مشاهد من حياة القرى القديمة
ومناظر من المدن الحديثة منذ القدم ولحد الفترات الأخيرة كانت هناك بعض الأعراف والتقاليد والممارسات السائدة والمتئصلة في الريف والقرى الكوردية وأصبحت جزأ لا يتجزأ من الحياة اليومية التي كان الأهالي يعيشونها يوميا وعلى مدى أجيال وتوارثوها أبا عن جد, حلوها ومرها, خيرها وشرها, صالحها وطالحها. مجتمع صغير وبسيط أرتضى لنفسة العيش بسلام وأمان مع البيئة المحيطة به رغم الأجواء الطبيعية الصعبة والقاسية والخارجية أحيانا أخرى. وعلى مدار السنة كان القرويون معتادين بالقيام ببعض الأعمال والفعاليات والهوايات التي كانت في أغلب الأحيان تجلب لهم المتعة والفائدة في آن واحد.
فبعض من تلك الفعاليات كانت تخص العمل الفردي والجماعي كالحصاد والسقي والبناء ودراس الحبوب وما شابه. وكان في
كثير من الأحيان يتخللها الأغاني والأهازيج والبستات الفلكلورية الرائعة. وقسم منها كانت مرتبطة بالأعياد والمناسيات القومية
والدينية والأجتماعية مثل المدائح واللاوك والحيران وأغاني الرقص ومثيلاتها. وأطفال وشباب القرية كانوا يمارسون أنواعا مختلفة من الألعاب والهوايات في الأماكن المخصصة لذلك في الليل والنهار. وكانت الأجواء تنعم بالخير والسلام لا يشوبها أي شائبة إلا ما قل وندر. وكل هذة الفعاليات مجتمعة كان لها الدور الفاعل والمؤثر في توطيد أواصر المحبة والروح الأخوية بين الجميع. ولكن كان الى جانب هذه كله بعض الفعاليات الأخرى تقام في القرية الواحدة أو بعض القرى الأخرى المجاورة من أجل التنافس والتحدي وكان شخوصها إما حيوانات أو بشر. ورغم أن معظمها كانت تجلب الفرحة والبهجة للجميع بل أحيانا كانت مصدر شروغيرة وحسد على بعض أصحابها والقائمين عليها. وبالنتيجة كانت تخلق لتلك الأطراف نوعا من المشاكل والحسساسية الغيرالمبررة وتؤدي لأشكال من الحقد والغضينة على مرالأيام. ولكن كان نتائجها وتأثيراتها على الجميع محدودا وعلى نطاق ضيق لا يمتد الى أبعد من ذلك. وهذا بعض منها على سبيل المثال ولا الحصر.
فعالية مطاردة الكلاب:
كانت من عادة بعض شبان القرية أمتلاك بعض الكلاب المسعورة والقوية والمدربة على تحدي الكلاب الأخرى من نفس القرية أو القرى المجاورة والتصدي لها في القتال وكانوا يحرضونهم في الأستمرار في الأقتتال الى حد الهزيمة النهائية في المكان المحدد أو الهرب من ساحة المعركة مهزوما. وفي الحالتين كان الطرفين يتلقى الآلام والجروح أو الموت أحيانا من جراء تلك المنازلة. وكانت المتعة ممزوجة أحيانا لدى البعض منهم حدا كان سببا مباشرا لجلب الحقد والشر المبيت تجاه أصحاب تلك الكلاب الفائزة. وكانت أحيانا تصل الى مستوى العراك الشخصي بالكلام أو الشجار البدني ولكن سرعان ما كان كل شيئ يأخذ مجراه الطبيعي بدخول الخيرين بينهم وتسوية الخلاف ومنعها من أن تنجر الى أبعد من ذلك وتأخذ منحى آخر. وفي الأونة الأخيرة لم يعد لهذه الفعالية وجودا في القرى الكوردية إلا ما ندر.
فعالية أقتتال الحِجْلان:
بالرغم من ان للحجل مكانة مرموقة وعالية في أوساط المجتع الكوردي ككل والمسمى ب ( کەو) أي القبج, وقد أصبح هذا
الطائرفيما بعد رمزا وطنيا وقوميا يعتز به في المناسبات والمحافل والمنتديات الأدبية والفلكلرية فقد كان هذا الطير الجميل بألوانه الزاهية وصوته الأخاذ والمتحدي لمن حوله مادة غنية في كثير من القصص والحكايات والأمثال أرتبطت أرتباطا وثيقا بحياة أمة بأكملها. ومن تلك الأمثال التي قيلت فيه والذي شبّه بوضع الأكراد عموما بأن " الدنيا بأجمعه عدو للحجل والحجل عينه عدوٌ لنفسه". لذا كان صيد هذا الطير مثار أهتمام الكثيرين ومن الهوايات الشائعة في المناطق الكوردية أجمع. وأخذوا يتفننون الطرق المتنوعة لصيده ووضعه في أقفاص صغيرة جميلة يليق به. ولم يكتفوا بذلك بل أبتدعوا له فعالية شبيهة بتلك وهو طليق وحر ألا وهي الأقتتال وتحدي بني جنسه وهو في الأسر. فتلك الهواية قد أبتدعها الصيادون ومن على شاكلتهم لأفضاء جو من المتعة السادية للنظر والتحديق لهؤلاء الطيور المتقاتلة فيما بينها في أماكن مخصصة لهذا الغرض. وفي النهايه وإن كان فيها غالب ومغلوب ولكن في النتيجة الحتمية لهذه الفعالية في نظري الشخصي الكل ومن دون أستثناء خاسرين بشكل وآخر, فالفائز والخاسر كليهما كانا يتلقى أنواع الجروح المؤلمة على رأسه الملطخ بالدماء والمنهك كليا والمالك كان بدوره أيضا توجه له الأهانات ويشبع من القهر والأسى على ما جرى لحجله المهزوم في ساحة المنافسة. ورغم كلها, كان الأثر والضرر يصيب القليل ولا يمتد أبعد من ذلك ولايعم الجميع من حولهم.
فعالية الخصم الند:
لقد أعتاد الكثير من وجهاء وأكابر القرى في الأزمنة الغابرة في المجتمعات الكوردية وعلى نطاق ضيق بالأحتفاظ بشخص قوي ويطلق عليه في الكوردية ب ( رەشەک) أي المصارع في قريته وأستخدامه في بعض المناسبات وفي الليالي الشتوية الباردة لقضاء بعض الوقت من المتعة واللذة الحسية من التباهي أمام الناس بأن لديه حارسا لا يلوى له ذراع. فكان أحيانا شبان القرية الأقوياء يتحدونه ويطلبون كبير القرية أن يهيأ لهم جو المنازلة. وفي كثير من الأوقات كان الأكابر من القرى الأخرى يجلبون مصارعهم من أجل تلك المنافسات والشبيهة بالدورات الأولمبية الآن. وفي المحصلة النهائية كانت تلك الهوايات تعطي طابعا ترفيهيا ومتعة آنية لجميع الأطراف في حد ذاتها, ولكن في نفس الوقت كانت تثير في المتباري وصاحبه نوعا من الحقد والكراهية المبيّة تجاه الآخر ولو على شكل محدود لا يتعدى الضرر والتأثير إلا على القليل وكانت تزول مع مرور الوقت.
ولو أخذنا الفعاليات والهوايات والممارسات الآنفة الذكر أعلاه والتي مورست من قبل أشخاص قلائل أو مجموعة من البشر وعلى
نطاق ضيق وفي أماكن متباعدة وكان التأثير محدودا ولم يعم أكبر شريحة من البشر ولم يتعدى النطاق مداه الأبعد والأشمل ليجلب
الضرر والأذى للجميع بل أنحصر في عدد قليل ولم يكن للنتائج أهمية لو قورنت بما هو أتٍ وهيهات من الآتي وويل لمن لم يستفق
من السبات:
فعالية المجاميع المتصارعة:
لم يكن في الحسبان يوما ما ولم يخطر على بال أحد بأن تستقدم دول بأكملها وأن تقف وبكل غرور وعنجهية وكبرياء وشموخ
في صنع وتهيئة مجاميع قتالية منغمسة من هنا وهناك ومدربة على كافة صنوف الأسلحة العصرية وزجّها في أتون حروب مستمرة
من قتل وأقتتال فيما بينهم وفي عدة دول جارة ومتجاورة وأواصرالأخوة والدين والجيرة تجمعهم لا لشيئ جوهري بل من أجل تحقيق نزوات وغايات وأهداف معلنة وأخرى مبية للنيل من هذا وذاك. ولم يسلم أحد بشكل وآخر في المنطقة بأسرها من ويلات تلك الحروب الطاحنة وعلى مدى أعوام والحبل على الجرار يطحن القوي والضعيف معاَ ويحرق الأخضر مع اليابس سواءً بسواء. فَعمّ التأثير وشمل الجميع وأخذ يتسع أبعاده ومداه المنظور والمخفي يطول نحو الجميع ويمتد يوما بعد يوم حتى وصل لأماكن لم يكن أحد يتصورها أو يتنبأ بحدوثها في تلك الأماكن البعيدة والنائية يصول ويجول أينما شاء ومتما أراد. فالشر هو الشر ليس له دين ولا مذهب ولا مكان بعينه. يخرج من أيادي الجميع ويكتوي بها الجميع. فهل من رقيب؟ فهل من مستجيب؟ فهل من نائم يستيقظ؟ أم لا روح لمن تنادي. لقد وضعوا البرقع والقناع على وجوههم وخيم الظلام على عقولهم العفنة وزكم أنوفهم الرياح النتنة, وجُرّدوا من أنسانيتهم التي وهبها الله لهم لخدمة البشرية والأستعلاء من شأنها وليس الحط من قدرها والوصول بها الى الدرك الأسفل والحضيض الآسن.
فوجه المقارنة بين السالف الذكر في البداية واللاحق ليس له أي مثيل على وجه الأطلاق لا من قريب ولا من بعيد والخيط الرفيع
الوحيد الذي يربطهم بأن الأوول كانت نزواتهم فردية وشخصية ومحصورة في النطاق الضيق والمحدود وأما المنظر الأخير فقد
أتسعت النزوات والغايات فيها فشملت الكبار وعلى أعلى المستويات. بلى! أنها لُعبة الكبار مع الكبار ولكن وأدواتها ووقودها من الصغار والمغرر بهم في جميع الديار والأمصار مهما كان نوعه وجنسه ومذهبه معتقدين بأن ليس هناك لا ضرر ولا ضرار ما دام أنها تتماشى وفق ميولهم وأهوائهم. ألا أيتها الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها, فصراع الديكة والتنين والدببة والأسود ليست كصراع الكلاب المسعورة ولا توازي مطلقا عراك الحجل مع بني جنسه ولا صراع الرشك (المصارع) المسكين مع خصمه الآخر المجبر والمكره على القيام بتلك الفعالية من أجل نزوة كبير القرية. لقد أصبح الواحد مجموعة أو مجاميع متتالية وكبير القرية هنا صارت دولا وبات المكان يتسع للجميع لتصفية الحسابات القديمة والجديدة والمسقبلية وحلبة الصراع مفتوحة على مصراعيها حيث أمتدت لتشمل العالم أجمع! فهل من مبارز؟!
1-7-2017 دهوك: أحمد علي
التوقيت المدروس
من منا لا يتذكرهذا التاريخ 8-8-1988 وفي الساعة الثامنة مساءَ عندما بث من على شاشات التلفاز البيان الصادر بوقف
أطلاق النار بين الطرفين العراقي والأيراني لحرب أرادت الجهات المستفيدة والدافعة لها أن تستمر على مدى ثمان سنوات متتالية
وبدون أنقطاع راح ضحيتها الملايين من كلا الطرفين وهدرت أموال الدولتين النفطيتين حتى وصلتا حافة الأنهيار الأقتصادي ووقعتا تحت طائلة الديون الخارجية وألى أمد بعيد.هذا التوقيت لم يكن وليد الصدفة بل كان من صنع الدول التي شاءت بأن تلعب دورها الفاعل والمؤثر في مجريات تلك الحرب بين الجارتين المسلمتين ولا زالت جوانبها السلبية بادية لحد الآن على الجانبين.ومنذ أن أعلنت المعركة لتحرير مدينة الموصل والتي طال أمدها بالقياسات العسكرية رغم التحضيرات والخطط والدقة والتحكم التي أنيطت لها وأنا أتابع مجريات القتال يوما بيوم حين بدأت بتاريخ 17-10- 2016. والفضول جرني لتلك الأيام عندما دخل عدد من المسلحين لا يتجاوز المئتين مدينة الموصل واستحلوها برمشة عين من أيدي عدد هائل لا يعد ولا يحصى من صنوف الجيش والشرطة والأجهزة الأخرى والسبب غير معروف وقد سجّل ضد مجهول والله أعلم. وها هي الموصل اليوم تحبس أنفاسها الأخيرة كي تطرد أو تقضي على ما تبقى من القلة الباقية منهم والذي لم يتجاوز المئتين أيضا حينما قدموا حسب ما تتناقله وسائل الأعلام من القادة الميدانيين في ساحة القتال الدائرة الآن رحاها في أشبار وأمتارها الأخيرة في الأماكن والأزقة الضيقة. ولعلّ أن تكون نهايتها محددا كالحرب االعراقية الأيرانية وتعلن اليوم موعدها القطعي والمحتوم أي بتاريخ : 7-7-2017 في الساعة السابعة مساء اليوم من على شاشات التلفاز نبأ تحرير الموصل بالكامل. فهل سيكرر التاريخ نفسه مجددا, ويصبح هذا التاريخ مشهودا يتذكره الأجيال القادمة والتي مرت وتحملت شتى أنواع الأذى والألم من تعذيب وقتل وتشريد وهدم للبنى التحتية وخراب ودمار لكل مرافق الحياة حيث أصبحت مدينة أشباح بكل صورها ومآسيها, وتظل أثارها على أصحابها وساكنيها على المدى البعيد ولن تنسى أبد الدهر. كم أنتم مظلومون أيتها الشعوب المظلومة القاطنة في ربوعك يا موصل الحدباء والتي أنحنت ومالت وسقطت فداءَ لأرواح أولئك الشهداء جميعا الذين ضحّوا بأرواحهم من أجلها وتحريرها بالكامل من( دب عنيد شرس )!
7-7-2017- - دهوك- أحمد علي
أسئلة وأجوبة؟
هل نجحت العملية ؟
أدخل المريض ألى ردهة العمليات لأجراء العملية الجراحية له, وبعد ثمان ساعات متواصلة خرج الأطباء وهم في نشوة تامة
ففرح أقرباء المريض ظنا منهم بأن العملية قد تمت بنجاح, فبادر أحدهم بتوجيه السؤال للطبيب الأقدم كيف هو وضع المريض
وحاله؟ جاءه الرد السريع : الحمد لله لقد نجحت العملية بالكامل ولكن مات المريض مع الأسف!
لقد حررت مدينة الموصل كاملة بعد مخاض دام ثمانية أشهر بالتمام والكمال, لكن بعد "خراب بُصرى" لقد أصبحت دمارا
وصارت مدينة أشباح بكل معنى الكلمة وقتل وشرد أهلها وفقدوا أعز ما عندهم من غالِ ورخيص وقُبر نكهة وحلاوة وعبق المدينة
التاريخية تحت الأنقاض والنفايات وأمتزجت مع دخان البارود ورائحة الموتى والقتلى. وأخيرا أنتصر الحق على الباطل ولو بعد حين.
هل كنتم رعاة الأمم؟
كان الرسول الكريم محمد (ص) راعيا للأغنام في مقتبل العمر وعندما بعثه الله بشيرا ونذيرا ونبيا وأتم الرسالة على أفضل
وجه وبعدها سار أصحابه على نفس النهج وأوصلوا رسالته لكافة الأمم شرقا وغربا وأصبحت تتنور بهدي تلك الرسالة الربانية. أخذ
المسلمون في كل هذه البقاع يرعون تلك الأمم بالقيم والمبادئ والأخلاق من دون أستثناء وأصبحوا بذلك قدوة للبشرية جمعاء.
وأما الآن أنظر لحال الدول العربية والأسلامية وقد أصبح العكس هو الصحيح, فأخذت معظم تلك الأمم ترعى بهم وتقتادهم
كالبهائم كيفما شاءوا ومتما أرادوا؟! ولقد أصاب كبد الحقيقة المفكر الذي لخّص رؤيته في النبوة والرسالة وقال هذه المقولة
المشهورة: ألم يكن محمداَ كل العرب فليكن اليوم كُلّ العرب محمداً "!!.
هل الثروة نعمة أم نقمة؟
لقد وهب الله تعالى معظم الدول العربية والأسلامية أغنى الثروات الطبيعية من كافة الأنواع, ولكن بقصد أو غير قصد, أنقلبت
هذه النعمة الى نقمة على أصحابها ومالكيها وأصبحت نتيجة طيش وغطرسة الرؤساء والمحكومين بأيدي غيرهم يتلاعبون بها
ويتحكمون بمصائر شعوبهم من قتل وتشريد وأذكاء الفتن وأشعال نار الأقتتال فيما بينهم. أين العقل والحكمة؟ أليس الشعب وأهل الدار
أولى بجني خيراته والأستفادة من تلك النعم أم تحولت لتصبح نقمة عليهم أبد الدهر؟
بدلا من أستخدام الحكمة والتروي والرؤية المستقبلية لصالح الشعوب والصعود والأرتقاء من شأنها, أستخدمت تلك الثروات
والأموال في مجالات ملتوية ونوايا خبيثة جلبت على نفسها والمنطقة أجمع أنواع الويلات والكوارث لم ينجوا منها أحد وأخذ الشر
يتزايد ويتفاقم يوما بعد يوم ولا يدري أحد أين سيؤول في النهاية وكيف تكون العاقبة؟
أين الأنتاج؟
لو قدرنا الفترة الزمنية في عمر أنتاج النفط في معظم الدول العربية والأسلامية لشهدنا بأنها فترة طويلة قياسية بأن تدر
المليارات لخزينة تلك الدول. ولكن ظلّ شعوبها تحت مستوى الفقر المدقع والبنى التحتية والكهرباء والماء حالة يرثى لها وتلك
الأموال تهدر وتبدد هنا وهناك من دون الأستفادة منها بأي شكل من الأشكال. ألم يكن من الأولى أن تُشيّد بها المعامل والمصانع
والسدود لزيادة الأنتاج المحلي من دون الحاجة الى الغير من سد المتطلبات الأساسية للمجتمع من الخارج؟
لقد أصبح أعتماد معظم الدول والعراق أنموذجا على الأستيراد من الخارج من الأبرة وحتى شدة الكرفس والمقدونس الى جانب أسلحة القتل والدمار والخراب. لقد وأدوا روح المبادرة والعمل والأنتاج من نفوس البشر وأصبحوا اتكاليين على كل صغيرة وكبيرة. لقد غاب روح التشجيع والدعم بكل صوره من الجهات المعنية ما دام الأستيراد من الخارج يدرعليهم الملايين وأصبحوا تجارا مفسدين ولصوصا في وضح النهار لا يخافون لومة لائم ما دام الشعب نائم وليس عليهم رقيب ولا حسيب وأعضاء النزاهة مثلهم في الهوى هائم. أتدري أنهم جميعا أصبحوا متمرسين في لعبة كرة الطائرة؟ الكل وبدون أستثناء قد أصبحوا رافعين وكبّاسين في نفس الوقت وبالنتيجة الفوز لهم دوما والخسارة وخيبة الأمل للشعوب المظلومة لأنه هم الخاسر الوحيد من تلك اللعبة الدنيئة!
هل أتفق العرب ؟
في فترة من فترات حياتنا وكنا حينها طلاب مدارس ويأتي على مسامعنا هذه الجملة وكنّا نردّدها كثيرا وقد حفظناها عن ظهر قلب ولا تكاد تجد شخصا لا يعرفها ألا وهي : " أتفق العرب على أن لا يتّفقوا". والجملة للوهلة الأولى تبدوعلى طرفي نقيض ولكن هي في الحقيقة قد عبرت ومنذ أعوام طوال واقع الدول العربية وأوظاعها وما آلت أليه النتائج الجلية والواضحة وضوح الشمس لا غبار عليها بأن قوة القول أثبت جدواها في العقول والنفوس في آن واحد. وجاءت هذه المقولة المشهورة بعد أن فشل قادة الدول العربية وعلى مدى عدّة قمم من تحقيق آمال الشعوب وأهدافهم. لأن الغاية من تأسيس تلك الجامعة كانت لتعميق وتوطيد الصّلات بين الدّول الأعضاء فيها، وتحقيق التّعاون فيما بينها، والمحافظة على استقلال الدّول الأعضاء وسيادتها، وتقوية والتّأكيد على العمل العربيّ المشترك في جميع المجالات، وتنسيق الخطط بين الدّول الأعضاء في المجالات كافّة.
وخير دليل على ذلك وفي خضم المعارك والأقتتال الأخوي بين الدول العربية شرقا وغربا الآن باتت الجامعة شبه مشلولة من وضع الحلول لذلك. والبرهان القاطع الآخر أفضل شاهد لتلك المقولة المؤثرة هو التشتت لمجلس التعاون الخليجي في الأونة الأخيرة والقطيعة الواقعة بينهم وتفكك النسيج الأجتماعي والديني والقومي وعدم المثول للعهود والمواثيق التي تربطهم والتنصل منها تحت ضغوط من هنا وهناك. أليس من الحكمة والعقل والمنطق من حل المشاكل العالقة تحت خيمتهم الواسعة والرحبة؟ دون اللجوء الى وساطة الغير والتدخلات الخارجية والأصطفاف مع الغريب على القريب وجلب المخاطر للمنطقة بأسرها حيث يكتوي بها الجميع دون أستثناء.
لماذا التفرقة؟!
فرّق تَسُدْ: هو مصطلح سياسي عسكري أقتصادي ذو الأصل اللاتيني ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها. وهذا المصطلح انطبق وما زال ينطبق بكل معانيه ومدلولاته على وضع وحال الكورد منذ القدم والى حد الآن. لأنه شعب ذو بأس شديد فقد وجّهت الشعوب الجارة والمتحالفة معها بشتى الوسائل من الحد من توحدها واللجوء الى تفريقها بين الحين والآخر ومنعها من البروز كقوة مؤثرة في المنطقة وتهديد مصالحها. فالقوى الثلاث العرب والترك والفرس وما أوتوا من قوة وقفوا بوجه توحدها بل عملوا المستحيل من أجل تفتيت وتشتيت كل الجهود والنوايا الرامية لتشكيل دولة كوردية عسكريا وسياسيا وأستخدمواجميع وسائل التنكيل والتهجير القسري قديما ولحد الآن. ومعاهدة سايكس بيكو خير شاهد وأنصع برهان على ذلك حيث فرق كوردستان الى أربعة أجزاء مما صعّب الأمر من توحدها على المدى القريب آنذك.
وها نحن في كوردستان العراق وبعد أن تهيأ الجو المناسب والظروف المؤاتية من تحويل الحلم الكوردي نحو الهدف الأسمى والذي طال أنتظاره لأعلان الأستفتاء ومن ثم المطالبة بالأستقلال الكامل لاحقا مما يقره كل الدساتير والقوانين الدولية بذلك. وليس هذا جرما بل حق مشروع ولن يقف أحد بوجه أرادة الشعب المطالب بحقة. وسرعان ما سمعت بها تلك الجهات الرافضة فأخذت تطبل وتزمر من أجل منعها من الأستمرار أو العدول عنها بشتى الطرق والوسائل. وما دام في نية الدول العظمى هو تقسيم الدول العربية وتشتيتها وتجزأتها الى دويلات لتتمكن من الأستحواذ عليها بسهولة من مبدأ " فرّق تَسُدْ" القديم الجديد. ورغم ذلك كله, أعلنها السيد رئيس أقليم كوردستان مسعود البرزاني في بروكسل وأمام الجميع بالحرف الواحد موجها لهم الكلام لتبيان ردّة فعلهم تجاه ذلك:"إذا لا تدعموا الأستفتاء فلا تقفوا ضده". قالها بصريح العبارة واللبيب بالكلام الواضح والبيّن والجلي لابد أن يفهم! نعم لابد لهذا الشعب أن يتوحد وأن يشكل دولته على المدى القريب. ولا يضيع حق مهما طال إن كان وراءه مطالب حقيقي يمتلك كل الحق قولا وفعلا.
12-7-2017 دهوك-: أحمد علي
نحن كورد ولم نكن يوما غير ذلك
للعلم والأطلاع ولمن يهمه الأمر: منذ الأزل يسكن جبال كوردستان الأسود وقلما تجد فيها القرود على مر الزمان, وان دلّ
هذا على شيء فهي دلالة واضحة وجلية على جهل وطمس الحقائق عند البعض والبوح بأطلاق الأكاذيب والبهتان على هذا الشعب
العريق, عراقة جباله, وأصيل أصالة تاريخه الموغل في القدم.
مقولة الامام الشافعي رحمه الله
دع الكلاب تنبح والقافلة تسير
والمثل الكوردي:" صە درەویت، ئو کاروان ب رێکا خو دچیت"
قل ما شئت بمسبتي. فسكوتي عن اللئيم هو الجواب
لست عديم الرد لكن. ما من أسد يجيب على من هو أقل وأدنى شأنا
قافلة الكورد تواصل مشوارها وتظل في السير المستقيم كي تصل الهدف المنشود
فلتنبح الكلاب الضالة والمقتاتين على فتات الغير حتى ترضي ذاتها وذواتها
ولتنبح الكلاب فالقافلة ماضية في سيرها وسوف لن تتوقف رغم كل العقبات والعراقيل
ولتنبح الكلاب هنا وهناك فما بنبحها تعلوعلى أسيادها ولن تقلل من أمجادها وعليائها
ولتنبح الكلاب حتى يأتي يوم ولابد أن تسكت وتخرسّ بعد الجهد والأعياء والتعب
فالصبر من شيم الصالحين واصحاب الحق البيّن, والنباح والتطاول شيمة الحاقد والحاقدين
والسفيه يقتله الصمت حين تتركه ولا ترد عليه, مهما بلغ من المستوى العلمي والثقافي
فقد قال الإمام الشافعى في حق هؤلاء :
إذا نطق السفيهُ فلا تُجبْهُ فخيرٌ من إجابته السكوتُ
السفيه وإن كان متعلما هوالإنسان الناقص العقل والحكمة والتجربة، والذي يتجرأ وبكل وقاحة وقلة أدب بالسب والشتم على الآخرين ويتهجم بلا سبب ويطلق الكلام البذيء والناقص بسهولة فهو إنسان غير ناضج ولا مسؤول بكل معنى الكلمة. والسفاهة أي الجهل قد يكون جهلا بسيطا وقد يكون جهلا مركبا ومزدوجا فالجاهل البسيط: هو الذي إذا تفوه فلا يحسن الكلام ، وإذا نبّه عاد ورجع إلى جادة الصواب .وأمَّا المركَّب: هو الذي لا يعلم ويظن أنه يعلم فهو يتكلم ويجادل فيما لا يحسن ويصرّ على رأيه ، فلا يرجع إلى رشده. فإن هذا النوع من السفهاء حالهم كالنار في الهشيم وقوده الرد عليه يزداد سفاهة واندفاعاً وشراً وحقداً، وأما الصمتُ عنه ترفعاً يموت غيظا فيقتله في النهاية لا محال. والذي يتجاوب مع السفيه في فاحش القول يصبح مثله تقريباً ويعطيه الفرصة كي يتمادى في غيّه وقلبه الحقائق ويزداد سفاهة فوق خسته ودنائته وحقارته.
ألا أيها السفيه (المقرود) كفى تثيرالفتنة وتهرب (كالقرود)!
يا أم ناصر:"اللسان طويل والحيل قاصر" وما يطابقه في الكوردية:"طويل اللسان, قصير اليدان". مثلُكِ يا أم ناصر ومثلنا الكوردي ينْطبقان تماماً على كل مقرود أياً كان وزنه الذي لا يعرف قدر نفسه ولا قدرغيره فيطلق لسانه كيفما شاء وحيثما أتفق دون أن يعرف عواقبها وما يؤول اليه الأمور. ولكن على المرء الطاعن في السن أن يتعظ ويستقي الدروس ولا ينجر نحو المزالق ويشوه سمعته المكتسبة على مر السنين الطوال ولا يسمح للسانه من التطاول على الغير من دون وجه حق مما يجلب له العار والسمعة السيئة في أواخر أيامه الباقية.
وهناك مثل صيني يقول: ان آخر ما يموت في الرجل قلبه وفي المرأة لسانها!
وبعض النساء كل شي فيهن لا يعمل إلاّ لسانهن وهذا أيضا ديدن بعض الكتاب والشعراء وأنصاف المثقفين حين يموت فيهم الشعور والضمير الحي معاً. فيا أسفي على هؤلاء!
22-7-2017- دهوك- أحمد علي
وجهات نظر سياسية
لم أفكر يوما ما أن أكتب خواطر أدبية في السياسة لأنني كنت أعلم علم اليقين بأن هذا الدرب شائك والسبيل أليه وعر وفيه المخاطر الجمة والدخول الى طريقه معقد والخروج منه سالما أعقد بكثير مما يتخيله السالك نحوه لأول وهلة. وقد قيل بحق العراقيين أجمع بأنهم سياسيون بالفطرة ويصقلهم الأحداث والوقائع والمحن والتجارب التي يمرون بها فيما بعد. فبحكم هذا الواقع المرير والوضع المتقلب السريع والأجواء الغير الطبيعية التي تهز البلد بأكمله بين الحين والآخر خير موجه ليجعل منا جميعا سياسيين ومتسيسين, ودافع قوي كي نتجه صوب هذا الأتجاه رغم أنوفنا وأرادتنا شئنا أم أبينا. وللتأكيد على هذا القول أقدم لكم رأياً قديما وآخر حديثاً من الواقع العراقي وعلى لسان المرأة العراقية ومن مكانين مختلفين أحدهما في أقصى الشمال والآخر في أقصى الجنوب, السابق بعيد نوعا ما وأما اللاحق قريب جداً.
في ستينيات القرن الماضي وأنا طالب في الدراسة الأعدادية سمعت من أحد أساتذتي الأجلاء قولا في سياق شرح مادة
الوطنية حيث ساق لنا من باب ضرب الأمثلة الواقعية لتوضيح الدرس لنا بأن العراقي مهما كان جنسه وقوميته ودينه ومذهبه متأثر بشكل أو آخر بالسياسة. فقال في هذا السياق بأنه قدمت أحدى الصحفيات الفرنسيات وكانت مهتمة بالأحوال الأجتماعية للبلد وكانت تدون الملاحظات التي تشاهدها في أرض الواقع في المدن والقرى العراقية. وقال: حين تجوالها في أحدى القرى الكوردية وقعت أنظارها على أمرأتين على جانبي الطريق وهن يجادلن بمنتهى الحماس والشدة. فدب حب الفضول فيها بأن تعرف سبب وموضوع النقاش الدائر بينهن. فأوضحت لها المترجمة بأن الحوار سياسي ويدور حول الملكية والجمهورية آنذك فكانت أحداهن تناصر العهد الملكي بأن حياة الناس كانت آمنة والمحبة سائدة بين الجميع وما آلت اليه مؤخرا الأوضاع من الثورات والأنقلابات من سحل وسجون وقتل والأخرى كانت تدافع بقوة بأنها جلبت الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد عكس البؤس والشقاء في العهد الغابر البائد. فأدركت الصحفية الفرنسية بأن السياسة لم تقتصر على الرجال فحسب بل تعدت ووصلت الى النساء والى نقطة نائية.
وبعد أقل من شهر من تحرير مدينة الموصل من قبل العراقيين وكان حقاً نصرا مؤزراً للجميع وبدون أستثناء وفي أحدى الليالي بينما كنت أستمع لبرنامج حديث العرب من أحدى شاشات التلفاز وكانت الضيفة وجها نسويا من العراق تعمل كناشطة في الحقل الأنساني النسوي والطفولي أبان الحروب والمآسي التي تمر بهن النسوة والأطفال جراء ويلات القتال في العراق وخارجها. فكانت تكشف ذلك لمقدم البرنامج والمشاهدين وبكل حرقة قلب ملئها الأنسانية والمحبة للجميع. ومن خلال سوقها للأمثلة قالت بأنها ذهبت الى كربلاء وألتقت أحدى الأمهات الثكالى بولدها الشهيد في معركة الحق ضد الباطل وسألتها عن الأوضاع العامة التي يمر فيها البلد. فجاء الرد منها كالآتي: كنا في فترة النظام السابق نعيش في أمان ولكن كان ينقصنا الحرية بكل معانيها وصورها, وأمّ الآن ننعم بالحرية ولكننا نفتقرالى أبسط أنواع الأمان والأستقرار والطمأنينة على أرواحنا وعلى مستقبل أطفالنا. أنه قول سديد ورأي مفيد وأملي أن يستفيد منه السياسيون والمسيسون والمسيّرون من قبل الساسة الكبارمن وراء الحدود أن يرجعوا الى رشدهم ويأخذوا من تلك النسوة الوعظ والعقل الرشيد ويبدأوا بالتوحيد ويضربوا بأيدي من حديد كل من يريد سوءأً بهذا البلد العتيد وحقاً الشعب لا يريد منكم المزيد. والخيار لكم وإلاّ فالويل لكم لو أستخدم الشعب سياسة التهديد أو الوعد والوعيد.
6-8-2017 دهوك : أحمد علي
مأساة شعب
من المأثور الكوردي بحق محنة الأكراد هذه الحكمة والمقولة المعبرة عن واقع الكرد قديما وحديثا هي:" عدو الأب لا
يصبح صديق الأبن"."دوژمنێ بابێ نابیت دوستێ کوری". وبالدليل القاطع والبرهان الناصع تبين ذلك ومن خلال التجارب والوقائع بأن القول قد أصاب كبد الحقيقة لأن أعدائنا لم يتركوا لنا مجالا بأن يعطى لهم تلك الثقة الأكيدة بأن يغيّروا مفهوم هذه المقولة الصحيحة والدامغة.
أقولها للتاريخ وليسمع الجميع في هذا العالم أجمع لا يوجد شعب على وجه الخليقة ظُلم بقسوة وعلى مر الزمن مثل
الشعب الكوردي. لقد قيل عن شعبي الكثير الكثير وأقوالهم هذه لم تجانب الحقيقة قط بل لم أكن مغاليا لو قلت أنها قليل بحقه الى حد كبير. فهل تلك الأقوال والأمثال والأشعار التي قيلت وتقال عنا تبقى تطاردنا وتلاحق أجيالنا الى الأبد ونبقى الشعب الوحيد فوق الكرة الأرضية بلا دولة وبلا علم يحمينا من شر الأعداء الطامعين والحاقدين لخيراته وثرواته.
يقينا ما قاله الشاعر الكوردي المفكرأحمد خاني قبل عدة قرون بحق شعبة في ملحمته الرائعة والذائعة الصيت ( مم وزين)
بأنه قد كتب على هذا الشعب المنكوب منذ الأزل أن يبقى تحت نير الدول المحيطة به من الجهات الأربع من قبل العرب والترك
والعجم ومن جاورهم وبلا رحمة, فحين تتداخل أو تتعارض مصالحهم منذ القديم ولحد اللحظة يصبح الأكراد كبش الفداء
وضحيتهم الأولى حيث تتلطخ دمائهم فوق صخور جبالهم الشماء.
ولم يكن الحكيم الكوردي صاحب المثل المعبر عن واقع الكورد بعيدا عن الحقيقة الناصعة البيان حين قالها " بأن الدنيا بأكملها عدو الحجل والحجل عينه عدو نفسه" وأخذ يرددها من بعده الفرد الكوردي وفي المناسبات المماثله والمطابقه لها وبكل حرقة قلب ملئها الحسرة والأسى على مصيرهم المشؤوم والمقدرعليهم بأنهم كطائر الحجل أي القبج بالتعبير الدارج. وذلك لخصوصية هذا الطائر لكونه مطارد ومستهدف من قبل جميع الصيادين لجماله الجذاب وألوانه الزاهية وصوته العذب وطريقة الفذة في الأقتتال وأسلوبه المميزفي التحدي والصمود ولن يتوقف تصديه فقط الى هذا الحد لباقي الطيور من حوله بل تتعدى لبني جنسه فيأخذ في نهاية المطاف بالألتفاف أحدهم على الآخر وتستمر تلك المنازلة فيما بينهم الى حد الأنهاك أو الهلاك وتتلطخ رؤسهم بالدماء. فبكل تأكيد ما قامت به الدول المحيطة بنا من تكالب وتلاحم فيما بينهم لدحر وقتل أرادة الشعب الكوردي حين أقدم على الأستفتاء وبملء أرادته كي يدلي برأيه حول تقرير مصيره لتشكيل دولة له كباقي أمم الأرض. ولم يتوقف عليهم ومن لفّ لفّهم فحسب بل جاوز حدود ذلك الى الدول المعاندة لتصل الى الدول الكبرى صاحبة القرار والشأن فأنقلبت عليهم وأصبحت حجرة عثرة في تحقيق حلمه المنشود الذي طالما كان يراوده والذين كانوا السبب الرئيسي في تقسيمه وتفتيته بين تلك الدول الجارة منذ قرن.
وأخيراً وليس بآخراً يعود الكوردي ويصحو من غفوته ويفيق من أثر الصدمة التي وجهت له من الجار وأهل الدار وأصحاب القرار ويبرر لنفسه ولمتحديه أجمع بأن ليس لديه صديق ولا خل ولا نسيب ولا مساند لا من قريب ولا من بعيد غير الجبل أي بمعنى المثل:" لا صديق غير الجبل" فهو الملاذ والمسكن والمأوى والملجأ الذي يحميه من شر الأشرار وحقد الحقار وفُجْر الفجّار وسكوت الأبرار وكفر الكفّار وخيانة أهل الدار. رُغْم ذلك كله يبقى شامخا شموخ قمم الجبال الأبية على الأعداء وعنوانه وهدفه الصمود والتحدي بوجه كل عدو غادر يطمح بكسر شوكته محاولا طمس هويته ومحوه عن الوجود. وسيبقى هذا الشعب رغم كل هذا, وكلّ يقين والأجيال القادمة تشهد لنا بأننا وبعد كل أنتكاسة أو كبوة ننهض من جديد ونبدأ من نقطة الصفر ونبدأ المسيرة بلا توقف نحو تحقيق الهدف الأسمى والأغلى وهي الدولة القومية آملين يوما ما يصحو الضمير العالمي الساكت عن الحق الوضّاح كي يقول كلمة العدل وينصف هذا الشعب المهضوم والمظلوم من محنته وينهي مأساة شعب بأكمله الذي ظلّ يطالب بحقه المشروع وبكل الوسائل فهل من مجيب لأن سكوت وصمت الجميع عيب معيب ووصمة عار لكافة القيم والمواثيق الدولية المبرمة في الدساتير الأممية وخيانة عظمى لتلك العهود من كافة الجوانب الشرعية والقانونية.
3-11-2017- دهوك- أحمد علي
خزعبلات حسن سرداب
أمثال تضرب وتقال
بأمكانك أن تكذب على الأموات, وليس على الأحياء أصحاب النبل والذوات
"درەو دهێنە کرن ل مریا، نە ل زندیا"
ليس من ديدن أصحاب الشيم والشأن وفي مواقع المسؤولية أن يحيدوا عن طريق الصواب والتفوه بما لا يليق بهم أولا فكيف لو وجّه الكلام الملفق والكاذب تجاه الغير والذي لا يمت الى الحقيقة والواقع بأي شكل من الأشكال لأن الكذب والأفتراء على الأحياء حبله دوماً قصير وسينكشف الأمر لا محاله. (أيها الخطيب المبالغ) القابع في السراديب والدهاليز المظلمة معظم خطبك الموجهه لأرضاء وأقناع أعوانك ومريديك باتت بحكم المكشوف وظهر زيفها والتي لا تنتطلي على السذج فحسب فما بالك بالفهيم والمدرك لمجريات الأمور في الساحة المحلية والعالمية أن يصدق تلك الأقاويل الباطلة تجاه الغير. كل العالم يشهد التقدم والأزدهار في أقليم كوردستان في ظل القائد البارزاني, فتراه يستقبل شخصيا الوفود في المطار ومنتجعة مكتظ بالضيوف والشخصيات, مرفوع الرأس عال الهمة بين اهله وقومه وذويه. أما انت فالسراديب سكناك ومكان أختبائك وقلما تظهر في الأماكن العامة وحرمت من التجوال والسفر خوفاً من المصير المحتوم مثلما جرى لسيد نعمتك وولي أمرك المكوك بين العواصم العربية قاسم سليماني. حذاري حذاري من الكذب على الأحياء ثانية. لأن العالم يدري بأن الماء الزلال لا يدنس بأفواه البهائم. (ئاڤا زەلال ب دەڤێ گیانەوەرا نا هەرمیت) حسب المثل الكوردي فأياك أياك أن تتقرب نحو الأسياد الذين ذاعت صيتهم في أقصى البلاد فأنت في واد سحيق مظلم والمعني في خطابك يسكن بين الأهل والعباد, انه قائد كوردي فذ يعيش فوق قمم الجبال شامخا شموخ الأبطال, معدنه صاف كالماء الزلال. فما من أحد يستطيع من حجب ضوء الشمس بغربال فتوصيفك الناقص سهم يرتد نحوك وتقلل من قيمتك وليس المقابل وينضح الأناء بما فيه. فليس على الانسان أن يقيّم الاخرين قياسا على ما يحس به, وهذا ينطبق تماما على حسن (خذله الله) المتواري والمختفي عن الأنظار والذي ظل طوال هذه الفترة الطويلة ولغاية يومنا هذا خائفا ومهتزاً ومشلولاً, يتنقل من سرداب الى آخر خوفا من الأستهداف, للحد الذي لم يعد بامكانه الظهور لمؤيديه بشكل مباشر وفي العلن الا من وراء الحجب والستار, وفي تسجيلات يتم عرضها فيما بعد على شاشات التلفاز من أجل الفخفخة والتباهي والأعتزاز. حذاري وثم حذاري أن تتفوه مجددا وتتطاول على رموز ملئوا الدنيا فخراً وعزاً وشموخاً وإباءأً. واللبيب بالأشارة يفهم! والفهيم لا يكترث ما يقوله السفهاء والبلهاء. وهذا دليل قاطع بان المكوث في السراديب لمدة طويلة قد يبلغ بالانسان مبلغا يقترب من الهلوسة والهذيان وقد يؤدي بصاحبه حد الجنون. كلامك كلام مغرور وقد جائك الرد من كوردي غيور. أليس هكذا يا حسون, تلوك بالكلام المعجون, وتهديه لأفران الصمون للأستهلاك المحلي لا غير. الى متى تكف عن ارسال تلك التفاهات والترهات والعنجهيات عبر شاشات التلفاز في أقبية تحت الأرض لا ترى فيها النور خوفا من الثعالب وطيور الباز, ألم يحن الوقت أن تخرج الى الملأ وتحول أقوالك الى أفعال وتكشفها للناس بدلا من تصرفات الجهال ولعب العيال في البارات والحارات. فكلامك أيها الرعديد هو أسلوب صبياني" تجاه شعب بطل والقائد رمز صمود تلك الأمة". لأن الذين يطلقون التهديدات والكلمات الجوفاء والشتائم والعنتريات الفارغة الرعناء تجاه الغير من وراء الأبواب الموصدة ومن داخل السراديب المحكمة أقوالا من دون أفعال كلام فشوش من فم مغشوش. أليس كذلك يا حسن نصرالله, عذرا يا (حسن سرداب) أبو السباب وصاحب اللعن في الحديث والخطاب. أقوال بلا أفعال كفاك من الثرثرة أيها "الثرثار" وليكن لعلمك أن بارزاني "رمزٌ لأمة ومحل تقدير وفخر للعالم أجمع". وما أنت إلا بمثابة رَغوة العدس( تو ژنیسکێ کەفی). فأتضح لي وللناس بأن هذا الكلام ينطبق عليك تماما لأني في السابق حين كنت أسمع خطاباتك الرنانة وحماسك المفعم بالحيوية والنشاط والموجه لليهود والصهاينة وتحرير القدس وفلسطين من براثنهم. وفي ذلك الحين أصبح عندي اليقين التام بأن هذا الشخص أعني (حسن في التابوت قبل الموت) القابع في السرداب هو الأمل والرجاء في تحقيق الأماني والوعود ولكن بعد سلسلة من هكذا مفرقعات فارغة كتلك الصواريخ الأيرانية الزائفة الخائبة من أعمامك وأولياء أمرك وعلى مدى سنين طوال وعلى نفس الرنة والمنوال تهديد ووعيد فقط أتضح لي يقيناً وللعالم أجمع بأن كلامك وأفعالك مراراً وتكراراً ليست إلا فقاعات بالونات الأطفال في وضح النهار.
١٥-١-٢٠٢٠ – دهوک - كوردي غيور