السب والشتم: حقائق عامة
تتردد الشتائم الغير لائقة والألفاظ البذيئة النابية والسباب بين الناس وبشكل يومي تعبيراً عن السخط والغضب والحقد دون أن يدرك البعض خلفيّتها الحقيقية. والبعض يتلفّظون بالشتائم دون معرفة معناها أو أنها عادة تربّوا عليها فتعوّد اللسان على أن يلفظها بطريقة تلقائية كالببغاء. ولكن يوجد بعض من الألفاظ التي يصعب قولها أو كتابتها بل نسمعها يومياً في الشوارع والتليفزيون ونقرأها على شبكة الإنترنت. ومن الغريب والعجيب أننا نرى نوعاً مِن الفهلكة في توليد تلك الألفاظ البذيئة، فكلّ يوم نسمع شتائم جديدة تضاف الى قاموس الشتائم القديمة المألوفة.
طرق الشتم:
1- بالقول والكلام جهراَ وعلانية.
2- ويمكن أيضاَ التعبيرعن الشتيمة من خلال الحركات التعبيرية والإشارات والأصوات والأفعال، فبحركة واحدة يمكن أن نهين الآخرين ونتسبّب في جرح مشاعرهم وذمهم أمام الناس.
دوافع الشتائم
لماذا نشتم وما هي دوافعها؟
يوجد العديد من الدوافع التي تجعلنا نشتم أو تتسبب في الشتيمة فمنها:
1- البيئة الإجتماعية: حيث يحصل الطفل أو الإنسان بشكل عام على المفردات البذيئة التي يتعلمها من بيئته. وكلّ بيئة لها طريقتها في التعبير عن الشتيمة. وإذا نظرنا إلى البيئة الفقيرة والغير متعلمة فمفرادات الشتيمة فيها تتركّب من الإهانات الجنسية، بينما تختلف عند الطبقات الأعلى، حيث يشتمون من الجهة الاقتصادية والمادية في طريقة الملبس والمأكل.
2- مشاعر الكبت الداخلية: فيمكن أن تحدث الشتيمة بسبب الغيرة فنتعمّد أن نهين الآخر ونجعل الآخرين يحتقرونه، فنصبح نحن الأفضل.
3- الشعور بالنقص: فإذا كان شخص ما في مستوى أرفع من الآخرين في المكانة فتنتج الشتيمة والإهانة بسبب الإحساس الآخرين بالنقص، فيحدث تفريغ للطاقة من خلال سب الآخر الأرفع في المستوى وشتمه.
4- سوء الفهم: فتحدث الشتيمة بسبب سوء فهم الآخر للآخر نتيجة لسوء فهم المفرادات اللغوية مثلاً.
5- رد الفعل: فتحدث الشتيمة نتيجة شيء فعله الآخر, حينئذ يضطرإلى الشتيمة من دون تفكير.
أضرار الشتيمة:
للشتائم أضرار عضوية ونفسية كثيرة ومن أهمها:
١- تعتبر الشتيمة تفريغاً لما في الداخل وليست علاجاً، فلا تساعد على مواجهة المشكلة بل تفاقمها بشكل أكبر.
٢- تسبّب في جرح مشاعرالناس، فمن الممكن أن ينسى الشاتم إساءته للآخر، ولكن الذي يُشتم لن ينسى أبداً.
٣- سيواجه الشخص الشاتم نفوراً اجتماعياً فلا يتصاحب عليه أحد إلا الشاتمين أمثاله.
٤- بسبب شتيمة يمكن أن تخسر فرص عديدة في الحياة وأحياناَ محبتك وعلاقاتك بالآخرين.
٥- الشاتم لا يستطيع أن يكون قدوة حسنة أمام الآخرين إن كان زوجاً أو زوجة.
٦- الشتائم تعيق الحوار وتمنع التواصل بطريقة صحيحة، فالشتم طريقة عدوانية للتعبير عما يدور في ذهنك.
٧- الشتائم تشوّه الصورة، فيمكن أن تسبب اللغة المسيئة تشويهاً لمظهر المستخدم لها ويفقد احترام الآخرين له.
٨- إضعاف الشخصية، قد يظنّ الشاتم أنه قوي وذو شخصية مؤثرة، لكنه في الحقيقة ضعيف الشخصية.
٩- للشتائم تأثير على أجسادنا، فنطق أو سماع الشتائم بصورة مباشرة يؤدي إلى تعرق بالكفين.
١٠- الجهل، فالفهيم يتمكن تجنّب الأشياء البذيئة، ويظهر شخصيته الحسنة ويفرض احترامه على الآخرين.
١١- الشتيمة تُعتبر قتلاً للآخر من الناحية اللفظية والمعنوية والنفسية والاجتماعية، فالقتل ليس بالسلاح المادي فقط، بل بسلاح آخر أقوى وهو اللسان. فالسلاح يجرح الجسد ومع الوقت سوف يتعالج ويتعافى، ولكنّ كلمات اللسان السيّئة تجرح النفس وستظل علامة طوال العمر.
الوقاية من الشتيمة:
إذا كانت الشتيمة في مرات كثيرة عبارة عن تفريغ للطاقة السلبية عند الإنسان الذي يشتم، فالأفضل أن يتعلم هذا الشخص كيف يستبدل طاقته السلبية بأخرى إيجابية. وإذا كانت الشتيمة ناتجة عن سوء فهم الآخر، فينبغي حينئذ أن يقوم الشخص بتطوير مهارات التواصل الفعّال مع الآخرين وحل النزاع بأشكال سلمية والتعامل مع الأفكار السلبية بطريقة مفيدة، وهكذا لا يُضطرّ الإنسان إلى اللجوء للشتيمة وأستخدام الكلام البذيء.
علاج الشتيمة:
هل للشتيمة علاج؟ هل هي مرض يجب أن نتعالج منه ونقي أنفسنا منه ؟ إن الشتيمة في حد ذاتها داء يجب أن نجد لها الدواء الناجع لكي نتخلص منها، فكما يقول المثل: "لكل داءٍ دواء". إنها مرض مثل كل الأمراض التي يمكن أن تصيبنا، ولكن الفرق نحن نختار ذلك المرض كي يصيبنا وإنما الأمراض الجسدية تصيبنا من حيث لا نعلم. فهل من العقل أن نختار لأنفسنا مرض نُصاب به؟
بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد على علاج داء الشتيمة والتخلص منها نهائيا:
1- الثقة بالنفس، مهما كان ينقصك مِن أشياء يجب أن تعلم أنه ما مِن إنسان كامل أو إنسان يمتلك كل شيء.
2- تقبّل النواقص والعيوب، فما مِن عيب لا يمكن إصلاحه أو التعامل معه.
3- الدعاء والطلب من الله والصلاة الدائمة تساعد في محبة الآخرين.
4- لا تحاول حل مشكلة بمشكلة أكبر عن طريق الشتيمة، فهي ليست حلاً بل بداية مشكلة أخرى.
5- فكّر في مشاعر الآخرين من حولك قبل أن تتفوّه بالشتائم.
6- عوّد لسانك على كلام التشجيع واللطف فلن تجد مكان للشتيمة والسب والكلام البذيء
7- حاول أن تتحلّى بطول الأناة وبطء الغضب، وحاول أن تتحكم في مشاعرك ولسانك ولا تجعلها تتحكم فيك.
كيف نستفيد من شتائم الآخرين لنا؟
هل يمكننا أن نستفيد من شيء سيئ يمكن أن يتسبب في جرح سمعتنا أو مشاعرنا مثل الشتيمة؟ هل يمكننا أن نتعلم من الشتامين أشياء جيدة يمكن أن تفيدنا في حياتنا؟ الإجابة نعم!! يمكن أن تكون شتائم الآخرين هي باب ندخل من خلاله إلى نفس الشاتم، ويمكننا أن نستفيد من ذلك لتحسين التواصل معه في المستقبل وتغييره نحو الأفضل.
الموضوع منقول بتصرف من عدّة مصادر وترجمتها الى اللغة الكوردية والأنكليزية في مواقع أخرى
أعداد وكتابة: احمد علي حسن
21-2-2019 – دهوك – كوردستان العراق
تنوع وتأثير التيّارات على مستقبل الأنسان
التّيارات الطبيعية والمختلقة
مسارٌ، أو اتّجاهٌ، أو حركةٌ عامة
يمكن تعريف كلمة التيار في الاصطلاح على أنه حركة دافعة مثل الموجة ، ولها صفة الشمولية والجماعية ، وتنتقل من خلال الناس ومن خلال الأجسام إلى أماكن مختلفة ، ويتميز بتأثيره الكبير على الحياة الاجتماعية ، وبالتالي التيار هو الذي حصل على قدر كبير من التأثير في الحياة وفي المجالات التالية : الفكرية والتطبيقية والاجتماعية والسياسية ، حيث أن كلمة "تيار" تعني تعدد الأفكار والآراء تجاه قضية محددة أو مسألة معينة.
1- أنواع التّيارات:
أولاً: التّيار التكنولوجي: هو التّيار المتعلّق بالأمور التكنولوجية والتطورات الحاصلة خلال الحاضر والمستقبل وتعبر عن قدرة الفرد في مجاراة هذه التطوّرات والتعامل معها.
ثانياً: التّيار السياسي: برز عدد كبير من التيارات السياسية التي انقسمت إلى التيارات السياسية الكبيرة، والتيارات الصغيرة ، وتناولت هذه التيارات قضايا متعددة. وقد ظهر عدد ضخم من التّيارات السياسية وتقسّمت التّيارات إلى تيارات أصغر وأكبر حيث لم يترك السياسيون أمراً إلا جعلوا له أهلاً فمن سار معهم وأيّدهم كان في تيارهم وركب مركبهم وإلا كان مع تيّار أخر وإذ أراد الشخص الابتعاد عن الأمور السياسية جعلوه في تيار كارهي السياسة .
ثالثا: التّيار الإقتصادي: وهو عادةً ما يحتاج للإعلان ولا تعد التّيارات الإقتصادية كثيرة ولا قليلة ويلاحظ خروجها بشكل مدروس وفعال بحيث تدفع التاجر والأفراد ينضمون لهذه التّيارات وهي عبارة عن تيارات ربحية ومن أكثر التّيارات التي ظهرت وانتشرت في عالم الإقتصاد تيار البورصة حيث وجدت لها مشجعين بشكل غير محدود بداخل الوطن العربي وخارجه . وبما أن التيار الاقتصادي تيار ربحي يهدف إلى الترويج والإعلان.
رابعاَ: التّيار الفكري: مجموعة من الأفكار التي تتبعها مجموعة معينة، وتتخذ فكراً معيناً أو اتجاهاً واحداً، بهدف تغيير الوضع الراهن. وهو عبارة عن حركات فكرية تنتهجها مجموعة من الأشخاص أو الجماعات المتبنية لفكرة أو اتجاه واحد، ويكون هدفهم من ذلك تغيير النظام القائم بأبعاده المختلفة، سواء أكانت سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصاديّة، واستبداله بنظام يحمل أفكاراً جديدة، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذا النوع من التيارات لا يأخذ صفة الديمومة، إلّا إذا تحول إلى حزب، أو تنظيم يحمل دستوراً وله مبادئه وأهدافه وحضوره السياسيّ، ومن التيارات والحركات الفكريّة ما يلي: الاستشراق، والتبشير، والماسونية، والصهيونية، والعلمانيّة، والقوميّة، والتغريب، والوجودية، والبهائيّة، وما إلى ذلك من التيارات.
خامساَ: التيار العاطفي أو التّيار الشعوري: وهو طريقة وصف للمشاعر الإنسانية بشكل متسلسل وعادةً ما يتم استخدام هذه التّيارات للتعبير عن الشخصيّات القصصية الخيالية. وقلما نجد للتيار العاطفي أو التّيار الشعوري تأثير مباشر على مجموعة كبيرة من الناس بحيث تمس نمط حياتهم وطرق معيشتهم سلبا كان أم أيجاباَ.
سادساَ: التّيار البحري: هي عبارة عن تحرك كتل مائية في أحواض المحيطات والبحار في اتجاهات محددة وبأشكال منتظمة في مسارات تشبه مسارات الأنهار العريضة. ويعود تشكّل التيارات البحرية إلى عوامل جغرافية عديدة منها الرياح، خاصة الدائمة منها. إذ تدفع الرياح المياه البحرية السطحية في اتجاهها العام نفسه. وهي حركة دوران الأرض حول محورها التي تؤدي إلى انحراف المياه صوب اليمين في نصفها الشمالي، وناحية اليسار في نصفها الجنوبي, وخاصة ما يتعلق بدرجة حرارتها وملوحتها. ويضاف إلى ذلك عوامل أخرى مثل أشكال السواحل ومياه الأنهار التي تصب في البحار والمحيطات. ويمكن تعريف التيار في الماء على أنه حركة سطحية تحدث في ماء المحيط ، وتتأثر باتجاه حركة الرياح، وتنقل المياه الدافئة إلى المناطق الباردة، أو تنقل المياه الباردة إلى المناطق الدافئة، كما يُعرف التيار بأنه شدة جريان الماء. والحركة المستمرة التي تنتج بفعل تحرك جزء من الجسم السائل ؛ ومثاله تيار النهر السريع.
سابعاَ: التّيار الكهربائي: وتعريف التيار في الكهرباء والطبيعة: تدفّق الشحنات الكهربائية، أو كمية الشحنات الكهربائية المتدفقة عبر نقطة محددة في الدارة لكل وحدة من الزمن، وهو عبارة عن سيال كهربائي يجري في مسار موصل للتيار الكهربائيّ. ويتميز التيار الكهربائيّ بقدرته في أخذ شكل التفريغ المفاجئ للكهرباء الساكنة؛ مثل حدوث صاعقة برق، أو شرارة بين الأصابع، أو لوحة تبديل الضوء، ويعني التيار الكهربائي عند التحدّث عنه الشكل الأكثر خضوعاً للسيطرة منه؛ مثل: البطاريات، والمولّدات، والخلايا الشمسية، وخلايا الوقود، وتُحمل الشحنة الكهربائية بواسطة الإلكترونات، والبروتونات داخل الذرة، وتكون شحنة البروتونات موجبة، بينما تحمل الإلكترونات الشحنة السالبة، وعادة تبقى البروتونات ثابتة داخل أنوية الذرة، وتقوم الإلكترونات بوظيفة حمل الشحنة من مكان إلى مكان آخر. لذا, فإن تدفّق الشحنات الكهربائية في الأجسام (صلبة كانت أم سائلة) حيث تتدفق الإلكترونات في المواد الصلبة ، أمّا في السوائل تتدفق الأيونات منتجة التّيار الكهربائي. ويكون التّيار ذا شحنة موجبة أو سالبة ويقاس التّيار الكهربائي بوحدة أمبير. يلاحظ من تعريف ومعنى التّيار الكهربائي بأنّه تسيّر مجموعة لهدف معيّن وأغلب الظّن أن هذا المفهوم وتعريف ومعنى أساس منطلق كلمة التّيار حيث أخذ المعنى بالعموم ليتفصّل معبّراً عن تيارات مختلفة.
ثامناَ: التّيار الجوي: وأما التيارات الجوية فهي التدفق أو الحركة المستمرة والسَلِسَة إلى الأعلى؛ مثل تيار الهواء في الأجواء. كثيرة هي العوامل التي تؤثر على المناخ حول العالم، ومن العوامل المؤثرة في المناخ ما هو طبيعي أي بفعل قوى الطبيعة من تلقاء ذاتها، ومنها ما هو مُحدث أي مرتبط بالضرورة بالنشاط البشري من تصنيع وعمران. كما تتفاوت هذه العوامل من حيث الإطار الزمني لتأثيرها، فبعضها يؤثر على المدى القصير والآخر يتراكم ليحدث مفعولاً على المدى البعيد.
تاسعاَ: التيارات الدينية : في العالم تيّارات متنوعة دينية من كافة الأنواع والجميع تتصارع فيما بينها وتتواجه مع الأخرين وبصورة دائمة ومستمرة مخترقة الحدود والسدود من أجل السيطرة والأستحواذ والتحكم بالآخرين. ويعرف العالم الاسلامي انتشار لنماذج من التيارات الدينية المتعددة ويمكن حصرها في أربعة نماذج رئيسة وهي:
1- النموذج الشيعي الإيراني: الذي يحاول الانتشار في شمال إفريقيا وفِي غربها، ويمتد بعمق في سوريا والعراق ولبنان واليمن وشرق السعودية، كما يعمل جاهدا لخلق أقليات شيعية بأوربا تشكل امتدادا سياسيا وعقديا ومذهبيا لإيران الفارسية من جهة, وتسهل بذلك سيطرتها على النفط بالشرق الاوسط ، والتحكم في التجارة العالمية وموازين القوى العالمية من جهة أخرى.
2- النموذج السلفي: وأمام هذه الاستراتجية التوسعية الكبرى التي ينهجها النموذج الشيعي، نجد في مقابل ذلك النموذج السلفي الوهابي بتياريه المعتدل و"الجهادي" يواجه بقوة وشراسة هذا المد الشيعي، أو لنقل الزحف الفارسي على الجزيرة العربية، ويلاحظ المتتبع لمسار السلفية أنها لا تكتفي بالمواجهة للنموذج الشيعي بل يتغلغل في آسيا ويحاول الانتشار في أمريكا وأوربا كما أشارت إلى ذلك الكثير من الدراسات والمراكز البحثية والاستخباراتية.
3- النموذج السني الصوفي: ثم نجد، إلى جانب النموذج السلفي بتياريه، النموذج السني الصوفي الذي تبناه المغرب وأهله ليصبح مطلوبا لدى العديد من الدول الإفريقية والعربية والأوربية منها تونس وبوركينافاسو، وغينيا، والسنغال ، والنيجر، وليبيا ... بل حتى في الجزائر وموريتانيا اللتين تحاولان اقتباس النموذج السني الصوفي المغربي لمواجهة أفكار التشيع والتطرف والغُلو ونبذ الاٍرهاب بكافة أشكاله.
4- الاسلام السياسي للإخوان المسلمين: ويبقى الاسلام السياسي للإخوان المسلمين بمصر وتركيا وتونس رابع النماذج التي تتصارع في هذا الفضاء الديني الشاسع والمترامي الأطراف، فبالرغم من فشل الإخوان في الاستمرار في السلطة بعد الربيع العربي بمصر وتونس بعد 2011، وبالجزائر في سنة 1992، لكنهم لازالوا يحملون مشروع الأمة الاسلامية، يتجلى ذلك في الندوات والملتقيات التي تجمع الإخوان المسلمين عبر العالم في تركيا أو في مصر أو في أوربا والتي يتأكد من خلالها تشبثهم بحلم إقامة خلافة إسلامية راشدة. كما إن استغلال الاخوان المسلمين للدين في السياسة عبر توظيف العمل الإحساني والخيري والصحي والاجتماعي يمكنهم من حصد أصوات انتخابية مهمة ويساعدهم في ذلك الجهل والأمية والتخلف والاستبداد السياسي والفقر المدقع.
2- تأثير التيّارات السابقة على الأنسان
لكل التيّارات تأثير مباشر أو غير مباشر على الأنسان بصورة خاصة وعلى الجنس البشري بشكل عام. فتأثير البعض منها يكون قليلا وضعيفا ويكون محدوداَ ويشمل عدد قليل من البشر ولا يتعدى الى الآخرين. فالتّيار الكهربائي مثلاَ قد يؤدي الى الصعق أو الصدمة أو الحريق على أشخاص أو ممتلكات, والتيّارات البحرية يمكن أن تسبب ضررا كبيرا للبنى البشرية على الأرض من كوارث، وغالبا ما تسبب أضرارا وتشكل خطرا على الممتلكات والأرواح، وتغيّر الطبيعية الأرضية بشكل دائم؛ وقد تؤثر أيضا على المحيط نفسه ولكن بشكل محدود وموضعي. والتّيار التكنولوجي نافع ومفيد على الأغلب للبشرية جمعاء لو أستخدم بالشكل الصحيح والمناسب وللأغراض الأنسانية البحتة ولو تعدت لغير ذلك فتصبح وبالا عليه حين توجه صوب الحروب والأقتتال والأبادة الجماعية, وأما التّيارات السياسية والفكرية فيكون تأثيرها محصورا في جماعة معينة في بلد ما أو تتعدى خارجها ولكن التأثير بطيء ومحدد جداً على الأنسانية, و التّيارات الأقتصادية همها الوحيد الربح والكسب المادي فتأثر على دخل الفرد ومستوى معيشته أحيانا من أرتفاع وأنخفاض ولكن لا يكون تأثيره بليغا وبدرجة كبيرة وعلى نطاق واسع. وأما التيارات الدينية جمعاء في العالم بغض النظر عن مسمياتها وأهدافها ودوافعها وأجنداتها أكانت دينية متجذرة أم سياسية وأقتصادية مفتعلة معاَ من أجل السيطرة على الثروات وموارد الطاقة لتلك البلدان بأسم الدين والتوجهات المتعلقة بها. فالخطر الحقيقي والفعلي آتٍ منها وتأثيرها أعم وأشمل على مستقبل البشرية جمعاء ومن دون أستثناء والكل مكتوي بنارها لأن شرها يعم الجميع ويخلق شرخا عميقا في بنية المجتمعات الأنسانية قاطبة في المدى القريب والبعيد, فهي أخطرها لأنها تشمل جميع التيّارات الآنفة الذكر من تأثيرات وتُحرك الجميع وتُغيّر البوصلة بأتجاه أهدافها ومنافعها ومكتسباتها الآنية والمستقبلية في الخفاء والعلن وبشكل مستمر و دائم.
الخلاصة النهائية: أذن التيارات الدينية المفتعلة والمصطنعة المتشددّة منها أوالمتعصبة أياَ كان مصدرها ومنشئها وداعميها, كلها تنصب في خلق أجواء مضطربة وخطرة تُنذرْ بالسوء على حياة وأستقرار البشر وليس بمقدور أحد التنبأ بما يؤول أليه الأنسانية من تبعات قاسية على المدى المنظور أو التوقع ما سوف يجري في المستقبل من مآسي وويلات وكوارث من فعل البشر أنفسهم وجنت على نفسها براقش.
9-10-2020 – أعداد : دهوك - أحمد علي
المصادر: من مواقع عدة في كوكل