موسيقى يوم سعيد - محمد عبد الوهاب

يوم سعيد.wmv

موسيقى يوم سعيد

محمد عبد الوهاب

مقام راست 1939

تحليل موسيقي / د.أسامة عفيفي 

ارتبطت موسيقى يوم سعيد بفيلم بنفس الاسم لعبد الوهاب عام ظهر في أوائل عام 1940 واختتم بها حلقة الثلاثينات من سلسلة طويلة من المقطوعات الموسيقية. تقاربت موسيقات الثلاثينات في الأفكار والأسلوب والطابع العام بقربها من الأشكال القديمة للموسيقى البحتة، بينما عبرت موسيقى الأربعينات والخمسينات عن فكر جديد وأسلوب مختلف قبل أن تصل موسيقى عبد الوهاب إلى ذروتها في الستينات

ولموسيقى يوم سعيد ذكرى خاصة حيث كانت من أوائل ما تعلمت من الموسيقى الشرقية، ولا زلت أذكر كيف كان الأستاذ عفيفي يلقنني أجزاء المقطوعة جزءا جزءا ويصبر حتى أجيد العزف. كنت لا أزال طفلا دون العاشرة، وكنت أتحايل على عزفها على البيانو مقام ماجير وهي أصلا من مقام الراست الشرقي غير الموجود على البيانو. ولكن لأغراض التعليم والتعلم كان الأستاذ عفيفي يجيز عزف بعض الموسيقات من مقامات قريبة، وكان الأهم عنده فهم كيف تتركب الموسيقى وإرجاء عزف المقام الأصلي باعتباره مسألة ذوقية. والواقع أن كثيرا من موسيقات الشرق يمكن عزفها على سلالم مختلفة بنفس التركيب، والأمثلة عديدة لذلك من موسيقى عبد الوهاب وسيد درويش

التكوين الفني والخصائص

هذه هي رابع مقطوعة لعبد الوهاب تقتصر على مقام واحد من البداية للنهاية. ورغم أن هذا يصب في صالح وحدة العمل وتجانس أجزائه إلا أنه قد يحبسه في إطار محكم قد يقيد حرية التعبير. وعلى المؤلف أن يختار بين هذا وذاك حسب رؤيته، فإن استطاع التعبير جيدا عن الفكرة بنفس المقام فقد أوجز وأنجز، حيث أن التغيير المقامي ليس مطلوبا كهدف بحد ذاته وإنما فقط كوسيلة تعبيرية  

تتشابه موسيقى "يوم سعيد" كثيرا في الشكل والأسلوب مع سابقتها "ألف ليلة" ويظهر ذلك في 

ولا يبقى بعد ذلك للاختلاف غير تغير المقام والإنهاء بالتسليم بدلا من الخانة الأخيرة. ولهذا تتصف هذه الموسيقات لعبد الوهاب وما تشابه معها قبل أو بعد ذلك بأنها موسيقى "تقليدية"، وأضع هذا الاصطلاح بين قوسين حتى لا يختلط بالمفهوم العام لوصف "تقليدي"، والمقصود أنها "تقلد" بعضها شكلا وأسلوبا وتسير على نفس النمط دون تقديم فكرة جديدة أو أسلوب مختلف

الخانة الأولى

الخانة الثانية

الخانة الثالثة 

ملامح من القديم

ملامح جديدة

تنضم مقطوعة "يوم سعيد" إلى مثيلات لها من موسيقات عبد الوهاب من ناحية التكوين مثل ألف ليلة، حبي، بنت البلد، ابن البلد، بلد المحبوب، عزيزة .. وهي مقطوعات موجودة على أجندة أي عازف شرقي، وأحبها هواة ودارسوا الموسيقى لعدة أسباب:

في عام 1939 يتوقف عبد الوهاب عن صناعة الموسيقى لعدة سنوات قدم خلالها مقطوعة واحدة بعد 15 مقطوعة قدمها خلال الثلاثينات ليستأنف مسيرة الموسيقى الحرة في الأربعينات بطابع جديد لكن إنتاجه الموسيقي عاد إلى غزارته المعهودة عام 1945، عرض وتحليل د. أسامة عفيفي، مؤلفات عبد الوهاب الموسيقية، يوم سعيد