وقع عليه الحيزان، مثل هذا.

السمسمة

معرفة تدق عن العبارة والبيان.

السمع

هو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعر الصماخ تدرك بها الأصوات بطريق وصول الهواء المتكيف بكيفية الصوت إلى الصماخ.

السند

ما يكون المنع مبنياً عليه، أي ما يكون مصححاً لورود المنع، إما في نفس الأمر أو في زعم السائل، وللسند صيغٌ ثلاث: إحداها: أن يقال: لا نسلم لهذا، لو لا يجوز أن يكون كذا? والثانية: لا نسلم لزوم ذلك، وإنما يلزم أن لو كان كذا، والثالثة: لا نسلم هذا، كيف يكون هذا، والحال أنه كذا.

السنة الشمسية

خمسة وستون وثلثمائة يوم.

السنة القمرية

أربع وخمسون وثلثمائة يوم، وثلث يوم، فتكون السنة الشمسية زائدة على القمرية بأحد عشر يوماً، وجزء من أحد وعشرين جزءاً من اليوم.

السُّنّة

في اللغة: الطريقة، مرضية كانت أو غير مرضية، والعادة، وفي الشريعة: هي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض وجوب، فالسُّنة: ما واظب النبي، صلى الله عليه وسلم، عليها، مع الترك أحياناً، فإن كانت المواظبة المذكورة على سبيل العبادة فسنن الهدى، وإن كانت على سبيل العادة فسنن الزوائد، فسنة الهدى ما يكون إقامتها تكميلاً للدين، وهي التي تتعلق بتركها كراهةً أو إساءة، وسنة الزوائد، هي التي أخذها هدى أي إقامتها حسنة ولا يتعلق بتركها كراهة ولا إساءة كسير النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه وقعوده ولباسه وأكله.

وهي مشترك بين ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، وبين ما واظب النبي صلى الله عليه وسلم بلا وجوب، وهي نوعان: سنة هدى، ويقال لها: السنة المؤكدة، كالأذان والإقامة، والسنن، والرواتب، والمضمضة، والاستنشاق، على رأي، وحكمه كالواجب، المطالبة في الدنيا، إلا أن تاركه يعاقب وتاركها لا يعاقب.

وسنن الزوائد، كأذان المنفرد، والسواك، والأفعال المعهودة في الصلاة وفي خارجها، وتاركها غير معاقب.

السواء

طون الحق في الخلق، فإن التعينات الخلقية ستائر الخلق تعالى، والحق ظاهر في نفسها بحسبها، وبطون الخلق في الحق، فإن الخلقية معقولة باقية على عدميتها في وجود الحق المشهود الظاهر بحسبها.

سواد الوجه في الدارين

هو الفناء بالله بالكلية بحيث لا وجود لصاحبه أصلاً ظاهراً وباطناً، دنيا وآخرة، وهو الفقر الحقيقي، والرجوع إلى العدم الأصلي، ولهذا قالوا: إذا تم الفقر فهو الله.

السؤال

طلب الأدنى من الأعلى.

السُّور

في القضية: هو اللفظ الدال على كمية أفراد الموضوع.

السَّوم

طلب المبيع بالثمن الذي تقرر به البيع.

السِّوى

هو الغير، وهو الأعيان من حيث تعيناتها.

السير

جمع سيرة، وهي الطريقة، سواء كانت خيراً أو شراً، يقال: فلان محمود السيرة، وفلان مذموم السيرة.