مواعظ وحكم
مواعظ عيسو دلا
الموعظة الأولى
أميري مرّت!
"میرێ من بوری"
My prince: it disappeared
كان عيسي دلا رجلا كرديا حكيما، وكان من أفضل المستشارين لدى الأمير. كان لديه مكانة خاصة من بين الآخرين. ولقد اولاه الأمير ثقة كبيرة في كل القرارات لدهائه وفطنته. وكان الأمير يقضي معظم أوقاته معه كأفضل الأصدقاء المقربين له. وفي أحد الأيام كانوا خارجين معا للترفيه عن أنفسهم، وبعد فترة من الوقت أستلقى الأميرللنوم وبقى عيسى مستيقظا يحرسه. وفي الوقت نفسه، جاء عقرب من أحد الثقوب القريبة قادما نحوالأمير. أخرج عيسى خنجره للقضاء عليها، ولكن في تلك اللحظة التي فعل ذلك عند رفع الخنجر من فوق رأس الأمير، فتح الأميركلتا عينيه ليرى الخنجرعلى رأسه. ظل الأمير صامتاَ دون أن ينطق بكلمة لمستشاره. لكن عيسى وجّه في تلك اللحظة مقولته المشهورة والمؤثرة في آن واحد. أميري: لقد مرت! بالكردية هذه الكلمة تدل على التورية أي أن العقرب قد ذهب والثانية تعني بأن الثقة التي بيني وبينك قد وصلت إلى نهايتها، وبعبارة أخرى كان عبثا إقناعه بأنه كان يحاول قتل العقرب الذي اختفى في جحرها. وبعد هذه الحادثة المعينة قررعيسى ترك خدمة الأمير والذهاب إلى مكان مجهول ويتوارى عن الأنظار.
الموعظة الثانية
لا أكثر ولا أقل
"نە کێم کەت، نە زێدەکەت
" no more, no less"
وبعد فترة من الوقت، اشتاق الأمير لرؤية مستشاره القديم كي يستعيد ذكرياته معه, لأنه كان أعزصديق وافضل مستشار لديه. وبما أن لا أحدا كان يعرف مكان وجوده. فقدم مكافأة لأي شخص يتمكن من ان يربي خروفا لمدة سنة واحدة دون زيادة أو نقصان في وزنه. وقال انه سيعاقب الشخص الذي لا يفي بهذا الشرط. بدأ رجاله يبحثون في كل المدن والقرى الصغيرة، لكنهم رفضوا قبول هذا الشرط المحير. وأخيرا قبل المستشار القديم دون أن يتعرفوا على هويته. وقال إنه يقبل العرض. بعد سنة جاءوا لأخذ الخروف إلى الأمير. وكان مفاجأة كبيرة للأميرعندما وجد بأنه لم يطرأ اي تغييرعليه وقد بقى كما كان قبل عام وبقى من دون زيادة أو نقصان. ونتيجة لذلك، أصبح واثقا تماما بأن الذي قام بهذا العمل الفذ هو مستشاره القديم. وكيف فعل ذلك: كان يطعم االخروف كالمعتاد كل يوم لكنه بعد ذلك كان يضع أمامه ذئبا صغيرا لفترة وجيزة مما جعلهه يشعر بالخوف مع مرور الوقت وبقي على حاله.
الموعظة الثالثة
"مەزنا سەر برکە، یێت بچیک خرکە"
أقطع رؤوس الكبار, واجمع حولك الصغار
behead the superiors
طوال تلك السنوات القليلة التي مرت منذ رحيل عيسى ومغادرته بلاط الأمير. أصبح الوضع في الأمارة غيرمستقرا وخرج معظم الرؤساء والقادة عن طاعته ونطاق سيطرته وكانوا يعصون أوامره في أغلب الأحيان. فقرر أن يرسل مبعوثا سريا خاصا له لجلب المستشار آملا أن يضع حدا لهذه الكارثة. ذهب إلى المكان المحدد الذي كان يعمل فيه. كان يعمل بجد ونشاط في حقل البطيخ الخاص به. توجه نحوه وأخبره رسالة الأمير شفوياَ. بينما كان يتحدث معه، أخذ يتجاهله وواصل العمل من دون ان يكترث بوجوده. ولكن فجأة، تصرف وبشكل غريب، أخذ يقلع كل تلك النباتات الكبيرة والناضجة ورمى بها بعيدا وذهب إلى تلك النباتات الصغيرة وبدأ يعتني بها. عندما وجده على تلك الحالة الغير الطبيعية، عاد إلى الأمير. فقال له الأمير لماذا لم يأتي معك. فقال: "يا أميري العزيز الذي بدر منه حقا كان جنونا. لماذا ؟ وكيف؟ ردّ عليه وقال :يا سيدي، كان يقلع البطيخ الناضج ويهتم بالآخر الصغير من دون الانتباه ما كنت اتحدث معه. فهم الأمير فحوى الرسالة المبطنة. استدعى جميع الرؤساء والكبار إلى مكان معين لوليمة كبيرة من دون أن يعلم أحد نيته الحقيقية. في اللحظة المناسبة تم قتل الجميع. بعد ذلك بدأ في إعادة بناء موظفيه وقادته من التوابع وصغار الضباط. ثم بعث طلبا لمستشاره القديم ليعود ويأخذ مكانه الأصلي والطبيعي.
الموعظة الرابعة
پرسێت سەیر
الأسئلة المحيرة
The puzzled questions
في يوم من الأيام حين كان الأمير ومستشاره عيسى ديلا يتناولون الغداء في الهواء الطلق، سأله سؤالا قصيرا ومحددا, حيث قال: ما هو الغذاء الذي يمكن تناوله بلقمة واحدة؟ فأجاب: "بيضة مسلوقة". استغرق هذا الحادث لفترة طويلة، أراد الأمير اختبارعقل مستشار والتأكد من حدّة الذاكرة عنده، فوجه سؤال آخر المتعلق بالأول وبصورة مفاجئة، فقال: "بأي شييء ؟ بينما كان مستشاره مشغولا يؤدي عملا ما ولكنه انتبه لمقصد الأمير، فقال أميري " مع الملح ". ألتزم الأميرالصمت, وأنتابه الحيرة حول سرعة البديهية عنده. وفي وقت لاحق، وبعد مرورعام على ذلك فحاول تضليله فأغتنم فرصة اخرى لإحراج قدرته الذهنية لكونه مستشاره الحقيقي، وقال له بطريقة ودية ومن دون مقدمات، "إيسو، كيف؟ ابتسم وقال: يا أميري بطريقة معتدلة أي بمعنى آخر" خير الأمور أوسطها ". هذا الأختبارالمستفز للذهن أسعد الأمير مما زاد من إعجابه لهذا المستشار الفطن أكثر وأكثر.
24 - 1 -2017 دهوك