حلم لقاء

محمود عباس مسعود


في زمنٍ ما

في مكانٍ ما

حَلمَ أن لقاءً حدث بينهما...

التقيا كومضتين عابرتين

في قلب السديم الكوني...

كفقاعتين صديقتين

في بحرٍ فسيح...

في المياه الزرقاء الباردة

للمدّ الأوقيانوسي.

كسمكتيّ شوق ٍ، طيّارتين

تتسابقان على صفحة المياه المالحة...

كطيريّ ودادٍ باسطيّ أجنحتهما،

محلقين فوق أمواج النسيم...

كزهرتيّ حنينٍ متعانقتين

على سوق نبتة واحدة...

كحجريّ إخلاصٍ كريمين

بقلبين حمراوين بلون العقيق

مختبئين معاً في أعماق الأرض...

كالشمس والقمر

كفهمٍ وحنوّ

كعينين ساهمتين

من عيون الكون اللامتناهي...

كحبٍ وفرح

كنبضتيّ لهفةٍ في قلب الحقيقة...

كذرتيّ هيدروجين

وذرة أوكسجين

مكثفتين إلى قطرة ندىً

وليدة الحب

لإرواء ظمأ الأعشاب الصادية...

كبروتون وإلكترون

في قلب الذرة...

كجناحيّ طير سلام، يرفرفان

فوق واحة الأمل...

كشعلتين منبثقتين نحو السماء

من نافورة النور...

ككرتين شفافتين، بألوان قوس قزح...

كنهرين من أنهار الحياة

في انطلاقهما الحثيث

للإمتزاج ببحر الحب الأعظم...

يا أيتها الحياة العزيزة!

إنكِ سيفٌ مقدّس مغمدٌ في قراب روحي

أستله في لحظات وحشتي ووحدتي

لمنازلة شياطين الجهل وعفاريت الظلام.

قد أتحول إلى موجة واعية

فرِحة، متراقصة على صدرك الكوني

أو نائمة في حضن سكينتك الأبدية،

إنما لا يمكنني الإنفصال عنك لحظة واحدة.

كم من مرة التقينا ثم افترقنا

تحت ظلال أشجارك!

مرّة ثانية

في مكان ما

في زمن ما

سنلتقي من جديد

على شاطئ الأحلام

أو على الشاطئ الكبير

ما وراء بحر الحياة.

وسيكون اللقاء أبدياً

إذ سنذوب مرة وإلى الأبد

في قلب الحب والجمال.