عِنَدَمّا يَحْلم الْعَامِل وَيَعْمَل الْحَالِم

محمود عباس مسعود


عِنَدَمّا يَحْلم الْعَامِل

يُسْتَمَد مِن عَمَلِه قُوَّة

وَيَجِد فِي الِإِجْتِهَاد مَغْزَى

وَفِي الْكَدْح مَسَرَّة

وَفِي الْإِنْتَاج لَذَّة الْإِنْجَاز.

وَعِنْدَمَا يَعْمَل الْحَالِم

يُحَوِّل الانْطِلاق إِلَى نَشَاط خَلَاق

وَهَدِير الْأَمَانِي إِلَى إِثْمَار وَازْدِهَار

وَيُقَرِّن أَطْيَافه السديمية

بواقعه الْحَي الْمَلْمُوس.

عِنَدَمّا يَحْلم الْعَامِل

تَتَّسِع مَسَاحَة وَعْيه

فَتَرْتَبّط خُيُوْط كيانه بِالْوُجُود مِن حَوْلِه

وَيَجْلِب الْجَمَال لِفِكْرِه

وَالْنُّوْر لِقَلْبِه

وَيَأْتِي بِالْغِنَى وَالْتَّنَوُّع

إِلَى دَائِرَة حَيَاتِه.

وَعِنْدَمَا يَعْمَل الْحَالِم

يُبْصِر فِي الْبَحْر وَالْفَضَاء مِن حَوْلَه دَعْوَة

لِتَوْدِيع بَوْتَقَة الْنَّظْرَة الْمَحْدُوْدَة

وَالْغَوْص فِي أَعْمَاق الْتَّجْرِبَة الْإِنْسَانِيَّة

كما يَرَى فِي أَمْوَاج الْأَثِير تُرْبَة خِصْبَة

لِغَرْس بُذُوْر أَفْكَارَه الْحَيَّة

وَفِي الْأَوْرَاق الْمُتَنَاثِرَة مُذَكِّرَا وَحَافِزا

لِلْاسْتِفَادَة مِن فُصُوْل الْحَيَاة

قَبْل حُلُوْل خَرِيْف الْعُمُر وَشِتَائِه.

عِنَدَمّا يَحْلم الْعَامِل

يَجْمَع بَيْن فَوْرَة النَّشَاط وَسَكِيْنَة الْرَّاحَة

وَيُضَيِّف إِلَى جَدِّيَّة الْوَاقِع بَسْمَة الْرِّضَى

وَإِلَى مَرَارَة الْعَيْش حَلَاوَة الْأَمَل.

وَعِنْدَمَا يَعْمَل الْحَالِم

يُحَوِّل رِيَاض أَحْلَامِه إِلَى كُرُوْم وَبَسَاتِيْن

وَيَجِد فِي هَدْأَة الْسُّكُوْن قُوَى كَامِنَة فِي انْتِظَار التفعيل

وَفِي رَعْشَة الْحُب نِدَاء الْوَاجِب

كَي يُبَادِر إِلَى الْعَطَاء قَبْل الْأَخْذ

لِأَن مَن لَا يُعْطِي بِسَخَاء

غَيْر قمين بِالْأَخْذ عَن اسْتِحْقَاق.