شليلة والرأس ضائع ( شليلة وراسها ضايعة )
والمثل الكوردي: "کەس نەشێت چ سەرا ژڤێ پەنگێ هەلکەت"
وترجمتها (لا أحد يستطيع أن يجد رأس هذه الشليلة)
أتحدى وأصر على كلامي بأن لا أحد يتمكن من العثور على الرأس الضائع الرئيسي من خيوط هذه الكرة( الشليلة) التي تشابكت وتداخلت خيوطها بعضها مع الأخرى بعد أن تمزقت بفعل الهواء العاصف الذي رمى بها نحو الأشواك وتقاذفتها مياه الفيضانات وجرفتها إلى واد سحيق ونحو بئر عميق مظلم.
الشليلة أعزائي هو بلدي االغالي بكرده وعربه( و و و) والذي يسمى اليوم (عراق) وكان يسمى (عراك ) حسب رؤية ومفاهيم اللغويين لهذا البلد المنكوب والمغلوب على أمره والذي صار وبات شليلة بأيدي من هب ودب وأراد السوء لها وبأهلها, وطمع بنهب وسلب ثرواتة وخيراته من الدخلاء أو ما يسمونهم بأهل الدار, السارق وصاحب الدار( خابن دار) أو بالأحرى (خائن دار ) الذي تعاون مع الغريب وجاء به كي يرمي بالشليلة في الوحل والمستنقع الضحل والذي أصبح لغزا حير عقول أصحاب الرأي وصانعي القرار من السياسيين كيف يهتدون لأظهار والكشف عن الرأس الحقيقي الضائع من هذه الكرة الشليلية! والتي أصبحت كرة يتلاعب بها سماسرة الحروب وتجار البيت الأبيض والأسود وعاهرات الملاهي الليلية والمقامرين بأقوات الشعب المسكين والبائس التعيس.
لقد أصبح دارنا (خان جغان) او أصبح ولاية بطيخ أو حسب ما يسمونه اعزائنا أهل الجنوب (بديرة بطيخ) او ننطقها نحن الأكراد ب( پەتیخ ). أين الفرق بين الأمس واليوم, بالأمس كان الوالي أو الحاكم العثماني( جغالة باشا ) حيث كان يبحث عن ايجاد مصدر مالي معين له ليسد نفقاته منه وكان يتوجه لزيارة تجار بغداد آنذاك حيث يبادر الى بث شكواه لجمع الاموال من جيوبهم. وكان التجار يتبرعون لجناب الوالي وهكذا كان يستحوذ على اموالهم بمكره وحيله وخداعه عليهم. واليوم اصبحنا تحت طائلة آلاف من أمثال (جغالة) ومن لف لفهم من أبتزاز أموال الشعب المفسدون الجدد. الكل ومن دون أستثناء بإلا او ما شابهها باتوا بشتى أنواع وفنون المكر والخداع يبتزون وينهبون علنا من دون أي وازع ديني, وأخلاقي, إنساني كان أم قانوني. فأصبح العراق جنة أو خان جغان حسب القول الشعبي( هي الجنة ياهو اليجي يدخل بيها ). حقا إنها كانت جنة ولكنها أصبحت نار جهنم على اصحابها الحقيقيين والشرفاء وأصبحنا ككرة القدم يتقاذفه االلاعبون من جميع الجهات وصار حال العراق مثل تلك الكرة التي كنا في خمسينيات القرن الماضي نصنعها بأيدينا من الخرق البالية ونجمعها ونخيطها ونلعب بها وكنا نتوقف عن اللعب حالما تتمزق وتصبح أشلاء. ولكن هذه العصابة والزمرة الباغية والطاغية الآمرة والناهية لم ولن تتوقف عن اللعب ما دامت الكرة تتدحرج والمدرب راض منتهى الرضا عن أداء الفريق الرائع والممتع, ومراقبي الخطوط يتغافلون عن الهفوات المتعمدة والغير المتعمدة, المباشرة والغيرالمباشرة, وحكم الوسط قد أعطى الصلاحيات لكلا الفريقين بأن يرتكبوا أنواع المخالفات لأنه لم يجلب معه البطاقات الصفراء والحمراء بل املى جيوبه بالبطاقات الخضراء لحسن أدائهم المميز والنزيه وسوف لن يوقف المباراة بوقتها الأصلي ولا الأضافي ما دام لم يحمل معه الصافرة فسوف يمدد اللعب ويجعلها تستمر إلى ما لا نهاية, وجمهور الحاضرين لا يعرف النتيجة لأن لا حول له ولا قوة من التأثير بمجريات هذة اللعبة القذرة والتي تبث من على كافة القنوات الفضائية ولجميع أنحاء المعمورة الحية والمقبورة على حد سواء. والكل يرددون المثل الكوردي " هەر وەکی نە ئەو کەر کەتی، نە ئەو هیز دریای" أي ما معناه: " وكأنه لم يسقط ذلك الحمار ولم يتمزق تلك القربة" أو الزق أو حاوية الماء. فمن يبالي أو يهتم بالحمار إذا وقع وسكب ماء القربة ما دام بئر النفط يتدفق والعداد لا يعمل ( شيل عمي شيل إلى أن ينشف البير, والخير كثير, وسركم يغور في نفس البير) لا دير بال هي شليلة رأسها ضايعة.
30-3-2017 دهوك بقلم : أحمد علي
"يَصمُّ أُذنا ويضَعُ القير في الأخرى"
" گوهەکێ دگریت، ئو یێ دی قیر پێڤەنا "
كم من الناس في هذا الزمن المتقلب ينطبق عليه هذا المثل الكوردي الرائع بألفاظه والمؤثر بمعانيه. وقد قال الله في محكم كتابه" (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا..) فالجواب هنا واضح وجلي: أن الله جل وعلا بيّن في آيات كثيرة من كتابه العظيم : أن تلك الموانع التي يجعلها على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، كالختم والطبع والغشاوة والأكنة. بل أنهم أشد من ذلك وأقسى وأعنف. وما أستوقفني بهذا الصدد هو سماعي في أحد الأيام ومن على إحدى شاشات التلفاز في زمن الديموغراتية الرعناء في العراق العظيم, والتي جاؤوا بها تجار وسماسرة السياسة ,حين سُأل أحد الشباب عن رأيه بالهتافات التي يطلقها المتضاهرون في ساحة التحرير والمطالبين بالحقوق المشروعة التي ينادون بها. فرد هذا الشاب وبكل عفوية: " كنا سابقا وفي عهد النظام نهاب ونخشى أن نتكلم علانية من بطشه وجبروته والآن نحن نطلقها وبملئ الفم وبصوت مدوي بل لا يسمعوننا. لكم أصحاب الحل والربط, ومن بأيديهم مفاتيح الأزمات ومسببي الكوارث والويلات وخالقي الفتن والنكبات لقد وضعوا في أذانهم وقراَ وقيراَ كي لا يسمعون صراخ هؤلاء المظلومين. قالها الشاب وقد فاحت من قوله رزانة عقل بل لثلة جهل. وإلى متى يظلون على هذا المنوال؟ ويجلبون لنا الأهوال ولا يغيّرون الأحوال. صدق الحكيم الكوردي صاحب القول المأثور حين قال:" کەڕی پڕبێژ بەزاند". أي ما معناه " لقد هزم الأصمُّ الثرثار". لا وألف كلاّ لابد أن يستمع هذا الأصم للقول السديد والرأي الرشيد وأن يزيلوا الغشاوة عن أعينهم والوقر والقير من آذانهم وأن يفهموا لغة التخاطب مع الشعب وإلا فمصيرهم لن يكون بأحسن حال ممن سبقوهم في الظلم والعدوان وإسكات صوت الحق. وفي الآونة الأخيرة لجأ الشعب وبصيغة اخرى فأخذ يعبرعن محنته وبلائه بالصمت ووضع اللصاق على أفواههم عسى ولعلها تدر أو تنفع. وأقول لهم أتّعظوا من هذه المقولة الخالدة: "ما ضاع حق ورائه مطالب".
لعلّها لعلّها لعلّها ولعل الذي عقد الآمال يحلها
وقال بعضهم يصبر صديقا له على ضُر مسَّه ومصيبة حلْت به :
إن الذي عقد الذي انعقدت له عقد المكاره فيك يملك حلها
صبرا فإن الصبر يعقب راحة ولعلها أن تنجلي ولعلها
فأجابه قائلا :
صبرتني ووعظتني وأنا لها وستنجلي بل لا أقول لعلها
ويحلها من كان صاحب عقدها كرما به إذ كان يملك حلها
بقلم : أحمد علي- دهوك – 20-2- 2017
العراق بخير لا يعوزه إلاّ .....
يا جناب الپاشا قبيلة شمر " لا يعوزها إلاّ الخام والطعام وقلة الخرجية!"
كادت قبيلة شمّر أن تهلك من الجوع والقحط أيام الدولة العثمانية وصار وجودها مهدداً بالتفكك والزوال. عندئذ اجتمعت القبيلة لتدارك الموقف واختارت من أبنائها اكثرهم فصاحةً وفطنه ليحمل مظلوميتهم الى كبيرهم الشيخ فرحان الحليف المقرّب للوالي والذي منحه لقب پاشا و وثلاثمئه ليرة عثمانية نهاية كل شهر ثمنا لولائه وإخلاصه. وفي مضيف القبيلة الكبير, سأل الشيخ فرحان پاشا مندوب شمّر اليه عن أحوال القبيلة فأجابه بسرعة وبمنتهى الصراحة حيث صارت فيما بعد مقولة ومثلا: أطمئن يا محفوظ .. " شمّر بخير وما ينقصها إلا الخام والطعام ....وقلة الخرجية!"
من منّا من العراقيين أو غيرهم لم يسمع بتلك المقولة الشعبية القوية والمؤثرة والمدوية والتي ذاعت صيتها وصداها بين عامة الشعب وكانوا يرددونها في أغلب المناسبات الحرجة والحساسة ويراد منها كشف وإظهار الحالة المماثلة والموقف المطابق المؤلم والذي يتطلب أبرازه وأعلانه أمام الملأ والمتلقي كي يبين لهم حجم الكارثة والمأساة التي ألمت بهم ووقعت عليهم من جميع النواحي. فكانت كلمة "شمّر" اسما خاصا ومحددا, ولكن بعدئذ أصبح مداه وأبعاده يشمل كل العراقيين أنذاك وإلى حد الآن. لقد قالها ملئ الفم وبأسلوب السخرية والتهكم بأن شمّرلا يعوزه شيء سوى أو إلاّ: فكلمة إلاّ الأستثنائية أصبحت حلقة وصل ما قبلها وما جاء بعدها كي يزيد من قوة التأثير على السامع والمعني عندما أتمها بأن الرعية يعوزها الخام والطعام والأدهى والأنكى هي قلة الخرجية ليضيف للقول قوة ويزيد من حراجة الموقف. أي أن العوز والفقر والحاجة قد أخذ منّا جميعا منتهاه. فأصبحت كلمة " خير" في المقولة في خبر كان ولم يعد لها ايّ معنى ولا وجود ولا قيمة تذكر. رحمة الله على القائل ومن رددها من بعده وتمسك بها وأنصف الشعب وأعطى حقوقه.
ما أشبه البارحة باليوم, الأمس ولّى وذهب ولم يعد, مضى بأفراحه وأتراحه, ونحن اليوم نعيش بعد قرن من الزمان, وعراقنا بشمّره وعربه, بشبكه وكورده, وتركمانه وآشوره وكافة طوائفه ومذاهبه وأديانه يتجه من سيء إلى أسوأ. ألم يتعظوا بهذا القول السديد؟ والمريب في الأمر بأنّ الكل بشكل أو بآخر قد هضم حقوق هذا الشعب البائس المسكين والمغلوب على أمره. فأخذ كل واحد منهم يردد المقولة وبصيغة أخرى وبوقع جديد ولغة ملئها اليأس والقنوط والأحباط. حين تسأله عن الأحوال يرددها بكل ألم وقهر من رحم المعاناة: العراق بخير لا ينقصه ولا يعوزه إلاّ : زيادة في الفساد ونهب أموال الشعب, وتنويع أساليب القتل والخطف والتهجير, وتوسيع دائرة الطائفية والدينية, وكبت أفواه الشرفاء والنزهاء, وأعطاء المناصب للبلهاء وعديمي الخبرة, وأبعاد أصحاب الكفاءة والمواهب الفذة, وأغراق البلد بالديون, وأدخال المحرم والمنوع, وتشتيت نسيجه المتنوع وجعله من بلد الحضارات صاحب القييم والتراث والمجد إلى بلد يعوزه أبسط مقومات الحياة. هل من مزيد؟ بلى وألف بلى, يعوزه المزيد, ليس فيه أدنى شك أو أرتياب. لم يبقى لدينا نفط ولا غاز ولا آثار, لا من قريب ولا من بعيد, سوف يأتي يوم يجف القير في الآبار ونصبح تحت رحمة الدولار, نراه من بعيد بأيدي السماسمرة والتجار.
صار العراق مرعى لمن هبّ ودبّ
لمن عشق خيراته ونهب آثاره وحبّ
إذْ أمن العقاب ولم يخشى سوط الرب
زوّر, سطى, سرق , نهب, وأستلب
فبات الشعب ينشد جذلا من الطرب
أغنية يهلوس بها ويندب حظّه بأدب:
حام الغراب هنا ونعق البوم في حلب
يعوزالشعب بعضٌ من أنواع الجرب
الموت مصيركم , والنجاة لمن هرب
وأبتعد عن هذا الوطن أهجر وأغترب
أين أنتم من كلّ هذا يا عرب يا عرب
8-2-2017 دهوك
أحمد علي
الخير والشر
مفهومان متناقضان منذ الأزل, الخير مغاير للشرفي جميع الأعراف والقيم الأنسانية والنصوص الدينية والفلسفية. فالبشر متطبعون بالفطرة أو بالأكتساب لفعل الخير أو الشر معا وباتا لا ينفكان من حياته وافعاله على المستوى الفردي والشخصي. وبعدها أخذ يشمل الجماعات والأقوام والأديان والأحزاب وأخيرا الدول منفردة أو متحدة أو متحالفة. فالخير بيّن وجلي على كافة المستويات أفرادا كانوا أم جماعات دين أم أديان دولة أم دول. وأما مفهوم الشر ورغم وضوحه للجميع فقد أخذ يتسع ويتمطى في التفسيروالتأويل والتبرير كل حسب هواه ومبتغاه وأهدافهه المعلنة والمبيّة. فأخذ السؤال يطرح نفسه أين يكمن الشر؟ وما هي الدوافع ورائه؟ وكيف يبرر من قبل الجميع وكأنها من المسلمات وحق مشروع للكل وبدون أستثناء؟ شر خلقناه نحن وتفننا في أبتداعه لقتل بعضنا البعض, تارة بأسم الدين والدين براء منهم, وتارة أخرى للدفاع عن شعوبها ومصالحها وهذا كذب وأفتراء لأنهم هم من صنعوا الشرواوصلوه إلى هذا الحد والمستوى, فمهما كانت الأعذار والذرائع والمبررات والحجج الواهنة المكشوفة المعلنة والمخفية. لذا شُنتْ الحروب على الشعوب المستضعفة والمستهدفة مبررين بأنها حروب مقدسة للقضاء على الشر وعليهم أن يتوحدوا وراء هذه المعركة لهزيمة الشر لدرء مخاطر الحرب العالمية الوشيكة التي ستؤدي إلى "نهاية الزمن" للبشرية حسب رؤية الملكة ألزبيث ملكة بريطانيا حين لقائها مع بعض الزعماء الدينيين.وفي لقاء مع بطريرك روسيا ورئيس أساقفة كانتربري، قالت الملكة بالحرف الواحد "يجب على المرء الآن اتخاذ الاستعدادات اللازمة لنقول وداعا لأحبائنا وليس بوسعنا أن نفترض من الذي سيعيش ومن سيموت. الكثير سوف يموت في هذه الأيام الأخيرة " بلدي الحبيب على وشك الدخول في أحلك فترة في الأشهرالمقبلة، حيث ستشن حرب وحشية ومروعة في الشرق." وأضافت: " أنا لست مهتمة بتفاهات عيد الميلاد. وقالت الملكة أنا أشعر بالقلق من العواقب الوخيمة التي نواجهها عندما تدق طبول الحرب اقوى وأقوى من أي وقت مضى". "يجب أن يكون الحرب على الارهاب اليوم بجهد مشترك." هنا أصبح مفهوم الشرأرهابا ومعركة مقدسة حسب مفاهيم دينية. ورددها رئيس أساقفة كانتربري في روسيا حين قال: "هذه ليست مجرد معركة روسيا. " وقال كيريل، مضيفا" انها لجميع البلدان، ونحن يجب أن نتوحد لهزيمة هذا الشر وهذه الحرب أسمه قدوس". بلى وألف بلى انها حرب قدوس ومقدسة حين تقتلون وتشردون الملايين من البشرمن أوطانهم وتحرقون الأرض والنسل وتهدمون البيوت فوق رؤوسهم وتستخدمون كافة الأسلحة التقليدية والمحرمة دوليا والتي جاءت بها بنودكم ومواثيقكم حسب زعمكم. إنه الشر الكامن في نفوسكم, شرٌ زرعتموه انتم في هذا العالم وبدأتم تحاربوه بشتى الوسائل والدسائس. حرب على المصالح ومصادر الطاقة وقتل أكبر عدد من البشر مهما كان دينه او لونه أو جنسه. هذه الحرب ليست حرب دينية كما كانت تحدث سابقا هذا ما صرح به بابا الفاتيكان مؤخرا. ولا يعرف أحد عواقبها ونتائجها على المدى المنظور والمستور. إنها حرب مفتوحة على الجميع, لا يسلم منها أحد لوأستمرت هكذا وإن لم يتدخل الحكماء والعقلاء لوضع حد لها ونهاية لأنقاذ البشرية من هذه الحرب المأساوية العالمية.
31 – 12 – 2016 دهوك
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ
للقول والكلام أنواع ودرجات وأشكال مختلفة مع مرالتاريخ. وكذلك الأفعال والأعمال والمبادرات. وهنا أرغب التأكيد على الأفعال الجيدة والمواقف البطولية القيمة والمثيرة. فنوع من الناس قول فقط , لا يتعدى ذلك , يهذي ويثرثر ويملىء الدنيا صراخا وزعيقا شأنه شأن الحمارنهيقا.فلا ترى له من بين الناس خلا ولا رفيقا. لا أمل فيه ولا يُرجى منه أي شيىء. ونوع آخر فعل جريء, يتحرك من دون أن يتفوه بكلمة ويؤدي ما عليه على أحسن ما يكون. ولا يجلب الأنتباه إليه.فعله صمت وإقدامه يَسُرُّ الأهل والبنون. وأما النوع الآخر يعلن القول ويجهره للملأ ويحذر المقابل بما سوف يفعله في قادم الأيام, أنه بكل معنى الكلمة قول وفعل, لا يرمي القول جزافا ليس لديه خشيةَ ومخافا. فعله يؤكد كلامه, وبها يَعْلو شأنه ومقامه. وتبقى ذكره مع مر الزمن. وأما الأدهى فهناك نوع آخر ليس في العير ولا في النفير, لا قول له ولا فعل. ولا يُرْتجى منه حتى في تقشير البصل, الجيد فيه كسلٌ وخمولْ, هابط العزيمة لا أمل فيه ولا يتوقع منه المأمول. ينساه التاريخ ويُرمى في سلة المهملات. واللبيب في العراق يفهم. فلدينا أُناس في مواقع المسؤولية " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ ".
بقلم : أحمد علي-21 \ 9 \ 2016
أين السلم وأين السلام ؟
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))
من أي دين أو طائفة أو مذهب أو عرق أو جنس كنت:مسلم,سني ,شيعي, ,علوي ,درزي , مسيحي كاثوليكي , بروتستانتي, ارثودكسي , يهودي ,بودي ,زرادشتي, مؤمن,كافرأوملحد,ووووالووات كثيرة.
وطالما هذه التقسيمات والتصنيفات والتفريعات موجودة بفكرنا وخطاباتنا ومعابدنا نحن بنو البشر واهل القتل والشر وكل فئة تقول لنا ( الجنة ) ولكم ( النار ) لا حل ولا خيار ولا فرار إلا بالتفكير والتعقل والتأمل من الواقع الأليم والمر وسيؤدي بنا هذا الفكر الضيق المغلق إلى الأنجرار نحو الهاوية أو قريباً سيقع الدمار الشامل بيننا ويحترق الأخضر واليابس.
لما لا نحيا معا في حب ووئام وطمأنينة وسلام نأكل معا ونعيش سوية مع الطبيعة في تناغم وأنسجام وكأننا عائلة كبيرة من كل أجناس البشر نعيش متحدين في هذا العالم الجميل رغم الحدود المصطنعة والأديان الجامعة , لكم دينكم ولي دين ولا إكراه في الدين ولكم أوطانكم ولي وطني فرب العزة والجلال كفيل بالجنة والنار. هذا ما أوصى به الرسل والأنبياء والحكماء والعقلاء من أمة آدم وحواء سواء بسواء ؟
11 \ 10 \ 2016 دهوك -بقلم : أحمد علي
التعايش السلمي
الحمد لله الذي خلق الخلق جميعاَ من أصل واحد فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ). وجعل الأصل في العلاقة بين جميع الناس التعارف والتعايش والمحبة والإخاء والسلم وبذلك تكون الحروب والفتن أمرا عارضا غير أصلي، وإنما شُرِّع دفاعا عن النفوس والأديان عامة. فالإسلام هو الدين الوحيد الذي قدَّم لنا حلاًّ لتَعَايُش المسلم مع غيره من أصحاب الملل والنحل المختلفة ويرشدنا الإسلام إلى أن الأصل في معاملة الناس جميعًا هو البر بهم، والإحسان إليهم. وقد أوصي عمر بن الخطاب( رض ) وهو على فراش الموت الخليفة من بعده بأهل الذمة خيرًا، وأن يفي بعهدهم، ولا يكلفهم فوق طاقتهم. والذمة معناها (العهد) الذي يشمل التأمين والحماية، وهذا السبق يُعرف في عصرنا بالحقوق المدنية والجنسية. وجعل الإسلام من بين أركان عقيدته الإيمان بكتب الله أجمع ورسله ، ومن ينكر ذلك يدخل في دائرة الكفر. وأباح الإسلام مؤاكلة أهل الكتاب وتناول ذبائحهم ومصاهرتهم، والتزوج من نسائهم في الحدود الشرعية المسموحة. وحث الإسلام أيضاَ على الترفق في الحديث معهم، ومجادلتهم بالتي هي أحسن؛ لأن في ذلك نزعًا للأحقاد والكراهية والضغائن، وتنقية للنفوس مما يعلق بها من حقد وغل وشر. وكذلك حث الإسلام على توفير الحياة الآمنة لهم، كما حث على الصدق في التعامل والعدل والسلام مع غير المسلمين.فقد قام نظام النبي( ص) على بعض البنود التي نحن في أمس الحاجة إليها الآن ومن أهمها: نصرة الضعيف؛ فالمؤمنون لا يتركون مظلومًا إلا ونصروه، أو فقيراً إلا أعطوه بالمعروف.
أما التعايش السلمي حديثا مصطلحٌ معاصر معناه ومفاده القبول بالآخر المختلف إيديولوجيا ودينيا وعرقيا. بالرغم من التقدم الذي أحرزته البشرية في مجالات احترام حقوق الإنسان وحقوق الأقليات في العيش المشترك، فقد كثرت النزاعات واستمرت ودامت الحروب سنين طوال، وتمَّ الركوب على تلك الآليات الأممية والمعاهدات والمواثيق الدولية، من أجل تدخل الدول الكبرى في شؤون الدول الضعيفة والمضطهدة أصحاب الثروات والخيرات، تحصينا وتمكيناً لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية. وبعد الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق، طفت على السطح الصراعات الدموية الطائفية والإثنية والدينية في المنطقة بأسرها.
ومن أجل تحقيق عيش مشترك تحترم فيه كرامة الإنسان وخصوصيات الأفراد والجماعات وحقوق الأقليات، لابد من توفر شروط تظللها قوانين يحتكم إليها الجميع، وتحترمها الدول قبل الأفراد.
2016 - دهوك
فوق الحمل تعلاوة
مقولة قصيرة في ألفاظها بل واسعة بمعانيها, قوتها في التعبير الدقيق حين يتطلب الأمر بإبراز الوقع الأليم الذي ينزل على الشخص وفي الوقت المؤاتي والحسساس. عندما يشتد الضغط والعبء الثقيل وتتجاوز القدرة على التحمل فتخرج هذه العبارة كالسهم الخارق صوب الهدف وتغور في الجسد كحد السيف القاطع. إنها سلاح المستضعف بوجه المستبد والظالم حين يرددها سرّاَ أوعلانية ولسان حاله يقول أليس كافيا هذا الحمل الثقيل وإذا بك تحمّلني فوقها أحمالاَ إضافية. عبء ليس لنا طاقة في حمله فكيف بنا نتحمل المزيد. فعندما نتقبل المر ليس معناه نحن قد رضين به قانعين وطائعين بل لأن الأمرّ منه كان في الأنتظار من الأشرار والفجار. والذي جرى على شعوب العراق أجمع لم يشهد له مثيل في التاريخ القديم والجديد. فوق المحنة بلاء وفوق الضيم شقاء وفوق البؤس عناء. لقد اصابه كل أنواع القسروالأضطاد من شرذمة تنسب للعباد, فألبسهم ثوب الحداد يفرون من واد لواد ليس لهم من هاد. حملهم ثقيل والهم أثقل, تعاستهم صراخ وعويل والفاجعة ليله طويل, ونكبتهم طالت وتطول. وغابت عنهم الشمس والقمرفي افول. ليس لهم حول ولا قوة, فقد أتسعت الهوة ونام أصحاب المروؤة وسكتت شهرزاد عن سرد أحداث القصة لأن فصولها شائكة ومتداخلة ومعقدة والبقية تأتي لأنه مسلسل طويل عنوانه (( قصة لا تنتهي )). وسوف يبقى العراقي تحت وطاة الحمل وأصبحت التعلاوة حلاوةَ يتذوقها ليل نهار في حله وترحاله, حاله حال النملة وحبة القمح في القصة التي رواها العاقل للحاكم فكانت تلك القصة حقاَ قصةَ لا تنتهي.
13 \ 11 \ 2016 - أحمد علي \ دهوك
تاريخ للبيع أم أطفال للبيع
تحتفظ الدول المتقدمة وخاصة الأستعمارية منها بأرشيفها القومي في غاية السرية والكتمان ولا يحق لأحد الأطلاع عليها إلا بمرور فترة لا يقل عن 50 عاما وبعدها تصبح في متناول الجميع لمن اراد البحث فيها حيث يصبح تاريخا للبيع وسبب ذلك يعزو أن الذين ساهموا في تلك الأحداث ماتوا أم لم يبقى لهم أي تأثير في سير الأحداث. أسرارهم غالية وعزيزة أما نحن فنعرض أطفالنا للبيع والذين لم يتجاوز أعمارهم عدة سنين ولم يلقوا من حنان وعطف الأبوة إلا اليسير يا فجاعة الوالدين بهذا الموقف الدامي والمبكي. أيجوز هذا؟ ويحصل في العراق بلد الخيرات و النعم وأهل الزاد والكرم. من سمح لكم ان تفعلوا هكذا بشعب القيم ؟ بأن يقدموا على هذا الفعل الكريه والمنافي لكل الأعراف الأنسانية. بأي قيم ودين تباع النساء في سوق النخاسة بالمزاد العلني وبأبخس الأثمان كأنها الخرفان والطليان وعلى مرمى وأنظار الجميع . شعب يباع ويشترى وكرامة تداس وتهان. شعوب تحتفظ بارشيفها ونحن نبيع عزنا وشرفنا وأخلاقنا وفلذات أكبادنا ويل ويل للمتسببين! والمتربصين. تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* نعم تبت يداكم ويمناكم وجهنم تتمناكم لتنالوا جزائكم في الدنيا والأخرة.
بقلم : أحمد علي 1 \ 9 \2016 دهوك
الغاية تبرر الوسيلة
السيف أصدق أنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
نعم يا أبا تمام في حينها كان السيف هوالسلاح البارز. وبعدها أخذت الأسلحة بالتنوع مع مرالسنين وبتطور فنون وجنون القتال والحروب. لا يمر يوم دون أن يخترعوا نوعا جديدا لأبادة البشرية وقتل الشعوب المضطهدة بدلا من سد جوع البؤساء والتعساء. لما لا تنزع هذه الأسلحة التقليدية ويستخدم السلاح الأكثر تأثيرا عند الحاجة والضرورة القصوى. ألا وهو سلاح الحذوة , من منكم لم يسمع بمداس أبي القاسم الطنبوري وما جلب له من متاعب فأصبح مضرب المثل. ألم يستخدم خروتشوف حذائه أبان الحرب الباردة في منبر الجمعية العامة بوجه الوفد الفليبيني وبفعله هذا أدهش الحاضرين وسميت تلك الدورة بدورة حذاء خروتشوف وكان وقعه اكثر قوة من السلاح النووي ورغم قوة الدول العظمى آنذاك. وضرب المواطن الكوردي جاتين أشك وزير التربية التركي بالقندرة للتعبير عن موقفه الرافض تجاه سياسة تركيا الخاطئة نحو الكرد. وما فعله الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى فردتي حذائه على الرئيس بوش في حفل التوديع وكان وقعها قويا عليه وعلى العالم أجمع حيث أعتبر من الأسلحة الفتاكة التي استخدمت ضد أمريكا واذنابها. لأن الذين قاموا بالتفتيش لم يتوقعوا أن هذا السلاح البسيط مرّ من أمامهم وسيرفع بوجه أعظم دولة تملك السلاح. بهذا الفعل دخل منتظر التاريخ من أوسع أبوابه, ويظل ذكرى جرأته البطولية مع مرالزمن. فعلا لقد طبق مقولة المفكر الأيطالي ميكافللي " الغاية تُبرّر الوسيلة " نعم كان أهدافك أغلى فبتلك الوسيلة البسيطة ولم يتخذوا منها الحذر والحيطة, لذلك حققت بها أسمى و أقوى الغايات.
3 \ 9 \ 2016 دهوك - بقلم : أحمد علي
أين الفَرَجْ؟ يا فَرج!
دعوني يا جماعة الخير أوظف بعض الأمثال العامية وحسب أجتهادي الشخصي وأصورها على مزاجي وأعطيها أبعادا تقطع الشك باليقين وأبرز بعض الجوانب التي تمس حياتنا اليومية والوضع الذي نحن فيه كعراقيين بغض النظر عن مسمياتنا وعناويننا لأنه ليس للمثل حدود ولا يقف في طريقه سدود.
لقد قالوا لنا الصبر مفتاح الفرج ولم نرى الفرج لا من قريب ولا من بعيد يدنو أويقترب نحونا, وقالوا " أصبر عالحصرم تاكلو عنب" فظل العراقي يراقب الحصرم وكله أمل وصبر كي ينضج ويأكله عنبا, لكنه شاهد شتلة العنب نفسها تتيبس أمام أنظاره. لقد راح وطار وأنفلت من أيدينا " الخيط والعصفور". لم نحظى بالحصرم ولا تذوقنا العنب كالطائرالذي طار بعيدا وأخذ معه خيوط محبة وألفة العراقيين بعضهم للآخر. ولم يكتفوا بل جاءوا أي قدموا من هنا وهناك: "جا ديكحلا عماها" وأرادوا أن يكحلوا عيوننا بالكحل ولكن بدلا منها فقأوا العيون التي في طرفها حور. وبدلا من أعطائنا الحقوق أخذوا يدقون على رؤوسنا انواع الضربات الموجعة والمؤلمة ليل نهار" فوق حقة دقة" دق عيني دق لأنك تدري بأن" المبلل ما يخاف من المطر" لقد تعلمنا وتدربنا على كافة انواع البلل في العراء وتحت وابل من القصف وتهديم البيوت فوق الرؤوس ودفعهم نحو النزوح. والجماعة أي جماعة الخير" نايمين ورجليهم بالشمس". وقد وضعوا المنخل والغربال أمام أعينهم وابصارهم كي" يسدوا ضوه الشمس بمنخل" وتركوا الشعب يستجدي ويتوسل من الغير كي يعيش ويبقى على قيد الحياة وأخذ يطارد لقمة العيش ومثله كالذي"يركض والعشا خباز". وأصبح العراقي مضربا للأمثال لأنه لاقى الأهوال جيلا بعد جيل ومن يدري مصير قادم الأجيال. وأسمحوا لي بطرح السؤال: هل سيتغير حالنا من هذا الحال الى أحسن حال في يوم من الأيام وبعدما يشتد غناء الموال؟ أم سنبقى لنشقى ونتعذب ونجوع ولم يأتي ولم يظهرعمو "فرج" لا من بين الهرج والمرج ولا من الباب الرئيسي ولا من الشباك الخلفي ولم يصعد على الدرج ولم يأتي معه بالفرج ما دام العجم والهمج قد هجموا علينا من كل جانب فأصبح مصيرنا ومصير أجيالنا القادمة في مهب الريح" واليدري يدري والما يدري..." اتركه يستريح, لأنه لم نرى أبدا أحدا فعل أو صنع معنا لحد الآن المليح بل كل ما فعلوه كان من الشنيع وصنع القبيح. حُرم الشعب من خيراته وثرواته وأصبحنا ولسان حالنا يردد هذا المثل الشعبي وكلنا حسرة وألم :" يامن تعب يامن شقى يا من على الحاضر لقى". صدّق أو لا تصدق أبن العراق البار:" راحت فلوسك يا صابر".
7-6-2017 دهوك بقلم: أحمد علي
أتقاء الشر
"أتق شر من أحسنت أليه"
لأول نظرة يبدو هذا المثل متناقض مع نفسه من الناحية الأخلاقية, لأن فاعل الخير والأحسان يجب أن لا يتكافئ بالشر. ولكن لو جاءه الشر من شخص قليل الذمة فعليه أن يتجنبه في المرة القادمة ولا يعمل معه الأحسان ثانية ويتفادى الوقوع في نفس الموقف. وبأمكان الشخص أن يفعل ذلك لأن المقابل واحد لا غير فمن السهوله أن يبتعد ويتحذر من الأنجرار مرة اخرى والتعامل معه لنفس الفعل.
ولكن عندما يتخطى من الشخص الواحد الى جماعات, وأقوام, ودول أومجموعة دول حينها يصبح الأفلات منه صعوبة بمكان. لأن هنا مفهوم الشر يزداد ويتسع أبعاده ويشمل أكبر عدد من الناس ويصل تأثيره الى أبعد الحدود ولأوقات متباعدة. وشر الشرور والبلية لو جاء هذا الشر المبيت من أقرب الأقربين والجيران المحيطين بك من كل جانب.
وهنا يأتي دور المثل الأخر المتمم للأول" من حفر حفرة لأخيه وقع فيه". في الأول الأحسان مقابل الشر, وفي الثاني المكيدة والخدعة والدسيسة من دون مبرر, كلها تجتمع في مضمون المثل, لمن؟ ليس لعدو غدر بك أو لمغتصب لأرضك أو محتل لبلدك بل للأقربين, ولأخوانهم في الدين والقومية والهوية المشتركة. فمهما تكن الخديعة متقنة ومحبوكة بشكل ممتاز فلابد يوما أن تنكشف للجميع. فمن فمك أدينك, فما فعلتموه في السر ومن وراء الكواليس وأستعنتم بكل قوى الشر قاطبة لسحق شعوبا بأكملها وعلى مدى أعوام والحبل على الجرار ولم تصونوا الأحسان ولا الجيرة وأنتم على أرض النبوة وأقدس الديانات, جئتم بأبواق من هنا وهناك يفتون الفتاوي الكاذبة على الدين أولا وعلى الشعوب ثانية, أمثال القرضاوي المصري مفتي العصرِومعاكس الأتجاه! السوري مصارع الديكة في حلبة الأتجاهات والميول والغايات المبيّة ومنظري دروب السياسة العمياء والهوجاء وغيرهم تجاه الشعوب الآمنة في أوطانها والمتنعمة بخيراتها وثرواتها. فيا مغير الأحوال ويا مبدل الأتجاه ويا معمي أصحاب الحفر العميقة, ها هم وقعوا فيها وأنقلب السحر عليهم ودار الشر حولهم وباتوا يكشفون المغطى والمستور وجعلوا من الذي لا يشتري أن يتفرج عليهم بمنظار الدهشة والأستغراب لأفعالهم الغير المبررة والشنيعة بأي شكل من الأشكال. ألم تتعظوا من دروس وعبر غيركم؟ ألم تستمعوا لحكمة المثل في الأغنية العراقية للمطربة زكية جورج رحمة الله عليها:" يا حافر البير لا تغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت التگع بيها " يا حافر البئر لا تحفر وتزيد من مساحته خوفاً من كثر الحفر تكبر الحفرة وتقع فيها. أي تقع في شر أعمالك, أي في حفرة شرّكَ التي حفرتها لغيرك. ولنا خير دليل وأنصع برهان وأنقى أتهام لمن حاكوا الدسائس تجاهنا في الحكمة الكوردية القائلة :" ماڤێ ڤی دەستی ل ڤی دەستی نامینیت". أي ما معناه:" لا يضيع حقوق هذا اليد على اليد الأخرة ". فكيف يضيع حقوق الجار على الجار أو الأخ على أخيه؟ ولو ضاع عند بعض البشر, حقا ويقينا سوف لن يضيع عند مليك مقتدر.
١٤-٦- ٢٠١٧ دهوک – بقلم : أحمد علي