ما كنتَ يوماً نائيا


محمود عباس مسعود


ما كنتَ يوماً نائيا

يا ساكنَ قلب الفؤادْ

ما كنتَ يوماً جافيا

يا فيضَ حبٍ وودادْ

هيهاتَ تسلو من لكَ

ومنْ منَ الدنيا اشتكى

عذراً له إذا بكى

شوقاً وأضناهُ السهادْ!

أنتَ الصديقُ والقريبْ

أنتَ النجيُّ والحبيبْ

الروحُ في قربكْ تطيبْ

وتحرقُ ثوبَ الحِدادْ

في الطفل ِ نبصركَ ملاكْ

تختالُ في أحلى حلاكْ

والشمسُ تروي عن بهاكْ

يا هديَ من رام السدادْ

عن عيننا قد تختفي

وبالسكوتِ تكتفي

لكن خطانا تقتفي

وتوري في الليل الزنادْ

أنتَ المغرّدْ في الطيورْ

أنت العبيرُ في الزهورْ

وهمسة ُ الحب الطهورْ

يذيبُ دفئـُها الجمادْ

أنتَ تسيرُ في الأنامْ

إلى الأعالي والأمامْ

يا حبذا نعطي الزمامْ

لكَ فتبلغنا المرادْ

لكَ المحبة ْ والجميلْ

والشكرُ صبحاً مع أصيلْ

العينُ من ذكركْ تسيلْ

فيغمر الدمعُ السوادْ