لا مستحيل مع الشغف بالمعرفة.. حتى الضوء ينحني حين نفهمه
رغم بساطة ما تعلمناه في طفولتنا عن السماء الزرقاء والشمس الصفراء والأشجار التي "تنتج الأوكسجين"، فإن العلم الحديث يكشف لنا أن كثيرًا من هذه التصورات الشائعة ليست دقيقة، بل هي نتاج خداع بصري أو تبسيط مدرسي. إليكم خمس ظواهر طبيعية نحتاج لإعادة النظر فيها.. كما يراها العلم الحقيقي:
الشمس نجم أبيض، يشع ضوءًا يحتوي على جميع ألوان الطيف المرئي. ما يجعلها تبدو صفراء من الأرض هو الغلاف الجوي الذي يبعثر الضوء الأزرق ويترك الموجات الأطول تمر.. فتصلنا بألوان أقرب إلى الأصفر والبرتقالي، خاصة عند الغروب والشروق.
السماء عديمة اللون، والزرقة التي نراها نتيجة تبعثر رايلي الذي يجعل الموجات الزرقاء تتناثر أكثر في الغلاف الجوي.
أما البحار والمحيطات، فليست زرقاء ذاتيًا، بل تعكس لون السماء.. كما أن عمق الماء وامتصاص الضوء يساهمان في هذا الانطباع البصري.
رغم أهمية الأشجار، إلا أن الكمية الكبرى من الأوكسجين الأرضي تأتي من كائنات مجهرية بحرية تُسمى العوالق النباتية (Phytoplankton).
هذه الكائنات تقوم بعملية التمثيل الضوئي وتنتج أكثر من نصف الأوكسجين الذي نتنفسه اليوم.. المحيطات هي الرئة الكبرى للكوكب.
غالبًا ما يُظن أن الحمم البركانية هي نار ملتهبة، لكنها في الحقيقة صخور ذابت بسبب درجات حرارة شديدة تحت الأرض.
وعندما تنفجر من فوهة البركان، تبدو كالنار بسبب توهجها.. لكنها مادة معدنية سائلة، تختلف كليًا عن اللهب.
بلورات الثلج في حد ذاتها شفافة، لكن طريقة انعكاس الضوء وتبعثره داخلها تجعلنا نراه أبيضًا.
وفي بعض الظروف، يمكن للثلج أن يبدو أزرق أو حتى ورديًا، تبعًا لزاوية الإضاءة وكثافة التراكم.. فبياض الثلج هو خداع بصري ناتج عن تشتت الضوء، لا خاصية جوهرية فيه.
كلما ازددنا علمًا، ازددنا دهشة.. فالعالم الطبيعي ليس كما يبدو، بل كما هو.
ومن الشمس التي ليست صفراء، إلى البحار التي لا تملك لونًا ذاتيًا، ومن الأشجار التي لا تحتكر الأوكسجين، إلى الثلج الذي يخدعنا ببياضه، تتكشف لنا طبقات جديدة من الحقيقة..
وليس أجمل من أن نُعيد اكتشاف العالم بعينٍ أكثر وعيًا.. وأكثر فضولًا.