موشح لاح بدر التم - تلحين الشيخ محمود صبح
مقام حجازكار - إيقاع سماعي ثقيل 8/10
لاح بدر التم في روض الملاح
يملأ الأكوان أنسا وانشراح
يا قوام البان يا نور الصباح
لست أخشى إن لحاني فيك لاح
غن لي أيها الشادي الرخيم
حيث طاب الوصل واعتل النسيم
واسقني الصهباء صرفا يا نديم
في رياض الأنس مع حور وراح
1. يسير اللحن في المقام الأساسي، حجازكار، لثلاثة مقاطع، الأول والثاني والرابع
2. في المقطع الثالث يتغير المقام إلى حجازكاركورد ثم إلى نهاوند ثم راست مع صعود وهبوط متكرر خلال التنقل بين المقامات، على حساب الطرب أحيانا، قبل أن يعود إلى المقام الأساسي في ختامه، وفيه يصل إلى أعلى درجة
3. المساحة الصوتية
أدنى درجة: قرار / لا بيمول
أعلى درجة: جواب / لا الطبيعية (جواب الحسيني / منطقة سوبرانو)
الأداء بين نسختين
لدينا تسجيلان لهذا الموشح بنفس اللحن أحدهما بصوت الملحن والآخر بصوت المطربة لور دكاش. وسنعرض فيما يلي شرحا للأداء ومقارنة سريعة
لاح بدر التم / غناء لور دكاش
يحمل أداء الفرقة سمات الأربعينات حيث كبر التخت الصغير إلى فرقة كبيرة، وزاد عليها فريق الكورس
لماذا قررت لور دكاش غناء هذا الموشح الصعب؟ ربما أدركت أنه يمثل تحديا في الصوت والأداء وأرادت أن تثبت نجاحها فيه، فهل نجحت؟
1. في الواقع لم تقم لور بخوض التجربة الصوتية مباشرة كما خاضها الشيخ صبح الذي وقع في عدة أخطاء، لكنها لجأت إلى طريقة أكثر ذكاء لإنجاح العمل
2. قامت بالغناء بالتبادل مع الكورس في المقاطع المتشابهة (الأول والثاني والرابع) بنجاح تام مع أداء سليم في المنطقة المنخفضة
3. في المقطع الثالث الصعب أضافت تغييرين هامين
* خفض أعلى درجة نصف تون فأصبحت لا بيمول بدلا من لا الطبيعية
* ترك مهمة الغناء في الدرجات العليا للكورس
4. نجح الكورس في أداء مهمته، أي تفوق على أداء الملحن، وكان يمكنها التأكد من ذلك قبل التسجيل، بينما أفلتت المغنية من هذا المنطقة
5. يظهر من هذا أن من بين أفراد الكورس، أو كلهم، من تمتع بصوت جيد ومساحة واسعة، لكن ليس بالحظ الكافي لكي يصبح مطربا مستقلا
لاح بدر التم / غناء محمود صبح
يشير أداء فرقة الشيخ صبح إلى عشرينات القرن العشرين حيث أنه يشبه كثيرا أداء الفرق التي صاحبت سيد درويش في أدواره
1.أداء جيد لمقطعين (خانتين) بعض الغلظة في الصوت في الدرجات السفلى، مع تكرار نفس الأداء في المقطع الرابع والأخير
2.يشهد المقطع الثالث (الدور) تنقلا بين المقامات، لكن "للصوت حدود". فقد وضع الملحن لحنا صعب الأداء على أي مطرب، لأنه تجاوز حدود الصوت البشري الطبيعي التي لا يستطيع تخطيها إلا محترفي الغناء الأوبرالي
3.يقدم الشيخ صبح في هذا الموشح نموذجا للتحدي وكأنه يقول من يستطيع أداء هذا؟ لكنه وقع في نفس الفخ الذي نصبه للآخرين، فلم يتمكن من الأداء السليم وخانه صوته في أكثر من موضع، وتعرض إلى "شرخ" حاد في الدرجات العليا تسبب في سوء الأداء
4.الحقيقة أن قبول تسجيل اسطوانة بهذا الشكل، دون محاولة الإعادة والإجادة، معناه اعتراف بأنه لم يكن في الإمكان أفضل مما كان. وكما كان التسجيل شاهدا للمطرب في المنطقة الصوتية الوسطى كان شاهدا عليه خارجها، في القرار والجواب
5.الأعجب أن المغني هو الذي وضع اللحن بنفسه ولنفسه، ومع ذلك وقع في الخطأ بعدم مناسبة حدود اللحن لحدود صوته