عناقيد من كروم الوعي الروحي

نظم #محمود_عباس_مسعود

يا أيها الوعيُ الذي يحيا بنا وبه نعيشْ

أحسـّـكَ في عمقيَّ وصدريَ بكَ يجيشْ.

ما أنتَ بالنائي ولن تنفصلَ عن مهجتي

وكلما قاربتكَ تزداد عمقاً بهجتي.

ما أنتَ إلا ذاتيَّ، ولستَ عني بالغريبْ

لأنكَ تحيا بيَّ كالنسغ ِ في الغصن الرطيبْ.

وإذا اقتربتُ خطوة ً منكَ تجيءُ مهرولا

نحوي لكيما نلتقي وتسيرُ بي نحوَ العُلى.

يا وعي يا نبض الإله ِ الخافق ِ في ذاتيَّ

أنا لكَ منذ البداية ْ مثلما أنتَ ليَّ.

وأراكَ في عين البصيرة ِ ماكثاً دوماً معي

تشدو لي شدواً رخيماً أو تكفكفَ أدمعي.

وإذا اكفهرَ الجوُ أو تلبّدَ بالغيومْ

تنثرْ نجومكَ في سمائي وفي فضائيَ تحومْ.

لا لم تغبْ عني ولو لثانية ٍ ولحظة ْ

لأنكَ تغمرني وبالسعادة ِ منكَ أحظى.

يا همسة ً أطلقها في الكون ِ رب العالمين ْ

ونغمة ً علوية ً فيها الرجاءُ واليقينْ.

تشدُّ دوماً أزرنا، تأتي بنا إلى الطريقْ

لأنكَ روحُ الوفاء ِ وهل سواكَ من صديقْ ؟

وأنكَ الدرُ الثمينُ، وإنكَ كنز الكنوزْ

من صاحَبكْ يا وعي بالغبطة ْ يفوزْ.

رافقتنا منذ ُ الولادة ْ وستبقى معنا للأبدْ

حتى لدى ارتحالنا بأمر الواحد الأحد.

يا وعي يا قـَبـَسَ الضياء ِ ومبعثَ كل الهناءْ

لا العتمة ُ تقدرْ عليكَ ولا يحيقُ بكَ الفناءْ

متصلٌ أنتَ مع الذي أبدَعكَ من نوره ِ

فيكَ مزاياهُ العظيمة ْ مع بحار ِ سروره ِ

من يطلبُ خبزَ الحياة ِ لقلبه ِ ولعقله ِ

تمنـَحـَهُ سؤلَ الفؤادِ، مباركاً بحقله ِ

يا وعي يا صوتَ الضمير الحيّ في الرجل الشريفْ

وخفقة َ الوجدان ِ والتحنان ِ والحس اللطيف ْ

من يعرفكْ لا يعرفُ الخديعة َ والإلتواءْ

لأنكَ روحُ الشهامة ِ والكرامة ِ والإباءْ

من يعرفكْ يمشي بنور الله ِ ليلا ً مع نهارْ

لا يرهبُ قوى الظلام ِ ولا يحيق به الدمارْ

فبكَ حضور الله ُ مع ملائكة ِ السماءْ

وبكَ انطلاقُ النفس الطاهرة ْ نحو العلاءْ

ونورُكَ يهدي إلى الدروب ِ المفضية ْ إلى السلامْ

ومن يعشُ بنورك َ يأبي التخندقَ في الظلامْ

يا نغمة َ الأمل ِ المشع ِ وهمسة َ الحبْ النقي

في بحركَ تحلو السباحة ُ ومن مياهكَ نستقي.


مستقاة من أفكار المعلم #برمهنسا_يوغانندا