الترجمة العلمية

النشر الألكتروني

لم يعد نشر الكتب والمجلات والدوريات العلمية وغيرها

مقتصرا على وسائل الطباعة الورقية المتعارف عليها منذ

سنين طوال، بل اصبح اليوم نشرا الكترونيا عبر شبكات

114

المعلومات والحواسيب والاقراص المدمجة وغيرها، وهذا

النشر اخذًا في التوسع يومًا بعد اخر، اذ اصبحت المكتبات

الألكترونية امرًا مألوفا في الكثير من الجامعات ومراكز

البحوث والمؤسسات العلمية والثقافية في ارجاء العالم

المختلفة. وضمن هذا السياق، سعى المجمع العلمي العراقي

منذ عام 2002 الى انشاء مركز معلومات، حدد اهدافه بالاتي:

-1 تصميم وتنفيذ وانتاج وتسويق معاجم وموسوعات

الكترونية رقمية في التخصصات العلمية المختلفة.

-2 تطوير نظم حاسوبية تفاعلية لإستخدام المعاجم التي

سيصدرها المجمع العلمي ضمن البرامج التشغيلية

الحاسوبية الشائعة، اضافة الى اقامة دورات تدريبية

لتسهيل استخدام هذه المعاجم والموسوعات

بسهولة ويسر.

-3 تحويل جميع اصدرارت المجمع منذ تاسيه عام 1947 م

وحتى وقتنا الحاضر، الى اصدارات الكترونية ونشرها

عبر شبكة المعلومات العالمية (الانترنت)، اضافة الى

115

الاقراص المدمجة ووسائل النشر الإلكتروني المختلفة

على اوسع نطاق ممكن.

-4 رفد موقع المجمع العلمي في شبكة المعلومات العالمية

بجميع اصدارات المجمع بصورة عامة، وبالمعاجم

والموسوعات العلمية بصورة خاصة.

حدد المجمع العلمي وسائل تحقيق اهداف مركز المعلومات

بالوسائل الأتية:

-1 التعاقد مع كبار العلماء والأساتذة المختصين لوضع

المصطلحات العلمية في التخصصات المختلفة على وفق

صيغة عقد يحدد التزامات المجمع العلمي

والعلماء المتعاقدين.

-2 الافادة من اصدارات دوائر المجمع العلمي المختلفة

بصورة عامة واصدارات دائرة المصطلحات والتأليف

والترجمة والنشر بصورة خاصة.

116

-3 الافادة من المعاجم التي اصدرها المجمع العلمي منذ

تأسيسه وحتى الآن وتحويلها الى اصدارات الكترونية في

التخصصات المختلفة.

-4 الافادة من اعمال اللجان التخصصية المختلفة في جميع

دوائر المجمع المكلفة بوضع واقرار المصطلحات

والموسوعات العلمية.

-5 الأفادة من جميع اصدارات المجامع العلمية واللغوية ذات

الصلة بالتراث العربي والأسلامي، وانماء اللغة العربية

وتطويرها والحفاظ عليها.

ولغرض تنفيذ المشروع، فقد كلف المجمع العلمي مجموعة

متخصصة من اعضائه في مجال المعلوماتية والحواسيب،

للاشراف على المشروع، ومتابعة حسن سير اعماله، بعد ان

رصدت المبالغ المالية اللازمة لذلك.

باشر المركز اعماله مطلع عام 2003 في ضوء خطته

العلمية لتلك السنة، التي تضمنت الاتي:

-1 تصميم موقع المجمع العلمي وادخاله في شبكة

الانترنت.

117

-2 البدء بنشر اصدارات المجمع العلمي ضمن موقع

المجمع العلمي في شبكة الانترنت.

-3 البدء باصدار الموسوعات العلمية المحددة ضمن خطة

المجمع العلمي، بالآتي:

- موسوعة الحضارات العراقية

- موسوعة تاريخ العراق

- موسوعة جغرافية العراق

- الموسوعة الاسلامية

- موسوعة القرآن

- موسوعة النخيل

- موسوعة العلماء العرب والمسلمين

- موسوعة الشعراء العرب

- موسوعة التقانات العربية والاسلامية

- الموسوعة الكردية

- الموسوعة السريانية

- موسوعة بغداد

- موسوعة مدن العراق

- موسوعة الخط العربي

118

-4 اصدار معاجم رقمية الكترونية في التخصصات المختلفة

على شكل اقراص مدمجة.

-5 ابرام عقود مع اكثر من ( 50 ) استاذا جامعيا لوضع

( مصطلحات في تخصصات مختلفة بواقع ( 1000

( مصطلحا لكل استاذ، على ان يتم انجازها في مدة ( 3

شهور، وصرف مكآفات مجزية بعد اقرارها من دائرة

المصطلحات في المجمع العلمي. وقد نفذت معظم العقود،

وكان مؤملا اطلاق الدفعة الثانية من العقود لولا الغزو

الامريكي لبلادنا الذي الحق اضرارا فادحة بالمجمع العلمي

طالت كل شيء فيه، اذ نهبت وسلبت جميع موجوداته.

والأمل معقود الآن على استئناف المشروع ثانية، اذ يجري

حاليا اعادة اعمار المجمع. ويؤمل استكمال تشكيلة اعضائه

العاملين طبقا لقانون المجمع العلمي العراقي.

119

الخاتمة

تعد الترجمة نشاطا علميا بسهم اسهاما فاعلا في نقل

ثقافات الشعوب والامم المختلفة وعلومها ومعارفها في مختلف

العصور والازمان. وتكتسب الترجمة العلمية في عصرنا

اهمية خاصة نظرًا لتدفق المعلومات الهائل في شتى العلوم

والمعارف وتطوراتها الكبيرة والسريعة في آن واحد، وحاجة

امتنا للاستزادة من هذه العلوم والمعارف، ليس بهدف غلق

الفجوة العلمية والتقنية فحسب، بل للوقوف على قدم المساواة

مع الدول الاكثر علما وتقدما في الالفية الثالثة في هذا العصر،

ذلك ان من يمسك بزمام ناصية العلم انما يمسك بأهم اسباب

القوة والتقدم. لذا ينبغي والحالة هذه ايلاء الترجمة ما تستحقه

من اهتمام خاص لتحقيق النهضة العلمية التي تنشدها بلادنا

المنطلقة نحو ذرى المجد والتقدم.

120

المصادر

-1 بلعيد، صالح.

اللغة العربية والتعريب العلمي- اراء وحلول ، مجلة التعريب

العدد الثامن عشر، المركز العربي للتعريب والترجمة، دمشق،

.1999

2 جريو، داخل حسن.

مواصفات الكتب العلمية المترجمة.

وقائع ندوة دائرة المصطلحات والترجمة والنشر، منشورات

. المجمع العلمي، بغداد، 1998

3 خليفة عبدالكريم.

تجربة مجمع اللغة العربية الاردني في تعريب التعليم الجامعي

كتاب اللغة العربية والتعريب في العصر الحديث، منشورات

. مجمع اللغة العربية الاردني، عمان، 1987

121

الفصل الخامس

الترجمة الآلية

122

123

مقدمة

تعد الترجمة الآلية أحدث الوسائل العلمية و ربما أنجعها

لترجمة الكتب عامة و الكتب العلمية خاصة،لاسيما ان أعداد

الكتب التي تصدرها دور النشر كل عام في زيادة مطردة،

يصعب مواكبتها بإعتماد أساليب الترجمة التقليدية. وفي جميع

الاحوال فان ترجمة الكتب تتطلب إعتماد سياسة وطنية على

مستوى البلد الواحد، تحدد فيها أولويات النهضة العلمية بتأشير

التخصصات المطلوب الاهتمام بها في كل مرحلة من مراحل

تطور ذلك البلد ، ومن ثم اختيار الكتب العلمية المطلوب

ترجمتها سنويا في إطار خطط علمية مدروسة بعناية فائقة.

لذا ينبغي التفكير جديا بإنشاء دور نشر عربية متميزة لدعم

نشر النتاج العلمي العربي من جهة،و ترجمة النتاج العلمي

العالمي الى اللغة العربية من جهة اخرى بإعتماد أساليب

الترجمة الآلية.

تسلط هذه الدراسة الضوء على الجهود المبذولة عربيا و

عالميا في مجال الترجمة الآلية ومتطلباتها.

124

الترجمة الآلية .. نبذة تأريخية

ظهرت فكرة الترجمة الآلية اول مرة في منتصف عقد

الخمسينيات من القرن المنصرم في الولايات المتحدة الاميركية

اولا ثم في روسيا ثانيًا، وكانت اول تجربة في هذا الشان هي

وضع قاموس الكتروني اعده قسم اللغات بجامعة جورج تاون

في واشنطن .

وفي اواخر الخمسينيات واوائل الستينيات بدأت مجموعات

بحثية كثيرة عملها لتطوير نظم الترجمة الآلية في الولايات

المتحدة الأمريكية وفرنسا والمانيا وروسيا والمجر

وجيكوسلوفاكيا، وكان هدف تلك المجموعات تزويد محللي

المخابرات بمعلومات علمية وتقنية عن الدول المنافسة.

تركزت كل الجهود في الغرب تقريبا على الترجمة من

الروسية الى الانكليزية، اما في الشرق فقد تركز معظم العمل

على الترجمة من اللغة الانكليزية، واحيانا الفرنسية، وبالإضافة

الى هذه المجموعات، قامت مجموعتان في واشنطن

وكاليفورنيا بالترجمة الآلية من اللغة الصينية الى اللغة

الانكليزية. وقد تم فعلا تنفيذ ثلاثة انظمة للترجمة، اثنان منها

125

في قسم التكنولوجيا الأجنبية في مركز قيادة القوات الجوية

الأمريكية بقاعدة رايت باترسون في دايتون بولاية اوهايو،

والثالث في ادارة الطاقة الذرية في اوكردج بولاية تنسي.

وفي تلك المرحلة المبكرة من العمل لتطوير الترجمة الآلية

قامت الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية بالعديد من

المشرعات البحثية في هذا المجال . وقد استطاعت جامعة

جورج تاون تطوير نظام للترجمة الآلية استخدم فعلا في

مؤسسة الطاقة الذرية. ولغرض تنشيط بحوث الترجمة الآلية

قامت الاكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة الامريكية

بالاشتراك مع الهيئات الحكومية التي اشتركت في تمويل

ابحاث الترجمة الآلية مثل المؤسسة القومية للعلوم ، ووزارة

الدفاع وهيئة المخابرات المركزية ، بتأليف لجنة عام 1964

اطلق عليها ، اللجنة الاستشارية للتشغيل الآلي للغات، وكان

لهذه اللجنة اعمق الاثر في جهود الابحاث في مجال اللغة

بصفة عامة، وفي الترجمة بصفة خاصة.

ولابد من الاشارة ايضا الى منظومة متل للترجمة الآلية

التي طورها مركز بحوث اللسانيات في جامعة تكساس في

الولايات المتحدة الاميركية منذ عام 1960 ، اذ استخدمت هذه

126

المنظومة للترجمة من اللغة الالمانية الى اللغة الأنكليزية في

، مجال الاتصالات، وجرى اختبارها في السوق عام 1985

ويجري تطوير المنظومة حاليا للترجمة من اللغات الصينية

والاسبانية الى اللغة الانكليزية.

واستطاعت مجموعة الترجمة الآلية في جامعة مونتريال

الكندية تطوير منظومة ترجمة آلية جيدة الدقة تعمل باسلوب

الترجمة التحويلية عبر مرحلتين الاولى معجمية والثانية

تركيبية، ولعل المشروع الياباني للترجمة الالية يحتل موقعا

متميزا للإعتماد عليه جزءا اساسيا ضمن مشروع حاسوب

الجيل الخامس، فقد دعمت الحكومة اليابانية مشروعا بحثيا

عمليا للترجمة العلمية والتقنية بين اللغتين الانكليزية واليابانية.

اما في اوربا، فقد كانت الحاجة الى منظومة ترجمة آلية

يستخدمها اعضاء السوق الاوربية المشتركة، اذ تم تطوير

منظومة للترجمة بين اللغات المعتمدة في السوق الاوربية

المشتركة. قدم الأتحاد الأوربي دعمه لمشروع خطة خمسية

لمنظومة ترجمة آلية بين سبع لغات اوربية هي: الانكليزية

والفرنسية والالمانية والايطالية واليونانية والدنماركية

والهولندية. طور المركز الدولي للترجمة الآلية منظومة في

127

جامعة ملان تعتمد على اسلوب اللغة الوسيطة لفهم الاوجه

المختلفة للمعنى، وبما يقرب المنظومة من امكانية تمثيل

المعرفة الخبيرة التي يمتلكها المترجم الانسان. تعمل المنظومة

بإستخدام المعنى من النص المدخل وتمثيله بتركيب من جزأين

رئيسسين، هما تمثيل القواعد، ولغة تمثيل المعجم. كما ذهبت

بعض الشركات لإنتاج برمجيات تجارية للترجمة الآلية من

لغات معينة، صممت هذه الانظمة على اساليب قريبة للترجمة

كلمة – كلمة وقد لاقت رواجا تجاريا كبيرا.

وفي بلادنا العربية مازالت جهود الترجمة الآلية في

بداياتها الاولى، اذ انجزت بعض منظومات الترجمة الالية

اليسيرة، مثل برنامج المترجم العربي الصادر عام 1995

وبرنامج عربترانز الصادر عام 1996 للترجمة الفورية من

اللغة الانكليزية الى اللغة العربية، ونظام المترجم العربي الذي

انتجته شركة الفراهيدي لتقنية المعلومات في سلطنة عمان، اذ

يقوم البرنامج بترجمة نصوص كاملة من اللغة الانكليزية الى

اللغة العربية، ويشتمل البرنامج على معجم عام يضم اكثر من

مليوني كلمة وعبارة انكليزية، وهناك محاولات اخرى متفرقة

هنا او هناك.

128

وفي ضوء ما تقدم نخلص الى حقيقة مفادها ان الترجمة الآلية

قد قطعت اشواطًا متقدمة في الكثير من اقطار العالم، واذ ان

الترجمة بعامة وترجمة الكتب العلمية والتقنية بخاصة تمثل

اطلالة بلادنا الحضارية على نتاجات الامم الاخرى والتفاعل

معها اخذًا وعطاءً بما يسهم بتعزيز جهود التنمية العلمية

والتقنية في بلادنا، مما سيكون له اثره الفاعل في بناء مجتمعنا

الناهض المتطلع دوما الى غد افضل بتوظيف معطيات العلوم

والتقنية المتطورة.

ولأجل الاسراع بعملية الترجمة لغرض مواكبة اخر

مستجدات العلوم والتقنية الحديثة او لا باول لابد ان تبذل جهود

وطنية حثيثة باتخاذ الخطوات اللازمة لأرساء قواعد عمل

برنامج وطني للترجمة الآلية، ذلك ان مسيرة الألف ميل كما

يقال تبدأ بخطوة واحدة.

اللسانيات الحاسوبية:

لعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في تمثيل المعرفة

العلمية الآلية، وفي اقامة نماذج حاسوبية لفهم الأداء الشامل

لمنظومة اللغة. ومن هنا دخلت اللغة العربية في تعريب

129

الحاسوب والبرمجة، وذلك لمرونتها وخصائصها الصرفية

والنحوية. فكان ان وقع احلال شبه آلي للغة العربية محل نظم

اللغة الانكليزية فاستغلت النظم الانكليزية البسيطة في العربية،

وبسطت العربية بالتقليل من عدد أشكال حروفها.

ولما رأت المؤسسات العربية ما يقوم به الخبراء اللغويون،

لتقديم الخدمات لكل اللغات كان عليهم أن يدعوا الى وضع

البرمجيات في مختلف علوم اللغة، بالتركيز على البحوث

اللسانية وفي حقل اللسانيات الحاسوبية بالذات، وبالتركيز على

البرامج التطبيقية. وتستهدف اللسانيات الحاسوبية مشكلتين

أساسيتين هما:

-1 فوضى المصطلحات وقصورها، اذ يلاحظ وجود الكثير

من المصطلحات الاجنبية من دون ان يقابلها مصطلحات

عربية حتى الان، او وجود اكثر من مصطلح عربي واحد

للمصطلح الاجنبي في احيان اخرى.

2 قصور البحوث والمراجع العربية، اذ ما زالت المكتبة

العربية تفتقر الى الكتب والمراجع اللغوية الحديثة،

لاسيما تلك التي تطبق نتائج النظرية الحديثة للسانيات.

130

وقد تضافرت جهود اللغويين والحاسوبيين العرب للتغلب

على الكثير من المشكلات التي تواجهها اللسانيات

الحاسوبية، ومع تطور الحاسوب، فقد توسعت استخداماته

وتطبيقاته اللغوية كثيرا. ولعل الترجمة الالية اهم هذه

التطبيقات على الاطلاق.

تعد الترجمة الآلية احدى اهم تطبيقات معالجة اللغات

البشرية بالحاسوب بهدف بناء منظومات الترجمة الآلية من لغة

بشرية كاللغة الانكليزية مثلا الى لغة بشرية اخرى كاللغة

العربية وبالعكس من دون اية مداخلة بشرية.

ولكي ينجز الحاسوب هذه الترجمة بكفاية واتقان لابد ان

يفهم الحاسوب طبيعة اللغة البشرية، بكامل قواعدها النحوية

ومعاني كلماتها واسلوب تركيب جملها وعباراتها وكل ما له

صلة بصرفها وتفصيلاتها المختلفة.

ولغرض جعل الحواسيب تفهم لغات البشر لابد من توفر

معرفتين اساسيتين يكون الفهم بدونهما مستحيلا"، هما:

-1 معرفة الافكار المتبادلة.

131

-2 معرفة الطرق التي ادخلت بها تلك الافكار الى اللغة.

إن فهم الحواسيب للغات البشر المكتوبة يعتمد اعتمادًا كليًا

على وصف جوانب لغوية محددة بتلك اللغة، منها:

Syntax -1 التركيب

Morphology -2 الصرف

Semantics -3 الدلالة

Pragmatics -4 المقاميات

-5 مجال المعرفة.

ولإنجاز الترجمة الآلية لابد من انجاز التحويلات النحوية

الاتية

-1 اعادة ترتيب مكونات الجملة المترجمة في اللغة المترجم

اليها.

-2 استبدال قواعد توليد او تحويل في اللغة المترجم منها

بقواعد توليد او تحويل في اللغة المترجم إليها.

-3 الإضافة في اللغة المترجم إليها.

-4 الحذف في اللغة المترجم إليها.

132

تمر الترجمة الآلية بثلاث مراحل هي :

-1 إعراب الجملة المراد ترجمتها إعرابا نحويا.

-2 التحويل الذي يتولاه المحول.

-3 إعادة بناء الجملة في اللغة المترجم إليها.

هناك مناهج نحوية عديدة للغة الحاسوب تتخذ جميعها من

الجملة وحدة للتحليل ، بعضها مستمد من معالجة لغات البشر

مثل :

Case Grammar - نحو الحالات الإعرابية

Semantic Grammar - النحو الدلالي

Transformational - النحو التحويلي التوليدي

Generative Grammar

وبعضها الاخر مستمد من الذكاء الاصطناعي مثل:-

Augmented Transition - نحو الشبكة الانتقالية المعززة

Network

Generalized - نحو الشبكة الانتقالية المصممة

Transition Network

Generalized Phrase - نحو بنية العبارة المصمم

Structure Grammar

133

تتطلب عملية الترجمة الآلية تعاونا وثيقا بين المختصين في

علوم اللغات والمختصين في علوم الحاسوب، وتواجه عملية

الترجمة الآلية صعوبات جمة أبرزها الآتي:

-1 صعوبة صياغة قواعد اللغتين حاسوبيا بما ينسجم وقدرات

الحواسيب فيما يتعلق بحجم الذاكرة وسرعة الاسترجاع

ومطابقة الجمل والقواعد.

-2 الاستثناءات التي لا تخضع للقواعد اللغوية.

-3 صعوبة تمثيل المفردات المعجمية حاسوبيا، وما تحمله كل

مفردة من سمات وظيفية ودلالية تصف معناها ومرادفاتها

ضمن الجملة والنص، فضلا عن كيفية اختيار الاساليب

المثلى لتمثيلها حاسوبيا.

-4 تمييز الكلمات المركبة وكيفية صياغتها حاسوبيا ضمن

مفردات المعجم من جهة، ومعالجتها من جهة اخرى.

-5 الغموض الصرفي والقواعدي والدلالي وما يرافقه من

غموض لغوي احيانا.

134

6 بناء النص المتكامل من جمل مترجمة منفصلة لتحقيق

المعنى المطلوب، اذ يستلزم ذلك ربط الضمائر

وارجاعها الى عائديتها الاصلية في جمل النص.

ولايمكن تجاوز هذه الصعوبات الا بتدخل الانسان لاجراء

بعض عمليات التنقيح لتهيئة النص اللغوي المترجم المطلوب.

الخاتمة

يشهد عالمنا المعاصر تدفقا معرفيا لاحدود له في جميع

التخصصات العلمية والتقنية إذ يصدر عن الجامعات

والمؤسسات العلمية و دور النشر في أرجاء العالم المختلفة

الآف الكتب و الدوريات العلمية بلغات عديدة ،أبرزها اللغات

الانكليزية و الفرنسية والاسبانية ،كونها اللغات الاوسع انتشارا

في العالم.ولأجل تأمين تطور تقدم بلادنا و إدامة زخم نهضتها

لابد من نشر العلوم والمعارف على أوسع نطاق ممكن.

ولتحقيق هذا الغرض ،فإنه يستلزم ان يتم نشرها باللغة

العربية ،كونها اللغة القومية التي يفهمها عامة الناس ،شأنهم

بذلك شأن الشعوب الاخرى التي تحرص على نماء وإزدهار

لغاتها الوطنية ، ليس من باب التعصب والمغالاة ،وإنما من

135

باب التنوع والازدهار الثقافي لجميع شعوب العالم وإسهام كل

منها في الحضارة الانسانية.

وبحكم التطور الراهن لواقع بلادنا العلمي ،فإن الحاجة

تدعو الى الاهتمام الفائق بالترجمة العلمية من اللغات الاجنبية

الحية الى لغتنا العربية ، كي تصبح العلوم والمعارف الحديثة

متاحة لقطاعات واسعة من الناس بسهولة ويسر.

ولأن الترجمة الآلية تعد ثورة حقيقية في عالم

الترجمة ،ذلك انها توفر انجع السبل و أكثرها كفاية لترجمة

الكتب العلمية الاخذة بالتزايد عاما بعد آخر.لذا لابد ان تبذل

جهود حثيثة للبدء بانشاء دور نشر كبيرة تعتمد الترجمة الالية.

ونظرا لما يتطلبه هذا المشروع من قدرات علمية متميزة

في مجالات اللغة و تقانات الحاسوب ،فضلا عن الامكانات

المالية اللازمة لتحقيقه ،فانه يستلزم تظافر جهود اكثر من قطر

عربي واحد وذلك منعا لتشتت الجهود من جهة ولإعمام الفائدة

من جهة اخرى.

136

المصادر

1. فاضل، مؤيد عبدالرزاق.

تصميم معجم لاسناد الترجمة الآلية من الإنكليزية الى العربية،

اطروحة دكتوراه، قسم علم الحاسبات ونظم المعلومات،

. الجامعة التكنولوجية، 1997

2. علي، نبيل.

. اللغة العربية والحاسوب، تعريب، القاهرة، 1988

3. الترجمة الآلية.

4. مجلة المجمع العلمي، الجزء الاول، المجلد الرابع

. والاربعون، بغداد، 1997

137

المؤلف في سطور

حصل على شهادة بكالوريوس شرف من جامعة لندن في

الهندسة الكهربائية والالكترونية وشهادة الماجستيرفي هندسة

السيطرة والنظم وشهادة الدكتوراه في الهندسة الالكترونية

من جامعة برونيل في بريطانيا .

شغل عدة وظائف أبرزها رئاسة جامعة البصرة

ورئاسةالجامعة التكنولوجية ورئاسةهيئة التعليم التقني

لسنوات طويلة.

أختير عضوًا عام لا في المجمع العلمي العراقي عام

.1996

. اختير نائبا لرئيس المجمع العلمي في ايلول عام 2003

. اختير امينا عاما للمجمع العلمي في نيسان عام 2004

. اصبح رئيسا للمجمع العلمي في آب عام 2004

نشر أكثر من 130 بحثًا علميًا في مجلات علمية محكمة

داخل العراق وخارجه،أضافة الى نشر أكثر من 250 مقالا

ودراسة في وسائل الاعلام المختلفة.

نشر 33 كتابًا علميًا وثقافيًا مؤلفًا ومترجمًا .

ساهم بتحرير العديد من المجلات العلمية والثقافية .

. حائز على جائزة الدولة التشجيعية عام 1989

138

شمل بقانون رعاية العلماء

. في العراق رقم 1 لسنة 1993

اختير من مؤسسة الفكر العربي في العام 2005 أحد

المفكرين الرواد العرب تقديرا لدوره ومساهماته الحضارية.

ومن الله التوفيق