Sabah Fakhri صباح فخري
صباح فخري 1933 - 2021
فنان كبير ومطرب من العيار الثقيل تمتع بصوت معبر وقدرات هائلة ساعدته في إتقان الغناء العربي الأصيل خاصة ألحان التراث.
ينتمي صباح فخري إلى مدينة حلب شمال سوريا التي تنسب إليها "القدود الحلبية"، وهي ألحان تراثية ظلت تردد على مدى أجيال محتفظة بجمال ألحانها وثباتها رغم تغير الكلمات المصاحبة لها
لكنه لم يكتف بأداء القدود بل درس الموسيقى في معهد الموسيقى الشرقي بدمشق وتخرج منه عام 1948 ونشط منذ ذلك الوقت في حفظ التراث الفني، وسار في رحلة شاقة ينقب عن كنوز الموسيقى العربية الأصيلة ويقدمها في صورة بهية للجمهور االعربي في كل مكان. وكلف نفسه عناء البحث والتدرب مع فرقته الموسيقية لسنوات طويلة قدم خلالها أفضل كلاسيكيات الموسيقى العربية من القصائد والأدوار والموشحات وأعاد إليها رونقها الطربي ومزاجها العربي. وحين ذاع صيته قام برحلات إلى دول عديدة عربية وأجنبية قدم خلالها حفلاته ونال عدة جوائز تقديرا لفنه كما تقلد منصب نقيب الفنانين في سوريا
صباح فخري
دور إمتى الهوى (أم كلثوم)
مقام هزام
ألحان زكريا أحمد
غنى صباح فخري ألحان محمد عثمان وعبده الحامولي من رواد القرن التاسع عشر كما غنى ألحان سيد درويش وزكريا أحمد من رواد القرن العشرين إلى جانب ألحان الفولكلور العربي من الطقاطيق والمواويل والقدود
لم يهتم صباح فخري كثيرا، كغيره من المطربين، بتقديم ألحان جديدة فقد كان يعشق الطرب وألحان الطرب وأصبحت ألحان التراث هي رسالته الأهم والأكبر، وبقي مخلصا لنهج مدينته حلب في الحفاظ على التراث وتقديمه للأجيال الجديدة
وبينما كان هم المطربين الآخرين إصدار "ألبومات" بكلمات جديدة وألحان حديثة، كانت إصدارات صباح فخري مطبوعة بطابع القديم أو "الشرقي الأصيل" الذي يتجذر في وجدان الجمهور العربي لتاريخ طويل، وكان دائما مادة حية لا تتقادم
وكانت حفلاته الغنائية تعد احتفالات أكثر منها حفلات، حيث مشاركة الجمهور واندماجه وإعجابه غير المحدود، مما جعل منها مناسبات جماهيرية حقيقية لإحياء التراث
من سمات صوته القوة والثبات والمساحة العريضة واهتم بالدقة في التفاصيل مثل أداء العُرب والحليات والقفلات الصعبة وإظهار الموازين. واحتفظ في حفلاته وتسجيلاته بتقليد قديم هام كان يتبعه المطربون القدامى وهو التمهيد للحن الأساسي بسلسلة من الألحان القصيرة والتقاسيم تشترك في المقام الموسيقي الهدف منها "تركيز المقام" أو يالتعبير الدارج الوصول بالمقام إلى درجة "السلطنة"
ومما يدل على خبرته ودراسته أنه كان يختار مقاما أساسيا للوصلة الغنائية، فيقدم ألحان برنامجه من نفس المقام دائما، وإن اختلف فإلى أقرب مقام له مع مراعاة العودة إلى المقام الأصلي .. هذه كلها تقاليد فنية قديمة اختفت مع الأيام بسيطرة "عصر السرعة" على كل شيء، لكن هذا المطرب القدير استطاع أن يحجز لها مكانا قريبا من الأسماع والنفوس في كل مناسبة
ولد الفنان صباح فخري في 2 مايو 1933 ورحل في 2 نوفمبر 2021، لكن فنه سوف يبقى .. معطرا بالطرب الجميل والذوق العربي الأصيل