إيقاظ القوى الباطنية

للمعلم برمهنسا يوغانندا

ترجمة محمود عباس مسعود


عندما نشرع بفهم الإنسان فهماً صحيحاً وتاماً ندرك أنه ليس آلية فيزيقية بسيطة، إذ بداخله تكمن قوى عديدة يستخدم بعضاً منها بما يلائم وضعه واحتياجاته في هذا العالم. لكن غير المستخدَم من تلك القوى أعظم بكثير مما يظن الشخص العادي.

عندما يقول لي أحدهم أنه لا يستطيع القيام بهذا العمل أو ذاك لا أصدقه، لأن كل ما ينوي عمله يمكنه القيام به إن هو وطـّن نفسه على ذلك.

الله هو كل ما في الكون من قوى، وصورته المباركة كامنة بك. إنه على كل شيء قدير، وعندما تتوكل عليه وتسترشد بهديه تزداد قوتك وتتعزز إرادتك وتمتلك الحكمة والبصيرة وسعة الحيلة.

لديك قوىً سامية ومواهب ثمينة هاجعة في أعماق كيانك. قد تمتلك نيراناً لاهبة من الطموح ومع ذلك لا تستخدمها.

لا تسمح لنفسك بأن تصبح ضحية العالم وحبائله. يجب أن تمتلك زمام أمرك وتوقظ قواك الباطنية وتسيّر سفينة حياتك إلى بر الأمان.

ولا تسمح لنفسك بالإنحدار إلى قاع التسويف والخمول. انهض من إغفاءة الواقع العادي الممل وانطلق نحو آفاق الحياة الراقية حيث الإنجاز والفرح والسلام.

الحياة تعج بالمحبَطين، فلا تكن أحدهم.

في داخلك إمكانات جبارة بانتظار استثمارها وأنت الوحيد القادر على تفعيلها والإستفادة منها.

قلائل هم المهتمون بتنمية قواهم العقلية والروحية.

معظم الناس يعيشون بلا هدف ولا غاية، تحت رحمة الظروف.. تسيّرهم عادات خاطئة ومفاهيم مغلوطة.. لقد آن الأوان كي يستعمل المرء سيف الحكمة لتقطيع الحبال المتينة التي تبقيه مقيّداً رغم إرادته.

اعتبر التحديات التي تواجهك فرصاً لتحسين أحوالك وأوضاعك. عندما تمر بصعوبات وتجارب الحياة تتمرد وتتساءل عن السبب من حدوث ذلك لك. ولكن يجب أن تنظر إلى كل صعوبة على أساس أنها مِعوَلٌ للحفر في تربة الوعي واستخراج ينبوع القوة الروحية الكامنة في ذاتك.. كل صعوبة يجب أن تكشف عن القوى الهاجعة في كيانك.. تلك القوى المتجددة التي لا تعرف التناقص أو النضوب ما دمت تستخدمها استخداماً صحيحاً.. (من لهُ يُعطى فيزداد قوة.. وسيعطيك ربك فترضى!)

لا تظن أنك ضعيف وغير قادر على مواجهة ظروف الحياة مهما كانت صعبة وقاسية. لقد أودع الله بك قوىً كفيلة بالتغلب على كل التحديات اليومية. وتذكر أنه مهما كانت صعوباتك كبيرة لديك ما يكفي من القوة للتعامل معها. الله معك وسيعضدك ما دمت تؤمن به وتصمد صمود الشجعان في معركة الحياة.

تجارب الحياة الصعبة لا تأتي لكي تشل إرادتنا وتهزمنا، بل لتشحذ عزمنا وتعزز إيماننا بالله وثقتنا بأنفسنا.

الضعفاء يرفعون الراية البيضاء ويعلنون استسلامهم كما لو كانت تلك التجارب والتحديات قوىً مدمرة لا تـُقهر..

الموقف النفسي الصحيح كفيل بتنشيط القوى الباطنية للتعامل بفعالية مع الحياة وتجاربها.

إن لم يتصارع الشخص مع شخص أقوى منه لن يصبح قوياً. وبالمثل عندما تواجه صعوباتك بجرأة وبقوة روحية تصبح أكثر قوة ومنعة.

عقولنا هي جزء لا يتجزأ من وعي الله الكلي. وتحت موجة وعينا يقبع محيط وعيه اللانهائي. عندما تنسى الموجة أنها جزء من المحيط الأعظم تفصل ذاتها عن تلك القوة الأوقيانوسية. ونتيجة لذلك أصبحت عقول الناس ضعيفة بفعل القيود المادية ولم تعد قادرة على العمل المثمر والإنتاج الوفير.

عندما تنفض العقول عنها غبار الجهل وتقطع القيود المكبلة لقواها ستصبح أكثر قدرة على الإبداع والتفاعل بإيجابية مع الحياة.

عندما تتمسك بفكرة معينة وتشحنها بإرادة قوية تتحول تلك الفكرة إلى قوة ديناميكية.. وعندما يصبح الفكر ديناميكياً يتمكن – بعونه تعالى – من خلق المناخ الملائم للنجاح طبقاً للخريطة غير المنظورة المرتسمة في الذهن.

يفشل الناس لأنهم يستسلمون دون مقاومة بدلا من المقاومة دون استسلام. يجب تمرين قوة الإرادة..

وإذا عزمت فانطلق باسم الله كاللهب المبارك الذي يحرق كل العوائق والعراقيل ويحيلها إلى رماد.

والسلام عليكم


www.swaidayoga.com