طمأنينة النفس: خاطرة

عندما تفقد الهموم الحارقة حرارتها

تبزغ الطمأنينة برداً وسلاماًً.

إنها الصارية البيضاء لقارب الحياة

يملؤها نسيم السعادة الدائمة، الخالية من الإثارة

فتدفع القارب دفعاً رفيقاً على صفحة بحيرة الرضى.

الطمأنينة هي نهر القناعة

المنساب رقراقاً في اتجاه بحر السكينة

بمعزل عن أمواج الهموم.

إنها مظلة الروح

المنتشرة فوق عقل الإنسان وقلبه

لتقي أفراح حياته، صغيرها وكبيرها

من أمطار الخوف والقلق.

إنها النغمة السماوية

المنبثقة من قيثارة الحياة.

وهي الملح المقدس

على مائدة العمر،

والرذاذ المتطاير من شلالات الإنجاز

وهي المزاج الرائع الرائق

الذي به تساس مملكة النفس

بوئام وانسجام.

الطمأنينة ليست حكراً على الخلوات المنعزلة

ولا هروباً من الجلبة والضوضاء.

بل تأتي إلى حيث ترحب بها القلوب

وتمكث حيث تأنس بها النفوس

بغض النظر عن الزمان والمكان.

إنها زهرة رقيقة حساسة

لا تتحمل اللمسات الخشنة

بل تحيا وتزهر وتزدهر

إن هي سقيت بمياه الطيبة المنعشة.

الطمأنينة هي بحيرة الشعور الساجية

الخالية من تغضنات الأحزان

التي تذرف دموع الخوف

لأقل هبّة من هبّات الجزع والكدر.

عندما تغطي صفحة النفس المطمأنة

طبقة من الثلج الأبيض الناصع النقي:

ثلج الهدوء وراحة الضمير

فلن تقوى عواصف المخاوف وأعاصير الهموم

على تعكير الصفاء والسكينة

تحت هذه الطبقة الصلدة اللامعة

لهذا التلألؤ المبارك الوضاء.

والسلام عليكم

إعداد وترجمة: محمود عباس مسعود