بوادر

رد على مقال خالد القشطيني سؤال للمواطن الكردي: ما الفائدة من الاستقلال؟

مع كل الأحترام والتقدير للأستاذ الفاضل خالد القشطيني المحترم:

بعد قرائتي لمقالك المعنون بأداة أستفهام كبيرة "ما الفائدة من الاستقلال؟" موجهاً للمواطن الكوردي وليس الكردي تصغيرا لهذا الأسم العظيم لدى الكورد جميعا وبدون أستثناء. وبعكس العرب الأجانب يكتبونها ( (Kurd وليس ( (Krd وهذا تضليل منك للحقائق والأمانة العلمية. وبهذا السؤال الملغم والمبطن والذي يضع المواطن الكوردي في قفص الأتهام من دون تهمة أقترفها ونصبت نفسك حاكما من دون أن يعطيك أحد الحق أو أن يخولك في الدخول في شأن لا يعنيك لا من قريب ولا من من بعيد. ودخولك في صلب الموضوع من خلال سياق المثال الشخصي كمقدمة باهتة لربطها مع موضوع يخص شعبا عريقا قدم الدهر والتاريخ والأستخفاف بهم وأبداء النُصح العقيم لهم ونحن عن غنى من هكذا نُصُحْ. أنظر ما قاله باسيل نيكيتين بهذا الصدد: هذا الوضع قد دونه باسيل نيكيتين, الرحالة الروسي في مقدمة كتابه"الأكراد" بما معناه حين نظر إلى واقع الأكراد في ذلك الحين وأستنتج منها بأنه لا حلّ للمسألة الكوردية لأن حلها تعتبر بحد ذاته مشكلة كبيرة ومعقدة وفي نفس الوقت عدم حلّها بات يشكل معظلة عويصة على مستقبل المنطقة بأسرها. وبعد عقود من السنين من هذه الرؤية الصحيحة أصبحت المسألة تتعقد أكثر وأكثر وأصبح تشكيل هذة الدولة المزمع تكوينها من أكبر المعضلات التي تواجه أروقة الدوائر المعنية بذلك, وعلى كافة الأصعدة والمستويات. فكل المواثيق والعهود والمؤتمرات الدولية والأممية حيال ذلك فشلت وخابت في تحقيق أحلام الكورد كباقي الدول التي نالت حريتها وأستقلالها مؤخرا. وفي السنوات الأخيرة وبعد أن تسارعت وتيرة التحديات الأقليمية والدولية أخذ حلم الأكراد ينمو ويكبر وأصبح واقعا ملموسا وبات الجميع يعلم الحقيقة التي آلى أليها الوضع الراهن في عموم المنطقة, فالكل أدرك حجم الكارثة التي ألمت بالجميع. فهذه المسألة أصبحت وصمة عار فوق جبين الدول المعنية بذلك. لذا يتوجب حلها بالطريقة الصحيحة والمعقولة والمنصفة وعدم حلها يزيدها تعقيدا ويزيد في الطين بلة. وهذا جزء من مقالي المنشور من الرابط بعنوان ( أهو حلم أم ماذا؟)

ورجائي أن يسع سعة صدرك كي أرد على بعض المغالطات والمفاهيم الخاطئة التي وردت في مقالك ومن فمك أدينك وأضطر للجوء بأن أسيق بما يناسبه في ذلك المقام :

1- مشكلة اللغة المشتركة: ما دخل اللغة المشتركة بالأستقلال. في الدول العربية لهجات متعددة ومتنوعة قلما تجد يفهم أحدهما الآخر وبشق الأنفس, واللغة العربية التي توحدكم لا زالت محل نقاش وحوار وخلاف بين اللغويين والمجامع اللغوية قاطبة من المحيط الى الخليج, والنخبة المثقفة التي تتكلم بها يحتاجون لدورات تعلم النطق الصحيح وأعطاء مخارج الحروف حقها ناهيك عن الحركات والأعراب واللكنة البادية عليهم حين التكلم. ولولا جهود العلماء الغير العرب لكان الحال أسوأ بكثير مما هو عليه الآن. أما نحن شعب نعرف كيف نوحد لغتنا بعدما نوحد دولتنا التي مزقتها وفرقتها أيادي الظلم والغدر.

2- سؤال وجيه أوجهه لك لمذا لم تكتب هذه المقالة باللغة الأنكليزية وتنصح الأكراد كما فعلت من أبعاد أولادهم من تعلم لغة أبائهم وأجدادهم وعنصر توحدهم ولعلمك لو كنت تجهل أو تتجاهل بأن اللغة الكوردية هي من أقدم اللغات في العالم وبشهادة اللغويين الأجانب والباحثين في أصل اللغات. لغتنا نعتز بها نتعلمها ونعلمها لأطفالنا ونعلمهم اللغة العربية والأنكليزية جنبا الى جنب. فمن ينكر لغته ويستخف بها ويفضل لغة أخرى عليها لا يجدر به أن ينتمي لتلك القومية. فاللغات المكتسبة هي وسيلة ولغة الأم هي أنتماء.

3- قلت بأنه لمع في تاريخ العراق الحديث شتى نجوم الادب كالزهاوي والرصافي وبلند الحيدري ومصطفى جواد وحسين مردان وكلهم من أصل كردي. لمعوا لأنهم انتجوا تحت مظلة الادب العربي، وفي دنيا العالم العربي. ألم تسأل نفسك لمذا فعلوا ذلك؟ ألم يكن الخناق شديداً على الأكراد بأن يكتبوا أو يتكلموا بها ولم يفسح المجال لهم بالتعبير عن أفكارهم من قبل الحكومات المتسلطة عليهم. للتذكير فقط لا غير يوجد في لغة شعراء المعلقات مفردات وألفاظ أعجمية ومعظمها كوردية ولقد ثبتها الأب أدي شير في معجمه الألفاظ الفارسية المعربة والأب لويس شيخو في مؤلفه " النصرانية وأدآبها بين عرب الجاهلية" وأحصيتها في مقال لي بعنوان " التعريب" .

4- تبريراتك اللغوية الغير الموفقة لم تجدي نفعا من الحط من قيمة لغتنا فأنجررت نحو الجانب الأقتصادي وأدعيت بأنه تواجه كردستان ايضا عجزا اقتصاديا. وهي لا تستطيع ان تدوم شهرا واحدا بدون نفط كركوك ... وكردستان زاوية جبلية وعرة لا تمر منها خطوط تجارية لتعيش على التجارة والترانزيت كالاردن ولبنان وسورية وجنوب العراق. لعلمك أن تلك الزوايا الجبلية الوعرة كانت خير ملاذ أوقات الشدة والقصف والسلاح الكيماوي على هذا الشعب المظلوم والمضطهد من قبل الجميع وعاش رغم كل تلك الحملات التنكيلية على أرضه حرا أبياً ولم يمت من الجوع رغم أنواع الحصار المفروض عليه من قبل الجميع.

5- أسفي على كاتب يشوه الحقائق ويتعامل مع الواقع بطرق ملتوية لا يقنع البسيط فكيف الذي يفهم الوضع ويعلم ما يدور قي المنطقة وما حولها بأن ينصاع لأفكارك المغلوطة والمُبيّة والمتزجة بالحقد الدفين تجاه شعب عريق بين ظهرانيك منذ القدم. فمن يأتي للسياحة والأصطياف فأهلاً وسهلا به ومن لا يرغب فجزر بريطانيا ترحب به خير ترحيب ما دام يجيد هو وأولاده اللغة الأنكليزية بطلاقة.

6- أنت تعلم وغيرك يعلم بأن الغدر والطعن من الخلف ليس من شيمة الكورد نحن قوم مسالمون من ينوي الغدر بنا ندافع ونذود عن وطننا بكل الوسائل المتاحة. نحن لسنا فقراء نحن أغنياء بقوتنا والثروات الطبيعية التي وهبها الله لنا تكفي لكل الأجيال المتعاقبة.

7 -الأموال التي أهدرت في الأقتتال بين الأخوة وعلى مدار الحكومات المتعاقبة والتي لم تجدي نفعا غير الكوارث والويلات على شعوب المنطقة بأسرها كانت من الأجدر أن تفتح بها الطرق والمسالك وتبنى السدود والترع لتعم لخير البلاد والعباد. النوايا الطيبة تحول الصحراء الى جنة والجبال الوعرة الى منتجعات سياحية بدلا من قصفها بالقنابل والنابالم على ساكنيها وزرع الحقد والكراهية بين الجميع مما آلت الى هذه النتيجة من فقدان الثقة وأصبح التعائش مصدر قلق حقيقي للطرفين. دعوا الأمور تجري وشأنها ولا تتدخلوا في شؤوننا وأنظروا كيف تؤول الأمور في النهاية.

وأكتفي بهذا القدر من الرد وأترك بعض الهفوات المغرضة والتي دُسّت من خلال المقال لأبعاد المواطن الكوردي من تحقيق حلمه وهدفه المنشود من بناء دولته المستقبلية التي طالما حلم بها في مخيلته والآن قد أصبح شبه واقع ملموس يحس بها ويلمسها بعدما أدركت الدول المعنية حقوق هذا الشعب المظلوم على مدى عقود من الزمن. وقلت أيضاً في معرض حديثك بأنه : يواجه استقلال كردستان مشاكل سياسية مع الدول المجاورة. هل سيمكن التغلب عليها؟ هل سيسمحون بالاستقلال؟ ماذا عن وحدة كردستان الكبرى؟ انه بكل صراحة لا يقل خرافة عن خرافة الوحدة العربية. فأن كان وحدة بلدانكم محض خرافة حسب رأيك فعندي اليقين التام بأن دولة كوردستان سوف ترى النور في المستقبل القريب لمن شاء أو أبى وغدا لناظره قريب.

ما أراك يا أستاذ الفاضل خالد القشطيني إلا مجانباً للحق وأقولها لك ومن أيدك الرأي مثلما قالها الشاعر قُرَاد للنعمان:

فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ فإنَّ غَداً لناظرهِ قَريبُ

10-9-2017 -دهوك: بقلم: أحمد علي:

رماة الصدفة وحماة الرشوة

"ربّ رمية من غير رام"

والمثل الكوردي القائل" کەو فداری کەت." ‌‌أي:" أصطدم الحجل بالعصا" والقريب في المعنى والمغزى والمقصد من المثل العربي"ربّ رمية من غير رام"

ولعلّ الكثير من أعزائنا العرب يرددون هذا المثل ويجهلون قصة وغاية المثل.

بالأمس كان الرماة الحقيقيون قلة قليلة ونادرة وكان يشار لهم بالأصبع والبنان لدورهم في سوح الحرب والوغى وحين يشتد الوطيس بينهم وبين العدو وكانوا يدرأون الخطر عن الوطن ومقدراته. فعلا كانوا حماة يدافعون عن البلد وأهله من الطغاة والبغاة والطامعين في خيرات البلد ونهب ثرواته.

وأما اليوم فقد ظهر بيننا رماة من نوع آخر وصنف مغاير هم رماة الصدفة والوهلة الأولى, جاءوا من وراء الشباك الخلفي حاملين في أيديهم وعقولهم أنواع فنون المكر والغش والنصب والأحتيال, حتى ذاع صيتهم بين الملأ والدنيا أجمع وأصبحوا ممن يضرب بهم المثل في أبتكار شتى أساليب الأبتزاز واالتستر على المفسدين وحماية المرتشين من سرقة أموال الشعب. لقد تخطوا وكسروا وحطموا جميع الأرقام القياسية لموسوعة جينز العالمية حيث توقفت عن العمل في هذا المضمار لأن أرقام رماة الصدفة أصبحت شبه مستحيلة من الكسر والتحطيم مستقبلا.

شتان بين رامي الأمس المدافع عن العرض والقيم ورامي اليوم الذي يصون الفساد والمفسدين ويذود عن الراشي والمرتشين ويحمي القتلة والمجرمين. لقد كثر في بلدي من هذا النوع أعدادا لا يحصى ولا يعد, وقد جاوز الحد, وأخذت القائمة تطول وتطول وبات الكل يستفسر من هو المسؤول؟ أهو الرامي الحقيقي الذي أكتفى وأنضوى وأبعد نفسه وحشر وقبع في زاوية منسية أم هو البهلوان الجديد الذي يرقص ويلعب على كافة أنواع الحبال الغليظة والرفيعة ذهابا وإيابا غير مبال ومكترث من السقوط لأن شلته ومن معهم يساندونه ويشدون من أزره لأنهم شركاء في الكعة الكبرى والوليمة العظمى.

لا يهم من هو المسؤول أهو الرامي الأول أم الثاني, لأن الثاني أستطاع من أنقاذ الأول من الموت حسب قصة المثل! فمن يدري قد يكون الحال أفضل. دع الجميع يرددون معي وبصوت عال كي يسمع من به صمم من عرب وعجم " ربّ ضارة نافعة" عسى ولعل أن تكون نافعة, بل على شرط واحد فقط لا غير أن نجلب دافعة ونجمعهم نحوالرافعة ويرمى بهم بعيدا. ولعل الأمنية تتحقق حسب ما جاء في المثل الكوردي" قد يصطدم الحجل ب عصى الرامي أحيانا." هل يعقل هذا أم هو مجرد وهم أم خيال!

9-4-2017 دهوك بقلم: أحمد علي

قُتل أبي ... أكان قتلته من الخيالة أم المشاة ؟

" بابێ من هاتە کوشتن... چ سویارا یان پەیا؟

دٌمّر العراق, وتحطم وجوده ومقوماته, وتلاشى أركانه, وتهدّم نسيجه العرقي والمذهبي, وتفرق شعوبه, ونٌهب خيراته وثرواته, وخربت جوامعه وكنائسه ومعابده وصوامعه, وشٌرد ونزح وهٌجّر أهله وبنوه, من فعل كلّ هذا؟ ومن هو المسوؤل؟

أهو عنتر العبسي؟ وأخوه شيبوب. قطعوا السهول والفيافي, وأنشد في طريقه قصيدة نصفها غزل والآخرى فخر والحماسة تفوح من عبق القوافي. حقا أنه فارس مقدام صاحب الشيم والأخلاق, لن ولم يفعل ذلك.

أهو روبن هود؟ أبو الفقراء الذي شدّ الرحال من أقاصي البلاد حاملا معه الرمح والنبال ومن معه من الأعوان كي يقيم العدل وينصف البؤساء والمظلومين والخلان من جشع الأغنياء والموسرين. حقا ليس هو وبكل تأكيد.

أهو كاوا الحداد الكوردي؟ الذي ثار ضد الظلم والطغيان وضرب (ئەژدەهاک) الضحاك وفجر ثورة قومية. أليس من المعقول أن يكون هذا فعله.

أهو علي بابا ؟ والأربعون حرامي. الذين صالوا وجالوا في النهب والسلب وشاعوا في الأرض الفساد. قطعا ليس هؤلاء.

أهم الهكسوس؟ جاءوا لأخذ المكوس ثانية من العراق بدلا من مصر الفراعنة, قدموا من أواسط آسيا ودخلوا من أبواب شتّى ولا يعلم احد بقاءهم يمتد إلى متى أو حتّى؟

أهم المغول والتتار؟ جاءوا ثانية بوجوه وغايات جديدة, ولم يكتفوا بما فعلوه ببغداد الحضارة في سالف الدهر والزمان.

أم هم الصليبيون الجدد؟ والصليب منهم براء! تجمعوا ومن معهم وبثوب مغاير وجديد شرذمة من هنا وهناك, لمة من جميع الأشكال والأصناف حاملين سيف عنتر ورمح روبن ورجولة كاوه ودهاء علي بابا وخبث الهكسوس وهمجية المغول وحنكة التتار وأطماع وأهداف الصليبيين القديمة والجديدة. بلى هم ومن لفّ لفهم وتبع نهجهم ونفّذ خططهم وأوامرهم. نعم هؤلاء هم قتلة أبي حقاَ, هم انفسهم أسلاف الأمس وأحفاد اليوم جاءوا لحظورالوليمة الكبرى بدعوة من رب الأرباب آلوهيم الذي يحبنا حدّ الثمالة ويهوانا من صميم القلب. فلبّى النداء الثور الهائج الغربي, وأستفاق الدب السيبيري من سباته الشتوي مكشرا عن أنيابه رافعا قامته البيضاء متبختراَ بقوته وجبروته أمام الجميع. والتنين الأحمر واقف على أهبة الأستعداد كي ينال نصيبه من كعة العرس الكبيرة. والعجوزة الشمطاء هلهلت ملئ فيها مرحبة بالضيوف الكرام وبعدها صاح الديك الأفرنجي بأعلى صوته معلنا بدأ عملية الهجوم وراء الغراب الأسود الذي تربى وبعدها طار من قفصهم بعد أن عاث في البلاد خرابا ودمارا. وأخذوا يطاردونه من مكان إلى آخر ودمروا في طريق البحث عنه الأخضر واليابس. وها هو الغراب يحلّق عاليا ويطير بعيدا وقد تلون بلون آخر ليحط في مكان آخر بعد أن أنهى دوره بكل أتقان وأوصل حبكة الرواية إلى النهاية. ويا لها من نهاية!

21-3-2017 دهوك بقلم: أحمد علي

أعلم من أين يعرج الحمار

المثل الكوردي : "دزانم کانێ کەر ژ کیرێ دلەنگیت"

أنا أعلم وأنتم تعلمون والعالم كله بات يعلم ماذا حل بنا نحن شعب العراق المظلوم والمغلوب على أمره. أصبح البلد لعبة شطرنج يتلاعب بها الشياطين كيفما يشاءون وصار الناس بيادق بأيديهم يحركونهم متى أرادوا ذلك. الجميع عرفوا مكان العرج والخلل والكل عرفوا كيف حشروا في بوتقة واحدة وأخذ النار يحرق الأخضر واليابس معا لا يفرق بين أحد. دفعنا ضريبة الدكتاتورية التي مقتناها وناضلنا من أجل أزاحتها عن كواهلنا سنين طوال وكنا ننشد نحو حرية طالما كنا نحلم بها وندعوا لها. فأصبح لسان الجميع يردد مقولة كوردية مفادها المملوح لا يداوى إلا بالمثل أي بالملح نفسه وعينه. وأصبح العراقي بأجمعة لا فرق بين أحد منهم كبلاع الموس ووقعنا تحت رحمة موس الحلاق يفعل ما يشاء, وفي كلتا الحالتين الشعب هو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة المركبة والمعقدة والمفبركة من قبل سماسرة وتجارالحروب وبائعي الذمم والأمانة. ورحمة الله على المغني الكوردي الراحل محمد عارف الجزراوي الذي كان يغني بكل حماس وحرقة قلب عندما كان يصل إلى المقطع الذي يقول فيها: " أتمنى من الله أن يظهر لنا في هذا البلد المنكوب والمدمر حاكما عادلا ينصفنا " نعم كانت صرخة في ذلك الحين بوجه كل الطغاة والبغاة قاطبة ونحن اليوم نعلنها للملأ كله لعنة الله والناس أجمعين على كل من أراد لهذا الشعب وبلده أن ينجر إلى هذا المستنقع السحيق والعفن وأدخله في حروب طاحنة فيما بينهم. الكل تحسس موضع الجرح والعرج والكل ينتظر من يأتي لنا بالفرج لا يهمنا من كان أمن الغجر أو من القرچ. والكلام ذو شجون حدث عنهم ولا حرج.

15-3-2017 دهوك بقلم : أحمد علي

لا يهم من تكن العروسة, فهي مرافقة العروسة

من المثل الكوردي القائل" کی بیکە ئەو بەربیکە" یان "کی بوکە ئەو بەر بوکە"

‌لقد أخذت لفظة " بربوك" المقتبسة والمعارة من اللغة الكوردية وثم صبغت ووضعت في قالب عربي وأصبحت بعدها من الكلمات المعربة والمركبة من المفردتين الكورديتين الأولى: بەر أي ‌بمعنى أمام والثانية بوک بمعنى العروسة. فتصبح المعنى ديدبانة أو مرافقة العروسة. ومهمتها هي خدمة العروسة من جميع النواحي, وبحكم معرفتها فإنها تكون كالمرشدة لها, تعلم العروسة الأمور المتعلقة بأسرار الزواج من الألف إلى الياء. وأحياناَ ترقص أمامها مع باقي الفتيات لجلب المتعة لها. وعلما بأن هذة اللفظة لم تكن تعني يوما معاني السب والشتم أو الأساءة في اللغة الكوردية ولكن في اللغة العربية أخذت هذه اللفظة معان عدة: مثل بائعة الهوى أو البنت اللعوب أي البولة.أو التنكة الفخارية المكسورة كما يقال في المثل البغدادي العامي بربوك مايغرك! ". أوالبربوك هو فرخ البط في لحظة خروجه من البيضة. أوهي المرأة الثرثارة الكثيرة الكلام بصوت عالٍ ومزعج وتملك اسلوب لأرضاء واقناع اصعب الرجال. او تقال للمرأة عديمة الشرف. أما كلمة بربوك فتطلق على المرأة الفاسدة، وهي آرامية- أكدية، أي منا وبنا، وتتكون من برالآرامية، وبوكا الأكدية والتي ألقاها محمود سعيد في محاضرة عن خصوصية اللهجة العراقية. قدمت في مؤتمر اللغة العربية (جامعة دي بول) في شيكاغو الأربعاء ٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٨. فصاحب المقال صال وجال في التاريخ القديم وأكتشف بأنها مكونة من بر الآرامية، وبوكا الأكدية ولم يبرر معانيها لا للقارئ ولا للمستمع, عن علم أو جهل بمعانيها الكوردية البحتة والتي أوردتها في مستهل المقال. وهذا إجحاف بحق اللغة ونقص في الأمانة العلمية. ويقول:حيث توجد في العربية عشرات ألفاظ السباب والشتم، ويذكر أحد كتب التراث، نحو أربعين لفظة، اندثر معظمها، واستبدلوها بكلمات أخرى، لكن أكثر ألفاظ السباب استعمالاً في العراق الحالي هي: سرسري، بلشتي، هتلي، لوتي، بربوك، وكلها انكليزية الأصل إلا بربوك. يا للهول عرف مصدر الجميع ولم يعرف مصدر " بربوك" اللفظة الكوردية الشعب الذي يعيش معهم منذ القدم.

بقلم: أحمد علي- 23-1- 2017- دهوك

راهن على مجرب ولا تأمن على مهرب

الحرص في القول في الأولى والقرص في الثانية للتأكيد وفي الثالثة الضرب المبرح لللأستذكار وعدم النسيان بعد فوات الأوان. هذا الحرص الزائد له مردوده ويفعل فعله في المتلقي ويأتي بنتائج إيجابية وتترسخ في الذهن فيجني المقابل ثماره مع مر السنين. هذا ما فعله الشيخ الطاعن في السن حين كلف ولده بجلب الماء من النهر وحرص عليه بالقول بأن لا يدع القربة من أن تفلت من يده, وبعدها قرصه من أذنه مؤكداَ إياه وأخيراَ ضربه كي يبقي آثار الضرب عليه لئلا ينسى حرصا منه لعلّ النصح لم يجدي والقرص لم ينفع معه. وعندما أستفسر أحد المارة منه لماذا يفعل هذا مع الفتى قبل الذهاب إلى النهر.فرد الشيخ بلغة المجرب المحنك وما قيمة القرص والضرب بعدها لو أفلت القربة ورجع من دون القربة والماء. فهل ينفع معنا الندم نحن العراقيين الذين راهنوا على المخربين والمهربين والفاسدين ممن ضيّعوا الخيط والعصور وأفلتوا برميل نفط العراق وتركوا الشعب يتحسر في البرد القارص على غالون من النفط. ما عساك يا شيخنا لو جئت اليوم ونؤمنك المهمة كي تستخدم خطواتك الجريئة والمثمرة تجاه من ينفع معهم اسلوب القرص والضرب وقديما قيل: " أسأل مجرب ولا تسأل حكيم." لقد أتضح الأمر أنهم لم يكونوا مجربين ولا حكماء وشرُّ البلية ما يضحك ولكن في حالنا أصبح البلاء مبكياَ ومدمياَ وتبقى آثاره عقوداَ طوال لا ينساه التاريخ أبداَ.

12-9- 2016 دهوك \ أحمد علي

فخ ينصبه من لمن؟

منذ القدم وإلى الآن نصْبُ الفِخاخ هو ديدن البشر, في أول الأمر كان الغاية هو أبتكار أدوات للأمساك بالفريسة في مصائده من أجل الرزق وسد جوعه. وبعدها أمتدت فاخذ يورط من حوله بشتى الوسائل والحيل وينصب لهم الشرَك والأحابيل من أجل الثراء والغنى على حساب الغير. ولم يتوقف عند هذا الحد بل أخذ يخترع شتى انواع السبل والوسائل كي يقود بني جنسه للوقوع بهم في أتون المكائد والخداع من أجل السيطرة عليهم والتحكم فيهم وتوجيههم كيفما يشاء. وفي الآونة الأخيرة أتّسع نطاقها ليشمل الأقطاب الدولية ومراكز صنع القرار فأخذوا يحيكون وينسجون المآمرات والحروب ويخلقون الفتن والنعرات والأحقاد والدسائس بين الشعوب المستضعفة والمضطهدة والمظلومة. لم يكتفوا ولم يتوقفوا إلى هذا الحد بل تعدوها فلجاوا إلى النيل أحدهم من الآخر بشتى الأسباب والذرائع متنصلين من كل القييم والمبادئ الأنسانية واللأخلاقية والدينية. ورغم تفننهم إلى هذا الحد, وفي كثير من الأحيان يقعون هم فيها, لا يدرون كيف ومن نصب لهم الفخ. ولسانهم يقول: فخ نصبه من لمن؟ وقديما قيل"من حفر حفرة لأخيه وقع فيه". و" (الطير بالطير يصطاد) ". واللبيب بالأشارة يفهم.

30 – 11- 2016 -احمد علي

صـوت صــفير البلبل

كم كنت جريئاَ يا أصمعي في موقفك حين تمكنت من فتح أبواب الرزق ثانية للشعراء بقصيدتك الملغمة التي لم يستطع الخليفة المنصور من أن يفك رموزها ويتمكن من حفظها التي مطلعها : صـوت صــفير البلبل هيّج قلبي الثَمِلِي. من منكم لم يسمع الأغنية الموصلية الرائعة " يردلي يردلي كم يار دلي" التي هزت مشاعر ووجدان أهل الموصل أكانواعرباَ أم أكراداَ, تركماناَ أم شبكا ,إيزيديا كان أم مسيحياَ بلا إستثناء. ومن منكم لم يسمع أنشودة : الله يا ديرة هلي الأهوازية الرائعة ومن منكم لم يطربه صوت سعدن جابر: يا طيور الطايرة مري بهلي يا شمسنا الدايرة ضوي لهلي. يا وسفة ويا حسافة يا أهلنا أين كنت وأين أصبحت وماذا سيحل بك. فلم يعد يغرد صوت صفير البلبل, ولم نعد نتغنى بكلمات يردلي, ولا بأبيات يا ديرة هلي ولا نرى أين طارت الطيور ولم تعد تمر بهلي. الى متى يبقى الليل يجثو ويمتد ويطول, ألم يحنّ الموعد يا قيس أن تكررها ثانية وبكل قوة وتنشد"ألاَ أَيُّـهَـا الـلَّـيْـلُ الـطَّـوِيْــلُ ألاَ انْـجَـلِــي" قل لهم إفرنقعوا عنّا وأذهبوا من حيث أتيتم وأتركوا هذا الشعب الغلبان فقد نال منكم أَنْـوَاعِ الـهُــمُــوْمِ لِــيَــبْــتَــلِـي ليعود ثانية كي يعيش بوئام وسلام وصفاء ويسمع صفير البلبلي ويغني لديرة هلي ويطرب أهل الموصل الحدباء اغنية يردلي ويار دلێ.

31 \ 8 \2016 - أحمد علي

تحيا العدالة وسحقاَ للنذالة

يا للهول و يا للكارثة , اين انت يا مثنى إبن حارثة الشيباني أنسيت أن بلاد العرب أوطاني , قم من قبرك أيها الرابي حمو, عذرا أيها المربي لقد قرأت إسمك معكوساَ لأنه أصبح عندنا كل شيء يسير عكس الأتجاه , حمورابي ابو مسلة القوانين اليوم طبقت سننك لأول مرة في عراقنا العظيم على طفل نازح من الضيم, ولم يجد لقمة العيش فسرق علبة محارم وأودع السجن هذا الطفل السارق, وحُكم عاما ويا له من قضاء خارق. تحيا العدالة يا قاضي العجالة وسحقاَ للنذالة , ألم يكن فعله سوأَ بجهالة ؟ لمذا لم يشمل بكفالة؟ أين أنتم يا نزاهة ؟ سرق ونهب العراق وأنتم في نزهة ونقاهه, ولصوص البنوك علانية وبكل وقاحة , نهبوا العراق وأنزلوا بالشعب المجاعة والفاقة. أصرخ أصرخ يا حمو بأعلى صوتك في أذن مدحو النائم نوم أهل الكهف وساكت عن اللهف وملفات الفساد وصلت حد الكتف. وقل له إلى متى يبقى البعير فوق التل؟ ألم يعلم بأن الشعب كلّ وملْ, وإلى أي مدى يبقى ويظلْ من غير حلْ؟ ألم يجدر بذلك القاضي العاطل أن يحذو حذو ذلك القاضي الأجنبي العادل الغير المسلم الذي حكم على سارق رغيف خبز بعشرة دولارات , وبعدها خاطب جمهور الحاضرين في قاعة المحكمة بأن هذا الشخص الذي سرق ولم يتمكن شراء رغيف الخبز يحتاج للمساعدة. فقال للحاجب افتح القبعة فمد يده ووضع عشرة دولارات فيها وقال له إذهب للحاضرين ليجمعوا له لكيلا يفعلها ثانية. تحيا عدالتك فإنها شبيهة بعدالة قضاتنا القدامى, يا ندامى ألم يحن وقت الندم و الندامة؟!

بقلم: أحمد علي-29 \ 8 \2016 دهوك

تيتي مثل ما رحتي جيتي

من منا لم يتذكر جابي مصلحة الركاب ( التيتي ) الذي كان يحمل الجعبة الجلدية المليئة بالتذاكر والنقود المعدنية والورقية والمقولة المكتوبة على جدران الباص (ساعد الجابي بأصغر نقد كافي ). وكان ينزل وقت الأزدحام من الباب الأول ويصعد من الباب الآخر وهكذا كان الحال معه حتى أطلق عليه هذه العبارة المضحكة (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ) لأنه كان يقوم بهذا العمل مرارا وتكرارا ولكن كان يفعلها بكل صعوبة ولكن الديدي الحديدي الذي وصل باب الجديدي تقدم بسرعة البرق وفعلها بكل سهولة ويسر دخل وأفرغ الباص من الركاب وأجبرهم على المغادرة من دون أي أعتراض. فأخذ الديدي يتجول بكل حرية وأمان وبيده صكوك الغفران يرمي من يريد من العربان في أتون الأفران. ويلعب لعبة العميان مع الصبيان ويرشدهم الى القصوروالجنان حيث الجواري والحوروالغلمان. وأصبحت سبايا الأيزيدي بيد الديدي يفعل بهم ما يشاء ويبيعهم في سوق المريدي بأرخص الأثمان. وأخيرا حرر الدين من الأصنام والأوثان وبادر بالرجوع إلى حيث أتى بعد أن نفّذ المهمة بكل إتقان ووصّل الباص إلى برّ الأمان وكان دخوله إلى الحمام زي خروجه حسب أوامر السلطان. مهزلة ليس من بعدها مهزلة, ماذا فعلت يا ديدي بهذه الأوطان حيث أشبعت نزوات من هم خلفك من الديدان كي تصبح في هذا المسلسل ممثلا تيتيا وحكاية آخر الزمان وبعدها سوف يبدل أسمك و العنوان من سوريا والعراق لأنه حان وقت الفراق وتؤدي المهمة في جزر الواق واق.

دهوك \ بقلم : احمد علي - 17 \ 10 \ 2016

الشال هو الفيصل

منذ بدء الخليقة والى الآن مسلسل إراقة دم الأنسان مستمر و سيستمر إلى ما لا نهاية ما دام البشر يكره بني جنسه. فبدأ هذا المسلسل الرهيب بالعراك أولاَ وثم إمتد للشجار وبعدئذ إلى القتال فأخذ الناس يتباهون ويفتخرون في سوح الوغى حين يشتد السجال بما لديهم من أسلحة فتاكة ويتسارعون نحو ميادين الهيجاء وكأنهم في نزهة أو رحلة صيد. وكم من الحروب شبت وأندلعت لمجرد نزوة أو لسبب بسيط أو لأتفه الحجج والأعذار ودامت سنين وأعواماَ طوال. يا لغبائك أيها البشر ألم تتعظ من الحيوانات المفترسة أنها لا تقترب لقتل بني فصيلتها أبداَ وحتى لو جاعت وأصبحت من الموت يائسة. في حروبكم تبيدون الحرث والنسل, تقتلون الطفل والمسن, النساء والأشجار والحيوانات. أين ذهب بكم حكمتكم , وتتفاخرون بها في محافلكم ومؤتمراتكم وجمعياتكم العمومية والدولية بمنتهى الخسة والدناءة والحقارة. مستوى عقولكم وإن وصلت إلى المريخ والقمر وجاوزت حدود النذالة والغدر, وقتلكم لبني البشر, جرائم لا تغتفر. إتعظوا يا أصحاب العقول الراقية خريجوا الجامعات وحقول الدراسات اللامعة من حكمة هذه الفتاة القفقازية الناعمة حين تدخل بين الحشود المتقاتلة والمتناحرة وترمي بشالة رأسها أمام الفريقين فيتفرق الرجال ويغضون أبصارهم إحتراماَ وإجلالا لمكانة المرأة وقدسيتها. أين أنتم من هذا؟ ألم تستخدموا النساء والأطفال وكبار السن دروعا, واستخدمتم كافة الأسلحة المدمرة والفتاكة التي أنتجتها عقولكم العفنة والنتنة لأبادة البشرية؟ ألم يحن الوقت لتتراجعوا وتستخدموا ما تبقى لكم من عقل ومنطق في البناء والعمران وإسعاد الناس وتجنب الكوارث والحروب والويلات والنكبات وتفيقوا من النوم والسبات وإلاّ فويل لكم ومن لف لفكم وتتدحرج أكبر صخرة في الكون فوقكم إلى أبد الآبدين يا رب العالمين وقولوا معي اللهم آمين من الظالم والظالمين.

بقلم : أحمد علي

23 \ 9 \ 2016 دهوك

( اللي اختشوا ماتوا )

صدقت يا عاملة الحمام بهذا القول السديد والمؤثر كوقع الحديد وكان ردك على السؤال وجيزا مختصرا ومفيدا. نعم وألف نعم فمن أستحت ظلّت في داخل الحمام حينما شبّ النار فيها تصرخ وتصيح فكان الموت هوالنصيب ومن خرجت وهي عارية خوفا من الموت بقت على قيد الحياة. شتان ما بين هذين المشهدين المبكي والمضكك في آن واحد. نعم هذا هو حال العراقي فمنهم من خرج وولى وترك أعز ما لديه وفضل الحياة على البقاء داخل أتون النار كي يحترق وأما الذين إختاروا البقاء مكرهين فكان حصتهم الحرق والقتل والتهجير والسجن الرهيب وفقدان العزيز والحبيب. نعم إنه عجب العجيب, يأتي الغريب من كل فج عميق ويحشرك في واد سحيق. يقتلك بأسم الدين وبعدها يلبس الأحرام ويحج بيت الله العتيق. ويل للفجرة انتم والله كفرة كم أرقتم دماء البررة. وإن طال ليلكم الأسود الشنيع فنهارالمظلوم قادم ليس له منيع ويُلقى بكم في بئر رادم وليسوا على فعلهم نادم. رسول الله بريء منكم وللبيت رب يُحميه وسوف يُريكم أي منقلب .تنقلبون يا ظلمة ويا ظالمون.

بقلم : أحمد علي - دهوك \ 2016

لا في العير ولا في النفير

في هذا الزمن المتقلب والهزاز تلقى الكثير من ليس لهم مكان لا في العير مع الأبل والحمير ولا في النفير في معمعة القتال وضرب السيف والتكسير. أي بأبسط تعبيرلا تراه هنا مع البعير ولا هناك مع التغيير. ضئيل لا نفع فيه, يشمئز منه البعيد ويحتقره القريب ليس له خلُ ولا نسيب. لا يُرْجى منه منفعةٌ ولكن مضرّته كثير, ينتهز الفرصة بالمكر والحيل والخداع كي يصطاد في الماء العكر, تارة يميل وأخرى يجول ويمثل دور الحقير, يُعكّر الماء الصافي في البير. يرقص منفردا كالبهلوان فوق الحبل ويلعب لعبة الخنزير, يدوس ما يقع أمامه ويسير. لا يبالي لأن ليس لديه فيها لا ناقة ولا جمل, يظهر وكانّه الحمل الوديع, يخون نفسه ويخون الجميع. ليس لديه ذمةٌ ولا أي ضمير. إن كنت تدري من هم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة عظيمة وعٌسْرٌ عسير, فمنهم الكثير الكثير. دير بالك وتوعى وأحذر وأنتبه لا تكشفهم, دعْ سرّك في أعمق وأضيق بير.

بقلم : أحمد علي \ دهوك 6 \ 9 \ 2016

قصة الشكاك

جاء أحد المتشككين إلى مجلس أحد الفقهاء ، فلما جلس، قال للفقيه : إني أغتسل في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك : هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟ فقال له الفقيه : اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة. فتعجب الرجل وقال وكيف ذلك؟ فقال : لأن النبي (ص ) يقول: " رفع القلم عن ثلاثة : المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا مثلك ويشك هل أغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون. بلى لقد اصبح الجنون عندنا فنون. نطلب منك يا مفتي الحق والعدالة وفقيه الدين والدنيا أن تُفتي لنا بعُجالة ما مصير الذين يعتمرون ويحجون كل عام في محرم ورجب من أموال الشعب المحروم من أبسط القيم الأنسانية. يا للعجب كيف يسمح لهم ضمائرهم الميتة أن يخادعون الله بعد أن خدعوا الناس وجلبوا لهم الويل والويلات وكل أنواع النكبات. وذهبوا كي يرموا الجمرات ويرجموا الشيطان. والله أن الشيطان بريء منكم لأنكم أنتم علمتموه أساليب المكر والخداع. فشعب العراق أولى بأن يرجموكم بالحصى والحجارة ويرمى بكم من أعلى المنارة. بأي وجه وبأي حق وعلى اي مذهب تلبسون الأحرام وأيديكم ملطخة بالدم والأجرام. والله كم أغتسلتم وبأي ماء إنغمزتم ولو بماء زمزم فلن ولن تتطهروا ولن تمحى ذنوبكم وخطاياكم, شرّكم وشروركم. صلفكم وغروركم ينحوا بكم نحو الهاوية وتصْلوْن نارا حامية. فالنائم سوف يستيقظ والصبي الصغير سوف يبلغ سن الرشد ويتعرف ما حل بهم وأما المجنون فلعلّه يفيق من جنونه, بل أنتم فقد وصل الجنون حداَ لا شفاء منه والبله لا مدى له, والله انتم أهل له.

18 \ 9 \ 2016 دهوك - أحمد علي

لو كان الغراب دليل قوم دلّهم على الخراب

يقول المثل الكوردي " هەکە رێبەرێ مە عەلو بیت، دێ حالێ مە یێ هوبیت"

ومعناه" لو كان الديك الرومي لنا دليلاَ ومرشداَ, سنبقى على نفس الحال"

يقول الله في محكم كتابه " إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ". "وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ"

من دون رقابة حقيقية وفعلية على كافة مناحي الحياة , تخرج من السيطرة والتحكم. فلابد أن يكون الأنسان أولا رقيبا على نفسه, ويحاسب نفسه أمام الله والناس. فأصحاب الرأي والقرار ومن بيده الحل والربط أن يفعّل دور الرقابة في كافة الأجهزة الرقابية لكي يصان حقوق الناس و والعباد. وإلا سيسود الفوضى ويستشري الفساد والأبتزاز بينهم كما هو الآن في عراقنا الذي كان عظيما بكل المقاييس وأصبح من أدنى المستويات على كافة الصعد. قديماَ وفي عهد الولاة العثمانيين كان هناك جهاز من الرقباء يسمونهم ب( السرسرية) وكان عملهم مراقبة أمور السوق من الغش والخداع, ولم يمر فترة وجيزة حتى أصبح قِمّةَ في استغلال مناصبهم في الرشوة وكسب المال. وعلى إثر ذلك شكّلت وظيفة أخرى بأسم ( البلشتية) كي تراقب السرسرية وتحاسبهم على أفعالهم الدنيئة. وما برئ حتى أوغلت هي الأخرى على نفس المنوال. فأصبحوا جميعا "حاميها حراميها". ورغم الغاية النبيلة والشريفة وراء هذين الرقيبين ولكن لسوء استخدامهما أخذ العراقيون يطلقون على كل مفسد وراشي بالسرسري والبلشتي. حيث أصبحت من ألفاظ السب والشتم عند عامة الناس. ويستوقفني هنا مشهداَ واقعيا حين روى لي أحداَ من أقربائي الأكراد بأن أحد رجال الأنضاط في سبعينيات القرن الماضي قد أوقفه حين كان يعبر الجسر القديم فقال له كاكا أي أخي مرّ شخص كردي من أمامي سلمت عليه فتفوه بهذه الكلمة البذيئة ( سرسري ) لمذا قال هذا لي؟ ماذا فعلت له ليصفني بتلك الكلمة ؟ فأبتسم الكوردي وقال له: لا يا أخي أنًه لم يشتمك وهذا ليس من شيم الأكراد, لقد ردّ لك التحية بأحسن منها. معناه " أنت على رأسي " أي بعبارة أخرى مكانك فوق الرأس. شتان بين الأثنين. ويذكرني هنا واقعة شبيهة بما سبق وأيضا وفي فترة السبعينات والتي بحق كانت فترة ذهبية في عمر العراق, راحت ولم تعد. في شارع نينوى وبالأخص منطقة السيرجخانة كان بعض الشباب يعاكسون البنات والفتيات, لذا قامت الدولة بتكليف جهاز من الشرطة كي تحدّ من تلك الظاهرة الطارئة على البلد. فكلف جهاز سمي شرطة الآداب. لمسائلة المسيئن والخارجين على الأخلاق. ولكن ما فتئ أن أصبح هؤلاء الشرطة يتحرشون بالنساء. وحينها كتب أحدهم عموداَ في إحدى الجرائد اليومية وكانت بعنوان" شرطة الآداب بحاجة إلى شرطة آداب" أي بمعنى آخريجب على البلشتية مراقبة السرسرية حسب المفاهيم والأعراف القديمة والجديدة. وهنا للبحث صلة وهنا يكمن مربط الفرس, ففي العراق ليس هناك رقيب ولا حسيب, كلُ من بيده الأمر والنهي يتصرف كما يشاء, من دون وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني. من اعلى الهرم نزولاَ, هيئة النزاهة باتت في متاهة, ومجلس النواب اصبحوا أبواقا نعيقهم كالغراب وصل عنان السماء, وقد ملؤوا شاشات التلفاز بعضهم على الآخربالشتم والسباب, وفي قبة البرلمان يصل الحال بهم إلى الضرب واللكم وأستخدام الحراب. وأنا أقول لهم : إذا كان الغراب دليل قوم, سيهديهم إلى دار الخراب. فلا فلحوا ولا فلح الغراب.

ألم تخشوا من الرقيب الأعلى "إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".«وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».

27-1-2017 دهوك بقلم: أحمد علي

إلى متى يبقى البعير فوق التل ؟

إلى متى تبقى ( ... ) فوق شجرة العفص؟

عبارة جميلة ورنّانة كنا نردها مع المعلم ونحن أطفال صغار ولم نكن نعرف آنذك في تلك المرحلة المبكرة معناها السطحي اللغوي ولا معناها العميق الأجتماعي والنفسي والفلسفي لأسباب عديدة كوننا أولاَ أكراد لانفرق بين البعير والجمل ولا بين النوق والأبل حتى إلى المراحل المتأخرة من الدراسة. فأخذت هذه العبارة المطاطة تشغل حيزاَ كبيرا عندي في الأستخدام وضرب المثل عند الحاجة وفي الوقت المناسب. فعندما كان يطول بنا المقام في مكان ما كنت أرددها للتخفيف من وقع الوقت علينا. وعند تدريسي للطلاب كنت اُنبه طلبتي بهذه المقولة لرسوبهم سنوات عديدة أو لبقائهم في الأمتحانات من دون أن يكتبوا أي شيىء آملين في الحصول على معلومة من هنا أو هناك.

وبعدها يأتي البعد الأجتماعي من تلك المقولة الأستفهامية. فالخطاب موجه لراعي البعران المكلف بمصيرها فإما أن يبقيها هناك كي تموت عطشا وجوعا أم يأخذها إلى واد سحيق لتلقى نفس المصير. أو يوجهها الوجهة الصحيحة والصائبة نحوالأمان شأنها شأن السفينة حين يقودها الربان نحو بَرّالأمان.

واللأبعاد الفلسفية في المقولة كثيرة يفسرها كل على هواه وحسب ميوله واتجهاته ورغباته. فالراعي هنا يصبح فرعونا أوطاغيا أودكتاتورا, والبعير حميراً يقوده الطاغي كيفما يشاء ويصبح التل دولةً يتلاعب بمقدراتها الباغي حسب نزواته وما يُملى عليه من إملائات فيصبح التل الخصيب مرعى للقريب والغريب. فيصبح الراعي والبعران والتل في خبر كان. وتصبح حكاية يتداولها الألسن في قادم الزمان حكاية البعران والخرفان في كل مكان وزمان.

وأما البعد النفسي فحدّث ولا حرج فالأبل والشعب الفقير سواء بسواء لا فرق بينهم يقتادهم الراعي الخبل كيفما يشاء نحو المصير المجهول. يتقاذفه الوحوش من هنا والغول من هناك ويتيهون في العراء من وقع البلاء عليهم لا حول لهم ولا قوة. فيمسون فريسة لمن يشاء ويصبحون لقمة سائغة لكل طامع غدّار.

فهذه الأبعاد مجتمعة كلها تنصب في بوتقة واحدة وهو الأصرار والامبلاة من الراعي بمصير الذين يرعاهم. فعناده وعنجهيته وغروره وعدم الأكتراث يؤدي إلى جلب الكوارث والويلات والخراب والدمار للبلاد والعباد. يا عباد الله إتقوا الله لا تتخلوا عن بعرانكم ولاتتركوهم فريسة لجيرانكم وغربائكم. فبقاء البعير فوق التل بلا رعاية ومساعدة يشبه وقوع ( رشو الكردي ) في النهر حين طلب الأستغاثة من الذين حوله ولم يبادر أحد لأنقاذه وكاد أن يغرق بعد أن يأس من المساعدة والعون فخاطب نفسه بلهجة المتحدي (رشو إستخدم يداك وإلا فالماء يجرفك والموت مصيرك لا محالة ). وما أشبه المقولة الكوردية والتي يسخرمنها المخاطب بوجه الذي يصعد على شجرة العفص ويتعنت في البقاء هناك مدة طويلة ويأبى النزول منها فيقول له بلهجة الأستهزاء والأزدراء:( إلى متى تبقى فوق شجرة العفص؟ ) ألم يحن الوقت من أن تنزل فبقائك على هذه الشاكلة فوق الشجرة يجلب لك الموت. والفرق الوحيد بين المقولتين هو التل العربي وشجرة العفص الكوردي. فعند دمج المكانين معا يصبحان ( تل عفص ) أي ( گرێ مازیا ).

بقلم : أحمد علي 4 \ 10 \2016 دهوك

رب صورة تغني عن ألف كلمة

يا لسخرية القدر, يا محول القلوب والعقول, يا مبدل العواطف و الميول , يا مغير المواقف والحلول , تحول قلب البشر من العطف والحنان الى القسوة والطغيان, وتحول مخه وعقله من البناء والعمران نحو الهدم وخراب الأنسان, تبدلت مشاعره وأحاسيسه من الشفقة والرحمة صوب الظلم والقسر, وأتجهت من الخير والبر ومالت بأتجاه القمع والقهر, وتغيرت التوجهات من الخلق والأبداع موغلا في النهب و السلب وإفساد الذات, وأصبح بدلا أن يكون حلاَ للمشاكل وصنع القرار أخذ يخلق الويلات والفتن والقتل و التشريد والتنديد والتنكيل والتهديد وإذكاء النعرات والثارات وجلب الويلات للبلاد والعباد وتوغل وصال وجال في الفساد, وابدع في فنون الأبتزاز والسرقة وأنتهاك الحرمات, من زمرة شبيهة بالحثالات خريجوا الحانات والبارات. إلى أين و متى ؟ يحدوا بكم ضمائركم العفنة والنتئة. ألم يكفيكم ما بلعتم ونهبتم ثم نمتم قريري العيون والجفون, ألم يهزكم صراخ الأطفال وأمهات الثكالى وأنين الجرحى والجياع . نعم ! لم ولن يفزهم أصبحوا كأهل الكهف وفي آذانهم وقر لا يخشون زمهريرا ولا يهابون سقر. ومن الله أين المفر , يا غجر ويا تتر؟!

بقلم : أحمد علي دهوك 28 \8 \2016

الجرأة القاتلة

كم كنت صريحا وجريئاَ في نفس الوقت صديقي حين استأذنت الآمر بعد أن ألقى كلمته القصيرة في توديع وجبة من المقاتلين الأحتياط لجبهة القتال مع الجارة إيران وتأكيده على القتال والدفاع عن (أرض) الوطن الغالي بكل إخلاص وتفاني. فكان قولك كالصاعقة علينا جميعا عندما تفوهت بتلك العبارة الشهيرة والمقولة المدوية على مسمع الآمر وتداولها الجميع فيما بينهم فيما بعد. قلتها من دون خوف أو وجل لأنها كلمة حق في جضرة باطل من الكثرة المظلومة بوجه الجور والظلم الأجتماعي في هذا البلد. قلتها وكان وقعها شديدا ومؤثرا لأنها خرجت من قلب قاسى كافة أنواع الأضطهاد والقسر. أعلنتها بكل هدوء ووضوح بل كانت إنطلاقتها كالرمح صوب الهدف المنشود. سيدي كيف لي أن أقاتل واضحي بروحي وأنا لا املك في هذا الوطن شبرا واحدا وأولاد الأغنياء ينعمون في القصور الراقية ولا يؤدون الخدمة ويستثنون منها؟! نعم ما صرحت به كان محفورا في قلب ووجدان كل عراقي شريف ولكن لم يكن لديهم شجاعتك وجراتك فاشفيت غليل صدور تاقت لتلك العبارة منذ زمن بعيد. ولا أدري يا أخي هل كانت تلك العبارة والمقولة آخر ما تفوهت بها. لأنني لم أراك منذ ذلك الحين.

بقلم : أحمد علي - 1 \ 10 \ 2016 دهوك

"خذ الشور من رأس الثور"

" دز وخودان بونە شریک، گا ژکولەکێ دەر ئێخست"

حقا نحن جميعا في حاجة لأخذ الشوروالمشورة من الآخرين مهما بلغنا من الحكمة والفطنة والذكاء, فما بالك لو جاءك شخص شديد الغباء وطلب منك النصح وقد وقع في ورطة أو بلاء. فلا تتردد فبادربإبداء المشورة له مثل الجار أبوالعريف الذي جاء ولبى النداء وبعد أن دخن الهيشي واحتسى أبريق القهوة وتناول أكلة الهريسي عند المرأة القروية حين أستعانت به لأخراج رأس الثور من الجرة من دون أن يكسرها أو يمس الثور بأي أذى. فبعد جهد جهيد وتفكير عميق كي يحظى بأكلة الثريد فطن فقطع رأس الثور وبعدها كسر الجرة وحل المشكلة بالمرة كمن ضيّع الخيط مع العصفور فحين علم الزوج بما جرى بعد عودته إلى البيت فاخذ يردد مقولته المشهورة" خذ الشور من راس الثور" الثور الأول الضحية حيوان أِشتد به العطش فأدخل راسه في الجرة وأما الثور الثاني الأحمق فعلها إماعن قصد اوحمق وغباء وبلادة. ولنا أمثال أبوالعريف الكثير الكثيريطلق النصح ويبدي المشورة ليل نهار من على شاشات التلفاز وينفث من فمه السم والغاز ويعزف كالموسيقار على الوتر الحسّاس الهزّاز ويتلاعب بمصائر هذا الشعب البائس الذي أوقع على رأسه الفأس ونال نصيبه من التعاسة وحبس الأنفاس. فلسان حالهم ملئ اللعنة عليهم فمنهم من يقول كفى يا خنّاس, ألم يكفي ما وسوسه اسيادكم في رؤوسكم من طلاسم وتعويذات. لقد كسرتم جرة العراق الزاهية ولا يستطع حتى الفخاري من إصلاحها ونهشتم لحم الثور ولم يبقى له مكان في الهوروليس ببعيدة قصة هذا الثور العربي بقصة الثور الكوردي حين أتفق صاحب الدار مع السارق عندما ذبحا الثور وقطعوه وأخرجوه من الشباك لا من ( شاف ولا من دري ) ويا أسفي على بلد الجنائن المعلقة عذراَ الملطخة بالدماء واصبحت بلد الدخلاء والغرباء.

19 \ 11 \2016 دهوك -أحمد علي

إذا وقع الثور كثرت سكاكينه

وأخيرا وقعت وسقطت على الأرض يا ( كلكامش ) السومري أبن العراق أبن الرافدين أيها البطل سليل أوروك والثورالنطّاح فكثرت السكاكنين حول رقبتك. إنهض وأستعد للمواجهه وإلا الموت مصيرك وسوف يباع لحمك بأرخص الأثمان, ألم ترى كم جزارا قد شحذ سكينه والكلاب الجائعة في أنتظار الوليمة, والنسور تعلو وترتفع فوقك وكانهم في حفلة عرس, دعوة عامة للجميع لمن له القدرة والمقدرة في الحضور وأخذ نصيبه من العزيمة المجانية وبلا منية, لقد نذروا لحمك لأنك لم تعد تستخدم قرونك القوية فأخذوا بذبحون البقروالجواميس العربية و(چێل ، گامێش ) الكوردية وبغياب( الگاڤان ) أي الراعي الأيزيدي والآشوري والأكدي ووو أصبحت فريسة سهلة لكل من هب ودب وجاء ولب النداء لأنها وليمة بكل سخاء لا ينقطع منه الرجاء. أين أنت يا انكيدو لمذا لم تأتي كي تقف في محنة صديقك الذي خارت قواه بعد أن كان مضرب المثل في الشجاعة والأقدام الذي تحدى الصعاب وجاب البراري بحثا عن الخلود من أجلك وشعبك لقد كان رمزا للقوة والعطاء والآن أصبح مطوقا من كافة الجهات لا مفر ولا مهرب إلا بالنهوض ثانية ويستخدم القرون القوية ويطارد الجميع وبلا تفريق ويخرج من فمه النار والحريق. أنهض وسلط عليهم جام غضبك لتحكم البلد بالقوة القاهرة لتجتث الشر والأشرار ويبقى بلدك للحر والأحرار.

10 \ 10 \ 2016 - بقلم : أحمد علي

ليلى في العراق مريضة

يرحل عيد ويليه عيد, ونازح العراق عن داره بعيد, لقد ناله ضيم وفيه تجديد, يُهدد تارة بالوعد وأخرى بالوعيد, لمن يشكو همه فقد سفك دمه , والآذان عند أهل الحل والربط قد بات في سبات عميق, يعيش في برج عاجي وحاشرٌ الشارد عن دياره في وكر من الخيم في واد سحيق كقوم موسى يعيش على الخيرات والهبات من المن والسلوى والحلوى !َ! منُّ يمن عليه هلال , ومسرة تُمنح من صليب والأطفال محرومون من العلاج والحليب.أين أنت يا موسى ؟ لما لم تأتي وتشق بعصاك البحر, ألم تدري بأن فرعون طغى وبغى, ومنع أهل السحر وأنزلهم في القبر. نطلب منك العون فلم يبقى لدينا الصبر. السليم صار معلولا والمعافى مشلولا وظلت ليلى في العراق مريضة وكسيحة تأنّ وتنادي أين الطبيب المداويا. إعلم يا كليم الله لم يبقى عندنا طبيب يُشخّص الداء ويفطن إلى الدواء لأن الطبيب نفسه عليل ومرضه سُلٌ سليل, فإلى متى تبقى ليلى تصرخ وتصيح ونبقى نحن كأبي الأنبياء كي نُرمى في النار من الزوار كالمغول والتتار ومن سيفهم المسلط البتّار.

بقلم : أحمد علي \ دهوك - 3 \9 \ 2016

لا من شاف ولا من دري

في السبعينيات كنت أملك في مكتبتي المتواضعة كتاب بعنوان

( دروب السياسة وأفاعيها ) ومصمم غلاف الكتاب رسم بكل ذكاء مجموعة من أنواع الأفاعي المتداخلة فيما بينها وكأنها خيوط نسجت وحيكت بعناية فائقة وقد التفت الواحدة مع الأخرى ولا تستطيع أن تميز الرأس من الذيل. وفي حينها كنت أيضا لا أفرق بين الساسة و السياسي ولا أعرف الفرق بين الحية الرقطاء والأفعى السوداء السامة إلا بعد مرور السنين. فالسياسة هي أن تسايس الناس كي توجههم نحو أهدافك وغاياتك. وأما الساسة تعني جمع سائس الخيل أو بمعنى القائد. وفي كلتا الحالتين فإنه يوجه ويقود.فحين يتيه االسياسي الغير المحنك في الدروب يوجه شعبه كالغراب نحو الخراب. وإن تفوق بدهائه فيجر شعوب أخرى إلى الدمار والهلاك. فترى القادة الكبار أقطاب السياسة يجتمعون في السر ويتحدثون بمنتهى الهدوء والصمت يتفقون وإن أختلفوا فيما بينهم على خراب ما يودون . يؤججون الحروب والويلات لتصل ضجيجها إلى عنان السماء ويتباكون بعدها على الضحايا ومثلهم كالشخص الذي يقتل الضحية ويمشي في جنازته ( لا من شاف ولا من دري )حاله كحال بطل المسرحية الهادفة ( شاهد مشافش حاگە ) ، ويظل المجرم مخفيا ويغلق الملف باجمعه ضد مجهول ويضيع الفاعل الحقيقي ويظل يكرر فعلته كالسائس يجول هنا ويصول هناك والتعيس والبائس يصبح في خبر كان ولا يبقى له أي مكان من الأعراب.

بقلم : أحمد علي \ دهوك 7 \ 9 \ 2016