حب بعد الخمسين
قصة علاقة واقعية وقعت أحداثها بطريقة شبه خيالية عبر شبكة العنكبوت في فترة حقيقية من عمرهذا الزمن الواسع والفسيح في عالم يبدو كبيراً في واقعه بل ضيق وكأنه قرية صغيرة.
ولد هذا الحب عبر الفضاء ومن خضم الشبكة وعن طريق الصدفة وبدون سابق إنذار وشبكني إليه لأبعد الحدود حيث لا مفر منه ولا مخرج. لقد التصق في مخيلتي ودخل شعوري من أوسع الأبواب وأمتزج وسار في دمي كسيران النار في الهشيم .
أهدي قصيدتي المعنونة (( أجراس الحب )) أو (( حب بعد الخمسين )) إلى أعزّ إنسان في هذا الكون التي لم تراه عيني بل أحسّ به قلبي المسكين وشعر به وجداني العميق وأكتنفه روحي بكل جوارحه وصوره أحاسيسي وخيالي مما جعلني أراه أمامي أينما ذهبت وحيثما جلست صورة حية ناطقة متكاملة كأنني ألفته منذ أزمنة و دهور, جزء لا يتجزأ من حياتي في رحيلي وترحالي, يقظتي ومنامي, بل في عسري ويسري.
لقد نبع من أعماق قلبي و تدفق فجأةً وطفح على السطح مثل البركان وقذف حممه وأخرج معادنه النفيسة وغمرعلى الجوانب وملأ المكان كله .فيها خلّدت أسمك يا أڤيني ولم أكن أفكر يوماً بأنني سأتغنّى شعراً وأحبك بهذه القوة , إنها شعوري و إحساسي تجسدت فيها كل هذه المعاني من خلالها وستبقى هكذا أبد الدهر. جاءت ولادة هذه القصيدة الفيّاضة بالمشاعر الحقيقية والمحبة الصادقة والعشق الطاهر النقي نتيجة طبيعية وثمرة من ثمار هذا الحب الغريب بيننا .
لا أدري لماذا عشقتك بهذا القدر وتماديت فيه حد الثمالة حيث تحديت الواقع وتخطيت كل الحواجز والعوائق الطبيعية والعائلية والروحية والاجتماعية وضربت كل الأعراف والتقاليد عرض الحائط ووقفت بوجه إرادتي وقوة عزيمتي وفي نهاية المطاف رضخت إلى قانون واحد وهو قانون الحب الذي لم أستطع الصمود والمقاومة بل لجأ إلى الاستسلام و قبل على نفسه سلطان العشق والغرام.
أنها مهداة من قلب أعترك الحياة وذاق حلوها ومرّها بهجتها وشقائها خيرها وشرّها. نابعة من ثنايا الفؤاد ممزوجة بدموع الغربة والحنين واللوعة والأنين و الشك واليقين . كلماتها معطرة بأحلى القوافي زاهية بعبق النفس الراضية المطمأنّة .
لقد دونت لك هذه المقدمة والتي أبين فيها العلاقة العاطفية التي مضت بيننا وعلى مدى عامين. تلك العلاقة التي لم تمسها أية شائبة رغم كل الصعوبات القاهرة. وظلّ الاتصال بيننا مستمرا ولو تخللها أحيانا بعض الانقطاع بسبب الظروف القاسية التي يمر بها البلد.
سأظلُّ أحبك و يبقى غرامك مغمور في القلب وساكن في الروح وجارٍ في العروق.عشقك أصبح خالداً وسرمديّاً لا أستطيع نسيانه بهذه السهولة مهما حاولت التملص أو اختلاق الأعذار وإبداء الحجج والبراهين الواهية. أعرفك كما أعرف نفسي . ولا ألومك على شيئ إن كنت قادرة على ذلك فهذا يعود لك. وأمّا من ناحيتي فلا أستطيع أن أفارق الخط مهما حدث. فإن كنت وفية فعليك البقاء على وفائك . وإن أبيت فلك الخيار في ذلك. لا أكراه في الحب والاستمرار فيه . أنا باقٍ على العهد وفياً مخلصاّ وأتمنى لك الحياة السعيدة في الحاضروالمستقبل. لا أقول لك وداعاً كما عودتني عليها , بل أقول لك إلى الملتقى إنشاء الله
8-11- 2005 _ أحمد علي
لقد نظّمت هذه القصيدة العاطفيّة الممتزجة بإشارات صوفيّة وجدانيّة. اهديها لك يا أڤيني أنت أغلى حب وعشق وغرام عرفه قلبي على مر السنين
شوق و حنين
هاجَتْ صَبابَتي وزادَ إشْتياقي وفاضتْ لوْعَتي حينَ التلاقي
بتُّ أَنشُدُ للْنديمِ سرَّ هيامي وأَشكو لِلْهوى دَمعيَ المُراقِ
لَوْ ضاقَ بالعَينِ فُسْحةَ الكَوْنِ فَروحي تَجوبُ عنْكِ في الآفاقِ
لَعَلّي أُداعِبُ طَيْفَكِ الشارِدَ أُخفيهِ في ضُلوعي في الأَعْماقِ
تَوّاقَةٌ رُوحي تَرومُ إِلى العُلا وقَلْبي يَرْتَجي لَذةً في الْعِناقِ
إِنْ لَمْ تَنَلْ نَفْسي منْكِ وَصْلاً فَأُسَلّي الروحَ بشِدَّة الْفِراقِ
لَكِ عندي في الْصَدْرِ حَسْرَةً دَمْعي لَمْ تَجُفْ قَطُ في المآقي
لا الْهَجْرُ أفادَ ولا خَفَّ الْجَفاءُ ولا الْنُفورُ قَرَّبني نَحْوَ الوِفاقِ
قَلْبي مَرْهونٌ وروحي طائِرٌ وفكْري شارِدٌ مُقَيَّدٌ بالوِثاقِ
نثرْتِ ورودِكِ الحُمْرُ أسهما وَغْزاً وكَأَنَّهُنَّ سِيوفاً رِقاقِ
مَهْلاً ئەﭭيني شَوْقي لا حَدَّ لهُ جَاوَزَ الْمَدى يُسارِعُ باللِحاقِ
أَهيمُ حُباً حينَ يُؤَرِّقُني حَنيني هَيامَ مُتَيَّمٍ مُغْرَمٍ للْوَصْلِ تَوّاقِ
فَعَلَّني الشَوْقُ وأَزْدادَ سُقْمي ونارُ الحَنينِ لَمْ يُخْمِدْ احْتِراقي
فَلا عَجَباً إَنْ بَدا الْشَهْدُ مُرّاً حينَ طابَ الْدَمْعُ حُلْوَ الْمَذاقِ
لَقَدْ سَقاني زماني جُلَّ همومه فَجِئْتُكَ مُناجِيا أَيُّها الساقي
درْ لي كَأساً من خَمْرِ الشفاهِ لَيتَ بالسُكْرِ أَنْتَشي من الفُواقِ
لَقَدْ وَلَّى شَبابي ثَمِلاً بلا خَمْرٍ ومَشيبي جاثِمٌ فوقَ الْمَدى باقي
صَريعُ الْهَوى لَنْ يَرْضى رَأْفَةً ولا مِنْ عَيْنِ الحَبيبِ نَظْرَة إِشْفاقِ
سابِحٌ في بَحرالشَوْقِ والهَوى أُناجي كَيْفَ الْنَجاةُ منَ الإغراقِ؟
أَيَشْفَى غَليلَكِ إِنْ مُتُّ غَريقاً أَو يُدْمى الفُؤادُ بِدَمٍ مِهْرا قِ؟
لا أَرْتَضي منكِ هذا وذاكَ معَاً فَلا للمَنيَّة بُدٌّ ولَيْس من واقِ
وشَدْوي مَلأَ الكَون َبلا تَكَلُّفٍ وافتناني مَنْبَعُ وَجْدٍ مِصْداقِ
فَيا لِحُبٍّ كامنٍ سَقَى الأَحْشاءَ وَفي الْعُلا يَرْقى ما لَهُ من راقِ
لَوْهَمَّ روحَكِ نَحْوي عَلى مَهْلٍ روحي للتَوحُّدِ مُسْرِعةٌ سَبّاقِ
2005 – موصل – أحمد علي
شوق اللقاء
رَغْمَ القَهَرْ
وكثْرة الضَجَرْ
وغَدْرُالزَمانِ والْقدَرْ
واقِفٌ شُمُوخَ الشَجَرْ
تَحْتَ وابِلِ الرِيحِ والمَطَرْ
أَتَحَلّى أَمَلا وثَوْبَ الصَبرْ
لِمنْ غابَ عَنْ عَيني وهَجَرْ
اُراقِبُ النُجُومَ وَضَوْءَ القَمَرْ
لَعَلَّ طَيْفُكِ يُداعِبُني وَقَتَ الفَجرْ
أَو يَسْري هَمْسَ أَنفاسُكِ في الصَدرْ
أَصْحو خَيالُكِ يُسامِرُني وقْتَ السَهَرْ
وَأَغْفو رُوحُكِ يُعانِقُني كَأمْواجِ البَحرْ
أَشِرُدُ خَيالي لأَرى مِنْكِ لَمْحَةً في البَصَرْ
وأَسْرُقُ لَوْعَةَ مِنْ حَنانِكِ لِتَبْقى طُولَ الدَهَرْ
فَأَنْتَشي شَوْقاً باللِقاءِ وأَبْقى هائِماً في السُكرْ
29 \ 6 \ 2016 دهوك
أجراس الحب
زُدتِ عَذاباَ فوقَ عَذابي
3. أَدْري إِني كُنْتُ حاضراَ
بلْ للمَلأ أَعلنْتِ غِيابي
4. جاوَزَني الحُبُّ لكِبرِ سِنّي
غَرامُكِ عادَ لي عِزَّ شَبابي
5. إِن كان لي عُذرٌ أَفشيتهُ
ولكنْ ليسَ كُلَّ أَسْبابي
6. مَنْ يَلمْني لَسْتُ بِكارهٍ
أَعْلنُ عَنْ عُذْري وعِتابي
7. إِن نلْتكِ كَسَبْتُ حَبيباً
أَتدْري أَفقدُ أَعزَّ أَحْبابي
8. وَقعْتُ بين لَظَى النارين
مَهْما أَبتعدتُ يزيد التهابي
9. عِشْقكِ ضَمَّني نحوَ الثُريّا
لَيتهُ يَبْقى معي إلى التُرابِ
10. غَيري كَأسُ المدامِ يُسْكِرهُ
دمْعي مَزْجُ غَرامِ أًلذٌّ شرابي
11. ما لي لَوْ أصابني سَهْمُ العِدى
شَفَى جُرْحِي قَذْفُ حِرابِ
12. لَوعةُ طِفْلٍ، أَمْ وهْمُ خيالٍ
ساكِنٌ، أَمُبحرٌ في السَرابِ
13. مُرادي يَبْقى غَرامُنا عامِراً
والشُؤمُ يَزولُ نحوَ الخرابِ
14. بَلابلٌ تُنشِدُ الدنيا طَرَباً
مَن يَودُّ سَماعَ نَعيقَ غُرابِ
15. لَمْ أَحْظى رُؤْيةَ عَيْنَيكِ
عَذْبُ كَلامٍ فاضَ إِعجابي
16. هُمْ يُغنون لشيرينَ عِشْقاً
ئَەڤو تُطْربُني في خَلْوةٍ محْرابي
17. بأَلسُنٍ ثلاثْ تغَزَّلْتُ شِعْراً
صَمْتي يُبدي فَصيحَ جَوابي
18. لا أَودُّ سمَاعَ عَزْفَ النايْ
ما دامَ يُثيرني نَغَمَ الرباب
19. ما لي مَنْ أرقَصَهُ الطُبول
مُذْ أَنتَشَي بألحانِ زِرْيابِ
20. كمْ منْ عاشقٍ تَغنَ بليلاه
بُتُّ أنشدُ لأَڤينَ عَذابي
21. أَوْقفوا النواعيرَ إنْ شِئتمْ
لا لَومَ لوْ سَيّرْتُ دولابي
22. رَكَبْتُ الموْجَ بلا هَلَعٍ
جاوَزْتُ الحدَّ لَسْتُ بِهَيّابي
23. جِئتُكِ أَبحَثُ عَن مَوْطنٍ
كِيانُكِ ملاذٌ فيه أغترابي
24. مَنحْتِني حُباً مِلْئ الفُؤادِ
إصْرارُكِ مَحا جُلَّ إرتيابي
25. لي قلْبٌ أَظنُّ أَنا مالِكُهُ
بلا لُبٍ أَبحَثُ عنْ أَلْبابِ
26. أَكُنُّ لأَهْلي حُبّاً وأَضْمُرُ
حُبَّ بعيدٍ بينَ الأغْرابِ
27. بُحْتُ بسرِّي غَيرَ نادمٍ
قُلْ لي برَبِّكِ ماعِقابي
28. وهَبْتُكِ ما بَقَى منْ عُمْرٍ
مُنايَ وصْلُكُ ورَدُّ ثَوابي
29. بُكائُكِ المُرْ, أَنينُ صَوْتُكِ
يَرُنُّ مَسْمَعي, يُفْقِدُ صَوابي
30. هَمْسَكِ الدَفين, سُرُّ شَوقي
يُزيدُ لَوعتي عِندَ الأقتراب
31. عَقلي يُدرِكُ مَدى حُبُّكِ
شعوري لا يُخطئ حسابي
32. ذهني شارِدٌ خَلْفَ الهُمومِ
يُضيفُ كآبةً فوقَ إكتئابي
33. كَمْ لَيْلَةً أُناجي النُجومَ
تَنوءُ كَيْ تُحْرِقَ أَعْصابي
34. لوْ خَيرتني قُبلةً فوقَ الخَدِّ
أَطبَعُها أَمْ ما بينَ الأهْدابِ
35. تَنهدُ آهاتُكِ في ضُلوعي
تَسْري كَسَيْفٍ في الرِقابِ
36. قُلْتِ فاتِنةٌ أُدْمي القُلوبَ
حُسْني يُبهرُ عيونَ خُطّابي
37. حَدَسي زالَ بُرقعَ وجْهُكِ
لا أَنتظِرُ كَشْفَ النِقابِ
38. بُعْدُكِ عَنِّي نَوَّرَ بَصيرَتي
بتُّ أَراكِ وَراءِ الحِجابِ
39. تَوّاقَةٌ روحي تَجوبُ الدنيا
تُعانِقَ طَيفَكِ مَرَّ السَحابِ
40. فَوْقَ الكَوْنِ حالَ وِصالنا
اللقاءُ عِندَ رَبِّ الأَربابِ
41. ها هُنا غَرَسنا بذْرَة الحُبِّ
جَنْيُ الثِمارِ, في الإيّابِ
42. كَفَى بنارِ الغرام إحترقنا
جَنَّةُ ربِّي مَفْتوحَةُ الأَبوابِ
27-1- 2005 - موصل -أحمد علي
أجنحة العشق
لو كان لعشقك أجنحةً لعلّقْتُ عليها أشواقي وحنيني
لو منحني طيفك أشرعةً لرسمتُ فوقها آهاتي وأنيني
أبعثها مع الموج لهفةً تصدو صداها عِبْرَ السنين
أشكو همّي للريح خِلسةً وأبوحُ للطير وجعي الدفين
لو جادَ لي روضكِ زهرةً أنثُرُ الكون بعطرِ الرياحين
أشُمّها كي تُزيدُني لوْعةً تُزيل الأسى من قلبي الحزين
ضَمَئي تواقٌ يودُّ رشفةً من نبْعِ مائَكِ الزُلالِ المعين
أبتغي من المآقي دمعةً تجري على الخدود من العين
سيْوفكِ في الفؤادِ باديةٌ كفى بالجُرحِ طعْناً بالسكاكين
أُناجي هَمّي لأَنالَ ومْضَةً تُبْعِدُ عنّي الأرَقَ في الحين
صُرْتُ قتيلَ الهوى,رأفةً بقلب ولهانً متيّمٍ مُغْرمٍ ضنين
هواكِ شدّ الوثاقَ, رَحمةً بعاشقٍ تائهٍ ضلّ في البساتين
غَفوْتُ في عينيكِ وهلةً لن أخشى الغرقَ في موجٍ لعين
مُتيّمكِ كابدَ الهوى دفعةً أحْتمَلَ الصبابةَ بين شدّةٍ ولين
عشْقكِ محا شُكوكي جُمْلةً غارساً التمكينَ فوقَ اليَقين
24- 11- 2017 تركيا – العزيزية
أحمد علي حسن
هذه القصيدة مهداةٌ لأرواح أولئك الذين غرقوا في مياه دجلة في الموصل في عيد نوروز سائلين المولى أن يتغمدهم برحمته الواسعة ويسكنهم الجنة والفردوس الأعلى في الآخرة
عبّارة الموت
فُراتُ ناجي دجلةَ وعَزّيني لنا أحبةٌ تواروا طرفةَ عينِ
تمهلْ السيريا دجلة الخير عندنا أعزةٌ فوق عبّارةِ لعينِ
رِفقاَ جاءوا وقلوبهم جَذْلى جُلّ أمانيهم نفْضَ هَمّ السنينِ
أطفالٌ تُقاسُ فيهُمُ الأعمارُ كأزهارِ النرْجسِ والياسمينِ
أُمهاتٌ ترى وليدها يَغْرقُ والروحُ يُفارقها ذاتَ الحينِ
وأبٌ يطلُّ لهفةَ فوقَ سَفْحٍ وفؤادُه مُلبدٌ بالأسى والأَنينِ
وعبّارةٌ تلْوي الأمواج بهِ ترمي بالناسِ في ماء مَهينِ
قليل نجا, والكُثْر غَرْقى وأجسادُهم عالقةٌ في الطينِ
حيّيتُ أمواجكَ عنْ قربٍ أرْددْ الغوالي بناتي والبنينِ
يا دجلةُ دموعي لا تكفي لك, ولا ماءُك بات يَرويني
سَتبقى الآهات تُلاحِقُني ولَظى كَبدي سَيَظلُّ يكْويني
موصل كُنْتِ أمَّ الربيعينِ واليوم أمْسَيتِ أمَّ الخريفينِ
موصل جنةُ على الأرضِ صُرتِ الآن حبيسةَ الأثنين
ربي أدعوك وكلي رجاءٌ أُبْعدْها من خُبثِ الشياطينِ
يا عُرب جُلّ هَمّكُم هَمي وماءُ دجلة يكفيكُم ويكْفيني
نَوروزُ أنتَ دوما تُفرحنا بأي ذنْبٍ جِئْتَ الآن تُبكيني؟
بالأمسِ أبْكيتَ قائداً فذاً سالتْ دموعُه على الخدّينِ
وأمةُ الكوردْ كُلهُمْ حزْنى أسْتبدلوا الفرحَ بأسىً دفينِ
إلاهي دعْهمْ فسيحَ جِنانكَ وذويهمْ الصبرَ وزادَ اليقينِ
دجلة ستبقى لَطْمُ أمْواجكَ تَرنُّ مسْمعي في شدّةٍ ولينِ
وعند الشَوقْ سأدنوا أليكَ أهبك شَجَني وهَمي وحَنيني
23-3-2019 - دهوك – أحمد علي حسن
العراق ينتفض
أنتفِضْ وصَحّحْ المَسارَ مِنْ الخَلَلِ الدهْرُ إما مَفازةٌ أوعَيْشٌ بذُلِّ
غابَ الشرفُ مِنْ الرؤوسِ والعُقَلِ ألمْ يَبْقى في الوجْهِ من خَجَلِ
نسْتقبلُ منكمْ الشِّيْنَ والموْتَ بالقُبلِ نُطاردُكمْ ولو كُنْتمْ في زُحَلِ
الصَبرُ و الأقْدامُ أنْجعُ دَواءً للعِلَلِ لِمنْ خانوا الوطنَ على عَجَلِ
هذا قوْلي ورِسالةٌ لأصْحابِ النُبلِ هَطلَ الغيثُ منْ عَلْياءِ الجَبلِ
جُرحُكمْ إيلامٌ وأبتلاءٌ يُزيدُ عِلَلي والجُودُ بالنفسِ هوغايةَ المُثلِ
ألا لَيْتَ دَمْعي في المآقي والمُقلِ يُزيّنُ العَينينَ كُحْلاً فوقَ كُحْلِ
سَيْركُمْ على خُطى الأجْدادِ الأُوَلِ يُزيحُ الهَمَّ ويَفوحُ البَلدُ بالأمَلِ
كيْ يرْنو الوطَنَ زهْواً بينَ الدولِ ويعلو فوق غَدرِ كلِّ حاقدٍ نَذلِ
17-2-2020 – دهوك - أحمد علي حسن
ضياعُ الوَطنْ
غابَ عَنكمْ الشَرفُ وفُقِدتْ شِيَمُ فكُلكًمْ عَوْراتٌ و خبائِثٌ ولُؤُمُ
لا يَسْلمُ الوطَنُ المنيعُ مِن الفَسادِ بأن يُداسَ رؤوساً ليْس لها ذِمَمُ
ذو العِلمِ يَحومُ في الشَقاءِ بِعلْمهِ وصِنو الغَباوةِ في الهَناءِ يَتنعّمُ
أنا الذي مَلَّ الدُنيا مِنْ صُراخِهِ وكَأنَّ غَريمي في أُذْنَيهِ صَمَمُ
لا يَهابُ اللّوْمَ ولا النَقْصُ يُعيبُهُ وشِيَمُهُ عارٌ وليْسَ في بالهِ نَدمُ
وإن بَدا لكمَ ظُلمَ الناسِ مَفْخَرةً يوماً َتُدانُ وخَصْمُكَ هو الحَكَمُ
أتدري مِن أيّ حُثالاتٍ جُمِعتْ أم رَمى بهمْ الحاوياتُ والقُمَمُ؟
لوْ بَرزَتْ أَسْنانُ التيسِ باسِمةً أعْلمْ حَقاً أنه يَروغُ عنكَ ويَنْتقِمُ
تَغْفو روحي وتَرْنو نَحوَ العُلى ونِدّي على الدُنيا يَئِنُّ ويَخْتَصِمُ
وإنْ طالَ هَمّي وأزْدادَ كَرْبي لا أَبوحُ لأن الصَبرُ عليّ أَرْحَمُ
26-2-2020 دهوك – أحمد علي حسن
الحساب والعقاب
العِقابُ أنجعُ دَواءً مِنَ العَتَبِ في حدّهِ الحدُّ بينَ السَدِّ والشعْبِ
لمَعانُ النوايا لا تعْتيمُ الخَفايا لأبْدائِهنّ يُبان اليقينَ من الكَذِبِ
أينَ الوعُودُ وأينَ هي العُهودُ أينَ إحْقاقُ الحقِّ وفرْجَ الكَرِبِ
إثارةُ أحاسيسٍ وزَيْفُ خُطَبٍ ليستْ بأفعالٍ أقاويلٌ منْ عَجَبِ
فَزّعوا الناسَ خوْفَ إِرْهابٍ زُجّوا بِهمْ في السُجونِ الرَحِبِ
نيرانُ الأهلٍ ولَظَى الغًريبِ وبُرْكانُ غَدْرٍ يَثورُ مُلبدٌ بالَلهَبِ
يَتيمٌ يَئِنُّ حُرْقةً وثكْلى تُنادي أينَ أحِبَتي هلْ ماتوا بلا سبَبِ؟
تَبيتونَ في نَعيمٍ عَيشَ مُلوكٍ وداري كوخٌ جِدارَهُ منْ خَشَبِ
ويْلكُمْ هلْ نَسيتُمْ سُودَ الليالي وإنْ غابَتْ عنْكُمْ وعَنّا لنْ تَغِبِ
لَوْ يَشْهَدُ بيبانُ المراقِدِ فعْلَكُمُ لبانَتْ عَوْراتٌ وأُزيحَ مُحْتَجِبِ
إنْ دامَ ظُلْمَكُمْ لِذوي القُرْبى لا مَفَرّ ولا نَجاةَ وبُعْداً للْمَهْرَبِ
لَقدْ أقتَربَ ودَنا يومُ الحِسابِ كُلهُ مَرْهونٌ لحاسِبٍ ومُحْتَسِبِ
11-4-2020 – دهوك – أحمد علي حسن