من حصاد الأيام ١٠

أقوال ومأثورات وقصص

إعداد ووضع وترجمة

محمود عباس مسعود

نول الرحمن

إن حياتي هي مجرد نسج وحياكة

ما بين ربي وبيني.

ليس بمقدوري انتقاء الألوان

في حين يواصل عمله بدأب ومثابرة.

كثيراً ما يحوك أحزاناً

وأنا .. بحماقة كبريائي

أنسى أنه يرى الوجه الأعلى من اللوحة

في حين أنني أبصر الجانب الأسفل.

ولن يفرد الله النسيج

ويبيّن الدواعي والأسباب

قبل أن يصمت النول

ويكف المكوك عن الحركة.

الخيوط ذات اللون القاتم ضرورية

ليد الحائك السماوي الحاذقة

ولازمة للنموذج الذي رسمه

تماماً كالخيوط الذهبية والفضية.

فهو يعرف.. وهو يحب.. ويتعهد بالرعاية

وما من شيء يقدر على دحض هذه الحقيقة.

وهو يمنح أفضل العطايا والهبات

للذين يتركون له الخيار.

The Tapestry

Corrie ten Boom

-----

قصة سروتين

منذ حوالي الأربعة أشهر، وبينما كنت أتمشى ليلاً وقع بصري على شجرتيّ سرو، بطول مترين ونصف على وجه التقريب، ملقتين على قارعة الطريق بانتظار ماكينة الفرم في اليوم التالي.

اقتربت منهما وعاينتهما بمساعدة مصباح يدوي صغير فلاحظت أنهما اقتلعتا من الجذور ولا زالت الخضرة تكسوهما فقررت نقلهما إلى حديقة المنزل.

وقفت بينهما وأمسكت بهما قرب الجذع وسحبتهما لمسافة كيلومتر تقريباً، وكنت بين الحين والآخر أتوقف لبرهة قصيرة لالتقاط الأنفاس.

فور عودتي للمنزل صببت على جذورهما كمية وافرة من الماء بانتظار غرسهما في صبيحة اليوم التالي، وهذا ما حدث.

سقيتهما بانتظام ولكن اتضح لي بعد عدة أسابيع أن جذورهما كانت قد تعرضت للجفاف بفعل حرارة الشمس فراحت أغصانهما تذوى ويصفر لونها تدريجياً إلى أن جفّت أخيراً ولم يعد بالإمكان إبقائهما مغروستين دون عمل شيء ما حيالهما.

قدحت زناد الفكر فعنّت لي خاطرة وهي تقليم الغصون الجافة مع الإبقاء على هيكليّ الشجرتين كعمل فني متواضع، لا سيما وأن مجهوداً لا بأس به بُذل في معالجتهما ومحاولة إنقاذهما.

قمت بذلك، وكنت أستمتع بمنظرهما بالرغم من توديع الحياة لهما. ثم خطرت ببالي فكرة أخرى وهي غرس بعض الورود والنباتات المعترشة حولهما لإعادة بعض الجمال إليهما بطريقة ما، وكان بالقرب منهما كرمة عنب تحب أغصانها التسلق والاعتراش فكانت عوناً على استعادة الخضرة والنضرة للسروتين اللتين لا يمكن الآن رؤية هيكليهما بعد أن جللهما مجد الصباح وأوراق العنب.

-----

هناك كلمات جميلة مثل الجنة والبيت والجمال والحقيقة والكرامة والفرح والنور والمجد..

وهناك الكلمة الصغيرة ذات التأثير السحري "المحبة" التي تختزن في ذاتها كل الكلام الطيب والمفاهيم الراقية.. فهي تناغي المشاعر الرقيقة وتعزف مقطوعات عذبة على أوتار القلب..

وهناك كلمة توحي بالرجاء وتعزز الإيمان وتوقظ الطموحات السامية هي "الانبعاث"

أجل.. الانبعاث! تلك الكلمة التي تتحدى العقل وتنهض بالروح صعوداً.

إن مجرد سماعها يقرع طبلة الأذن ويخترق جدار القلب.

تلك الكلمة العجيبة تجعل الطامح المشتاق يحلم بما وراء الحجاب وتستحث حتى غير المؤمن لمراجعة الحساب وتعديل الاتجاه.

أما بالنسبة للمؤمن الذي استيقظ من إغفاءة الدهور فإن التلفظ بتلك الكلمة يفتح أمامه عوالم من الجمال ويجعله ينحني بخشوع أمام مصدر وجودنا ووجهة عودتنا.

الانبعاث هو وعدٌ بأن النور سيمحو الظلام

والإنسجام سيقضي على الفوضى والنشاز

والحق سيمحق الباطل

وأن روح الانسان تسمو على المادة

ويعجز المكان والزمان عن حصرها وتقييدها

وأنها تنشد ليس للموت والاندثار بل للحياة الأبدية وديمومة البقاء.

James Warnack – East-West Magazine

-----

حكمة صينية أعجبتني:

"الكتاب المغلق هو كتلة من الورق."

هذه الحكمة تشجع على قراءة الكتب النافعة والاستفادة مما تحويه سطورها من أفكار مضيئة وحِكَم جوهرية ومعالم إرشادية على دروب الحياة.

وهذه الحكمة تبيّن أن قيمة الكتاب تكمن في قراءة واستيعاب محتوياته وليس في منظره الأنيق وتجليده الفاخر.

فالكتاب القيّم بما يتضمنه من كنوز الفكر والمعرفة هو صديق لا يمكن الاستغناء عنه، وهو مرشد أمين في متاهات الأفكار المتضاربة والآراء المتصارعة على ساحة الوعي.

ولنا في كلمة "اقرأ" الواردة في الآية الكريمة مثال حي على أهمية القراءة.

وأفادنا المتنبي من الشعر بيتاً (أو نصف بيت) عندما قالها منذ ألف عام:

"وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ"

ولا بد أنه عنى بذلك الكتاب المفتوح.

-----

ومما قرأت وترجمت هذا الصباح:

بتوسيع أفق العقل تتوسع قدراته وتزداد قوة استيعابه أيضاً. وهذه العملية يمكن أن تتواصل إلى ما لا انتهاء، وتساعد على اكتساب المواهب بل وبلوغ العبقرية أيضاً.

لا توجد حدود لإمكانيات الإنسان وبمقدوره تنمية ومضاعفة قدرات العقل في أي اتجاه وتوجه. العائق الوحيد أمام إنجازات الشخص هو تقاعسه وعدم استثمار طاقاته وتطوير ذاته.

ولإحراز نتائج باهرة، على الإنسان أن يعمل بجد ومثابرة لفتح المسالك التي من شأنها السماح للقوى العليا بالانسياب وللإمكانات الفائقة بالظهور.

ولا يمكن تحقيق ذلك قبل أن يعترف الشخص أولاً بوجودها، ثم بالتعمق في فهم قوانين النمو العقلي وتطبيقها.

لا بد من بذل المجهود الواعي والمنتظم لاستيعاب هذا المفهوم الجديد، ولكن بعد فترة من الزمن تصبح العملية اعتيادية وتأتي النتائج مجزية ومُرضية على المستويين المادي والنفسي.

دام التمدد والتجدد

Elisabeth Hinckley

-----

وحتى الملحد لم يستطع مقاومة الحاجة الملحة للدعاء

يحكى أن ملحداً - ثبّت الله إيمانكم - شعر بحنين غامض يكتسح كيانه، فأطلق تنهدة عميقة وقال:

"يا رب الوجود إن كنت موجوداً

أناشدك بأن تسمعني إن كنت تسمع النداء

وأن تتلطف بنفسي إن كانت لي نفس

وأن تستجيب لدعائي إن كنت تعتبر ما أتلفظ به دعاءً."

Inner Culture

-----

ويتمن وغبطة المشي

كان شاعر الشعب والت ويتمن صديقاً للطبيعة، محباً للمشي الرشيق على الطريق، معتبراً أن في الحركة بركة، ومما قاله بهذا الخصوص:

ها أنا ذا بقلب يطفح بـِشراً وبهجة

أمشي على الدرب المنفتح

فأحس بالعافية تسري في عروقي

وأواصل السير الحثيث

بنشاط وحيوية

وهمة عالية

ونفس رضية.

دامت الهمم في القمم

-----

الأمل هو حلم الإنسان الصاحي.

Hope is the dream of a waking man

هذا القول هو للمعلم الأول أرسطو وينطوي على تمييز بين أحلام النوم وأحلام اليقظة.

فالنائم لا خيار له فيما يراه أو يختبره في الحلم في حين يمتلك الشخص اليقظ – أحياناً أو في كثير من الأحيان - حرية اختيار ما يرغب في التفكير به والتركيز عليه والتخطيط له والتمتع الواعي بخواطره الذهنية وخطراته التأملية.

ولعل أهمية وجمال وفائدة أحلام اليقظة تكمن في رسم مسارات تفضي إلى مساحات فكرية خصبة، وشق قنوات سالكة تستقبل أفكاراً مجدية لا مجدبة، والتمدد نحو فضاءات مضيئة ومرصعة بكل أطياف الخير، وفتح نوافذ الفكر والروح على مصراعيها لاستقبال النور والتنوير ونشرهما دون تقتير.

-----

في الحياة ما فيها من هموم وخيبات أمل وتعقيدات مربكة وأوجاع قلب وجروح مؤلمات ومفاجآت غير سارة ومشكلات عصية على الحل.. والقائمة تطول.

إنما لحسن الحظ هذه المنغصات يمكن تخفيفها وتلطيفها وربما تلافيها وتجاوزها بالتواصل الطيب والكلمة المشجعة والمشاعر الودية والاهتمام الوجداني بالآخر والتوكيد المعنوي بأن الدنيا ما زالت بخير.

-----

"لا ينبغي تغيير العقل وفقاً للمكان أو الزمان. فمكان العقل هو العقل نفسه، وله القدرة على تحويل الجحيم إلى نعيم والنعيم إلى جحيم."

هذا القول هو للفيلسوف الضرير الشاعر جون ملتون مؤلف ملحمة (الفردوس المفقود)، ويوحي بأنه كان يحترم العقل ويسترشد به ولا يؤمن بتغييره لمواءمة الظروف والأحوال، بل الحفاظ عليه كعنصر متكامل تكمن قوته وفعاليته في وحدته الجوهرية المكينة والمتماسكة.

لا يُستدل من هذا النهج على التزمت وعدم التفاعل إيجابياً مع مستجدات الحياة ومتطلباتها، أو رفض الأفكار البناءة مهما كان مصدرها، بل أعتقد أنه قصد بأن يكون الشخص ذا قناعات منطقية راسخة مدعومة بعقل راجح وآفاق نفسية رحبة وركيزة ذاتية غير متضعضعة.

وإلى ذلك فهو يعزو النعيم والجحيم إلى العقل. فالعقل المتنور بمقدوره خلق ظروف ملائمة حتى وسط التوتر والبلبلة في حين يعجز العقل المتهور من تحقيق الاتزان الذي هو شرط أساسي للسعادة التي هي إسم آخر للنعيم.

-----

ماذا قصدتَ يا ويتمَن بقولك:

"باهرٌ وعظيم هو شروق الشمس! وسيقضي عليّ بسرعة إن لم أبعث الآن وعلى الدوام بشروق شمس من ذاتي."

Dazzling and tremendous, how quick the sunrise would kill me, if I could not now and always send sunrise out of me

كان الشاعر والت ويتمن متفائلاً، ينظر للجانب المشرق من الحياة، وقد وظف كل طاقاته الإبداعية لبث روح التشجيع والتفاؤل بين الناس، وأمضى القسم الأكبر من حياته متنقلاً بين المدن والأرياف والتحدث إلى المزارعين والعمال والإحتفاء بجهودهم، مما منحهم شحنات وافرة من الهمة والنشاط وخفف بإيحاءاته التشجيعية من همومهم ومعاناتهم وأعبائهم.

يبدو من قوله أعلاه أن شروق الشمس كان بالنسبة له حدثاً كونياً لا نظير له، إذ كان يوقظ أحاسيسه ويضيء زوايا نفسه ويفعمه بهجة وحيوية.

ولعله أدرك بمعرفته البديهية أن شمساً ذاتية تشرق داخل كيانه وأن من واجبه أن يرسل بأشعتها للآخرين من خلال أفكاره المضيئة وكلماته المطمْئنة وكتاباته المشرقة، وإلا لأحجمتْ شمس روحه عن الإشراق مما يعني حرمانه من غبطة الروح، والتالي نهاية الحياة بالنسبة له.

وقد يكون عنى شيئاً آخر...

-----

مما قرأت هذا الصباح هذه الفقرات للدكتور شبرد والتي أترجمها هنا مع بعض التصرف:

هذا شخصٌ فقدَ إحدى ساقيه فاستعان بعكاز وعلامات التفاؤل بادية على محياه المشرق إذ عوّض خسارته بالرضا والاستبشار وكأنه لم يفقد شيئاً.

وذاك شخصٌ حالته يُرثى لها ويحتاج إلى قدر كبير من العطف والمواساة. ففي يوم من الأيام فقد إيمانه ولم يعد لديه ما يتوكأ عليه.

فلنحتفظ بإيماننا بالحياة وبأنفسنا.. ولنعزز ثقتنا بالله الذي هو العون والسند لكل الواثقين به، الراجين للطفه وعنايته.

-----

"لا يكفي أن يعمل المرء بجد ونشاط، فالنمل يفعل ذلك أيضاً. والسؤال هو: جد ونشاط في أي اتجاه؟"

هذا القول هو للفيلسوف والعالم الطبيعي ثورو الذي ترك بصمة مشرقة على فلسفة الحياة والعلوم الإنسانية.

كان قوي الملاحظة وذا استنتاجات بارعة مما أعطى أقواله وزناً وأهمية.

هو لاحظ نشاط النمل ومثابرته على جلب الحبوب إلى مخازنه في الصيف ليقتات عليها في فصل الشتاء إنما ليس لمشاركة الآخرين بها كما تخبرنا قصة النملة والصرصور.

وهو لاحظ أن النمل مُسيّر بالغريزة لكن الإنسان لديه ملكات أسمى من الغريزة وأجدى، ومع ذلك هناك من يشبهون النمل في سعيهم النشيط لتحصيل ما يمكنهم تحصيله من خيرات الأرض لأنفسهم فقط دون سواهم، وهذا في نظر ثورو ليس كافياً ولا يعتبر إنجازاً يحسب لهم.

هو يؤمن بالنشاط والعمل الجاد، فالثروة الأدبية والعلمية التي تركها استفاد منها كثيرون وما زالوا حتى يومنا هذا.

وهو يريد أن يكون النشاط الفردي خيرياً وغيرياً، يستفيد منه صاحبه ويفيد. فالخيرات وافرة وإن بذل كل واحد المجهود اللازم للحصول على نصيبه منها لن يُحرم نصيبه وسيكون لكل مجتهد نصيب.

-----

وهذه واحدة من تأملات الليلة التاسعة لإدوارد يونغ:

المصيبة هي بمثابة مشهد مشرق متلألئ بالنسبة للإنسان الطيب

لأن رغد العيش يحجب شعاعه الأكثر سطوعاً.

ومثلما يُظهر الليل النجوم، هكذا تضفي الويلات تألقاً على الإنسان.

-----

احتفاء بالنوم

تبارك من صنع هذا النوم!

فهو يغطي الإنسان كالرداء

بما فيه أفكاره وهواجسه.

إنه طعام للجائع

وشراب للعطشان

ودفء لمن يرتعش من البرد

وبرودة لمن يعاني من الحر.

وهو العملة المعتمدة

التي تشتري مباهج الدنيا

بأرخص الأثمان.

وهو التعادل الذي يساوي

بين الملك والراعي

والأحمق والحكيم الواعي.

ميغيل دي ثيربانتس – مؤلف كتاب دون كيخوته

August, 2017

-----


لقد تعلمت من خلال التجارب المريرة درساً أسمى وهو حفظ غضبي (أي التحكم به). فكما أن الحرارة المحفوظة يمكن تحويلها إلى طاقة، هكذا يمكننا تحويل غضبنا الذي نحتفظ به تحت سيطرتنا إلى قوة قادرة على تحريك العالم.

المهاتما غاندي

-----

"كيف سيتسنى لي العيش دون طاقة ترفع الجبال؟"

هذا التساؤل هو للشاعرة الصوفية ميراباي من القرن السادس عشر، التي هام قلبها – كعاشقة الودود رابعة – بالحب والمحبوب الإلهي.

المعروف عن المتصوفة امتلاكهم الإرادة الناجزة وتوفرهم على طاقات روحية متجددة لا تكاد تعرف النضوب.

الشاعرة ميراباي كانت تطمح إلى طاقة غير اعتيادية ترفعها إلى ما فوق مؤثرات الدنيا وإغراءاتها الطاغية.. طاقة قادرة على زحزحة جبال المخاوف والهموم والسلبيات والحالات النفسية المقيدة والعادات الضاغطة والتقاليد المكبلة.

هي أرادت قوة تزيح عن كاهلها وقلبها تلك الضغوطات الثقيلة التي هي بحجم ووزن الجبال بالنسبة للنفوس المرهفة والقلوب المجنحة.

-----

حديث الأعصاب

أيتها الأعصاب التي نادراً ما نتذكركِ أو نفكر بكِ أو نتحدث إليكِ..

إنكِ أنابيبٌ حية من خلالها تنساب قوة الحياة التي يستحيل بدونها التحرك أو التحريك.

الطمأنينة تريحك، والهدوء ينعشك، والأفكار الطيبة ترممك، والمشاعر الودية تزيد من قدرتك على استيعاب فيض متصل من النشاط الحيوي الذي يلاشي التعب ويبدد الإعياء.

أيتها الأعصاب التي ليس عنكِ استغناء.. دمتِ قنوات سالكة لطاقاتٍ مباركة تغذي في النفس أجمل الدوافع وأنبل الأحاسيس فتمجدين بذلك صانعكِ وتؤدين على أفضل وجه وظيفتك.

-----

الموسيقى [المريحة الهادئة] تبث في الكون روحاً، وتمنح للفكر جناحاً، وتطلق للخيال العنان، وتعطي للحياة ولكل شيء سحراً وبهجة.

أفلاطون

-----

قلوب شاكرة

تشكر على جمال الزهور التي تمثل ألوانها البهيجة الطِيبة في الطبيعة البشرية، وتترجم أنفاسها العاطرة عذوبة ونبل الأفكار الراقية..

وتشكر على الموارد الطبيعية والمواد الخام التي تزود الإنسان بالغذاء وضرورات العيش..

وتشكر على هبة العقل والنفس والجسم.. وعلى الطاقة وروح المبادرة والفرص المتاحة للإعراب عن الذات..

وتشكر على قدرة الاحتفاظ في الذاكرة بالأشياء الممتعة والطيبة..

وتشكر على وجود الطيبين وحبهم وفهمهم وصداقتهم..

وتشكر على القوة الجسدية والعقلية والأدبية والروحية، وعلى الأمل والإيمان والثقة والمعرفة والثقافة والمحبة..

وتشكر على التعاطف الإنساني الذي هو الدعامة الأساسية لكل حضارة ورقي.

Katherine Maurine Haaff

-----

تتعاقب الفصول وتمر الأحداث وتتقلب الأحوال وتتبدل الأوضاع.. ويبقى الحب العنيد العتيد راسخاً رسوخ الوفاء.

-----

الأعمال الطيبة يُكتب لها الخلود، وعندما يحين موعد رحيل فاعلها إلى العالم الآخر تكون في انتظاره لتستقبله بترحيب حار كما يستقبل الأصدقاء والأحبة بعضهم بعد طول غياب.

Dhammapada

-----

الألماسة هي قطعة فحم واظبت على تنقية ذاتها من الشوائب والعيوب.

دام النقاء.

Kaufman

-----

إن العقل والملكات التي نستخدمها يومياً هي للخالق التي منحها لنا كي نستخدمها إبان إقامتنا المحدودة على هذه الأرض. فقدرتنا على التفكير والإحساس والإرادة هي مظاهر لنور الله وقدرته في داخلنا، والتي إن استخدمناها لأغراض أنانية تتحول إلى ظلام وآلام أو ما يُدعى "غضب الله". ونفس العقل والإرادة يجلبان الخير والتحرر من الشقاء لدى توافقهما مع إرادة الخالق.

Seva Devi

April, 2017

-----

إن عقلي هو مملكة بالنسبة لي

حيث أعثر على مسراتي

التي تفوق كل الأفراح الأرضية.

أعيش قانعاً في ذاتي

ولا أطلب أكثر من كفايتي

وأرضى بما يجلبه لي عقلي

الذي يحقق كل احتياجاتي.

Sir Edmund Dyer

-----

استراحة مع الجمال ومشتقاته

هناك جمال مطلق لا ينفصل عن الخير الأعظم. وقد خطر لي أن لذلك الجمال مشتقات هي بمثابة أشعة منبثقة عن شمس الجمال الدائمة الإشراق والباهرة السطوع.

هناك جمال الثقة وجمال المحبة وجمال الصدق وجمال الصداقة..

وهناك جمال الثبات الذي يغترف جاذبيته من بحر الإخلاص..

وجمال المبادئ والأسلوب المهذب والذكريات الدافئة والعواطف الراقية..

وهناك جمال النبل وجمال القلوب الطيبة وجمال الإيمان ومراقبة الديان..

ولا انتهاء لقائمة الجمال لأن الله جميلٌ ويحب الجمال.

-----

رأي الفيلسوف الصيني منسيوس في الصداقة :

مصادقة الإنسان [الطيب] تعني مصادقة فضائله.

Mencius

-----

ثقوا وتأكدوا بأن كل فشل تمرون به يتحول إلى نابض (زنبرك) ملتف في داخلكم، ولا بد أن ينطلق بقوة يوماً ما ويمنحكم النجاح الذي تصبون إليه. فلا توقفوا بذل المجهود ولا تستسلموا للقنوط.

J. William Lloyd

-----

ومما قيل في العقل:

العقل هو القوة الرئيسية التي تصمم وتشكّل وتصنع.. والإنسان في جوهره عقل يستخدم أدوات الفكر ويصنع منها ما يحلو له.. فتجلب [له ولغيره] إما آلاف المسرات أو آلاف الحسرات..

جيمس آلان

------

الصديق الوفي يفضي بأريحية بمكنونات صدره، ويمنح نصيحة منصفة، ويساعد دون تردد، ويغامر بجرأة، ويتقبل بصبر وأناة، ويدافع بشجاعة، ولا تتغير صداقته. ولأن هذه هي مزايا الصديق فعلينا أن نعثر عليها قبل الصديق.

William Penn

------

الأوراق الميتة تغطي الدرب العتيق! إن كنست تلك الأوراق سترى آثار أقدام العارفين الذين ساروا على ذلك الدرب.

Sontoku

-----

يقول المستبصر بنور الله:

إن رفعت الحجاب تبصر الحب والحقيقة، وتشعر بالله والسلام، وتدرك السر الذي لا يمكن الإفصاح عنه بالكلام، وتكتسب معرفةً عميقةً، وتحرز تحرراً من قبضة الأوهام.

الجاهل لا يبصر شيئاً، والعالِم يرى العالَم، والمتنور يخترق الحجاب وتُفتح أمامه الأبواب.

فلا تأخذ من الدنيا ما هو غير موجود في ذاتك، بل اعثر في ذاتك على ما يفتقر إليه العالٓم.. وبيديك وخيوط قلبك انسج رداء روحك وتنعم به وليكن للآخرين فيه نصيب.

في هذا العالم قد أبدو غريباً ووحيداً، إنما في كياني الخالد الذي عثرت عليه يبدو لي العالم غريباً، موحشاً، ومقفراً كبلقع الصحراء.

The Way To The Heart - Eden Ahbez

-----

قد تأتي البركات والنعم على هيئة آلام أو خسائر أو إحباطات، لكن الصبر يجعلها تظهر على صورتها الحقيقية.

جوزيف أديسون

-----

أفاقت النرجسات الثلاث من غفوتها الشتوية عندما أحست بموجة من الدفء لم تدم طويلاً. كانت في طور التبرعم عندما هطلت ثلوج كثيفة غطتها بلحاف أبيض سميك فارتعشت وانكمشت وقد كبّل الصقيع أعناقها والرؤوس فبات الأمل في تفتحها ضئيلا.

عزّ عليّ أن لا تكتمل دورة نموها فقمت بعملية إنقاذ لها، إذ قطفتها ووضعتها في أصيص داخل المنزل. وما أن استشعرت الدفء، وربما المحبة، حتى انتعشت بعد انكماش وتروحنت وعاودها نموها الطبيعي.

-----

وقال الطامح الواقعي:

سأمرر الوعظ عبر قناة التمييز وأحتفظ بما يقبله العقل ويقره الضمير..

وسأبصر المبدع الجميل من نوافذ الخير والمقاصد النبيلة..

وسأفتح أبواب السلام بيد البصيرة المتفتحة الواعية..

وسأكون صياداً ماهراً أقتنص الجهل بشبكة الحكمة..

وسأعمل ما بوسعي لملامسة الوعي الإنساني والنفاذ إلى كل القلوب الطيبة والمُحبة.

Aspirations

-----

يطيب لي رؤية النمو لأنه يذكرني بتفعيل طاقات هاجعة والاستفادة من إمكانات غير محدودة. بين الحين والآخر ألمح بوادر للنمو في جذع من الخس أو الكرفس أو شريحة من البنجر (الشمندر) أو اللفت (الشلغم) ، فأضعها في الماء لأتيح لها فرصة الإعراب عن ذاتها من خلال مواصلة التفتح والنمو..فتستجيب.

-----

وقفة قصيرة مع حكيم قديم:

"عارفو الحقيقة ليسوا بمستوى محبيها، ومحبوها ليسوا بمستوى المبتهجين بها."

هذا القول هو للفيلسوف الحكيم كونفوشيوس الذي ميّز بفطنته الحاذقة بين عارفي الحقيقة ومحبيها والمبتهجين بها.

فعارف الحقيقة قد يتكتم عليها أو يحاول تحريفها لخدمة مصلحته أو صباغتها وإعادة صياغتها (أو تبهيرها) لغاية في نفسه.

وهناك من يحب الحقيقة لأنها تنسجم مع أسلوب حياته وتدعم قناعته الذاتية التي يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من حياته.. وهذا رائع.

وهناك من يبتهج بالحقيقة ابتهاج من عثر على كنز عظيم لا نفاد له فغمره فرح لا يوصف.. وهذا الأروع.

-----

"تعلم من الأمس، وعش لليوم، وتفاءل بالغد، والشيء الأهم هو عدم التوقف عن التساؤل والاستطلاع. "

ألبرت آينشتاين

-----

المعلمون والمعلمات هم مصابيح يشع نورها، وقمم سامقة بشموخها، وأنهارٌ فياضة بالإيثار والعطاء. فتحية لكل المعلمين والمعلمات الذين هم ثروات الأمم وعماد المجتمعات وممهدو الدروب المفضية إلى مستويات الرقي والازدهار.. تحية إجلال وإكبار.

-----

"إن الزمن الذي تحت وطأته تتفتت الأهرام وتتحول إلى تراب، وتنحلّ الصخور الصوانية ويصيبها البلى، يعجز عن تدمير ولو جزء صغير من الحقيقة."

Anonymous

-----

إن خطوة واحدة لا تصنع درباً على التراب، وبالمثل، فإن فكرة واحدة لن تصنع مساراً في العقل. لكي نُحدِث درباً مادياً مطروقاً يجب أن نسير مراراً وتكراراً ، ولكي نصنع مساراً عقلياً عميقاً يجب أن نفكر ونعيد التفكير عوداً على بدء بنمط الأفكار التي نريدها أن تحكم حياتنا.

هنري ديفيد ثورو

-----

المرأة معنى الحياة.. وجمال الوجود.. وقلب الإنسانية.. ورمز الخير.. وعظمة التضحية.

فتحية عرفان وتقدير للمرأة في يومها العالمي.

-----

على قدر نمو الحب في داخلك ينمو الجمال بنفس المقدار، لأن الحب بحد ذاته هو جمال الروح.

أوغسطين أوف هيبو

-----

يطيب لي التفكير بالطبيعة كمحطة إذاعية غير محدودة، يتحدث الله من خلالها لنا كل ساعة فيما لو أصغينا السمع.

جورج واشنطن كارفر

-----

والآن لنرفع آيات الشكر للقوة الربانية الأزلية، مؤقنين في قرارة نفوسنا بأن السماء تمتحن قوتنا بالمصائب والمحن، وبأن السحابة التي تحجب ساعتنا الحاضرة تجعل أيامنا القادمة مشرقة وضاءة.

جون براون

-----

كن أقل فضولاً حول الناس وأكثر فضولاً حول الأفكار.

مدام كوري

-----

وأنشدت النحلة ذات المذاق المميز:

يطيب لي تذوق رحيق حبك الرقيق

فأنا لا أحط سوى على تلك الأزهار

التي يتضوع منها عطرك الفواح.

لقد طرت بعيداً فوق بساتين الخيال

إلى أن عثرت في نهاية التطواف

على جنائنك المتأرجة بأنفاسك العاطرة.

في الماضي السحيق

كنت دائمة الهيمان

فوق حقول التجارب والاختبارات

أما الآن فقد أوقفتُ التجوال

لأن عبقك المعتق

قد أروى ظمأ روحي

وبرّد تحرقي لأي عطر وطيب آخر.

Soul Whispers

-----

كل واحد يفكر بتغيير العالم، لكن ما من أحد يفكر بتغيير نفسه.

تولستوي

-----

كلما كانت الصعوبة أكبر كلما كان تجاوزها أكثر روعة، فقادة السفن الماهرون يكتسبون سمعتهم [المرموقة] من [مقارعة] العواصف والزعازع.

أبيكتاتوس


March, 2017

-----

من السهل أن نسامح طفلاً يخاف من الظلام، لكن المأساة الحقيقية هي عندما يخاف الكبار من النور.

أفلاطون

-----

عندما يحتدم الغضب فكروا بالعواقب.

كونفوشيوس

-----

من يدن غيره على أساس أدلة سماعية فقط، تتعاظم آثامه.

مثل أفريقي

-----

رأيت الملاك داخل الرخام فعالجته بالنحت حتى حررته.

ما يكل آنجلو

-----

لا تتطلب الحياة السعيدة سوى أقل القليل، إذ كل ما تحتاجه هو في داخلك، ويتوقف على طريقة تفكيرك.

ماركوس أورليوس

-----

من أقوال هرمس الهرامسة:

أغمض عينيك

ودع عقلك يتمدد

ولا تسمح للخوف من الموت والظلام

بأن يعيق انطلاقة مسيرته.

دعه يمتزج بالعقل الكلي...

ويحلق على جناحيّ طائر الزمن

ليصل إلى دائرة الأبدية.

-----

الصداقة هي ثمرة يستغرق نضجها وقتاً طويلاً.

أرسطو

-----

ومما قيل في الحب:

يا لها من خيوط حب رقيقة ودقيقة تلك التي تقرّب القلوب من بعضها.

الحب الحقيقي مؤسس على الإحترام المتبادل بين الرجل والمرأة.

إن أحببت حبيبك أو حبيبتك محبة صافية نقية فستحب الجميع بذلك الحب.. والقلب في هذا النعيم هو كالشمس في أجواز الفضاء لا تترك شيئا إلا وتغمره بالدفء والضياء.

لم يكن الحب بالنسبة لروحه الوالهة مجرد جزء من كيانه وحسب بل كان كيانه بأسره وأنفاسه ونبضات قلبه.

قد تكون العاطفة عمياء، لكن الحب مبصر فلا يضل السبيل.

الحب الحقيقي هو أن نقنع أنفسنا بأن ما من أحد شعر بالحب الذي نحس به في قلوبنا ولن يشعر أحد بنفس ذلك الحب من بعدنا.

الحب لا يـُفقد أبداً. فإن لم يـُبادل بمثله يعود إلى القلب فينقيه ويرققه.

ليكن الحب غير مشروط بين المحبين وليكن الصخرة التي تتكسر عليها مصائب وهموم الحياة، وليكن بدون غايات شخصية وإلا عاجلاً أو آجلاً سيذهب مع الريح ولن يبقى ملازما للروح.

الحب هو صورة الله وليس تمثالا لا حياة فيه. إنه الجوهر الحي للطبيعة المقدسة التي تشرق بالطيبة والصلاح.

أعظم سعادة في الحياة هي قناعتنا بأننا محبوبون بالرغم من كل شوائبنا واستحقاقاتنا.

لقد استمتعتُ بمباهج الحياة، لأنني عشتُ وأحببتُ.

ما من شيء أعظم من الحب الصادق الصافي بين قلبين.

الحب المتبادل هو تتويج لكل أفراح الحياة.

دمتم بمحبة وفرح

موسوعة الأفكار

-----

حوارية المناصحة

قال: ما رأيك في النصيحة؟

أجاب: مفيدة ما دامت سديدة وتنطوي على منفعة أكيدة، وما دام الآخرون يرغبون فيها.

قال: وإن لم يرغبوا؟

أجاب: تتحول إلى ما يشبه وخز الإبر وتوبيخ لا محل له في النفوس ولا جدوى من التلفظ به أو سماعه.

قال: وما هو تعريف النصيحة؟

أجاب: هي تذكير الراغب في التذكر، وتعزيز قناعات المتردد، وهي دفعة منعشة لمحبذي الشحنات الإيجابية، وتنبيه إلى مطبات على الدرب لمن يهمه الأمر ويود معرفة أنسب السبل لتلافيها.

قال: ومتى تكون النصيحة ذات مفعول؟

أجاب: عندما تكون الرغبة في الحصول عليها قوية وتصدر عن إرادة طيبة ورغبة حقيقية في المساعدة لأن هناك نصائح مضللة تنبع من نوايا ذات أغراض فلا تخلو من سموم وأمراض.. في حين تشبه النصائح التي مبعثها الصدق والإهتمام الودي بالآخر التحياتِ الطيبات أو رشات العطر الخفيفة.

-----

أيتها الذكريات الجميلة

إنك لجديرة بالاستحضار والاستذكار

كونك تجلبين للنفس بهجة

وللقلب راحة

وللخاطر إلهاماً.

إنك لتشبهين النجوم الوامضة في سماء الفكر

تبدين مشعشعة مؤنسة لمن يرفع بصره إليكِ

ويحوله بعيداً عن أشباح التخيلات غير السارة

التي تستحوذ على الانتباه

وتطفىء شموع الأفراح.

أيتها الذكريات البهيجة

أنتِ قصيدة وجدانية

تستدر أعذب المشاعر

وتحرك أوتار الروح.

-----

يقول الحكماء:

الحياة مليئة بالتحديات وعلينا أن نعيش وسط الصراعات والمشاكل بصمود داخلي وثقة ضمنية بأن الذي خلقنا منحنا من القوة والفهم ما يكفي للتغلب على الصعوبات التي تواجهنا أو النظر إليها والتعامل معها على أنها محفزات الغاية منها تفعيل الطاقات غير المحدودة المختزنة في داخلنا، مدركين بأن السعادة هي من أعظم حقوقنا وهي كنز الروح المطمور الذي يجب أن ننقب عنه بمعول الإرادة والتصميم ونستخرجه من تحت طبقات الهموم والأوهام الكثيفة المتراكمة بدلاً من البحث عن السعادة هنا وهناك، خارج أنفسنا دون جدوى.

-----

يقول الحكماء:

ما لم يحرق الإنسان بذور النزعات الشريرة والميول المنحرفة بنار الحكمة والتبصر فإن تلك البذور ستنضج وتتحول إلى أفعال وتصرفات تتسبب بقدر كبير من المشاكل والمتاعب والمعاناة وفقاً لقانون السبب والنتيجة.

ويقولون أيضاً:

إن ثلث الطعام الذي يتناوله الشخص يكفي لإعالة جسده، أما الثلثان الباقيان فهما لإعالة الأطباء!

-----

شجرة الخير

هي غير مرئية للبعض

لكن محبيها يرونها بعين القلب

ويغتبطون بتأثيرها المنعش العجيب.

إنها شجرة كريمة

تستمد نسغها الطيب من ينابيع حية لا تنضب

وتجود بثمارها المغذية وفيئها الوارف

على كل من يقصدها في بساتين الروح

التماساً لسكينة النفس وراحة الوجدان.

شجرة الخير

لا يعتري أغصانها ذبول

ولا يعلو أوراقها شحوب

كونها ذاتية التجدد

لصلتها الوثيقة بمصورها البديع.

شجرة الخير خير الأشجار.

-----

بصيرة وقناعة ذاتية

إن مساهمتنا في بناء "كل متكامل" لا تكمن في محاولتنا مجاراة الجيران بتقليد أسلوب حياتهم ومستوى معيشتهم، أو بالعمل من أجل تعظيم الذات واستعراض القدرات. وفي هذا الصدد يقول أمرسون:

"إن ما يتوجب عليّ فعله هو أمرٌ يخصني أنا شخصياً ولا يهمني ما يفكر [أو يقول] الناس."

وهو بذلك يعني إن فعلنا ما نشعر في أعماق قلوبنا بأنه الصواب فلنا أن نتأكد من أننا نلامس بذلك وتراً كونياً. المهم أن نثق ببصيرة الروح وألا ندع شيئاً يهز ثقتنا بها.

وكيف لنا أن نصبح على دراية وثيقة بتلك البصيرة؟

في ساعات الخلوة والهدوء يبزغ في داخلنا شعور روحي ندعوه "الحدس الباطني" لدرجة أننا يمكننا سماعه.

ومع الإصغاء إليه يزداد صوت ذلك الإحساس قوة ووضوحاً بحيث يمكننا أن نأخذه معنا حيثما ذهبنا، ولن يتمكن صخب الحشود من أن يطغى عليه أو يسكته. ذلك هو الإنجاز القائم على الاتزان العقلي والروحي والذي هو علامة من علامات العظمة الحقيقية.

وفي مكان آخر يقول أمرسون:

"من السهل أن نعيش حياتنا طبقاً لآراء العالم، ومن السهل أن نعيش في الخلوة وفقاً لآرائنا، والعظيم هو من يقدر على الاحتفاظ - وسط ضوضاء العالم وصخبه - بنفس الاستقلالية التي يشعر بها في خلوته."

Each in His Separate Star

L. E. Colvin

-----

رائعٌ وقويٌ أنت أيها الحب الباسم المستدام

إذ تحافظ على ألقك وتألقك

بالرغم من الغيوم الكثيفة

التي تحاول حٓجب وجهك المشرق

وتظل صامداً أمام رياح السموم

التي تسعى لإطفاء شعلتك القدسية الدائمة التوهج.

فتحية لك أيها الحب ولكل القلوب التي تسكنها.

-----

ترنيمة الحب الكوني

أنا نبض أزلي

مستكملٌ وعصيٌ على التحلل والفناء.

أنا نور سرمدي

وإشعاعي سيتواصل

حتى بعد أن تنطفىء الشموس

وتندثر العوالم.

آتي إلى الأجسام لأصحي ساكنيها

وأفتّح عقولهم

وأنقي نفوسهم

وألامس قلوبهم

وأمنح لمن يشعر بي سلاماً وفرحا.

تيارات قوتي تسري في الأعصاب والعروق

فتغذي الخلايا بإكسير الحياة.

أنا الأنفاس التي تنقي الدماء

وتستقطب النشاط الحي

من أوقيانوس الطاقة الكونية.

أنا الطريق المفضي إلى السعادة

والذي لا بد لكل راغب في الصعود

من السير عليه لبلوغ غايته وتحقيق أمانيه.

The Hymn of Cosmic Love

ملاحظة: بعض هذه الخواطر مستقاة من قصيدة للشاعر لورانس آبسي

-----

قال المبتكر: التكرار اجترار فلأتذوق نكهة الأصيل.

وقال المستكشف: الطرق المطروقة كثيرة فلأبحث عن مسار جديد.

وقال الشاعر: الشعور الراقي هو الميزان مع أو بدون أوزان.

وقال صائد الأفكار: لا وجود لصيد ثمين في مياه ضحلة.

وقالت المتحررة الواعية: للحرية حدود وقيود هي سياج الأمان.

وقال التاجر الأمين: من يغش زبائنه كمن يغش والديه.

وقال المُحب الصادق: سعادة المحبوب أولاً.

وقالت ذات الفطنة: قد ينطوي الكلام العذب على طـُعم فالحذر واجب.

وقال الطفل: من يفهمني ويثق بي هو الأقرب إلى قلبي.

وقال الجمال: الفكر السامي ملهمي والمثل الأعلى توأمي.

-----

صوفية تفصح

عندما كانت النسائم تداعب رؤوس الأشجار

كان وعاء قلبي يطفح بالشوق

والسماء تظللني بملاءتها اللازوردية اللامحدودة.

كان هناك حفيف أوراق

والأعشاب المتمايلة انطلقت منها همهمات هامسة

وكانت الزهور تهز رؤوسها منتشية بفرح الوجود.

الجمال كان يحيط بي

ومع ذلك لم أقوٓ على وصفه

لكنني أحسست بعذوبته في روحي.

شعرت بسكون عميق وسلام مدهش في داخلي

وقد غمرت روحي أمواج من الغبطة

فوهبت حياتي تقدمة للحب الكوني

الذي هو غايتي الوحيدة في الحياة.

وعندما كانت النسمات تعانق وتلثم الرياحين الغضة

كان العشق الإلهي يملأ حجرات قلبي.

Annie Greenwood

-----

بعض أصداء

لا تنسٓ الذين تأخروا على الدرب، فإن لم تستطع الإمساك بأيديهم يمكنك الوصول إليهم بأفكارك.

المنارة هي عين الليل، فابذل قصارى جهدك كي تكون النور الدائم لتلك العين.

الجاهل هو الذي لا يهمه سوى نفسه، ومهما علا شأنه يبقى ذرة صغيرة في سفح القمم الشامخة.

الذين يوظفون ذكاءهم في استغلال الآخرين وإيذائهم هم آفات المجتمعات وذكاؤهم وبالٌ عليهم وعلى غيرهم.

تتجوهر الأعمال وتتمجد عندما يتم تكريسها لخدمة الله في الآخرين.

الصعود رائع بالرغم من صعوبته، إنما يجب أن نعوّد أنفسنا على النزول والسير مع السائرين على دروب الحياة لا لمنافستهم بل لتشجيعهم واستنهاض هممهم وبث الثقة في نفوسهم.

هناك أشياء ستحاول إغراءك وتضليلك فانتبه لئلا يخبو نور بصيرتك وتجد نفسك متعقباً للسراب.

احتفظ بمرآة نفسك صافية نقية ولا تسمح لغبار الدنيا بالتراكم عليها وحجب صفائها.

Dr. Fred Valles

-----

استذكرٓ الشاعر الإغريقي كالاماخوس صديقه قائلاً:

"لقد سالت دموعي عندما تذكرت أحاديثنا الماضية وكيف كانت تطول إلى أن تتعب الشمس وتتوارى خلف الأفق."

وقال أنطوان دي سانت إكزوباري:

"الأحبة المفارقون الذين نتذكرهم يعيشون معنا وحضورهم أقوى من حضور الأحياء بيننا."

ويقول ريختر:

"الذكريات [الجميلة] هي الفردوس الوحيد الذي لا يمكن إخراجنا منه."

-----

هناك العديد من ذوي النفوس الكبيرة ممن أدركوا واختبروا في داخلهم قدراً من الطمأنينة والثقة والثبات. وعلى مر العصور حقق كبار المفكرين الأحرار تلك المزايا في حياتهم فأصبحوا منارات وقدوة لغيرهم.

الزهور التي نحبها ونحتفي بها ربما استطاعت الاحتفاظ بعذوبتها وشجاعتها واستقلاليتها لأنها تعودت على إبقاء وجوهها متجهة إلى أعلى كما لو كانت هي بدورها تلتمس ما يلهمها وينعشها.

L. E. Colvin

-----

من أقوال فيثاغورس:

السكوت خير من كلام لا معنى له.

عندما نكون تحت تأثير الغضب، يجب أن نمتنع عن الكلام والفعل معاً.

ربّوا الأطفال ولن تضطروا إلى معاقبة الرجال.

لا تسمح لأحد بأن يقنعك سواء بالقول أو الفعل بأن تفعل أو تقول ما ليس بصالحك.

فيثاغورس

-----

ذات مرة طلبت إدارة مدرسة الحياة من مجموعة متميزة من تلامذتها النجباء كي يأتي كل واحد منهم بتعريف للكراهية والحقد والضغينة..

فقال الأول: ما أسهل أن تجد الضغينة هدفاً تصوّب عليه سلاحها وذريعة لضغط الزناد!

وقال الثاني: الكراهية رذيلة لا تجد متسعاً لها إلا في النفوس الضيقة التي تتحجج بها لممارسة الإستبداد والإستعباد.

وقال الثالث: إن أردنا معاقبة عدو فلنقيده بمشاعر الكراهية للآخرين التي تنهش قلبه وتحرمه طمأنينة النفس.

وقال الرابع: كلنا نعرف ماهية الكراهية، ولكن ما ينبغي لنا أن نكرهه هو الرياء والنفاق والتعصب وعدم التسامح والظلم والاضطهاد والطغيان كرهاً عميقاً ملء الصدور.

وقال الخامس: عندما تتحول كراهيتنا إلى عنف فإنها تهبط إلى ما دون مستوى الذين نكرههم.

وقال السادس: يجب ألا نكره الآخرين بل نبغض أفعالهم المشينة ونقائصهم القبيحة لأن كراهية البشر للبشر هي جنون القلب.

وقال السابع: إن كان هناك من تكرهه فهو الذي لا ينبغي أن تتحدث عنه، لأن من يكره إنساناً سيغذي في نفسه تلك العاطفة المقيتة ومع الأيام سينتقل تأثيرها الخبيث إلى أهله واًصدقائه.

وقال الثامن: غالباً ما يكره المرء الذين أساء إليهم وسبب لهم الأذى والإهانة والضرر، وهناك نظرات حقد تطعن كالسكين ومع ذلك لا يعاقب عليها القانون البشري.

وقال التاسع: لن أسمح لنفسي بأن أنحدر إلى مستوى الحقد الأعمى على أي إنسان. إننا نكره شخصاً ما لأننا لا نعرفه ولن نعرفه ما دمنا نكرهه.

وقال العاشر: لا يمكن القضاء على الكراهية بالكراهية بل بالمحبة.. إنه قانون سرمدي ثابت لا يتغير.

-----

طوبى لمن يسلك سبيل الحق ولا يحيد عنه مهما كانت الإغراءات التي تستميله والعقبات التي تعترض دربه. وكما تحتفظ الشمس بمسارها بدقة متناهية ولا تغادره إلى مسار آخر، هكذا يتعين عدم الإبتعاد عن مسار البر والفضيلة.

حكمة شرقية

-----

همسة بعيدة

سمعتها ولمست فيها

أحمالاً من السلام

نقلـَتها قافلة الشوق

على دروب القلوب..

تأملتها تزخر بأطياف عابقة

تبزغ تباعاً من فضاءات الذكرى

ومحاريب السكون.

وبين الإنعطافات الدقيقة العميقة

استشفيت قطرة حنين

تمتزج بلهفة أمل

مترجمة ذاتها إلى: "ذكراكم ملء الوجدان!"

تتبعتُ مسار نغماتها

المنتثرة في براقع الغسق

أو المترنحة نشوة

عند شواطئ الصمت العميق

وفي العين منها بريق..

كأملود غضٍ ودّع بساتين الفردوس

متهادياً.. منشداً ..

ميمماً دنيا الوجود

وفي قلبه رسالة

حروفها من نور

ومعانيها متوارية بين السطور.

-----

غني بكنوز غير منظورة

هذا القول هو للشاعر فيليب بيلي (1816-1902) الذي تعدى مفهومه للغنى الثراء الأرضي إلى الغنى المعنوي الذي لا يُستغنى عنه ولا يُستبدل حتى بكل كنوز الدنيا ونفائسها.

وما عسى أن تكون تلك الكنوز غير المنظورة التي بدت حقيقية لنفس للشاعر؟

لعله قصد عزة النفس وكرامتها

وطمأنينة القلب ورحابة الوجدان

وعمق الإحساس وجمال الإيمان

والتحرر من اعتبارات لا وزن لها في ميزان القيم

والإبداع غير المحدود

والفكر الحر غير المكبل بقيود

والسير الواثق على دروب الإجتهاد الذاتي

والتحليق في الفضاء البكر

بعيداً عن جاذبية الموروثات الثقيلة

وبناء صروح غير مرئية

عصية على الفناء..

في عالم الديمومة والبقاء.

-----

تحدث إلى المبدع الأسمى الكلي الحكمة والقدرة والمعرفة واطلب منه كي يحررك من كل ما يحول دون إظهارك للصحة والإنسجام واستجلابك لفيوض الخير.

فكر بالحضور الإلهي الذي يلازمك على الدوام وتصور الأشياء الرائعة التي ترغب بها. لا تخاصم نفسك ولا تكرهها وستفارقك الرغبات غير السليمة كما لو لم تكن.

إن كنت ترغب بالصحة والبحبوحة فدع التظلم والشكوى وتوقف عن إخبار طاقة الحياة بأنك فريسة المرض والعوز، وأكد لنفسك بأنك بخير وأن الخير والعافية في طريقهما إليك.

ثق بأن القوى الذكية الخفية تعمل معك وتهيء لك الظروف المناسبة لتحقيق أمانيك المنسجمة مع الخطة الكونية.

التأكيدات الذاتية الجازمة تولّد طاقات حية وتستدر قدرات استثنائية [كما يحدث في النخوات]، وعندما يقتنع عقلك وشعورك - لا سيما شعورك - بالحقيقة ستتمكن من توجيه قوة الحياة لشق قنوات جديدة لك وتحقيق مبتغاك.

ما من شك أن قوة الحياة تملأ القوالب الفكرية التي تصممها وتصنعها في ذهنك، والأفكار الإيجابية تساعدها على خلق الفرص المناسبة لتجسيد صورك الذهنية على أرض الواقع.

Affirmations and Life Force

-----

لولا القدرة الممنوحة للإنسان من خالقه لما استطاع أن يتنفس أو يحرّك إصبعاً أو يتكلم أو يفكر أو يهضم طعامه أو يشعر أو يسمع أو يبصر. فلماذا لا يعترف بقوة الله الواعية والمُحبة التي خلقته وتعيله وتبقي قلبه نابضاًبالحياة؟ ولماذا لا يشكرها على الحياة التي يُسمح له باستخدامها؟ ولماذا لا يعمل على التواصل مع تلك القوة المباركة ويفسح لها المجال كي توجهه وتساعده على استرداد حريته وسيادته الذاتية؟

لقد خُلق الإنسان حراً فانظر إلى الحالة التي وصل إليها! فأفكاره الجامحة مندفعة في كل اتجاه ولا يستطيع السيطرة عليها وتركيزها على شيء واحد ولو لدقيقة واحدة. وانفعالاته تدفعه ضد إرادته نحو حالات مضطربة من الغضب والخوف والتشويش والشكوك لأقل استفزاز، فمتى سيستيقظ ويعرف ما عليه من مسؤوليات والتزامات؟

لقد آن الأوان كي ينهمك الإنسان في العمل على تحقيق ما يريده وأن يكف عن جلب المتاعب لنفسه [ولغيره].. آن الأوان لأن يقف وقفة جادة مع ذاته ليمحص رغباته ويحدد أهدافه.

لا حاجة لأن يسمح لنفسه بأن تسيطر عليها الأوهام والأفكار المغلوطة، سواء أفكاره أو أفكار الآخرين. لا يتحتم عليه أن يخضع لأفكار العوز والبؤس والمرض، فالخيار خياره والقرار قراره.

هناك ما يمكنه عمله لمساعدة نفسه والوقت الأنسب هو الآن.

سيأتي يوم تتصفى فيه نفسه وتنبع السعادة من داخله فلماذا لا يعمل على استقدام ذلك اليوم بدلاً من التأجيل والتسويف والمعاناة كما لو كان لا يعرف ما يتعين عليه القيام به لتحسين وضعه وتحديد أهدافه؟

عجّل الله بانبلاج فجر ذلك اليوم المجيد

Further Meditations

-----

البساطة ذروة الرقي.

Leonardo da Vinci

من هو الصديق؟ هو روح واحدة تسكن جسدين.

Aristotle

يؤكد الشاعر الرقيق وليم بليك أنه ذات مرة.. ومع تنفس الصبح سمع ملاكاً يرنم:

الرحمة.. الرأفة.. والسلام. RE 4-22


------

عندما تعلم يقيناً بأنك محميٌّ بقوة عليا من أفكار وإيحاءات وأفعال البشر غير التوافقية.. وعندما تدرك بأنك تعمل مع قوة لا تفشل أبداً فلا حاجة لأن تقلقك نوايا وأعمال الآخرين لأنهم لن يقدروا على إعاقة سبيلك أو إلحاق الأذى بك.

احتفظ بفكرك مركّزاً على الحضور الأسمى الذي يواكبك على الدوام ويحول دون تسرب النشاز إلى حياتك.

تذكّر أنك محاط طوال الوقت بالطاقة الكونية وأن التفكير الإيجابي يفتح منفذاً إلى تلك الطاقة الواعية التي لا تنضب ولا حد لإمكانياتها، والتي ستعمل معك ولصالحك إن استطعت التناغم معها.

تحدّث إلى نفسك الحقيقية [التي هي على صلة دائمة مع الطاقة الكونية] واخبرها بما تريد، ولتكن كلماتك مشبعة بالثقة بأن ما تطلبه ستحصل عليه بعونه تعالى.

حقق الله الآمال

Meditations By S. E. M.

-----

القاضي والمزارع الذكي

يحكى أن أحد القضاة كان واسع الذمة ومتسرع في إصدار الأحكام على عواهنها.

وذات مرة أراد أحد المزارعين الأذكياء اختبار سعادة القاضي فذهب إلى المحكمة وعندما استعلم القاضي عن قضيته أجاب:

"يا فضيلة القاضي اليوم هجم ثوري على ثورك فتعاركا ويؤسفني أن أخبرك بأن ثوري كسر قرن ثورك فأتيت لأحيطك علماً بالحادثة ولكي أعرف منك ماهية الحكم القضائي بهذا الشأن."

فأجاب القاضي وقد جحظت عيناه وتملكه الغيظ: "مفروض على كل من عنده ثور أن يربطه ولا يسمح له بالتعدي على ثيران الناس. حكمت عليك المحكمة بأن تدفع غرامة مالية مقدارها كذا وألا تدع ثورك يقترب من ثوري مرة أخرى."

هنا استدرك المزارع الفطين قائلاً: "أستميحك عذراً يا فضيلة القاضي فقد أخطأتُ في سرد التفاصيل، وما حدث بالفعل هو أن ثورك هو الذي هجم على ثوري وكسر قرنه."

فقال القاضي ببديهته الحاضرة: "من عادة الثيران أن تتعارك ولا حاجة لتضخيم الأمر وإعطائه أكثر من حجمه. انتهت الجلسة وأسقطت الدعوى."

The Judge and the Clever Farmer

مستقاة من تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا

-----

يجب أن يتعلم الإنسان معرفة نفسه قبل معرفة أي شيء آخر، إذ ما لم يعرف نفسه ويحدد المسار الذي يتعين عليه انتهاجه فلن تحرز حياته سلاماً ولن يكون لها معنىً.

Søren Kierkegaard

-----

لا تحسد الآخرين على هباتٍ حصلوا عليها وإلا لن تعرف راحة البال سواء في النهار أو الليل. إن الذين قضوا على جذور الحسد يتمتعون براحة البال على الدوام.

Dhamapada

------

لو تعمقنا في تحليل أنفسنا لوجدنا أننا وصلنا إلى نقطة في حياتنا نشعر فيها بجوع عميق وشوق متعاظم وحاجة ملحة إلى نوع من الحب يغمرنا ويمنحنا فرحاً متجدداً، وإلى حماية كاملة لا يمكن لأي شيء في الدنيا أن يمنحها لنا، سواء المال أو الصحة أو أي قدر من المعرفة العقلية.

إن ما تحتاجه نفوسنا لا سبيل للحصول عليه إلا بالتوجه إلى مصدرنا الأعلى الذي هو مصدر كل سعادة وطمأنينة ورضا.

شري دايا ماتا

-----

يقول الحكيم:

قلائل هم الذين يمكنهم أن يكونوا سعداء دون ممتلكات، أو على الأقل دون قدر كافٍ من المال والصحة.

معظم الناس يلزمهم بعض الأشياء كي يشعروا بالسعادة، فسعادتهم تتوقف على الظروف الخارجية لأن العقل لم يُدرّب على التمتع بسعادة باطنية دون قيد أو شرط.

يظن الشخص أنه سيسعد – أسعدكم الله – إن هو حصل على كل ما يظن أنه بحاجة إليه. لكن الرغبة تولّد رغبات، ومن يستمر في مضاعفة رغباته سيبتعد عنه الرضاء بُعد الثريا عن الثرى.

فقبل أن تشتري شيئاً ما تشعر أنه لا يمكنك الإستغناء عن ذلك الشيء ولا بد من حصولك عليه مهما كان الثمن. ولكن ما أن يصبح بين يديك حتى تقل رغبتك به تدريجياً وتبدأ بالتفكير في شيء أفضل، وهكذا دواليك.

النجاح هو فن القناعة الذاتية: احصل على ما تحتاج إليه فعلاً ثم ارضَ بما لديك.

كثيرون من عمّال وموظفين يصرفون أموالهم على أشياء غير ضرورية ونتيجة لذلك يغرقون حتى الذقون في الديون.

عرفتُ رجلاً وزوجته عاشا في بيت جميل في إحدى المدن، وكانا ما أن تقع أعينهما على شيء يرغبان به حتى يبتاعانه على الفور وعلى التقسيط. لكن في نهاية المطاف أصبح بيتهما الجميل مصدر رعب لهما.

لقد عجزا عن تسديد أقساط الأشياء المكومة في بيتهما، فقلت لهما ذات مرة: "هذه الأشياء ليست أشياءكم ولا تملكونها، لقد اقترضتموها بالتقسيط... فلماذا لا تبسّطان حياتكما دون هذه الهموم المتواصلة التي تدمّر كل ما لديكما من طمأنينة واستمتاع؟"

ونظراً للديون التي وقعا فيها فقد خسرا أخيراً كل شيء، مما اضطرهما للعودة إلى الحياة البسيطة والبدء من جديد.

هناك رغبات سليمة ورغبات عقيمة. الرغبات السليمة ذات القيمة تشبه الجواد الأصيل الذي بدلاً من أن يأخذك إلى وادي الظلام يسير بك نحو آفاق مشرقة من السعادة والإرتياح. ومن واجب المرء تحليل الرغبات لمعرفة ما إذا كانت ستساهم في إسعاده أم إبعاده عن السعادة.

كل ما يبعدك عن الإستعباد للمادة ويقرّبك من آفاق السعادة الحقيقة هو رغبة سليمة. واعلم أن النجاح الحقيقي يعتمد على امتلاك الرغبات السليمة، وليس على امتلاك أشياء على حساب الآخرين.

الثراء الذي يتم تحقيقه بوسائل مستقبحة قد يبدو ظاهرياً بأنه نجاح، لكن مثل هذا الثراء الفاحش يقض مضجع النفس ويحرمها طعم الراحة. والضمير غير المرتاح هو – أعزكم الله – كالحذاء الضيق الذي قد يبدو مظهره جميلاً لكنه يقرص القدم مع كل خطوة.

أما صاحب الضمير المرتاح فهو في سلام مع نفسه ومع الناس ومع الله. وإن كان ضميرك مرتاحاً يمكنك أن تقف بمفردك في وجه الرأي العام العالمي، ومهما كان الظلام كثيفاً حولك، ستتمكن بعونه تعالى من اختراق الظلمة بشعاع الضمير المستنير.

من تعاليم الحكي برمهنسا يوغانندا

-----

.حتى أشد الليالي عتمة ستنتهي وستشرق الشمس.

- فيكتور هوغو

سجل على قلبك ان كل يوم هو أفضل أيام السنة.

- أمرسون

إنني أبعد ما أكون عن التشاؤم، إذ بالرغم من الندوب التي أحملها لا زلت أحب الحياة كثيراً وأستمتع بها.

- يوجين أونيل

لن تتمكن أبداً من رؤية قوس قزح إن كنت تنظر إلى أسفل.

- تشارلي تشابلن

افرح واستبشر خيراً ولا تفكر بإخفاقات اليوم بل بالنجاح الذي قد يجلبه الغد... وتذكر أن أي مجهود تبذله لتحقيق شيء جميل لن يذهب سدىً.

February, 2017

-----



عثرت ذات مرة على بطاقة صغيرة وُضعت في ركن يدعى (محراب السبات الذهبي) وقد كُتبت عليها العبارة التالية:

I love you forever, yes أحبك للأبد – أجل!

----


من أقوال المهاتما غاندي

الدعاء هو مفتاح الصباح ومزلاج المساء.

في الصلاة، من الأفضل امتلاك قلب بلا كلام بدلاً من كلام بلا قلب.

أرى أنه في وسط الموت تكمن الحياة وفي خضم الزور والبهتان تشمخ الحقيقة، وفي قلب الظلام يسطع النور. ولذلك أستنتج بأن الله هو الحياة وهو الحق والنور. مثلما هو الحب والغاية الأسمى للإنسان.

قد أكون شخصاً جديراً بالإزدراء، ولكن عندما يتكلم الحق من خلالي أصبح شخصاً لا يُقهر.

لو استطعت إقناع ذاتي بأنني سأعثر على الله في كهف من كهوف الهملايا لتوجهت إليه على الفور، لكنني أدرك بأنني لا أستطيع العثور عليه بمعزل عن البشرية.

إن قطرة واحدة من المحيط تمتلك كل خاصيات المحيط مع أنها لا تدرك ذلك. ولكن ما أن تنفصل عن المحيط وتستقل بذاتها حتى تتبخر وتتلاشى. ونحن لا نبالغ إن قلنا أن حياة الإنسان فقاعة صغيرة على صدر المحيط الأعظم.

يمكنني القول أن باستطاعتي العيش بدون هواء أو ماء ولكن ليس بدون الله.

حيثما وُجد الحب فهناك الله أيضاً.

-----

من أقوال السيد كريشنا

لم يأتِ زمنٌ لم يشهد وجودنا.. ولن ينعدم كياننا أبداً من الوجود. فنحن جميعاً موجودون طوال الأبد.

كما تمرّ النفس الحية أو الروح، التي تسكن الجسد الفاني، بمراحل الطفولة والشباب والشيخوخة، هكذا تنتقل أيضاً إلى جسد جديد. تلك حقيقة يعرفها الراسخون في الحكمة ولا تراودهم الشكوك حيالها.

من عالم الحس تبزغ الحرارة والبرودة، اللذة والألم. هذه الإحساسات تأتي وتمضي.. إنها مؤقتة مآلها التلاشي والاضمحلال. فترفعي عنها جميعاً أيتها النفس القوية.

من لا تقوى هذه المدركات الحسية على تضليله هو حكيم، بمنأى عن قبضة اللذة والألم، لا تهزه الحوادث ولا تقلقه الأحداث.. ولهذا يستحق حياة الخلود.

اللاحقيقي لا وجود له، والحقيقي ليس له انعدام. هذه الحقيقة يدركها العارفون الذين أبصروا الحق بعين اليقين.

الجوهر الإلهي لا ولادة له ولا يمسه الموت. هو كامن في قلب الأزل وباقٍ أبد الآبدين. لم يولد وغير خاضع للفناء.

مثلما يخلع المرء ثوباً عتيقاً بالياً ويلبس ثوباً جديداً، هكذا تطرح الروحُ ثوبها الجسدي وتنطلق بحثاً عن رداء جسدي جديد.

لا السلاح يؤذي الروح ولا النار تحرقها.. لا الماء يبللها ولا الريح تجففها. هي ثابتة دائمة الحضور وغير متقلبة.. لطيفة لا يمزقها السلاح ولا يحرقها اللهب ولا يغرقها الماء ولا تلفحها الريح.

هي محتجبة عن عيون البشر، ما وراء الفكر.. ما وراء التقلبات.. راسخة لا يتطرق إليها التغيير والتبديل. فاعرف هذه الحقيقة وتحرر من قبضة الأحزان.

The Bhagavad-Gita

-----

مفتاح النمو الذاتي يكمن في إدخال المرء لأبعاد متطورة من الوعي إلى مجال إدراكه.

-----

من سمات العقل المثقف قدرته على إنعام النظر في فكرةٍ ما دون أن يتقبلها [إن كان غير مقتنع بها].

أرسطو

-----

الموسيقى [الرقيقة الراقية] هي قانون أدبي. فهي تمنح للكون روحاً، و للفكر أجنحة، وللخيال تحليقاً، كما تمنح للحياة ولكل شيء سحراً ورونقاً.

أفلاطون

-----

الإيمان هو الطير الذي يشعر بالنور في العتمة التي تسبق طلوع الفجر.

طاغور

-----

أقوال في المبادئ:

إنها محرك أفعالنا وعليها تتوقف سعادتنا أو شقاؤنا. ولا بد للراغب في السعادة أن يولي المبادئ السليمة اهتمامه ويبقيها دوماً أمامه.

الأخلاق تقوم على المبادئ السليمة وعلى نزاهة القصد واستقلالية الرأي وإكرام الفضيلة، فالإرتباط عضوي وحيوي بينهما.

إنها كالدم بالنسبة للجسم، وتـَسمُمها لا يقل خطراً عن تسمم الدم، وهي رغبة عظيمة في الحق والعدل وكل ما هو رائع في الحياة.

المعرفة شيء والتطبيق شيء آخر ولا يستوي الإثنان. المصلحة إلى أجل مسمى والمبادئ إلى ما لا انتهاء.

تنمو المبادئ في الصدور وتنضج مع الأيام وتثمر بحسب طبيعتها.. إما فواكه النعيم أو جمرات الجحيم.

القواعد تخضع للتغيير والتبديل ويمكن تعديلها أو الإستغناء عنها، أما المبادئ فهي متحررة من هذه الإعتبارات، وإلا تعرضت للضياع وفقدانها خسارة لا تعوض.

موسوعة الأفكار

-----

الحق ينتظر القلوب المتفتحة والمتقبلة ليسكب من ذاته فيها ويملأها من ندى السماء.

الحق لا يخضع للقياس أو الإحتكار وهو لكل من يحبه ويطلبه.

إنه النور على الدرب والشعلة المقدسة التي يمكن للجميع أن يشعلوا شموعهم منها.

الحق هو ناموس الحياة والسلك الذي ينتظم العلاقات السوية بين الأفراد وهو نشوة النفوس المتحررة.

الحق هو الوجه المشرق وهو سر الحياة وأنشودة الأسرار الأبدية.

Cosmic Consciousness – F. R. Parkinson

-----

لا تحمل الهمَّ الممضَ فإنهُ

عبءٌ على القلبِ ثقيلُ المحمل ِ

فالقلبُ تبهظهُ الهمومُ ويشتهي

نبضَ الهدوءِ كيما يصفو وينجلي

-----

كلام ذو تأثير...

كلام يوقظ مشاعر ودية

كلام يبث في القلب الأمل

كلام يجبر الخاطر ويواسي

كلام يبعث في النفس الثقة والطمأنينة

كلام مضيء يبدد ظلمة الهموم

كلام يعزز الإيمان بالله وبقربه من محبيه

كلام يكسر حدة الخوف ويقلل من وقع المصائب

كلام ينعش الروح ويفتح أبواب الخير

كلام يلهم نمطاً سليماً من التوجه

كلام يخاطب الوجدان ويحرك المشاعر النبيلة في الإنسان..

-----

الفكر والنية هما أبوا الأفعال؛ فإن كانا طيبين أتت الأفعال كذلك والعكس هو الصحيح.

-----

عندما تلهمك غاية عظيمة أو هدف استثنائي، فإن جميع أفكارك تحطم قيودها، ويتخطى عقلك المحدوديات ويتمدد وعيك في كل اتجاه، وتجد نفسك في عالم جديد وعظيم ومدهش، وتستيقظ أيضاً قواك الهاجعة ومعها ملكاتك ومواهبك، وتكتشف بأنك أعظم بكثير مما حلمت بأن تكون في حياتك.

When you are inspired

Patanjali

-----

الحياة .. بعض صور بيانية

الحياة هي كالمطحنة التي تطحن الحبوب لتصنع منها خبز الحياة. وهي كطريق متعرج، على جانبيه أزهار ناضرة وفراشات زاهية، وأشجار على أغصانها ثمار شهية، ومع ذلك نادراً ما نتوقف لنستمتع بمنظرها وتذوق عذوبتها، بل غالباً ما نكون على أحر من الجمر للوصول إلى مساحات أوسع نظن أن فيها مناظر أكثر بهجة مما رأيناه. لكن مع ابتعادنا التدريجي عن الدروب المزهرة المثمرة نجد أشجاراً فيها من القتامة أكثر مما فيها من النضرة، بعدها تختفي الزهور ومعها الفراشات وأيضاً الفواكه، لنجد أنفسنا بعد ذلك في بلقع الصحراء.

حياة الإنسان تشبه مياه البحار التي تتنقى وتصبح عذبة فقط عندما تصعد إلى الأجواء العليا. وهي كحلم الصباح تزداد إشراقاً مع تقدم سني العمر، والسبب هو أن الأشياء تبدو عندئذ أكثر وضوحاً وصفاءً.

الحياة لا تخيّب أمل الحكماء، إذ يتعاملون معها بحنكة ويستمتعون بها دون السماح لها بالإستحواذ عليهم وسلبهم حريتهم. فهم على سبيل المثال يستمتعون بالماء، يشربونه ويغتسلون به، لكن لا يسمحون لأنفسهم بالغرق فيه. وهم يستمتعون بالملابس التي تروق لهم دون تقيد زائد بالرسميات والشكليات التي تعتبر من السطحيات. ويتلذذون بتناول الطعام دون السماح للشـَره بأن يأكلهم.

-----

لقد كان تحفظي في الكلام مزعجاً في فترة ما من حياتي لكنه الآن ممتع بالنسبة لي وفائدته القصوى تكمن في أنني تعلمت الاقتصاد في استخدام الكلام وعرفت كيف أضبط أفكاري على نحو طبيعي. ويمكنني الآن أن أمنح لنفسي شهادة بأنه تكاد لا تصدر عن لساني أو قلمي كلمة واحدة طائشة، ولا أذكر أنني ندمت أبداً على أي شيء قلته أو كتبته وهكذا جنبت نفسي الكثير من هدر الكلام أو الأحداث المؤسفة [الناجمة عن زلات اللسان أو القلم].

أؤمن أن باستطاعة أي إنسان بلوغ تلك الحالة النقية المباركة التي تعصى على الوصف حيث يشعر بأنه في حضرة الله وحده دون سواه، وبلوغ تلك الحالة الروحية يقتضي امتلاك إيمان قوي وراسخ بالله وبأنه ليس بعيداً عنا.

The Mind of Mahatma Gandhi

-----

حوارية الفرص الذهبية والزواج

قال: ما رأيك في الحياة؟

أجاب: الحياة تستحق أن تُحيا، فهي تمنح فرصاً ذهبية لمعرفة الإنسان ذاته وتجديد وعيه وتحديد موقعه على خارطة الوجود والعمل على تحقيق الغرض من كينونته.

قال: وما نفع هذه المعرفة؟

أجاب: هذه المعرفة تشحن الفكر بالحماس والجسم بالنشاط وتملأ القلب بفيض من الحيوية فيطفح فرحاً ويطفر ابتهاجاً، وهذا ما يريده خالق الإنسان للإنسان.

قال: لكن الحياة فيها ما فيها من الملل والسأم وكثير من الناس يتبرمون ضجراً.

أجاب: الضجر يعني فقدان الإنسان للصلة والإتصال بغرفة عمليات الحياة. ولكي تصبح الحياة ممتعة، على الإنسان أن يزيح ويزيل المعوقات التي تحول بينه وبين وحدته العضوية مع الحياة. ولو عدت بأفكارك إلى عهد الطفولة فلربما تذكرت أنك كنت آنذاك، ما شاء الله عليك، مليئاً بالنشاط والفرح المتجدد ولسان حالك يقول "يا أرض اشتدي وما حدا قدي!" وكانت لديك رغبة قوية في الحركة والنط واللعب وعمل أشياء كثيرة.

قال: وما سر ذلك؟

أجاب: كنتَ آنذاك حديث الوفادة من العالم الأثيري وعلى صلة مباشرة بقلب الحياة، وكانت أسلاك التواصل بينك وبين الحياة عال العال أو كما يُقال (برنجي) أي على أحس ما يرام من الأداء السلس والفعال، إذ جلبتَ معكَ وعي البساطة والفرح والغبطة ونضارة الروح. وعندما بلغت سن الرشد فقدتَ قسطاً لا بأس به من تلك الطاقات والأحاسيس، لكن بين الحين والآخر تتوارد إليك خواطر مألوفة وتهب عليك نسائم الشوق فتعيد لذاكرتك بعض ومضات من الماضي البعيد. وحتى عندما تستيقظ صباحاً من نوم هادئ وعميق تشعر براحة وسرور إلى أن تهجم عليك مشتتات الحياة اليومية فتحتل القسم الأكبر من وعيك وتصبح أكثر حقيقة وإلحاحاً من سواها.

قال: وهل في الجعبة شيء عن الزواج؟

أجاب: موجود.

قال: هات من الموجود.

أجاب: عندما يقع الشباب والصبايا في الحب، ما يحدث أولاً هو أن شعاعاً ينطلق من العين فتقابله العين.. وتتكرر النظرات تتبعها الإبتسامات فتتحول إلى رعشات، وأول ما يعرفونه هو وقوعهم في الحب - أحبك الله - ثم يحدث الزواج. إنها مشيئة القدير أن تستمر مسرحية الحياة إلى ما شاء الله. ولكن ما لم ينظر شركاء الحياة إلى الزواج على أنه مسؤولية مشتركة لمساعدة وإسعاد بعضهم البعض تحدث ظروف وربما صروف تحول دون طمأنينة النفس وهناءة العيش. بل وقد يفقدون ما اختبروه من بهجة وأماني عذاب قبل الزواج.

قال: هناك تناقضات كثيرة في الحياة، فما هي الطريقة الناجعة للتعامل معها؟

أجاب: بالرغم من كل الصعوبات والتناقضات والإحباطات يجب أن يعمل الشخص على التواصل مع ذاته الغنية بكنوز لا حصر لها، وهذا ما يجعل الحياة سعيدة ومجيدة.

قال: وهل من أفكار أو أفعال يتعين تلافيها؟

أجاب: يجب على الإنسان تحاشي الأفكار والأفعال الرخيصة وعدم الإنغماس في تفاهات الحياة الدنيوية لأنها ما أن تتمركز في الوعي و(تكبّش) أي تتشبث في خلايا الدماغ حتى تطرد من النفس السلام والإنسجام ومعهما الأفكار الراقية والرؤى النقية. ولذلك يجدر التخلص من تلك الطاقات اللاتوافقية من الفكر واطرّاح المشاعر غير الودية من القلب حتى تسري إليهما إشعاعات النور وتيارات الصحة وشحنات الحيوية والبركة.

محاضرات في معرفة الذات

مستقاة من تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا

-----

الإنسان الذكي يحوّل المشاكل الكبيرة إلى مشاكل صغيرة، والمشاكل الصغيرة إلى لا شيء.

مثل صيني

-----

نسألك أيها الزارع الرباني أن تنثر بذور الخير والسلام في تربة قلوبنا، وأن تسكب عليها من سماء رحمتك غيثاً منعشاً مبارك، وأن تلهمنا اليقين بأنك الملاذ الآمن من كل الأضرار والأخطار، والنور الذي يخترق طيات الهموم وطبقات الظلام، ونجم الحق الذي يهدي المسترشدين به إلى بر السلامة، والباب المفضي إلى راحة الروح والأمان.

-----

هذا المشهد الكبير هو أبدي.

ففي مكان ما تشرق الشمس دوماً

الندى لا يجف كله دفعة واحدة

ووابل المطر دائم التهطال

والبخار يرتفع على نحو متواصل.

شروق وغروب دائمان..

فجر وغسق أبديان..

فوق البحار والقارات والجزر

جميعها تتناوب الأدوار

مع حركة الأرض ودورانها.

John Muir

-----

ما وراء تخوم الصمت البعيد

وفوق أسطح الحسابات والتوقعات

وتحت ركام الأيام ورماد اللامبالاة

تتهادى أمواج الذكرى

وترفرف طيور الوفاء

ويتوهج جمر المحبة.

-----

من المستحسن امتلاك رؤىً لحياة أفضل من الحياة العادية، لكن عناصر تلك الحياة الأفضل يجب أن تنبثق من الحياة العادية نفسها.

Maeterlinck

-----

عند الإبتعاد عن الشر

والإقتراب من الخير

وطلب الصفح والمغفرة

والإصغاء لصوت الضمير وعمل الواجب

وعندما يوقظ الأمل الصادح رجاءك

وينبض بالحب قلبك

ويصبح الإمتثال للإرادة العليا هدفك

فثق بأن الله معك أينما كنت

وعينه عليك حيثما توجهت

وبأنه يسكن روحك

ولا يفارقك أبداً.

جورج ماكدونالد

-----

شجرة السنديان

إلى محبي أشجار السنديان أهدي ترجمة هذه القصيدة:

هبت ريحٌ عاتية طوال الليل والنهار

فجردت شجرة السنديان من أوراقها

ثم كسّرت أغصانها ونزعت عنها اللحاء

حتى أصبحت السنديانة منهكة مجدبة.

وبالرغم من ذلك فقد ظلت ثابتة في مكانها لم تتزحزح

في حين تهاوت باقي الأشجار من حولها وسقطت.

أخيراً أصيبت الريح بالإعياء وسألت السنديانةَ قائلة:

"كيف يمكنك أن تظلي صامدة هكذا أيتها السنديانة؟"

فأجابت السنديانة:

" أعلمُ أن باستطاعتكِ أن تقصفي كل غصن من أغصاني

وأن تحملي كل ورقة من أوراقي وتبعثريها بعيداً عني

وأن تهزي أذرعي وتجعليني أتمايل وأترنح

لكن لي جذوراً متغلغلة وممتدة في الأرض

ولا زالت تزداد قوة منذ ولادتي

ولن يكون بمقدورك ملامسة تلك الجذور أبداً

لأنها كما تعرفين الجزء الأعمق من كياني.

ولغاية اليوم لم أكن واثقة – أيتها الريح

من مدى قدرتي على التحمل والصمود

ولكن بفضلك اكتشفتُ بأنني أقوى بكثير مما كنت أظن.

The Oak Tree

Johnny Ray Ryder Jr

-----

وتحدثَ إلى فكره قائلاً:

كن يا فكري منجذباً إلى - ومتجاوباً مع - الإيجابيات.. مترفعاً عن الصغائر والترهات والسلبيات التي تسلبك جمالك وتمتص حيويتك وتطفئ فيك مصباح التمييز وتضعف قوة التركيز. ولا تحصر انتباهك في المجال الأرضي المحدود دون النظر إلى الفضاء اللانهائي الذي أنت جزء منه.. وإن طغت عليك الهموم أو كادت فالتمس اللمسة الكلية التي يسترعي انتباهها الإخلاص ويجذبها التواصع ولها القدرة على ضبط التوازن وتعديل الأمور.

-----

الإنسان الحقيقي يبتسم وسط القلاقل والإضطرابات، ويستجمع قوة وعزيمة من المصائب والأحزان، ويمنحه التفكير التأملي جرأة وشجاعة.

Thomas Paine

-----

إن السمعة الطيبة سواء للرجال أو النساء

هي يا سيدي العزيز الجوهرة الأقرب إلى جوهرهم.

فمن يسرق مالي يسرق نفاية.. شيئاً ما.. أو لا شيء

كان لي ثم أصبح له مثلما كان مستعبداً للآلاف من قبل.

أما الذي يسرق مني سمعتي الطيبة

فإنه يسرق شيئاً لا يغنيه ويفقرني فعلاً.

شكسبير

William Shakespeare, Othello. Act III, Scene iii

-----

التفكير الخلاق يرشدنا إلى غاية الحياة ويظهر لنا المسار الذي يتعين علينا أن نسلكه لبلوغ تلك الغاية، كما يوقظ فينا مشاعر المحبة وينبه بنا طاقات هاجعة فنشعر بفيض من نشاط حيوي يكاد لا ينضب، ونتذوق نكهة العيش السعيد فنصبح أكثر تناغماً مع أنفسنا وأكثر قدرة على التعامل مع مستجدات الحياة.

-----

وهذه واحدة من طرائف الفيلسوف الإغريقي ديوجينيس:

ذات مرة تلفظ طفل بكلمات بذيئة أمام ديوجينيس فما كان من ديوجينيس إلا ووجّه صفعة لوالد الطفل.

------

واسترزق قائلاً:

ارزقني قلباً نظيفا وفكراً حصيفا وحساً رهيفا ولساناً عفيفا واجعل مقصدي شريفا، فأنت قريب مجيب.

-----

البقاء ليس لأقوى الأجناس، ولا للأذكى، بل للأكثر تأقلماً مع الأحداث.

Charles Darwin

-----

في كل أرجاء هذا العالم البارد والأجوف، لا يوجد ينبوع من الحب العميق والقوي والخالد سوى الحب الذي يحويه قلب الأم.

Felicia Hemans

-----

كأني بك يا صديقي ترنو إلى واحة تقر بها عينك وإلى راحة يرعى في خمائلها قلبك المضنى.

أراك تجيل الطرْفَ في الأفق الصامت البعيد محاولاً النفاذ من غياهب الوجوم والهموم

إلى سماء صافية أكثر ملاءمة لروحك الشفافة وأقدرَ على احتواء أشواق نفسك المستهامة.

-----

ما تفعله يتحدث بصوت عالٍ جداً لدرجة أني لا أستطيع سماع ما تقوله.

Emerson

-----

قرأنا عنهُ كثيراً

في المناهجِ والكتبْ

وسمعنا إسمَهُ مُعلناً

عبر المواعظ والخطبْ

والبعضُ قالٓ إنهُ

خلف الستائر محتجبْ

لكنْ حضورَهُ بارزٌ

وهاجُ، قدسيّ اللهبْ

والقلبُ مسكنٌ لهُ

والحب مفتاح العجبْ

-----

حوارية الشراء وقصة الثعلب والغراب

استعلم قائلاً: هل من فلسفة للشراء يمكن أن أعتمدها في حياتي؟

أجاب: بعض الناس مدمنو شراء بحيث أنهم يبتاعون ما لا حاجة لهم به، وبذلك يبعزقون أموالهم على كماليات لا ضرورة لها.

قال: وبمَ تنصح؟

أجاب: التزام الحيطة ومراعاة الحكمة أثناء التسوق. وإن كان لديك بعض المال ادخره ولا تلق بالاً للإعلانات التجارية التي تحاول دوماً إغراءك لشراء ما لا يلزمك من أجل التخلي عن مكتسباتك لقاء مبتكرات جديدة أو استثمارات "مضمونة الربح". فكلما حاول أحدهم استمالتك بلسان معسول وعروض مغرية تذكر قصة الثعلب والغراب.

قال: هلاّ أعدتها على مسمعي؟

أجاب: ذات مرة كان غراب يحمل في فمه قطعة جبن فسال ريق الثعلب عليها وأرادها لنفسه، وكونه متمرساً في المكر والمخادعة قال للثعلب "يا ليتك تنشدني لحناً يا سيد غراب لأنني سمعت بأن صوتك رخيم ومضرب المثل في العذوبة." فانتشى الغراب من الإطراء وفتح فاه ليغنّي، لكنه ما أن فعل ذلك حتى أفلتت قطعة الجبن من فمه وسقطت على الأرض، فالتقطها أبو الحصين على عجل وهنأ نفسه على غنيمة باردة. لذلك احذر من يحاول التأثير عليك نفسياً لأنه بذلك يريد شيئاً منك. ولا تسمح لأحد أن يستغلك من خلال مداهنتك أو التزلف إليك ليجعلك ترغب بشيء غير ضروري لنجاحك ولسعادتك الحقيقية.

قال: وهل من طريقة للإكتفاء الذاتي؟

أجاب: بسّط حياتك بحيث لا تعتمد على ممتلكات كثيرة. فتغذية الرغبات تلقائياً وعلى نحو متواصل تطرد القناعة من النفس وتخلق التعاسة والبؤس. فإن عقّدت حياتك بأشياء كثيرة لن تتمكن من الإستمتاع بأي منها. ولكن إن دققت في حياتك ستجد طرقاً عديدة يمكنك بواسطتها اختزال الكماليات دون أن تشعر بالحرمان.

قال: وما رأيك في الشراء بالتقسيط؟

أجاب: إجمع أولاً لما تحتاجه واشتر ما تحتاجه نقداً دون الحاجة إلى أقساط وفوائد مرتفعة ووجع رأس. طبعاً هناك فائدة من التعامل مع الذين يريدون أن يبيعوا سلعهم ليكسبوا لقمة عيشهم، ولكن لا تسمح لنفسك بأن تعيش خارج حدود طاقتك، لإنك إن فعلت ستخسر كل شيء لا سمح الله عندما تواجهك أزمة خطيرة أو تواجه انعطافة حادة في الطريق وسيكون "طعم المغراية" في الإنتظار.

قال: وما هو تعريفك للتوفير؟

أجاب: التوفير فن ويلزمه تضحية. ولكن إن اقتصدت في الشراء وعشت ببساطة ستتمكن من توفير بعض الدخل على أساس منتظم، وتذكر المثل الشعبي "قطرة على قطرة تصير غدير" بعونه القدير.

إعداد وترجمة بتصرف

-----

من محاسن ضبط النفس كبح جماح الغرائز الفجة وعدم السماح لها بالتسيب والإنفلات لأن نتائج الغرائز السائبة الجامحة غالباً ما تكون وخيمة وآثارها أليمة.

كبح الجماح = رقي ونجاح

-----

انطلاق وانبثاق:

الفكرُ كالماءِ إن ظلّ بموضعهِ

يركُدْ، وينتعشُ إن سَحَّ وانطلقَ

الفكرُ ينشطُ بالتحليقِ في أفقٍ

ويصبحُ الماءُ عذباً إن هو انبثقَ

"في الحركة بركة"

-----

حوارية المُثل وإرضاء الغير- نشرت قبل أربع سنوات

قال: سمعت أن التوافق مع الآخرين أمر مستحسن، فهل هناك استثناءات؟

أجاب: التوافق مع الآخرين لا يعني موافقتهم على كل شيء، ولا التضحية بمُثلك من أجلهم، لأن هذا الأسلوب من التوافق غير مستحب ولا يتفق مع الصواب.

قال: وهل تحبذ المواجهة بدل الموافقة؟

أجاب: لا ضرورة لذلك، إذ بإمكانك عدم الموافقة معهم دون الحاجة إلى التعكير والتكدير. فالمصلحون والعظماء لم يتوافقوا مع كثيرين من الناس من حولهم، ومع ذلك احتفظوا بمَثلهم الأعلى لأنهم أدركوا أن ما كانوا يقومون به كان عين الصواب.

قال: وما رأيك بتطويع المُثل أحياناً في سبيل "تمشاية الحال"؟

أجاب: يجب عدم المساومة على مبدأ، وعدم اللجوء إلى نوايا مبيتة لتحقيق غرض، لأنها لا تليق بالمَبدئيين. وإن استطعت أن تعيش بكيفية ترضي الله ولا تلحق الأذى بالغير فلا خوف عليك.

قال: وما معنى التوافق مع الآخرين على أية حال؟

أجاب: هو أن تكون أولاً وقبل كل شيء متوافقاً مع الله ثم مع ضميرك ومن بعدها مع الناس.

قال: وماذا لو لم يرضِ نهجي هذا الآخرين؟

أجاب: يكفي أنك ستكون مرتاحاً في داخلك وستشعر بطمأنينة ذاتية تغنيك عن رضى الآخرين فيما إذا كان رضاهم لا يتسق ولا يتفق مع ما تؤمن به في قرارتك.

قال: وهل تنصحني بالطلب من الآخرين كي يغيروا أسلوب حياتهم المغلوط؟

أجاب: لا حاجة لأن "تخبط" الناس على رؤوسهم بمطارق الوعظ لجعلهم يقتنعون بوجهة نظرك الصحيحة. فإن لم يرغبوا في انتهاج أسلوبك دعهم وشأنهم وادعُ لهم بالبركة، وإن ضايقوك بملاحظاتهم الجارحة وتعليقاتهم الممضة فلا بأس أن تبتعد عنهم مؤقتاً على الأقل، إنما كن على استعداد دوماً لأن تقاسمهم فهمك وخبرتك، وإن توفرتَ على رحيق من المعرفة فاعرضه على المتعطشين له كي يشربوه هنيئاً مريئاً من فضله تعالى وأجرك على الله.

ترجمة بتصرف

-----

في بعض الأحيان، عندما يغيب أحدهم يبدو أن العالم كله قد خلا من السكان.

لامارتين

-----

لكم تشبه تلك القطرة الصغيرة نفس الإنسان! فهي دائمة المحاولة للإعراب عن ذاتها وبالتالي الرجوع إلى المحيط عبر السواقي والجداول والجعافر والأنهار لترفعها الشمسُ من جديد وتسحبها السُحب كقطرة مطر إلى صقع بعيد، فلا تهدأ ولا يقر لها قرار بل تحركها أبدا الأشواق إلى تلك الأعماق التي شهدت ولادتها والتي تناديها بصمت وتشدها بقوة جاذبة إلى قلبها الرحيب!

وهكذا هي النفس التي تذرع أقطار الدنيا ومع ذلك لا يهدأ حنينها ولا يُطفئ شوقها إلا البحر الكوني إذ مهما ابتعدت عن محيطها تبقى دائمة الحنين للبيت الذي فيه تكونت ومنه انطلقت.

"كم منزل في الأرض يألفه الفتى .. وحنينه أبدا لأول منزل!"

East-West Magazine

-----

الحبُ يُدني القلوبَ مهما فرّقها

بُعدُ المسافاتِ والتحنانُ يُحْييها

والحبُ زادُ القلوب، دائمٌ أبداً

وهل سواهُ في الدنيا يغذيها؟!

-----

من الأرشيف: حوارية الأبرار ودار البوار

قال: هناك مسألة تؤرقني وأريد لها تعليلاً.

أجاب: وما هي؟

قال: أرى سائرين على دروب خاطئة "يريّشون" وينتشون، وطيبين لا يصيبون من النجاح نصيباً يُذكر.

أجاب: كثيراً ما يضل الناس في حكمهم على الأبرار والأشرار، إذ يحكمون بمقتضى الظاهر لأنهم لا يستطيعون الولوج إلى دواخل البشر ليعرفوا ماهية كل إنسان ويحيطوا علماً بنوايا قلبه وأفعاله السرية. أما الله فهو فاحص النوايا وكاشف الخبايا، وله وحده الحكم وتمييز الطيب من الخبيث.

قال: وهل هناك من طريقة للتمييز الصائب في هذه المسائل؟

أجاب: في حكمنا على السعادة والشقاء، إن لم نتصرف بالصواب نظن أن السعيد هو من تمتع بالغنى واليسار وأحرز الجاه ونال إكرام الناس وتنعم بملاهي الحياة وملذاتها، دون أن نعلم ما قد يقاسيه داخلياً من تبكيت للضمير عما ارتكبه من معاصٍ واقترفه من منكر وعن ظلم للآخرين وما شاكله، فتعتريه تعاسة باطنية وتعتوره أمراض مستعصية تجعل حياته مريرة وعينه غير قريرة نتيجة لأهوائه الماجنة وأنانيته الطاحنة. وقد تفاجئه بلايا هادمة ودواهٍ قاصمة لا يحسد عليها.

قال: وأين تكمن سعادة البار؟

أجاب: أولاً، إن نفس البار لا تتهافت على الخيرات الأرضية، ويكفيه سعادة شعوره بالرضى وبمعاملته المنصفة للناس وراحة ضميره وفرحه الروحي النابع من داخله والمتجدد دوماً، لا سيما عندما يتفكر بأن الله يثيبه في الآخرة ويمتعه بالأنوار الأبدية عوضاً عما فاته في دار البوار.

قال: ولماذا يعاني الأبرار أو بعضهم ويلاقون عنتاً في الدنيا؟

أجاب: إن الله يفتقد أحباءه أحياناً بضروب من الألم والمعاناة ليس عقاباً لهم بل ليمحصهم في نار التجارب تمحيص الذهب. والبلايا التي تلمّ بهم تقوّيهم وتظهر استحقاقهم الأدبي وتجعل محبتهم لربهم وللناس صافية.. ضافية.. وأيمانهم راسخاً لا يتزعزع.

كثّر الله من أمثال الأبرار والأخيار في الدنيا

الدر النظيم بتصرف

-----

حكاية الدرب المهجور

رأيت درباً مقفراً هجره السائرون فسكنته الوحدة وران عليه سكون عميق كان بمثابة مثبط لكثيرين.

مع ذلك قررت المضي فيه فشعرت مثلما يشعر محبو وقاصدو الخلوات بنشاط ذاتيّ التجدد وقوة فوارة وسلام وطمأنينة كما لو أنني عثرت على مسار سري سحري إلى فردوس المباهج ونشوات الروح.

-----

في نهاية المطاف..

لا يبقى إلا الأنقى

ولا يشفع إلا الأنفع

ولا يحظى بالقبول إلا ما ينسجم مع الأصول.

فالحياة مدرسة ومن يعمل ينل.

-----

في التقاء الطيبة والتحمس والهمة تنشط الأيدي للخدمة وتنبض القلوب فرحاً بالإنجاز.

-----

أنتَ الجمالُ الذي لا يذوي رونقهُ

أنتٓ المحبةُ في أسمى معانيها

وأنتٓ موئلُ من يرجو حمايتكٓ

فالنفسُ لا تلتجئْ إلا لباريها

-----

التفكيرالإيجابي يحرك طاقات واعية تدفع بدورها قانون العرض والطلب في مسارات محددة مما يهيئ ظروفاً ملائمة لتجسيد نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع.

-----

إن كانت هناك سنوات ضوئية تفصل ما بين النفوس المتنافرة - حتى ولو جمعها مجال واحد - بسبب الجفوة العميقة والفجوة السحيقة، فإن المسافات مهما كانت بعيدة بين النفوس المتحابة يمكن قطعها بلفهة حنين ونبضة قلب.

-----

أراحَ اللهُ نفسكَ من همومٍ

وصيّرَ عتمة الوجدانِ نورا

وحوّطكَ من السوءِ بسورٍ

وبدّل حزنكَ الكاوي سرورا

-----

القلب الشكور مغناطيس جذاب لخيرات كثيرة وبركات عميمة.

-----

النية السليمة هي القوس

وفكرة الخير هي السهم

والإرادة الطيبة هي الوتر

والحق هو الهدف

ومرحى لمن يصوب ويصيب.

-----

مضاعفة النصيب

قال: ما السبيل إلى مضاعفة نصيبي من نِعم الحياة؟

أجاب: لا تدع ما يصلك منها يتوقف عندك بل دعه أو بعضاً منه يتجاوزك إلى سواك وبذلك يتواصل الجريان.

قال: وماذا لو استبقيت لنفسي على كل ما أحصل عليه؟

أجاب: بهذه الطريقة تحبس الجدول فتصبح مياهه آسنة وسيضطر الجدول الذي لا يطيق الإحتباس إلى تغيير مجراه وبالتالي "تروح عليك".

قال: فلنغير الحديث قليلاً.. من أين تبزغ الأيام؟

أجاب: من قلب الأزل.

قال: وهل تتكلم الأيام، وإن فعلتْ ماذا تقول؟

أجاب: نعم.. هي تتكلم وتقول لمن يفهم لغتها: ماذا أنت فاعل في هذا اليوم قبل أن يعود ثانية إلى الأزل وتعجز عن اللحاق به أو استعادته؟

قال: هل صحيح أن بمقدور الإنسان أن يصبح وسيلة في يد خالقه؟

أجاب: بالتأكيد.

قال: وكيف ذلك؟

أجاب: بالعمل في حقول ومصانع الحياة لإنتاج كل ما من شأنه أن يفيد الناس ويسعدهم وعن المعاناة يبعدهم.

قال: ما هي أنسب طريقة للتغلب على ظروف الحياة الصعبة؟

أجاب: الإيمان صانع المعجزات والتفاؤل جلاّب الخيرات.

-----

الملائكة هم انعكاس للنور الأزلي الذي لا بداية له. هم لا يحتاجون إلى ألسنة أو آذان [للنطق أو السمع] بل يتخاطبون بالفكر دون الحاجة إلى كلام.

يوحنا الدمشقي

-----

لا تثق بالمستقبل مهما بدا ممتعاً

دع الماضي الميت يدفن [أحداثه] الميتة

اعمل بجد واجتهاد في الحاضر الحي

ما دام قلبك ينبض في داخلك

وسيمدك الله بالعون من الأعالي.

H. W. Longfellow

------

شد الحبل الداخلي

نعلم ماهية لعبة شد الحبل، ولا بد أن البعض منا مارسها في حياته، وربما تقشّرت بشرة كفيه وتفصّد عرقه جراء ذلك. إنما عنّ لي اليوم أن أكتب عن لعبة شد حبل من نوع آخر:

إنها لعبة غير منظورة لا تتوقف داخل الإنسان، وفريقاها هما قوىً تتصارع على ساحة وعيه لإحراز الغلبة وإدارة دفة الحياة وتسييرها في أحد اتجاهين.

والمرء الذي تدور اللعبة على ساحة وعيه هو الشاهد وله القدرة على تغليب فريق على آخر إن هو أراد ذلك.

لكُم أن تتصورا فريقين اثنين لا يكلان ولا يملان من هذه اللعبة ليل نهار. الفريق الأول يتألف من المحبة والصدق والأمانة والإيمان والإستقامة ونقاء الضمير والإرادة الطيبة وضبط النفس وحب المساعدة واحترام حق الآخر، والقائمة تطول.

والفريق الثاني يتكون من الكراهية والكذب والغش والإلتواء والنوايا السيئة والتحلل من الإلتزامات الأدبية والإحتيال وتهميش الآخر وسلبه حقوقه، والقائمة تطول أيضاً.

أفراد كل فريق ينخون ويشجعون بعضهم بعضاً وقيمة الإنسان تتوقف على تغلّب أحد الفريقين على الآخر.

فإن كان الفوز للفريق الأول عاش الإنسان بكرامة واستحق التقدير والإعتبار. أما إن كانت الغلبة من نصيب الفريق الثاني انحدر المرء إلى مستويات دون المقام الإنساني.

-----

من المفيد أن نتوقف بين الحين والآخر ونفكر بالغرض من وراء علاقاتنا بالآخرين.

عندما يعمل الناس بالتوافق مع خطة الله الكونية يصبح كل واحد منهم مُعلماً ومساعداً للآخر. إن كان تصرف الأبوين سليماً فإن تربية الأبناء يمكن أن تعلمهما الصبر والفهم والتعاطف. الغرض المثالي من العلاقة بين الزوج والزوجة هو الإيثار وخدمة الآخر بكل محبة وعن طيب خاطر. وهكذا ينميان ويتبادلان المزايا الطيبة ويستفيدان من أفضل السمات التي يتمتع بها كل منهما.

في علاقتنا مع الأصدقاء والغرباء وزملاء العمل نتعامل مع آراء وشخصيات مختلفة، وهذه الفوارق تساعدنا على إثراء وتنويع طبيعتنا وفهمنا فيما إذا رغبنا بتوسيع دائرة تعاطفنا وتقبل الرأي الآخر.

وبهذه الكيفية نظهر المزيد من المزايا الجوهرية التي تتحلى بها نفوسنا ويمكننا الاستفادة من علاقاتنا وإلهام وتشجيع الآخرين من خلال أنموذج حياتنا.

شري دايا ماتا

-----

بعض أدعية

افتح قلبي يا رب ودعني أسير في نورك. ساعدني كي أعرف إرادتك وأتذكر أفضالك وأشكرك عليها جميعاً مع أنني أعجز عن إيفائك حق الشكر عن أي منها.

كل ما نملكه مادياً وروحياً، ظاهراً وباطناً هو من يدك الكريمة. فأنت المانح بسخاء ومنك نحصل على كل الأشياء الطيبة.

إن من يفكر بك ويثق بإرادتك الحكيمة يعش بطمأنينة وسلام.

رغبتي العظمى هي أن أهرع إليك في الملمات وأناديك من أعماق قلبي وأنتظر بصبر عونك وعزاءك.

نورني يا رب بنورك الساطع وبدد الظلمة من قلبي.

قيّد أفكاري الناشزة وابعد عني الوساوس التي تهاجمني بعنف.

أرسل إليّ نورك واسكب عليّ بركاتك ورطب قلبي واملأه بالندى السماوي وهب لي أنهاراً من الأشواق لتسقي تربة نفسي العطشى.

Thomas à Kempis

-----

المصائب تسلط الضوء على معدن الإنسان الأصيل فيسطع بريقه في حين يحجب الترف والرفاهية أكثر أشعته سطوعاً. ومثلما يُظهر الليل النجوم هكذا تكشف البلايا والمحن عن جوهر الإنسان.

Edward Young

-----

إن أكثر الأمم تحضراً هي التي تمتلك حقائق خالدة تتركها للعالم وتورثها لأجيال الأسرة البشرية المتعاقبة.

الآثار العمرانية لأي أمة ستطمسها رمال الزمن في نهاية المطاف، لكن الحقائق الأبدية التي تكتشفها أي أمة من الأمم وتغرسها في نفوس بنيها تحيا للأبد.

إن أفضل وأنبل مساهمة يمكن لأي جيل أن يقدمها للجيل الذي يأتي بعده هي إظهار الحقائق والقوانين غير المحدودة بزمان وغير المقيدة بمكان.

الحقيقة أبدية والقانون كوني وشامل.

الحقيقة الواحدة والقانون الكوني [الذي يسري على الجميع] ليسا لتوجيه وتكوين حياة جيل واحد لا غير، ولا ينحصران في جزء من العالم دون سواه، بل هما لتنوير وإلهام البشرية على الدوام.

Inner Culture for Self-Realization

-----

بين الشجاعة والغضب

الشجاعة الحقيقية لا علاقة تذكر لها بالغضب، إذ كلما بلغ الغضب ذروته كلما أصبحت الشجاعة موضع شك. الشجاعة الحقيقية تتسم بالهدوء وتعبر عن رباطة الجأش. إن أشجع الرجال هو أقلهم بطشاً وعنجهية وبلطجة، وفي ساعة الخطر يكون غاية في الرصانة والهدوء. معلوم أن الغضب قد يجعل [الشخص] ينسى نفسه ويقاتل، لكن ما يحدث تحت تأثير الضراوة أو العنف البالغ لا يمكن إدراجه في خانة الشجاعة.

Anthony Ashley-Cooper

-----

على قدر نمو الحب في [داخلنا] ينمو الجمال لأن الحب هو جمال الروح.

Augustine of Hippo

-----

العبادة هي ليست سوى ملء القلب بالحب وتقديمه إلى الله في سكينة الروح.

Madame Guyon

-----

الأشياء المفضلة عندي في الحياة لا تكلفني أي أموال. في الحقيقة أثمن الموارد على الإطلاق هو مورد نمتلكه جميعاً وهو الوقت.

ستيف جوبز

-----

ذات يوم مر أحدهم بالنحات العالمي مايكل أنجلو وهو يعمل على تفاصيل في منتهى الدقة في أحد أجزاء تماثيله الشهيرة، ثم عاد ذلك الشخص بعد ساعات ليجده ما زال يعالج نفس تلك التفاصيل فقال له ما معناه:

"لقد صرفتَ ساعات طوال على تفاصيل لا جدوى منها فلماذا تهدر وقتك الثمين على أمور تافهة؟"

فأجابه النحات العبقري:

"إن ما تدعوها أموراً تافهة هي التي تصنع الإتقان، والإتقان ليس أمراً تافهاً."

-----

وقفة مع الخير

الخير كلمة جميلة تحمل في تضاعيفها توقعات مبهجة وأمانيَ طيبة، ولها وقع مستعذب في الأدعية المحببة والمبادلات الاجتماعية الودية والتأكيدات الإيجابية مثل "الله يبعث الخير" و"كثر الله خيركم" و"زادكم الله خيراً" و"يا وجه الخير" و"خيرات الله" و"فاضت الخيرات" و"جزاكم الله خيراً" و"الخير لقدام" و"الخير كثير" و"خير إن شاء الله"، وغيرها.

ومع أن المعنى الرئيسي للخير الذي يتبادر إلى الذهن هو الغنى والبحبوحة واليسر ورغد العيش وسعة ذات اليد، إلا أن الخير في تقديري المتواضع لا يقتصر على النواحي المادية وحسب، فهناك خيرات معنوية لا تقل قيمة وأهمية عن نظيراتها المادية، فالقناعة خير وكذلك المحبة والفهم وسعة الأفق وحسن التدبير والتصرف السليم والتفكير الخلاق وهدم الحواجز النفسية وبناء جسور التفاهم وتعزيز الألفة والتوجهات الحكيمة والاهتمام الصادق بالآخرين.. كلها خيرات وإذا ما تضافرت تزداد زخماً وتجلب المزيد من الخير لمحبي ومقدري الخير على أكثر من صعيد.

-----

ليكن لأحبتنا المفارقين في ذاكرتنا نصيب وفي قلوبنا حب لا يموت. فالذكريات العزيزة تبقيهم قريبين منا والمحبة التي تخترق الحجب وتقرب المسافات وتمنح الراحة والعزاء لمانحيها ومتقبليها على حد سواء هي بمثابة الجمر الحي المتوهج في مواقد القلوب.

ليغمر الرحمن أرواح أولئك الأحبة بفيض من الرضوان والسعادة وليقربهم منه ويشملهم بعطفه وحمايته، فالذين يحظون بحمى الله وجيرته هم من الآمنين ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

January, 2017

------