كائنات النور


محمود عباس مسعود


كائنات النور ِ إن كنت ِ عن العين ِ خفية ْ

إنما تعطين َ للقلب ِ سلاماً أبديا

عندما الأجفانُ تدمعْ

وبحس الروح نضرعْ

عندما الأقدامُ تعثرْ

واليقينياتُ تصغرْ

دعنا يا رباهُ نبصرْ

للشعاعات السنيةْ

نحن إذ نمشي بدرب ٍ مقفرة ْ

ونرى الجوَّ قتيماً مكفهرا

نكبو أحياناً وطوراً نتوجعْ

نتمنى ملجأً للنفس ِ فيه تهجعْ

ليتنا إذ ذاكَ نسمعْ

همساتٍ تشجيعية ْ

وعلينا النورُ يطلعْ

من ذرى الروح الخفية ْ

أنتَ يا رباهُ تعلم حالنا

وتحقق إحتياجاتٍ لنا

إن تألمنا عليكَ بالعزاءْ

أو تعطـّشنا فلا تحرمنا ماءْ

وإذا الأسقامُ وافتنا تجودُ بالدواءْ

مشكلاتُ الناس ِ يا ربُ كثيرة وعصيّة ْ

إنما الأكبرُ منها

رحمة ُ الذات العليّة ْ

عندما نرنو إلى النور البعيدْ

ونحنُّ للطمأنينة ْ بإيمان ٍ وطيدْ

أعط ِ للروح ِ جناحاً كي تطيرْ

علـّها تقربْ من النور وتواً تستنيرْ

وتحس الأمنَ يغمرها كأمواج المحيط ْ

فتميّز جوهرَ الأشياء ِ من بين الخليط ْ

وتعيشُ العمرَ نشوانة ْ رضيّة ْ

بابتهاجات ٍ عميمة ْ

وسعادة ْ سرمدية ْ