الشيعة الدروز... حقائق غائبة

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا وحبيبنا وقدوتنا، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد:

إخواني المسلمين! أحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله عز وجل كما جمعنا في هذه الدنيا على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة في جنته، بجوار الحبيب الخليل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.

أحبتي في الله! حديثُنا سيكون بإذن الله تعالى تحت العناصر التالية:

- التعريف بالشيعة الدروز.

- أشهر شخصيات ودعاة الشيعة الدروز.

- أقسام المجتمع الدرزي.

- كتب الشيعة الدروز.

- طقوس وعبادة الشيعة الدروز.

- عقائد الشيعة الدروز.

- العلاقة الوثيقة بين الشيعة الدروز ويهود إسرائيل.

- فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في الشيعة الدروز.

- أماكن انتشار الشيعة الدروز.

ومن أراد التوسع فعليه بكتاب:

1) عقيدة الدروز عرض ونقد، لـمحمد أحمد الخطيب .

2) كتاب أضواء على العقيدة الدرزية، لـأحمد الفوزان .

3) كتاب أصل الموحدين الدروز، لـأمين طلع .

4) كتاب الدروز والثورة السورية، لـكريم ناشد .

5) كتاب طائفة الدروز، لـمحمد كامل حسين .

6) كتاب الحركات في لبنان إلى عهد المتصرفية، لـيوسف أبو شقرا .

7) كتاب الدروز مؤامرات وتاريخ وحقائق، لـفؤاد الأطرش .

فنقول وبالله التوفيق والسداد:

الشيعة الدروز:

هي فرقة باطنية تؤله الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، وتنتسب إلى نشتكين الدرزي، نشأت في مصر لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام، عقيدتُها خليط من عدة أديان وأفكار، كما أنها تؤمن بسرية أفكارها، فلا تنشرها على الناس، ولا تعلِمَها حتى لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين.

أشهر شخصيات ودعاة الشيعة الدروز:

الشخصية الأولى: وهي محور العقيدة الدرزية … هو الخليفة الفاطمي: أبو المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي والملقب بـالحاكم بأمر الله، الذي ولد عام 375ه‍، وقتل عام 411ه‍، والذي تعتقد فيه الشيعة الدروز أن الإله قد تجسد فيه عياذاً بالله تعالى، وكان هذا الإله المزعوم عند الشيعة الدروز، شاذاً في فكره وسلوكه وتصرفاته، شديدَ القسوة والتناقض والحقد على الناس، أكثر من القتل والتعذيب دون أسباب تدعو إلى ذلك.

فقد كان شخصيةً شاذة، وغريبة الأطوار، حيث نُسب إليه من الأفعال والتصرفات ما يدل على أنه كان مريضاً مرضاً نفسياً، غَلَبَ على حياتِه وسيطر عليه، ومما نسب إليه أنه في عام 395ه‍، كتب على المساجد والجوامع بسبِ أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، ثم عاد فمحاه عام 397ه‍، كما أمر بقتل الكلاب ومنع بيع العنب والرطب والملوخيا والجرجير والسمك، وقام بضرب أعناق الرجال الذين خالفوا هذه الأوامر.

ويذكر بعض المؤرخين ومنهم السيوطي : أن الحاكم بأمر الله هذا أمر الرعية إذا ذكره الخطيب على منبر الجمعة، أن يقوموا على أقدامهم صفوفاً إعظاماً لذكره، واحتراماً لاسمه، فكان يُفعل ذلك في سائر ممالكه حتى في الحرمين الشريفين، وكان أهل مصر على الخصوص إذا قاموا خروا سجداً حتى أنه يسجد بسجودهم من في الأسواق وغيرهم، وكان جباراً عنيداً، وشيطاناً مريداً كثير التلون في أقواله وأفعاله.

ومن أفعاله أيضاً! أنه كان يدور في الأسواق على حمارٍ له، فمن وجده قد غش في معيشته، أرسل إليه عبداً أسود يقال له: مسعود، فيفعل به الفاحشة عقاباً له، عياذاً بالله تعالى، كما منع الحاكم هذا صلاة التراويح عشر سنين ثم أباحها بعد ذلك.

والعجيب أن الشيعة الدروز لم ينكروا ما نُسب إلى الحاكم من تصرفاتٍ شاذة غريبة، بل إنهم أكدوا صحتها، ولكنهم أولوها تأويلاً خاصاً واتخذوا منها دلالات على صدق ألوهية الحاكم، وأن كل ما أتى به من أعمال شاذة ما هي إلا رموز وإشارات لها معان خفية لا يفقهُها العامة.

وقد انتهت حياة الحاكم بنهاية غامضة، حيث اختفى عن الرعيةِ فجأة، وقيل: إن أخته ست الملك، قد دبرت اغتيالَه أثناء جولتِه التي كان يقوم بها على سفح جبل المُقَطَّم في مصر.

الشخصية الثانية من دعاة الشيعة الدروز: وهو يُعد المؤسس الفعلي لهذه العقيدة، إنه حمزة بن علي الزوزني، الذي أعلن في عام 408ه‍، أن روح الإله قد حلت في الحاكم عياذاً بالله تعالى، ثم بدأ يدعو الناس إلى ذلك ويؤلف الكتب في العقائد الدرزية.

الشخصية الثالثة: هو محمد بن إسماعيل الدرزي المعروف بـنشتكين، كان مع حمزة بن علي في تأسيس عقائد الدروز، إلا أنه تسرع في إعلان ألوهية الحاكم بأمر الله، عام 407 ه‍مما أغضب حمزة عليه وأثار الناس ضِدَهُ، حيث فر إلى الشام وهناك دعا إلى مذهبه.

الشخصية الرابعة: هو الحسين بن حيدرة الفرغاني، والمعروف بـالأخرم أو الأجدع، وهو الذي كان يقوم بالتبشير بدعوة حمزة بن علي بين الناس.

الشخصية الخامسة: بهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي المعروف بـالضيف، الذي كان له أكبر الأثر في انتشار العقيدة الشيعية الدرزية، وقد ألف كثيراً من نشراتهم مثل:رسالة التنبيه والتأنيب والتوبيخ، ورسالة التعنيف والتهجين وغيرها، وهو الذي أغلق باب الاجتهاد في المذهب الدرزي، حرصاً على بقاء الأصول التي وضعها هو وحمزة بن علي.

ومن الزعماء المعاصرين لفرقة الشيعة الدروز المدعو كمال جنبلاط، وهو زعيم سياسي لبناني، أسس الحزب التقدمي الاشتراكي، قتل في عام 1977م.

وجاء بعده ابنُه وليد جنبلاط، وهو زعيمهم الحالي وخليفةُ أبيِه، في زعامة الدروز وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، ومن الشخصيات المعاصرة أيضاً أحبتي في الله، الدكتور نجيب العسراوي رئيس الرابطة الدرزية في البرازيل، وعدنان بشير رشيد، رئيس الرابطة الدرزية في استراليا، وسامي مكارم، الذي ساهم مع كمال جنبلاط في تأليف عدة كتب، في الدفاع عن العقيدة الدروز.

أقسام المجتمع الدرزي:

ينقسم المجتمع الدرزي إلى قسمين:

القسم الأول: الروحانيين: وهم رجال الدين، العارفون بأصول المذهب الدرزي، وينقسمون إلى:

- الرؤساء.

- والعقال.

- والأجاويد.

فالرؤساء هم الذين بيدهم جميع الأسرار الدينية، والعقال بيدهم الأسرار التي تتعلق بالتنظيم الداخلي للمعتقد الدرزي، والأجاويد بيدِهم الأسرار الخارجية التي تختص بعلاقة المعتقد الدرزي بغيره من الأديان، ورجال الدين هؤلاء يتمسكون بالقواعد السلوكية في المعتقد الدرزي، فلا يدخنون ولا يشربون الخمر كما أنهم يزهدون في مأكلهم وملبسهم، ولهم زيٌ خاص يميزهم عن عامة الدروز، يتمثل في العمامة ولبس القباء الأزرق الغامق، بالإضافة إلى إطلاق لِحاهم، ولهم أماكن خاصة للعبادة تعرف بالخلوات، يجتمعون فيها لسماع ما يتلى من الكتاب المقدس لديهم، إضافة إلى ممارسةِ طقوس عبادتِهم.

القسم الثاني من الشيعة الدروز هم: الجثمانيين: الذين يعتنون بالأمور الدنيوية وهم قسمان:

- أمراء.

- وجهال.

فالأمراء هم أصحاب الزعامة الوطنية، أما الجهال فهم سائر أفراد جماعة الدروز، ويسمون أحياناً الشراحين، لأنهم لا يسوغ لهم الاطلاع على رسائل الدروز، بل يطلعون فقط على شروح هذه الرسائل التي يقدمُها لهم العقال، كما لا يُسمح لهم بمطالعة القرآن ولا يحق لهم حضور المجالس أو طقوس العبادات الدرزية إلا بعد امتحانات طويلة تحتاج إلى صبر ومجالدة وإيمان، ويُرخص لطبقة الجهال في الاستمتاع بكل الممنوعات والمحرمات من تدخينٍ وشرب خمرٍ وترفٍ في المعيشة، وليس لهم زي يعرفون به، والدروز كذلك، لا يعترفون بالسلطات القائمة، إنما يحكمهم شيخ العقل ومن ينوب عنه من رجال الدين وفق نظام الإقطاع الدرزي الديني.

والنساء في المجتمع الدرزي، ينقسمن أيضاً إلى عاقلات وجاهلات، مثل الرجال تماماً، والنساء العاقلات يلبسن النقاب وثوباً يسمى عندهم بالصاية.

وإذا كانت هناك زوجة من طبقة العاقلات وزوجها من طبقة الجهال، فإنه لا يجوز لها أن تخاطِبَه بشيء من أمور الديانة الدرزية، ولا تُطلعه على شيء منها، وواجبٌ عليها أيضاً أن تخفي كتب المعتقد الدرزي عن زوجها حتى لا يراها.

وللدروز شيخ يلقب بشيخ العقل ويتولي منصبُه بالانتخاب أو بالإتفاق بين الزعماء وكبار رجال الطائفة الدرزية، ولشيخ العقل هذا أعوان في كل قرية ومدينة، ينقسم الشيعة الدروز في لبنان إلى أمراء ومشايخ، فالأمراء هم من عائلة آل أرسلان، والمشايخ هم عائلة الجانبلاطية واليزبكية.

كتب الشيعة الدروز:

للشيعة الدروز مصحف يسمى (المنفرد بذاته)، وفي هذا المصحف استهزاء بفرائض الإسلام، حيث جاء في هذا المصحف في عُرف صلوات الشرائع ما نصه: (يأيها الموحدون، خذوا حِذركم، ودَ الذين ظلوا على أصنامهم عاكفين لو يرجعونكم إلى دينهم وعقائِدِهم الباطلة، فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وحق، إن صلواتَهم ذاتِ الركوع الجسدي والسجود الظاهري، واتخاذَهم كلام الكتاب رياء ووسيلة، يخُادعون بها الله الحاكم البر والموحدين، وما يخدعون إلا أنفُسَهُم وهم يعلمون) انتهى من مصحف الدروز.

ويستهزءون في مكان آخر من هذا المصحف بالمسجد الحرام فيقولون كما في عُرف حقيقة الصلاة والإيمان ما نصه: (قل ليس الإيمان أن تولوا وجوهَكم شطرَ المسجدِ الحرام، مثلَ بيتِ الأوثان، أو شطر المشرق والمغرب، أو التصعيدِ في جبلِ الذنوب والأصنام، أو اتباعِ سنة الجاهلية الأولى، ولكن الإيمان والتوحيد، هو فيمن آمن بمولانا الحاكم رباً إلهاً لا معبود سواه) انتهى من مصحف الدروز.

ويصف مصحف الشيعة الدروز يوم القيامة بعودة الحاكم بأمر الله الفاطمي حيث جاء في عُرف الأمر والتقديم ما نصه: (أنتم وما تعبدون مكبكبون على وجوهكم، يوم ينادي مولاكم الحاكم من مكان بعيد، هذا يومكم الذي فيه توعدون، تتلوها أيام العذاب إنكم لخالدون ولات محيص… إلى قوله… (وإلا فقولوا لي أيها الضالون المعاندون، فهل جاء لكم ربٌ غيرُه (يعني الحاكم بأمر الله) مع جنوده، أروني إن كنتم صادقين) انتهى من مصحف الدروز.

وكذلك فإن مصحف الدروز إخواني في الله، يتوعد الذين لا يعرفون الحاكم بأمر الله، ولا يُطيعُونَه الطاعة المطلقة، بالعذاب الشديد حيث يقول مصحفهم المزعوم ما نصه: (لأن ينتعل أحدكم بنعلين من نار، يغلي بهما دماغه من حرارة نعليه، إنه لأهون وأدنى عذاباً من رافضِ دعوةِ مولاهُ الحاكم ، بعد إذ تبين الرشدُ من الغي، إلى أن يقول: ولو أن من في الأرض استغفر لهم، لن يغفر الله مولاهم الحاكم الصمد، والواحد الأحد، خطيئاتِهم، ولو افتدى أحدهم بما في الأرض جميعاً فلا ينجيه) انتهى من مصحف الدروز والمسمى عندهم بالمنفرد بذاته.

كما للشيعة الدروز إخواني في الله رسائل مقدسة تسمى رسائل الحكمة وعددُها 111 رسالة وهي من تأليف حمزة بن علي وبهاء الدين والتميمي .

ولهم كتاب أيضاً يسمى، ميثاق ولي الزمان: كتبه حمزة بن علي، وهو الذي يُؤخذ على الدرزي حين يُعرف بعقيدته السرية.

ولهم كتاب يسمى النقض الخفي: وهو الذي نقض فيه إمامُهم حمزة بن علي الشرائع كُلَها وخاصةً أركان الإسلام الخمسة.

كذلك من كتب الدروز الدينية أيضاً: كتاب النقط والدوائر، الذي يتحدث عن الكثير من العقائد الدرزية، وقد طبع هذا الكتاب في البرازيل عام 1920م، بإشراف منير اللبابيدي .

طقوس وعبادة الشيعة الدروز:

تتم هذه الطقوس والعبادات في كل قرية من قراهم، وذلك في خلوة كبيرة تتسع لأكبر عدد من سكان القرية، ويُطلق على هذا البناء اسم (مجلس حمزة) وهو يتألف من غرفة كبيرة، تتوسطُها طاولة ثابتة بارتفاع سبعين سنتم تقريباً، يعلوها ستار من القماش السميك بارتفاع متر ونصف تقريباً، كأنها تَقْسِمُ الغرفة إلى قسمين، حيث يجلس الرجال في قسم والنساء في القسم الآخر، ولكل قسم باب ونافذة في مكان واحد، والسبب في هذا هو فصل النساء عن الرجال.

أما مكان الشيوخ في هذا المجلس فهو كالتالي:

يجلس الإمام وهو شيخ عقل القرية في صدر المجلس قريباً، ويجعل ظهره للطاولة ثم يجلس الشيوخ عن يمينه وشِماله بصفوف غير منتظمة.

ثم يبدأ الوعظ: وهو عبارة عن قصص وحكايات صوفية، بعدها يقف شيخ العقل، فيقفون جميعاً رجالاً ونساء، قائلين بصوت واحد: يا سميع يا سميع، احتراماً للأمير السيد عبد الله التنوخي ثم يجلسون، وفي هذه اللحظة ينصرف الدروز الذين هم من طبقة الجهال، ولا يبقى منهم إلا من هو من طبقة العقال من الرجال والنساء.

بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية فيقرأ الشيخ أو يكلف أحد الشيوخ بتلاوة شرح إحدى الرسائل الدرزية، وبعد الانتهاء من القراءة يقفون جميعاً قائلين: يا سميع يا سميع.

ثم يتوجه شيخ العقل لبقية الشيوخ قائلاً: تفضلوا، وهنا تبدأ القراءة الجماعية، فيبدءون بالميثاق، ثم بالرسائل الدرزية، ويسجدون عند كلمة (هو الحاكم المولى بناسوته يرى)، ويرفعون أيديهم مبتهلين، ثم ينصرفون مرددين بعض الأدعية.

عقائد الشيعة الدروز:

حيث يعتقد الدروز بألوهية الحاكم بأمر الله الفاطمي، ولما مات قالوا بغيبته وأنه سيعود في آخر الزمان، كما أنهم ينكرون جميع الأنبياء والرسل ويلقبونهم بالأبالسة.

كذلك يعتقدون بأن المسيح هو إمامهم حمزة بن علي الزوزني، ويكرهون جميع أهل الديانات الأخرى، والمسلمين منهم خاصة، ويستبيحون دماءهم وأموالهم عند المقدرة.

كما يعتقد الشيعة الدروز بأن ديانتهم نسخت كلَ ما قبلَها من الديانات، وينكرون جميع الأحكام والعبادات الإسلامية.

ويقولون بتناسخ الأرواح، وينكرون الجنة والنار والثواب والعقاب.

كما ينكر الشيعة الدروز القرآن الكريم، ويقولون: إنه من وضع سلمان الفارسي رضي الله عنه، ولهم مصحف خاص بهم ذكرناه آنفاً يسمى مصحف المنفرد بذاته.

ويفتخرون بالانتساب إلى الفرعونية القديمة، وإلى حكماء الهند القدماء، ويبدأ التاريخ عندهم من سنة 408ه‍، وهي السنة التي أعلن فيها إمامهم حمزة بن علي الزوزني، أُلوهية الحاكم بأمر الله الفاطمي.

كما يعتقد الشيعة الدروز أن يوم القيامة، هو رجوع إلههُم الحاكم بأمر الله الفاطمي، والذي سيقودهم إلى هدم الكعبة، وسحق المسلمين والنصارى في جميع أرجاء الأرض، ثم يحكمون العالم إلى الأبد ويفرِضُون الجزية والذُل على المسلمين عياذاً بالله تعالى.

كذلك إخواني في الله، يعتقد الشيعة الدروز، أن الحاكم بأمر الله قد أرسل خمسةَ أنبياء هم: حمزة بن علي، وإسماعيل، ومحمد الكلمة وأبو الخير، وبهاء .

كما يحرمون التزاوج مع غيرِهم، وتعدد الزوجات، وإرجاع المطلقة، ويَحْرِمُون المرأة من الميراث، ولا يعترفون بحرمة الأخ والأخت من الرضاعة.كما أن الشيعة الدروز لا يقبلون أحداً في الدخول إلى دينهم ولا يسمحون لأحد بالخروج منه.

ويقولون في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، أقوالاً منكرة، منها قولهم أن الفحشاء والمنكر هما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.

ومناطق الشيعة الدروز خالية تماماً من المساجد، ويستبدلونها بخلوات يجتمعون فيها ولا يسمحون لأحدٍ من غيرهم بالدخول إليها.

والشيعة الدروز، لا يصومون رمضان، ولا يحجون إلى بيت الله الحرام، وإنما يحجون إلى خلوة البياضة، في بلدة حاصبيا في لبنان، كما أنهم لا يزورون مسجدَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يزورون الكنيسة المريمية في قرية معلولا بمحافظة دمشق.

والدرزي إخواني في الله، لا يبوح بعقيدته أبداً، ولا يكون مكلفاً بتعاليمها إلا إذا بلغ سن الأربعين وهو سن التكليف عندهم.

ويؤمن الشيعة الدروز بعقيدة التناسخ، تماماً مثل الشيعة النصيرية، لكنه عند الدروز يسمى بالتقمص، بمعنى أن الإنسان إذا مات فإن روحه تتقمص إنساناً آخر، يولد بعد موت الأول، فإذا مات الثاني، تقمصت روحه إنساناً ثالثاً، وهكذا في مراحل متتابعة للفرد الواحد.

ويستمد الشيعة الدروز عقائِدَهُم من مجموعة من الرسائل تبلغ 111 رسالة، أطلقوا عليها (رسائل الحكمة) وهي رسائل منسوبة إلى أئمتِهم،كـحمزة بن علي، وبهاء الدين وغيرهم، وقد أصبحت هذه الرسائل بالنسبة للشيعة الدروز بعد غيبة هؤلاء الأئمة، قائمةً بالأمرِ والنهي، والتحليلِ والتحريم.

وعقائد الدروز تدور كُلها حول تأليه الحاكم بأمر الله ، والزعم بأن الله سبحانه وتعالى حل فيه عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر وهذا الضلال، ويعتقد الدروز أيضاً أن الحاكم بأمر الله هو الصورة الإنسانية للإله، فيصفونه بأنه الأحد الفرد الصمد المنزه عن الممثول والمثل، والمتعالي عن الجنس والشكِل.

فقد جاء فيما يعرف عندهم (بميثاق ولي الزمان) والذي يؤخذ على كل من يدخل ديانتهم حيث يقولون فيه: (توكلت على مولانا الحاكم الأحد الفرد الصمد، المنزه عن الزواج والعدد، أقر فلان بن فلان إقراراً أوجبه على نفسِه، وأشهدَ به روحه في صحةِ عقلهِ وبدنه، أنه قد تبرأ من جميع المذاهب والمقالات، والأديان والاعتقاداتِ كُلِها على أصناف اختلافاتها، وأنه لا يعرف شيئاً غيرَ طاعةِ مولانا الحاكم جل ذكره، وأنه لا يُشرك في عبادتهِ أحداً مضى، أو حضر، أو يُنتظر، وأنه قد أسلم وجهه وجسمه وماله وولدَه، وجميعَ ما يملكُه لمولانا الحاكم جل ذكره) انتهى نص الميثاق.

ويوم القيامة عند الشيعة الدروز أحبتي في الله، هو اليوم الذي يظهر فيه (الحاكم بأمر الله) في الصورة الناسوتية، حيث يتجلى لهم الحاكم بأمر الله من الركن اليماني من الكعبة، قادماً من بلاد الصين، كما تقول رسالة الأسرار، حوله قوم يأجوج ومأجوج، ويسمونهم القوم الكرام.

وفي صباح ثاني يوم وُصُولِه، يتهدد الناس في سيفٍ مُذهبْ، وحينئذ يهدمون الكعبة ويفتكون بالمسلمين والنصارى في جميع جهات الأرض ويستولون عليها إلى الأبد.

كما ينكر الشيعة الدروز الجنة والنار، ويقولون: إن الجنة هي توحيد الخالق وهو الحاكم بأمر الله، والجحيم هو الجهل والشر، كما لا يؤمنون بحقيقة الملائكة ولا بالجن، وإنما يقولون بأن الملائكة هم أتباع المذهب الدرزي، والشياطين هم أتباع العقائد الأخرى.

وللشيعة الدروز رسالة بعنوان (رسالة في معرفة سر ديانة الدروز)، تُبين لنا بشكل واضح، أهم معتقدات هذه الطائفة المارقة، والرسالة كُتبت على طريقة السؤال والجواب كما يلي:

س: أدرزي أنت؟

ج: نعم بنعمة مولانا الحاكم سبحانَه.

س: ما هو الدرزي؟

ج: هو الذي كتب الميثاق بعد مولانا الخلاق.

س: ماذا فرض عليكم؟

ج: صدق اللسان، وعبادة الحاكم .

س: كيف ومتى كان ظهور مولانا الحاكم ؟

ج: كان في السنة الأربعمائة من الهجرة الإسلامية.

س: وما هو دين التوحيد الذي عليه الدروز، والعقال مستدلون؟

ج: هو الكفر بكل الملل والطوائف، لأن بالذي كفروا نؤمن نحن، كما قيل في رسالة الإعذار والإنذار.

س: متى خلقت نفوس العالمِ كُلُها؟

ج: بعدما خُلق العقل، الذي هو حمزة بن علي، ثم خُلقت الأرواح، كُلُها من نوره، وهي معدودة لا تزيد ولا تنقص مدى الزمان.

س: وكيف تقول في بقية الملل الذين يقولون: إننا نعبد الرب الذي خلق السماءَ والأرض؟

ج: إنهم وإن قالوا كذا فلا يصح، لأن العبادة لا تصح بلا معرفة، فإن قالوا عبدنا، ولم يعرفوا أن الرب هو الحاكم بذاتِه فتكون عبادتُهم باطلة.

س: ما هي الحدود؟

ج: هم أنبياء الحاكم الخمسة، حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء الدين .

س: كيف يُستدل أن دينَ الحاكم حق وغيره باطل؟

ج: إن هذا كفرٌ وعدمُ تصديقٍ بـالحاكم، لأن الموحدين قد أشرطوا على أنفسهم في كتب الميثاق أنهم سلموا كل أرواحهم وأجسادهم، وسرهم بيد الحاكم من غير محضٍ ولا جدال، وهذا الأمر ثابت.

س: ما المراد بالجن والملائكة والأبالسة في كتاب حمزة ؟

ج: إن المراد بالجن والأبالسة، الناس الذين لم يُطيعوا دعوة مولانا الحاكم، أما المراد بالملائكة فهم المقربين والمستجيبين لدعوة الحاكم بأمره، فهو الرب المعبود في كل الأدوار.

وكذلك فإن الشيعة الدروز ينكرون جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولذلك فهم يقذفون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بأسماء وألفاظ فاحشة، كلفظة القبل، والدبر، والغائط، والبول.

ويعتقدون أيضاً أنه: عندما يتجلى الحاكم بأمر الله، من الركن اليماني في الكعبة وفي يده السيف، ينادي على المشركين، ويعطي السيف لـحمزة، فيقتل شخصين الأول: هو: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، والذي يلقبونه بصاحبِ دين الإسلام، ويقتل الثاني وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم يرسل الصواعق على الكعبة فتُدكُ دكاً.

كما تعتقد الشيعة الدروز أن الفحشاء والمنكر، هما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وأن الآيةَ الكريمة التي قال الله تعالى فيها: ((إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ))، يراد بذلك الخلفاء الراشدين الأربعة، وأنهم من عمل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

وإذا طلق الدرزي زوجتَه فلا يجوز له أن يتزوجها مرة أخرى، سواء بمحلل أو بغير محلل، فهم لا يميزون بين الطلاق الرجعي، والطلاق البائن، بل الطلاق عندهم طلاق واحد.

ولا يجوز عندهم زواج الدرزية من غير الدرزي، ولا زواج الدرزي من غير الدرزية، فإذا حدث زواج من هذا القبيل فإنه يكون نكاحاً باطلاً، ولا يجوز أيضاً تعدد الزوجات عندهم.

العلاقة الوثيقة بين الشيعة الدروز ويهود إسرائيل:

إن الشيعة الدروز إخواني الله، قد بدأ تعاونهم مع الصهاينة في إسرائيل لا سيما أولئك الذين يعيشون في الدولة الإسرائيلية، والذين أصبحوا جزءاً من المجتمع الصهيوني، ويُقدر عدَدُهم بحوالي خمسين ألفاً، ويحتل بعضهم مراكز هامة في جيش العدو الإسرائيلي، وقد تطوع أعداد من أبناء الشيعة الدروز في الجيش الإسرائيلي في حرب 67م، كما كانوا عوناً لليهود في حرب 73م.

كما اشتركت كتائب كاملة من جنود الشيعة الدروز، في الغزو الإسرائيلي لدولة لبنان، في عام 82م.

ولهؤلاء الدروز إخواني في الله، أثر في الحياة السياسية في إسرائيل، فلهم نائب درزي في حزب الليكود الحاكم، وقد عبر شيخ الطائفة الدرزية في إسرائيل واسمه أمين طريف ، عن مدى انصهار جماعة الدروز وارتباطهم بإسرائيل بقوله: (إن الطائفة الدرزية التي ربطت مصيرها، بمصير إسرائيل، والشعب اليهودي، ستعزز هذا الرباط وستستمر في طريق الولاء والإخلاص للدولة) يعني للدولة الإسرائيلية، انتهى كلامه.

وكذلك أحبابي في الله، فبالرغم من أن دروز لبنان لهم مشيخة منفصلة، لكن الصلات بينهم وبين دروز إسرائيل وثيقة وقوية، فدروز إسرائيل يمدون إخوانهم من دروز لبنان بكل الدعم المعنوي والمادي، وأحداث لبنان الأخيرة تكشف هذه العلاقة الحميمة والقوية.

ويسعى جميع الدروز لإقامة دولة لهم في الجولان وحوران والشوف، والصحراء الممتدة ما بين تدمر والأردن والعراق.

الخطاب الموجه من الطائفة الدرزية في إسرائيل، إلى الحكومة الإسرائيلية:

جاء في هذا الخطاب ما نصه: (اجتمعنا نحن رؤساء وأعضاء الرئاسة الروحية الدرزية في إسرائيل، القاضي الشرعي الشيخ سليمان طريف ، وعضو الكنيست جبر معدى ، ورؤساء المجالس الدرزية، ووجهاء الطائفة وشبابِها من كل القرى الدرزية في إسرائيل، اليوم (27/5/ 1967م) في المكان المقدس عند قبر الخضر عليه السلام، وبحثنا القضايا المختلفة في منطِقَتِنا، وبحثنا التهديدات ضدَ دولتِنا المشتركة إسرائيل، وقررنا إصدار هذا البيان:

- الطائفة الدرزية في إسرائيل وهي جزء لا ينفصل عن الدولة، وتؤكد إخلاصها وتأييدها بدون أي تحفظ لدولة إسرائيل ولحكومتها ولجيشها ولشعبها.

- يُعرب أبناء الطائفة الدرزية، عن استعدادهم للقيام بكل ما يستطعون للدفاع عن سلامة دولتنا في المجالات العسكرية والمدنية.

- تؤيد الطائفة الدرزية، تصريح عضو الكنيست الدرزي الشيخ جبر معدى من فوق منصة الكنيست الذي أعرب فيه عن استعداد أبناء الطائفة الدرزية، وضع كل إمكانياتِهم لخدمة الجيش الإسرائيلي.

- نبعث بتحياتنا وتقديرنا لرئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان ولضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، الشجعان الواقفين على أُهبة الاستعداد على حدودنا للدفاع عن أمن بلدنا، ونبعث بتحية خاصة لأبناء الطائفة الدرزية الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وحرس الحدود والذين يشاركون في المعركة.

وفي النهاية نصلي لله أن يسود السلام، منطقتَنَا ونأمل أن يبذل زعماء العالم ما في استطاعتهم من أجل السلام العالمي) انتهى نص الخطاب الموجه من الطائفة الدرزية في إسرائيل، إلى الحكومة الإسرائيلية.

العلاقات السرية الخبيثة بين شيوخ الشيعة الدروز والجيش الإسرائيلي:

الشيخ لبيب أبوركن:

اشترك الشيخ لبيب أبو ركن مع المستوطِنِين اليهود، في الاشتباكات ضد الفلسطنيين قبل حرب عام 48م وأثنائِها، وكان من الأعضاء البارزين في شراء الأراضي لصالح اليهود، كما بادر بإقامة وحدة عسكرية درزية، انضمت لقوات الهجناه العسكرية اليهودية.

وهو من قرية عُوسفيا، ويبلغ من العمر أكثر من 74 عاماً، وكان هذا الخبيث يزود القوات الإسرائيلية بالسلاح والذخيرة، مما ساعدها على اختراق الطريق إلى القدس في فترة حرجة بالنسبة لليهود، إضافة إلى أنه كان يقدم معلومات سرية وخطيرة عن تحركات العرب، إلى القوات اليهودية الإسرائلية.

الشيخ صالح خنيفس:

من قرية شفارعام تلك القرية الدرزية التي عُرفت بدورها البارز في خدمة اليهود، بدأ الشيخ صالح خنيفس، مثل أي زعيم درزي آخر في العمل على توطيد العلاقات بين الدروز واليهود، ثم راح يُنشط من دوره، فعَمِل على تقديم المساعدة والعون للقوات اليهودية، عند إقدامها على احتلال قريتي العربة وسخنين الفلسطينتين في الجليل الغربي، ويعد هذا الشيخ داهيةً من الدواهي، حيث نجح في إقناع الفلسطنيين ببيع أراضيهم دون أن يدركوا وقتها، أن هذا كان مخططً لصالح الكيان اليهودي الإسرائيلي.

الشيخ جبر مَعْدَى:

ساهم هذا الشيخ الدرزي في تعبئة الدروز عام 1937م، وفي إقامة الوحدة الدرزية عام 1948م، وسعى إلى تجنيد الدروز في الجيش الإسرائيلي عام 1956م، ومن أعماله المجيدة في نظر اليهود، هو ما كان يقوم به من إدخال الطعام لليهود المحاصرين في يحيعام، وقد ظل هذا الخبيث في الكنيست الإسرائيلي عضواً لمدة 28 عاماً.

وكان للشيخ جبر معدى، علاقة قوية بقوات جيش الإنقاذ العربية، والمرابطة في منطقة رامى وترشيحا، دون أن تعرف هذه القوات العربية، صلة هذا الشيخ بقوات الهجناه اليهودية الإسرائيلية، مما مكنه أن يعملَ في حريةِ كاملة، ويتمكن من الحصول على أخطر المعلومات التي ساعدت اليهود الإسرائيليين، في احتلال الجليل الغربي حيث الحقت خسائر فادحة بالقوات العربية هناك.

الشيخ مزيد عباس:

وينتمي هذا الزعيم الدرزي إلى قرية حات بالجليل، وهو من المتمرسين على التعاون مع اليهود، منذ أن كان عمره عشر سنوات.

فكثيراً ما كان يرسله أبوه قاطعاً الخطوط العسكرية حاملاً الطعام لليهود المحاصرين في مستوطنة يحيعام.

عَمِلَ بالجيش الإسرائيلي 29 عاماً، حتى وصل إلى رتبة عقيد، شَغَلَ مناصبَ كثيرة، كما عَمِلَ لفترةٍ من الزمن، مساعداً لرئيس الوزراء الإسرائيلي لشئون الدروز.

وهذا الرجل يُعرف عنه بشدةِ حقدهِ على الفلسطينيين المسلمين، من أهل السنة والجماعة.

فتوى شيخُ الإسلام ابن تيمية في الشيعة الدروز:

قال رحمة الله عليه كما في مجموع الفتاوى (35/ 161-162) ما نصه:

(وأما الدرزية فأتباع هشتكين الدرزي، وكان من موالي الحاكم، أرسله إلى أهل وادي تيم الله بن ثعلبة، فدعاهم إلى إلاهية الحاكم، ويسمونه البارئُ، العلام، ويحلفون به، وهم من الإسماعيلية القائلين بأن محمد بن إسماعيل نسخَ شريعةَ محمدَ بن عبدالله، وهم أعظم كفراً من الغالية، يقولون بقدم العالم، وإنكار المعاد، وإنكار واجبات الإسلام ومحرماتِه، وهم من القرامطة الباطنية الذين هم أكفر من اليهود والنصارى، ومشركي العرب، وغايتُهم أن يكونوا فلاسفة على مذهب أرسطو وأمثاله، أو مجوساً، وقولهم مركب من قول الفلاسفة والمجوس، ويُظهرون التشيع نفاقاً) انتهى.

وقال أيضاً رحمة الله عليه:

(كُفر هؤلاء [يعني: الشيعة الدروز] مما لا يَختلِفُ فيه المسلمون، بل من شك في كفرهم فهو كافرٌ مثلَهم، لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون، فلا يباح أكل طعامِهم، وتُسبى نساؤُهم، وتؤخذ أموالُهم، فإنهم زنادقة مرتدون، لا تُقبل توبَتُهم، بل يقتلون أينما ثقفوا، ويلعنون كما وصفوا، ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتلُ علمائِهم وصُلحائِهم لئلا يُضلوا غيرهم، ويحرم النوم معهم في بيوتهم، ورفقتَهم، والمشيِ مَعَهم، وتشييعِ جنائِزِهِم إذا عُلِمَ موتُها، ويحرمُ على ولاةِ أمورِ المسلمين، إضاعةُ ما أمر الله من إقامة الحدود عليهم، والله المستعان) انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه.

أماكن أنتشار وتواجد الشيعة الدروز:

يعيش الشيعة الدروز اليوم في لبنان وسوريا وفلسطين، غالبيتُهُم العظمى في لبنان وسوريا، ونسبة كبيرة من الموجودين منهم في فلسطين المحتلة قد أخذوا الجنسية الإسرائيلية وبعضهم يعمل في الجيش الإسرائيلي.

كما توجد لهم رابطة في البرازيل، ورابطة في أستراليا، ونفوذهم في لبنان الآن قوي جداً، تحت زعامة وليد جنبلاط ويمثلهم الحزب الإشتراكي التقدمي، ولهم دور كبير في الحرب اللبنانية السابقة، وعداوتُهم للمسلمين من أهل السنة والجماعة لا تخفى على أحد.

ويبلغ عدد المنتمين إلى طائفة الشيعة الدروز، حوالي 250 ألف نسمة، موزعين بين سوريا وفيها 121 ألف درزي موزعين في حوالي ثلاث وسبعين قرية، ولبنان وفيه 90 ألف درزي تقريباً، والباقي في فلسطين المحتلة وبعض دول المهجر.

كما أن الشيعة الدروز منتشرون في مرتفعات سوريا الجنوبية التي تسمى (بالجولان)، كما أن لهم جبلاً خاصاً في لبنان يسمى (جبل الدروز)، ومن أشهرِ مُدُنِهم عبية والشويفات وبعقلين والشحار، والجرد والعرقوب والباروك، وتسكن مجموعة من الشيعة الدروز فلسطين المحتلة، عند جبل الكرمل وعكا وطبرية وصفد، ويقدر عددهم بحوالي ثلاثين ألف درزي، أصبحوا جزءاً من المجتمع الإسرائيلي، حيث يحتل بعضهم مراكز هامة في جيش العدو الإسرائيلي، وقد تطوع أعدادٌ من أبنائهم في الجيش الإسرائيلي في حرب 67م، كما كانوا عوناً لليهود في حرب 73م، واشتركت كتائب كاملة من جنودهم، في الغزو الإسرائيلي لدولة لبنان في عام 82م.

ولِهَؤُلاءِ الدروز أثر في الحياة السياسية في دولة إسرائيل، ولهم نائب درزي في حزب الليكود الحاكم.

وفي بلاد المغرب، يوجد بالقرب من تِلْمِسان قبيلة تعرف ببني عبس تدين بالعقيدة الدرزية.

الدروز في فلسطين المحتلة

يقول شيخهم أمين طريف تربطنا بـاليهود علاقة وطيدة وذلك يرجع إلى النبي شعيب زوج إحدى بناته من النبي موسى، ولهذا نحن أبناء عم الشعب اليهودي.

ويحتفلون عند مقامات يهودية مثل مقام -حوشي الأزكي- والكاهن إسماعيل بن اليشع وشمعون الشازوري وغيرهم.

ويبلغ عدد الدروز في فلسطين المحتلة 36 ألف نسمة يشتغلون في كل المناصب واعترفت بهم حكومة العدو كطائفة دينية مستقلة ودخلوا كأعضاء في الكنيست الشيخ جبر معدي و لبيب أبو الركن و صالح خنيفي، وحصلوا على وسام الاستحقاق اليهودي ويملكون 17 منظمة درزية منها: نادي الإخاء الدرزي، ومنظمة شباب الدروز، وتم إعطاؤهم مجلة الهدى وصحف كثيرة.

وحدثت اجتماعات بين ضباط من المخابرات الإسرائيلية مع ممثل الدروز سليمان كيخ لإقامة دولة يهودية، وبدأت المحادثات من 16/10/1967 حتى تشرين 1973م حيث افتضح أمرهم وتم إيقاف المشروع، وأما الدولة فكانت تمتد من محافظة السويداء في سوريا حتى البحر الأبيض المتوسط الطريق الساحلي عند قرية خلدة والجولان وحاصبيا وراشيا والشوف وقضاء عاليه.. وفضح المشروع -محمد خالد قطمة - في كتابه قصة الدولتين المارونية و الدرزية ولكنه جاء بطريقة عرض إيجابية في صالح الدروز .

- ويرتبط الدروز مع الطائفة البوذية بنشاط في غربي الهند، وأخذوا منهم التصوف ومزيجاً من العقائد ويقول كمال جنبلاط : -وأجلالي لـغاندي معروف لدى كل المحيطين بي، وأنا أعده نبي العصر الحديث الحقيقي-. هذه وصيتي ص 153.

- وأخذ الدروز من الزرادشتيه عدة عقائدة منها قولهم في كتاب -منوسمرتي- المقدس: الله أظهر ذاته بذاته ويقول حمزة الدرزي -ظهر لخلقه بخلقه كخلقه إيناساً لهم-.

- وأخذ الدروز من اليهود السبئية القول بالرجعة والقول: -لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة- وقالت الدروز: النار محرمة على كل درزي مع تأويلهم النار بمعاني مختلفة، ويعتقدون بالحلولية وغيرها.

- وأخذ الدروز عن المسيحية تشبيههم المخلوق بالخالق والدروز يشبهون الحاكم بأمر الله بناسوت الإله وغيرها.

- وأخذ الدروز عن المعتزلة: اعتماد العقل للهداية لحقائق الدين. أي المرجع والفاصل لكل المسائل.

- وأخذ الدروز عن إخوان الصفا الألفاظ الرمزية والتفسير الباطني للآيات وعقيدة التقمص وفلسفة القدر والحدود وخلق الوجود والعقاب.

- وأخذ الدروز عن القرامطة: سرية التنظيم، وفلسفة المذهب والحدود والمقامات، وجحدهم الله تبارك وتعالى، واحتقارهم للأديان السماوية، وإبطال النبوات، وعدم الإيمان بالقيامة والبعث والنشور والجنة والنار والظاهر يخالف الباطن، وإنكارهم للشرائع.

- ويتفق الدروز مع النصيرية: في قضية التناسخ وتأليه علي من قبل النصيرية وتأليه الحاكم من قبل الدروز .

- ويتفق الدروز مع غلاة الصوفية: كلاهما يدعي أن الله لاهوت وناسوت، والحلولية، وكلاهما يهجر الفرائض، وكلاهما يأخذ دينه من العقل وكلاهما يقول إن للقرآن ظاهر وباطن، ويقول كمال جنبلاط: -إن الدين الدرزي دين صوفي، يعتمد على الداخليات والجواهر ولا يهتم بالشكليات-.

ويعظم الدروز الفلاسفة أرسطو و أفلاطون و فيثاغورس ويعدونهم أسيادهم الروحيين وعندما يذكرون أحدهم يأتي بعده مباشرة صلى الله عليه وسلم أو سلام الله على ذكره أو صفي الرب.. أو الحكيم الأكبر.