رؤى ونظرات
فقدنا الحرية
نظمت قصيدة بعدة لغات عنوانها:" فقدنا الحرية" ولم أستطع غنائها لأنه بحّ صوتي من الصراخ العقيم فأعطيتها للعندليب وغردها فوق الأشجار الباسقات بعيدا عن أنظار وأسماع الأشرار.
التعلم والأكتساب
تعلمت من الوالدين الصدق والأستقامة وحب الناسو وعدم أيذاء الغير, أما الكذب والرياء والبغض سمعتها من حولي وشاهدتها من خلال أفعال السيئين ولم أتأثر أو أكتسبها منهم.
الى متى؟
كثيرون من قبلي كان حلمهم أن يروا راية كوردستان ترفرف فوق ربوعها, ماتوا ولم يتحقق لهم ذلك الحلم, سؤالي هل نحن أيضا لا نشاهد ذلك الحدث الجلل, أنه مجرد أستفهام كبير؟
وفاء الكلب
في الصغر كان لي كلب وفي, وفي الكبر أصبح لي أصدقاء كُثُرْ, ولكن لم أتحسس قط عندهم ذلك القدر من الوفاء ولو بنسبة ضئيلة مقارنة بوفاء الكلب.
المحطة الأخيرة
نحن جميعا ركاب في قطار الزمن, وحين يصل بنا الى المحطة الأخيرة نعلم بأنها نهاية العمر ونهاية المطاف وطريق العودة أصبح ضربا من المستحيل. يُسمى طريق اللاعودة.
القصة المسروقة
ذهبت لأحدى صالات السينما, وبعد انتهاء الفلم وجدت بأن القصة كانت مسروقة من رواية في مخيلتي لم أكتبها بعد. بكل تأكيد أنها تداعي الخواطر لا غير.
الأحساس
على مدى أربعون عاما بالتمام والكمال وقفت أمام الطلبة أدرسهم وفي الحصة الأخيرة بينما كنت أواجه اللوحة الزيتية أمامي أنتابني شعور حينها وكأنني طالب أوقفني الأستاذ لحل أحدى المسائل.
مفاتيح الفساد
الكل يعلم بأن المصارف مستودع لحفظ الأموال وقلما تفرغ منها في أي بلد كان إلاّ نادرا, وحين تصبح خاوية فأعلمْ علم اليقين بأن مفاتيح الفساد هي السبب والمفسدون في البلد قد كثروا.
الوجه المتغير
كثير من الأشياء تتغير في جسم الأنسان ولا نشعر بها الاّ القليل منها ولكن الوجه يتغير بلمح البصر من شكل الى آخر فيبدو مختلفاً وذلك حسب المزاج والموقف والرؤى.
الطبع والتطبع
من طبع الحية أن تغير جلدها بين سنة وأخرى وأما كثير من البشر يظل يحتفظ بمعظم طبائعه وأخلاقه ولا يتركها ولا يغيّرها حتى يوارى في ثرى رمسه.
الفساد
لقد أصبحت كلمة "الفساد" من أكثر المفردات شيوعا وتداولا على الألسنة وتُسْمعْ من قبل الجميع وأرتفعت قيمتها وأنحرفت عن معناها الأصلي والمتعارف عليها فأصبحت محل فخر وأعتزاز عند الكثيرين الآن.
غياب العقل
لو كانت الريح تدير طاحونة المعتوه, ويصطدم الحجل أحيانا بعصا الصياد, والجود من الموجود, لما لا يتحكم العقل الرشيد بالرؤساء والحكام كي لا يُوجّهوا رعيتهم نحو الهاوية وويلات الحروب والمآسي.
مخالب الذئب
لقد قيل بأنه سيأتي يوم ما يرعى الذئب مع الغنم في المراعي والمروج, ولو حدث ذلك فلا بد أن الذئب سوف يفقد مخالبه وأنيابه أو العكس سيصبح قرون الغنم ونطحتها أقوى وأشد.
ذو العقل يشقى
حين يتبوأ المناصب الشخص الحقير, ويُهمّشْ ذو العقل الرشيد المنير, وتكشف أسرارالبلد للغريب بدلا من وضعها في البيرأو كتمها في الصدر الوفير. أذن البلد نحو الخراب يسير.
مطُّ القوانين
في معظم الدول المتقدمة حضاريا لا تتغير القوانين والأنظمة ألا عند الضرورة القصوى أو الحاجة الماسة نحو الأفضل, بل عندنا في العراق تتغير حسب المزاجية والمنفعة الذاتية والطائفية والكتل الكونكريتة ونحو الأسوأ!
الأتجاه المعاكس
الشخص الذي يشارك في الأتجاه المعاكس يجب أن يستعد قبل الذهاب لطرح الآراء يجب عليه التزود بوسائل أخرى مثل النطاق العريض أو الأقلام أو ما شابه للدفاع عن نفسه في الحالات الطارئة حين يحتد الخصام ويحيد الخصم عن اللياقة وأسلوب الحوار.
الدخول الى البرلمان
قبل الدخول الى البرلمان والمنافسة على المقعد يجب على المرشح أن يدخل دورات تدريبة على الكم والمشاجرة ويتعلم السب والشتم ويستعد لغويا لأجراء اللقاءات التلفزيونية والرد على الخصوم بمنتهى الوقاحة والصلافة.
الجنون فنون
يُقالُ أن الجنون فنون, وأحيانا يتبجح البعض ويقولون خذوا الحكمة من أفواه المجانين, وأفضل دليل على روعة الحكمة حين يتكلم المجنون. أذن نحن مجانين إن لم نستطع أن نفكر أو نجرأ على التفكير, حينئذ يصبح ويبدو الذكي مجنونا في عين الغبي. وإن أجمل الأشياء هي التي يقترحها المجنون ويكتبها العاقل. فعلى هذا الأساس لماذا لا يفسح المجال لأحد المجانين أن يتبوأ منصب الرآسة في دولة الجنون بدلا من العقلاء الذين فشلوا في أداء المهمة.
لبن العصفور
هل سمعت بمقولة ملكة فرنسا عندما اشتكوا لها بأن الشعب لا يجد الخبز لكي يأكل فقالت: إذا لم يكن هناك خبزاً, دعهم يأكلون الكعك! وعندنا يطالب الشعب العراقي من الحكومة اللبن الأبيض من العصفورمقابل النفط الأسود الذي يصدر ولا يرى الوارد منه إلاّ القليل. شعبي انت الغالي والطلب رخيص.
8-8-2017 دهوك- كوردستان العراق
تداخل الرؤى
لقد أزمعتُ أن أبوح بشيء وأضهره للناس, وعزمي يأتي من فكري ووجداني, وتصميي للقيام بذلك نابعٌ يُعزى الى القوة والأرادة ولا يرجعُ للخور والضعف أوالوهْن, حقاً جُلّه يُنسب لتباشيرالأمل وبواكيرحب الحياة التي كانت مغروسة في بدايات أحساسي للوصول الى الهدف المنشود. رُغم كل النوائب التي صادفتني والمصائب التي ألمت بي لم تؤدي الى الفتق ولا الى أحداث الشقّ أو الفصل بل بالعكس كان دافعا لي نحو الرتق والوصل, ولم يبقى لها أي أثر في حياتي ولا بقاياها في أي مكان. فكل الذين أصاخوا لتلك المآسي والويلات وأستمعوا لكل ما جرى لي لم يكترثوا أبداً بذلك ولم يبالي أحد منهم كي يتفهم محنتي أو يهتم بها, بل شاهدت النشوة في وجوههم والابتهاج والتهلل تملأ محياهم.
لا أدري ولا أعلم ما هو السبب الذي يقف وراء رغبتي حين رامت وطلبت مني الخروج من دائرة الجلبة والأبتعاد من الضجيج المنبعث من وراء الأسوار وترك الأزعاج خلفي وعدم الأكتراث به مهما كان صداه قويا لأن السافر أصبح بيّنا والمكشوف واضحاً, لذا أينَعتْ لدي تلك الرغبة وأكتملت ونضجت على شكل دائب ومستمر من دون أنقطاع وآثرتُ أن أعطيها الأزر وكل ما لدي من القوة وفضّلت أن تكافئ تلك الرغبة المكبوتة في كياني ويساويها ويُبعد طموحها الى أبعد الحدود كيلا يستطيع أحد أن يمحق خطاها ويتمكن من أن يمحو آثارها ويزيل عنها الصيرورة والديمومة.
حينما تشتد فورة النضال في الأعماق وتعمل بكل جَهد لتعميق غاية الكفاح في الروح من دون أن تستكين ولا تترك أي مجال بأن تخضع للتيار القوي الذي يحاول أن يذلها بشتى الطرق والوسائل كي تذعن لأراداتها والأنصات لرغباتها وقبول أوامرها. كونها قد أستوطنت أعماق الضمير وأخذت لها موطنا رحباً وسكنت فيه متناسيةً المقت البغيض المحيط به والكره المتطاير من حوله ولا يتأثر بذلك النذر اليسير والشيء القليل إلاّ نادراً. فرغم التحريض المستمر والحث الدائم من تلك القوى الظلامية من تحميلي العبء والحمل الثقيل بيد أنه ينأى بكل ما أوتي من قوة وعزيمة ويبتعد عنها بشتى السبل والوسائط طواعية وملء الإرادة.
في الماضي الغابر كان الحبور يملأ أجواء مخيلتي والسرور يطفو فوق كياني وكأنّها أشجار باسقات طويلات كبروز الأمل الذي جنح في داخلي وعُمْقُ التفائل الذي مال وأتجه نحو الفضاء الفسيح ليعانق أشعة الشمس محاولا الهرب من تلك الأوهام المكتظة في عقول الناس والممارسات التي أزدحمت نفوس البشر. هؤلاء قد رَمقهمْ البَطرُ من جميع الجهات ونظر التكبر أليهم وأخذوا يجوسون تائهين ويتجولون في كل مكان من غيرهدي, حيث نسى الخل خله والصديق الوفي صديقه ولم يعد للوصل مكان ولا للبيْن أمان بينهم. لقد أخذ الخفة مجراها في السلوك والطيش مداه في التصرف, أحياء أموات بين الأجداث يهيمون ببهرج الحياة وحول القبور يتكلفون بالزينة دفعا للممات, أفواههم يلفظ البذيء واللسان بالفحش ينطق. فأدركت علم اليقين بأن النأي عنهم خير دواء وعلمت أن البُعدَ للبال شفاء أكيد.
16-8-2017 دهوك- بقلم: أحمد علي
خاست رأس السمكة
مرّ أحد الأشخاص في السوق المكتظ بالناس وأراد أن يُلفت له الأنظار من خلال سلوكه الغريب. فوقف أمام محل من الأسماك وأخدَ يُحدّق بها ويُمْعن النظر فيها. وكان يرفع الواحدة تلوالأخرى ويشمّها من ذيلها ويرميها جانباً من دون أن يتفوه ببنت شفة, حينها ضجر صاحب المحل منه شاكاً بأنّه قليل الخبرة والدراية ولا يعرف بأن السمكة قلّما تخيس من الذيل. فقال له مازحاً وبأسلوب السخرية بأن السمك جديد وطازج وأن أردت المعاينة والفحص فعليك أن تشمّها من رأسها لأن الخيسة تبدأ من الرأس. فردّ عليه المشتري وبأسلوب التهكم اللاذع بلى يا خبير الأسماك أعلم ذلك علم القين بل أردتُ التأكد هل الخيسة قد وصلت الى الذيل أم لا؟! لأني كل يقين بأن رؤوس تلك الأسماك الكبيرة قد فسدت وتعفنت ولكن بفعلي هذا رغبت أن أضمن بأن تلك الخيسة لم تصل الى الذيل. وعند تلك الأجابة المعبّرة والدامغة صمت البائع وعرف المقصد والمرام من تلك الحركة التي أراد منها جلب أنظار الناس من حوله له مبينا لهم عمق المأساة التي ألمّت بشعب العراق الأبي لأنه أصاب بحركته هذه الغير المباشرة كبد الحقيقة للواقع الأليم الذي يمرُّ به دولة كانت في السابق تفتقر لتلك الممارسات الفاسدة وفي كافة مجالات الحياة السياسية والأجتماعية والتربوية والصحية وحتى الدينية. والكل يعلم لقد أفشى وأنتشر هذا الفساد نزولا من أعلى الهرم والى الدرك الأسفل ووصل العفن والخيسة الى الحضيض يصعب استئصاله أو بتره بأي شكل من الأشكال لأنه غار وتجذر في نفوس البشر وأستشرى وأمتد في جسد الأمة كأنتشار المرض الخبيث في جسد المريض كله. وقد قيل قديما بأن آخر الدواء هوالكي! وأظن أن الكي لم يعد يفيد حالنا ووضعنا لأنه تجاوز هذا الحد بمراحل عديدة حيث لا يجدي الكي نفعا ولن نرجوا منه أي فائدة. والحل الوحيد هو أن يوضع أولئك الضمائرالعفنة والتي تسببت في تشريد وتجويع الملائين من العراقيين في براميل بدلا من النفط الخام وتصدر الى الخارج من حيث جاءوا لكي يتخلص منهم هذا الشعب المغلوب على امره الذي أكتوى وأحترق بجشعهم وطمعهم وفسادهم طيلة فترة حكمهم عراق الأمجاد وبلد الحضارات والقيم النبيلة والسنن والشرائع والأديان السماوية.
1-12- 2017 بقلم: أحمد علي- كاتب كوردي مستقل
ساحة التجارب
السياسة بين السائل والمجيب
الغالبية منا يتذكر هذه العبارة التي كانت تنطلق من حنجرة المذيع في الاذاعة البريطانية الـ BBC وكنت من بين الغالبية استمع لها دون ان أرى المذيع أما الان فالحمد لله صرنا نسمع ونرى المذيع والمذيعات وأحيانا ولو كنت مغاليا بعض الشيء نشم رائحة العطر التي تفوح منهم! وبيت القصيد من هذا كله هو الدخول الى صلب الموضوع الذي أنا بصدده وهي السياسة بمنظوره الحديث. أذن, مفهوم السياسة عند العرب هي الرياسة وهذا المفهوم قديم أيها الساسة. فهي في نظرهم تدور حول الرعاية و التدبر لشؤون الناس وهدفها تحقيق الصلاح والخير لهم والمضي بهم نحو الأفضل. والآن الأسوأ يقع لأسباب عدّة. لو نظرنا الى حال الشعوب العربية قاطبة والحالة المزرية التي وصلت اليها الآن من حروب وأقتتال فيما بينهم وصراع الساسة على السيادة والنفوذ والسلطة والجاه والقبول بالغير في التدخل في شؤونهم الداخلية والخارجية والتحكم بهم كيفما يشاؤون ومتما أرادوا لتوصلنا الى نتيجة حتمية بأن ليس لديهم أية تجربة لا في فن أدارة البلاد ولا خبرة في كيفية التعامل مع ما يجري حولهم من نوايا ومخططات خارجية من قبل الدول العظمى المهيمنة على مقدرات وثروات معظم بلدناهم. لذا فقد أصبحت أراضيهم ساحة مباحة لتصفية حساباتهم القديمة والجديدة وبمثابة حقل تجارب يختبرون فيها أسلحتهم الحديثة والمتطورة فوق رؤوس شعوبهم وبين الحين والآخر يزودونهم بالأسلحة القديمة من ترساناتهم لأنهم يريدون التخلص منها كي يقاتلوا بعضهم بعضا تارة بأسم الدين وأخرى بحجج وذرائع شتى لا يقبلها عاقل أو معتوه على وجه الأرض. فأين منكم الصلاح والخير؟ أهكذا تدبر حال الرعية وتدار شؤون الناس؟ العراق محتل والحرب الطائفية والعرقية مستمرة, واليمن مجزء ومقسم والحروب الطاحنة والأوبئة والمجاعة تنهش في جسد الأمة بأجمعها, وليبيا حدث عنها ولا حرج, ونسيج الدول الخليجية بات ممزقا بين شد وجذب بين الأطراف المتصارعة لنهب خيراتهم وثرواتهم. ومصر يحكمها العسكر, وسوريا حرب الأمم فيها دائرة ولم يبقى منها ضيعةً عامرة خراب في خراب ينعق فيها الغراب. وشعبها إما مشرد أونازح أومهاجرأو مدفون بين ركام الأنقاض. وعلى مدى أعوام والمندوب الأممي مستر ديمو الذي يستر عورة الجميع من وراء الستار بأبتسامته المفتعلة حائر لا يعرف كيف يتصرف, ويُرضي من على حساب من, ورحلاته المكوكية البهلوانية الشبيهه بجولات كيسنجر سابقا لم تجدي نفعا لأن اللاعبين الأساسيين يرغبون بأطالة أمد اللعبة كيفما يشاؤون والحبل على الجرّار والرأي بيد أصحاب القرار وليس للساسة بُدٌ ولا فرار. فألف عزاء لجهود الأمم المتحدة المتمثلة بصيانة وحفظ السلام وأرساء الوئام بين شعوب الأرض والأنام. أين أنت يا ضمير الأنسانية الميت ألم يحن الآوان بعْدُ كي تصحو من غفوتك وسباتك الشتوي والصيفي معاً؟ أين أنتم شرفاء العالم من كل هذا الذي يجري ويحدث تحت مرأى ومسمع الجميع؟! شاركونا في هذا البرنامج القديم الجديد" السياسة بين السائل والمجيب"وأطرحوا سؤالكم الوجيه من دون خوف أو وجل بوجه من يهمه الأمر وعلى عجل: يا سادة يا كرام! هل بقى لنا حدود؟ ... لا يوجد ردود, الكل ساكت ولا أحد يجيب. هم منتصرون لا محالة ونحن دوما نخيب. فعلا أنه صمت معيب. لأن الكل يعلم بأن للسياسة دروبها وأفاعيها لا يستطيع من ليس له دراية الخوض فيها, ومن يلوج فضائها من غير أرادة حرة أبية, حتما يُذوّق شعبه ويْلاتَها ومآسيها, وتُقْلب أوطانهم سَافِلَهَا فوق عَالِيَهَا.
24-2-2018 دهوك- كاتب كوردي مستقل
المنازلة العظمى
المكان: بلاد الشام سابقا وما يسمى سوريا حاليا
الزمان: أفتتاح مباريات كأس العالم \ 2018
تنبيه: تباع التذاكر حصراً في سفارات تلك الدول
الموضوع: تغييرات وقرارات
قررت اللجنة العليا للفيفا بأن تنقل فرق روسيا والسعودية من مجموعة (A) الى الشام ويضاف اليها منتخبا ايران و أمريكا لأستكمال العدد المطلوب في المجموعة ولأتمام دورهم الفعال في هذه الدولة التي شهد فيها الأقتتال والصراعات دورتين متتاليتين ولكي لا تحرم من الثالثة أقتضى هذا التغيير المفاجئ والفوري وبموافقة جميع الفرق المتبارية في المسابقة لأسباب سياسية وفنية في آن واحد. وأعطيت مهمة قيادة مباريات تلك المجموعة الحديدية لطاقم الحكام التركي وبالأجماع وأوكلت لبريطانيا أن تدير عملية مراقبة الخطوط لكونها المتمرسة قديما بالشأن الكروي. وخُصّص أيضا طاقم فني وتقني على مستوى عالٍ من الدراية والدقة من بعض الدول المعنية بالشأن الكروي لرصد الحالات الطارئة الناجمة من التجاوز الغير المبرر من أحد الأطراف على الآخر من خلال أستخدام تقنية الفيديو أو الإعادة التلفزيونية وتزويد الحكام المساعدين عبر الفيديو بجميع الأخبار التي تم بثها، وذلك داخل غرفة عمليات الفيديو، وتمكينهم من إيصال المعلومات للحكم الذي يدير المباراة على أرض الملعب من أجل أن يصلح الأخطاء الواضحة في حالات تُغيّر النتيجة أو مجرى الأحداث برمتها.
ولقد أُعدَّ هذا السيناريو وبشكل دقيق من قبل لجان الفيفا وأعطي الفرصة والمجال لتلك المنتخبات بأن تجري فيما بينهم عديد من المباريات خلافا للأطر والقوانين المعمول بها دولياً ناهيك عن الوقت المضاف الذي يمدده حكم الساحة والذي يفوق أحيانا على الوقت الأصلي بكثير. ولحكام الترك أيضاً الحق بأن يبدلوا ويضيفوا ما يشتهي لهم من قواعد وما يحلوا لهم من بنود مستجدة كي يرضوا كافة الأطراف على حد سواء. وفي نفس الوقت أُعطي لتلك المنتخبات الحق بأن تستعين بالمشجعين من كافة الدول لتحفيز لاعبيهم بالقيام بأدوارهم على أحسن وجه ولهؤلاء المشاغبين أيضا الصلاحية والتخويل بأن يعثوا في البلد فسادا و ويعبثوا بثرواته خرابا ودمارا وذلك أثناء أيام راحة الفرق أرضاءاً لجهودهم وأشباعاً لغرائزهم الشريرة والتي جاءوا بهم من أجلها. وللدولة الخاسرة في أي مباراة أن تنتقم من الدولة المستضيفة وشعبها وبالشكل الذي تراه مناسبا ومبررا. وللقنوات الفضائية مطلق الحرية بأن تبث تلك المشاهد الحية المميتة لكافة أنحاء العالم كي يشاهدها الجميع من دون قطع أوحذف أو جرح لمشاعر الناس. وأهل الشام ممنوع عليهم حضور تلك المباريات ومحرومون من متابعتها من شاشات التلفاز أو من فوهات البراميل المتفجرة فوقهم المليئة بالغاز حيث يُعفيهم مغبة السفر واللجوء الى الخارج بلدان الفلامنكو والجاز. يقينا وحقا أنّها مجموعة حديدية وبل فولاذية سمّيها ما شئت ما دام الفوز في النهاية للضيوف والخاسر الأكبر هم أبناء الشام أكانوا عربا أو كردا, سنة أو شيعة, مسيحيا أو درزيا. أيها الناس: لقد أصبح شامكم شؤماً عليكم يا أهل الشام فقد صدق من قال فيكم:" يا نائمين على الأذى لا شامكم : شامٌ : ولا بغدادكم: بغدادُ". وأُزيد عليها وأقولها ملىء فمي:"يا غافين أهل الكهف وغافلين على خراب بُلدانِكم: لا دوحتكم دوحةٌ: ولا صنْعائكم: صنعاءُ, صنائِعكم للأمة شقاء وبلاء وأكتواءٌ".
14-3-2018 دهوك: احمد علي