شهداء

الحرب على غزة – غزة

شهداء

اسم الراوي : رياض محمد السنوار

العمر : 39 عام

مكان السكن : مدينة الزهراء

بداية الحرب الجوية

في يوم السبت الموافق 27/12/2008م أول يوم في الحرب الجوية على غزة في تمام الساعة الحادية والنصف ظهراً كنت أستعد لصلاة الظهر ، وابني أحمد البالغ من العمر ثلاث سنوات يلعب مع أخته مريم في حديقة البيت ،في ذلك الوقت بدأ القصف الجوي الصهيوني فاهتز البيت كأنه زلزال أصاب المنطقة فقد تكسر زجاج البيت ودخلت سحابة سوداء داخل البيت فلم نستطع رؤية بعضنا ،فجأةً سمعت صوت ابنتي مريم تصرخ وتقول أين أنت يا أحمد عندها خرجت من البيت ونزلت الدرج مسرعاً فإذا بأحمد ملقى على الأرض والحجارة فوقه رفعته فإذا برأسه مفتوح مسافة 10سم كانت دماغه خارجةً من رأسه حملته بين يدي وأسرعت به إلى أقرب عيادة طبية ، وأنا في الطريق تم قصف مقر الدفاع المدني وتدمر كلياً عندها راودني التفكير بابني محمد البالغ من العمر 14 عام كان ذلك الوقت وقت عودته من المدرسة ،فقلقت وأخذت بالمشي كي أسعف أحمد في نفس الوقت أنظر على الأرض خوفاً أن أجد محمد ملقى على الأرض والحجارة فوقه ،وعندما وصلت إلى العيادة كشف الطبيب عن أحمد وقال لي " الله يعوض عليك "

شعرت بالألم والحزن لفقداني ابني طفل صغير لا له ولا عليه ما ذنبه هل لأنه كان يلعب ،ثم وكلت أمري لله وحده وفكرت بأهل البيت أبي وأمي وأخوتي قلت أكيد تحولوا إلى جثث لأن مقر الدفاع المدني قريب من البيت فقررت العودة إلى البيت وعندما رأيته راودتني أفكار مظلمة قلت مستحيل أن يكون أحد من عائلتي قد نجا من القصف لأن البيت كان مدمر ،لكنني التقيت بوالدتي وأخبرتني أن ابني محمد قد أصيب في يده ورأسه ، كما أصيب والدي البالغ من العمر 65عاماً لكن الحمد لله إصابات خفيفة عندها أخبرتها أن أحمد استشهد .

ذهبت إلى المستشفى رأيت ابني محمد وعلامات وجهه متغيرة وفي رأسه 14 قطبة ويده اليسري فيها كسر ، الحمد لله ، الله سلمه لي .

معرفة الأم استشهاد ابنها وإصابة الآخر .

كانت زوجتي في زيارة لبيت أختي وأنا كنت في مشكلة كيف سأخبرها بأن ابنها أحمد الذي تتعلق فيه بشدة وكان بمثابة روح البيت قد استشهد ، فذهبت إليه وقلت لها الحمد لله كان عندك ولدين بقي منهم واحد ،عندها حمدت ربها لكن إحساسها كان متأكد أن محمد أصيب بمكروه .

وأنا لغاية هذا اليوم وأنا لم أستوعب الحدث .