التنبؤ والتكهن والعلم بخفايا بالأمور
ئەز دزانم ئاڤ سەر چرا دچیت بەلێ نا بێژم
أعلم علم اليقين على ماذا ينساب الماء بل ألتزم الصمت
مقولة فلسفية كوردية مفادها بأنه لا يحق للمرء البوح بكل ما يعرفه للناس وهذا هو منطق الفلاسفة والحكماء والعقلاء وليس كطرق وأساليب الدجلة والمشعوذين والعرّافين والمنجمين الذين يحاولون بشتى الأشكال إظهار قدراتهم الخداعة والملتوية من أقناع السذج من الناس بالأيمان بما يدّعوم به وبهذه الخزعبلات والترهات والتي لا تمت بأية صلة للحقيقة جميعها تكهنات وتنبؤات كاذبة تسنجها تخيلاتهم المريضة لأيهام الناس بالتصديق بها. والمقولة أو العبارة المشهورة هذه (كذب المنجمون ولو صدقوا) من العبارات الصحيحة المعنى التي اشتهرت على ألسنة الناس. فأمثال علي الشيباني المفتري الدجال الذي يسرد يوميا آلاف الأكاذيب والتلفيقات ولا يتحقق منها أي شيء جُلها تخريف وهذيان وقد تكون رسائل مشفرة من أسياده ومن يقف وراءة من بث تلك الأدعاءات الباطلة والساذجة وليست بعيدة منه ليلى عبد اللطيف تلك اللبنانية الماكرة المشعوذة من خلال تنبآتها على مدار الأيام وكأنها نشرات الأخبار اليومية من القنوات الفضائية الساندة لها وترويج أكاذيبها. وأما الشهيرة العالمية الأخرى المعروفة باسم الجدة فانغا العمياء والتي نالت شهرة واسعة وعلى نطاق عالمي بسبب نبؤآتها العديدة لا تعدو كونها تبصر مليا ما تهيأ لها من خلال التكهن بالأحداث المستقبلية والغور فيها والأيحاء بها للعلن من دون أي دافع ولقد تحقق بعضها حين قالت مدعية بأن العالم سوف يتعرض للكوارث الطبيعية والطقس القاسي، الذي سيجعل حياة البشر مستحيلة في بعض الأماكن بسبب الأعاصير والحرائق والفيضانات والزلازل، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتعرض لدوامة من الجليد المرعب. وأضافت أن الدول الإسكندنافية ستتعرض لارتفاع شديد في درجات الحرارة، وأن قارة أوروبا ستتأثر بشدة بسبب الفيضانات، ومؤكدة أن أستراليا سوف تشهد في 2022 لموجات مستمرة من الحرائق. وتوقعت العرافة العمياء انتشار الجراد في العالم، وسيواجه البشرية الفقر والجوع، وتتعرض بعض الأراضي والمناطق للجفاف. وأما الباقي من تنبآتها والأهم وُضّفت من قبل المتنفذين بالشأن العالمي الدفين والعميق كونها وقائع حقيقية لا محالة مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وفايروس كورونا والفيروس القاتل في الأنهار الجليدية وما شابه وهذا غيض من فيض والمصائب والويلات لا تأتي فرادى أكانت من صنع البشر أو من أرادة الله رداَ على تمادي وقسوة وعنف البشر على البشرية.
2-8-2022 – احمد علي - دهوك
النهاية المجهولة للعالم
زيارة بيلوسي المشئومة
الذي يدري يدري والذي ما يدري يهز رأسه
یێ دزانیت دزانیت، یێ نەزانیت سەرێ خۆ دهەژینیت
الكثيرين من الناس يعرفون ما يدور حولهم من الأمور ما خفي عنها وما بطن والكثرة لا يعلم إلا القليل منها أو لا يباليها أية أهمية وفي كلتا الحالتين لا يعدوا الأمر بالهين بل لها تداعيات خطيرة على الجميع ولا يُستثنى أحد من تبعاتها المأساوية والكارثية. فالذي يعلم الأمر ولا يبوح بها بعد فوات الأوان كالذي لا يدري ويهز رأسه بغباء وسذاجة وعدم الأكتراث بما يبيّت لهم جميعا في الكواليس المظلمة ومن وراء الستار المحجوب.
ألا يوجد عقلاء في أمريكا من أزاحة رئيسهم المخرف والأتيان ببديل آخر هذا العجوز الذي لا يعرف ليله من نهاره وقصره من داره وخير بلدة من شرّه ولا يفرق في زلات لسانه بين أيران وأوكران ويصافح الأشباح في وضح النهار بعد تلاوته الكلمات المعدة له مسبقا بأدق التفاصيل وكأنه تلميذ يلقي كلمة الخميس وبأيعاز من أدارة المدرسة وِشتان بين الأثنين فالأول يقود مصير إحدى الدول الكبرى ومصير العالم تتوقف على زلاته وعثراته وقراراته بقصد أو من دون قصد فأحداها قد تؤدي الى الكارثة العظمى وقد تكون الزيارة المرتقبة التي تقوم بها نانسي بيلوسي رئيسة البرلمان الأمريكي لتايوان وأصرار هذه العجوزة المسنة والتي لم يبقى لها إلا القليل من الحياة بالذهاب هناك رُغم التحذيرات خير دليل في أشعال المنطقة والعالم أجمع بحرب كونية لا رجعة فيها. هذه الزيارة نالت مباركة من الرئيس ومن حوله تلك القنبلة الموقوتة التي كان ينتظرها التنين الصيني بفارغ من الصبر والتروي والحنكة السياسية منذ فترة وحانت له الفرصة المؤاتية على طبق من ذهب لنيل مبتغاه كما فعلها نظيره بوتين بأوكرانيا من قبل. فهذه المرة فتايوان ليست كأوكران لأن المواجهة في هذه المرة تكون وجها لوجه بين قوتين عظيمتين. فالمناورات المرتقبة من قبل الصين يوم الخميس وبعد أنتهاء زيارة بيلوسي المشؤومة في المياه التايوانية الصينية وأتوقع من معطيات الواقع المجرب ما هي إلا تسخين وأحماء للأنقضاض على تايوان وأرجاعها وضمها للصين كما فعلها بوتين بأوكرانيا. وفي هذه المرة أستطيع القول لا تسلم الجرة فالكل يدري والذي كان لا يدري أخذ يدري علم اليقين بأن نهاية العالم باتت قريبة ووشيكة على أيدي حفنة من المتسيدين أصحاب الترسانات النووية الذين يتحكمون بمصير العالم أجمع. هيهات هيهات من وقوع الكارثة الحتمية إن لم يدخل العقلاء على الخط الساخن وإن وجدوا وإلا فالنهاية المجهوله للعالم أقتربت وباتت على الأبواب فهل من مخرج؟.
3-8-2022 - دهوك - احمد علي حسن