ديكور المطبخ بين الوظيفة الجمالية والعملية
الكثير من التساؤلات تدور حول عناصر الديكور الداخلي لبعض أجزاء المنزل لا سيما تلك التي تتعلق بالأجزاء الحيوية فيه والتي يكون معظم نشاط الأسرة فيها كالمطبخ والحمام وغرفة الإقامة.
تختلف طريقة ترتيب المطبخ بحسب درجة استخدامه وبحسب النشاطات التي تؤدى فيه، فإذا ما كان النشاط بسيطا فيمكن ترتيب المكونات فيه بسهولة ولكن إذا ما كان النشاط كبيرا كأن يتحول إلى غرفة طعام إلى جانب وظيفته كمطبخ فحينها يستدعي توفر مهارات عدة لترتيب المبعثرات في جميع الأماكن في المطبخ، وفي جميع الأحوال لابد أن يكون مضيافاً وعملياً في الوقت نفسه فإذا لم تكن استخداماته ترضي صاحب المنزل فلن يكون جميلاً وبهياً مهما كان متألقاً في ديكوره، لذا لابد أن يكون المكان المخصص للعمل مريحاً، حيث تعطى مساحة من حرية الحركة في الجزء المخصص للتنظيف والغسيل وكذلك للأجزاء المخصصة لتحضير الطعام وتعطى لها مساحات واسعة في المطبخ وأثاث يخدم راحة ربة المنزل. حيث تستطيع أن تبعد الإكسسوارات والمقتنيات التي تلعب دوراً ثانوياً في المطبخ في الزوايا والفراغات.
ويراعى في المطابخ وضع المغسلة وحوض الغسيل بالقرب من خزانة الأدوات حيث يبدو ذلك عملياً أكثر. وإذا ما كانت الأسرة كبيرة لاسيما عدد الأطفال الصغار فيمكن تخصيص أجزاء من الخزائن للطفل بحيث يحفظ فيها مقتنياته الخاصة بالمطبخ.
أما على مستوى المادة المستخدمة في المطبخ فينصح من الناحية الجمالية بالمكونات التي تصنع من الزجاج نظراً لجمالية هذه المادة وتألقها أينما كانت لذا ينصح باستخدامها في الأجزاء العلوية من المطبخ والتي تكون بعيدة عن متناول اليد.
الترتيب الداخلي يعكس ملامح المطبخ المثالي:
كيف نقتصد في المساحة المحدودة المخصصة المطبخ؟ وكيف نسهل ترتيب المقتنيات بداخله؟
مشكلتان أساسيتان تواجهان محاولات جعل المطبخ يتمتع بروح الجمال والأناقة المستمرة. حلول عملية ومثالية لا بد من توفيرها للتغلب على أكثر المشاكل شيوعاً في المطبخ والمتمثلة في تصنيف وترتيب المقتنيات بالداخل على اختلاف نوعيتها وأحجامها وتنظيم الأدوات الكهربائية كالفرن والثلاجة والخزائن... والمحافظة على الديكور والمظهر الخارجي للمكان.
ففي البداية لا بد من إيجاد التصنيف الدقيق للمقتنيات بحيث تأخذ المواد البلاستيكية حيزاً من رفوف الخزائن المفتوحة، والتخلص من تلك التي لا تناسب حجمها مع المكان، وكذلك وضع الأدوات التي تنتمي لصنف أو ماركة واحدة، وذلك لسببين أولهما جمالي، حيث تعكس الماركة الواحدة لأدوات المطبخ جمالاً خاصاً في المكان، والثاني عملي يتعلق بحماية هذه الأدوات ضمن الرفوف، إذ تتحقق الصلابة مع النموذج الواحد للمقتنيات.. تنظيم المقتنيات ذات الأحجام الكبيرة في خزائن محددة متوسطة الارتفاع بحيث نتحاشى وضعها على الرفوف العالية، بل تحدث لها خزائن مخصصة تستوعب أحجامها وتسمح بعرضها بشكل يعكس بهاءً في المطبخ. ولا بد أن تحظى عملية الترتيب الداخلي في المنزل بعناية فائقة وأن يترك المجال لخيال أصحابه أن يلعب دوره في الترتيب، ليتم وفق تسلسل حجم الأشكال من الأحجام الصغيرة إلى المتوسطة ثم الكبيرة الدور الأكبر في إيجاد حالة من الجمال الراقي، بحيث تصنف الخزائن والرفوف لتكون في متناول اليد ولتعكس أناقة في المكان. وتتم عملية التنظيم هذه بحسب سعة المكان وما يسمح به بحيث تقلل المساحات بين المقتنيات المختلفة، وتوضع رفوف تستوعب الأدوات الكبيرة في المطبخ كالأواني الكبيرة والفرن وعدم وضع الأدوات أو الأواني من نفس الحجم والطراز، وإذا سمح الحيز بذلك فيمكن وضع المتشابهة منها في حجرة واحدة. ويمكن وضع الأواني الكبيرة في الخزائن المخصصة لها أو على الرفوف بحيث تنتظم على أسطحها بشكل متناسق أو بتعليقها على الجدران، ولا يرتب أي شيء في المطبخ إلا ليكون في خدمة الديكور الخارجي له.
ويتم توزيع المقتنيات بالداخل تبعاً لتركيبتها والمواد المصنعة لها، فالمواد المصنوعة من الموزاييك تصنف مع بعضها البعض وكذلك المعدنية منها سواء من الأواني أو مواد أخرى.
وهكذا لا بد من اتباع طريقة عملية في الترتيب الداخلي تضع في الاعتبار جانب الديكور الأنيق.
التنسيق في المطبخ .. الجانب العملي والوظيفي:
يعتبر التنسيق والتكوين الداخلي للمطبخ من الضرورات التي يضعها أصحاب المنزل في قائمة الأساسيات لدى الشروع في بناء هذا الجزء المهم من المنزل، والذي تقضي فيه ربة المنزل معظم أوقاتها.
وإذا كان من الضرورة أن نتمتع بزمن حلو في تناول الغذاء في مطبخ مزين بديكورات جميلة وأنيقة فإن الضرورات العملية تحتم أيضاً أن يخدم المطبخ الغرض الأساسي ويقوم بوظائفه العملية سيما في زمننا هذا الذي يتسم بضيق الوقت المخصص لإعداد الطعام، لذا كان من الواجب أن يكون هناك تكامل في أجزائه.
ويتطلب الأمر بناء المخطط المثالي وتزويده بالاحتياجات الضرورية التي تلبي قائمة المطالب التي يجب توفرها تحقيقاً لرغبات البناء والتصميم.
وتطرح أسئلة ضرورية في سياق البناء والديكور:
هل سيخدم المطبخ ترتيب وتنسيق الأدوات بداخله؟ هل ستكون هناك زاوية لتناول الطعام، وهل ستخصص هذه الزاوية لأفراد الأسرة أم لاستقبال الضيوف أيضاً ؟ هل سيكون هذا المطبخ متعدد الوظائف؟ هل سيحتوي على خزائن إضافية؟ وهكذا بمعرفة المتطلبات الأساسية الواجب توفرها في المطبخ يمكن اختيار الديكور المناسب، وبناء التنسيق والترتيب وانتقاء النماذج للحصول على الأجواء التي تلبي الطموح.
وتبقى الحاجة لمهندس الديكور والمصصم الداخلي غاية نسعى من ورائها إلى اقتناء تصاميم عملية وتوفر عناصر الجمال والمتعة في أجواء يحددها حسن الاختيار وقمة التذوق.