لا مستحيل مع الشغف بالمعرفة.. حتى الضوء ينحني حين نفهمه
إن الحرب الحقيقية التي تستحق أن تُخاض هي تلك التي تُعلن على الكسل والجهل، الحرب التي تدفعنا إلى النهوض بأنفسنا والمسارعة إلى الأخذ بالأسباب، حيث الاعتماد على الذات يصبح حجر الزاوية لأي نهضة. إنها حرب داخلية لا تحتاج إلى أسلحة أو جيوش، بل تحتاج إلى عزيمة لا تلين وإرادة لا تستسلم.
عندما ننظر إلى ما حققته اليابان، التي نهضت من تحت أنقاض الحرب العالمية الثانية لتصبح واحدة من أعظم القوى الاقتصادية في العالم خلال عقود قليلة، ندرك أن النجاح ليس معجزة، بل ثمرة العمل الدؤوب والتخطيط السليم.
وعندما نتأمل تجربة سنغافورة، ذلك البلد الصغير الذي كان يفتقر إلى الموارد الطبيعية لكنه استطاع أن يتحول إلى نموذج يُحتذى به في الإدارة والتطور، ندرك أن التغيير يبدأ بالعقول قبل الأيدي. أما ماليزيا، فقد جعلت من تنوعها الثقافي نقطة انطلاق لتحقيق تنمية شاملة.
والصين، التي كانت يومًا ما تُعرف ببلد الحفاة، أصبحت الآن واحدة من القوى العظمى التي تُصدر الابتكار والتكنولوجيا إلى العالم.
إذا كانت هذه الدول قد استطاعت أن تنهض، فلا شيء يمنعنا نحن أيضًا من السير على نفس الدرب. الحل قد يكون صعبًا، والدواء مرًا، لكنه الطريق الوحيد. فلا عذر لمن يمتلك عقلاً مفكرًا ويدين قادرتين على العمل والإبداع. لا يوجد ما يبرر الجمود والتخاذل.
في عالم اليوم، حيث المنافسة شديدة والعلاقات بين الدول والأفراد تحكمها المصالح لا العواطف، الرد الوحيد على من يطالبك بحقوق ملكيته الفكرية هو أن تبتكر أنت أيضًا، لتقف معه على قدم المساواة. إنه عالم "خذ وهات"، عالم لا يعرف الرحمة، لكنه يُقدِّر الجهد ويُكافئ الابتكار.
لذا، لنبدأ حربنا على الكسل والجهل، ولنرفع راية الإبداع والعمل، لأن البديل الوحيد هو التراجع والتبعية. لا تنتظر يدًا تُعطيك، بل كُن أنت اليد التي تُبدع وتُغير.