همسة حائرة - محمد عبد الوهاب
قصائد عبد الوهاب - الكلمات واللحن والتحليل الموسيقي
همسة حائرة
شعر عزيز أباظة - ألحان وغناء محمد عبد الوهاب
مقام كورد 1946
تحليل موسيقي / د.أسامة عفيفي
يقدم لنا عبد الوهاب "همسة حائرة" لشاعر جديد في قائمة شعراء عبد الوهاب وهي قصيدة اتسمت بالغنائية الشعرية التي اشتهر بها الشاعر عزيز أباظة
ورغم أنها تصف حالة عاطفية ومشاعر إنسانية إلا أنها تحذو حذو الشعر العربي القديم في ربط الموقف بالمكان والزمان لتتحد جميعها في تكوين مشهد متكامل
الموسيقى
تضم القصيدة المكونة من 12 بيتا 3 مقاطع موسيقية مميزة هي
المقدمة مقام كورد
فاصل مقام حجاز بعد الأبيات الثلاثة الأولى
فاصل مقام شاهناز قبل الأبيات الثلاثة الأخيرة وجميعها مقاطع صغيرة تؤكد سيطرة الغناء على جو القصيدة كلها
اللحن
1. يتسيد الطرب جميع مشاهد القصيدة ويجمعها في نسيج متجانس يتماشى مع موضوع القصيدة العاطفي
2. يبدو أن عبد الوهاب هذه المرة قد وقع في أسر النظم وتوقيعه وتفاعيله، فهو يغني، رغم الطرب الهائل، وكأنه يقرأ القصيدة .. الكلمات تتدفق كما كتبها الشاعر، والأبيات تتوالى بدون توقف فيما عدا الفاصلين الموسيقيين
3. القصيدة بهذا الشكل تعد نموذجا لتلحين الموضوع بالكامل دون التوقف كثيرا عند مقاصد وتعبيرات الأبيات والشطرات. والواقع أن النص بعد الأبيات الثلاثة الأولى يكاد يكون أوجها متعددة لمشهد واحد من أول البيت الرابع "هل تذكرين .." وحتى النهاية، وبالتالي فإن فصل الأبيات بعد البيت الثالث جاء منطقيا وطبيعيا، كما يساير توالي غناء الأبيات بعد ذلك كونها تعبر عن نفس المشهد
اختار الملحن أن يدخل فاصلا موسيقيا آخر تمهيدا لغناء الأبيات الثلاثة الأخيرة، ويبدو أنه قد رأى فيها تعليقا على المشهد أكثر منها وصفا له بما يستحق تغيير خط اللحن
4. رغم أنه أنهى اللحن بمقام الكورد الرقيق الذي بدأ به القصيدة إلا أنه في البيت " لم نعتنق والهوى يُغري جوانحنا .. وكم تعانقَ روحانا وقلبانا" يغني من مقام الحجاز بعاطفة أكثر، وقد وضع في هذه الجملة شخصية عبد الوهاب المميزة وأسلوبه البالغ التأثير في التلحين والأداء
يا مُنيةَ النفس ما نفسي بناجية وقد عصفتِ بها نأيًا وهِجرانا
أضنيتِ أَسوانَ ما ترقا مدامعهُ وهِجْتِ فوق حشايا السُّهْد حيرانا
يبيت يُودِع سمعَ الليل عاطفةً ضاق النهار بها سَترًا وكتمانا
***
هل تذكرين بشطّ النيل مجلسنا نشكو هوانا فنفنَى في شكاوانا
تنساب في همسات الماء أنّتُنا وتستثير سكونَ النهر نجوانا
وحولنا الليل يطوي في غلائله وتحت أعطافه نشوى ونشوانا
لم يشهد الغاسقُ الفضيُّ قبلهما إلْفَيْنِ ذابا تباريحًا وأشجانا
نكاد من بهجة اللقيا ونشوتها نرى الدُّنَى أيكةً والدّهرَ بستانا
ونحسب الكون عش اثنين يجمعنا والماءَ صهباءَ والأنسامَ ألحانا
***
لم نعتنق والهوى يُغري جوانحنا وكم تعانقَ روحانا وقلبانا
نُغضِي حياءً ونغضي عفةً وتُقًى إن الحياء سِياجُ الحب مُذْ كانا
ثم انثنينا وما زال الغليلُ لظًى والوجدُ محتدمًا والشوقُ ظمآنا