وطن بين سماسرة النهب وأهازيج ثورة الشعب
"خير الكلام ما قلّ و دلْ"
ويقابله في اللغة الكوردية:
کورت وکورمانجی" مختصر مفيد و باللهجة الكرمانجية”
أخوتي وأحبتي أفسحوا لي المجال كي أتلاعب بالألفاظ في هذا المقال لأن المقام يستدعي أن أوجز لأن أفضل الكلام ما قلّ و خير المغزى ما دلّ وحسن الكناية ما أصاب وعلّلَ وحرصاً مني على القارئ المحلل أن لا يمل ولا يكل من المتابعة. فالكلام الموجز يغور في دهاليز العقل الباطني ويتوغل في العروق كسير الدم في الأوردة والشرايين والمفاصل. وحين يأخذ الكلام الدال مجراه و يصيب المبتغى الواعد والمراد الوارد وتكون دلالاته واضحة كرائحة الفل في النفوس حيث يصبح شفاء للعلل ودواء للسل وعلاجاً ناجعا لأبعاد الملل لمن تاقت أفئدتهم لنيل المطالب وأحقاق الأماني وأتمام الرغبات والآمال. فأصوات المنادين جهارا نهارا بالحل من أصحاب الربط والقول, يأتي الرد الوحيد: لا مجيب!! فهذا أمر معيب, والعجب العجيب والغريب الكل عن منأى من الحل وتصويب الزلل وأيجاد مخرج للخلل. فهؤلاء العتاة المخضرمين في ساحات النهب والسرقة والتحايل ممن يمصون دماء الشعب ويرفعون شعار التسويف والتطويل والمماطلة بوجه أصحاب الحق الصامدين في الساحات والميادين والجامعات والمعامل, فهؤلاء شعب موحد من كل الطوائف والنحل لا يكترثون من البلل من خراطيم المياه والغازات والقتل والسحل, فالمبتلى بالموت لا يهاب التنكيل ولا يخشى من الكلل لأنه أقدم على أمر هام وجلل هو قضية (((وطن))) فالكل يهتف وينادي ويردد ويقول نريد أعادة الكرامة للوطن. فهذا الوطن المسلوب لابد أن يسترد ويعود الى أحضان الأهل قريباً وعلى عجل كي يفرح ويسعد معا أهل السهل والهور والجبل.
لقد أصاب كبد الحقيقة ابو الطيب المتنبي الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البليغة والمعاني المبتكرة حين قال:
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ
17-2-2020 - دهوك- أحمد علي حسن
الزائرالمفاجئ كورونا
أيها القارئ الكريم لا تتأمل مني وصفا طبياً ناجعاً لأنني لست بطبيب أشخّص المرض, ولا تتوقع من دواءً مفيداً لأني لا أعمل في المختبر ولا أصنع الأدوية المانعة والمغشوشة للوباء ولست مرشدا وقائيا كي أنصحكم كيفية الوقاية منه ولست أيضاً واعظاً دينيا كي أنصحكم بتلاوة بعض الأدعية والرقى الشرعية لطرد شرّ الوباء القاتل ولست منجماَ ومشعوذاّ كي أجنبكم الداء بالكذب والدجل والشعوذة للتخلص منه أو الأبتعاد من تأثيراته. بل أنا هنا بصدد توضيح بعض الحقائق العامة وتبيان الوقائع الدامغة وأبداء بعض الرؤى المتداولة والتوقعات الناجمة ومن خلال المشاهدات الحية ومما يدور من حولنا ويجري بيننا في هذا العالم الممتلئ بالمتناقضات والمفاهيم الخاطئة لعلي أساهم في الكشف عنها وأيضاح ما هو جدير بالبوح به والله على ما نقول شاهد وشهيد وقدرته فوق جبروت كل جبار عنيد.
لقد تمادت الدول العظمى في غيها وظلمها على البشرية جمعاء في التسارع بأنتاج كافة أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة ولا يزالون يتسابقون فيما بينهم بصنع أنواع المضادات والتي تسمى بالأنتي لتلك الأسلحة خوفا من أمتلاك المقابل ما هو أقوى وأشد ناسين أو متناسين ما هو أعنف وأبطش ألا وهو قوة الله من خلق مخلوق ضعيف لا يرى بالعين المجردة ويسلطه انتقاما منه لهؤلاء الذين يفتعلون الحروب والكوارث ويتباهون بسطوتهم على الدول الضعيفة ولا ينفقونها في صلاح البشر وزيادة الرفاهية في بلدانهم ليتجنبوا الويلات والأوبئة والأسقام. وفي مقدمتهم بؤرة الوباء (الصين) التي تتلاعب بالعالم أقتصاديا وعسكريا و تطهيرا عرقيا ودينيا حين أرغم رئيسهم بأرتداء القناع هلعا وخوفا وبات شاحب الوجه أثناء زياراته التفقدية للمشافي من فيروس متناهي في الصغر ليس له منصات أطلاق العابرة للقارات ولكنه قادر أن يتعشش في الأنف ولو بعطسة واحدة يخرج ويملأ المكان أوبئة لا يتقيد بالحدود ولا يحمل جواز سفر ولا يستأذن أحد من قدومه أنه بالتأكيد سلاح الله يطلقه أينما شاء ومتما أراد وحيثما أقتضى الأمر والضرورة لذلك لأنه هو أعلم بما يفعل الظالمون حيث يمهلهم فترة من الزمن بيد أنه لا يهملهم للأستمرار في غيهم وعتوهم عقابا لهم كما فعل بأبرهة ونمرود وفرعون وكافة الطواغيت من قبل. ها هو المتهور والصلف والمتغطرس رئيس أكبر دولة متسلطة المستر ترامبو وبكل سذاجة وتذلل يعلن على الملأ بأن هذا الداء موسمي سوف يموت لو جاء الصيف ويموت في البرد القارص لا محالة! لا سيدي الرئيس ليس كذلك كما تتصور فأن هذا الفايروس ليس ميكروبا يُقضى عليه بالمضادات الحيوية المعروفة بل بالعكس له القابلية في العيش في كل الأماكن ويمتلك القدرة من الأحتماء في جميع الأجواء وله الأمكانية في العبور من أقوى الموانع وعنده الطاقة في تغيير خصائصه لا يصده المضادات الأرضية ولا الجوية ولا السرية وأذا أراد الله أمرأ كان مفعولا.
وأما بالنسبة لشعب العراق فالمسألة تأخذ منحى آخر وأتجاهاً مغايراً لا يمكن مقارنتها بأي شكل من الأشكال مع الدول التي تمتلك المستشفيات العالية الجودة والأحتياطات المناسبة للحد من أنتشار الوباء كالعزل والحجر والمنع وما شابه. أما في العراق فأهلاً وسهلا بالزائر الكريم والقادم العزيز والمتطفل الغريب والوحش المخيف أدخل البلد وأطمن لا تلقى جهدا من العبور اليه فالحدود مفتوحة على مصراعيه والمستشفات تفتقر الى أبسط مستلزمات العناية الطبية ناهيك من عدم وجودها في كثير من الأماكن وقلة الكوادر المتخصصة لهكذا حالات الطوارئ. لأن القائمين عليها والمسؤولون على ميزانيتها أدخلوها من الباب الواسع في حساباتهم لأنهم وعوائلهم لا يرتادون تلك المستشفيات البائسة والمريضة ألبتة لأنهم وعلى أثر عطسة واحدة من الفم وزكام بسيط في الأنف وحكة في الحنجرة وألتواء في المعدة يلجئون الى الخارج لتلقي العلاج وعلى حساب الدولة والمال المنهوب. والآن أين المفر من عذاب الله فالموت قادم يدرككم أينما وليتم وفي أي مكان أختفيتم لأن من شيمة هذا الفيروس التوغل في الأماكن النظيفة كالقصور الفخمة وأماكن اللهو والسكر والعربدة والمجون والليالي الحمراء والأكل المعقم والنوم على الأسرة الناعمة الرقيقة والسيارات الفارهة والأستجمام في المنتجعات الأنيقة والآن أصبح وضعكم وحالكم لا فرق حال الشعب المتعود على كافة أنواع الأوبئة منكم من القتل والتنكيل والمجاعة والتعذيب النفسي والجسدي فهذا الوباء لهؤلاء البائسين بلسم وشفاء لأن عيشه حياة في موت يدعي ربه ليل نهار قدوم الموت اليه أو التخلص من هؤلاء الطغمة الفاسدة الجاثمة كالطاعون والكوليرا والملاريا, هذا الكابوس القابع على جسد الأمة بأكمله على مدى أعوام ولا يُزيح عنا قيد أنملة. فكل يقين سوف يلاحقهم هذا الجني الصغير والفيروس القاتل المميت أينما كانوا ولو تواروا في بروج عاجية وأحتموا بأكداس المال المجمع لديهم في البيوت والبنوك العالمية فيوم الظالم بات قريبا والمهضوم ينادي ربه أن يجيب ندائه لأن الله لا يخيب أستغاثة المظلوم أذا دعاه وهو مستجيب وملبي الدعوات.
25-2-2020 دهوك – أحمد علي
أيها الشعب جئناكم خَطّابه
بعد أن تنحى العريس الأول عادل عبد المهدي وطلب الأستقالة لعدم أستطاعته أن يُلبي طموحات الجميع لأنه أُرغم في حينه في دوامة صراعات الأحزاب الشيعية وأُقحم في تقبل منصب رئيس الوزراء لكي يصبح كبش فداء للجميع ليعلقون عليه شماعة فشلهم وخيبتهم على مدى السنوات الماضية. وتحت أصرار المنتفضين في الساحات والميادين ومن كافة شرائح الشعب للأتيان بآخر غير جدلي يُرضي مطالب الجماهير الحقة في حينه وقع الأختيار على محمد توفيق علاوي والذي لم يُكتب له التوفيق في أمرار كابينته الوزارية من جميع الأطراف من دون أستثناء بدأ من البرلمان وأنتهاءً بالشارع الذي وصل لذروته في الغليان على أثر الضحايا التي قدمت في جميع المحافظات العراقية لأنه أيضا بات في نظرهم مرفوضا وغير مقبول فيه ولأسباب عديدة. وخرج الختن الثاني من المولدية من غير حمص ولم يتهنى بلبس بدلة الزفاف التي أُعدّت له مسبقاً من قبل أطراف عدّة, ورجع الى مثواه خائبا ميئوسا حاملا معه خُفي حنين لا من شاف ولا من دري وحسب المقولة المصلاوية تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي وأخذ البديل بالرحيل من غير دليل. حسافة وألف حسافة على هكذا مهازل في أختيار من يمثل الشعب ويقف على رأس الهرم كي يُرضي الشارع وينقذ البلد من التداعيات التي ألمت به من جميع الجوانب. وجاء الدور هذه المرة على الصهر الثالث عدنان الزرفي وقبل أنتهاء المهلة الدستورية الممنوحة لرئيس الجمهورية بساعات وبسرعة فائقة كالبرق وكأنه سباق مع الزمن لأتمام مراسيم الزواج العرفي وعلى سنّة الأحزاب ومن لفّ لفّهم والضارب على دفّهم وكفوف الأجنبي على كفّهم ناسين ما يُطالب به الأغلبية الساحقة من الشعب. لقد أتفقوا ولو على مضض فيما بينهم على هذا المرشح ولسان حالهم يقول: جئناكم يا شعبنا الغالي هذه المّرة خطّابة, نهبناكم نهيبة وشلة البرابيك معنا كلهم سلّابة, نحلبكم حلب والزمرة كلها حلّابة, أتركونا نعيش لا نريد غيرنا في أقتسام الثروة كطلّابة. وهكذا دواليك يأتي عرّيس ويلحقه الختن ويتقدم الصهر كي يُثبّت المهر الشرعي والدستوري لأرضاء أم ستوري والشعب في كل مرّة ينضرب أكبر بوري وحسب مقولة الكوردي "ب باشی یان ب زۆری"أي بالأحسان أو بالقوة والزور. ويستمر الشعب في المناداة بأعلى صوته رافضاً العريس الجديد والبدلة الجاهزة التي حيكت له من قبل مئات النسّاجين وعلى مقاس أمزجتهم ومزاياهم. ويأتي الرد من الشارع المنتفض من أتى به؟! واللعنة على من جابه, هو وأحبابه وأصحابه, وكل من جاء على ظهر الدبابة. حبّابة يا حبّابه دقّي على الربابه حتى يرقص الراعي مع چلابة لأنه ليس لنا وطن بل نحن في غابة يا ناس يا عالم نحن غلابة مع الأعتذار للفنان القدير عادل أمام حين قال"أحنا غلابة يا بيه".
18-3-2020 – دهوك – أحمد علي حسن
فيروس كورونا المصنف بالتاج
رُغم كل الأقاويل وألأشاعات والأكاذيب والافتراءات التي قيلت وتقال بأن فيروس كورونا المستجد هو من صنع البشر أعد وطور في مختبرات بيولوجية أكانت من جهة الحكومات المعنية بالأمر أو من قبل العلماء والأطباء المختصين أو أشيعت من عامة الشعب بحجة المؤامرة أو أنها جند من جنود الله للقضاء على الظلم والجوروالفسق والفجور المتفشي في كافة المجتمعات حسب أدعاء أدعياء الدين. فظهوره في مكان محدد وهو الصين وبالذات في ووهان وأنتشارة بسرعة فائقة الى معظم دول العالم الفقيرة والثرية الصغرى والكبرى من دون أستثناء حيث صُنّف وباءً عالميا من قبل منظمة الصحة العالمية خير دليل بأنه وباء خطير ومعدي لا يستثني أحد من ذلك. وأصبح الشغل الشاغل لكافة الجهات المعنية ولقد دب الذعر والخوف كافة الأطراف ومن دون أستثناء تحاشيا من الأصابة به.
هذا الواعد المستجد والقادم الغريب والزائر المقزز الغير المرغوب فيه والمراوغ الماهر الحيّال والمتطفل السريع واللاعب الماكر المخادع والوافد المتناهي في الحجم والمحارب الصنديد والمتغير العنيد يفعل ما يريد, أكان طبيعيا من خلق الله القادر المقتدر أو مطورا في المختبر من فعل البشر. هذا الكائن الضعيف في صغره والذي دوخ العالم بأسره وحير العلماء بأمره وِشوش عقول الباحثين بدوره والفعال في التأثير على البشر في أثره, أولئك الذين أصبحت قلوبهم أقسى من الصوان والحجر أولئك المتسارعين في الحصول على أحدث المبتكرات من الأسلحة التدميرية لهلاك ودمار الأنسانية جمعاء والتسابق فيما بينهم للتباهي بأمتلاكهم هذا الكم الهائل من الترسانة النووية والجرثومية ولم يخطر بتاتاً على بالهم المتغطرس ولا على ضمائرهم الميتة ولا دار في خلدهم البائس التعيس بأن السحر سينقلب يوما على الساحر ويعم العالم من أقصاه الى أقصاه ويتفشى وينتشر كالنار في الهشيم ويقلب الحياة الى جحيم ويغلق الحدود في وجوههم خوفا وذعرا من دخول التاج الكوروني الى دولهم والولوج الى بيوتهم ومن ثم الى الغور في أنوفهم النتنة وأفواههم المليئة بأموال السحت والحرام. للتحذير فقط ليس لهذا الفيروس التاج من ناج لأنه قادم علينا كالبحر المتلاطم الأمواج لقد هيجته نوايا الأشرار فهاج وماج, وأجتاز حاجز الوقاية والأحتواء والسيطرة وأتجه نحو التفشي والأنتشار والعدوى. زحفه بهذا الشكل المرعب والمخيف ينبأ بأنه أنتهى زمن الترفيه والدلع والكل مقبلون نحو الفزع والهلع.
هذا الفيروس التاجي ذو الطوق العاجي لا مفر منه ولا نجاة لأنه مُصمم في جلب الممات بقدرته الفائقة وأحداث الوفاة بسرعة متناهية وأحضار المنية لمن أصابته البلية وشر البلية أنه قادر في الدخول الى جدار الخلية والأنشطار فيه على فترات مرحلية. أنه لا يُفرّق أبدا بين الكهل والصغير, والعاهل والفقير, والراجل والسفير, والعاقل والحمير, والجاهل والخبير, لأن شره مستطير يتحول ويتطور ويأخذ في التحويل والتبديل والتغيير, لا دواء يمنعه ولا مصل يردعه ولا لقاح يقضي عليه ولا ڤاكسين يقف في طريقه الى الرنتين. عند الأصابة به لا شفيع يشفق عليك ولا خل يقترب منك ولا عزيز يحوم حولك ومن أدعى غير ذلك فهو كاذب ومفتري وأحمق. للوقاية منه هي المناعة الربانية في جسم الأنسان أولا, والأبتعاد عن السلوكيات المحرمة شرعا وقانونا, والتجمعات الغير المبررة أصلا, والألتزام بالتغذية المناسبة, والنوم الجيد والتقليل من السهر, ونظافة الجسم والقيام ببعض أنواع الرياضة والحركات العادية والتعرض لضوء الشمس لتقوية المناعة لدى الفرد صغيرا كان أم كبيرا. والأعمار بيد الله ولن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا وما جنت أيدينا حقاً من جلب الأثام والشرور والموبقات لأنفسنا وعلى غيرنا ومن يأتي من بعدنا.
هل بعد كل هذه المحنة العصيبة والكارثة الأنسانية المريبة, القاتلة والممية والتي عمت الجميع أن نتعظ من الأخطاء السابقة من التجني على حقوق البشر والتجاوز على حرياتهم ونهب ثرواتهم واللعب بمقدراتهم والتدخل في شؤونهم الذاتية والشخصية؟ أليس هذا عدلاً وصوابا يا أصحاب القوة والسلطة وشرطة العالم ذوي الأذرع الطويلة تفتخرون بقوتكم من على شاشات التلفاز والتغريدات الصلفة المهينة المتعالية على المقابل, وأعلانها للملأ وبكل وقاحة ما فعلتم بشعوب الأرض قاطبة والآن تقفون كرؤساء وزعماء دول أمام جماهيركم والناس أجمع خانعين أذلاء منكوسي الرؤوس تلجئون الى التبرير والتحذير والتقصير على ما فعلتم بوجه شاحب كاحل مرتعب ومرتعش في آن واحد. لقد أصبح الوباء عالميا وصار عدو البشرية جمعاء, إذن ما عليكم إلا التراجع والنظر لمصالح شعوبكم وجيرانكم والأمم الأخرى بأن تجعلوا الأنسانية هدفكم ومبتغاكم لكي يعم الخير والصلاح عامة ونعيش جميعا على هذا الكوكب برفاه ونعيم ...هل من مجيب؟! إن لم تفعلوا ذلك فهذا أمر معيب ومخيب وهو في طريقه بأن يصيب الكوكب بأكمله في الوقت القريب من دون أستثناء ويصعب السيطرة عليه كليا.
17-3-2020 - دهوك – أحمد علي حسن
مَكْرُ كورونا
لا زال فيروس كورونا يُكرّر نفسه ويتنكر, والعالم أجمع في هلع وذعر بين فرِ وكَرْ, يختفي هنا ثم يظهر هناك يتبختر ويتجبر. يمكر مكر الماكرين, ويُخيّب ظنَّ العرّافين والملحدين والمفكرين, ويُفشي سرَّ الناكرين. بصمته يبوح هل من مبارز؟ يسير ويجول بين المفارز. يُعْدي ولا يمهل ويميت ويقتل. رؤساء دول يتباكون كساد الأقتصاد, وقبضة كورونا لهم بالمرصاد, وحبس ميزانياتهم بالأصفاد. يتهمون بعضهم بعضا بالمؤامرة, وجيوشهم في الثكنات تهاب المناورة كي تستعد للمشاجرة, خوفا من هجوم كورونا على أساطيلهم, لأنه كشف زيفهم وأباطيلهم. وجعل أسلحتهم عاجزة من صدِّ سطوته, وبان مدى ضعفهم تجاه قوته, حيث قلب الموازين برمته. وتلاعب بالمعايير, وفرض على خبراتهم بالتقصير, وحلّ الضلام مكان التنوير,لا حول لهم ولا قوة إلا بالأستعانة على الله القدير والرجوع نحو الحق المنير وسيجزي الله الشاكرين.
٢٠-٤-٢٠٢٠ – دهوك_ احمد علي
حين تُقلب الموازين
ميزان: التراضي: کێشەر: تەرازی: میزان: scales:balance
عندما يتم التوافق والرضا من قبل الطرفين على أمر ما.
الميزان هو تلك الآلة التي تستخدم في البيع والشراء لوزن السلع التي لا يتم تداولها إلا بذلك، ولكن لو تمعنا في معنى الميزان بصورة أعمق وأدق لوجدناه أشمل وأعم من ذلك، فالأمور الحياتية مبنية جملة وتفصيلا على التوازن والنظام والعدل والقسط والأنصاف.
والأخلال بهذه الشروط يعدو قلباً للموازين ونقضاً للعهد والمواثيق ونكثاً للقسم والوعود وخروجاً عن القيم والمبادئ وحينها:
يصبح الحلال حراماً والحرام يعود حلالاً
ويحل محل الشرف والطهر العار والشنار
ويتوارى الشريف والنزيه ويظهر للعيان المفسد والسفيه
ويسود الجهل والغباء ويصمت العلم والأبداع والذكاء
ويتحكم الجور والظلم ويغيب الرحمة والحلم
ويكثر الفوضى والغوغاء ويسكت الحق والأنصاف
وتضمر المحبة والألفة والوئام ويظهر البغض والحقد للأنام
وتزداد الوااااااااوت السالبة وتزيح عن طريقها الركائز الموجبة
وتنقلب الموازين رأسا على عقب مما تثير فينا الدهشة والحيرة والعجب
وفي العصر الحديث صار واضحا وجلياً حيث اختلفت أمور كثيرة عما كانت عليه في السابق، وبذلك انقلبت الموازين، وأصبحنا نعيش حياة لا نظام فيها، واختلفت العادات والتقاليد، وأنقلب كل شيء عما كان عليه في الماضي الجميل، ماضي الآباء المزدهر بالحب والوئام والوفاق، فكان الصباح يجمع الشمل والتواصل وأصبح الآن الليل هو ملتقى الجميع وبذلك تغير موعد النوم من طبيعته إلى نقيضه، ونتج عن ذلك ظهور أمراض عديدة كالضغط والسكر والبدانة ونجم عنها أمراض نفسية. ولم يكن في العصور المنصرمة طاولة طعام، بل كانت سفرة من القماش يجتمع عليها جميع أفراد العائلة في وجبة الغذاء وأما اليوم فتناول الطعام أصبح انفرادياً، ولا يجتمع أفراد العائلة سوياً لتناول الطعام إلا في النادر، ومع تطور الحياة وكثرة وسائل الأتصال، فلم يعد الصغير يزور الكبير، ولا الكبير يسأل عن الصغير سوى بالرسائل الهاتفية القصيرة التي قضت على أواصر المحبة والأُلفة الحقيقية، ويرتبط معها في ذلك اختلاف تربية الأبناء جذرياً عما كانت عليه في السابق، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل لحق قلب الموازين الأمور التعبدية، فكثر شيوخ الفتاوى الذين يفتون بما لا يعلمون، وأزدادت الأقاويل المتضاربة في ذلك وظهرت أمور وسلوكيات وتصرفات عديدة يصعب حصرها. فهل لنا من وقفة صادقة مع أنفسنا نراجع خلالها حساباتنا، ونحاول أن نعيد بعض أو أكثر مجريات حياتنا كما كانت في السابق، ونعيد الموازين إلى وضعها الطبيعي.
٢-١١-٢٠٢٠ دهوک - احمد علی