الضعف عند البشر
منذ الخليقة والى حد هذا اليوم لقد أبتلى البشر بأنواع مختلفة من الأمراض وأصابه كثير من العلل والأسقام يشفى منها مع مرور الوقت من دون تناول الأدوية والعقاقير بسبب المناعة الذاتية التي منحه الله أياهم, ويبرأ من الأخرى بتعاطيهم بعض أنواع الأدوية الطبية أو الأعشاب المحلية. ولكن قد يصيب الأنسان بداء عضال مستعصي لايرجى شفاؤه لعدم قدرة وعجز المؤسسات البحثية من أيجاد الدواء الناجع له. داء يوصف بأنه دخيل ودفين وعقام وعياء ويصبح مزمناً وتهتز فرائص المريض منه ويرتعب ويرتعد ويرتعش منه وفي النهاية يؤدي به الى الموت المحتوم. والعبرة أنّ الإنسان ضعيفٌ مهما قويَ. ووباء كورونا خير دليل على ذلك الضعف والوهن.
هاجس الخير والشر
أحياناً تصطرع في نفس الأنسان وخاصة عند أصحاب الشأن والتأثير الهواجس وتتنازعهم الأفكار المتشابكة بين الخير والشر فعند البعض يحتدم الوقف ويتصاعد الموقف أعلى درجاته وحينها يشتعل غيظا ويلتهب حقداً يجره نحو أرتكاب الأخطاء الشنيعة بحق شعوبهم وأوطانهم ويجلب لهم المآسي والويلات ويندم على فعلته مثله كنمرود الطاغي والمتعالي والجبار كان نهايته بأن ذُلّ النّعال على رأسه لم يترك له عِزاً ولا شرفاً. وفي المقابل وعند البعض الآخر حين تتنازعهم الأفكار والهواجس العدوانية والعدائية يحاول بكل قوة من الأفراخ من روعه ويذهب الرعب والخوف عن نفسه وعندما يهدأ تجد فيه كثير من الخير ولله دره حاله كحال السماء حين تهطل المطر الكثير ويعم الخير والرفاه للجميع.
نحو مفترق الطرق
حين كنا صغاراً والجدة تروي لنا الأقاصيص الشيّقة ونصغي لها بشغف حيث يأخذ بنا الخيال الى أبعد الحدود حين كانت تدخل في تفاصيل القصة وتصل الى المغزى الحقيقي. يخرج بطل القصة من بين الآخرين لينفذ المهمة الصعبة ويطبق الشروط الملقاة على عاتقه من دون تردد وبثقة تامة من نفسه وقد تهيّأ لتلك المهمة بكامل العدة والتي تليق بالفرسان الشجعان على أفضل وجه. وصولاً الى مفترق الطرق يوقفه الشيخ الكبير ويمسك لجام فرسه ويوجه له بعض التوجيهات: ويقول له وبكل وضوح بأن الطريق الأول على اليمين هو طريق العودة (رێکا هاتنەڤێ یە) باللغة الكوردية وأما على اليسار فهو طريق يتحمل الأحتمالين إما العودة أو خلافه (رێکا هات وباتێ), وأما الثالث فهو وبكل تأكيد طريق اللاعودة لا محال(رێکا نە هاتنەڤێ یە), طريق محفوف بالمخاطر لا رجوع منه ومن سلك هذا الطريق لقى حتفه فيها. وعندما كان يقع الخيار على الأخير من قبل البطل حينها يزداد عندنا سقف التلهف والتشويق حده وكنا نندمج مع مجريات القصة الى أن يعود بنا البطل أدراجه وقد نفّذ المهمة على أكمل وجه وقد كسر قواعد وبنود الشيخ وبيّن لنا بأنه لا مستحيل أمام طَموح وعزيمة الأنسان مهما صعب. فكل من يتسقط الخبر ويأخذه شيئا بعد شيء ويستطلعه ويطلب الوقوف عليه ويتقصاه بقوة وأصرار بلا شك ودون ريب يبلغ الغاية في البحث عنه ويكمله بأحسن صورة.
12-12-2021 دهوك - احمد علي
الحرب ليست لعبة
هناك مقولة مشهورة بشأن الحروب مفادها " لو أردت أن تقيم السلام أبدأها بحرب". أنا أُخالف هذا التوجه الخاطىء وأُصيغها بهذا الشكل" لو أردت تجنب الحرب كرر مفهوم السلام من خلال الدبلوماسية الهادئة مع الجميع". لأن نتيجة معظم الحروب القديمة والحديثة وصلت بها المطاف الى الحل عن طريق التفاوض وإبرام المعاهدات والمواثيق وحينها يحل التصالح مكان الخصام والأقتتال ناهيك عن الدمار والقتل والتهجير من قبل الطرفين أو الأطراف المتصارعة. فمن يعتقد بأنه رابح في الحرب يقينا أنه على خطأ تام لأن الكل خاسر مهما كانت المكاسب التي يحصل عليها. فمن يظن أن الحرب لعبة شطرنج بين كاسباروف وفيشر يخسر أحدهم ويفوز الآخر بعد أن يهزم الملك ويقتل بكلمة واحدة وهي(كش) أي كوشتن باللغة الكوردية بمعنى (موت الملك) ونهاية اللعبة. ولو تخيل أحد بانها مباراة كرة القدم بين منتخب روسيا وأمريكا على ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونخ وعند أنتهائها في الوقت الأصلي والأضافي بالتعادل حينئذ يجب أن تحسم المباراة بركلات الجزاء الترجيحية بينهما لأعلان الفائز وسط صيحات الفرح والبهجة والسعادة للرابح والحسرة والحزن والدموع للخاسر وبعدها الكل يغادرون ساحة الملعب والرضا والسخط بادية على الوجوه لفترة قصيرة وتصبح النتيجة في طي النسيان. ومن يعتقد بأنها طاولة البليارد العريضة بين شخصين حاملين بأيديهم العصي يضربون كرات البلياردو من كل صوب وحدب يحاولون أدخال أكبر عدد ممكن منها في الثقوب وبطريقة فنية وماهرة وأخيرأ يكون الغلبة لأحدهم حسب قوانين اللعبة دون شجار وعراك. ومن يتوهم بأنها لعبة البولينج وأقدام من شخص جرىء حين يتوجه لرمي الكرة نحو الأوتاد المصفوفة في نهاية الممر ويسقطها بضربة واحدة ويحرز اللاعب سترايك في هذه الحالة وينال الجائزة من المشرفين على اللعبة بكل جدارة وأستحقاق. وأخيراً وليس آخراً انها ليست ممارسة ترفيهية دعى لها الدولة المنظمة على هامش أحدى قمم الكبار للدول العظمى المشاركة وذلك للمشاركة في جر الحبل بين الرئيسين الروسي والصيني من جهة والأمريكي والبريطاني من جهة أخرى على مرأى ومسمع الحاضرين ولا ضيرمن يسقط على الأرض لأنها مجرد لعبة ترفيهية والغاية منها هو تغيير جو المشاحنات التي دارت في خلدهم ومخيلتهم أثناء الأجتماعات. الخلاصة يا سادة يا كرام الحرب ليست لعبة كما تظنون بل أنها دمار وخراب وفناء للبشرية فهل من عاقل يتمكن من حل شفرات هذا اللغز العويص والمستعصي على الجميع منذ القدم والى وقتنا هذا ويضع حداً نهائياً لكل الحروب والمنازعات على هذا الكوكب أم يكون النتيجة الحتمية الأبادة التامة على يد معتوه أو مجنون أو مغامر أو متهور يجازف بأطلاق صافرة الأنذار النووي بوجه الجميع ويسجل أسمه خالداً مخلداً في موسوعة گنس لقتله أكبر عدد من البشر على سطح الكورة الأرضية من دون منازع.
6-3-2022 – دهوك – احمد علي
أزمة اوكرانيا طغت على كورونا
يا للمفارقة العجيبة والغريبة في آن واحد بين المحنتين بدأً بوباء كورونا قبل سنوات والمصطنع في دهاليز مختبرات الدول المتصارعة فيما بينها للهيمنة على الشعوب المستضعفة والأستيلاء على مواردها ومقدراتها وأضعافها الى الحد الذي يمكنهم من السيطرة الفعلية عليهم من جميع الجوانب. هذا الفايروس الذي سُدّ الأبواب بوجهه من قبل الجميع وبلمح البصر سارعت الدول المعنية بأنتاج الأمصال واللقاحات في المختبرات من دون التأكد من فعاليتها وألزموا الناس بالتلقيح لتمرير أهدافهم وغاياتهم المبية. وأصبح الوباء الشغل الشاغل لدى الجميع وصار العدو اللدود لهم ودب الذعر والهلع في نفوس الناس من هذا القادم الجديد الغير المرئي والذي مرّ تحويراته وقفزاته البهلوانية سلالة بعد سلالة من أجل الترهيب والتخويف المفرط لخلق هاجس نفسي وعقلي لدى البشر لأعوام قادمة. وما أن بدت بوادر الأزمة الأوكرانية والتلمحيح لغزوها من قبل روسيا توجهت الأنظار نحوها وتناسى الوباء بالمرة وحل البلاء الأعظم على حين غرّة وحُشدت الجيوش وفُتحت الترسانات الحربية من جميع الجهات وأغلقت المختبرات الطبية أبوابها لكي تفسح المجال للمصانع الحربية بأنتاج أسلحة الدمار الشامل لفناء البشرية. لقد حلَّ الوباء والبلاء معاً فأين المصير؟ حقاً أنه الموت والفناء المحتم.
الذكاء والغباء
في خضم أزمة أوكرانيا والحرب قائمة في أيامها الأول خاطب الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب شعبه والعالم أجمع بأن الرئيس الروسي ذكي بما فيه الكفاية وأضاف بأن المشكلة لا تكمن في كونه هكذا بل المشكلة الكبرى والطامة العظمى في قادتنا لكونهم أغبياء. وأضيف على قوله هذا بأن معظم قادة ورؤساء وزعماء الدول أغبياء وحمقى بدليل الكل يتسابقون في تطوير الأسلحة الفتاكة التدميرية ويتهافتون في الحصول عليبها للأعتداء على الجار والبعيدعن الدار تاركين شعوبهم يتذوقون المر ويتراكضون على لقمة العيش. مجرد سؤال لو صرفت جزءٌ يسير من تلك الأموال والأرصدة المخصصة للتسليح الغير المجدي على الشعوب لعاشوا بيسر ونعيم ورفاه وتنجنبوا ويلات الحروب بكل أشكالها.
الخنجر القصير والزر النووي
في الأزمنة الغابرة وقبل التقدم التكنولوجي من كان يملك خنجراً أو آلةً حادة كان يتباهى بها أمام الجميع وكان يضعها على أحدى جنبيه كي يخيف الآخرين بفعلته هذا ويبعد المعادين من حوله فقط. وأما في العصر الحديث تسابقت معظم دول العالم لأقتناء السلاح النووي ومن كافة الأنواع لأخافة المقابل بدلاً من أستخدام العقل والمنطق وأبرام المعاهدات والمواثيق لتجنب الكوارث وويلات الحروب. لقد لوح بوتين المغامر لقادته العسكريين للتأهب والأستعداد للحرب النووية مؤشراً للزر النووي الماثل أمامه فوق الطاولة العريضة وقالها من بعده الزعيم الكوري الشمالي المتهور المعتوه وأستعد هو الآخر من طرفه حين صرّح وأعلنها للعالم بأنه لم يضع الزر النووي أمامه للزينة بل جاهز لأستخدامها متىما شاء.
قانون القوة أم قوة القانون
عندما أقدم صدام في الدخول الى الكويت وأحكم سيطرته عليها قامت الدنيا ولم تقعد وأنهالت عليه العقوبات وزجت معظم جيوش العالم ضده وأخرجوه مرغما بعد تكبيله بالحصار المميت وتقييده بالبنود الظالمة والمجحفة بحق الشعب التعيس البائس على مدى أعوام وما زال يعاني من تأثيراتها لحد الآن لأنه لم يكن كفواً لهم. حرام على الضعيف وحلال على القوي يفعل ما يشاء يحتل دول ويعيث فيها فساداً وخراباً ولم يجرأ أحد من الوقوف في وجوههم أو البوح بأدانتهم لتمتعهم بحق الفيتو المجحف بحق الدول الأخرى المستضعفة. فنهاية الظالم دوما يكون على يد ظالم أظلم منه. وهناك أمثال كوردية بهذا الصدد قيلت قديماً ومضامينها باقية لحد الآن. "مهما تكن شجاعاً فهناك من هو أشجع منك بكثبر". و" يد فوق اليد حتى عنان السماء". و"ما تحسبه لنفسك من قوة وجاه أحسبه للطرف المقابل بالمثل". و" القطة تقاتل الأسد عند الشدة". و"الثعلب قوي أمام عرينه".
مرتزقة الشيشان وحسناوات الأوكران
حشود ضخمة من مرتزقة الشيشان تطوعوا للقتال الى جانب روسيا في حربها على الأوكران أولئك المقاتلين الأشداء ذو البنية القوية والخبرة القتالية الهائلة بوجه الحسناوات الأوكران اللواتي تطوعن لحمل السلاح للدفاع عن الوطن والذود عنه من الأجتياح الروسي. فهل يجرأ أحد أن يسمي هؤلاء بوصفهم دواعش الشيشان وحوريات الأوكران بالأرهابيات؟ لا وألف لا فالكيل بمكيالين هو المعيار الوحيد عند الغربيين أليس كذلك؟
الحلاق الثرثار ومقاصد الأشرار
لو رجع بنا الزمن أيام الحرب الكونية الثانية حين دارت المعارك بين دول المحور أنذاك وما دار بين الحلاق الثرثار وسامعيه والزبون المسكين الماثل تحت رحمة المشرط بين يديه وهو يسترسل في توضيح الأحداث الجارية في الجبهات وجعل من رأسه خارطة لتوضيح العمليات العسكرية بين الروس واليابانيين والأمريكان ناسياً أو متناسياً بأنه أحدث جروحاً بليغة في رأس ذلك الشخص الذي ليس له فيها ناقة ولا جمل فضاق من ثرثرته وضجر من تصرفه ولم يعد يتحمل آلام الجروح وصاح بوجه الحلاق صارخا قبل اكمال حلاقته:" تبا لك يارجل ماذا فعلت براسي لعنك الله ولعن الساسة والسياسيين والروس واليابانيين والأمريكيين والناس اجمعين". واليوم نحن والعالم أجمع مقبلين نحو شفا حرب كونية ثالثة وما هي إلا أيام معدودات وأزرار النووي تنطلق من أيدي المغامرين الأشرارالجدد لدمار الكوكب بأكمله. ولسان حالي يبوح:"لعن الله الدول العظمى النووية أجمع لتكديسهم الترسانات بهكذا أسلحة فتاكة بدلا من توظيف تلك الأموال لرفاه الشعوب كي يعم الخير للجميع".
6-3-2022 – دهوك – احمد علي