لا مستحيل مع الشغف بالمعرفة.. حتى الضوء ينحني حين نفهمه
1. أنت أكثر من حكايات الأخبار
في هذا العالم الذي أصبح فيه الألم مادة يومية، باتت الشاشات تحاصرنا بجبهاتٍ مفتوحة من اليأس. كل نافذة تُخبرك بأن شيئًا ما قد انكسر.. في بلدٍ ما، في قلوب أناسٍ ما، وربما في داخلك أنت أيضًا.
لكن مهلًا..
ألم تسأل نفسك يومًا: هل أنا ما يُعرض عليّ، أم أنني شيء أعمق بكثير؟
الواقع الخارجي قد يكون مشحونًا بالعنف، لكنّ داخلك لا يزال أرضًا قابلة للزراعة..
والبذور التي تختارها، هي ما يزهر لاحقًا.
2. صوتك الداخلي.. لا تجعله عدوّك
هناك صوت داخلي نسمعه جميعًا. أحيانًا يُشجعنا، وأحيانًا يحاكمنا بلا رحمة. لكننا ننسى أن هذا الصوت، ليس الحقيقة.
هو مجرد صدى لما سمعناه مرارًا:
"أنت ضعيف"،
"لن يتغير شيء"،
"الفرح مستحيل في هذا البلد".
كلها جُمَل ليست لك، لكنها لبست صوتك.
فإن شئت أن تحيا أخف، فأعد تدريب صوتك. قل له:
"أنا لست عاجزًا، بل أتعلم"،
"لست في سباق، بل في رحلة"،
"قد أتألم، لكنني لست محطمًا".
بهذا فقط.. يتحوّل الصوت من سجان إلى رفيق.
3. النجاة الصغيرة
الناس يظنون النجاة تأتي دفعة واحدة، كمعجزة تقتلعك من الظلام. لكنها لا تفعل.
النجاة تأتي على هيئة:
صديق يُرسل رسالة "اشتقت لك".
كوب قهوة تشربه دون استعجال.
بائع الخبز يبتسم لك عند الزاوية.
أغنية قديمة توقظ شيئًا ناعمًا فيك.
هذه اللحظات البسيطة.. لا تُنقذك من العالم، بل تُذكّرك أنك ما زلت فيه.
وأنك تستحق أن تكون.
4. لا أحد يطارد السعادة.. ثم يمسكها
السعادة لا تُلاحق.
لأنها ليست هدفًا في الأفق، بل حالة تحدث وأنت تمشي ناحيته.
تجدها فجأة في منتصف العمل،
في كلمة "الحمد لله" تُقال من القلب،
في ضوء شمس يمرّ عبر النافذة في لحظة صمت.
من يطلب السعادة كما يطلب سلعة.. يعود خاليًا.
لكن من يصنع التوازن،
ويُحسن التنفس،
ويُتقن فن التقدير لما عنده،
يجد السعادة تختبئ في جيبه دون أن يدري.
5. الضعف لا يعني أنك لست قويًا
لا أحد يعيش قويًا طوال الوقت.
كل إنسان، مهما بدا صلبًا، له لحظاته الهشة.
لكنّ الفرق هو أن البعض يُخفيها خوفًا، والبعض يحتضنها بفهم.
حين تبكي، أو تنهار، أو تشعر أنك لا تعرف كيف تستمر..
فهذا لا يعني أنك انتهيت.
بل يعني أنك إنسان طبيعي يعبر نفقًا ضيقًا، وسيخرج منه.
كل ما تحتاجه أحيانًا ليس أن تكون شجاعًا.. بل أن تكون صادقًا مع نفسك.
الصدق مع الذات هو أعظم أشكال القوة.
6. توقّف عن مقارنة حياتك بالفيديوهات
ما يُعرض أمامك على المنصات الاجتماعية ليس الحياة.
هي لحظات منمقة، مختارة، مفلترة، ومنتقاة بعناية لتبدو أفضل مما هي عليه.
الحياة الحقيقية مليئة بالملل، بالفوضى، بالصحون المتسخة، بالأخطاء، وبالضحك غير المكتمل.
ولا بأس في ذلك.
من يعيش بشكل طبيعي أفضل ألف مرة ممن يجهد ليبدو سعيدًا.
السعادة لا تحتاج كاميرا، بل قلبًا يراها دون عدسة.
7. كن طيبًا.. حتى مع نفسك
الغريب أننا نُتقن طيبة القلب مع الآخرين، ونتحول إلى جلادين حين نُخاطب أنفسنا.
نحاسبها على كل تقصير، وننسى أن نُربّت على كتفها حين تتعب.
هل قلت لنفسك يومًا:
"أنا فخور بك"؟
"أنت تفعل ما تستطيع.. وهذا يكفي"؟
"سأمنحك استراحة لأنك تستحقها"؟
جرّب هذا اليوم.. ليس كترف، بل كحق.
أنت تستحق الحنان، من نفسك أولًا.
8. وأخيرًا.. لا تُطفئ شمعتك بسبب الظلام
هذا العالم يحتاجك.
بصوتك الهادئ، بحكمتك، بابتسامتك، حتى بصراعاتك التي لم تنتهِ.
ربما أنت الضوء الذي سيهتدي به شخصٌ لا تعرفه.
وربما نجاتك البسيطة ستلهم من هو على وشك الاستسلام.
لا تنسَ:
كل نور تبدأه داخلك، له أثر لا تراه في الخارج.
ولا أحد ينجو وحده.
توقيع في الهامش:
السماء لا تغيّر لونها لأن الأرض تئنّ، لكنها تنتظر أن ترفع رأسك يومًا فتكتشف أن النور لا يزال هناك.
ولعلّه فيك.