المعلم الحكيم برمهنسا يوغانندا


منارات روحية


 Paramahansa Yogananda

www.swaidayoga.com

ترجمة محمود عباس مسعود




أرني رسالتك يا رب منقوشة بحروف من نور على صفحات قلبي، واسمعني همساتك في معبد ضميري، واملأ وعاء عقلي بمعرفتك ورحمتك وسلامك.


 العمل ضروري وهو حافز قوي لعبقرية الانسان وإبداعه. لكن إن كان الهدف من العمل هو جمع المال فإنه يفقد قيمته وأهميته. يجب أن يكون العمل مكرساً للخدمة في المقام الأول، والسلعة التي تُباع يجب أن تتسم بالجودة وتكون نافعة للآخرين.

* * *

الله يمنحني النور والحياة والقوة والحكمة والعقل والسعادة الروحية. سأغوص في بحر الحب الإلهي عن طريق غبطة التأمل. وسأجلب الحضور الإلهي إلى عقلي كي أحل معضلات الحياة.(2)


 يا رب، على ضوء شمعة حبي النحيلة سأقرأ كتابك الذهبي الموجود في داخلي منذ الأزل. حبك يا رب هو نور السلام الذي يبدد ظلمتي وينير دربي.(2)

* * *

إن سيل السلام الروحي العارم يجرف من النفس ركام المخاوف وأكداس الهموم.

سأطلب الله في خلوة روحي وسأبتهل بعمق إلى أن ينبض قلبي بحبه وأحصل على استجابته.

أسألك يا رب أن تمزج شعاع روحي بنورك الكوني. دعني أدرك أن حكمتك تنير عقلي وقوتك تعضدني وتسري في عروقي.

* * *

سأشحن عقلي بقوة الإيمان وأثق بأن ما من شيء يمكن أن يؤذيني لأنني محاط على الدوام بالحماية الربانية.

يا رب، دع جمر أشواقي يتوهج دوماً بحضورك المبارك. لتكن حكمتك مرشدي وليكن حضورك الفرح الأعظم في حياتي.

* * *

العالِم الأصيل يمتاز بصفة رائعة وهي رحابة الصدر وسعة الأفق. فهو يبدأ بمعلومات أولية بسيطة وصولاً إلى كشف الحجاب عن نواميس الطبيعة وكيفية عملها ويقدم بعد ذلك نتائج أبحاثه للعالم، وهو على استعداد دائم لمواصلة البحث عن طبيعة الأشياء وجوهرها. وجهود هؤلاء العلماء هي التي أدت إلى اكتشاف القوانين الطبيعية التي ضاعفت المنافع التي يستفيد منها ويتمتع بها البشر، وتدريجياً نتعلم كيفية استخدام هذه القوانين بطرق عملية شتى وعلى نطاق واسع كما هو الحال في وسائل الراحة المستخدمة في الحياة اليومية.

* * *

السعادة التي يمنحها الله لا تعادلها سعادة أرضية. الفرح الروحي لا نهاية له، وعندما يذوب كل شيء ويتلاشى يبقى ذلك الفرح متواصلاً، ومن يرغب بالحصول على ذلك الفرح عليه أن يخصص وقتاً للتأمل والتفكر بالله والتوافق معه، لأن التوافق الروحي مع الله يمنح السعادة الحقيقية 

.

حديقة العام الجديد


لقد تلاشت أصداء العام المنصرم بما فيها من أحزان وضحكات.. وها صدى أنشودة العام الجديد يشدو مشجّعا ً، مبشّرا ً بالأمل، وهامسا ً:


" صُغ حياتك من جديد بصورة مثالية، اهجر الأعشاب الضارة للمخاوف القديمة،

ومن حديقة الماضي المهجورة استجمع وادّخر فقط بذور الأفراح والتحصيلات والآمال والأفكار والأفعال الطيبة والرغبات السامية النبيلة. وفي التربة الندية لكل يوم جديد ازرع تلك البذور الجبارة واسقها واعتن ِ بها حتى تنمو وتعبق حياتك بمزايا التفتح النادرة.


العام الجديد يهمس:


"يقّظ الروح أسيرة العادات واستحثها للقيام بجهود نافعة جديدة. لا تكف عن المحاولة ولا تسترح قبل بلوغ الحرية الأبدية والتفوق على الكارما (نتائج الأعمال السابقة دائمة المطاردة والتعقـّب).

وبفكر منتعش ومنتش ٍ بالسرور الدائم التجدد، فلنفرح معا ولنسر يداً بيد قاصدين البيت السماوي حيث لن نخرج بعدها خارجاً.

* * *

إذا تذكرت الله وجعلته محور حياتك، وإن ابتهلت له بحرارة وعمق ستحصل بكل تأكيد على استجابة منه، فالصلوات الحارة والصادقة تلامس قلب الله. RE-1.23


هو ينبوع الحكمة والإلهام المشع، وهو العبير المتضوع من حدائق القلوب المحبة الطيبة، وهو أريج الورود السماوية وأزهار الأفكار الناضرة، وهو الحب الذي يلهم حبنا ويسري في قلوبنا

* * *

إن أفضل صديق لك هو الذي يقترح عليك بتواضع كيف يمكنك تحسين شأنك لأننا إن عشنا دوماً في صحبة المداهنين المتملقين فذلك يضر بنمونا الروحي. يجب أن نحبذ صحبة أولئك الذين يقولون لنا الحقيقة ويساعدوننا بكيفية أفضل.

* * *

الآباء والأمهات يتعامون بسهولة عن عيوب أولادهم ويتغاضون عنها. وإن لم يتمكنوا من رؤية عيوب أبنائهم فهناك دون شك شيء خطأ في حبهم. يجب أن يتعلم الأهل المحبة غير المشروطة حتى يتمكنوا من رؤية أخطاء أبنائهم ومساعدتهم على تصحيحها والسير في الطريق الصحيح.

* * *

إن أردت أن تكون سعيداً كل الأوقات لا تسمح لنفسك بالتهاون والكسل ولا تتجاهل العوائق المادية التي تقف حاجزاً في طريق سعادتك. اعمل ما بوسعك للتخلص من تلك العوائق وانجز كل الأعمال المتوجب عليك أداؤها بنفس رضية وفكر منسجم.

* * *

دعنا يا رب ننظر إلى الفضيلة لا بخوف وهلع بل بمحبة واحترام. فلندرك أن مراعاة نواميسك الأدبية ستتوجنا بأكاليل نعمتك. لقد أمرتَ بوصايا التقوى صوناً لسعادتنا. فلنهجر دروب الإثم التي تقود دوما إلى الآلام والمعاناة ولندرك أن الفضيلة هي أكثر – بما لا يقاس – سحراً من الرذيلة. ساعدنا كي نفهم أن الشر الذي يبدو في البداية ساراً ممتعاً، يتحول تدريجياً إلى سم قتّال، وأن الخير المرّ المذاق في البداية، يتحول في النهاية إلى رحيق سلسبيل!

* * *

الهموم لا تجدي نفعاً بل تثقل القلب بهموم أخرى. عند الانتهاء من العمل اليومي يجب عدم مداومة التفكير به وعدم حمله في الفكر وأخذه إلى البيت. الهموم تشكّل طبقة كثيفة من الغيوم الكالحة الربداء حول الفكر مما يؤدي إلى التعثر بسبب عدم رؤية الطريق بوضوح وسهولة. يجب أن نتعلم التوكل أكثر فأكثر على الله.

يجب أن تتمحور الحياة حول الخدمة إذ بدون ذلك المثل الإنساني لن يبلغ الوعي الذي وهبه الله للإنسان غايته. عندما نخدم الآخرين وننسى تلك الأنا الصغيرة سنشعر بالحضور الإلهي.

* * *

الخير أكثر من الشر في هذا العالم لأن الله هو القوة العظمى. لكن عندما تأتينا الشرور نظن أن لا قدرة لنا على التحكم بها والتخلص منها. عواصف الشر لا بد أن تهب ولكن باستطاعتنا التخلص من مؤثراتها والترفع المعنوي عنها.


عندما يتذوق المريد عذوبة الحب الإلهي يحس بأمواج نشوانية لامتناهية تغمره ويشعر بشوق عارم ومتوهج لله فيبتهل بتركيز عميق ويناجي الله من أعماق قلبه حتى يستجيب له.

* * *

عندما يحل الروتين الممل والهوس الجنسي والتعلق المادي والهيجان العاطفي والاستغلال والانتقال المفاجئ من التقارب إلى النفور بدلاً من الحب، يتلاشى عندئذ الحب من القلوب ويصبح في خبر كان.

* * *

في نَغَم الكمان ونحيب الناي، ولحن الأرغن ورنات العود، أسمع صوت الله.  في قلب الروح تكمن السعادة التي تطلبها نفسي. لقد أحسست فجأة بغبطته المدخرة في قفير سكوني. سأعتصر القفير وأتذوَّق شهد النَّعيم الأزلي.

الشوق لله معناه محبتنا له. الحنين لله يجب أن يكون صادقاً ونقياً وعميقاً ومتوهجاً، وإن أردنا الحصول على استجابة منه يجب أن نسلّم قلوبنا له ونبتهل إليه من أعماق قلوبنا حتى نحصل على تلك الاستجابة المباركة.

الحب الإلهي أقوى من الموت وأكثر ديمومة من أي مظهر من مظاهر الحياة الزائلة.

* * *

سيروا على دروب الحياة بثبات لا يعرف التقهقر والنكوص وبإيمان يقيني بأن قوة الله الخلاقة واللامتناهية تواكبكم وتعضدكم على الدوام.

إن الله يستجيب للنداءات الوجدانية الحارة لذلك المريد الصادق الذي يبثه حنينه وأشواقه ويطلب عونه بثقة ورجاء، ويأتي إليه بكل تأكيد لينجده ويخلصه من مصاعبه.

البطانية السابحة كما رواها الحكيم برمهنسا:

في إحدى المرات كان صديقان يتمشيان على ضفة النهر فأبصرا ما بدا لهما بطانية عائمة، فألقى أحدهما بنفسه في النهر وسبح حتى وصل إلى "البطانية". لكنه تأخر في العودة إلى الضفة، وقد لاحظ صديقه أنه يجد صعوبة في معالجة "البطانية" وأنها سبب تأخر عودته فصاح به قائلاً:

" لماذا لا تتركها وتعود؟"

فأجابه صديقه:

"هذا ما أحاوله ولكن البطانية تتشبث بي ولا تسمح لي بالإفلات والعودة."

ولفرط دهشته أدرك بعد فوات الأوان أن ما ظنه بطانية لم يكن سوى دب سابح.

[قدّر لرجلكَ قبل الخطو موضعها]!


معظم الناس يتخذون مقررات دون وضعها قيد التنفيذ، ونتيجة لذلك يتدحرجون من قمة النجاح مع أنهم يحلمون بأنهم يتسلقون القمة. الذين يبددون قوى إرادتهم يجدون أنهم كلما ناضلوا من أجل النجاح كلما ازدادوا غرقاً في مستنقعات الفشل. ذوو الإرادة الفعالة لا يكفون عن تكرار المحاولة مهما أخفقت جهودهم إلى أن يبلغوا أهدافهم المشروعة التي يصْبون لتحقيقها.

* * *

أيها الطبيب الكوني، دعني أشرب حتى الإرتواء من مياه سلامك العذبة الشافية علني أحس بغبطتك المنعشة وحيويتك التي لا يتطرق إليها الوهن والإعياء.

* * *

الصوت الإلهي يتحدث إلى كل القلوب المخلصة والمتوافقة مع الاهتزازات العليا. صوت الحكمة يجوب الأثير بحثاً عن الأفكار المتناغمة التي تطلب السلام والغبطة والمعرفة المقدسة.

* * *

الإنسان يعطينا مشورته ثم يتركنا وشأننا لنحصد ثمار أعمالنا [التي قد تكون نتيجة لمشورته المغلوطة] أما الله فيمنحنا الهداية وطريقه يفضي دوماً إلى السعادة والخير.


فلنحيا في نور الله ولندرك أنه خلف هذا الكابوس الأرضي تكمن يقظة أبدية. ولنشعر بالحضور الإلهي خلف كل الظلال القاتمة.

* * *

مثلما تنشد النحلة دوماً الأزاهير العذبة، هكذا سيأتي الحب الإلهي إلى حياتنا عندما تكون مليئة بالأفكار الطيبة والنوايا الخيّرة.

* * *

عندما يغمرك الفرح لإسعاد الآخرين، وتعاملهم معاملة طيبة وتجعلهم يشعرون بالطمأنينة والسلام، تُرضي الله وتعتبر ناجحاً في الحياة.

* * *

عندما نقع في مشاكل مع أصدقائنا أو أعزائنا يجب أن نخرج من تلك الورطة بما أمكن من السرعة، إذ من العبث ومن غير المستحسن تأزيم الموقف باللوم والمهاترة والزعيق حتى ولو كان الآخرون مخطئين. بإمكاننا مساعدة أحبتنا كي يحسّنوا مسلكهم ويصلحوا عيوبهم من خلال مثالنا الحسن بدلاً من التنديد الصارم والكلام الجارح.

* * *

أسألك يا رب أن تعثر روحي على السلام وتبصر إشعاعات الأمل من وراء غيوم اللامبالاة. ألا فليبزغ بدر اليقين في سماء قلبي كي أشعر بالطمأنينة وراحة الروح. 


الآن أحس بك تشرق على أفق عقلي، وها هي غيوم الجهل تنقشع بفضل نورك المبارك وحضورك المؤنس المغبوط.

* * *

إن قلب المريد الصادق يردد على الدوام:

"إلهي وحبيبي، لا أريد أن أعلق في شراك هذا العالم وأوهامه، ولا أريد سوى إيقاظ حبك في نفوس الناس. إن قلبي ونفسي وجسدي وفكري وكل ما أملكه هو لك." مثل ذلك الحب يجد طريقه إلى الله، ومثل ذلك المريد يتعرف على الله.

يا إلهي الحبيب، إنني أعلم بأنك حاضر في كل مكان. فكما أن الزيت الثمين كامن في الزيتون غير المعصور، هكذا هو زيت حضورك المبارك الذي يمكن استقطاره في معصرة التأمل عليك والشوق المتعاظم إليك.

* * *

الغواية هي فكرة قهرية خدّاعة، متناقضة، ومتوقعة للذة. الطاقة التي تولدها هذه الفكرة يجب استخدامها في البحث عن الحقيقة التي تمنح السعادة بدلاً من استخدامها في الأفعال المغلوطة التي تسبب القلق والمعاناة.

وبالتجريب وضبط النفس والحكمة نتعلم التمييز بين المفاتن الزهيدة الزائفة لهذا العالم ومحاسن ومباهج الله العظيمة واللامتناهية.

* * *

٭ الإيمان في قلبي هو وليد الإدراك الحدسي. إنه يستحثني ويهمس لي كي أنقّب عن كنز الحب الإلهي في داخلي.


٭ التفكير بالله هو أعظم ترياق لهموم الدنيا، ولذلك سأمارسه بصدق وعمق ومداومة.


٭ ألمسْ يا رب عين تأملي بحيث تتجه نحو الداخل وتعاين شمس الغبطة الروحية متوهجة في قلبي.


٭ وساعدني كي أفتح أبواب الهدوء لأستقبل الإشعاعات الشافية لنورك المبارك.

سأطرد القنوط وسأبذل ما بوسعي كي أشعر بحضورك يا رب في التأمل، وسأطلبك بكل قلبي وجوارحي حتى تظهر ذاتك لي.

إن حصرْ الفكر بالحالات والظروف والأوضاع المتقلبة والمتغيرة من شأنه تقييد الوعي بالأمور الخارجية. يجب التركيز على الدائم الباقي والممتنع التغيير وجعله محور الإهتمام والتفكير. من يفعل ذلك ستغمره المغناطيسية الروحية وتشرق عليه الأنوار الربانية.

* * *

ليتضوع شذاك يا رب من زهرة روحي وليجتذب النفوس إلى معبد حضورك.

ولينبض حبك في قلبي عله يخفق بالتوافق والانسجام مع الجميع.


بارك أفكاري يا رب علني آتي بعطاشى الروح إلى ينبوع سلامك. وكن ضيفي الأبدي واسكن معبد سكينتي وفرحي.


 لن أنساك ولن أسير على دروب الحياة بدونك.

امنحني الأشواق الوجدانية الغامرة، وفي صدى الإخلاص الحي لك، دعني أسمع صوتك المبارك.

كل يوم سأطلب السعادة أكثر فأكثر داخل عقلي وأقل فأقل عن طريق الرغبات المادية.

أسجد لك يا رب امتناناً وعرفاناً بالجميل لأن توجهاتي الروحية وميولي الإيجابية ستتغلب بفضلك على سلبيات الحياة وشرورها. ساعدني كي أعزز مقرراتي في التخلي عن العادات الضارة التي تجلب نتائج سيئة وكي أنمّي عادات مفيدة تجلب نتائج خيّرة. وساعدني كي أُبقي شعلة الأمل متقدة في قلبي وأنا في طريقي إليك.

* * *

يجب ألا تكون إرادة الإنسان رهينة النزوات والأهواء والعادات الضارة. هذا لا يعني عدم استخدام الإرادة بل يتعين التمييز الحصيف عند استخدامها كي تكون على توافق وانسجام مع الإرادة الإلهية.

على الراغب في السعادة والنجاح أن يمتلك إيماناً راسخاً بالله، وأن يرفع وعيه إلى مستوى السلام والهدوء الداخلي، وأن يركز على الشجاعة والإقدام، ويتوفر على الإرادة والعزيمة، وينجز واجباته بهدوء وثقة.

* * *

إنني مستعد لأن أمنح حياتي كلها لإنسان واحد مخلص، لكنني أبتعد عن المرائين غير المخلصين. لا أتملق ولا أخدع إنساناً، وهكذا يجب أن نحيا في هذا العالم.

* * *

يجب أن نمتلك الجرأة وأن نكون مخلصين وأن نحيط أنفسنا ليس فقط بالذين يمكننا إلهامهم بل أيضاً بأولئك الذين يستطيعون إلهامنا.

* * *

يمكنني إنجاز كل واجباتي فقط باقتراض قواي من الله. ولذلك، فإن رغبتي الأولى هي مرضاته. الله هو الحب الأول في قلبي وهو الطموح الأعظم في داخلي والغاية القصوى لإرادتي وعقلي.

الاتزان جميل ويجب أن يكون الأساس والركيزة لمشاعرنا وأفكارنا.

* * *

الغيري محب الإيثار لا يسمح للأنانية بأن تملي عليه لأنه يستحيل تذوق الغبطة النقية ما لم يكن الشخص واسع الأفق وطيب القلب بحيث ينشد السعادة ويتمناها للآخرين كما لنفسه. ذلك مبدأ كوني لا يتغير.

* * *

لا زلت أذكر عندما حصل لي اختبار لم أكن أتوقعه؛ إذ من خلف غيوم التأمل انبثق فجأة فجر الغبطة الروحية وغمر كياني.

تلك التجربة المباركة فاقت كل التوقعات، إذ شعرت بفرح يعصى على الوصف، وأضاء نور الغبطة كل زوايا الوعي المظلمة، مُقصياً ظلال الحيرة والتساؤلات. لقد اخترق ذلك النور – كالأشعة السينية – الأجسام الخشنة وأراني أشياء تقبع خلف أفق الرؤية العادية.

* * *

ضربات القلب المتواصلة تعلن بوداعة عن وجود القوة اللامتناهية خلف أبواب معرفتك. الخفقات اللَّطيفة للحياة الشاملة تهمس لك:

"لا تحصل وحسب على سيل شحيح من حياتي، بل وسّع مجال إحساسك ودعني أغمر دمك وجسمك وعقلك وأحاسيسك وروحك بخفقات حياتي الكونية."

* * *

دعني يا رب أحس بحضورك في كل نشاط أقوم به. وساعدني على إقصاء ظل الخوف الذي يحجب نور هدايتك. ولتتفتح زهور أشواقي في حديقة قلبي وأنا في انتظار بزوغ فجر قدومك.

* * *

اطرد أفكار الفشل بأفكار النجاح الإيجابية واستبشر خيراً، وتخلص من المخاوف بعدم التفكير بها.

بدد الأحزان بنور السعادة ولاشِ المهاترة بالمودة والمجاملة.

اخلع الأفكار المريضة عن عرش الصحة ونصّب بدلاً منها الأفكار السليمة والمشاعر الصحية.

أرح قلبك من الاضطراب والقلق واطرد غيوم الجهل من أفق حياتك.

* * *

الإنسان المنتصر في معركة الحياة يحمل معاناته كوسام شرف على صدره.

* * *

باركني يا رب بحيث لا أرى سوى الخير ولا أفكر سوى بالخير ولا أصاحب إلا الطيبين الأخيار ودعني أتأمل عليك يا من أنت منبع كل خير وصلاح. 


ابعد عني أشباح الظلام وانظرني من قلب السماء ومن منافذ قلبي ومشاعري، واظهر لي في معبد محبتي لك.

* * *

يجب أن نبذل ما بوسعنا لإبقاء مشاعرنا تحت سيطرتنا على الدوام، وبذلك يمكننا أن نتحكم بعواطفنا ونضبط أنفسنا كلما التقينا بذوي الطباع الرديئة الذين يحلو لهم تعكير سلام الآخرين وإفساد الأجواء من حولهم. 


الإعتبار الأول في سلوك الشخص هو الإصلاح الذاتي، فالشخص الطيب يستطيع بمسلكه النبيل مساعدة الذين حوله في التغيير نحو الأفضل.

* * *

إعاقة الشهوات تعمي الفكر، وعندما يسيطر ضباب الشهوات على فكر الشخص فإنه يفقد توازنه الداخلي ويتصرف دون تمييز، علماً بأن التمييز الفطري هو القوة الدافعة وراء كل عمل سليم وسلوك قويم. وعندما تنكسر عجلة التوجيه في عربة الإنسان العقلية فإنه سينتهي لا محالة في خندق التألم والشقاء.

* * *

عاجلاً أم آجلاً ستنقشع أوهام الحياة وتتضح غايتها. وعندما تتبدد أوهام الطفولة والشباب فماذا يبقى؟ لا يمكننا العثور على السعادة النقية إلا بالقرب من الله والإحساس بحضوره الذي يملأ النفس بالطمأنينة والسلام.

* * *

يجب أن نكون واقعيين في توقعاتنا وأن نطلب من الله تحقيق احتياجاتنا الضرورية وحسب، وأن نعرف الفرق بين الاحتياجات الفعلية والرغبات غير اللازمة، وأفضل طريقة للتمييز بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري هو الاحتكام إلى المنطق والعقل وعدم الرغبة في الحصول على أشياء عقيمة لا تفيدنا ويُستحسن الاستغناء عنها.

* * *

قد أرتحل إلى ما وراء أبعد الكواكب والنجوم

ولكني سأحبك على الدوام.

مريدوك قد يأتوا وقد يمضوا في سبيلهم

ولكني سأصحبك وأحبك على الدوام.

قد تتقاذفني أمواج التجسدات العديدة

وأحس بالوحشة والوحدة

ومع ذلك سأحبك على الدوام.

العالم المتلهي قد يسلاك

ولكني سأذكرك على الدوام.

قد يخبو صوتي ويخذلني

ولكن بعبارات روحي سأهمس:

"سأحبك على الدوام."

المحن والأمراض والمنية قد تمزقني

وتنخل جسدي، ولكن ما دام في ذاكرتي

بقية من بصيص، انظر في عينيّ المحتضرتين

إذ من خلالهما سأقول لك:

"سأحبك طوال الأبد

وسأبقى وفياً لك على الدوام!"

* * *

عندما تقول "الله معي" فلن يأتيك سوى الخير من أفكار الآخرين. حوّط نفسك بالله فاسمه الأقدس هو قوة عظمى، وهو ترس منيع تميل وتنحرف عنه كل الاهتزازات والأفكار السلبية.

الفرح الروحي يكمن في التفكير الدائم بالله والشوق المتعاظم والمتواصل له، وسيأتي وقت حيث لن يتأرجح الفكر أو يهتز قلقاً. إذ ذاك لن تتمكن أكبر بلية جسدية أو أزمة نفسية من إبعاد الوعي عن حضور الله الحي. 


 كم هو رائع أن نحس بالقرب من الله وأن نفكر به ونلمس حضوره على الدوام!

* * *

يجب أن تسعى إلى تحقيق غايتك المشروعة بتفاؤل وفرح، ومجرد توقع تحقيقها يجب أن يدخل البهجة إلى نفسك، كما يجب أن تفرح أيضاً عند تحقيق تلك الغاية لأنها إنجاز يستحق أن تبتهج به.

* * *


يقال أن النحلة مغرمة بعبير اللوتس بحيث تبقى في قلب الزهرة لمدة طويلة تمتص الرحيق. وإذ تفعل ذلك تقفل أوراق اللوتس عليها فتواجه حتفها داخل اللوتس. ثم هناك إيل المناطق الشمالية الذي تثمله ألحان الناي. فعندما يعزف الصياد على الناي يأتي الإيل إليه فيواجه مصيرة المميت. وهناك كذلك بعض الفيلة المدجّنة، فأنثى الفيل تُستخدم لاستمالة واصطياد الأفيال الأخرى. وفي هذا السياق قال فيلسوف عظيم ما معناه:


النحلة يفتنها العبير

والإيلُ صوتُ الصفير

والفيلُ في الأسرِ يقع

بسبب اللمس المثير.


لكن ماذا بشأن الإنسان الذي يمتلك كل تلك الحواس؟ ونصيحة الفيلسوف له هي: "لا تكن عبداً لحواسك، ولا تدع شيئاً أو أحداً يسيطر عليك".

أما أنا فأقول: "تذكّر أن كل حواسك قد وُضعت في خدمتك وينبغي لها أن تصغي لأوامرك وتمتثل لإرادتك الواعية."

* * *

الماء والجليد هما مظهران لعنصرين غير منظورين هما الأكسجين والهيدروجين، ووجودهما هو عبارة عن وجود شكلي وزائل. وبالمثل فإن العقل البشري والمادة هما مظهران من مظاهر العقل الكلي، ولا يمتلكان سوى وجود نسبي محدود، إذ في الحقيقة لا وجود في المطلق سوى للعقل الكوني.

* * *

هناك أشخاص لا يثقون بأحد وتراودهم الشكوك حول إمكانية العثور على أصدقاء صادقين، بل وبعضهم يفاخر بقدرته على الإستغناء عن الأصدقاء. ولكن الذين يعجزون عن إظهار المودة والصداقة نحو الآخرين يتجاهلون قانون التمدد الروحي الذي بواسطته توسّع النفس حدود نطاقها وتعود إلى أحضان الروح الإلهي.

* * *

عندما يحلل الشخص نفسه يجب أن يمتلك رغبة قوية للقضاء على نقاط ضعفه وجعل نفسه ما ينبغي أن يكونه، وألا يدع التثبيط يفل عزيمته لدى التعرف على الشوائب التي يسلط تحليل الذات الأمين النور عليها.

* * *

شرطا السعادة: العيش ببساطة والتفكير السامي.

عندما كنت طفلاً حررت رسالة إلى الله. كنت صغيراً وبالكاد أعرف الكتابة لكني ذكرت له أموراً عديدة. لم أطلب شيئاً لنفسي بل طلبت منه أن يعلمني شيئاً عن ذاته، وكل يوم كنت أنتظر ساعي البريد كي يأتيني بالجواب على رسالتي.

لم أشك قط في قلبي. وفي أحد الأيام حصلت على الجواب في رؤية، إذ أبصرت حروف رسالة مباركة تشع نوراً ذهبياً. لم أستطع القراءة جيداً ولكني فهمت فحوى الرسالة على النحو التالي: "أنا الحياة وأنا المحبة، وإنني أرعاك من خلال والديك!" عندها فهمت وشعرت بالحضور الإلهي.

* * *

سأعمل على تناسي صعوباتي الماضية وسأواجه الحاضر بجرأة وأنتظر المستقبل بثقة تامة بالله.

إنني أعرف بأن كل الأماني الطيبة التي أحس بها في قلبي ستتحقق على أرض الواقع بعونه تعالى.

سأبذل جهدي لتحسين ذاتي كي أحصل على فهم أكبر لمعنى الحياة، وسأحاول ما بوسعي اكتساب الحكمة وإيقاظ بصيرة الروح والتوحد مع الحقيقة العظمى.

* * *

يا رب، سأبتهج بالنور والمحبة اللذين هما من فضلك العميم وسأرفع لك آيات الشكر والامتنان عرفاناً بالجميل.

سأنتهج الإخلاص فكراً وقولاً وعملاً، وسأحاول إسعاد الآخرين لأن سعادتي من سعادتهم، وسأذيب ذاتي الصغيرة في ذات الكل.. الذات الكلية.

الحب هو نبض كل الخليقة.

الحب هو حديث صامت بين قلبين.

الحب هو نداء الله لكل الخلائق

كي تعود إلى بيته السماوي.. بيت الوحدة الكونية.

يولد الحب في حدائق النفوس المتفتحة. إنه الرحيق الأقدم والأعذب المحفوظ في قوارير القلوب الوفية الأصيلة.

من يعرف ذاته يدرك أن كل القوى اللازمة لإنجاز الأعمال تنساب إلينا من الله.  ومن بلغ حالة السكينة الروحية (طمأنينة النفس) يشعر بفرح داخلي متجدد بغض النظر عن الدور الذي يؤديه على هذه الأرض. مثل ذلك الشخص يحيا ويسيّر حياته وفقاً لمشيئة الله.

* * *

الاضطراب الذهني يزعج العقل ويشتته، والمزاج الحاد يحجب الرؤية الصحيحة، والانفعال يسبب سوء الفهم. معظم الناس يتصرفون ليس بتفهم وروية ولكن طبقاً لحالاتهم المزاجية. كما أن التحيزات والأحكام المسبقة تلطخ مرآة التمييز وتشوه الفهم وتحول دون رؤية الأمور بصفاء ووضوح. ولذلك يتعين تنقية البصيرة من كل مسببات التشويش والاهتياج والإجحاف التي من شأنها إعاقة الرؤية السليمة والإدراك الصحيح.

* * *

يوجد رب لهذا الكون وقد منح الإنسان الاستقلالية والقدرة والعقل. يستطيع الإنسان العثور على الله بفضل هبة العقل، أما إن صرفٓ أوقاته في التلهي دون بذل المجهود اللازم للعثور على معنى الحياة والتعرف على خالقه فهو بذلك يهدر الطاقات الثمينة الممنوحة له من الله ولن يعثر على السعادة الحقيقية.


مع أنني أقوم بأعمال عديدة لكنني لا أشعر بأنني مقيّد بما أقوم به، لأنني أدرك بأن هذا العالم ليس مقراً لي.


* * *

البحث عن الله لا يمنحنا عذراً لإهمال واجباتنا المادية والفكرية والاجتماعية في معترك الحياة. ومن ناحية أخرى فإن الطامح الروحي الجاد يتعلم ضبط النفس والتحكم بانفعالاته وعاداته ورغباته من أجل تحرير معبد الحياة من ظلمة الجهل حتى يتمكن من إدراك الحضور الإلهي. وكما أن الجواهر الموجودة في بيت مظلم لا يمكن رؤيتها، هكذا لا يمكن اختبار الوعي الروحي طالما قوى الجهل والنشاز النفسي هي المسيطرة على الإنسان.

* * *

قد يرغب البحر في سكب ذاته في فنجان ولكن لا يمكن للفنجان أن يستوعب أكثر من حجمه. وبالمثل فإن الحقيقة هي للجميع ولكن ذوي الوعي المحدود لا يتعمقون في البحث والتنقيب ولا يكلفون أنفسهم عناء الغوص إلى ما تحت السطح، ولهذا السبب لا يمكنهم العثور على الحقيقة. يحب أن نبذل ما بوسعنا للقيام بالبحث المعمق والعثور على الكنوز.

* * *

يحب رفض كل فكرة سلبية تحاول إقحام ذاتها على الوعي أثناء التركيز على موضوع خطير أو مسألة هامة. معظم الناس يفكرون بأشياء أخرى عند قيامهم بأعمال هامة. مثال على ذلك: بينما كان حضرة القاضي يصدر حكمه النهائي بخصوص مسألة دقيقة تعني الحياة أو الموت لشخص آخر كان في نفس اللحظة يفكر بالمعاملة السيئة التي تلقاها في نفس اليوم من زوجته، وكان صاحبنا منزعجاً لأن حكمه في البيت كان غير نافذ.


فإن أصدر هذا القاضي قراراً خاطئاً وحكم بالموت على شخص بريء بسبب نقص في التركيز فإنه سيقف بدوره متهماً ومداناً أمام القاضي الأعظم ألا وهو القانون الكوني الذي لا يعرف المحاباة أو المحسوبيات.

* * *

لقد بدد نسيم إلهامك كل السُحب، وها سماء فكري في غاية الصفاء والنقاء، وبعيون مطهرة أبصرك في كل مكان. إن أشعة شمس غبطتك تنفذ إلى أعماق كياني، وبجوع الأجيال أتغذى على نورك المبارك.

* * *

في هذا العالم المتقلب والمحفوف بالمخاطر وعدم اليقين تشعر بوحشة كبيرة. وحده الله لن يخذلك ولن يخيب رجاءك.

باركني يا رب كي أنمّي بذور القوة الروحية والنجاح الكامنة في داخلي وكي استخدم تلك القوة فيما يرضيك.

* * *

يا رب، في خلوة أفكاري أذوب شوقاً لسماع صوتك. أبعد عني الأصوات الدنيوية المعششة في ذاكرتي. أريد أن أسمع صوتك الهادئ متجاوباً في أعماق روحي. استحوذْ على كياني ودعني أحس بحضورك المبارك في داخلي ومن حولي.

* * *

من السهل معرفة ما إذا كان الشخص يتغذى فكرياً من بيئة مسالمة أو مُحبة للشجار.

* * *


المخاوف الداخلية والاضطراب النفسي أو القلق الناجم عن مخالطة النوع غير الصحيح من أصدقاء وأقرباء كلها تساهم في إنتاج فكر مشوش ومزاج مضطرب. أما ذوو الطباع الهادئة والسلمية فيساعدون على جعل الفكر مغناطيسياً وصحياً.

* * *

إن الله يمتحننا ليشدد عزائمنا لا ليحطمنا. الجهل يقضي علينا إذا ما وضعنا كل ثقتنا في الجسد. الذين يواصلون بحثهم عن الحقيقة يعثرون على الحياة الأبدية. هذا العالم هو فرن متأجج به تنصهر نفوسنا ليخرج منها فولاذ الحكمة والقوة الروحية.

لدى الإنسان قوى كامنة لم يستثمرها بعد. كل القوى التي يحتاجها. لقد وهبه الله قوة العقل ليحرر ذاته من القيود الدنيوية التي تكبله وتبقيه أسير العادات والأهواء. من يصمم اليوم على عدم السماح لتحديات الحياة بكسر إرادته وإعاقة مسيرته فستعطى له المقدرة على التغلب عليها.

* * *

لا تطلع الآخرين على كل أسرارك باسم الصراحة، فإن أظهرت نقاط ضعفك للمستهترين فسيغتنمون الفرصة للتلذذ بالسخرية منك عندما يرغبون في إيذائك. فلماذا تزودهم بما قد يوجهونه ضدك ويسببوا لك الأذى؟

* * *

أيا شراب قلبي المنعش، أعبّك مراراً وتكراراً ومع ذلك تبقى زجاجة وعيي طافحة على الدوام. لا أعرف إسماً لهذا الشراب المبارك، لكنني أعرف أنه رحيق الحب الإلهي الذي يمنحني الفرح الروحي المتجدد.

الفرح الروحي متجدد لأنه ليس وليد الرغبات العابرة. إنه يظهر في النفس التواقة في تلك اللحظات التي ينصهر فيها القلق الذهني وتتلاشى العادات الضارة والنزعات المقلقة بلمسة السكينة الباطنية النابعة من أعماق بصيرة الروح.

* * *

لا يمكن عقد مقارنة بين أغنياء الأرض وأغنياء الروح، لأن أغنياء الروح هم أغنى الأغنياء في عين الله.

أصمم هذا اليوم على ألا أنحدر إلى قاع القنوط والإحباط والتحسر على آمال ضائعة وأحلام غير عملية لم تتحقق. وبدلاً من أن أسمح لنفسي بالبقاء مقيداً ومحدوداً، سأعيش وفقاً لإيحاءات الحكمة مدركاً بأنني بذلك سأعثر على السعادة التي أنشدها.

* * *

أشكرك يا رب لأنك تذكرني كل حين حتى ولو لم أتذكرك ويغمرني شعور بالامتنان للخيرات التي أفضت بها عليّ. باركني كي أحيا بتذكر دائم لك.

* * *

عندما يتم تصفية الوعي من التعصب وتحريره من الأوهام سنمتلك فهمًا يلهمنا لا في أوقات محددة فقط بل في كل يوم من أيام حياتنا بتجديد حيوية وشباب أجسامنا وتقوية أفكارنا وشحن نفوسنا بتيارات الحكمة والسعادة.

* * *

نمّ عادة النطق بالصدق دون التلفظ بما هو غير ضروري وتجنب قول ما من شأنه أن يلحق الأذى بالآخرين ولا يخدم الحقيقة.

* * *

معظم رجال الأعمال ليسوا فعّالين في كسب المال وليسوا ناجحين في إدارة الأعمال ولا هم بالأزواج الحكماء، لأنهم عندما يكونون في مكاتبهم يفكرون في متاعبهم البيتية مع زوجاتهم، وعندما يكونون في البيت يكون بالهم منشغلاً بمتاعبهم العملية. يجب عدم محاولة التركيز على أكثر من شيء واحد في المرة الواحدة.

* * *

إن صمم الشخص الخاطىء على إصلاح ذاته وتحسين حاله نحو الأفضل من خلال مصاحبة الطيبين فسوف يتغير نحو الأفضل في حين يفقد الشخص الروحاني الطباع روحانيته ويرجع القهقرى في صحبة ذوي الدوافع الخاطئة والميول الشريرة.

* * *

تذكّر ان الرغبة في التقرب من الله هي أعظم وأسمى استخدام للإرادة لأن الله وحده هو الدائم الباقي ومعه يأتي كل خير. نمّ قوة إرادتك وتحاشٓ الرغبات الضارة ولا تستخدم إرادتك في تحقيقها لأنه جهد عقيم وهدر للطاقات دون مبرر. قم بواجباتك في هذه الحياة على أكمل وجه وفي نفس الوقت انظر للحياة على أنها حلم زائل واشحذ الهمة ووطّن الإرادة على معرفة الله.

* * *

إن عاش الإنسان حياته بحكمة وتبصر فسيجد أن الموت ثوابٌ وانتقال إلى حالة أفضل في عالم أمثل.

* * *

أعطى المعلم برمهنسا النصيحة التالية لأحد المريدين:

لا تكن وحيد الجانب، بل عليك أن تحيا حياة يسودها الترتيب والاتزان وأن تضع أولويات لواجباتك. فالواجب هو العمل الذي تؤديه عن طيب خاطر ورغبة فعلية وليس بتذمر وإحساس بأنك تسدد دَيناً عليك. يجب أن يحتل الوعي بالواجب الروحي والأخلاقي المقام الأول في عقلك، إنما يجب عدم إهمال الواجب المادي لأنه هام للغاية ويجب تعزيزه بالواجبات الإجتماعية والوطنية والدولية.

* * *

"وعلاوة على كل شيء، كن صادقاً مع نفسك."

هذه العبارة تتوج قائمة من النصائح الشهيرة الموجهة إلى بولونيوس في مسرحية هاملت لشكسبير، وتعني فيما تعنيه بأن يكون الشخص صادقاً مع ذاته، وألا يفعل ما يشعر في قرارة نفسه بأنه خطأ. في الحقيقة الضمير الحي والنظيف يمنح صاحبه فرحاً وقوة يفوقان من حيث القيمة والأهمية كنوز الكون.

* * *

إن قوة التركيز السامي تهدّىء من عواصف القلق وتخفف من زخم الهموم وتكبح الشهوات الجامحة وتستقطب الحكمة الربانية التي لا تتغير ولا تتبدل.

* * *

النجاح لا يعتمد على القدَر أو الحظ بل على التوافق الذاتي، بواسطة التأمل، مع القوانين الكونية.

* * *

يجب عدم السماح لأي شيء أو لأيٍ كان باحتلال عرش القلب الذي ينبغي أن يكون مكرساً لله وحده.

* * *

طباع المرء تجعل مشاعره باردة وفهمه ناقصاً بحيث يتعذر عليه الانسجام مع الآخرين.

* * *

الحياة البيتية يجب أن تكون فردوساً ولكن الطباع السيئة تحولها إلى جحيم. يأتي الزوج من العمل فيجد زوجته مكتبئة ومكدّرة فلا يستطيع التفاهم معها. أو قد يعود إلى البيت بطبع عصبي فلا يمكنها التفاهم معه. وهكذا فإن متاعب كثيرة تصيب الآخرين بسبب الطباع غير السوية.


عندما يكون أحد أفراد أسرتك يغلي من الغضب أو في حالة لامبالاة فإنك تتأثر بطبعه على الفور. أو قد تقترب من أحدهم وأنت في غاية الفرح ولكنه مزاجي ومحب للخصام فيتلفظ بكلام جارح يبدد فرحك على الفور وترغب في الابتعاد عنه.

لا تلق بالاً لطباع الآخرين ولا تسمح لها بالتأثير عليك.

* * *

لقد واجهتُ تجارب كثيرة جداً في الحياة وأصعب تلك التجارب كانت مع أشخاص أساءوا الظن بي. لقد رأيت أناساً أحببتهم وأعطيتهم قلبي يسيؤون فهمي وينقلبون ضدي. لكن ذلك لم يخلق مرارة في نفسي لأن المرارة تحجب الفهم.

لا أسمح لنفسي بأن تتأذى بسبب سوء فهم الآخرين لي بل أحاول بدلاً من ذلك مساعدتهم إن كانوا متقبلين وابعث لهم بنوايا الخير والأماني الطيبة.

* * *

العمل المستقيم يشبه ارتشاف رحيق الصلاح العذب والطيب المذاق، أما الأعمال الشريرة فهي ذات طبيعة ضدية وتشبه تناول العسل المسموم. الأعمال والتصرفات التي تؤذي الصحة وتفضي إلى التعاسة النفسية والجهل ينبغي تجنبها جملة وتفصيلا. الإنغماس غير المبرر في تعاطي المواد الضارة على اختلافها هي البوابات التي منها تدخل المتاعب النفسية والأمراض والآلام الجسدية.

* * *

أيا محبوبي الإلهي

أنت ينبوع المودة المتدفق من قلب الصداقة وأشعة الدفء الخفية التي تفتح براعم المشاعر في قلوب الأصدقاء

والأشعار الوجدانية التي تمجد النبل والوفاء والإخلاص.

* * *

كلما بعثت بتعاطفي وإرادتي الطيبة للآخرين كلما فتحت قنوات روحية من خلالها تأتيني محبة الله. الحب الإلهي هو المغناطيس الذي يجذب ويجلب الخير الأعظم.

* * *

من الضروري أن يصمم الشخص على الاحتفاظ بسكينته الباطنية وبسلامه حتى ولو كان يعيش مع أقرباء مزعجين أو يعمل مع رب عمل قاسٍ، أو يتعامل مع من يعتبرهم خصومه، أو يواجه أياً من محن الحياة. وإن واظب على هذا التصميم في حياته اليومية ولم يشعر بالتثبيط بعد أيام قليلة من التجارب سيحقق الاتزان الذاتي وسيعثر على السعادة النفسية.

* * *

الشر والخطيئة ليسا من طبيعة الإنسان الجوهرية بل مستوردان من الخارج ومغروسان في ذاته.

* * *

الذهب المطمور تحت الأوحال لا يفقد جوهره ويتألق بصفائه الطبيعي حال إزالة الطين عنه، وبالمثل فإن الخير موجود في نفس الإنسان بالرغم من طبقات الجهل التي تغطيه وتحجبه. فمهما تلطخ ذهب النفس بأوحال الجهل الكثيفة والمتصلبة ما علينا إلا أن نغسل تلك الأوحال بماء الحكمة لإظهار الرونق الجميل لذهب الروح الأصيل.

* * *

غالباً ما يركز الناس على انتقاد بعضهم بعضا وهذا هو السبب في عدم ملاحظتهم للمزايا الطيبة التي يتمتع بها الطرف الآخر.

* * *

الجهل موجود مناصفة بين الشرق والغرب. عندما يتقابل الجاهلون من الشرق والغرب يتشاحنون ولا يتفقون على رأي فيما بينهم، وهذا هو الدليل على تمجيد الكبرياء والاعتداد بالرأي الذاتي دون سماع واحترام الرأي الآخر حتى ولو كان صائباً. ولكن عندما يلتقي عقلاء الشرق والغرب فإنهم يبحثون الأمور بموضوعية ويعملون على التعاون المثمر فيما بينهم بما يعود بالخير والنفع على الجميع.

* * *

لقد وهبنا الله نفساً وعقلاً وجسداً، وعلينا أن ننمي هذه الهبات بكيفية متناغمة ومتوازنة. يجب ألا يسمح الإنسان لنفسه بأن يصبح عبداً للبيئة أو أسيراً للعادات.

* * *

بإمكان الآباء والأمهات المتطورين روحياً مساعدة العالم بإنجابهم أبناء ذوي طبائع روحية وبانتهاجهم أسلوب حياة معتدل يسوده التأمل والتهذيب الذاتي.

* * *

الأمنية هي رغبة تعوزها القدرة على التحقيق، أما النية فهي أقوى من الأمنية، في حين ان الإرادة هي الرغبة الدافعة إضافة إلى الطاقة الفاعلة لتجسيد تلك الرغبة. وهذا يعني العمل المركز والمتواصل إلى أن تتحقق تلك الرغبة. ما أقل الأشخاص الذين يريدون ويحققون ما يرغبون بتحقيقه! بالطبع يجب ألا يستخدم الشخص قوة الإرادة لتحقيق أفعال شائنة ومستقبحة لأن ذلك هو تعدٍ على الغاية الحقيقية للإرادة ويجلب نتائج معاكسة وضارة، فإرادة الانسان يجب توجيهها بالحكمة والتمييز مما يقود إلى التنوير والقرب من الله.

* * *

إن كل ما هو جميل وجدير بالاعتبار في هذه الحياة غالباً ما يكون محتجباً في مناجم يكتنفها الغموض... الجواهر النادرة يصعب العثور عليها بسهولة، والكنوز الروحية الثمينة يجب التنقيب عنها واستخراجها بالاستعانة بمعاول الفهم والحكمة.

* * *

إن إسعاد الآخرين من خلال الكلام الطيب وتقديم النصح الصادق هما من علامات العظمة الحقيقية. أما إيذاء الغير بالكلام الساخر الممض والنظرات السلبية والمقترحات الأنانية فدليل على الخباثة. النظرات الجارحة والأنفاس الغاضبة تؤذي أكثر من اللكمات الموجعة والضربات المؤلمة. الهزء والسخرية يظهران روح العصيان والغضب في الخاطئين في حين تخلق الاقتراحات الودية بهم الندامة والدهشة.

* * *

أحياناً يظهر الله ذاته لمحبيه كنور عظيم أو كصوت كوني أو كفرح لا حد له أو كحب في منتهى العذوبة أو كفهم وحكمة ومعرفة .إن نوره يمتد وينتشر كأجنحة كونية فوق الأبدية، وأحياناً أرى هذه الأرض كحلم في قلب ذلك النور وهكذا أدركت أن العالم هو حلم.

* * *

يجب ان نبذل ما بوسعنا لنطهّر قلوبنا بالحكمة ونغسلها بمحبة الله، ولندرك اننا كلنا أخوة وأخوات، سائرون معاً الى بيتنا السماوي.

* * *

سعادتك الكبرى تكمن في استعدادك الدائم للتعلم والتصرف السليم، وكلما قوّمت نفسك كلما ساعدت على ترقية الآخرين من حولك، فصاحب التحسين الذاتي هو السعيد دوماً، وبقدر ما تكون سعيداً بقدر ما تسعد الآخرين من حولك.

* * *

فلنعمل معاً على إطعام الجياع وتوفير الملابس والأدوية لمحتاجيها وتعزية المحزونين وكفكفة دموع المحرومين وإدخال البهجة إلى نفوسهم ورسم البسمة على وجوههم.

* * *

لو لم يضع الله محبته في قلوب الأمهات لما استطعن محبة أطفالهن. فالحب الإلهي ينساب من خلال قلوب الأمهات. البيت يمتلئ بالنعمة لوجود الأم الكونية في صورة الأم البشرية ويجب أن نحتفظ بشعلة محبة الأم حية في قلوبنا.

* * *

الحياة هنا تبدو عقيمة ومشوشة إلى أن نبلغ شاطئ الأمان. يجب ألا نعقد الآمال على غايات دنيوية زائلة وتعلقات مادية هشة. مثل هذه الإرتباطات الواهية تبعدنا عن هدفنا الأسمى بصورة لا شعورية مثلما تبعدنا أيضا عن ذاتنا الحقيقية.

* * *

إن صوت الله يكمن خلف مظاهر الحياة، ينادينا دوما ويتحدث إلينا من الزهور والكتب المقدسة ومن ضمائرنا، ومن خلال كل الأشياء الجميلة التي تجعل الحياة جديرة بالعيش، ومجده يظهر في السكينة الروحية التي تحسها النفس وفي محاولة الفكر الجادة للتناغم معه.

* * *

اجلعني يا رب نسر التقدم الروحي المحلـّق شاهقا فوق الأزقة الترابية لضيق الأفق والمغالاة بالرأي والمعتقد.

نادني إلى طبقات أعلى فأعلى، خلف الإهتزازات الأرضية والغيوم الحاجبة لنور الشمس.

دعني أستقل جناحيّ التوازن إلى تلك الأجواء الشاهقة ذات المدركات الرفيعة.

فوق كل العواصف والأعاصير سأنطلق بحثا عن العش السماوي.

اجعلني يا رب نسر التقدم الروحي الدائم البحث عنك بشوق وتلهف.

أنعشنا يا رب بنسائم وجودك العاطرة، واملأنا شوقاً لحضورك المجيد، وليختمر كياننا بحكمتك الربانية. دعنا نشعر أن نورك القدسي يتخلل كل جوانب حياتنا ويشحن عزائمنا ويبدد ظلامنا ويغمرنا بالسلام والتفاؤل ويمنحنا الهمة للقيام بالأعمال الخيّرة.

* * *

من يمنح مساعدة عقلية ومادية للآخرين بقلب طافح باللطف والكرَم سيجد أن ما يعطيه يعود إليه، وهذا هو قانون العمل الذي يسري على القلوب.

* * *


ما يحس به الشخص نحو الآخرين يُحدث ذبذبات دائمة في الأثير، تجذب إليه مقداراً موازياً من التعاطف واللطف. من يصفح عمن أساء إليه سيجذب التسامح والمغفرة لنفسه.

* * *

مثلما لا يمكن التحدث من خلال هاتف معطل، هكذا لا يمكن بث الابتهالات بفعالية من خلال جهازٍ فكريّ عطلته مطارق القلق والهموم والتبرم والتعلق بالأمجاد الدنيوية الزائلة. إنما يمكن إصلاح ذلك الجهاز بالسكينة العميقة والهدوء، مما يعزز قدرته على بث النداءات الروحية واستقبال البركات والمدركات السامية.

* * *

في هذا العالم المتقلب والمحفوف بالمخاطر وعدم اليقين تشعر بوحشة كبيرة. وحده الله لن يخذلك ولن يخيب رجاءك.

* * *

اجعلني يا رب شفـّافا بالنقاء علـّني أبرز نورك الشافي في داخلي.

هدّىء مرآة عقلي المهتزة بالقلق علـّـها تعكس وجهك اللامتناهي.

افتح نوافذ الإيمان في روحي حتى أتنشق عبير سلامك.

أيها النيّر بذاته! يا ذا الجلال الذي يعصى على الوصف! انظر في عينيّ الوالهتين، علني لا أبصر في الدنيا سواك!

* * *

الأصوات المختلفة لها تأثير مختلف على الجملة العصبية. فالأصوات الناشزة لها تأثير مهيج على الاعصاب، بينما الأصوات التوافقية تنشط الأنسجة المرتخية الذابلة للجملة العصبية عن طريق إيقاظ قوة الحياة فيها.

لذلك فالكلمة اللطيفة الرقيقة، والأغنية الملهمة، وصوت الحكمة الهامس في محراب النفس كلها لها تأثير عميق على نفس الانسان بكيفية لا يمكن تصورها.

الحياة أشبه ما تكون برحلة قصيرة [في غابة]. ما أن يتم إعداد الغداء ووضعه على المائدة حتى يقتحمها وحشٌ فيُكره الآخرين على مغادرة المكان. معظم الناس يحيون على هذا المنوال. فهم يعملون جاهدين لجمع بعض المال وتحصيل بعض السعادة والأمان فيداهمهم وحش المرض والكوارث الأخرى، فتتوقف قلوبهم ويُكرهون على المغادرة القسرية. لا يتحتم على الناس العيش على هذه الشاكلة والسماح للأعمال التي لا تنتهي بأن تسلبهم وقتهم وتستعبدهم. سنين عديدة انقضت على هذا النحو... من يصمم على عدم السماح للمصاعب بإعاقته سيُمنح المقدرة على التغلب عليها.

* * *

كقاعدة أساسية لا تُستعمل كلمة "الغذاء" إلا فيما يتعلق بالغذاء المادي، ولكن هناك أنواعاً اخرى من الغذاء هي النشاط الفكري والتركيز الذهني والحكمة الروحية. النوع الاول (الطعام) يغذي الجسم، والنوع الثاني (التركيز الذهني) يغذي العقل، أما النوع الثالث (الحكمة الروحية) فهو غذاء الروح.

* * *

هل حاولت الإمساك بذلك "الشيء الآخر" الدائم الشرود والتواري كسراب الصحاري، والذي تبقى تحس به بالرغم من تحقيق كل رغباتك؟  الإنسان يتشوق لشيء ما إلى أن يحصل عليه، ولكن ما أن يصبح في متناوله حتى يملّه عاجلاً أم آجلاً ويرغب بشيء آخر. وحتى لو منحت الحياة الإنسان كل ما يشتهيه قلبه من ثراء وقوة وأصدقاء، سيشعر بعد حين بعدم الرضاء ويشرع بالبحث عن أكثر من ذلك. لكن شيئاً واحداً لا يمله الإنسان أبداً ومتى عثر عليه لن يشتهي سواه ولن يستبدله بشيء آخر، وذلك الشيء هو فرح الروح النقي الكامن في أعمق أعماق النفس.

* * *

لقد تضعضعت وتزعزعت أحوال العالم عبر التاريخ. ففي الحرب يصبح العالم مكان عذاب وآلام لملايين البشر. السعادة الحقيقية الدائمة تكمن في ملامسة الحضور الإلهي، ولا سعادة ولا مكسب أعظم من إحراز تلك السعادة.

* * *

لماذا يقوم الناس بأفعال تعطي قليلاً من المتعة وكثيراً من المتاعب؟

الجواب هو "العادة" التي هي العامل الحاسم في مصير البشر. كثيرون من الناس يستمرون في ممارسات ضارة بالرغم من معرفتهم الأكيدة للآلام والأضرار الناجمة عنها، وذلك بفعل التأثير الحديدي للعادة. الجَمل يأكل العوسج الشائك مع أنه يدمي فمه. ومحب الملذات يستغرق في متعه بالرغم من إلحاقها الضرر بصحته. ومدمن الكحول يشرب حتى الموت لجهله بالفرح الروحي الكامن في داخله والذي لا يمكن مقارنته بمتعة أخرى، والجشِع في تحصيل المال يدمر سعادته بالركض اللاهث وراء المادة، غير عالم أنه لو تأمل لفترة ما لحصل على سعادة يعجز الذهب عن شرائها.

* * *

في نورك القدسي سأظل مستيقظاً للأبد، متنعماً بمرأى وجهك المبارك على الدوام.

لقد بحثت عن الحب من خلال العواطف العابرة، وبعد تجوالي في صحاري الحب البشري المحدود عثرت في نهاية المطاف على واحة الحب الالهي.