شعر

لو قيل للحجر كن بشرا لقال

" عذراً لست قاسيا وعنيفا إلى هذا الحد بما يكفي كقسوة الأنسان على بني جنسه."

الحذر ثم الحذر

لَعْمري ما أَغْباكَ أَيها البَشرْ

قَتلْتَ أَخاكَ بالحديدِ والحَجرْ

أَحماقةُ أم طَيشٌ وفعلُ البليدْ

قَتلْتُمْ الشابَ والشيْخَ والوَليدْ

تَفننْتمْ صُنْعاً بِأسْلحةِ الدَمارْ

لمْ يَسْلمْ البيدُ فما بالُ الديارْ

شَربْتَ من دمِهِ ولمْ ترْتَوي

جرَّبْتَ الكيمياوي والنَوَوي

الحَذَرْ,الحَذَرْ من ربٍ مُقْتدرْ

نُصْحٌ وقَوْلٌ لِمنْ شاءَ وأعْتبرْ

2016 – دهوك أحمد علي

خواطر شعرية

الصمت الثقيل

حين كنا صغارا كان همنا الوحيد هو الحب واللعب وأبتداع أنواع الألعاب

والأبتسامة النقية مرسومة على الوجه والشفاه بين الأعزة وأغلى الأحباب

حزمة من الأستفسارات والأسئلة دوّنه الخيال فوق اللسان من غير جواب

عام يقْدمُ ويرحل عام ونكبر مع الأيام ويتسع فينا مدى الأحلام فوق اليباب

يشتد دائرة الهموم ويزداد الأوهام ويلاحقنا حين اليقظة وحتى في الغياب

ينتحر الصمت فوق الصدر وتُحْبسُ الأنفاس وينطبقُ الفم ويتوقف اللباب

نبحر في عتمة الليل بدون سفّان والصمت الثقيل باسط جناحيه كالسحاب

ويغور نحو المجهول ويرحل بنا باتجاه مدن اللاعودة ويتيه في السراب

وتموت ذكريات الطفولة فينا ويزداد إيلام الجُرْح حين يحتد وقع الحراب

وتتجمع الوحوش الكاسرة من كل صوب ويحوم من فوقنا أنواع الغُراب

حين نام صوت العقل وغاب الفكر وفُقِدَ الشور والوعظ والرأي السديد

دعوة عامة لكل من يمتلك سكينا أوسيفا أوسلاح دمار من طراز جديد

وليمة سخية لكل من يشتهي وطعام لذيذ لمن يبتغي أكان شواءَ أم ثريد

غلمان وحور عين, سبايا وهدايا من كل صنف لمن طاب له لحم القديد

جاءوا لنا بكل مغوار صنديد, بيد يحملون السوط وكل اشكال الحديد

فرس وعجم, قوم عاد وثمود, جرهم ولوط, إسلام, مسيح,كفار ويهود

روستم ينادي ريجاردا, يهيب سعد بالمثنى, وصلاح يصول مع الوليد

إشتد الوغى وحمى الوطيس وزاد النفير والهيجاء وأرتفع نبرة التهديد

قتل وتشريد, بطش وتعبيد, ترويع وتهجير, وعد ووعيد, وبأس شديد

لكل كفار أثيم, مرتد عنيد, وفاجر مريد, ولكم منا المزيد المزيد المزيد

1- 1- 2017- دهوك- احمد علي

التقلب

عندما تتشابك الألوان

ويتداخل الأحزان

ويصدأ معدن الأخوان

ويتلون الخل والخلان

حينها تصبح الحياة

وشبح الفناء والموت

كأنها هالة قوس قزح

ينقلب الفرح والمرح

جوا يعلوه الدخان

يتلون بالسواد والرماد

يلفه الأسى والترح

يزداد عمق الجرح

يمتد ويتسع الأرتداد

حينها تتوقف عن الدوران

وتدخل دائرة النسيان

يتجاذبها خطوط الأبعاد

من كلّ الجهات

يتقاذفها من واد لواد

وترسم فوقها أمواجاَ

نسيجها الآهات

وتغور في المتاهات

وتدخل ثقوب الأنسداد

تلتف عليه جو السبات

يختفي فيه الود والوداد

وينعدم الملذّات

سبات في سبات

موت ليس كالممات

حياة في ممات

٤ – ١٢- ٢٠١٦- دهوك - احمد علي

بطن الجياع أَولى

متى تمتلئ المصارف بالنقود يوما إن كنت تجمعه وغيرك يلهف

أَلم يكن بطن الجياع أولى بها دوما والمفسد من التخمة ظلَّ يكْرُفُ

عارٌ وشَنارٌ,من يُدانيكُمْ نَهْباً ونَهْماً أَلمْ يَهزّكُمْ آه جَريحِ ظَلَّ يَنْزُفُ

صُرُوفِ الدَّهرِ

آه من صُرُوفِ الدَّهرِ باتًتْ تَرمينا حِقْداً وبُغْضاً وتُزيدُ مآسينا

فأَصبحنا نغْدوا بلا جاهٍ ولا نسَبٍ لا صَديقاً ولا خِلاًّ يُواسينا

هَلْ من المُرؤة أَن يتَناسى الأَحْبابُ أَمْ هي الدُنيا تُنْسي وتُنْسينا

2016 \ دهوك \ احمد علي

سانتا كلوز

شوهد سانتا كلوز وعيناه مليئة بالدموع

يمشي بين الأنقاض والدمار والخراب

في فلسطين, في سوريا, في اليمن, والعراق

وفي بعض الأماكن الأخرى الماساوية

لم يبصر في أي بيت ضوء الشموع

صمت في كل المآذن

وأجراس الكنائس في سبات

هيهات لكم هيهات

في أنقاض أرواحنا المتألمة

التي فقدت الدفئ والعناق

كان هناك أطفال يلعبون

يفرحون ويمرحون مع الرفاق

كان الاطفال هم أكثر الضحايا

غابوا لم يتقدموا لأستلام الهدايا

هنا مثل أي مكان آخر على هذا الكوكب

الآن هم فقط أصبحوا آلاما للذكريات

دفنت معهم جميع الأمنيات

صور حزينة, وقبورتدمي القلوب

والبكاء المرمن الأمهات

شوهد سانتا كلوز وعيناه مليئة بالدموع

وطأطأ رأسه بكل خنوع

ومشى بين الأنقاض والدمار والخراب

يصيح من أين أتت تلك الذئاب

في أيديهم السيوف والحراب

أين الاطفال أين رحلوا؟

ماذا حلَّ بهم أين وصلوا؟

يستفسربكل صبروأناة

من هم , من هم الجناة؟

ينتظرمنكم الجواب

لمن يعطي تلك الهدايا؟؟

للموتى أم للضحايا

الى الخرائب أم للمقابر

أتدري لم يعد هناك عابر!

30-12- 2016 دهوك- أحمد علي

أجتياح عفرين

بأسم الدين

شنّ أردوغان اللعين

حربا على عفرين

حاملا لها غصن زيتون

وأدخل شعبها في أتون

أبن الطيب المجنون

أناديكم وأناشدكم

يا كفرة ويا مؤمنون:

إشارة من اليسار واليمين

وبجيش لاحر وبشرذمة يستعين

يُكبّرون تكبيرة الله أكبر

يحرقون اليابس والأخضر

يستهلونها بآيات الفتح المبين

على شعب مسالم مستكين

تاركين القدس في الوحل عاريةً

تأنُّ خلفهم في فلسطين...

تنادي وتستغيث: هل من معين؟

أهكذا؟ يا أردوغان

تستعيد أمجاد آل عثمان

بأعلانك الفرمان

على مدن كوردستان

وتهجم على الجيران

ألم تدري يا مسكين؟

بأنّ للبيت ربٌ يُحميه

من يقترب منه حتماً يُدْميه

بنار مستعرة يكويه

وأعلم أيها المكير!

سقطت في البير

أسود الكورد كالزنابير

يلسعونك ليل نهار

أنهم ثائرات وثوار

عليك أن تلوذ بالفرار

قتال الشجعان كرٌ وفرٌ

يوم لا ينفع لك نصرة

ولا مرتزقةٌ ولا جيشٌ حرٌ

إلاّ من آمن وتفوه باليقين

وفهم الدرس والتلقين

ممن حوله والأبعدين

أهكذا؟ يا أردوغن

تصبح خليفةً للمسلمين

أسلافك أبادوا الأرمن

وذبحوا الآشوريين

وهجّروا الشركس والقفقاس

وقتلوا الكورد وعلّقوا الناس

وقطعوا الرؤوس بالسيف والفأس

بأسم الدين وآيات الفتح المبين

يا ملاعين!

أهكذا؟ يا أردوغين

تصبح خليفةً للمسلمين

على أشلاء الأطفال والمسنين

في كوباني ومنبج وعفرين

ألم تستوعب دروسا من التاريخ ؟

بلا جدوى طائراتك والصواريخ

مكانك حاوية القمامة

ولو صعدت كوكب المريخ

إن كنت تدري فهي غطرسةٌ وغباء

وإن كنت لا تدري حينئذٍ

أنت حقاً ملعون ولعين

اللهم آمين, كبّروا آمين

والحمد لله ربّ العالمين

وأوجّه قولي هذا:

من منبر الأكراد

لكافة المسلمين والمهتدين

أينما كانوا في مكة أم في الصين

في الفاتيكان أو مؤتمرات المسلمين

متى يصحى ضمائركم العفنة؟

من سباته العميق

عند بيته العتيق

ويأتي الأوان ولو بعد حين

كي تحكموا بين الناس بالعدل

والأنصاف والحق اليقين

صمتكم عارٌ ثم عارٌ

عليكم الى أبد الآبدين

الى يوم الحساب والدين

يوم لا ينفعكم مال ولا بنين

ويقينا أنتم الأخسرون

ومثواكم أسفل سافلين

19-3-2018 -دهوك- أحمد علي

سادَ الفسَادُ يا سادة

طفحَ الفُسوقَ والرِشى بلدي وتَمادى المُفْسدُ غيّاً وفَسادا

تَوارى العفيفُ شَرَفاَ بسُؤددِ وتَسيّدَ المكان شبيهَ الأسْيادا

جادوا ما لا يملك من الجودِ وتخطوا في السير الجوادا

حين أذعنَ العدلُ لهم بتجرّدِ غارَ الفسادُ في النفسِ فَسادَا

جلبوا من كل فجِ من مُعَرْبدِ شامتاَ الأهلَ وسبَّ الأجدادا

أَذاقونَنا سُماَ متلوِناَ كالشْهدِ وألبسونا دَهراَ ثوب الحِدادا

بالأَمْسِ كان لنا نِداَ يَتهدّدُ واليوم أصْبحَ حَولَنا الأنْدادا

قتلٌ وتهجيرٌ والذلُ يتلبّدُ زادَ في ليالينا عُتْماَ وَسَوادا

باتَ الكل يُنادي وَيَتوعدُ واهبين نقمة الشرّلنا أزديادا

كُنا بقيودِ الطاغوتِ نَتقيّدُ وبتنا كالبهيم يَسهلُ الأنقيادا

بؤسٌ جاثمٌ وشقاءٌ يتجدّدُ كأنّهُ مُغارُ فتْلِ شُدّتْ أَوْتادا

هَلْ كنّا بهكذا حالِ نتوعدُ أَمْ هُمْ أَباحونا جُلَّ ما أرادا؟!

21-10-2018- دهوك - أحمد علي حسن

سكتت شهرزاد عن الكلام

ظهر في الأفق آفةٌ وبلاء وتكشّف ولاح

أسمه كورونا مستمر في حصد الأرواح

يلهو ويطير ويقفز هنا و هناك بلا جناح

لم يعثر له على دواء ولا مصل ولا لقاح

يحرم الناس من التجوال والليالي الملاح

البشر في غفوة وغفلة لا صلاح لا فلاح

عمّ الذعر أزداد الهلع والعويل والصياح

لقد جنّ الليل وصار عُتما وسوادا وفاح

فتيقنت شهرزاد بأنها لن تدرك الصباح

أومأت بالنوم وسكتت عن الكلام المباح

1-4-2020 دهوك – رثاء شهريار

الزائر المخفي

كورونا فيروسٌ عنيد في الشراسة

عدائي ضروسٌ حيّر أهل الفراسة

تاجي له رؤوسٌ يَعْبرُ كلَّ الحراسة

عريسٌ وعروسٌ قبضاته حَسّاسة

بغيضٌ منحوس ٌ نَكَسَ أنفَ الساسة

مُنتشرٌ مغروسٌ ولو مسّته أنفاسه

المُصابُ ميئوسٌ لوْ كانَ في الرئاسة

ويحْصدُ النفوسَ ويدوس كالمَداسة

8-4-2020 – دهوك – أحمد علي